الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن صَصْرَى، والقاضي أَبُو نَصْر بْن الشّيرازيّ.
وأجاز البَهَاء عَبْد الرَّحْمَن.
وتُوُفي بالموصل يوم النحْر، وقد ولي قضاء كيفا مُدَّة.
72-
[دَاوُد][1] بْن يزيد.
أَبُو سُلَيْمَان السّعديّ، الغَرْناطي.
بقيّة النَّحْويين بالأندلس.
أخذ عَن: أَبِي الْحَسَن بْن الباذش، وكان من أكبر تلامذته.
وسمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن عَتّاب، وأبي بحر بْن العاص، وابن مغيث، وغيرهم.
وكان لَهُ مشاركة فِي عِلم الحديث. أخذ القراءات عَنْهُ، ومن رواته: أَبُو بَكْر بْن أَبِي زَمَنين، وأبو الْحَسَن بْن خروف، وأبو القاسم الملاحي [2] .
وتوفّي عَن خمسٍ وثمانين سنة.
-
حرف الصاد
-
73-
صَدَقَة بن الحسين بن الحسن بن بختيار [3] .
[1] في الأصل بياض، والمستدرك من: بغية الوعاة 1/ 563، 564 رقم 1180، والوافي بالوفيات 13/ 499 رقم 598.
[2]
وكان يقرئ العربية والأدب واللغة، ويستفتح مجلسه بأمّ القرآن تبرّكا، ويسمع الحديث في رمضان بدلا من كتب الأشعار، وكان غزير الدمعة، كثير الخشية عند قراءة القرآن والحديث، وكان يأكل الشعير، ولم يأكل لحما من الفتنة الأولى لأجل المغانم والمكاسب. انتقل من غرناطة إلى باغة من أجل السلطان دعاه لإقراء بنيه، فقال: والله لا أهنت العلم، ولا مشيت به إلى الديار، ثم انتقل إلى قرطبة، وكان يسأل الله تعالى الموت بها. فمات بها سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ومولده بعد الثمانين وأربعمائة بيسير.
[3]
انظر عن (صدقة بن الحسين) في: المنتظم 10/ 276- 278 رقم 365، (18/ 243، 244 رقم 4320) ، والكامل في التاريخ 11/ 449، ومرآة الزمان 8/ 344، والمختصر في أخبار البشر 3/ 61، ووفيات الأعيان 6/ 253، وسير أعلام النبلاء 21/ 66، 67 رقم 23، وميزان الاعتدال 2/ 310، والمغني في الضعفاء 1/ 307، والمختصر المحتاج إليه 2/ 109، وذيل الروضتين 12، والوافي بالوفيات 16/ 292- 294 رقم 323، والإعلام-
أَبُو الفَرَج بْن الحدّاد البغداديّ، الفقيه، الحنبليّ، النّاسخ.
تفقّه على: أَبِي الوفاء بْن عَقِيل، وأبي الْحَسَن بْن الزّاغونيّ، وسمع منهما.
ومن: أَبِي عثمان بْن مَلَّة، وأبي طَالِب اليُوسُفي.
وكان قيّما بالفرائض والحساب، ويفهم الكلام. وأقرأ النّاس، وتخرَّج به جماعة.
وكان مليح الخطّ، نسخ الكثير، وكان ذلك معاشه. وكان يؤمّ بمسجدٍ وهو يقيم فِيهِ [1] .
قال أَبُو الفَرَج بْن الجوزيّ [2] : ناظَرَ وأفْتى إلَّا أنّه كان يظهر فِي فَلَتَات لسانه ما يدلّ على سوء عقيدته. وكان لَا ينضبط، فكلّ من يجالسه يعثر منه على ذلك [3] . وكان تارة يميل إلى مذهب الفلاسفة، وتارة يعترض على القَدَر.
دخلتُ عَلَيْهِ يوما وعليه جرب فقال: ينبغي أن يكون هذا على جَمَل لَا عليّ.
[ (-) ] بوفيات الأعلام 236، وتاريخ ابن الوردي 2/ 88 وفيه:«الذيل ذيّل تاريخ ابن الزعفرانيّ» ، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 339- 343 رقم 159، والبداية والنهاية 12/ 298، 299، ولسان الميزان 3/ 184، وتاريخ ابن سباط 1/ 151، وشذرات الذهب 4/ 245، وكشف الظنون 290، ومعجم المؤلفين 5/ 18، وصيد الخاطر 239.
[1]
وقال ابن رجب: وبرع في الفقه، فروعه وأصوله، وقرأ علم الجدل والكلام، والمنطق والفلسفة والحساب، ومتعلقاته من الفرائض وغيرها. وكتب خطا صحيحا. وقال الشعر المليح، وأفتى وناظر، وانقطع بمسجده بالبدرية شرقي بغداد، يؤمّ الناس فيه: وينسخ ويفتي، ويتردّد إليه الطلبة يقرءون عليه فنون العلم، وبقي على ذلك نحوا من سبعين سنة حتى توفي.
قال ابن النجار: وله مصنّفات حسنة في أصول الدين. وقد جمع تاريخا على السنين، بدأ فيه من وقت وفاة شيخه ابن الزاغوني سنة سبع وعشرين وخمسمائة، مذيّلا به على تاريخ شيخه، ولم يزل يكتب فيه إلى قريب من وقت وفاته، يذكر فيه الحوادث والوفيات، وقد نسخ بخطه كثيرا للناس من سائر الفنون. وكان قوته من أجرة نسخه، ولم يطلب من أحد شيئا ولا سكن مدرسة، ولم يزل قليل الحظ، منكسر الأغراض، متنغّص العيش، مقتّرا عليه أكثر عمره.
[2]
في المنتظم.
[3]
في المنتظم زيادة: «وكان يخبط الاعتقاد وتارة يرمز إلى إنكار بعث الأجسام» .
وقال لي يوما: أَنَا لَا أخاصم إلَّا من فوق الفَلَك.
وقال لي القاضي أَبُو يَعْلَى: مُذْ كتب صَدَقَةُ «الشّفاء» لابن سينا تغيّر.
وحدّثني عليّ بْن الْحَسَن [1] المقرئ فقال: دخلت عَلَيْهِ فقال: وَاللَّه ما أدري من أَيْنَ جاءوا بنا، وَلَا إلى أيّ مُطْبَق [2] يريدون أن يحملونا.
وحدّثني الظّهير [ابْن][3] الحنفيّ قَالَ: دخلت عَلَيْهِ فقال: إنّي لأفرح بتعثيري. قُلْت: ولِمَ؟ قَالَ: لأنّ الصّانع يقصدني.
وكان طول عُمره ينسخ بالأجرة، وفي آخر عمره تفقّده بكيس، فقيل لَهُ، قَالَ: أَنَا كنت أنسخ طول عُمري فلا أقدر على دجاجة. فانظر كيف بعث لي الحلواء والدّجاج فِي وقتٍ لَا أقدر أن آكله.
وهو كقول ابْن الراونْدي: وكنت أتأمّل عَلَيْهِ إذا قام للصّلاة، وأكون إلى جانبه، فلا أرى شَفَتَيه تتحرّك أصلا.
ومن شعره:
لا توطّنها فليست بمُقامِ
…
واجْتَنِبْها فهي دارُ الانتقام
أتُراها صَنْعة من صانع
…
أمْ تُرَاها رَمْيةً من غير رامِ [4]
فلمّا كثُر عُثُوري على هذا منه هَجَرْتُه، ولم أصَل عَلَيْهِ حين مات.
وكان يُعرف منه فواحش. وكان يطلب من غير حاجة. وخلّف ثلاثمائة دينار [5] .
وحكي عنه أنّه رئي له منامات نحسة، نسأل الله العفو.
[1] المنتظم: «علي بن عساكر» .
[2]
في المنتظم: «أي مضيق» .
[3]
إضافة من المنتظم.
[4]
المنتظم، الوافي 16/ 294.
[5]
وقال ابن القطيعي: كان بينه وبين ابن الجوزي مباينة شديدة، وكل واحد يقول في صاحبه مقالة الله أعلم بها، (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 340) .