المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة التوبة قال ابن الجزري: وكسر لا أيمان كم .......... … .......... المعنى: - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: ‌ ‌سورة التوبة قال ابن الجزري: وكسر لا أيمان كم .......... … .......... المعنى:

‌سورة التوبة

قال ابن الجزري:

وكسر لا أيمان كم ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «لا أيمن» من قوله تعالى: فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ (سورة التوبة آية 12).

فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» «لا ايمن» بكسر الهمزة، على أنه مصدر «آمنته» من «الأمان» أي: لا يوفون لأحد بأمان يعقدونه، ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى عنهم: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً (سورة التوبة آية 10). ويجوز أن يكون مصدرا من «الإيمان» الذي هو التصديق، أي هم لا إيمان لهم بل هم كفار، بدليل قوله تعالى: فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ.

وقرأ الباقون «لا أيمن» بفتح الهمزة، على أنه جمع «يمين» ودليل ذلك قوله تعالى قبل: إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (آية 4) والمعاهدة تكون بالأيمان، ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى بعد: أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ (آية 13).

قال ابن الجزري:

.......... مسجد حق

الأوّل وحّد ..........

المعنى: اختلف القراء في لفظ «مسجد» الأوّل من قوله تعالى: ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ (سورة التوبة آية 17).

ص: 275

فقرأ مدلول «حق» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «مسجد» بالتوحيد، لأن المراد به المسجد الحرام. ويؤيّد هذا قوله تعالى بعد: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ (سورة التوبة آية 19).

وقرأ الباقون «مسجد» بالجمع، على أن المراد جميع المساجد، ويدخل المسجد الحرام من باب أولى، ويؤيد هذا قوله تعالى بعد: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (آية 18).

تنبيه: «مسجد» الثاني من قوله تعالى: إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (آية 18)، اتفق القراء العشرة على قراءته بالجمع، لأن المراد جميع المساجد.

قال ابن الجزري:

..........

.......... وعشيرات صدق

جمعا ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «وعشيرتكم» من قوله تعالى: قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ (سورة التوبة آية 24).

فقرأ المرموز له بالصاد من «صدق» وهو: «شعبة» «عشيراتكم» بألف بعد الراء، على الجمع، لأن كل واحد من المخاطبين عشيرة. والعشيرة:«القبيلة» ولا واحد لها من لفظها، والجمع:«عشيرات، وعشائر» .

وقرأ الباقون «وعشيرتكم» بغير ألف على الإفراد، لأن «العشيرة» واقعة على الجمع، لإضافتها إلى الجمع، أي عشيرة كلّ منكم فاستغني بذلك عن الجمع.

قال ابن الجزري:

.......... عزير نوّنوا رم نل ظبى

..........

ص: 276

المعنى: اختلف القراء في «عزير» من قوله تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ (سورة التوبة آية 30).

فقرأ المرموز له بالراء من «رم» والنون من «نل» والظاء من «ظبى» وهم:

«الكسائي، وعاصم، ويعقوب» «عزير» بالتنوين، وكسره حال الوصل، على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين، ولا يجوز ضمه «للكسائي» على مذهبه حيث يقرأ بضم أوّل الساكنين، لأن ضمة نون «ابن» ضمة إعراب، فهي ضمة غير لازمة.

و «عزير» وإن كان اسما أعجميّا إلا أنه صرف لخفّته، مثل:«نوح ولوط» . وقيل: صرف لأنه جاء على صورة الأسماء العربية المصغّرة، مثل:

«نصير، وبكير» فلما أشبهها نوّن وصرف، وإن كان في الأصل أعجميّا. وحينئذ يعرب «عزير» مبتدأ، و «ابن» خبر، ولفظ الجلالة «الله» مضاف إليه، والجملة في محلّ نصب مقول القول.

وقرأ الباقون «عزير» بضم الراء، وحذف التنوين، لأنه اسم أعجمي ممنوع من الصرف.

وحينئذ يعرب «عزير» مبتدأ، و «ابن» صفة، ولفظ الجلالة مضافا إليه، وخبرا لمبتدإ محذوف، والتقدير:«معبودنا» والجملة في محل نصب مقول القول.

قال ابن الجزري:

..........

عين عشر في الكلّ سكّن ثغبا

المعنى: اختلف القراء في إسكان، وفتح «عين عشر» في جميع القرآن نحو قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً (سورة التوبة آية 36).

وقوله تعالى: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً (سورة يوسف آية 4). وقوله تعالى:

عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (سورة المدثر آية 30).

فقرأ المرموز له بالثاء من «ثغبا» وهو: «أبو جعفر» «اثنا عشر» بإسكان

ص: 277

العين، ومدّ الألف مدّا مشبعا لأجل الساكن، لأنه حينئذ أصبح من باب المدّ اللازم. وقرأ «أحد عشر، تسعة عشر» بإسكان العين أيضا، كل هذا حالة وصل:«اثنا، أحد، تسعة» ب «عشر» . أمّا إذا أراد الابتداء على وجه الاختبار ب «عشر» فإنه حينئذ يبتدئ بفتح العين.

وقرأ الباقون كل ذلك بفتح عين «عشر» وصلا، وبدءا. والفتح، والإسكان لغتان صحيحتان، ولا يلتفت لمن طعن على قراءة «أبي جعفر» نظرا لالتقاء الساكنين وصلا، فقد سمع ذلك عن العرب في قولهم:«التقت حلقتا البطان» بإثبات ألف «حلقتا» .

وورود القراءة من أقوى الأدلة على صحة ذلك لغة، لأن القرآن الكريم أنزل بلسان عربي مبين.

قال ابن الجزري:

يضلّ فتح الضاد صحب ضمّ يا

صحب ظبا ..........

المعنى: اختلف القراء في «يضل» من قوله تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا (سورة التوبة آية 37).

فقرأ مدلول «صحب» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يضلّ» بضمّ الياء، وفتح الضاد، وهو مضارع مبني للمفعول من «أضلّ» الرباعي، على معنى: أن كبراءهم يحملونهم على تأخير حرمة الشهر الحرام، فيضلونهم بذلك، و «الذين كفروا» نائب فاعل.

وقرأ المرموز له بالظاء من «ظبى» وهو: «يعقوب» «يضلّ» بضم الياء، وكسر الضاد، على البناء للفاعل، وهو مضارع من «أضلّ» أيضا، والفاعل ضمير يعود على «الله» المتقدم ذكره في قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً (آية 36) و «الذين كفروا» مفعول.

وقرأ الباقون «يضلّ» بفتح الياء، وكسر الضاد، على أنه مضارع «ضلّ»

ص: 278

الثلاثي مبني للفاعل، و «الذين كفروا» فاعل، وأسند الفعل إلى الكفار، لأنهم هم الضالّون في أنفسهم بذلك التأخير، ولأنهم يحلّون ما حرّم الله.

قال ابن الجزري:

..........

..... كلمة انصب ثانيا

رفعا ومدخلا مع الفتح لضم

يلمز ضمّ الكسر في الكلّ ظلم

المعنى: اختلف القراء في ثلاث كلمات وهي:

1 -

«كلمة» الثانية، وهي المضافة إلى «الله» من قوله تعالى: وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا (سورة التوبة آية 40).

2 -

«مدخلا» من قوله تعالى: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (سورة التوبة آية 57).

3 -

«يلمز» حيثما وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ (سورة التوبة آية 58). وقوله تعالى: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ (سورة التوبة آية 79). وقوله تعالى: وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ (سورة الحجرات آية 11).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظلم» وهو: «يعقوب» «وكلمة الله هي العليا» بنصب التاء، عطفا على «كلمة» الأولى الواقعة مفعولا ل «جعل» وجملة «هي العليا» في محلّ نصب مفعول ثان.

وقرأ الباقون «كلمة الله» برفع التاء، على الابتداء، وجملة «هي العليا» في محلّ رفع خبر المبتدإ.

وقرأ «يعقوب» «مدخلا» بفتح الميم، وإسكان الدال مخففة، على أنه اسم مكان من «دخل يدخل» الثلاثي.

وقرأ الباقون «مدّخلا» بضم الميم، وفتح الدال مشدّدة، على أنه اسم مكان من «ادخل» على وزن «افتعل» . والأصل «مدتخلا» فأدغمت الدال في

ص: 279

التاء، للتجانس بينهما إذ يخرجان من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا. كما أنهما مشتركان في الصفات الآتية: الشدّة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات.

وقرأ «يعقوب» «يلمزك، يلمزون، تلمزوا» بضم الميم، على أنه مضارع «لمز يلمز» من باب «نصر ينصر». واللمز: الاغتياب، وتتبع المعاب.

وقرأ الباقون الألفاظ الثلاثة بكسر الميم، على أنه مضارع «لمز يلمز» من باب «ضرب يضرب» .

قال ابن الجزري:

يقبل رد فتى ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «تقبل» من قوله تعالى: وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ (سورة التوبة آية 54).

فقرأ المرموز له بالراء من «رد» ومدلول «فتى» وهم: «الكسائي، وحمزة، وخلف العاشر» «يقبل» بالياء، على تذكير الفعل، لأن «نفقتهم» تأنيثها غير حقيقي.

وقرأ الباقون «تقبل» بالتاء، على تأنيث الفعل، وذلك لتأنيث لفظ «نفقت» .

قال ابن الجزري:

.......... ورحمة رفع

فاخفض فشا ..........

المعنى: اختلف القراء في «ورحمة» من قوله تعالى: قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ (سورة التوبة آية 61).

فقرأ المرموز له بالفاء من «فشا» وهو: «حمزة» «ورحمة» بخفض التاء، على أنه معطوف على «خير» أي هو «أذن خير، وأذن رحمة» .

ص: 280

وقرأ الباقون «ورحمة» برفع التاء، على أنه معطوف على «أذن» أي هو أذن خير ورحمة للمؤمنين. ويجوز أن يكون «ورحمة» خبرا لمبتدإ محذوف، أي وهو رحمة.

قال ابن الجزري:

..........

... يعف بنون سمّ مع

نون لدى أنثى تعذّب مثله

وبعد نصب الرفع نل ....

المعنى: اختلف القراء في «نعف، نعذب، طائفة» من قوله تعالى: إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً (سورة التوبة آية 66).

فقرأ المرموز له بالنون من «نل» وهو: «عاصم» «نعف» بنون مفتوحة، وضمّ الفاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على «الله» تعالى المتقدم ذكره في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ (آية 64).

وقرأ «نعذّب» بنون العظمة مضمومة، وكسر الذال مشددة، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على «الله» تعالى أيضا.

وقرأ «طائفة» بالنصب مفعولا به.

وقرأ الباقون «يعف» بياء تحتية مضمومة، وفتح الفاء، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل «عن طائفة» . وقرءوا «تعذّب» بتاء فوقية مضمومة.

وفتح الذال مشدّدة، على البناء للمفعول.

وقرءوا «طائفة» بالرفع نائب فاعل «تعذّب» .

قال ابن الجزري:

..........

.......... وظلّه

المعذرون الخفّ ..........

..........

ص: 281

المعنى: اختلف القراء في «المعذرون» من قوله تعالى: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ (سورة التوبة آية 90).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظلّه» وهو: «يعقوب» «المعذرون» بسكون العين، وكسر الذال مخففة، على أنه اسم فاعل من «أعذر» الرباعي.

وقرأ الباقون «المعذّرون» بفتح العين، وكسر الذال مشدّدة، وهذه القراءة توجيهها يحتمل أمرين:

الأول: أن تكون اسم فاعل من «عذّر» مضعّف العين.

والثاني: أن تكون اسم فاعل من «اعتذر» ثم أدغمت التاء في الذال، لوجود التقارب بينهما في المخرج، إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا، والذال تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.

كما أنهما مشتركان في الصفات الآتية: الشدة، والاستفال، والانفتاح، والإصمات.

قال ابن الجزري:

.......... والسّوء اضمما

كثان فتح حبر ..........

المعنى: اختلف القراء في «السّوء» من قوله تعالى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (سورة التوبة آية 98). ومن قوله تعالى: عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الموضع الثاني في سورة الفتح (آية 6).

فقرأ مدلول «حبر» وهما: «ابن كثير، وأبو عمرو» «السّوء» في الموضعين بضم السين المشدّدة.

وقرأ الباقون في الموضعين «السّوء» بفتح السين المشدّدة.

وجه قراءة الضم أن المراد ب «السّوء» : «الهزيمة والشر، والبلاء» وحينئذ يكون المعنى: عليهم دائرة الهزيمة، والشر، والبلاء. يقال: رجل سوء بضم السين، أي رجل شر، ومنه قوله تعالى: إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ (سورة النحل آية 27).

ص: 282