الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الفراغ من رباط المأمونيّة]
وفي شوّال فُرِغ من رباط المأمونيّة وفتح إنشاءاته والدة النّاصر لدين اللَّه، ومُدَّ به سماط، وحضره أرباب الدّولة، والقُضاة، والأئمّة، والأعيان، ورتّب شهاب الدّين السُهْروردي شيخا به، ووُقِفَتْ عَلَيْهِ الوقوفُ النّفيسة [1] .
[قدوم الخُجَنْدي للحجّ]
وقدِم رئيس أصبهان صدر الدّين عَبْد اللّطيف الخُجَنْدي للحجّ، فتلقّى موكب الدّيوان، وأقيمت لَهُ الإقامات. وزعيم الحاج فِي هذه السّنين مُجِير الدّين طاشتكين.
[كتاب فاضليّ إلى الديوان بتشتيت الفرنج]
ومن كِتَاب فاضليّ إلى الدّيوان: «كان الفِرَنج قد ركبوا من الأمر نكْرا، وافتضّوا [2] من البحر بِكرا، وعمّروا مراكب حربيّة شحنوها بالمقاتلة والأسلحة والأزواد [3] ، وضربوا بها سواحل اليمن والحجاز [4] ، وأثخنوا [5] وأوغلوا فِي البلاد (واشتدّت مخافة أهل تلك الجوانب، بل أهل القِبلة، لما أرمض إليهم من خلل الطّواف)[6] وما [ظنّ][7] المسلمون إلَّا أنّها السّاعة، وقد نُشِر مطويّ أشراطها، و [طوي منشور بساطها. فثار][8] غضب اللَّه لفناء بيته المحرَّم (ومقام خليله الأكرم)[9] ، وضريح نبيّه الأعظم [10] صلى الله عليه وسلم (ورجوا أن يشحذ
[1] الكامل في التاريخ 11/ 503.
[2]
في شفاء القلوب 103 «اقتضوا» بالقاف، وهو غلط.
[3]
في شفاء القلوب 103: «والأزراد» بالزاي ثم الراء.
[4]
في شفاء القلوب 103: «وضربوا بها سواحل تهامة» .
[5]
«وأثخنوا» ليست في: شفاء القلوب.
[6]
ما بين القوسين ليس في: شفاء القلوب.
[7]
في الأصل بياض، والمثبت من: شفاء القلوب.
[8]
في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين من شفاء القلوب.
[9]
في شفاء القلوب: «ومقام أنبيائه المعظم» .
[10]
في شفاء القلوب: «المفخّم» .
البصائر بنكاية هذا البيت) [1] ، إذ قصده أصحاب الفيل، ووكّلوا إلى اللَّه الأمر، فكان حَسْبُهُم ونِعْم الوكيل» [2] .
وكان للفرنج مقصدان: أحدهما قلعة أيْلَة [3] ، والآخر الخوض فِي هذا البحر الَّذِي تجاوره بلادهم من ساحله، وانقسموا فريقين. أمّا الّذين قصدوا أيلة، فإنّهم قدروا أن يمنعوا أهلها من مورد الماء، وأمّا الفريق القاصد سواحلَ الحجاز واليمن، فقدّروا أن يمنعوا طريق الحاجّ عَن حَجه، ويحول بينه وبين فَجه [4] ، ويأخذ تجّار اليمن، وكارم، وعدن، ويلمّ بسواحل الحجاز فيستبيح، والعياذ باللَّه، المحارم. وكان الأخ سيف الدّين [5] بمصر قد عُمَر مراكب، وفرّقها على الفريقين [6] ، وأمرهم [7] بأن تُطْوَى وراءهم الشُقَّتَين فأمّا السّائرة إلى قلعة أيلة، فإنّها انقضّت على مُرابطي الماء [8] انقضاضَ الجوارح على بنات الماء، وقذفتها قذف شُهُب السّماء، [9] فأخذت مراكب العدوّ برمّتها، قتلت أكثر مقاتلتها، [إلَّا من تعلّق [بسعف][10] وما كاد، أو دخل فِي شعب وما عاد، فإنّ العربان اقتصّوا آثارهم، والتزموا إحضارهم.
وأمّا السّائرة إلى بحر الحجاز، فتمادت فِي السّاحل الحجازيّ، فأخذت تُجارًا، وأخافت رفاقا، ودلّها على عورات البلاد من هو أشدّ كفرا ونفاقا.
[1] ما بين القوسين ليس في: شفاء القلوب.
[2]
العبارة في (شفاء القلوب 103) : «وحرس من فضل الله، كما حرس إذ قصده أصحاب الفيل، ووكّل أهله الأمور إلى الله، فكان حسبهم ونعم الوكيل. ولم يبق من العدوّ مخبرا ولا أثرا» .
[3]
انظر زيادة في البرق الشامي 2/ 73.
[4]
في مفرّج الكروب 2/ 130 «تحه» .
[5]
هو الملك العادل أخو صلاح الدين.
[6]
في البرق 74 «الفرقتين» .
[7]
في الروضتين 2/ 37، ومفرّج الكروب 2/ 130 «وأمرها» . والمثبت عن الأصل، وكذا في أصل البرق الشامي.
[8]
في مفرّج الكروب 2/ 130 «على مرابطي منع الماء» .
[9]
في البرق وغيره زيادة: «مسترقي سمع الظلماء» .
[10]
في الأصل بياض.