المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الميم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٠

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الأربعون (سنة 571- 580) ]

- ‌الطبقة الثامنة والخمسون

- ‌سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

- ‌[جلوس ابْن الجوزي تحت المنظرة]

- ‌[القبض على أستاذ الدار صندل]

- ‌[زواج بنت ابْن الجوزيّ]

- ‌[كلام ابْن الجوزيّ تحت المنظرة]

- ‌[كثرة الرفض]

- ‌[خروج المستضيء إلى كشكه]

- ‌[ولاية المخزن]

- ‌[وليمة الوزير ابْن رئيس الرؤساء]

- ‌[الفتنة بِمَكَّةَ]

- ‌[وقعة تلّ السلطان]

- ‌[فتوحات صلاح الدين]

- ‌[كتاب فاضليّ إلى الخليفة]

- ‌[استعراض صلاح الدين ذخائر ابْن حسّان]

- ‌[جرح السلطان من الحشيشية]

- ‌[منازلة حلب]

- ‌[كسوف الشمس]

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

- ‌[وعظ ابْن الجوزيّ]

- ‌[عرس ابْنَة ابْن الجوزيّ]

- ‌[نقص دجلة]

- ‌[البَرَد فِي بغداد]

- ‌[وعظ ابْن الجوزي بجامع القصر]

- ‌[وقعة السلجوقي الطامع بالسلطنة]

- ‌[الزلزلة بالريّ وقزوين]

- ‌[معاقبة الطحّان]

- ‌[جلوس ابْن الجوزيّ]

- ‌[وقعة الكنز]

- ‌[أخذ صلاح الدين منبج]

- ‌[مصالحة صلاح الدين حلب]

- ‌[تخريب مصياف]

- ‌[بناء سور مِصْر]

- ‌[سماع السلطان من السلَفيّ]

- ‌[بناء تربة الشافعيّ]

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

- ‌[العفو عن تتامش]

- ‌[وعظ ابْن الجوزيّ]

- ‌[فتوى لابن الجوزيّ]

- ‌[تكلُم ابْن الجوزيّ]

- ‌[بناء مسجد عظيم ببغداد]

- ‌[هبوب الريح ببغداد]

- ‌[وقوع البَرَد]

- ‌[اغتيال الوزير ابْن رئيس الرؤساء]

- ‌[حجابة ابْن طلحة الباب]

- ‌[فتنة اليهود]

- ‌[خروج لصوص من الحبس]

- ‌[وقعة الرملة]

- ‌[نزول الفرنج على حماه]

- ‌[عصيان ابْن المقدّم ببعلبكّ]

- ‌[كتاب ابْن المشطوب بقتلى الفرنج]

- ‌[مطالعة القاضي الفاضل بقتل الوزير]

- ‌سنة أربع وسبعين وخمسمائة

- ‌[جلوس ابْن الجوزي فِي عاشوراء]

- ‌[كسوف القمر والشمس]

- ‌[ولادة ثلاثة توائم]

- ‌[تجديد قبر أَحْمَد بْن حنبل]

- ‌[تكلّم ابْن الجوزي فِي جامع المنصور]

- ‌[إطلاق تتامش]

- ‌[عمل الدكَّة بجامع القصر]

- ‌[حديث ابْن الجوزي عَن نفسه]

- ‌[حكاية ابْن الجوزيّ عَن الرشيد]

- ‌[ظهور مشعبذ]

- ‌قَتل ابْن قرايا الرافضيّ]

- ‌[امتناع الركب العراقيّ]

- ‌[هبوب ريح وظهور نار ببغداد]

- ‌[جلوس ابْن الجوزي يوم عَرَفَة]

- ‌[اجتماع الفرنج عند حصن الأكراد]

- ‌[تسلّم صلاح الدين بعلبكّ]

- ‌[قتْل هنفري الفرنجي]

- ‌[غارة البرنس على شيزر]

- ‌[غارة صاحب طرابلس]

- ‌[إنعام السلطان على الملك المظفّر]

- ‌[إنشاء سور القاهرة]

- ‌[ختام كِتَاب المنتظم]

- ‌سنة خمس وسبعين وخمسمائة

- ‌[الظفر بذيل كِتَاب المنتظم]

- ‌[وصول البشارة إلى بغداد بكسر الفرنج]

- ‌[وقعة مرج العيون]

- ‌[الظّفر ببطستين للفرنج]

- ‌[انهزام سلطان الروم أمام المظفّر تقيّ الدين]

- ‌[وصول بعض أسرى الروم والغنائم إلى بغداد]

- ‌[حجوبيّة ابْن الدارع]

- ‌[وصول ابْن الشهرزوريّ رسولا إلى بغداد]

- ‌[عزل ابن الزّوال عن النقابة بالزينبيّ]

- ‌[الإرجاف بموت الخليفة]

- ‌[التوقيع بولاية العهد]

- ‌[امتلاك الكردي قلعة الماهكي]

- ‌[وفاة الخليفة المستضيء]

- ‌[خلافة الناصر لدين اللَّه]

- ‌[القبض على ابْن العطار]

- ‌[الخلعة بإمرة الحاجّ]

- ‌[هتك ابْن العطار بَعد وفاته]

- ‌[الوَباء والغلاء ببغداد]

- ‌[إرسال الخِلَع إلى ملوك الأطراف]

- ‌[الزلزلة ببلاد الجبل]

- ‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

- ‌[عزل وتولية في نيابة الوزارة]

- ‌[صلاة الناصر بجامع الرصافة]

- ‌[قدوم رسول الملك طغرل]

- ‌[القبض على ابْن الوزير]

- ‌[وصول أمير الحاجّ]

- ‌[خروج صلاح الدين لمحاربة الأرمن]

- ‌[وصول الخِلَع إلى صلاح الدين]

- ‌[من كِتَاب صلاح الدين إلى الخليفة الناصر]

- ‌[سماع صلاح الدين «الموطّأ» فِي الإسكندرية]

- ‌[تقليد الخليفة البلادَ لصلاح الدين]

- ‌[وصول رسول ابْن عبّاد]

- ‌[ركوب الخليفة الدَسْت]

- ‌[إقطاع طغرل البصرة]

- ‌[خروج الخليفة للصيد]

- ‌[نيابة فرّخ شاه دمشق]

- ‌سنة سبع وسبعين وخمسمائة

- ‌[تخريب بلاد الكَرَك]

- ‌[ركوب الخليفة فِي موكب]

- ‌[معاتبة صلاح الدين على تسمّيه بالناصر]

- ‌[أخْذ عزّ الدين حلب]

- ‌[مقايضة سنجار بحلب]

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

- ‌[رخاء الأسعار بالعراق]

- ‌[الوثوب على صاحب قلعة الماهكيّ]

- ‌[الكتابة إلى صلاح الدين بالرحيل عَن الموصل]

- ‌[فتح بلد كبير بالروم]

- ‌[فتح حرّان وسروج وسنجار وغيرها]

- ‌[ملْك صلاح الدين حلب]

- ‌[الخِلْعة بشرف الفتوّة]

- ‌[الخروج الأخير لصلاح الدين من مِصْر]

- ‌[دخول سيف الْإِسْلَام اليمن]

- ‌[وفاة فرّوخ شاه]

- ‌سنة تسع وسبعين وخمسمائة

- ‌[قدوم رسول ملك مازندران إلى الخليفة]

- ‌[قتل مُستفتٍ سَبّ الشافعيّ]

- ‌[القبض على مجاهد الدين قايماز وإعادته]

- ‌[مجيء الرُسلية إلى صلاح الدين]

- ‌[الفراغ من رباط المأمونيّة]

- ‌[قدوم الخُجَنْدي للحجّ]

- ‌[كتاب فاضليّ إلى الديوان بتشتيت الفرنج]

- ‌[تسلُم صلاح الدين حلبا]

- ‌[أخْذ الغوري ملك الهند غَزْنَة]

- ‌[عودة الرسليّة بالتقدمة إلى بغداد]

- ‌[وفاة نائب الوزارة وولاية ابْن صدقة]

- ‌[ولاية الحجابة]

- ‌[وفاة شَيْخ الشيوخ وبشير]

- ‌[منازلة صلاح الدين حلبا وتسلّمها]

- ‌[البشارة بفتح القدس]

- ‌[كتاب فاضلي بإبطال المكس بالرَّقة]

- ‌[محاصرة السلطان الكَرَك]

- ‌[نيابة الملك المظفّر بمصر]

- ‌سنة ثمانين وخمسمائة

- ‌[جَعْلُ مشهد الكاظم أمنا]

- ‌[موت رَجُل راهن على دفنه نصف يوم]

- ‌[كِتَابُ السُّلْطَانِ بِمَحَاسِنِ دِمَشْقَ]

- ‌[مهاجمة السلطان نابلس]

- ‌[منازلة الكَرَك]

- ‌[خروج ابْن غانية الملثّم بالمغرب]

- ‌[إقامة الخطبة العباسية بإفريقية]

- ‌[منازلة السلطان الكَرَك]

- ‌[حصار الكَرَك فِي كِتَاب للعماد]

- ‌[وفاة رسولي الخليفة بالشام]

- ‌[الإذْن للجيوش بالعودة إلى أوطانها]

- ‌[خِلْعة السلطان على صاحب حصن كيفا]

- ‌[كتابة منشور لصاحب إربل]

- ‌[خروج السلطان بقصْد الموصل]

- ‌[وفاة صاحب ماردين]

- ‌المتوفّون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف لام ألِف

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌المتوفون على التخمين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف الميم

168-

عيسى بْن الْإِمَام المسترشد باللَّه.

تُوُفي كهلا فِي المحرّم.

-‌

‌ حرف القاف

-

169-

القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن دحمان [1] .

أَبُو مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ، المالقيّ، المقرئ.

قال الأبّار: أخذ القراءات عَن أَبِي منصور بْن الخير، وأبي عَبْد اللَّه ابْن أخت غانم، وأبي الْحُسَيْن بْن الطّراوة، وأبي الفتح سَعْدون المراديّ أخذ عَنْهُ كُتُب النّحو.

وناظر فِي «المدوّنة» على: أَبِي مُحَمَّد بْن الوحيديّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن الأديب. وسمع منهما «صحيح الْبُخَارِيّ» .

وأجاز لَهُ أَبُو بحر الأسَدي، وأبو عَبْد اللَّه بْن الحاجّ، وجماعة.

وكان مقرِئًا جليلا، نحويّا ماهرا، عالما بالقراءات والعربيّة، متصوّرا لإقرائها. حدّث عَنْهُ جماعة من شيوخنا.

وقد أخذ عَنْهُ: أَبُو زيد السُهَيْلي مَعَ تقدّمه، وأبو الْحَسَن بْن خروف.

تُوُفي بمالقة وقد نيّف على الثّمانين.

-‌

‌ حرف الميم

-

170-

مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفَرَج [2] .

أَبُو منصور الدّقاق، البغداديّ الوكيل بباب القاضي. وهو أحد الإخوة الأربعة.

[1] انظر عن (القاسم بن عبد الرحمن) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار (مخطوط) 3/ ورقة 101، والمطرب لابن سعيد 216، وبغية الملتمس للضبّي 450، 451 رقم 1307، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5 ق 2/ 545، 546، ومعرفة القراء الكبار 2/ 551 رقم 500، وغاية النهاية 2/ 19، وبغية الوعاة 2/ 255.

[2]

انظر عن (محمد بن أحمد بن الفرج) في: تاريخ إربل 1/ 184، والمختصر المحتاج إليه 1/ 9.

ص: 177

سمّعه خاله الحافظ مُحَمَّد بْن ناصر من أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المَحَامِلي، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن السّمرقنديّ، وأبي طَالِب اليُوسُفي، وأبي العزّ القلانِسي.

وحدّث عَنْهُمْ. وكان ثقة.

روى عَنْهُ: الحافظ أَبُو بَكْر الخازميّ، وأبو مُحَمَّد بْن الأخضر، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، وطائفة سواهم.

وتُوُفي فِي ذي الحجة. وكان مولده في سنة أربع وخمسمائة.

وأوّل سماعه سنة إحدى عشرة من ابْن يوسف.

171-

مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن الخليل [1] .

أَبُو الفَرَج الأديب الهيتيّ.

سمع: أَبَا القاسم بْن الطبر، وعبد الوهّاب الأنماطيّ.

وقرأ العربيّة على ابْن الشّجريّ.

كتب عَنْهُ ابْن السّمعانيّ مع تقدّمه، وتُوُفي فِي ربيع الآخر [2] .

172-

مُحَمَّد بْن خير بْن عُمَر بْن خليفة [3] .

[1] انظر عن (محمد بن الحسين) في: مرآة الزمان 8/ 357، 358.

[2]

ولد بهيت سنة 495 هـ. وسكن بغداد وكان صالحا فاضلا، له نظم ونثر وله براعة في ذلك:

يا راقدا أسهر لي مقلة

عزيزة عندي وأبكاها

ما آن للهجران أن ينقضي

عن مهجة هجرك أفناها

إن كنت ما ترحمني فارتقب

يا قاتلي في قتلي الله

وله من النثر:

من كان الصمت شجرته، كانت السلامة ثمرته.

في احتراز اللبيب، ما يغنيه عن الطبيب.

من ترك المراء، استمال الورى.

[3]

انظر عن (محمد بن خير) في: بغية الملتمس للضبي 75 رقم 113، وتكملة كتاب الصلة-

ص: 178

المقرئ، الأستاذ، الحافظ، أَبُو بَكْر اللّمتونيّ، الإشبيليّ.

أخذ القراءات عَن شُريْح، واختصّ به حتّى برع وفاق.

وسمع من: أبي مروان الباجيّ، وأبي بَكْر بْن العربيّ.

ورحل إلى قرطبة فسمع من: أَبِي جعفر بْن عَبْد العزيز، وابن عمّه أَبِي بَكْر، وأبي القاسم بْن بقيّ، وابن مغيث، وابن أَبِي الخصال، وطائفة.

قال الأبّار [1] : وكان مكثرا إلى الغاية بحيث انّه سمع من رفاقه، وسمع أكثر من مائة نفر. وَلَا نعلم أحدا من طبقته مثله. وتصدّر بإشبيليّة للإقراء والإسماع. وأخذ النّاس عَنْهُ. وكان مقرئا مجوّدا، ومحدّثا مُتقنًا، أديبا، نَحويًا، لغويّا، واسع المعرفة، رضا، مأمونا. ولما مات بيعت كتبه بأغلى ثمن لصحّتها.

ولم يكن لَهُ نظير فِي هذا الشّأن مع الحظّ الأوفر من علم اللّسان.

تُوُفي فِي ربيع الأوّل، وكان لَهُ جنازة مشهودة.

ووُلِد سنة اثنتين وخمسمائة.

أكثر عَن شيخنا ابْن واجب.

173-

مُحَمَّد ابْن قاضي القضاة أَبِي الْحَسَن علي بْن أَحْمَد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] .

القاضي أبو الفتح بن الدّامغانيّ.

[ (-) ] لابن الأبّار 2/ 523- 525، والعبر 4/ 225، والمعين في طبقات الحفاظ 175 رقم 1875، ومعرفة القراء الكبار 2/ 558، رقم 512، وتذكرة الحفاظ 4/ 1366، وسير أعلام النبلاء 21/ ومرآة الجنان 3/ 402، والوافي بالوفيات 3/ 51 رقم 949، وغاية النهاية 1/ 139، وبغية الوعاة 1/ 41، وطبقات الحفاظ للسيوطي 483، وشذرات الذهب 4/ 252، ومعجم طبقات الحفاظ 156 رقم 1073.

[1]

في تكملة الصلة.

[2]

انظر عن (محمد بن علي بن أحمد) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 125 رقم 352، والمختصر المحتاج إليه 1/ 91، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1219، والجواهر المضيّة 2/ 21، ومرآة الزمان 8/ 358.

ص: 179

كان عارفا بمذهب أَبِي حنيفة، وناب فِي الحُكْم عَن والده.

وتُوُفي شابا عَن تسعٍ وعشرين سنة [1] .

174-

مُحَمَّد بْن عليّ بْن حمزة بْن مُحَمَّد [2] أَبُو يَعْلَى بْن الأقساسيّ [3] ، العلويّ، الشّريف، الكوفيّ، أخو النّقيب أَبِي مُحَمَّد الْحَسَن بْن عليّ.

كان أديبا، شاعرا [4] .

سمع من: أَبِي النّرسيّ، وأبي البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العَلويّ.

وتُوُفّي فِي ذي الحجّة وقد قارب الثّمانين.

175-

مُحَمَّد بْن القاضي عياض بْن مُوسَى بْن عياض [5] .

اليحصُبي السّبتيّ أَبُو عَبْد اللَّه قاضي دانية.

قيل: تُوُفي فِي هذه السّنة، أو سنة اثنتين وسبعين [6] .

[1] وقال سبط ابن الجوزي: من بيت الرئاسة والفضل والقضاء استنابه أبوه في القضاء، وكان فاضلا نزها عفيفا.

[2]

انظر عن (محمد بن علي بن حمزة) في: الكامل في التاريخ 11/ 188، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد 2/ 126 رقم 353، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 698 رقم 2894، والمختصر المحتاج إليه 1/ 92، والوافي بالوفيات 4/ 155، 156 رقم 1689، والعسجد المسبوك 2/ 178.

[3]

الأقساسي: بفتح الألف وسكون القاف والألف بين السينين المهملتين. هذه النسبة إلى الأقساس وهي قرية كبيرة بالكوفة. (الأنساب 1/ 333) .

[4]

من شعره:

ربّ قوم في خلائقهم

غرر قد صيّروا غررا

ستر الإثراء عيبهم

سترى إن زال ما سترا

ومنه أيضا:

وكنت إذا خاصمت خصما كببته

على الوجه حتى خاصمتني الدراهم

فلما تنازعنا الخصام تحكّمت

عليّ وقالت: قم فإنك ظالم

[5]

انظر عن (محمد بن عياض) في: الوفيات لابن قنفذ 288 رقم 575، والديباج المذهب 289، الوافي بالوفيات 4/ 294 رقم 1826.

[6]

في الديباج المذهب وفاته سنة 595 هـ. وقال ابن قنفذ في (الوفيات) إنه توفي بغرناطة، وعرّف في تآليفه بأبيه.

ص: 180

176-

مُحَمَّد بْن أَبِي غالب بْن أَحْمَد بْن مرزوق [1] .

الحافظ أَبُو بَكْر الباقداريّ [2] ، الضّرير.

قدِم بغداد في صباه من باقدارى، وقرأ على جماعة.

وسمع الحديث من خلق كثير.

وقال ابْن الدّبيثيّ: وانتهى إليه معرفة رجال الحديث وحفظه، وعليه كان المعتمد فِيهِ [3] .

وقال أَبُو الفتوح بْن الحُصْري: هُوَ آخر من بقي من حفّاظ الحديث الأئِمة [4] .

وقال ابْن الدّبيثيّ: سمعتُ غير واحدٍ من شيوخنا يذكرون أَبَا بَكْر الباقداريّ، ويصفُونه بالحفْظ ومعرفة الرجال، والمُتُون، والإتقان، مع كونه ضريرا مقصورا، إلَّا أنّه كان حفَظَة، حَسَن الفهم.

سمع: أَبَا مُحَمَّد سبط الخيّاط، وابن ناصر، وابن الزّاغونيّ، والفضل بْن سهل الإسْفَرَائيني، والنّاس بعدهم.

وبلغني أنّ ابْن ناصر كان يُراجع الباقداريّ فِي أشياء، ويرجع إلى قوله [5] .

وقال الحافظ زكيّ الدّين عَبْد العظيم، وذكر الباقداريّ فقال: كان أَبُوهُ أحد حُفاظ بغداد المشهورين بمعرفة الرجال، والتّقدّم مع ضرره [6] .

[1] انظر عن (محمد بن أبي غالب) في: العبر 4/ 225، والمعين في طبقات المحدّثين 175 رقم 1876، وفيه «محمد بن غالب» ، ومرآة الجنان 3/ 2- 4، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 344- 346 رقم 162، وشذرات الذهب 4/ 252.

[2]

الباقداري: بكسر القاف، نسبة إلى باقدارى بالقصر. قرية من قرى بغداد. (شذرات الذهب) .

[3]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 344.

[4]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 345.

[5]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 345.

[6]

ذيل طبقات الحنابلة 1/ 345.

ص: 181

قلت: وسمع منه: إِبْرَاهِيم الشّعّار، وعمر بْن عليّ القُرَشي، ونصر بْن الحُصْري.

وقال ابْن الدّبيثيّ: أَنَا عَبْد اللَّه بْن عُمَر الوكيل، أَنَا الحافظ أَبُو بَكْر، أَنَا ابْن الزاغُوني، وسعيد بن البنّاء، وابن المادح قَالُوا: أَنَا أَبُو نصر الزَّيْنَبي، فذكر من البعث أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تُوفيت بنته زينب، فخرج لجنازتها.. الحديث.

تُوُفي الحافظ أَبُو بَكْر فِي ذي الحجّة كهْلًا.

وكانت بنته «عجيبة» من أسند شيوخ بغداد. سمّعها واستجاز لها الكبار.

177-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [1] .

الأنباريّ، أَبُو الفَرَج.

صاحب ديوان الإنشاء ببغداد. ناب فِي الوزارة.

وقد كتب الإنشاء سبعة عشر عاما وأشهرا.

وحدّث عَن: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن السمَرْقَنْدي.

تُوُفي فِي ذي القعدة وَلَهُ ثمان وستّون سنة.

روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن طارق الكَرْكي.

وكان ناقص الفضيلة، ظاهر القصور فِي التَرسُل. وإنّما رُوعي لأجل والده سديد الدّولة مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم.

178-

مُحَمَّد بْن محرز [2] .

أبو عَبْد اللَّه الوَهْرَاني المغربيّ، ركن الدّين. وقيل جمال الدّين.

أحد ظُرفاء العالم وأدبائهم. قدِم من بلاده إلى ديار مِصْر وهو يدّعي أنّه

[1] انظر عن (محمد بن محمد) في: الكامل في التاريخ 11/ 461، ومضمار الحقائق 135، 136، والعسجد المسبوك 2/ 178، ومرآة الزمان 8/ 358.

[2]

انظر عن (محمد بن محرز) في: وفيات الأعيان 4/ 385، 386 رقم 656، والعبر 4/ 225، 226، والوافي بالوفيات 4/ 386- 389 رقم 1945، وشذرات الذهب 4/ 252، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 489.

ص: 182

يعرف صناعة الإنشاء، فرأى بها القاضي الفاضل والعماد الكاتب وتلك الحلبة، فعلم من نفسه أنّه ليس من طبقتهم، فسلك سبيل الهزل، وعمل المنامات المشهورة [1] ، والرسائل المعروفة. ولو لم يكن فِي ذلك إلَّا المنام الكبير لكفاه، فإنّه ما سُبِق إلى مثله.

قدم دمشق وأقام بها مُدَيْدَة، وبها تُوُفي فِي رجب.

وأمّا وَهْران فمدينةٌ كبيرةٌ على أرض القيروان بينها وبين تلْمِسان يومان.

بُنيت سنة تسعين ومائتين.

ومن كلامه، ممّا كتب به إلى القاضي الأثير:«فالخادم كلّما ذكر تلك المائدة الخصيبة، وما يجري عليها من الخواطر المصيبة علِم أنّ التخلّف عَنْهَا هُوَ المصيبة. لكنّه إذا ذكر ما يأتي بعدها من القيام والقعود، والركوع والسّجود، علم أنّ هذا أجْرة ما يأكله من تلك الوليمة، نحو من عشرين تسليمة، كلّ لُقْمة بنقْمة، فما تحصل الشّبعة إلَّا بأربعين ركعة، فيكون الدّعوة عَلَيْهِ لَا لَهُ، والحضور فِي الشّرطة أحبّ إليه منها لَهُ. فزهدتُ حينئذٍ فِي الوصول، إذ ليس للخادم من الدّين، وَلَا قوّة اليقين، ما يهجز لأجله مؤاكلة الوجوه القمريّة، بمشاهدة السّنّة العمرية. فموعد الإتمام انقضاء شهر الصّيام، والسّلام» .

وكتب رُقْعة إلى ابْن القاسم العَوْني الأعور: يا مولاي الشَّيْخ الزّاهد، دبّوس الْإِسْلَام، لتّ الفقهاء، قنطاريّة العلماء، تافروت الأئمّة، طبل باز السّنّة، نصر اللَّه خاطرك، وستر ناظرك. أنت تعلم أنّ اللَّه ما خلقك إلَّا تلْعة، فكُنْ فِي رقاب الرّافضة واليهود، وما صوّرك إلَّا لالكة فِي رءوس المبْتَدِعة، وأراذل الشّهود. وأنت بلا مِرْية جعموس عظيم، ولكنْ فِي ذقون الزّائغين، فاللَّه ينفعك بالإسلام، وَلَا يوقعك يوم القيامة فِي يد عليّ عليه السلام، وأنْ ينقذك من الهاوية، بشفاعة معاوية.

[1] طبعت باسم «منامات الوهراني ومقاماته ورسائله» ، بتحقيق: إبراهيم شعلان ومحمد تغش. وصدرت عن دار الكاتب العربيّ للطباعة والنشر بالقاهرة 1387 هـ. / 1968 م.

ص: 183

وله: وصل كِتَاب الأمير المولى تقيّ الدّين مصطفى أمير المؤمنين- أطال اللَّه بقاءه-، حتّى يتوب المخلص من القيادة، وينقطع المُعيدي إلى العبادة، بألفاظ أحسن من فتور الألحاظ، ومعاني كترجيع المغاني. وكان ذلك أجمل فِي عيني من الرَّوض غبّ السَّحاب، وألذّ من الصَّفْع بخفاف القِحاب، لَا بل أحلى من مطابقة الزّامر للعَوَّاد، وأَشْهى إلى النّفس من مواعيد القوَّاد، فطرب المملوك وَلَا طَرَب فلان الفُلاني لما اجتمع بفلانة فِي دعوة فلان فِي المحرّم من هذه السّنة، وغنَّت لَهُ:

ما غيَّر البُعْد ودّا كنت تعرفه

وَلَا تبدَّل بعد الذكْر نسيانا

ولا ذكرت صديقا كنت آلفه

إلَّا جعلتك فوق الذّكر عنوانا

فإنّه لمّا سمع ذلك قام وقعد، وصاح ولطم، وفتل شَعْر عنْفُقَته، وأدار شربوشه على رأسه، وشقّ غلالته، وجَرَى إلى الشّمعة ليحرق ذقنه بها ولم يزل يحلف بحياة الجماعة، لَيَسْكِبَن قدحه فِي سُرتها، ويتلقّاه ويستقيه من بين أشفارها، بحيث أن يكون لحيته ستارة على ثُقبها، فمنعه عشيقها، فحلف برأس الملك العظيم ليشْرِبَن بخُفها، فقال: هذا هيّن، فلو أردت أن أسقيك بالخفّ ثلاثمائة فَعَلْت. فَعَبَّ فِي الخُف إلى أن وقع. لَا وَاللَّه وَلَا طَرَب الصّوفية ليلة العيد، إذا حضر عندهم مرتضى المغنّي، معشوق العماد الكاتب، وقد أسبل شَعْره على كتفيه، وأمسك أَبُو شعيب الشّمعة بين يديه، وهو يغنّي لابن رشيق القيروانيّ:

فتور عينيك ينهاني ويأمرني

وورد خدّيك يغري بي ويغريني

أمّا لئن بِعْت ديني واشتريت به

دنيا فما بِعت فيك الدّين بالدُّونِ

سُبحانَ من خَلَق الأشياء قاطبة

تُراه صوّر ذاك الجسم من طينِ

استغفر اللَّه لَا وَاللَّه ما نَفَعَتْ

من سِحْرِ مُقْلته آياتُ ياسين

فإنّهم لمّا سمعوا هاجوا وماجوا، وصاحوا وناحوا، وزعقوا وقفزوا إلى السّماء، وفتلوا حتّى انخسف ببعضهم الموضع، فنُبِشوا وكُفنوا ودُفنوا، والباقون يرقصون وَلَا يدرون.

ص: 184

وبعد هذا فالّذي فعله مولانا تقيّ الدّين من التقاء الْجَمْع الكثير بالعدد القليل عين الخطأ، لأنّه ما المغرورُ بمحمودٍ وإنْ سَلِم. فاللَّه اللَّه لَا يكون لها مَثنوية، وَلَا يرجع المولى يلتقي ألفا وستّمائة فارس إلَّا أن يكون فِي ثلاثين ألفا، بشرط أن يكون العدوّ مثل حمزة الزّامر، وعثمان الجنكيّ، وأبي عليّ العوّاد، وحُمَيدة المخنّث، وأمثال هؤلاء الفرسان، ويكون جُنْدك مثل فُلان وفُلان الّذين ما اجتمع المملوك بواحدٍ منهم إلَّا تجشّأ فِي وجهي سيوف وسكاكين، ويزعم أنّه يُقرقش الحديد. والرأي عندي غير هذا كلّه. وهو أن تستقيل من الخدمة، وتنقطع فِي بستان القابون، وتنكث التّوبة، وتجمع عُلُوق دمشق، وقِحاب الموصل، وقَوادين حلب، ومغاني العراق، وتقطع بقية العُمر على القصْف، وتتّكل على عفْو العفوّ الرحيم. فَيَوْمٌ من أيّامك فِي دِمياط مكفّر لهذا كلّه. فإنْ قِبلت منّي فأنت صحيح المِزاج، وإنْ أبَيْت ولعنت كلّ من جاء من وَهْران، فأنت منحرف، محتاج إلى العلاج.

وله، جواب كِتَاب إلى الكِنْدي: «فأمّا تعريضه لخادمه بالقِيَادة، وعَتَبِه عليّ بالتّزويج بالنّساء العَوَاهر، فسيّدي معذور، لأنّه لم يَذُق حلاوة هذه الصّفعة، ولو أنّه- أدام اللَّه عزّه- خرج يوما من البيت، ولم يترك إلَّا ثمن الخُبْز والْجُبن، ورجع بعد ساعة، وجد السَنْبُوسَك المورّد، والدّجاج المسمّن، والفاكهة المنوّعة، والخُضْرة النّضرة، فتربّع فِي الصدْر، فأكل وشرب وطرِب، ولم يخرج فِي هذا كلّه إلَّا التّغافل وحُسْن الظّنّ، وقِلة الفضول لَسَأل اللَّه أن يُحْييه قوّادا، وأن يُميته قوّادا، وأن يحشره مع القوّادين.

ويظنّ الخادم أنّه فِي هذا القول كجالب التّمر إلى هجر، و (ربّ حامِل فقهٍ إلى من هُوَ أفقه منه)[1] ، ومهما جهل من فضل نكاح المِلاح النهِمات،

ص: 185

فلا يجهل أنّ أكل الحلاوة مع النّاس أحسن من أكل الخرا منفردا» .

179-

مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عثمان.

أَبُو الفضل بْن الدباب البابَصْري، الدّبّاس.

عن: عَبْد اللَّه بْن الحُصَيْن، وأحمد بْن المُجلي.

وعنه: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح الْجِيلي.

وكان شيخا صالحا، كثير الصّدق.

مات فِي شعبان.

180-

المبارك بْن علي بْن الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد [1] .

أَبُو مُحَمَّد بْن الطّبّاخ البغداديّ، الحنبليّ. نزيل مَكَّة.

كان إمام الحنابلة بِمَكَّةَ ويكتب العُمر [2] ويبيعها.

سمع: أَبَا السّعادات أَحْمَد بْن أَحْمَد المتوكّليّ، وهبة اللَّه بْن الحُصَيْن، وابن كادَش، وإسماعيل بْن أَبِي صالح المؤذّن، وجماعة.

ونسخ بخطّه [3] .

[1] انظر عن (المبارك بن علي) في: المنتظم 10/ 216، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 338، والمختصر المحتاج إليه 3/ 172 رقم 1139، والإعلام بوفيات الأعلام 237، والعبر 4/ 226، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 346 رقم 163، وذيل التقييد لقاضي مكة 2/ 286 رقم 1637، والعقد الثمين، له 7/ 119، والعسجد المسبوك 2/ 177، 178، وشذرات الذهب 4/ 253.

[2]

أي يكتب مناسك العمرة للمعتمرين الذين لا يعرفون مناسكها.

[3]

طبع بروايته كتاب «الكنى والأسماء» لأبي بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدولابي، في حيدرآباد الدكن سنة 1322 هـ.، وجاء في أوله:«أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين مكاتبة من مكة- شرّفها الله تعالى- ونقلته من خطّه» .

وتكرّر ذكره ثانية في ج 2/ ص 2 منه: «أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين الطباخ البغدادي في كتابه إليّ من مكة» .

وقال ابن رجب: وعني بالطلب، وسمع الكثير، وقرأ بنفسه، وكتب بخطّه. وكان صالحا ديّنا ثقة، وهو كان حافظ الحديث بمكة في زمانه، والمشار إليه بالعلم بها.

ص: 186

سمع منه: أبو سعد السمعاني مع تقدمه.

وروى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد بْن قدَامة، وابن الأخضر، وغير واحد.

وتُوُفي فِي شوّال.

أخبرني عَبْد الحافظ، أَنَا ابْن قُدَامة، أَنَا ابْن الطّبّاخ، أنا زاهر، وإسماعيل بْن المؤذّن بالمسلسل بالأوّليّة.

181-

المبارك بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قيداس.

أَبُو المعالي الحريميّ.

سمع: ابْن بيان، وأبيّا النرْسي.

وعنه: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخبّاز.

وكان ظريفا مطبوعا.

بقي إلى هذه السّنة، وتُوُفي فِي الغُربة.

182-

المبارك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن أَبِي الفوارس [1] .

أَبُو الفُتُوح الهاشميّ، البغداديّ.

سمع: ابْن بيان، وابن نبهان.

وقرأ القرآن على: أَبِي بَكْر المزْرَفي.

سمع منه: عُمَر القُرَشي، وابن الأخضر.

وتُوُفي رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى فِي ذي القعدة.

183-

محمود بْن تكَش [2] .

الأمير شهاب الدّين الحارِمي صاحب حماه. خال السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب.

[1] انظر عن (المبارك بن محمد) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 175 رقم 1147.

[2]

انظر عن (محمود بن تكش) في: البرق الشامي 3/ 53، وسنا البرق الشامي 1/ 268، 269، والروضتين ج 1 ق 2/ 707، ومفرّج الكروب 2/ 70، ومرآة الزمان 8/ 343، والسلوك ج 1 ق 1/ 66، والبداية والنهاية 12/ 298، 299، وعقد الجمان (مخطوط) 12/ ورقة 211 ب. وقد تقدّم في وفيات 573 هـ. برقم (90) .

ص: 187

مات فِي هذه السّنة كهْلًا [1] .

184-

مكّيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك.

الهَمَذَانيّ، أَبُو مُحَمَّد الشّعّار.

من بيت الحديث.

ذكره ابْن النّجّار فقال: كان حافظا ذا فَهمٍ ثاقب وإدراك. وكان من أصحاب الحافظ أَبِي العلاء العطّار، خِصيصًا به، مُقَدمًا عنده.

قدِم بغداد، وحدّث عَن: مُحَمَّد بْن عليّ بْن كاكوَيْه الكاتب، وأبي الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الكرجيّ، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ الحافظ، وهبة اللَّه ابْن أخت الطّويل.

روى عنه: محمد بن محمود الحرّانيّ، وأبو الحَسَن القطيعيّ.

وتوفّي في المحرّم عن 52 سنة.

185-

منصور بْن نصر بْن منصور بْن الْحُسَيْن [2] .

أَبُو بَكْر بن العطّار الحرّانيّ، ثمّ البغداديّ، الكاتب الوزير.

كان أَبُوهُ من كبار التّجّار.

قال ابْن النّجّار: نشأ أَبُو بَكْر، وسمع الكثير وقرأ العلم.

وقال ابن الدّبيثيّ: لقبه ظهير الدّين.

سمع من: ابن ناصر، وأبي بكر بن الزاغوني، وأبي الوقت.

سمع منه: مكّيّ الغرّاد.

[1] مرض عند نزول الفرنج على حماه، ومرض ولده تكش الأمير وهو شاب في ريعان إبانه، وعنفوان حسنه وإحسانه. فمات يوم الأربعاء سابع جمادى الآخرة، ومات شهاب الدين يوم الأحد بعده بثلاثة أيام. واتفق ذلك وقت وقعة الرملة. فأصيب السلطان في الشام.

بخاله وابن أخته منه. (سنا البرق 1/ 268، 269) .

[2]

انظر عن (منصور بن نصر) في: الكامل في التاريخ 11/ 447، والمنتظم 18/ 191، 193، 197، 222، 230، ومرآة الزمان 8/ 358- 360، والمختصر المحتاج إليه 3/ 191، رقم 1204، وسير أعلام النبلاء 21/ 84، 85 رقم 32، والفخري 321 و 323.

ص: 188

فلمّا مات أبوه بسط يده بالمال وخالط الدّولة.

قال ابن النّجّار: ورث نعمة طائلة، وخالط الكبراء وأرباب المناصب، وبذل معروفه، وتوصّل حتّى صار له اختصاص بالإمام المستضيء قبل أن يلي الخلافة. فلمّا استخلف قرّبه وولّاه مُشارفة المخزن، ثمّ ولّاه نظر المخزن والوكالة المطلقة، وارتفع أمره. فلمّا قُتِلَ الوزير أَبُو الفَرَج ابْن رئيس الرؤساء ردّ المستضيء جميع أمور دواوينه إليه، ونابه فِي الوزارة. وكان كلّ الدولة يحضرون عَلَيْهِ. وكان يولّي ويعزل. وكان شَهْمًا مِقدامًا، لَهُ هيبة عظيمة، وشدّة وطأة، ولم يزل على ذلك حتّى مات المستضيء، فأقرّه النّاصر على نظر المخزن فقط، ثمّ خلّاه أيّاما وقبض عَلَيْهِ وسجنه أيّاما، ومات.

وبلغني أنْ مولده سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.

وأنبأنا ابْن الجوزيّ [1] قَالَ: منصور بْن العطّار كان مِقْدامًا على القطْع والصلْب، ولمّا مات حُمِل إلى بيت أخته، فأخْرج بعد الصُبْح، فعلم به النّاس فضربوا التّابوت بالآجُر، ثمّ رُمي فطُرح التّابوت فِي النّار، وخرّق الكفن، وأخذ القُطْن، فأخرج عريانا، وشُد فِي رجْله حبلٌ، وسُحِب إلى المدبغة.

ورمَوْه فِيهَا. ثمّ سُحِب إلى قراح أَبِي الشحْم، والصّبيان يصيحون بين يديه: يا مولانا وقّع لنا. إلى أن جاء جماعة من الأتراك فاستخلصوه منهم، ولفّوه فِي شقّة، ومضوا به فألقوه فِي قبر والده [2] .

تُوُفي فِي ذي القعدة وأراح اللَّه منه، إلَّا أنّه كان نقمة وعذابا على الشّيعة.

[1] في المنتظم.

[2]

وقال ابن الطقطقي: ومن طريف ما وقع في ذلك أن بعض الأتراك عمّر حمّاما وجعل مجراته تجوز على دار بعض الجيران. فتأذّى ذلك الجار بتلك المجراة، فشكا ذلك إلى الوزير، فزبره ولم يأخذ بيده، وقال له: إن لم تسكت وإلّا جعلت رأسك في المجراة، فيقال: إنّ ابن العطار لما سحبه العوامّ ومثّلوا به اجتازوا به على باب الحمّام المذكور، فاتفق أنه وقع في المجراة، فسحبوه فيها خطوات، فتعجّب الناس من ذلك. (الفخري 323) .

ص: 189