الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عاش ثمانين سنة [1] ، ومات في شوّال فرثاه الشّعراء فأكثروا [2] .
وولي بعده ابنه بهاء الدّولة أبو كامل منصور، فسارَ إلى السّلطان، وخلع عليه الخليفة أيضًا، وأعطاه الحِلَّة كأبيه [3]
-
حرف السين
-
114-
سعْد بن محمد بن يحيى [4] .
أبو المظفّر الجوهريّ الأصبهاني، المؤدّب الضرير.
حدَّث أيضًا في هذه السّنة عن عثمان البُرجيّ.
وعنه: مسعود، والرُّسْتُميّ.
وهو أخو سعيد شيخ السّاميّ.
115-
سُليمان بْن خَلَف بْن سعد بن أيّوب بن وارث [5] .
[1] وكان مولده سنة 394 هـ. وولي الإمارة سنة 408 هـ. وقيل إنّ سنة كان في ذلك الوقت أربع عشرة سنة. وأقام أميرا نيفا وستين سنة. (المنتظم، الوافي بالوفيات) .
وقال ابن خلكان: وكانت إمارته سبعا وستين سنة. وكان أبو الحسن علي بن أفلح الشاعر المشهور كاتبا بين يديه في شبيبته. (وفيات الأعيان 2/ 491) .
[2]
ومن شعره:
حدا الحادي بشعري حين ساروا
…
وبالأسحار بقظهم أنيني
وكنت علي فراقهم معينا
…
لذلك لم أجد صبري معيني
ومنه أيضا.
حبّ عليّ بن أبي طالب
…
للناس مقياس ومعيار
يخرج من في أصلهم مثل ما
…
تخرج غش الذهب النار
(الوافي بالوفيات 13/ 510) .
[3]
الكامل في التاريخ 10/ 121 و 150، وتوفي سنة 479 هـ. وستأتي ترجمته برقم (310) .
[4]
لم أجد مصدر ترجمته.
[5]
انظر عن (سليمان بن خلف) في: الإكمال 1/ 468، وقلائد العقيان 215، 216، والذخيرة لابن بسام ق 2 مجلد 1/ 94- 105، وترتيب المدارك 4/ 802- 808، والأنساب 2/ 19، و 20، والصلة لابن بشكوال 1/ 200- 202 رقم 454، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 442، 446، والزيادات على الأنساب المتفقة لأبي موسى الأصبهاني 158 رقم 12، وبغية الملتمس للضبي 302، 303، والمغرب في حلي المغرب 1/ 404، 405، وتاريخ قضاة الأندلس 95، ومعجم الأدباء 4/ 246- 251 رقم 79، واللباب 1/ 103، ووفيات الأعيان 2/ 408، 409، وفهرسة ما رواه عن شيوخه للإشبيلي 204، وخريدة القصر (قسم
الإمام أبو الوليد التُّجَيْبيّ [1] القُرْطُبيّ الباجيّ [2] .
صاحب التصانيف.
أصله بَطَلْيُوسيّ [3] ، وانتقل آباؤه إلى باجة، وهي مدينة قريبة من إشبيلية.
وُلد في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة.
أخذ عَنْ: يونس بْن عَبْد اللَّه بْن مُغيث، ومكّيّ بن أبي طالب، ومحمد بن إسماعيل، وأبي بكر محمد بن الحَسَن بن عبد الوارث، وجماعة.
ورحل سنة ستٍّ وعشرين، فجاور ثلاثة أعوام.
[ () ] شعراء الأندلس) ج 2 ق 2/ 337، 499، 500، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 10/ 115- 117 رقم 69، والروض المعطار 75، وملء العيبة للفهري 2/ 223، 225، والإعلام بوفيات الأعلام 195، والمعين في طبقات المحدّثين 136 رقم 1503، وسير أعلام النبلاء 18/ 535- 545 رقم 274، والعبر 3/ 280، 281، ودول الإسلام 2/ 6، وتذكرة الحفاظ 3/ 1178- 1183، والمشتبه في الرجال 1/ 40، و 2/ 2628، وتاريخ ابن الوردي 1/ 380، ومرآة الجنان 3/ 908، 109، والبداية والنهاية 12/ 122، 123، وفوات الوفيات 2/ 64، 65، رقم 173، والوافي بالوفيات 15/ 372- 374 رقم 520، والديباج المذهب 1/ 377- 385، والوفيات لابن قنفذ 255 رقم 474، وشرح ألفية العراقي 2/ 61، 62، وتبصير المنتبه 1/ 117، وتوضيح المشتبه 1/ 310، والنجوم الزاهرة 5/ 114، وطبقات الحفاظ 440، 441، وطبقات المفسّرين للسيوطي 14، وتاريخ الخلفاء، له 426، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 202- 207، ونفح الطيب 2/ 67- 85، وكشف الظنون 19، 20، 419، وشذرات الذهب 3/ 344، 345، وروضات الجنات 322، وإيضاح المكنون 1/ 48، 74، وهدية العارفين 1/ 397، وديوان الإسلام 1/ 231، و 232 ويضاح المكنون 1/ 48، 74، وهدية العارفين 1/ 397، وديوان الإسلام 1/ 231، 232 رقم 351، وشجرة النور الزكية 1/ 120، 121 رقم 341، والرسالة المستطرفة 207، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 250- 252، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 317، 318 رقم 656، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 98 رقم 992 وص 235 رقم 197، ومعجم المؤلفين 4/ 261.
[1]
التجيبيّ: بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق وكسر الجيم وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها في آخرها باء منقوطة بواحدة هذه النسبة إلى تجيب وهي قبيلة وهو اسم امرأة وهي أم عديّ وسعد ابني أشرح بن شبيب بن السكون. (الأنساب 3/ 24) .
[2]
الباجي: بالباء المفتوحة المنقوطة بنقطة من تحتها والجيم المكسورة بعد الألف. هذه النسبة إلى ثلاثة مواضع أحدها إلى باجة وهي بلدة من بلاد الأندلس. (الأنساب 2/ 18) .
[3]
بطليوسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة وسكون اللام وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى بطليوس وهي مدينة من مدن الأندلس من بلاد المغرب. (الأنساب 2/ 241) .
ولزِم أبا ذر، وكان يروح معه إلى السّراة [1] ، ويتصرف في حوائجه، وحمل عنه عِلمًا كثيرًا.
وذهب إلى بغداد، فأقام بها ثلاثة أعوام [2] . وأظنه قدِمها من على الشّام، لأنّه سمع بدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن الطُّبَيْز [3] ، وعليّ بن موسى السَّمْسار، والحسين بن جُمَيْع [4] .
وسمع ببغداد: أبا طالب عَمْر بن إبراهيم الزُّهْريّ، وعبد العزيز الأَزَجيّ [5] ، وعُبَيْد الله بن أحمد الأزهريّ، وابن غَيْلان، والصُّوريّ [6] ، وجماعة.
وأخذ الفقه عن: أبي الطّيّب الطّبريّ، وأبي إسحاق الشّيرازيّ.
وأقام بالموصل على أبي جعفر السِّمَنانيّ سنةً يأخذ عنه علم الكلام والأصول [7] .
وأخذ أيضًا عن القاضي: أبي عبد الله الحسين بن عليّ الصَّيْمري [8] الحنفي، وأبي الفضل ابن عَمْرُوس [9] المالكيّ، وأحمد بن محمد العَتِيقيّ، وأبي
[1] السّراة: الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة. وهي باليمن أخصّ. (معجم البلدان 3/ 204) .
[2]
الصلة 1/ 201.
[3]
الطبيز: بضم الطاء المهملة، وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة، والزاي آخر الحروف.
وقد توفي أبو القاسم بن الطبيز في حدود سنة 430 هـ. (المشتبه 2/ 418) .
[4]
هو: الحسين بن جميع الصيداوي المعروف بالسّكن. توفي سنة 437 هـ. انظر عنه في:
(معجم الشيوخ لابن جميع بتحقيقنا) .
وقد ورد في الأصل: «الحسن» ، والتصحيح من مصادر ترجمته في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 165- 172 رقم 509.
وانظر: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 242 ففيه رواية سليمان بن خلق عن ابن جميع.
[5]
تقدم التعريف بهذه النسبة.
[6]
هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي الصوري المتوفى سنة 441 هـ. (الصلة 1/ 201) .
[7]
الصلة 1/ 201.
[8]
الصيمريّ: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الميم، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى موضعين. أحدهما منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له «الصيمر» ، عليه عدّة قرى. منه أبو عبد الله المذكور. (الأنساب 8/ 127، 128) .
[9]
في الديباج المذهب 1/ 378 «عروس» ، وهو تحريف.
الفتح [1] الطَّناجِيريّ، ومحمد بن عبد الواحد بن رزمة [2] ، وطبقتهم.
حتّى برع في الحديث وبرز فيه على أقرانه، وأحكم الفقه وأقوال العلماء.
وتقدّم في علم النظر بالكلام.
ورجع إلى الأندلس بعد ثلاث عشرة سنة بعلومٍ كثيرة [3] .
روى عنه: الحافظ أبو بكر الخطيب، والحافظ أبو عمر بن عبد البَرّ، وهما أكبر منه، ومحمد بن أبي نصر الحُمَيْدِيّ، وعليّ بن عبد الله الصّقلّيّ، وأحمد بن عليّ بن غَزْلُون، وأبو عليّ بن سُكَّرَة الصَّدَفيّ، وابنه العلّامة الزّاهد أبو القاسم أحمد بن سُليمان، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد القاضي، وأبو بكر محمد بن الوليد الطُّرْطُوشيّ [4] ، وابن شبرين [5] القاضي، وأبو عليّ بن سهل السَّبْتيّ [6] ، وأبو بحر سُفيان بن العاص، ومحمد بن أبي الخير القاضي، وآخرون.
وتفقه به جماعة كثيرة.
وكان فقيرًا قانعًا، خَدَم أبا ذر بمكّة [7] .
قال القاضي عياض [8] : وأجّر نفسه ببغداد لحراسة درب. وكان لمّا رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذَّهَب للغزل، ويعقد الوثائق.
[1] هكذا في الأصل، والصلة 1/ 201، وجاء في هامش الأصل للصلة:«الفرج» وأشير فوقها بعلامة الصحة. وفي (الأنساب 8/ 251) : «أبو الفرج» أيضا.
«الطناجيري» : بفتح الطاء المهملة، والنون، والألف، وكسر الجيم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى «طناجير» وهي جمع طنجير، ولعلّ واحدا من أجداده يعمل بهذا. (الأنساب) .
[2]
في ترتيب المدارك 4/ 802 «رومة» وهو تحريف.
[3]
الصلة 1/ 201، ترتيب المدارك 4/ 803.
[4]
الطرطوشي: بسكون الراء بين الطاءين المهملتين المضمومتين، وبعدهما الواو، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى طرطوشة، وهي بلدة من آخر بلاد المسلمين بالأندلس، (الأنساب 8/ 234) .
[5]
شبرين: بالشين المعجمة، والباء المنقوطة بواحد من تحتها، وراء مهملة.
[6]
السبتي: بفتح السين المهملة، نسبة إلى مدينة سبتة بالمغرب.
[7]
الصلة 1/ 201، ترتيب المدارك 4/ 802.
[8]
في ترتيب المدارك 4/ 804، 805.
وقال لي أصحابه: كان يخرج إلينا للقراءة عليه، وفي يده أثَرُ المِطْرقة، إلى أن فشا عِلْمُه، وهُنّيَت [1] الدنيا به، وعظُم جاهه، وأُجْزِلَت صِلاتُه، حتّى مات عن مالٍ وافر. وكان يستعمله الأعيان في التَّرَسُّل بينهم، ويقبل جوائزهم. وولي قضاء مواضع من الأندلس.
صنّف كتاب «المُنْتَقَى» [2] في الفقه، وكتاب «المعاني» في شرح «الموطّأ» ، عشرين مجلّدًا، لم يؤلف مثله. وكان قد صنّف كتابًا كبيرًا جامعًا بلغ فيه الغاية سمّاه كتاب «الاستيفاء» [3] ، وصنّف كتاب «الإيماء» [4] في الفقه، خمس مجلَّدات، وكتاب «السراج» [5] في الخلاف. لم يتمم، و «مختصر المختصر [6] في مسائل المدوَّنة» ، وكتاب «اختلاف الموطآت» [7] ، وكتاب «الجرح والتعديل» [8] ، وكتاب «التّسديد إلى معرفة التّوحيد» [9] وكتاب «الإشارة» في أُصُول الفقه، وكتاب «إحكام الفصول في أحكام الأصول» [10] ، وكتاب «الحدود» [11] ، وكتاب «شرح المنهاج» [12] ، وكتاب «سُنن الصّالحين وسُنن العابدين» [13] ، وكتاب «سبل [14]
[1] في سير أعلام النبلاء 18/ 538: «وهيتت» .
[2]
شرح فيه «موطّأ» مالك، وفرع عليه تفريعا حسنا. وقد طبع بسبعة أجزاء بعناية ابن شقرون، في مصر سنة 1914 م.
قال ياقوت: «والمنتقى مختصر الاستيفاء» . (معجم الأدباء 11/ 248) .
[3]
قال القاضي عياض: لم يصنع مثله، في مجلدات. (ترتيب 4/ 806) .
[4]
وهو مختصر لكتاب «المنتقى» . (ترتيب المدارك 4/ 806، معجم الأدباء 11/ 248، 249) .
[5]
في ترتيب المدارك: «السراج في عمل الحجاج» ، وفي معجم الأدباء «السراج في ترتيب الحجاج» .
[6]
في ترتيب المدارك، ومعجم الأدباء:«المهذب في اختصار المدونة» .
[7]
في الأصل: «احلاف الموطّآت» ، والمثبت عن: ترتيب المدارك 4/ 806، ومعجم الأدباء 11/ 249، وفي شجرة النور الزكية 1/ 121 «اختصار الموطّآت» .
[8]
في ترتيب المدارك، ومعجم الأدباء:«التعديل والتجريح لمن خرّج عنه البخاري في الصحيح» .
[9]
في ترتيب المدارك: «التسديد إلى معرفة طرق التوحيد» ، وفي خريدة القصر ج 4 ق 2/ 499 «التسديد في أصول الدين» ، وفي الديباج المذهب:«التشديد إلى معرفة طريقة التوحيد» ، وفي الوافي بالوفيات 15/ 373: «التشديد
…
» .
[10]
في خريدة القصر ج 4 ق 2/ 499: «الوصول إلى معرفة الأصول» .
[11]
في الأصول. (معجم الأدباء) .
[12]
في ترتيب المدارك: «تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجّاج» .
[13]
في ترتيب المدارك: «
…
وسنن العائدين» وهو تحريف. وفي معجم الأدباء: «السنن في الدقائق (!) والزهد» .
[14]
في ترتيب المدارك: «سبيل» .
المهتدين» ، وكتاب «فرق الفقهاء» [1] ، وكتاب «تفسير القرآن» ، لم يتمّه، وكتاب «سُنَن المنهاج وترتيب الحُجَّاج» [2] .
ابن عساكر: [3] حدَّثني أبو محمد الأشِيريّ: سمعتُ أبا جعفر بن غَزْلُون الأُمَويّ الأندلسيّ: سمعتُ أبا الوليد الباجيّ يقول: كان أبي من تجّار القَيْروان من باجة القيروان، وكان يختلف إلى الأندلس ويجلس إلى فقيهٍ بها يقال له أبو بكر بن سماح [4]، فكان يقول: تُرى أرى لي ابنًا مثلك؟ فلمّا أكثر من ذلك القول قال: إنْ أحببت ذلك [5] فاسكُنْ قُرْطُبة، والزَمْ أبا بكر القَبْريّ [6] ، وتزوج بنته، عسى أن تُرزق ولدًا مثلي. ففعل ذلك، فجاءه أبو الوليد، وآخر صار صاحب صلاة [7] ، وثالثُ كان من الغزاة [8] .
وقال أبو نصر بن ماكولا [9] : أمّا الباجيّ ذو الوزارتين أبو الوليد سُليمان بن خَلَف القاضي، فقيه، متكلّم، أديب، شاعر، رحل وسمع بالعراق، ودَرَس الكلام على القاضي السمناني، وتفقه على أبي إسحاق الشيرازي، ودرس وصنف.
[1] لم يذكره القاضي عياض، وهو في معجم الأدباء.
[2]
هو: «تفسير المنهاج في ترتيب طرق الحجاج» كما في (ترتيب المدارك 4/ 807)، وهو:
«السراج في ترتيب الحجّاج» كما في (معجم الأدباء 11/ 249) ومن مؤلفاته أيضا:
كتاب تهذيب الزاهر لابن الأنباري، والناسخ والمنسوخ، لم يتمّ، وكتاب الأنصار لأعراض الأئمة الأخيار. (ترتيب المدارك 4/ 807) ، والمقتبس في علم مالك بن أنس، وكتاب النصيحة لولده. (معجم الأدباء 11/ 249) .
[3]
في تاريخ دمشق 16/ 444، ومختصر تاريخ دمشق 10/ 116.
[4]
في الأصل: «سماخ» بالخاء.
[5]
في تاريخ دمشق: «إن أحببت أن ترزق ابنا مثلي» .
[6]
في تاريخ دمشق: «والزم أبا بكر محمد بن عبد الله القبري» .
[7]
بسرقسطة.
[8]
في تاريخ دمشق: «وابن ثالث كان من أدلّ الناس ببلاد العدو في الغزو حتى إنه كان يعرف الأرض بالليل بشمّ التراب» .
[9]
في الإكمال 1/ 468.
وكان جليلا رفيع القدر والخطر. توفي بالمرية من الأندلس، وقبره هناك يزار.
وقال أبو علي بن سكرة: ما رأيت أحدا على سمته وهيبته وتوقير مجلسه مثل أبي الوليد الباجي. ولما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم، فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفر الشامي، وكان ممن صحبه أبو الوليد الباجي قديما، فلما دخلت عليه قلت له: أدام الله عِزَّك، هذا ابن شيخ الأندلس. فقال: لعلّه ابن الباجي؟ قلت: نعم. فأقبل عليه [1] .
وقال عياض القاضي [2] : حَصَلت لأبي الوليد من الرؤساء مكانة، وكان مخالطًا لهم، يترسَّل بينهم في مهِم أمورهم، ويقبل جوائزهم. وهم له في ذلك على غاية التِّجِلَّة، فكثُرت القالة فيه من أجل هذا.
وولي قضاء مواضع من الأندلس تصغُر عن قدره كأوريُولة [3] وشبهها، فكان يبعث إليها خلفاء، وربما أتاها المرة ونحوها.
وكان في أول أمره مقلا حتى احتاج في سفره إلى القصد بشعره، واستئجار نفسه في مقامه ببغداد فيما سمعته مستفيضا لحراسة درب، فكان يستعين بإجارته على نفقته و [بضوئه][4] على دراسته، وكان بالأندلس يتولى ضرب ورق الذهب للغزال والأنزال، ويعقد الوثائق.
وقد جمع ابنه شعره. وكان ابتدأ كتابا سماه «الاستيفاء» في الفقه، لم يضع منه غير الطهارة في مجلدات.
قال عياض [5] : ولما قدم الأندلس وجد بكلام ابن حزم طلاوة إلّا أنّه كان خارجًا عن المذهب، ولم يكن بالأندلس مَن يشتغل بعلمه، فقَصُرت أَلْسِنةُ الفقهاء عن مجادلته وكلامه، واتبعه على رأيه جماعة من أهل الجهل، وحلّ
[1] ترتيب المدارك 4/ 804.
[2]
في ترتيب المدارك 4/ 804- 806 بتصرف في ألفاظ النصّ.
[3]
في ترتيب المدارك 4/ 805 «كأريولة» .
[4]
في الأصل بياض، والمستدرك من: ترتيب المدارك 4/ 804.
[5]
في ترتيب المدارك 4/ 805.
بجزيرة مَيُورقَة، فَرَأس فيها، واتبعه أهلّها. فلّما قدِم أبو الوليد كُلم في ذلك، فدخل إلى ابن حزْم وناظَرَه، وشهرَ باطلَه، وله معه مَجَالس كثيرة. ولمّا تكلّم أبو الوليد في حديث البخاريّ ما تكلّم من حديث المقاضاة يوم الحُدَيْبية، وقال بظاهر لفظه، أنكرَ عليه الفقيه أبو بكر بن الصائغ وكفّره بإجازته الكَتْبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم الآي [1] ، وأنّه تكذيبُ للقرآن، فتكلّم في ذلك مَن لم يفهم الكلام، حتّى أطلقوا عليه الفتنة، وقبّحوا عند العامة ما أتى به، وتكلّم به خطباؤهم في الجمع.
وفي ذلك يقول عبد الله بن هند الشّاعر قصيدة منها:
بَرئتُ ممّن شَرَى [2] دُنْيا بآخِرةٍ
…
وقال: إنّ رسولَ الله قد كَتَبَا
[3]
فصنّف أبو الوليد في ذلك رسالةً بيَّن فيها أن ذلك لا يقدح في المعجزة، فرجع جماعة بها [4] .
ومن شعره:
قد أفلح القانتُ في جُنْح الدُّجَى [5]
…
يتلو الكتابَ العربيَّ النيِّرا
له حنينٌ وشهيقٌ وبُكا
…
بيلَ من أَدْمُعِهِ ترب الثّرى
إنّا لَسَفْر نبتغي نَيْل المَدَى
…
ففي السُّرا بغيتنا لا في الكرى [6]
[1] هكذا في الأصل، وفي ترتيب المدارك 4/ 805، وسير أعلام النبلاء 18/ 540 «الأميّ» .
[2]
في الأصل: «شرا» .
[3]
ترتيب المدارك 4/ 805.
[4]
[5]
في الأصل: «الدجا» .
[6]
في الأصل: «الكرا» .
مَن ينصَبِ اللّيلَ يَنَلْ راحتَه
…
عند الصّباح يَحْمَدُ القَومُ السُّرا
وله:
إذا كنت أعلمُ عِلْمًا يقينًا
…
بأنّ جميعَ حياتي كساعَة
فلِمْ لا أكون ضنينًا بها
…
وأجعلها في صلاح وطاعة؟
[1]
وله يرثي أمّه وأخاه رحمهما الله تعالى:
رعى اللهُ قبرَيْن [2] استكانا ببلدةٍ
…
هما أسكناها في السّواد من القلب
لئن غُيِّبا عن ناظري وتَبَوَّءَا
…
فؤادي لقد زاد التباعد في القُرب
يقر بعيني [3] أن أزور رباهما [4]
…
وألزق [5] مكنون التّرائب بالتّرب [6]
وأبكي، وأبكي ساكنيها لعلني
…
سأنجد من صحب وأسعد [7] من سحب
فما ساعدت ورق الحمام أخا أسي
…
ولا روحت ريح الصبا عن أخي كرب [8]
ولا استعذبت عيناي بعدهما كرى [9]
…
ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب
أحن ويثني اليأس نفسي على الأسى
…
كما اضطرّ محمول على المركب الصّعب
[10]
[1] البيتان في: الإكمال 7/ 468، والذخيرة ق 2 ج 1/ 98، وترتيب المدارك 4/ 807، والأنساب 2/ 19، والصلة 1/ 201، 202، وتاريخ دمشق 16/ 643، ومعجم الأدباء 11/ 250، والمغرب في حلي المغرب 1/ 404، وقلائد العقيان 215، 216، وخريدة القصر ج 4 ق 2/ 500، ووفيات الأعيان 2/ 408، 409، والروض المعطار 75، وبغية الملتمس 303، ومختصر تاريخ دمشق 10/ 117، وتذكرة الحفاظ 3/ 1182، وسير أعلام النبلاء 18/ 542، وتاريخ ابن الوردي 1/ 381، ومرآة الجنان 3/ 109، وفوات الوفيات 2/ 65، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 252، والوافي بالوفيات 15/ 374.
[2]
في المغرب، وقلائد العقيان، وتاريخ دمشق:«رعى الله قلبين» .
[3]
في ترتيب المدارك: «العيني» .
[4]
في القلائد، ونفح الطيب:«ثراهما» .
[5]
في ترتيب المدارك، ومعجم الأدباء:«وألصق» وكذا في المغرب، ونفخ الطيب.
[6]
في المغرب: «في الترب» .
[7]
في ترتيب المدارك: «وأمطر» .
[8]
هذا البيت لم يرد في معجم الأدباء.
[9]
في الأصل: «كرا» ، وفي الخريدة:«بعد كما كرى» .
[10]
الأبيات في: ترتيب المدارك 4/ 807، ومعجم الأدباء 10/ 250، 251، والمغرب 1/ 404، وقلائد العقيان 216، وخريدة القصر ج 4 ق 2/ 500، ونفح الطيب 2/ 82، وتاريخ دمشق 16/ 445.
وله:
إلهي [1] ، قد أفنيت عمري بطالة
…
ولم يثنني عنها وعيد ولا وعد
وضيعته ستين عامًا أعدها
…
وما خير عمر إنما خيره العدُ
وقدمت إخواني وأهلي، فأصبحوا
…
تضمهم أرض ويسترهم لحد
وجاء نذير الشيب لو كنت سامعًا
…
لوعظ نذير ليس من سمعه بد
تلبست بالدنيا، فلمّا تنكرت
…
تمنيت زهدًا حين لا يمكن الزهد
وتابعت نفسي في هواها وغيها
…
وأعرضت عن رشدي وقد أمكن الجهد
ولم آت ما قدمته عن جهالة
…
يمكنني عذر ولا ينفع الجحد
وها أنا من ورد الحمام على مدى
…
أراقب أن أمضي إليه وأن أعدو
ولم يبق إلّا ساعة إنّ أضعتها
…
فما لي في التوفيق نقد ولا وعد
قال ابن سُكَّرة: تُوُفّي بالمَريّة لتسع عشرة ليلة خَلَت من رجب [2] .
ذكره ابن السّمعانيّ [3] فقال: باجة بين إشبيلية وشنترين من الأندلس.
وذكر ابن عساكر في تاريخه [4] أنّ أبا الوليد قال: كان أبي من باجة القيروان تاجرًا، كان يختلف إلى الأندلس. وهذا أصحّ
[1] في الأصل: «إلا هي» .
[2]
وقال ابن سكرة وقد ذكر شيخه هذا أبا الوليد: ما رأيت مثله، وما رأيت على سمته، وهيئته، وتوقير مجلسه. وقال هو أحد أئمة المسلمين. (الصلة 1/ 202) .
وقال القاضي عياض: «كان أبو الوليد- رحمه الله فقيها نظارا محققا راوية محدّثا، يفهم صيغة الحديث ورجاله، متكلما أصوليا، فصيحا، شاعرا مطبوعا، حسن التألف، متقن المعارف. له في هذه الأنواع تصانيف مشهورة جليلة، ولكن أبلغ ما كان فيها في الفقه وإتقانه، على طريق النظار من البغداديين وحذاق القرويين، والقيام بالمعنى والتأويل، وكان وقورا بهيّا مهيبا، جيّد القريحة، حسن الشارة» (ترتيب المدارك 4/ 803) .
وقال القاضي عياض: وكان جاء إلى المرية سفيرا بين رؤساء الأندلس يؤلّفهم على نصرة الإسلام، ويروم جمع كلمتهم مع جنود ملوك المغرب المرابطين على ذلك، فتوفي قبل تمام غرضه. (ترتيب المدارك 4/ 808) .
[3]
في الأنساب 2/ 19، 20.
[4]
تاريخ دمشق 16/ 444، مختصر تاريخ دمشق 10/ 116.