المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣٢

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثاني والثلاثون (سنة 471- 480) ]

- ‌الطبقة الثامنة والأربعون

- ‌سنة إحدى وسبعين وأربعمائة

- ‌عزل ابن جَهِير من الوزارة

- ‌دخول تاج الدّولة تتش دمشق ومقتل أتْسِز

- ‌سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة

- ‌أخذ مسلم بن قريش حلب

- ‌وفاة صاحب ديار بكر

- ‌غزوة صاحب الهند

- ‌سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة

- ‌الخلاف بين السلطان ملك شاه وأخيه

- ‌سنة أربع وسبعين وأربعمائة

- ‌خطبة الخليفة المقتدي بنت السّلطان

- ‌حصار مدينة قابس

- ‌فتح تتش لأنطرطوس

- ‌أخذ صاحب الموصل لحرّان

- ‌وفاة الأمير داود بن ملك شاه

- ‌تملّك عليّ بن مقلّد حصن شَيْزر

- ‌وفاة سديد الدّولة ابن منقذ

- ‌وفاة الأمير دُبَيْس الأسَديّ

- ‌سنة خمس وسبعين وأربعمائة

- ‌الخلاف بين الواعظ الأشعريّ والحنابلة ببغداد

- ‌إيفاد الشيرازيً رسولًا

- ‌ضرب الطبول لمؤيد المُلْك

- ‌سنة ست وسبعين وأربعمائة

- ‌وزارة ابن المسلمة

- ‌ولاية فخر الدّولة على ديار بكر

- ‌عصيان أهل حرّان على مسلم بن قريش

- ‌قصْد تاج الدّولة أنطاكية

- ‌عزل المظفّر ووزارة أبي شجاع

- ‌مقتل سيّد الرؤساء ابن كمال المُلْك

- ‌محاصرة المهدية والقيروان

- ‌رخْص الأسعار

- ‌سنة سبع وسبعين وأربعمائة

- ‌الحرب بين العرب والتركمان عند آمِد

- ‌مصالحة السّلطان وشرف الدّولة

- ‌عصيان تكش على أخيه السّلطان

- ‌استرجاع أنطاكية من الروم

- ‌مقتل شرف الدولة بنواحي أنطاكية

- ‌حصار حلب

- ‌ولاية آقسنقر شحنكية بغداد

- ‌سنة ثمان وسبعين وأربعمائة

- ‌استيلاء الأدفُونش على طليطلة

- ‌موقعة الملثّمين بالأندلس

- ‌رواية ابن حزم عن كتاب الأدفونش إلى المعتمد بن عبّاد

- ‌جواب المعتمد بن عبّاد إلى الأدفونش

- ‌استيلاء ابن جهير على آمد وميافارقين

- ‌ملْكَ ابن جهير جزيرة ابن عَمْر

- ‌محاصرة أمير الجيوش دمشق

- ‌الفتنة بين السُّنة والشيعة

- ‌الزلزلة بأرّجان

- ‌الريح والرعد والبرق ببغداد

- ‌سنة تسع وسبعين وأربعمائة

- ‌مقتل ابن قُتْلُمش عند حلب

- ‌دخول السّلطان حلب

- ‌إقرار الأمير نصر بن عليّ على شَيْزَر

- ‌افتقار ابن الحُتَيتي

- ‌خبر وقعة الزلاقة بالأندلس

- ‌استيلاء ابن تاشفين على غرناطة

- ‌تلقيب ابن تاشفين بأمير المسلمين

- ‌دخول السلطان ملك شاه بغداد

- ‌الفتنة بين السُّنة والشيعة

- ‌تدريس الدبّوسيّ بالنظامية

- ‌زواج ابن صاحب الموصل وإقطاعه البلاد

- ‌عزْل ابن جهير عن ديار بكر

- ‌الخطبة للمقتدي بالحرمين

- ‌إسقاط المكوس بالعراق

- ‌محاصرة قابس وسفاقس

- ‌سنة ثمانين وأربعمائة

- ‌عرس الخليفة المقتدي

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

- ‌سنة ست وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة سبع وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌سنة ثمان وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وسبعين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الثاء

- ‌ حرف الجيم

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمانين وأربعمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الميم

- ‌ومن المتوفين تقريبًا

- ‌ حرف الألف

- ‌حرف الجيم

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

الفصل: ‌ حرف العين

-‌

‌ حرف الطاء

-

285-

طاهر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف [1] .

أبو عبد الرحمن الشّحّاميّ [2] النَّيْسابوريّ المستملي.

والد زاهر ووجيه.

كان أحد من عنى بالحديث وأكثر منه. وسمع أولاده.

وحدَّث عن: أبي بكر الحِيريّ، وأبي سعيد الصَّيْرَميّ، وفضل الله بن أبي الخير الميْهَنيّ الزّاهد، ووالده أبي بكر محمد بن محمد الرجل الصّالح، والأستاذ أبي إسحاق الأسفراينيّ، وصاعد بن محمد القاضي.

روى عنه: ابناه، وحفيداه عبد الخالق بن زاهر، وفاطمه بنت خَلَف، وعبد الغافر الفارسيّ [3] .

وصنَّف كتابًا بالفارسيّة في الشرائع والأحكام.

واستملى على نظام المُلْك، وغيره.

وكان فقيهًا، أديبًا، بارعًا، شُرُوطيًّا، صالحًا، عابدًا، تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وله ثمانون سنة

-‌

‌ حرف العين

-

286-

عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَد بن المهتديّ باللَّه بن الواثق بن المعتصم ابن الرشيد [4] .

[1] انظر عن (طاهر بن محمد) في: ذيل تاريخ نيسابور، ورقة 79 أ، والمنتخب من السياق 267 رقم 870، والإعلام بوفيات الأعلام 197، وسير أعلام النبلاء 18/ 448، 449 رقم 231، والعبر 3/ 294، 295، ومرآة الجنان 3/ 132، والوافي بالوفيات 16/ 405، 406 رقم 439، وشذرات الذهب 3/ 363.

[2]

الشحّامي: بفتح الشين المعجمة، وتشديد الحاء المهملة. نسبة إلى بيع الشحم.

[3]

وهو قال عنه: «أبوه أبو بكر أزهد أهل عصره وأحسنهم عبادة وقراءة للقرآن. وهذا أربى على أقرانه بفضله وقلمه وحسن كتابته، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالحديث، حافظا متصرّفا فيه

وكان على اعتقاد حسن صالح من مذهب السلف، غير شارع في مبتدع الأهواء، وصنّف كتابا بالفارسية للشرائع والأحكام وأبوابا في الشروط» . (المنتخب 267) .

[4]

انظر عن (عبد الله بن أحمد العباسي) في: المنتظم 9/ 32 رقم 38 (16/ 262 رقم 3560) .

ص: 266

الخطيب أبو جعفر العبّاسيّ البغداديّ، والد أبي الفضل محمد بن عبد الله.

كان خطيبًا جليلًا رئيسًا صالحًا، يخطب بجامع الحربيّة [1] .

سمع: ابا القاسم بن بِشْران، وغيره.

وعنه: ابن السَّمَرْقَنديّ.

ومات في شعبان.

287-

عَبْد الجليل بْن عَبْد الْجَبّار بْن عَبْد اللَّه بْن طلحة [2] .

أبو المظفّر المَرْوَزِيّ، الفقيه الشّافعيّ.

قدِم دمشق، وتفقه به جماعةُ منهم: أبو الفضل يحيى بن عليّ القُرَشيّ.

وكان قد تفقَّه على الكازرونيّ، وولي القضاء حين دخل التُّرْك إلى دمشق.

وكان فاضلًا مهيبًا عفيفًا [3] .

حدَّث عن: عبد الوهّاب بن برهان، وغيره.

وعنه: غيث الأرمنازيّ، وهبة الله بن طاوس.

288-

عبد الخالق بن هبة الله بن سلامة [4] .

أبو عبد الله الواعظ ابن المفسِّر، خال رزق الله التّميميّ.

صالح، زاهد، ورِع، نبيل، مَهِيب [5] .

سمع: أبا عليّ بن شاذان.

[1] وقال ابن الجوزي: كان من ذوي الهيئات النبلاء والخطباء الفصحاء، وكان صاحب مفاكهة وأشعار وطرف وأخبار.

[2]

انظر عن (عبد الجليل بن عبد الجبار) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 147، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 165 رقم 100، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 221.

[3]

فقيل إنه لم ير قطّ في سقاية. والسقاية: الغيبة.

[4]

انظر عن (عبد الخالق بن هبة الله) في: المنتظم 9/ 32 رقم 39 (16/ 262، 263 رقم 3561) .

[5]

وقال ابن الجوزي: وكان له سمت ووقار، وكان كثير التهجّد والتعبّد.

ص: 267

روى عنه: عبد الوهّاب الأنْماطيّ.

مولده سنة تسعين وثلاثمائة.

289-

عبد الكريم بن عبد الواحد [1] .

أبو الفتح الأصبهاني، الصّوّاف الدّلّال.

سمع: عثمان بن أحمد البُرْجيّ، وأبا عبد الله الْجُرْجانيّ.

روى عنه: الثقفيّ، والرُّسْتُميّ.

290-

عبد الواحد بن محمد بن عبد السميع بن إسحاق [2] .

أبو الفضل بن الطَّوَابيقيّ [3] ، العبّاسيّ.

من أولاد الواثق باللَّه.

سمع: أبا الحَسَن عليّ بن هبة الله العيسَويّ.

روى عنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وغيره.

تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة ببغداد [4] .

291-

عُبَيْد الله بن عثمان بن محمد بن يوسف دُوَسْت [5] .

أبو منصور ابن العلّاف.

من أولاد الشيوخ.

روى عن: الحسين بن الحَسَن الغَضَائِريّ، وعُبَيْد الله بن منصور الحربيّ.

وعنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ، وعبد الوهاب الأنماطي، وعمر بن السّنبك.

تُوُفّي في شعبان عن ستًّ وثمانين سنة. قاله ابن النّجّار [6] .

[1] لم أجد مصدر ترجمته.

[2]

انظر عن (عبد الواحد بن محمد) في: المنتظم 9/ 32 رقم 40 (16/ 263 رقم 3562) .

[3]

الطّوابيقي: بفتح الطاء المهملة والواو، وكسر الباء الموحّدة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف.

وفي آخرها القاف. هذه النسبة إلى الطوابيق، وهي الآجرّ الكبير الّذي يفرش في صحن الدار، وعملها. (الأنساب 8/ 259) .

[4]

وقال ابن الجوزي: وكان ثقة صالحا.

[5]

لم أجد مصدر ترجمته.

[6]

في الجزء الّذي لم يصلنا من (ذيل تاريخ بغداد) .

ص: 268

292-

عليّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن بحر [1] .

أبو عليّ التُّسْتَريّ [2] ، ثمّ البصْريّ السَّقَطيّ.

كانت الرحلة إليه في سماع «سُنن أبي داود» [3] .

رواها عن: أبي عمر الهاشميّ.

وروى عن: عمه أبي سعيد الحَسَن بن عليّ.

روى عنه: المؤتمن السّاجيّ، وعبد الله بن أحمد السَّمَرْقَنديّ، وأبو الحَسَن محمد بن مرزوق الزَّعْفرانيّ، وأبو غالب محمد بن الحَسَن الماوَرْدِيّ، وعبد الملك بن عبد الله، وآخرون.

وكان صدوقًا.

وآخر من حدَّث عنه أبو طالب محمد بن محمد بن أبي زيد العلويّ النّقيب. روى عنه الجزء الأوّل من «السُنن» بالسَّماع، والباقي إجازةً إنّ لم يكن سماعًا [4] .

وبقي إلى سنة ستّين وخمسمائة [5] .

293-

عليّ بن أحمد بن عليّ [6] .

[1] انظر عن (علي بن أحمد بن علي) في: المنتظم 9/ 23 رقم 44 وفيه: «محمد بن أحمد أبو علي التستري» ، وكذا في الطبعة الجديدة منه (16/ 264 رقم 3566) ، والكامل في التاريخ 10/ 159، وفيه:«محمد بن أحمد» ، والتقييد لابن نقطة 403، 404 رقم 535، والإعلام بوفيات الأعلام 197، وسير أعلام النبلاء 18/ 481، 482 رقم 245، والمعين في طبقات المحدّثين 138 رقم 1518، والعبر 3/ 299، والبداية والنهاية 12/ 132، وشذرات الذهب 3/ 363.

[2]

التّستري: بضم التاء وسكون السين وفتح التاء وكسر الراء. هذه النسبة إلى تستر بلدة من كور الأهواز من بلاد خوزستان يقول لها الناس شوشتر.

وقد وقع في (الكامل) : «الشيري» .

[3]

وكان ثبتا فيه (المنتخب 404) .

[4]

وقال ابن الجوزي: كان متقدّم البصرة في الحال والمال، وله مراكب في البحر، حفظ القرآن، وسمع الحديث، وانفرد برواية سنن أبي داود عن أبي عمر، وكان حسن المعتقد، صحيح السماع.

[5]

أي صاحبه أبو طالب محمد بن محمد العلويّ، فهو الّذي بقي إلى هذا التاريخ. (سير أعلام النبلاء 18/ 482) .

[6]

انظر عن (عليّ بن أحمد بن علي) في: المنتظم 9/ 33 رقم 43 (16/ 263 رقم 3565) ،

ص: 269

الأديب أبو القاسم الأُسَديّ النّجّاشيّ.

سمع: أبا عليّ بن شاذان، وطبقته [1] .

وكان إخباريا، عارفًا، راوية.

روى عنه: أبو محمد بن السَّمَرْقَنديّ، وهبة الله بن المُجْلي.

يُعرف بابن الكوفيّ [2] .

تُوُفّي في رجب [3] .

294-

عليّ بن فضّال بن عليّ بن غالب [4] .

أبو الحَسَن القَيْروانيّ، المُجاشِعيّ [5] التّميميّ، الفرزدقيّ [6] النّحويّ.

[ () ] وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 98- 101 رقم 593.

[1]

ومنهم: محمد بن علي الصوري، والحسن بن دوما، ومحمد بن علي الواسطي، والحسن بن عيسى بن المقتدر باللَّه، وعبيد الله بن أحمد الأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي، وعليّ بن عمر القزويني الزاهد، والحسين بن محمد بن طباطبا العلويّ.

[2]

وقد أنشد أبو القاسم الأسدي ما أنشده محمد بن علي الصوري، من شعر عبد المحسن الصوري، قوله:

وتريك نفسك في معاندة الورى

رشدا ولست إذا فعلت براشد

شغلتك عن أفعالها أفعالهم

هلا اقتصرت على عدوّ واحد؟

(ذيل تاريخ بغداد 17/ 101) .

[3]

وكان مولده في ليلة النصف من شهر رمضان سنة 416 هـ. (ذيل تاريخ بغداد) .

[4]

انظر عن (عليّ بن فضّال) في: دمية القصر للباخرزي 1/ 133- 135 رقم 4، والمنتظم 9/ 33 رقم 42 (16/ 263 رقم 3564) ، ومعجم الأدباء 14/ 90- 98، والكامل في التاريخ 10/ 159، وخريدة القصر (قسم شعراء الأندلس) ج 4 ق 1/ 365، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 208 وفيه:«علي بن فضائل» ، وإنباه الرواة 2/ 229- 331، والعبر 3/ 290، وسير أعلام النبلاء 18/ 528، 529 رقم 268، وتلخيص ابن مكتوم 146- 147، والبداية والنهاية 12/ 132، ومرآة الجنان 2/ 12، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 2/ 177، 178، ولسان الميزان 4/ 249، والنجوم الزاهرة 5/ 124، وبغية الوعاة 2/ 183، وتاريخ الخلفاء 427 وفيه:«علي بن فضالة» ، وطبقات المفسّرين 24، 25، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 421، 422، وكشف الظنون 1027، 1179، وشذرات الذهب 3/ 363، وروضات الجنات 485، وإيضاح المكنون 1/ 85، 115، 116، 178، وهدية العارفين 1/ 693، والأعلام 4/ 319، ومعجم المؤلفين 7/ 165، 166 د ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 258 رقم 366.

[5]

المجاشعي: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها العين المهملة.

هذه النسبة إلى مجاشع وهي قبيلة من تميم. وهو مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة..

(الأنساب 11/ 133) وقد تحرّفت هذه النسبة في (البداية والنهاية) إلى «المشاجعي» .

[6]

نسبة إلى الفرزدق الشاعر المشهور.

ص: 270

صاحب التّصانيف.

مسقط رأسه هجَر، وطوَّف الأرض حتّى وصل إلى غَزْنَة، وأقبل عليه أكابرها. وانخرط في صحبة الوزير نظام المُلْك.

وصنَّف «بُرهان العَمِيديّ في التفسير» ، في عشرين مجلدًا، وكتاب «الإكسير في علم التفسير» خمسة وثلاثون مجلَّدًا، وكتابًا في النَّحْو، في عدّة مجلدات وهو كتاب «إكسير الذّهب في صناعة الأدب» [1] ، وغير ذلك.

قال ابن طاهر المقدسيّ: سمعتُ إبراهيم بن عثمان الأديب الغَزّيّ يقول:

لمّا دخل أبو الحَسَن بن فضّال النَّحْويّ نَيْسابور اقترح عَليه أبو المعالي الْجُوَيْنيّ أنّ يصنّف باسمه كتابًا في النَّحْو، فصنفه وسمّاه «الإكسير» . ووعده بألف دينار، فلمّا صنَّفه وفرغ ابتدأ أبو المعالي بقراءته عليه، فلمّا فرغ من القراءة انتظره أيامًا أن يدفع إليه ما وعده، فلم يُعْطه شيئًا، فأرسل إليه، إنّك إنّ لم تَفِ بما وعدتَ وإلًا هجوتُك. فأنفذ إليه على يد الرسول: نكثتها، عرضي فداؤك. ولم يُعطِه حبة [2] .

وقيل: إنّ ابن فَضّال روى أحاديث، فأنكرها عليه عبد الله بن سبعون القيروانيّ، فاعتذر بأنّه وهْم [3] .

وقد صنّف ابن فَضّال بغَزْنة عدّة كُتُب بأسماء أكابر غَزْنَة [4] .

وكان إمامًا في اللغة، والنَّحْو، والسِّيَر، وأقرأ الأدب مدّةً ببغداد [5] .

ومن شعره:

وإخواني [6] حسبتهم دروعا

فكانوها ولكن للأعادي

[1] في (معجم الأدباء 19/ 91) : «إكسير الذهب في صناعة الأدب والنحو» في خمس مجلدات.

[2]

معجم الأدباء 14/ 97، إنباء الرواة 2/ 300، 301 وقد زاد ياقوت بعد الخبر:«وبلغني أنه عقيب ذلك ورد بغداد وأقام بها ولم يتكلم بعد في النحو، وصنف كتابه في التاريخ» .

[3]

معجم الأدباء 14/ 92.

[4]

معجم الأدباء 14/ 91.

[5]

معجم الأدباء 14/ 91.

[6]

في (معجم الأدباء) : «وإخوان» .

ص: 271

وخِلْتُهُم سهامًا صائباتٍ

فكانوها ولكنْ في فؤادي

وقالوا: قد صَفَتْ منّا قُلُوبٌ

لقد صدقوا ولكنْ عن وِدادي

[1]

وله:

لا عُذْرَ للصَّبِّ إذا لم يكُنّ

يخلَعُ في ذاك العذار العِذارْ

كأنّه في خدّهِ إذْ بدا

ليلٌ تبدّى [2] طالعًا في [3] نهارْ

[4]

وشعره كثير.

وله من التّصانيف أيضًا: كتاب «النُّكَّت في القرآن» ، وكتاب «البَسْمَلة وشرحها» مجلّد، وكتاب «العوامل والهوامل» في الحروف خاصّة، وكتاب «الفُصُول في معرفة الأُصُول» ، وكتاب «الإشارة في تحسين العبارة» ، وكتاب «شرح عنوان الإعراب» ، وكتاب «العَرُوض» ، وكتاب «معاني الحروف» ، وكتاب «الدُّوَل في التّاريخ» ، وهو كبير وُجد منه ثلاثون مجلّدًا، وكتاب «شجرة الذَّهَب في معرفة أئمة الأدب» ، وكتاب «معارف الأدب» [5] ، وغير ذلك مع ما تقدَّم [6] .

قال ابنُ ناصر: تُوُفّي ابن فَضّال المُجَاشِعيّ في ثاني وعشرين ربيع الأول [7] .

[1] معجم الأدباء 14/ 94.

[2]

في الأصل: «تبدا» .

[3]

في (معجم الأدباء) : «من» .

[4]

معجم الأدباء 14/ 93.

[5]

كبير نحو ثمانية مجلدات. (معجم الأدباء 14/ 92) .

[6]

ومنها: كتاب «المقدمة في النحو» . (معجم الأدباء) .

[7]

معجم الأدباء 14/ 93.

وذكره عبد الغافر الفارسيّ فقال: ورد نيسابور، واختلفت إليه فوجدته بحرا في علمه، ما عهدت في البلديين ولا في الغرباء مثله في حفظه ومعرفته وتحقيقه، فأعرضت عن كل شيء وفارقت المكتب ولزمت بابه بكرة وعشية، وكان على وقار. (معجم الأدباء 14/ 92، 93) .

وقال ابن طاهر المقدسي: وكان كما علمت رقاعة في كلّ من انتسب إلى مذهب الشافعيّ لأنه كان حنبليا. (معجم الأدباء 14/ 97) .

وأنشد أبو القاسم بن ناقيا في ابن فضال المجاشعي قال: ودخلت دار العلم ببغداد وهو يدرس شيئا من النحو في يوم بارد، فقلت:

اليوم يوم قارس بارد

كأنه نحو بن فضال.

لا تقرءوا النحو ولا شعره

فيعتري الفالج في الحال

ص: 272

295-

عَليّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن مُنْقذ بن محمد [1] .

الأمير سديد المُلْك أبو الحَسَن الكنانيّ صاحب شَيْزَر [2] .

أديب شاعرٌ. قدِم دمشقَ مرَّات. واشترى حصن شَيْزَر من الرّوم [3] . وكان أخا محمود بن صالح صاحب حلب من الرضاعة [4] .

ومن شعره في غلام:

أَسْطُو عليه وقلبي لو تمكّن من

يديَّ [5] غلَّهما غيْظًا إلى عُنقي [6]

وأستعير [7] إذا عاتبتُه [8] حَنَقًا

وأين ذلّ الهوى من عزة الحنق

[9]

[ () ] وقال ابن الجوزي: سمع الحديث وكان له علم غزير وتصانيف حسان إلّا أنه يضعف في الرواية. (المنتظم 9/ 33)(16/ 263) .

[1]

انظر عن (علي بن مقلد) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 552- 557، ومعجم الأدباء 5/ 221- 226، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 431 و 37/ 408 و 38/ 398 و 43/ 451، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 113، 114، والمنازل والديار لأسامة بن منقذ 2/ 112، والإعتبار، له 54، 125، 184، 186، ولباب الآداب، له 367، والبديع في نقد الشعر، له 20، 21، 228، وديوان ابن الخياط 12- 18- وبدائع البدائه 301، وزبدة الحلب 2/ 35، 46، 40، والأعلاق الخطيرة 2/ 108، وبغية الطلب (مخطوط) 1/ 71 و 5/ 161، 162، ووفيات الأعيان 3/ 409- 411، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 179، 180 رقم 114، ودول الإسلام 2/ 6، وسير أعلام النبلاء 18/ 553، 554 رقم 283، والبداية والنهاية 10/ 37، وتاريخ ابن الفرات 8/ 77، والوافي بالوفيات 22/ 223- 226 رقم 161، وفوات الوفيات 1/ 489، ودرر التيجان لابن أيبك (مخطوط) 442- 446، والدرّة المضيّة 423، 424، وثمرات الأوراق لابن حجة 1/ 89، 90، والنجوم الزاهرة 5/ 124، 163، وذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر لابن طولون (مخطوط) ورقة 14 ب.، وكتابنا: الحياة الثقافية في طرابلس الشام 294- 297، وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- ج 1/ 351، 359. 360.

[2]

شيزر: مدينة كانت مشهورة بحصنها، على ضفة نهر العاصي شمالي مدينة حماه، لم يبق سوى أنقاضها.

[3]

تاريخ دمشق 38/ 398، المختصر 18/ 179، وكان شراؤه للحصن في سنة 474 هـ.

[4]

زبدة الحلب 2/ 34.

[5]

في خريدة القصر 1/ 552، ومعجم الأدباء، ووفيات الأعيان، والدرة المضيّة، والوافي بالوفيات:«كفّيّ» .

[6]

في الدرة المضية: «إلى العنق» .

[7]

في الخريدة: «وأستعزّ» . وفي الدرّة المضيّة: «وأستطير» .

[8]

في وفيات الأعيان، والدرّة المضية:«عاقبته» .

[9]

البيتان في: خريدة القصر 1/ 552، ومعجم الأدباء 5/ 222، ووفيات الأعيان 3/ 409،

ص: 273

وكان قبل تملُّك شَيْزَر ينزل في نواحي شيزر، على عادة العرب، وقيل إنّه حاصرها وأخذها بالأمان في سنة أربعٍ وسبعين [1] . ولم تزل في يد أولاده إلى أن هدمتها الزَّلْزَلة، وقتلت سائر من فيها في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة [2] .

وكان جوادًا ممدَّحًا، مدحَه ابن الخيّاط، والخَفَاجيّ، وغيرهما [3] .

[ () ] 410، والدرة المضية 423، والوافي بالوفيات 22/ 224.

[1]

ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 113 وفيه أنه ملك حصن شيزر في يوم السبت السابع والعشرين من رجب من الأسقف الّذي كان فيه بمال بذله له وأرغبه فيه إلى أن حصل في يده وشرع في عمارته وتحصينه والممانعة عنه إلى أن تمكنت حاله فيه وقويت نفسه في حمايته والمراعاة دونه.

وانظر رواية سبط ابن الجوزي عن محمد بن الصولي في حاشية (ذيل تاريخ دمشق) .

[2]

ذيل تاريخ دمشق 344، زبدة الحلب 2/ 306، مفرّج الكروب 1/ 128، وفيات الأعيان 3/ 409، وكتاب الروضتين 1/ 264، الكامل في التاريخ 11/ 218.

[3]

وممّن مدحه أيضا: شرف الدين ابن الحلاوي شاعر الموصل، ومحمد بن عبد الواحد بن مزاحم الصوري، وقد أنشده بطرابلس في جمادى الأولى سنة 464 هـ. (تاريخ دمشق 38/ 398) ، وأبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد الحسين الأقساسي، وقد أنشده بطرابلس أيضا في 21 من شوال سنة 464 هـ. (تاريخ دمشق 37/ 408) ، وعبد الله بن الدويدة المعري، وكان كتب إليه حين وفد عليه ابن الخيشي الشاعر:

يا عليّ بن منقذ با هماما

حين يدعى الوغى يعد بجيش

قد أتاك الخيشيّ في وسط آب

بقريض يغنيك عن بيت خيش

(بغية الطلب 1/ 71) .

وقد كتب ابن الخيشي وهو في طرابلس لسديد الملك:

إني- وحقك- في طرابلس

كما تهوى العدي تحت المقيم المقعد

أما «المحرّم» وقد حرمت نجاز ما وعدوا

وفي «صفر» فقد صفرت يدي

قالت لي العلياء لمّا أن سقوني

كأس مطلهم سكرت فعربد

(بغية الطلب 1/ 71) .

وكتب له ابن حيّوس في طرابلس قصيدة وبعثها إليه وكان ما يزال في حلب أوائل سنة 464 هـ. وأوّلها:

أما الفراق فقد عاصيته فأبى

وطالت الحرب إلا أنه غالبا

أراني البين لما حمّ عن قدر

وداهنا كلّ جدّ بعده لعبا

(معجم الأدباء 5/ 222) .

وجاء في (الدرّة المضيّة 6/ 423) أنّ عبد المحسن الصوري أنشد سديد الملك. وهذا وهم فاحش إذ أن الصوري توفي سنة 419 هـ. وكان سديد الملك لا يزال حدثا.

ومدحه ابن الخياط بقصيدة من 54 بيتا مطلعها:

يقيني يقيني حادثات النوائب

وحزمي حزمي في ظهور النجائب

ص: 274

_________

[ () ]

سينجدني جيش من العزم طالما

غلبت به الخطب الّذي هو غالبي

(ديوان ابن الخياط 12- 18) .

وقد امتدحه العماد الأصفهاني في (الخريدة) وأورد مجموعة من أشعاره.

وأقام سديد الملك في طرابلس نحو عشر سنين (464- 474 هـ.) ، وكان صديقا لأمرائها من بني عمّار، وكان قد استشعر من أخيه في الرضاعة تاج الملوك محمود بن صالح أنه يريد القبض عليه، فسار من حلب وأقام بطرابلس، فكتب تاج الملوك إلى ابن عمّار صاحب طرابلس يأمره بالقبض عليه، ويبذل له ثلاثة آلاف درهم ورقية، فلم يظفر به، ولما يئس من عوده قبض على جميع أملاكه. (زبدة الحلب 2/ 35، 36) .

وكان سديد الملك فطنا ذكيا، وينقل عنه حكايات عجيبة، ومن ذلك أنّ تاج الملوك بعد أن عجز عن القبض عليه، لجأ إلى الاحتيال في استقدامه إلى حلب، فأوعز إلى كاتبه أن يكتب إليه كتابا يشوقه فيه ويستعطفه ويستدعيه إليه. وفهم الكاتب الغرض الحقيقي من ذلك الكتاب- وكان صديقا لسديد الملك- فكتب إليه مكرها، حتى إذا بلغ قوله:«إن شاء الله تعالى» شدّد النون في «إن» وفتحها فجعلها «إنّ» ، وأنفذ الكتاب. فلما وصل إلى سديد الملك قرأه ثم عرضه على ابن عمّار ومن في مجلسه من الخواصّ، فاستحسنوا عبارة الكتاب، واستعظموا ما فيه من رغبة تاج الملوك في سديد الملك، وإيثاره قربه، فقال سديد الملك، «إني أرى في الكتاب ما لا ترون» ، ثم أجابه على الكتاب بما اقتضاه المقام، وكتب في جملة ذلك:«أنا الخادم المقرّ بالأنعام» ، وكسر همزة «أنا» وشدد نونها فصارت «إنّا» ، فلما وصل الكتاب إلى تاج الملوك ووقف عليه كاتبه أبو نصر سرّ بما رأى فيه، وقال لأصدقائه: قد علمت أن الّذي كتبته لا يخفي على سديد الملك. وكان أبو نصر قد قصد بتشديد نون «إنّ» الإشارة إلى الآية:

«إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ 28: 20- سورة القصص، الآية 20-، فأجابه سديد الملك بتشديد «إنا» إشارة إلى الآية: إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها 5: 24- سورة المائدة الآية 24- (زبدة الحلب 2/ 36، وفيات الأعيان 3/ 86، فوات الوفيات 1/ 489، الدرة المضيّة 423، 424، درر التيجان (مخطوط) 442، 443، ثمرات الأوراق 1/ 89، 90، ذخائر القصر (مخطوط) 14 ب) .

وكان سديد الملك من الشخصيات الفذّة في عصره، وقيل فيه إنه لو جعل مكان إقامته بمصر بدلا من طرابلس لكانت الدولة الفاطمية في قبضته. (بغية الطلب 5/ 161/ 162) .

وقد حدث أن توفي «أمين الدولة ابن عمّار» سنة 464 ووقع صراع على حكم طرابلس بين ابن أمين الدولة، وعمّه «جلال الملك» فوقف سديد الملك إلى جانب جلال الملك وعاضده بمماليكه ومن كان معه من أصحابه وممن طبع معه من أهل كفرطاب. (زبدة الحلب 2/ 35، الأعلاق الخطيرة 2/ 108، تاريخ ابن الفرات 8/ 77) ، وقد حفظ جلال الملك هذا الموقف له فرفع من مكانته وقربه إليه حتى أصبح من خواص جلسائه. وأشركه معه في حكم طرابلس، حتى كان يحكم مثله. (زبدة الحلب 2/ 35) .

وقال ابن عساكر: كان سديد الملك عليّ بن مقلد بن نصر بينه وبين ابن عمّار مودة وكيدة، وكان بينهما تكاتب، وكان سبب ذلك أنه كان له مملوك أرمني يسمى رسلان. وكان زعيم عسكره، فبلغه عنه ما أنكره، فقال: اذهب عني وأنت آمن مني على نفسك، فذهب إلى طرابلس، وقصد ابن عمار، فنفذ إلى سديد الملك وسأله في حرمه وماله، فأمر بإطلاقهم وما اقتناه من دوابّه. فلما خرج لحقه سديد الملك، فقال له الرسول: غدرت بعبدك، ورعيت في

ص: 275

_________

[ () ] ماله، فقال: لا، ولكن كل أمر له حقيقة، حطوا عن الجمال أحمالها، وعن البغال أثقالها.

ففعلوا، فقال: أثبتوا كل ما معه ليعرف أخي قدر ما فعلته، فكان ما أخرج له من ذهب عين خمسة وعشرين ألف دينار في قدور نحاس، وكان له من الديباج والفضة ما يزيد على القيمة، فقال للرسول: أبلغ ابن عمار سلامي، وعرفه بما ترى لئلا يقول رسلان أخذته بغير علم مولاي، ولو دري لم يمكني منه.

فزاره سديد الملك في بعض السنين، فلما فارقه كتب إليه:

أحبابنا لو لقيتم في مقامكم

من الصبابة ما لاقيت في ظعني

لأصبح البحر من أنفاسكم يبسا

كالبر من أدمعي ينشق بالسّفن

وقال سديد الملك: ما عرفت أني أعمل الشعر حتى قلت:

يجنبي ويعرف ما يجني فأنكره

ويدّعي أنه الحسنى فاعترف

وكم مقام لما يرضيك قمت على

جمير الغضا وهو عندي روضة أنف

وما بعثت رجائي فيك مستترا

إلا خشيت عليه حين ينكشف

وأورد ابن عساكر أبياتا أخرى له في ترجمته. (تاريخ دمشق، مختصر تاريخ دمشق) .

وقيل إنّ الأمير ابن أبي حصينة السلمي، والخفاجي الحلبي، اجتمعا عند سديد الملك، فتفاوضوا في فنون الأدب، فقال ابن أبي حصينة:

«قمر إن غاب عن بصري» .

فقال الخفاجي:

«ففؤادي حدّ مطلعه» فقال ابن أبي حصينة:

«لست أنسى أدمعي ولها» فقال الخفاجي:

«خلطت في فيض أدمعه» فقال سديد الملك:

قلت:

زرني. قال مبتسما:

طمع في غير موضعه

(بدائع البدائه 224) .

ومن شعر سديد الملك:

إذا ذكرت أياديك التي سلفت

مع سوء فعلي وزلاتي ومجترمي

أكاد أقتل نفسي ثم يمنعني

علمي بأنك مجبول على الكرم

(البديع في نقد الشعر 20) .

وله:

بكرت تنظر شيبي

وثيابي يوم عيد

ثم قالت لي بهزء:

يا خليقا في جديد

لا تغالطني فما تصلح

إلا للصدود

(معجم الأدباء، 5/ 225، والوافي بالوفيات 22/ 225) وهي تنسب أيضا لعلي بن محمد بن عبد الجبار العلويّ الحسيني الفقيه. (معجم الألقاب 1/ 504) .

ص: 276