الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الهاء
-
61-
هياج بن عُبَيْد بن حسين [1] .
الفقيه الزّاهد أبو محمد الحِطّينيّ. وحِطّين قرية بين عكّا وطبرية [2] ، بها قبر شعيب عليه السلام فيما قيل.
سمع: أبا الحَسَن عليّ بن موسى السَّمْسار، وعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الطُّبَيْز، ومحمد بن عَوْف المُزَنّي، وجماعة بدمشق، وأبا ذر الهَرَويّ بمكة، وعبد العزيز الأزَجيّ، وغيره ببغداد.
ومحمد بن الحسين الطّفّال، وعليّ بن حِمِّصَة بمصر.
والسَّكَن بن جميع بصيداء.
ومحمد بن أحمد بن سهل بقَيْسارية.
روى عنه هبة الله الشّيرازيّ في «مُعْجَمه» فقال: أنا هيّاج الزّاهد الفقيه، وما رأت عيناي مثله في الزّهد والورع [3] .
[1] انظر عن (هيّاج بن عبيد) في: الأنساب المتفقة (الطبعة الجديدة) 56، والمنتظم 8/ 326 رقم 412 (16/ 209، 210 رقم 3506) ، والأنساب 4/ 170، وفيه:«هياج بن محمد بن عبيد» ، ومعجم البلدان 2/ 273، 274، وفيه مثل الأنساب، والمشترك وضعا والمفترق صقعا 138، واللباب 1/ 374، وفيه مثل الأنساب، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 164، 165 رقم 78، وفيه:«هياج بن عبيد بن الحسين، ويقال: ابن عبيد الله بن الحسن» ، والإعلام بوفيات الأعلام 195، وسير أعلام النبلاء 18/ 393- 395 رقم 194، والعبر 3/ 278، 279، ودول الإسلام 2/ 5، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 529، (دون ترجمة) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 427، 428، والبداية والنهاية 12/ 120، 121، وفيه:«هياج بن عبد الله» ، ومرآة الجنان 3/ 102، والعقد الثمين 7/ 380، 381، والنجوم الزاهرة 5/ 109، وشذرات الذهب 3/ 342، 343.
[2]
قال القيسراني في الأنساب المتفقة 56: «بين أرسوف وقيسارية، خرج منها شيخنا الفقيه الزاهد أبو محمد هيّاج بن عبيد الحطيني المقيم بالحرم» ، وكذا في:(الأنساب 4/ 170) وقال: «الحطيني بكسر الحاء والطاء المهملتين وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها والنون» .
أما ياقوت فقال مثل المؤلف الذهبي: حطّين قرية بين عكا وطبرية بالشام، ونسب هياجا إليها.
(المشترك 138) وتابعه ابن الأثير في (اللباب 1/ 374) وعلّق على قول ابن السمعاني بأن حطين بين أرسوف وقيسارية غير صحيح. غير أن ابن عساكر ذكر أن هياجا من حطين، بين أرسوف وقيسارية. (مختصر تاريخ دمشق 27/ 164) .
[3]
الأنساب المتفقة 56 سير أعلام النبلاء 18/ 394، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 482، العقد
وروى عنه: محمد بن طاهر، وعَمْر الرُّؤاسيّ، ومحمد بن أبي عليّ الهَمَذانيّ، وثابت بن منصور القَيْسرانيّ، وإبراهيم بن عثمان الرّازقيّ، وأبو نصر هبة الله السجزيّ، وغيرهم.
قال ابن طاهر المقدسيّ: كنّا جلوسًا بالحرم، فتمارى اثنان أيُهما أحسن:
مصر، أو بغداد؟ فقلت: هذا يطول، ولا يفصل بينكما إلا من دخل البلدَين.
فقالوا: من هو؟
قلت: الفقيه هَيَّاج.
فقمنا بأجمعنا إليه، قال: فِيَم جئتم؟ فقصصت عليه وقلت: قد احتكما إليك.
فأطرق ساعةً ثمّ قال: أقول لكما أيُّهما أطيب؟
قلنا: نعم.
فقال: البصرة.
قلت: إنّما سألا عن مصر وبغداد، فقال: البصرة أطيب، ذاك الخراب وقلة الناس، ويطيب القلب بتلك المقابر والزيارات. وأما بغداد ومصر، فليس فيهما خير من الزحمة والأكاسرة.
وكان هياج فقيه الحرم بعد رافع الحمال.
وسمعته يقول: كان لرافع الحّمّال في الزُّهد قدم، وإنّما تفقّه أبو إسحاق الشيرازيّ، وأبو يَعْلَى بن الفرّاء بمُراعاة رافع. كانوا يتفقهون، وكان يكون معهما، ثمّ يروح يحمل على رأسه، ويعطيهما ما يتقوتان به.
قال ابن طاهر: وكان هَيّاج قد بلغ من زُهْده أنه يصوم ثلاثة أيام، ويواصل ولا يُفْطِر إلّا على ماء زمزم. فإذا كان آخر اليوم الثالث من أتاه بشيء أكله، ولا يسأل عنه.
وكان قد نيف على الثمانين، وكان يعتمر في كلّ يوم ثلاث عمر على
[ () ] الثمين 7/ 380.
رِجْلَيه، ويدرس عدّة دروس لأصحابه. وكان يزور عبد الله بن عبّاس بالطائف كلّ سنة مرّة، يأكل بمكة أكله، وبالطائف أخرى.
وكان يزور النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كلّ سنة مع أهل مكّة. كان يتوقّف إلى يوم الرحيل، ثمّ يخرج، فأوّل من أخذ بيده كان في مونته إلى أن يرجع، وكان يمشي حافيا من مكّة إلى المدينة ذاهبًا وراجعًا [1] .
وسمعته يقول: وقد شكى إليه بعض أصحابه أنّ نَعْلَه سُرقت في الطّواف:
اتِّخِذ نَعْلَين لا يسرقهما أحد [2] .
ورُزق الشهادة في وقعةٍ وقعَتَ لأهل السُّنّة بمكّة، وذلك أنّ بعض الرّوافض شكى إلى أمير مكّة: أنّ أهل السُّنّة ينالون منّا ويبغضونا. فأنفذ وأخذ الشّيخ هيَّاجًا، وجماعة من أصحابه، مثل أبي محمد بن الأنماطي، وأبي الفضل بن قوّام، وغيرهما. وضربهم، فمات الاثنان في الحال، وحُمل هيّاج إلى زاويته، وبَقِي أيّامًا، ومات من ذلك رضي الله عنه [3] .
وقال السّمعانيّ: سألت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن هيّاج بن عُبَيْد، فقال: كان فقيها زاهدا. وأثنى عليه [4]
[1] الأنساب المتفقة 56، الأنساب 4/ 170، المنتظم 8/ 326 (16/ 209، 210) ، اللباب 1/ 374، مختصر تاريخ دمشق 27/ 165، سير أعلام النبلاء 18/ 394.
[2]
الأنساب المتفقة 56.
[3]
الأنساب المتفقة 56، الأنساب 4/ 170، 171، المنتظم 8/ 326 (16/ 209، 210) ، معجم البلدان 2/ 273، 274، مختصر تاريخ دمشق 27/ 165، سير أعلام النبلاء 18/ 394، النجوم الزاهرة 5/ 109 وفيه أنه لما مات قال بعض العلماء: لو ظفرت النصارى بهيّاج لما فعلوا فيه ما فعله به صاحب مكة هذا الخبيث.
[4]
سير أعلام النبلاء 18/ 395.
وقال ابن عساكر: وقيل إنه أقام بالحرم نحو أربعين سنة لم يحدّث في الحرم. وإنّما كان يحدّث في الجلّ حين يخرج للإحرام بالعمرة.
وقيل: توفي هياج سنة أربع وسبعين وأربعمائة. ودفن جانب قبر الفضيل بن عياض. (مختصر تاريخ دمشق 27/ 165) .
وقال فيه بعضهم:
أقول لمكة ابتهجي وتيهي
…
على الدنيا بهيّاج الفقيه
إمام طلق الدنيا ثلاثا
…
فلا طمع لها من بعيد فيه
(النجوم الزاهرة 5/ 109) .