الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف السين
-
237-
سُليمان بن أحمد الواسطيّ [1] .
عن: ابن شاذان.
وعنه: إسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ
-
حرف الطاء
-
238-
طلْحة بن عليّ بن يوسف [2] .
أبو محمد الرّازيّ. ثمّ البغداديّ، الصُّوفيّ الفقيه.
من ساكني رباط أبي سعْد.
كان حسن السيرة.
سمع: أبا الحسين بن بِشْران، وأبا القاسم الخِرَقِيّ.
وعنه: ابنه محمد بن طلْحة، وإسماعيل بن السَّمَرْقَنديّ.
تُوُفّي رحمه الله في صَفَر
-
حرف الظاء
-
239-
ظَفَر بن عبد الواحد بن عبد الرّحيم [3] .
أبو محمد الأصبهاني.
فِي ذي الحِجّة
-
حرف العين
-
240-
عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بن خَزْرَج [4] .
أبو محمد اللَّخْميّ الإشبيليّ الحافظ المؤرخ.
[ () ] ويكنى: أبا عبد الله. وهو يروي عن أبي محمد الباجي. ولكن هذا مولده سنة 347 ووفاته سنة 430 هـ.
[1]
لم أجد مصدر ترجمته.
[2]
لم أجد مصدر ترجمته.
[3]
لم أجد مصدر ترجمته.
[4]
انظر عن (عبد الله بن إسماعيل) في: الصلة لابن بشكوال 1/ 284، 285 رقم 626، وسير أعلام النبلاء 18/ 488، 489 رقم 251، وهدية العارفين 1/ 453، ومعجم المؤلفين 5/ 35.
ولد سنة سبع وأربعمائة.
وروى عن: أبي عَمْرو المرشانيّ، وأبي الفتوح الْجُرْجانيّ، وأبي عبد الله الخَوْلانيّ، وخلْق.
وعدد شيوخه مائتان وستّون رجلًا [1] .
وكان مع حِفْظه فقيهًا مشاورًا. أكثر النّاسُ عنه [2] .
روى عنه: شُرَيْح بن محمد، وأبو محمد بن يَرْبُوع.
مات رحمه الله في شوّال بإشبيلية.
241-
عبد الرحمن بن الحَسَن [3] .
أبو القاسم الشّيرازيّ الفارسيّ.
إمام ذو فنون، سافر الكثير، وسكون ميهنة [4] ، قَصَبة خابران، في آخر عمره، وكان من مُريدي أبي سعيد بن أبي الخير المَيْهَنيّ.
سمع ببغداد: أبا يَعْلَى بن الفرّاء، وبدمشق: الحسين بن محمد الحِنّائيّ، وبالمَعَرَّة: أبا صالح محمد بن المهذّب، وجماعة.
روى عنه: أبو بكر المحتاجي الخطيب بمَيْهَنَة.
وحدَّث في هذا العام، ولم نعرف وفاته.
242-
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ الباجيّ [5] .
أبو محمد اللَّخْميّ. من أهل إشبيلية.
سمع من: جده.
[1] في الصلة: مائتان وخمسة وستون رجلا وامرأتان بالأندلس.
[2]
وقال ابن بشكوال: كتب إليه جماعة منهم من المشرق، وكانت له عناية كاملة بالعلم وتقييده وروايته وجمعه. وكان من جلّة الفقهاء في وقته، مشاورا في الأحكام بحضرته، ثقة في روايته، سمع الناس منه كثيرا.
[3]
انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 14/ 237 رقم 161.
[4]
هكذا جودها في الأصل، وهذا يتفق مع (معجم البلدان 5/ 247)، أما ابن السمعاني فقال:
بكسر الميم. (الأنساب 11/ 580) .
[5]
انظر عن (عبد الله بن علي) في الصلة لابن بشكوال 1/ 285 رقم 627.
وكان فقيهًا فاضلًا.
روى عنه: أحمد بن عبد الله بن جابر.
243-
عبد الرحمن بن مأمون بن عليّ [1] .
الإمام أبو سعْد [2] المتولّي [3] النَّيْسابوريّ، الفقيه الشّافعيّ.
أحد الكبار.
قدِم بغداد، وكان فقيهًا محقِّقًا، وحبْرًا مدقِّقًا. وُلْي تدريس النّظاميّة بعد الشّيخ أبي إسحاق، ودرَّس وروى شيئًا يسيرًا.
ثمّ عُزِل بابن الصّبّاغ في أواخر سنة ستٍّ وسبعين، ثمّ أُعيد إليها سنة سبعٍ وسبعين.
وقد تفقه على القاضي حسين بمروالروذ، وعلى أبي سهل أحمد بن عليّ الأَبيوَرْديّ ببخارى، وعلى أبي القاسم عبد الرحمن الفورانيّ بمَرْو، حتّى برع وتميز.
وكان مولده في سنة ستّ وعشرين وأربعمائة [4] .
وتوفي ببغداد.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن مأمون) في: المنتظم 9/ 18 رقم 21 (16/ 244 رقم 3543) ، والكامل في التاريخ 10/ 146، ووفيات الأعيان 3/ 133، 134، وتاريخ دولة آل سلجوق 75، والعبر 3/ 290، ودول الإسلام 2/ 8، والإعلام بوفيات الأعلام 197، وسير أعلام النبلاء 18/ 585، 586 رقم 306، ومرآة الجنان 3/ 122، 123 وفيه:«عبد الرحمن بن محمد» ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 223- 225، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 305، 306، والبداية والنهاية 12/ 128، والوافي بالوفيات (مخطوط) 16/ 61، 62، والعقد المذهب لابن الملقّن 63، وتاريخ الخميس 2/ 402، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 254، 255 رقم 211، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 176، 177، وكشف الظنون 2/ 1 و 2/ 1251، وشذرات الذهب 3/ 358، وهدية العارفين 1/ 518، وإيضاح المكنون 2/ 150، وديوان الإسلام 4/ 176، 177 رقم 1902، والأعلام 3/ 290، ومعجم المؤلفين 5/ 166.
[2]
في مرآة الجنان 3/ 122: «أبو سعيد» ، وكذا في طبقات الشافعية للإسنويّ، وطبقات ابن هداية الله، وكشف الظنون، وإيضاح المكنون.
[3]
قال ابن خلكان 3/ 134: لم أعلم لأيّ معنى عرف بذلك، ولم يذكر السمعاني هذه النسبة.
[4]
المنتظم.
وله كتاب «التَّتمَّة» تمَّم به «الإبانة» لشيخه الفُورانيّ، لكنّه لم يُكْمِلْه، وعاجَلَتْه المَنِية، وانتهى فيه إلى الحدود. وله مختصر في الفرائض، ومصنَّف في الأصول، وكتاب في الخلاف جامعٌ للمآخِذ [1] .
244-
عَبْد الرَّحْمَن بن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن زياد [2] .
أبو عيسى الأصبهاني الأديب الزّاهد.
لا أعرف متى تُوُفّي.
وتُوُفّي في هذه الحدود [3] .
وسمع: أبا جعفر بن المرزبان الأبهريّ.
روى عنه: إسماعيل بن محمد الحافظ، ويحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء، ومحمد بن أبي القاسم الصالحاني، ومسعود الثقفيّ، والحسن بن العبّاس الرُّسْتُميّ، وآخرون.
وكان رحمه الله من بقايا الصّالحين والعُلماء.
245-
عبد الرحمن بن محمد بن سَلَمة [4] .
أبو المطرف الطُّلَيْطُليّ.
عن: أبيّ عَمْر الطَّلَمَنْكيّ، وأبي عَمْر بن عبّاس الخطيب.
وكان من كبار الفقهاء المُفْتِين [5] .
[1] وفيات الأعيان 3/ 134، سير أعلام النبلاء 18/ 585، 586، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 225، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 306.
وقال ابن الجوزي: سمع الحديث، وقرأ الفقه على جماعة ودرس بالنظاميّة بعد أبي إسحاق، ودرس الأصول مدة ثم قال: الفروع أسلم. وكان فصيحا فاضلا. (المنتظم) .
وقال البنداري: رتب مؤيد الملك أبا سعد المتولي مدرسا، فلم يرض نظام الملك به، وجعل التدريس للشيخ الإمام أبي نصر الصباغ صاحب «الشامل» ، فاتفق خروج مؤيد الملك، وخرج معه المتولي. فعاد متوليا، وفي رتب السمو متعليا، وقد لقب شرف الأمة، وأبو نصر الصباغ مدرس. وتوفي يوم الخميس النصف من شعبان، وبقي المتولي مدرسا إلى أن توفي في شوّال سنة 478 (تاريخ دولة آل سلجوق 75) .
[2]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: سير أعلام النبلاء 18/ 566 رقم 295.
[3]
قال المؤلف في (السير) : بقي إلى حدود سنة ست وسبعين وأربعمائة.
[4]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 342، 343 رقم 732.
[5]
قال ابن بشكوال: كان حافظا للمسائل، دربا بالفتوى، وقورا، وسيما، حسن الهيئة، قليل
مات فجأةً. في صَفَر، وله سبعٌ وسبعون سنة [1] .
246-
عَبْد الكريم بْن عَبْد الصّمد بْن مُحَمَّد بن عليّ [2] .
أبو مَعْشَر الطّبريّ القطّان المقرئ، مقريء مكّة.
كان إمامًا مجودًا، بارعًا، مصنفًا، له كُتُبُ في القراءات.
قرأ بحرّان على أبي القاسم الزَّيْديّ، وبمصر على أصحاب السّامرّيّ، وأبي عَدِيّ عبد العزيز. وقرأ بمكة على أبي عبد الله الكارَزينيّ.
وسمع بمصر من: أبي عبد الله بن نظيف، وأبي النُّعْمان تُراب بن عَمْر وعبد الله بن يوسف بتنيس، وأبي الطّيّب الطّبريّ ببغداد، وعبد الله بن عمر بن العبّاس بغزة.
وسمع بمنْبج، وحَرّان، وآمِد وحلب وسَلَمَاس، والجزيرة.
روى عنه: أبو نصر أحمد بن عَمْر الغازي، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاريّ، وأبو تمّام إبراهيم بن أحمد الصَّيْمريّ.
قال ابن طاهر: سمعتُ أبا سعْد الحَرَميّ [3] بهَرَاة يقول: لم يكن سماع أبي مَعْشَر الطّبريّ في جزء ابن نظيف صحيحًا، وإنّما أخذ نسخةً فرواها [4] .
[ () ] التصنع، مواظبا على الصلاة في الجامع، وسمع الناس عليه، ونوظر عليه في الفقه، وكان ثقة فيما رواه، وكان الرأي الغالب عليه، ولم يكن عنده ضبط ولا تقييد ولا حسن خطّ، وامتحن في آخر عمره مع أهل بلده، وسار إلى بطليوس فتوفي بها فجأة.
[1]
ومولده سنة 401 هـ.
[2]
انظر عن (عبد الكريم بن عبد الصمد) في: فهرست ابن خير الإشبيلي 29، 30، والإعلام بوفيات الأعلام 197، والعبر 3/ 290، 291، ودول الإسلام 2/ 8، ومعرفة القراء الكبار 1/ 435، 436 رقم 371، وميزان الاعتدال 2/ 644، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 243، ومرآة الجنان 3/ 123، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 165، 166، 409، والعقد الثمين 5/ 475، وغاية النهاية 1/ 401 رقم 1708، ولسان الميزان 4/ 49، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 332- 334، وشذرات الذهب 3/ 358، وكشف الظنون 418، 441، 479، 752، 1009، 1106، 1187، وإيضاح المكنون 1/ 468، وهدية العارفين 1/ 608، ومعجم المؤلفين 5/ 316.
[3]
الحرمي: بفتح الحاء والراء المهملتين نسبة إلى الحرم المكيّ. (الأنساب 4/ 116) .
[4]
معرفة القراء الكبار 1/ 436.
قلت: قرأ عليه القراءات خلق، منهم أبو عليّ بن العرجاء، وأبو القاسم خَلَف بن النّحّاس، وأبو عليّ بن بَليّمة.
وله كتاب «سوق العروس» ، يقال: فيه ألف وخمسمائة طريق [1] .
تُوُفّي بمكّة.
وله كتاب «الدُّرر» في التفسير، وكتاب «الرّشاد» في شرح القراءات الشاذّة، وكتاب «عيون المسائل» ، وكتاب «طبقات القرّاء» ، وكتاب «مخارج الحروف» ، وكتاب «الورد» ، وكتاب «هيجاء المصاحف» ، وكتاب في اللّغة.
وقد روى كتاب «شفاء الصدور» للنّقاش، عن الزّيديّ، عنه، و «مسند أحمد» ، عن الزَّيْديّ، عن القطيعيّ، «وتفسير الثّعلبيّ» .
رواه عن مؤلفه. وكان فقيهًا شافعيا، رحمه الله.
247-
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْن عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن محمد بن حيويه [2] .
[1] المصدر نفسه.
[2]
انظر عن (عبد الملك بن عبد الله) في: طبقات فقهاء الشافعية للعبادي 112، ودمية القصر للباخرزي 2/ 246، 247 رقم 365، والأنساب 3/ 386، 387، والمنتظم 9/ 18- 20 رقم 22 (16/ 244- 247 رقم 3544) ، وتبيين كذب المفتري 278- 285، والمنتخب من السياق 330، 331 رقم 1090، ومعجم البلدان 2/ 193، وزبدة التواريخ للحسيني 67، والكامل في التاريخ 10/ 145، واللباب 1/ 315، ووفيات الأعيان 3/ 167- 170، وتاريخ الفارقيّ 211، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 352، 353، 447، وآثار الأول وأخبار الدول للعباسي 125، وتاريخ دولة آل سلجوق 75، والمختصر في أخبار البشر 2/ 196، 197، والعبر 3/ 291، ودول الإسلام 2/ 8، والمعين في طبقات المحدّثين 137 رقم 1518، وسير أعلام النبلاء 18/ 468- 477 رقم 240، والإعلام بوفيات الأعلام 197، وتاريخ ابن الوردي 1/ 383، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 85- 96، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 174، 175، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 249- 282، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 409- 412، والبداية والنهاية 12/ 128، 129، ومرآة الجنان 3/ 123- 131، والوفيات لابن قنفذ 257، 258 رقم 478، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 262- 264 رقم 218، وتاريخ الخميس 2/ 402، والعقد الثمين لقاضي مكة 5/ 507، 508، والنجوم الزاهرة 5/ 121، وتاريخ الخلفاء 426، ومفتاح السعادة 2/ 110- 111، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 174- 176، وكشف الظنون 68، 70، 75، 242، 896 و 2/ 1213، 1024، 1212، 1641، 1754، 1990، 1561، وشذرات الذهب 3/ 358- 362،
إمام الحَرَمَيْن أبو المعالي ابن الإمام أبي محمد الْجُوَيْنيّ [1] ، الفقيه الملقَّب ضياء الدّين. رئيس الشّافعيّة بَنْيسابور.
قال أبو سعْد السّمعانيّ: [2] كان إمام الأئّمة على الإطلاق، المُجْتَمع على إمامته شرقًا وغربًا، لم تَرَ العيون مثله.
وُلِد سنة تسع عشرة وأربعمائة [3] في المحرَّم وتفقّه على والده، فأتى على جميع مصنفاته، وتُوُفّي أبوه وله عشرون سنة، فأُقعِد مكانه للتّدريس، فكان يدرّس ويخرج إلى مدرسة البَيْهقيّ.
وأحكم الأصول على أبي القاسم الإسفرائينيّ الإسكاف. وكان ينفق من ميراثه وممّا يَدْخله من معلومه، إلى أن ظهر التعصُّب بين الفريقين، واضطّربت الأحوال، واضطّر إلى السفر عن نَيْسابور، فذهب إلى المعسكر، ثمّ إلى بغداد.
وصحب أبا نصْر الكُنْدُريّ [4] الوزير مدّةً يطوف معه، ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء، ويُناظرهم، ويحتكّ بهم، حتّى تهذَّب في النَّظَر وشاع ذكْرُه. ثمّ خرج إلى الحجاز، وجاور بمكّة أربع سنين، يدرّس ويُفتي، ويجمع طُرُق المذهب، إلى أن رجع إلى بلده بَنيْسابور بعد مُضِي نوبة التّعصب [5] فأقعد
[ () ] والفوائد البهية 246، وروضات الجنات 463، 464، وإيضاح المكنون 1/ 288، وهداية العارفين 1/ 626، والأعلام 4/ 160، ودائرة المعارف الإسلامية 7/ 179، 7180 وديوان الإسلام 1/ 47، 48 رقم 50، وفهرست المكتبة الخديوية 5/ 95، وفهرست المخطوطات المصورة بدار الكتب المصرية 1/ 320- 324، ومعجم المؤلفين 6/ 184، 185.
وللدكتورة فوقية حسين محمود دراسة بعنوان «الجويني إمام الحرمين» نشرت في سلسلة (أعلام العرب) بمصر سنة 1965 رقم (40) .
[1]
الجويني: بضم الجيم، وفتح الواو، وسكون الياء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى جوين، وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور تشتمل على قرى كثيرة مجتمعة يقال لها كويان، فعربت فقيل: جوين. (الأنساب 3/ 385) .
[2]
قوله ليس في (الأنساب) ففيه يقول: «إمام وقته ومن تغني شهرته عن ذكره، بارك الله تعالى في تلامذته حتى صاروا أئمة الدنيا مثل: الخوافي، والغزالي، والكيا الهراسي، والحاكم عمر النوقاني، رحمهم الله» . (الأنساب 3/ 386) .
[3]
جاء في (المنتظم) و (الكامل في التاريخ) و (تاريخ الخميس) : سنة سبع عشرة.
[4]
هو عميد الملك أبو نصر محمد بن منصور بن محمد الكندري الجراحي وزير طغرلبك. قتل سنة 456 هـ. وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة السادسة والأربعين.
[5]
راجع أخبار هذه الفتنة في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 389 وما بعدها، و 4/ 109.
للتّدريس بنظاميّة نَيْسابور، واستقامت أمور الطَّلَبة، وبَقِيّ على ذلك قريبًا من ثلاثين سنة غير مُزاحَم ولا مُدافَع، مُسَلَّمٌ له المحراب، والمِنبر، والخطابة، والتّدريس، ومجلس الوعْظ يوم الجمعة.
وظهرت تصانيفه، وحضَر درسَه الأكابر والْجَمْع العظيم من الطَّلَبة.
وكان يقعد بين يديه كلّ يومٍ نحو من ثلاثمائة رجل. وتفقه به جماعة من الأئّمة [1] .
وسمع الحديث من أبيه، ومن: أبي حسّان محمد بن أحمد المزكي، وأبي سعد البصرويّ، ومنصور بن رامش، وآخرين.
ثنا عنه: أبو عبد الله الفُراويّ، وأبو القاسم الشّحّاميّ، وأحمد بن سهل المسجديّ، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسين اليُونينيّ [2]، أنا الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ قال: تُوُفّي والد أبي المعالي، فأُقعِد مكانه، ولم يكمّل عشرين سنةً، فكان يدرِّس، وأحكم الأُصول على أبي القاسم الإسكاف الإسفرائينيّ [3] .
وجاوَرَ بمكّة أربع سنين، ثمّ رجع إلى نَيْسابور، وجلس للتدريس بالنّظاميّة قريبًا من ثلاثين سنة، مُسَلَّم له المحراب، والمِنْبَر، والخطابة، والتّدريس، والتّذكير [4] .
سمع من أبيه، ومن عليّ بن محمد الطِّرازيّ، ومحمد بن أبي إسحاق المزكّى، وأبي سعْد بن عليك [5] ،
[1] تبيين كذب المفتري 280، 281، المنتظم 9/ 18، 19 (16/ 244، 245) ، وفيات الأعيان 3/ 68) سير أعلام النبلاء 18/ 469، 470، ذيل تاريخ بغداد 86، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 250.
[2]
اليونيني: نسبة إلى يونين بلدة قرب بعلبكّ. وقد تقدّم التعريف بها.
[3]
تبيين كذب المفتري 279.
[4]
تبيين كذب المفتري 280، وزاد ابن عساكر: «وانغمر غيره من الفقهاء بعلمه وتسلّطه، وكسرت الأسواق في جنبه، ونفق سوق المحققين من خواصّه وتلامذته، وظهرت تصانيفه
…
» .
[5]
عليك: بفتح العين المهملة، وكسر اللام، وتشد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتحها، وآخرها كاف. والكاف في لغة العجم هي حرف التصغير، وبعض الحفاظ قيده باختلاس كسرة
وفضل الله بن أبي الخير الميهَنِي [1] ، والحسن بن عليّ الجوهريّ البغداديّ.
وأجاز له أبو نُعَيم الحافظ.
قال المؤلف: في سماعه من الطِّرَازيّ نظر، فإنّه لم يَلْحق ذلك، فلعلّه أجاز له.
قال السّمعانيّ: قرأتُ بخطّ أَبِي جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني:
سمعت أبا إسحاق الفَيْرُوزآباديّ يقول: تمتعوا بهذا الإمام، فإنّه نزهة هذا الزمان، يعني أبا المعالي الْجُوَيْنيّ [2] .
قال: وقرأتُ بخط أبي جعفر أيضًا: سمعت أبا المعالي يقول: قرأت خميس ألفا في خمسين ألفًا، ثمّ خلّيت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظّاهرة وركبت البحر الخِضَمَّ العظيم، وغُصْتُ في الذي نُهي أهل الإسلام منها، كلّ ذلك في طلب الحقّ. وكنتُ أهربُ في سالف الدّهر من التّقليد، والآن رجعتُ من الكُلّ إلى كلمة الحقّ، عليكم بِدِين العجائز. فإنْ لم يدركْني الحقُّ بلطيف بِرّه، فأموت على دين العجائز، ويختُم عاقبة أمري عند الرحيل على بُرهة أهل الحقّ، وكلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، فالويْلُ لابن الْجُوَيْنيّ [3]- يريد نفسه-.
وكان أبو المعالي مع تبحره في الفقه وأصوله لا يدري الحديث [4] . ذكر في
[ () ] اللام وفتح الياء وخفف. قال ابن نقطة: وهذا عندي أصح. وليس في كتاب الأمير ابن ماكولا تشديد الياء، بل أهمل ذلك، وقد ضبطه المؤتمن الساجي بسكون اللام وفتح الياء. (المشتبه في الرجال 2/ 469، 470) .
وقد سمع الجويني من ابن عليك سنن الدار الدّارقطنيّ. (تبيين كذب المفتري 285) .
[1]
تقدّم التعريف بهذه النسبة في الترجمة رقم (241) وقد جودها الناسخ هناك بفتح الميم، وبه قال ياقوت. أما ابن السمعاني فقال بكسر الميم.
[2]
سير أعلام النبلاء 18/ 470، ذيل تاريخ بغداد 92.
[3]
المنتظم 9/ 19 (16/ 245) ، سير أعلام النبلاء 18/ 471، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 251.
[4]
قال ابن السمعاني في (الأنساب 3/ 386) : «وكان قليل الرواية للحديث معرضا عنه» وقال ياقوت في (معجم البلدان 2/ 193) : «وكان قليل الرواية معرضا عن الحديث» .
كتاب «البرهان» حديث مُعَاذ في القياس [1]، فقال: هو مُدَوَّنٌ في الصّحاح، مُتَّفَقٌ على صحته. كذا قال، وأنَّى له الصّحّة، ومداره على الحارث بن عَمْرو، مجهول، عن رجالٍ من أهل حمص لا يُدْري من هم، عن مُعاذ [2] .
وقال المازِريّ رحمه الله في «شرح البرهان» في قوله إنّ الله تعالى يعلم الكلّيات لا الْجُزْئيّات: ودِدْتُ لو مَحَوْتُها بدمي.
قلت: هذه لفظة ملعونة.
قال ابن دِحْية: هذه كلمة مكذِّبة للكتاب والسُّنّة، مكفّر بها، هَجَره عليها جماعة، وحلف القُشَيْريّ لا يكلّمه أبدا، ونفي بسببها مدّة. فجاور وتاب [3] .
[1] ذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 215 رقم 262) قال: حدّثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن أصحاب معاذ، عن معاذ، روى عنه أبو عون قال: البخاري، ولا يصح، ولا يعرف إلا مرسلا، والحديث حديثه جدي- رحمه الله قال: حدّثنا سليمان بن حرب، وأخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا مسلم قال: حدّثنا شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة، عن أصحاب معاذ بن جبل، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم حين بعثه إلى اليمن قال له:«كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟» ، قال: أقضي بما في كتاب الله، قال: فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم يكن في سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي لا آلو، قال: فضرب رسول الله صدره قال: الحمد للَّه الّذي وفق رسول رسول الله، لما يرضي رسول الله. وذكره أيضا عن علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد، قال: حدثنا يزيد وأبو النضر، عن شعبة، عن أبي عون الثقفي، قال: سمعت الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة يحدّث عن أصحاب معاذ بن جبل بحمص، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: «كيف تقضي
…
» ، فذكر نحوه. وقد أخرجه الإمام أحمد بالسند نفسه في (المسند 2/ 236) .
[2]
انظر تعليق السبكي على قول المؤلف في (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 261) .
[3]
وزاد المؤلف الذهبي- رحمه الله في (سير أعلام النبلاء 18/ 472) : «كما أنه في الآخر رجح السلف في الصفات وأقرّه» . وانظر: المنتظم.
وقد تحامل السبكي على المؤلف الذهبي بقوله: «ما أقبحه فصلا مشتملا على الكذب الصراح وقلة الحقّ مستحلا على قائله بالجهل بالعلم والعلماء، وقد كان الذهبي لا يدري شرح البرهان ولا هذه الصناعة، ولكنه يسمع خرافات من طلبة الحنابلة فيعتقدها حقا ويودعها تصانيفه. أما قوله إن الإمام قال: إن الله يعلم الكلّيات لا الجزئيات. يقال له: ما أجرأك على الله، متى قال الإمام هذا ولا خلاف بين أئمتنا في تكفير من يعتقد هذه المقالة، وقد نصّ الإمام في كتبه الكلامية بأسرها على كفر من ينكر العلم بالجزئيات وإنما وقع في «البرهان» في أصول الفقه شيء استطرده على كفر من ينكر العلم بالجزئيات وإنما وقع في البرهان في أصول الفقه شيء استطرده القلم إليه، فهم منه المازري» . (طبقات الشافعية الكبرى 3/ 261، 262)، وأما قوله:
قال السّمعانيّ: وسمعتُ أبا رَوْح الفَرَج بن أبي بكر الأُرْمَويّ [1] مذاكرةً يقول: سمعتُ أستاذي غانم الموُشيليّ [2] . سمعتُ الإمام أبا المعالي الْجُوَيْنيّ يقول: لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا اشتغلت بالكلام [3] .
وقال أبو المعالي الْجُوَيْنيّ في كتاب «الرسالة النظاميّة» [4] : اختلفت مسالك العلماء في الظّواهر التي وردت في الكتاب والسُّنّة، وامتنع على أهل الحقّ اعتقاد فحواها [5] ، وفرأى بعضهم تأويلها، والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السُّنن. وذهب أئّمةُ السلف إلى الانكفاف عن التّأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب تعالى.
والذي نرتضيه رأيا، وندين الله به عقدا اتباع سلف الأمة، فالأولى الإتباع وترك الابتداع، والدليل السّمعيّ القاطع في ذلك أن إجماع الأمة حجة متبعة
[ () ]«قلت: هذه لفظة ملعونة» ، فنقول: لعن الله قائلها. وأما قوله: قال ابن دحية، إلى آخر ما حكاه عنه، فنقول: هل يحتاج مثل هذه المقالة إلى كلام ابن دحية، ولو قرأ الرجل شيئا من علم الكلام لما احتاج إلى ذلك فلا خلاف بين المسلمين في تكفير منكري العلم بالجزئيات، فمن نقل له ذلك؟ وفي أي كتاب رآه؟ وأقسم باللَّه يمينا بارة أن هذه مختلفة على القشيري، وكان القشيري من أكثر الخلق تعظيما للإمام، وقدمنا عنه عبارة المدرجوركية وهي قوله في حقّه لو ادّعى النبوة لأغناه كلامه عن إظهار المعجزة. وابن دحية لا تقبل روايته فإنه متهم بالوضع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما ظنّك بالوضع على غيره؟
…
... وبالجملة لا أعرف محدّثا إلا وقد ضعف ابن دحية وكذبه، لا الذهبي ولا غيره، وكلّهم يصفه بالوقيعة في الأئمة والاختلاق عليهم، وكفى بذلك. وأما قوله: وبقي بسببها مدّة مجاورا ومات. فمن البهت، لم ينف الإمام أحد، وإنما هو خرج ومعه القشيري وخلق في واقعة الكندري التي حكيتها في ترجمة الأشعري، وفي ترجمة أبي سهل بن الموفّق، وهي واقعة مشهورة خرج بسببها الإمام، والقشيري، والحافظ البيهقي، وخلق كان سببها أن الكندري أمر بلعن الأشعري على المنابر ليس غير ذلك، ومن ادّعى غير ذلك فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا.
(3/ 262) .
[1]
الارموي: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى أرمية وهي من بلاد أذربيجان. (الأنساب 1/ 190) .
[2]
الموشيليّ: بضم الميم، وسكون الواو، وكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها اللام. هذه النسبة إلى موشيلا وهو كتاب للناصري، واسم من أسماء الله بلسانهم. وغانم هذا هو: أبو الغنائم غانم بن الحسين الموشيلي الأرموي، فقيه فاضل ورع مفت مناظر توفي سنة 520 هـ. وكان جدّه نصرانيا. (الأنساب 11/ 521) .
[3]
سير أعلام النبلاء 18/ 473.
[4]
طبعت باسم «العقيدة النظامية» ، بتحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري 1367 هـ. 1648 م.
[5]
في «النظامية» زيادة: «وإجراؤها على موجب ما تبرزه أفهام أرباب اللسان منها» . ص 23.
وهو مُسْتَنَدُ معظَم الشريعة. وقد دَرَج صَحْبُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ترك التّعريض لمعانيها، ودَرْك ما فيها، وهم صفوة الإسلام المستقلون بأعباء الشريعة. وكانوا لا يأْلُون جهدًا في ضبط قواعد المِلَّة، والتّواصي بحِفْظها، وتعليم النّاس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغًا أو محتومًا، لأوْشَك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا تصرَّمَ عصرهم وعصْر التابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعّا بأنّه الوجه المتبع، فحقَّ على ذي الدّين أن يعتقد تنزه الباري تعالى عن صفات المُحْدَثين، ولا يخوض في تأويل المشْكَلات، وَيَكل معناها إلى الرّبّ [1]، فَلْيُجْر آية الاستواء والمجيء وقوله: لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ 38: 75 [2]، وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ 55: 27 [3]، وتَجْرِي بِأَعْيُنِنا 54: 14 [4] ، وما صح من أخبار الرسول كخبر النّزول وغيره على ما ذكرناه [5] .
وقال محمد بن طاهر الحافظ: سمعتُ أبا الحَسَن القَيْروانيّ الأديب بَنْيسابور، وكان يسمع معنا الحديث، وكان يختلف إلى درس الأستاذ أبي المعالي الجويني، ويقرأ عليه الكلام، يقولُ: سمعتُ الأستاذ أبا المعالي اليوم يقول: يا أصحابنا، لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفتُ أنّ الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به [6] .
وحكى أبو عبد الله الحَسَن بن العبّاس الرُّسْتُميّ فقيه أصبهان قال: حكى
[1] في المطبوع من النظامية زيادة هنا: «وعند إمام القرّاء وسيدهم الوقف على قوله تعالى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله 3: 7 من العزائم، ثم الابتداء بقوله: وَالرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ 3: 7، ومما استحسن من إمام دار الهجرة مالك بن أنس أنه سُئل عن قوله تعالى: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى 20: 5 فقال: الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة» .
[2]
سورة ص، الآية 75.
[3]
سورة الرحمن، الآية 27.
[4]
سورة القمر، الآية 14.
[5]
زاد في المطبوع من (النظامية) : «بهذا بيان ما يجب الله» .
[6]
المنتظم 9/ 19 (16/ 245) وفيه: «فلو علمت أن الكلام يبلغ إلى ما بلغ ما اشتغلت به» ، بإسقاط كلمة «بي» : وهي في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/ 260 وفيه قال السبكي:
إنّا نشتبه أن تكون هذه الحكاية مكذوبة، وابن طاهر عنده تحامل على إمام الحرمين، والقيرواني المشار إليه رجل مجهول، ثم هذا الإمام العظيم الّذي ملأت تلامذته الأرض لا ينقل هذه الحكاية عنه غير رجل مجهول، ولا تعرف من غير طريق ابن طاهر، إن هذا لعجيب، وغالب ظني أنها كذبة فعلها من لا يستحيي.
لنا أبو الفتح الطّبريّ الفقيه قال: دخلتُ على أبي المعالي في مرضه فقال:
اشهدوا عليّ أنّي قد رجعتُ عن كلّ مقالة تخالف السلف، وأنّي أموت على ما تموت عليه عجائز نيسابور [1] .
وذكر محمد بن طاهر أنّ المحدث أبا جعفر الهَمَذانيّ حضر مجلس وعْظ أبي المعالي فقال: كان الله ولا عرش، وهو الآن على ما كان عليه.
فقال أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه التي نجدها، ما قال عارفٌ قطّ:
يا الله، إلّا وجَدَ من قلبه ضرورة تطلب العُلُوّ، لا نلتفت يَمْنَةً ولا يَسْرَة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفُسنا؟ أو قال: فهل عندك من دواء لدفع هذه الضّرورة التي نجدها؟
فقال: يا حبيبي: ما ثمّ إلًا الحَيْرَة. ولَطَمَ على رأسه ونزل، وبَقِيّ وقتُ عجيب، وقال فيما بعد: حيرني الهَمَذانيّ [2] .
ولأبي المعالي من التصانيف: كتاب «نهاية المَطْلَب في المذهب» [3] ، وهو كتابٌ جليل في ثمانية [4] مجلدات، وكتاب «الإرشاد في الأصول» [5] ، وكتاب «الرسالة النظاميّة في الأحكام الإسلامية» [6] ، وكتاب «الشامل في أصول الدّين» [7] ، وكتاب «البرهان في أصول الفقه» ، و «مدارك العقول» لم يتمه،
[1] سير أعلام النبلاء 18/ 474.
[2]
الخبر في كتاب «العلو» للمؤلف الذهبي- رحمه الله ص 276، 277.
وقد جاء في هامش الأصل بقرب هذا الخبر ما نصّه:
«ث. من طالع كتاب الشامل الإمام الحرمين قطع بكذب هذه الحكاية. قاله محمد المظفري لطف الله به» .
[3]
في (تبيين كذب المفتري) و (وفيات الأعيان) و (المختصر في أخبار البشر) و (تاريخ ابن الوردي) : «نهاية المطلب في دراية المذهب» . وفي (النجوم الزاهرة) : «
…
في رواية المذهب» .
[4]
في آثار البلاد وأخبار العباد 353: «عشرين مجلدا» .
[5]
وهو «الإرشاد في أصول الدين» . وقد طبع في باريس، والقاهرة، وبرلين.
[6]
صدرت بتحقيق الشيخ العلّامة محمد زاهد الكوثري باسم «العقيدة النظامية» في القاهرة 1367 هـ. / 1948 م. وترجمت إلى الألمانية سنة 1958 م.
[7]
طبع منه الكتاب الأول من الجزء الأول في القاهرة سنة 1961 م.
وكتاب «غياث الأُمم في الإمامة» [1] ، وكتاب «مغيث الخلق في اختيار الأحق» ، و «غنية المسترشدين» في الخلاف [2] .
وكان إذا أخذ في علم الصوفية وشرح الأحوال أبكى الحاضرين [3] .
وقد ذكره عبد الغافر في «تاريخه» [4] فأسهب وأطْنَب، إلى أن قال: وكان يذكر (في اليوم)[5] دروسًا يقع كلّ واحدٍ منها في عدّة أوراق [6] ، لا يتلعثم في كلمةٍ منها، ولا يحتاج إلى استدراك عثرةٍ، مَرًّا فيها كالبرق بصوت كالرَّعد [7] .
وما يوجد في كُتُبه من العبارات البالغة كُنْه الفصاحة غَيْض من فَيْض [8] ما كان على لسانه، وغَرْفه من أمواج ما كان يعهد من بيانه. تفقّه في صباه على والده. وذكر التّرجمة بطولها [9] .
وقال عليّ بن الحَسَن الباخَرْزِيّ في «الدُمْية» [10]، وذكر الإمام أبا المعالي فقال: فالفقه فقه الشّافعيّ، والآدب أدب الأصمعيّ، وفي بصره بالوعظ الحَسَن
[1] ويسمّى أيضا «الغياثي» و «غياث الأمم في التياث الظلم» ، وقد نشر بهذا الاسم في الإسكندرية بتحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم والدكتور مصطفى حلمي، وأصدرته دار الدعوة.
[2]
ومن مؤلفاته أيضا: الورقات، في أصول الفقه والأدلة، أصدرته دار الدعوة بالإسكندرية بتحقيق الدكتورة فوقية حسن محمود.
[3]
تبيين كذب المفتري 284، وفيات الأعيان 3/ 169، سير أعلام النبلاء 18/ 476.
[4]
المنتخب من السياق 331.
[5]
ما بين القوسين ليس في (المنتخب) .
[6]
الموجود في (المنتخب) : «في أطباق وأوراق» .
[7]
في (المنتخب) : «مارا فيها كالبرق الخاطف، بصوت مطابق كالرعد القاصف، ينزق فيه له المبرزون، ولا يدرك شأوه المتشدقون المتعمقون» .
[8]
حتى هنا ينتهي الموجود في (المنتخب) ، والّذي بعده غير موجود في المطبوع.
[9]
وفيها قوله: «إمام الحرمين، فخر الإسلام، إمام الأئمة على الإطلاق. حبر الشريعة، المجتمع على إمامته شرقا وغربا. والمقرّ بفضله السراة والحداة عجما وعربا، من لم تر العيون مثله قبله ولا ترى بعده. ورباه حجر الإمامة، وحرّك ساعد السعادة مهده، وأرضعه ثدي العلم والورع إلى أن ترعرع فيه ويفع.
أخذ من العربية وما يتعلق بها أوفر حظ ونصيب، فزاد فيها على كل أديب، ورزق من التوسع في العبارة وعلوها ما لم يعهد من غيره، حتى أنسى ذكر سبحان، وفاق فيها الأقران، وحمل القرآن، وأعجز الفصحاء اللّدّ، وجاوز الوصف والحدّ. وكل من سمع خبره أو رأى أثره فإذا شاهده أقر بأن خبره يزيد كثيرا على الخبر، ويبر على ما عهد من الأثر» .
[10]
في (دمية القصر) 2/ 246، 247.
البصْريّ [1] . وكيف ما هو، فهو إمامُ كلّ إمام، والمستَعْلي بهمّته على كلّ هُمام.
والفائز بالظَّفَر على إرغام كلّ ضِرْغام. إذا تصدر للفقه، فالمزني من مُزْنَتِه قَطْرَه، وإذا تكلم فالأشعريّ من وفْرته شعره، وإذا خطب الجم الفصحاج بالعي شقاشقه الهادرة، ولثم البُلغاء بالصمت حقائقه البادرة.
وقد أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه وغيره في كتابهم عن الحافظ عبد القادر الرّهاويّ أنّ الحافظ أبا العلاء الهَمَذانيّ أخبره قال: أخبرني أبو جعفر الهَمَذانيّ الحافظ قال: سمعتُ أبا المعالي الْجُوَيْنيّ، وقد سُئل عن قوله تعالى:
الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى 20: 5 [2] فقال: كان الله ولا عرش. وجعل يتخبّط في الكلام، فقلت: قد علِمنا ما أشرت عليه، فهل عندك للضّرورات من حيلة؟
فقال: ما تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارات؟
فقلت: ما قبل عارف قطّ يا ربّاه، إلّا قبل أن يتحرّك لسانه قام من باطنه قصْدٌ، لا يلتفت يَمْنَةً ولا يَسْرةً، يقصد الفَوق. فهل لهذا القصْد الضّروريّ عندك من حيلةٍ، فنبئِّنْا نتخلَّص من الفوق والتَّحْت؟
وبكيتُ، وبكى الخلْق، فضرب بكُمه على السرير، وصاح بالحَيْرة.
وخرَّق ما كان عليه، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يُجِبْني إلّا: بيا حبيبي، الحيرة الحيرة والدهشة الدّهشة الدّهشة [3] .
فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه يقول: حيَّرني الهَمَذانيّ [4] .
وقد تُوُفّي أبو المعالي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر، ودُفِن في داره، ثم نُقِل بعد سنين إلى مقبرة الحسين، فدُفن إلى جانب والده وكُسِر مِنْبَره في الجامع، وأُغلقت الأسواق، وَرَثَوْه بقصائد. وكان له نحو من أربعمائة تلميذ،
[1] في (الدمية) : «وحسن بصره بالوعظ كالحسن البصري» .
[2]
سورة طه، الآية 5.
[3]
تقدّم مثل هذا الخبر قبل قليل.
[4]
تكرر في هامش الأصل ما نصه: «من طالع كلام الشامل قطع بكذب هذه الحكاية والله أعلم.
مظفري» .
فكسروا محابرهم وأقلامهم، وأقاموا على ذلك حولًا [1] . وهذا من فعل الجاهلية والأعاجم، لا من فِعْل أهل السُّنّة والإتّباع [2] .
248-
عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ [3] .
أَبُو الحَسَن الشَّهْرسَتْانيّ، شيخ الصوفية برباط شهرستان.
خدم الكبار، وعُمِر وأسَن، ولعله نيفٌ على المائة.
قال عبد الغافر: اجتمعت به وأكرم موردي في سنة ثمان، وتُوُفّي بعدُ بقريب. 249- علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي سعْد الهَرَويّ الشُّرُوطيّ [4] .
أبو الحسين.
[1] انظر: تبيين كذب المفتري 284، 285، والمنتظم 9/ 20 (16/ 247) ، ووفيات الأعيان 3/ 169، 170، وسير أعلام النبلاء 18/ 476، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 93، 94، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 411.
وقيل: ولما مرض حمل إلى قرية موصوفة باعتدال الهواء وخفة الماء اسمها بشتقان فمات بها ونقل إلى نيسابور. ومما رثي به.
قلوب العالمين على المقالي
…
وأيام الروي شبه الليالي
أيثمر غصن أهل العلم يوما
…
وقد مات الإمام أبو المعالي
(تاريخ ابن الوردي 1/ 383)(مرآة الجنان 3/ 131) .
[2]
وقد تحامل السبكي على المؤلف الذهبي لقوله هذا في (طبقات الشافعية الكبرى) .
ووقع في (آثار البلاد وأخبار العباد 353) : «توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة» .
وقال محمد بن الخليل البوشنجي: حدثني محمد بن علي الهريري وكان تلميذ أبي المعالي الجويني قال: دخلت عليه في مرضه الّذي مات فيه وأسنانه تتناثر من فيه ويسقط منه الدود لا يستطاع شم فيه، فقال: هذا عقوبة تعرضي بالكلام فاحذره. مرض الجويني أياما وكان مرضه غلبة الحرارة، وحمل إلى بشتنقان لاعتدال الهواء، فزاد ضعفه، وتوفي ليلة الأربعاء بعد العشاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر من هذه السنة عن تسع وخمسين سنة، ونقل في ليلته إلى البلد، ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين فدفن إلى جانب والده.
(المنتظم) .
ومما قيل عند وفاته:
قلوب العالمين على المقالي
…
وأيام الوري شبه الليالي
أيثمر غصن أهل الفضل يوما
…
وقد مات الإمام أبو المعالي؟
(تبيين كذب المفتري 285) .
[3]
لم أقف على مصدر ترجمته، ولم يذكره عبد الغافر الفارسيّ في (المنتخب من السياق) .
[4]
لم أجد مصدر ترجمته.
سمع من: الحاكم أبي الحَسَن الدِّيناريّ، والقاضي أبي عَمْر البسْطاميّ.
250-
عليّ بن الحَسَن بن سلمُوَيْه [1] .
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصُّوفيّ التّاجر.
روى عن: أبي بكر الحِيريّ، والطّرازيّ، والصَّيْرَفيّ، وغيرهم.
وتوفي في شعبان.
روى عنه: عَمْر بن محمد الدّهسْتانيّ.
251-
عليّ بن عبد السلام الأرمنازيّ [2] .
له شِعْر حَسَن.
روى عنه منه: المحدّث غَيْث [3] ، والحافظ محمد بن طاهر [4] .
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن سلمويه) في: المنتخب من السياق 389 رقم 1313، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 67 ب. وفيهما:«عَليّ بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن سلمويه» .
[2]
انظر عن (علي بن عبد السلام) في: أدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني 154، 155، والأنساب، له 1/ 189، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 241، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 29/ 129، ووفيات الأعيان 1/ 399، ومعجم البلدان 1/ 158، ومعجم الأدباء 13/ 211، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 127 رقم 27، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 334، 3345 رقم 1089.
و «الأرمنازي» : بفتح الألف، وسكون الراء، وفتح الميم والنون، ثم زاي. نسبة إلى أرمناز.
قرية من قرى بلدة صور بساحل الشام. (الأنساب 1/ 189) .
وقال ابن الأثير في (اللباب 1/ 144) : وهي قرية بالشام من أعمال حلب.
وقال ياقوت: بليدة قديمة من نواحي حلب، بينهما نحو خمسة فراسخ، يعمل بها قدور وشربات جيدة حمر طينة.
وقال عبيد الله المستجير به: لا شك في أرمناز التي من نواحي حلب، فإن لم يكن أبو سعد- رحمه الله اغترّ بسماع محمد بن طاهر من أبي الحسن بصور ولم ينعم النظر، وإلا فأرمناز قرية أخرى بصور. والله أعلم. (معجم البلدان 1/ 158) .
وقال ابن عساكر: أصله من أرمناز، قرية من نواحي أنطاكية. (تاريخ دمشق 29/ 129) .
وقال ابن خلكان: وهي قرية من أعمال دمشق، وقيل: من أعمال أنطاكية، والأول أصحّ.
(وفيات الأعيان 1/ 299) .
واسمه بالكامل: علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر، أبو الحسن.
[3]
غيث هو ابنه، وهو مورّخ صور. وستأتي ترجمة في وفيات سنة 509 هـ. إن شاء الله.
[4]
وهو أبو الفضل المعروف بابن القيسراني المتوفى سنة 507 هـ. صاحب كتاب «الأنساب
252-
عليّ بن عبد العزيز بن محمد [1] .
أبو القاسم النّيسابوريّ الخشّاب. من شيوخ الشّيعة.
[ () ] المتّفقة» . ولم يرد في مقدّمة كتابه المذكور روايته عن شيخه الأرمنازي.
قال ابن السمعاني: أبو الحسن علي بن عبد السلام الأرمنازي من الفضلاء المشهورين، والشعراء. وابنه أبو الفرج غيث ممن سمع الحديث الكثير وجمع وأنس به. سمع أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ من أبي الحسن الأرمنازي بصور. (الأنساب 1/ 189) .
وقال ابن عساكر إنه قدم دمشق في صغره، وحدّث عن عبد الرحمن بن محمد التككي بسنده إلى أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا نكاح إلّا بوليّ. قيل: يا رسول الله، من الوليّ؟
قال: رجل من المسلمين» . قرأت بخط غيث الصوري: سألت والدي عن مولده فقال: في جمادى الأول سنة 396 وتوفي في الثامن من شهر ربيع الآخر سنة 478، وقيل: ضحى يوم الأحد التاسع من ربيع الآخر بصور.
وقال ابنه غيث: أنشدنا أبي لنفسه بصور:
ألا إنّ خير الناس بعد محمد
…
وأصحابه والتابعين بإحسان
أناس أراد الله إحياء دينه
…
بحفظ الّذي يروي عن الأول والثاني
أقاموا حدود الشرع شرع محمد
…
بما أوضحوه من دليل وبرهان
وساروا مسير الشمس في جمع علمه
…
فأوطانهم أضحت لهم غير أوطان
سلوا عن جميع الأهل والمال والهوى
…
وما زخرفت دنياهم أيّ سلوان
إذا عالم عالي الحديث تسامعوا
…
به جاءه القاصي من القوم والداني
وجالت خيول العلم والفضل بينهم
…
كأنّهم منها بساحة ميدان
إذا أرهقوا أقلامهم وأتوا بها
…
إلى زبر محجوبة ذات آذان
وألقوا بها الأقلام جمعا حسبتها
…
بها قلبا مستنزحات بأشطان
فلست ترى ما بينهم غير ناطق
…
بتصحيح علم أو تلاوة قرآن
فذلك أحلى عندهم من تنادم
…
على دينة حسّانة ذات ألحان
(تاريخ دمشق، أدب الإملاء والاستملاء، مختصر تاريخ دمشق، موسوعة علماء المسلمين) .
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب: «عمر عبد السلام تدمري» :
وفي (تاريخ دمشق- مخطوطة الظاهرية 12/ 241، ومخطوطة التيمورية 29/ 129، ومعجم الأدباء 13/ 211) يرد ذكر «أبي الحسن علي بن عبد السلام الصوري» وهو يروي عن أبي الحسن علي بن حمزة، الأديب صاحب «الرسالة الحماريّة» ، والّذي قدم دمشق ومدح بها أبا الفتح صالح بن أسد الكاتب في سنة 430، ومات بطرابلس.
والأشبه أن عليّا هذا هو علي بن عبد السلام الأرمنازي، وكنيته أبو الحسن، وهو ينسب إلى:
أرمناز، وإلى صور، وهما قرب بعضهما. والله أعلم.
وصاحب الترجمة هو جدّ الشاعرة الأديبة الصورية «تقيّة بنت غيث بن علي بن عبد السلام» المتوفاة سنة 579 هـ. وقد صحبت الحافظ السّلفي.
[1]
انظر عن (علي بن عبد العزيز) في: المنتخب من السياق 386 رقم 1302، والمختصر الأول من المنتخب (مخطوط) ورقة 65 ب، ولسان الميزان 4/ 241 رقم 650.
سمع الكثير عن: أبي نُعَيم الإسفرائيني، وأبي الحَسَن السقاء الإسفرائيني، وعبد الله بن يوسف الأصبهاني، وطائفة.
تُوُفّي رحمه الله في ربيع الأوّل، وله تسعون سنة.
253-
عليّ بن محمد [1] .
أبو الحَسَن القَيْروانيّ [2] ، الفقيه المالكيّ المعروف باللَّخْميّ. لأنّه ابن بنت اللَّخْميّ.
تفقه بابن مُحْرز، وأبي الفضل ابن [بنت][3] خلدون، والسيوريّ.
وظهرت في أيّامه له فتاوٍ كثيرة. وطال عمره، وصار عالم إفريقيّة. وتفقَّهَ به جماعة من السفاقُسيّين.
وأخذ عنه: أبو عبد الله المازِريّ، وأبو الفضل [ابن][4] النَّحْويّ، وأبو عليّ الكَلاعيّ، وعبد الحميد السَّفَاقُسيّ [5] .
وله تعليق كبير على «المدوَّنَة» ، سمّاه «التَّبْصرة» [6] .
254-
عَوَضُ بن أبي عبد الله بن حمزة [7] .
[1] انظر عن (عليّ بن محمد القيرواني) في: ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 797، ومعالم الإيمان للدبّاغ 3/ 246، والديباج المذهب 203، والوفيات لابن قنفذ 258، والتعريف بابن خلدون 32، وشجرة النور الزكية 1/ 117 رقم 325، ومدرسة الحديث في القيروان 2/ 965، والأعلام 5/ 148، ومعجم المؤلفين 7/ 197.
[2]
في ترتيب المدارك، وشجرة النور:«الربعي» .
[3]
إضافة إلى الأصل من: ترتيب المدارك.
[4]
إضافة من: ترتيب المدارك.
[5]
في الترتيب: «الصفاقسي» بالصاد، وهما واحد.
[6]
أرّخ وفاته كحّالة في (معجم المؤلفين) بسنة 498 هـ. وهو غلط.
وقال القاضي عياض: وكان السيوري يسيء الرأي فيه كثيرا لطعن عليه. وكان أبو الحسن فقيها فاضلا ديّنا مفتيا متفنّنا، ذا حظّ من الأدب والحديث، جيّد النظر، حسن الفقه، جيّد الفهم، وكان فقيه وقته، أبعد الناس صيتا في بلده، وبقي بعد أصحابه، فحاز رئاسة بلاد إفريقية جملة
…
وهو مغرى بتخريج الخلاف في المذهب واستقراء الأقوال، وربّما اتّبع نظره فخالف المذهب فيما ترجّح عنده، فخرجت اختياراته في الكثير عن قواعد المذهب.
وكان حسن الخلق، مشهور المذهب. (ترتيب المدارك) .
[7]
لم أجد مصدر ترجمته.