المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف الألف - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٠

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الأربعون (سنة 571- 580) ]

- ‌الطبقة الثامنة والخمسون

- ‌سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

- ‌[جلوس ابْن الجوزي تحت المنظرة]

- ‌[القبض على أستاذ الدار صندل]

- ‌[زواج بنت ابْن الجوزيّ]

- ‌[كلام ابْن الجوزيّ تحت المنظرة]

- ‌[كثرة الرفض]

- ‌[خروج المستضيء إلى كشكه]

- ‌[ولاية المخزن]

- ‌[وليمة الوزير ابْن رئيس الرؤساء]

- ‌[الفتنة بِمَكَّةَ]

- ‌[وقعة تلّ السلطان]

- ‌[فتوحات صلاح الدين]

- ‌[كتاب فاضليّ إلى الخليفة]

- ‌[استعراض صلاح الدين ذخائر ابْن حسّان]

- ‌[جرح السلطان من الحشيشية]

- ‌[منازلة حلب]

- ‌[كسوف الشمس]

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

- ‌[وعظ ابْن الجوزيّ]

- ‌[عرس ابْنَة ابْن الجوزيّ]

- ‌[نقص دجلة]

- ‌[البَرَد فِي بغداد]

- ‌[وعظ ابْن الجوزي بجامع القصر]

- ‌[وقعة السلجوقي الطامع بالسلطنة]

- ‌[الزلزلة بالريّ وقزوين]

- ‌[معاقبة الطحّان]

- ‌[جلوس ابْن الجوزيّ]

- ‌[وقعة الكنز]

- ‌[أخذ صلاح الدين منبج]

- ‌[مصالحة صلاح الدين حلب]

- ‌[تخريب مصياف]

- ‌[بناء سور مِصْر]

- ‌[سماع السلطان من السلَفيّ]

- ‌[بناء تربة الشافعيّ]

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

- ‌[العفو عن تتامش]

- ‌[وعظ ابْن الجوزيّ]

- ‌[فتوى لابن الجوزيّ]

- ‌[تكلُم ابْن الجوزيّ]

- ‌[بناء مسجد عظيم ببغداد]

- ‌[هبوب الريح ببغداد]

- ‌[وقوع البَرَد]

- ‌[اغتيال الوزير ابْن رئيس الرؤساء]

- ‌[حجابة ابْن طلحة الباب]

- ‌[فتنة اليهود]

- ‌[خروج لصوص من الحبس]

- ‌[وقعة الرملة]

- ‌[نزول الفرنج على حماه]

- ‌[عصيان ابْن المقدّم ببعلبكّ]

- ‌[كتاب ابْن المشطوب بقتلى الفرنج]

- ‌[مطالعة القاضي الفاضل بقتل الوزير]

- ‌سنة أربع وسبعين وخمسمائة

- ‌[جلوس ابْن الجوزي فِي عاشوراء]

- ‌[كسوف القمر والشمس]

- ‌[ولادة ثلاثة توائم]

- ‌[تجديد قبر أَحْمَد بْن حنبل]

- ‌[تكلّم ابْن الجوزي فِي جامع المنصور]

- ‌[إطلاق تتامش]

- ‌[عمل الدكَّة بجامع القصر]

- ‌[حديث ابْن الجوزي عَن نفسه]

- ‌[حكاية ابْن الجوزيّ عَن الرشيد]

- ‌[ظهور مشعبذ]

- ‌قَتل ابْن قرايا الرافضيّ]

- ‌[امتناع الركب العراقيّ]

- ‌[هبوب ريح وظهور نار ببغداد]

- ‌[جلوس ابْن الجوزي يوم عَرَفَة]

- ‌[اجتماع الفرنج عند حصن الأكراد]

- ‌[تسلّم صلاح الدين بعلبكّ]

- ‌[قتْل هنفري الفرنجي]

- ‌[غارة البرنس على شيزر]

- ‌[غارة صاحب طرابلس]

- ‌[إنعام السلطان على الملك المظفّر]

- ‌[إنشاء سور القاهرة]

- ‌[ختام كِتَاب المنتظم]

- ‌سنة خمس وسبعين وخمسمائة

- ‌[الظفر بذيل كِتَاب المنتظم]

- ‌[وصول البشارة إلى بغداد بكسر الفرنج]

- ‌[وقعة مرج العيون]

- ‌[الظّفر ببطستين للفرنج]

- ‌[انهزام سلطان الروم أمام المظفّر تقيّ الدين]

- ‌[وصول بعض أسرى الروم والغنائم إلى بغداد]

- ‌[حجوبيّة ابْن الدارع]

- ‌[وصول ابْن الشهرزوريّ رسولا إلى بغداد]

- ‌[عزل ابن الزّوال عن النقابة بالزينبيّ]

- ‌[الإرجاف بموت الخليفة]

- ‌[التوقيع بولاية العهد]

- ‌[امتلاك الكردي قلعة الماهكي]

- ‌[وفاة الخليفة المستضيء]

- ‌[خلافة الناصر لدين اللَّه]

- ‌[القبض على ابْن العطار]

- ‌[الخلعة بإمرة الحاجّ]

- ‌[هتك ابْن العطار بَعد وفاته]

- ‌[الوَباء والغلاء ببغداد]

- ‌[إرسال الخِلَع إلى ملوك الأطراف]

- ‌[الزلزلة ببلاد الجبل]

- ‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

- ‌[عزل وتولية في نيابة الوزارة]

- ‌[صلاة الناصر بجامع الرصافة]

- ‌[قدوم رسول الملك طغرل]

- ‌[القبض على ابْن الوزير]

- ‌[وصول أمير الحاجّ]

- ‌[خروج صلاح الدين لمحاربة الأرمن]

- ‌[وصول الخِلَع إلى صلاح الدين]

- ‌[من كِتَاب صلاح الدين إلى الخليفة الناصر]

- ‌[سماع صلاح الدين «الموطّأ» فِي الإسكندرية]

- ‌[تقليد الخليفة البلادَ لصلاح الدين]

- ‌[وصول رسول ابْن عبّاد]

- ‌[ركوب الخليفة الدَسْت]

- ‌[إقطاع طغرل البصرة]

- ‌[خروج الخليفة للصيد]

- ‌[نيابة فرّخ شاه دمشق]

- ‌سنة سبع وسبعين وخمسمائة

- ‌[تخريب بلاد الكَرَك]

- ‌[ركوب الخليفة فِي موكب]

- ‌[معاتبة صلاح الدين على تسمّيه بالناصر]

- ‌[أخْذ عزّ الدين حلب]

- ‌[مقايضة سنجار بحلب]

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

- ‌[رخاء الأسعار بالعراق]

- ‌[الوثوب على صاحب قلعة الماهكيّ]

- ‌[الكتابة إلى صلاح الدين بالرحيل عَن الموصل]

- ‌[فتح بلد كبير بالروم]

- ‌[فتح حرّان وسروج وسنجار وغيرها]

- ‌[ملْك صلاح الدين حلب]

- ‌[الخِلْعة بشرف الفتوّة]

- ‌[الخروج الأخير لصلاح الدين من مِصْر]

- ‌[دخول سيف الْإِسْلَام اليمن]

- ‌[وفاة فرّوخ شاه]

- ‌سنة تسع وسبعين وخمسمائة

- ‌[قدوم رسول ملك مازندران إلى الخليفة]

- ‌[قتل مُستفتٍ سَبّ الشافعيّ]

- ‌[القبض على مجاهد الدين قايماز وإعادته]

- ‌[مجيء الرُسلية إلى صلاح الدين]

- ‌[الفراغ من رباط المأمونيّة]

- ‌[قدوم الخُجَنْدي للحجّ]

- ‌[كتاب فاضليّ إلى الديوان بتشتيت الفرنج]

- ‌[تسلُم صلاح الدين حلبا]

- ‌[أخْذ الغوري ملك الهند غَزْنَة]

- ‌[عودة الرسليّة بالتقدمة إلى بغداد]

- ‌[وفاة نائب الوزارة وولاية ابْن صدقة]

- ‌[ولاية الحجابة]

- ‌[وفاة شَيْخ الشيوخ وبشير]

- ‌[منازلة صلاح الدين حلبا وتسلّمها]

- ‌[البشارة بفتح القدس]

- ‌[كتاب فاضلي بإبطال المكس بالرَّقة]

- ‌[محاصرة السلطان الكَرَك]

- ‌[نيابة الملك المظفّر بمصر]

- ‌سنة ثمانين وخمسمائة

- ‌[جَعْلُ مشهد الكاظم أمنا]

- ‌[موت رَجُل راهن على دفنه نصف يوم]

- ‌[كِتَابُ السُّلْطَانِ بِمَحَاسِنِ دِمَشْقَ]

- ‌[مهاجمة السلطان نابلس]

- ‌[منازلة الكَرَك]

- ‌[خروج ابْن غانية الملثّم بالمغرب]

- ‌[إقامة الخطبة العباسية بإفريقية]

- ‌[منازلة السلطان الكَرَك]

- ‌[حصار الكَرَك فِي كِتَاب للعماد]

- ‌[وفاة رسولي الخليفة بالشام]

- ‌[الإذْن للجيوش بالعودة إلى أوطانها]

- ‌[خِلْعة السلطان على صاحب حصن كيفا]

- ‌[كتابة منشور لصاحب إربل]

- ‌[خروج السلطان بقصْد الموصل]

- ‌[وفاة صاحب ماردين]

- ‌المتوفّون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف لام ألِف

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌المتوفون على التخمين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف الألف

‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

-‌

‌ حرف الألف

-

191-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام [1] .

أبو الغنائم الكاتب.

سمّعه أَبُوهُ أَبُو الفتح من: جَدّه، وأبي الغنائم بْن المهتدي باللَّه، وأبي عليّ بْن المهديّ، وابن الحُصَيْن.

روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن طارق الكَرْكي، وغيره.

ذُبِح غِيلة فِي جُمادى الأولى ولم يُعلم بوفاته.

192-

أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن حمدي [2] .

أَبُو المظفّر البغداديّ، المقرئ، الشّاهد.

قرأ القراءات عَلَى أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخَيّاط، وقبله على أَبِي بَكْر المَزْرَفي، وأبي عَبْد اللَّه البارع.

وأقام بعد بمسجد ابْن جردة. وكان طيّب الصّوت مجوّدا.

سمع: أَبَا سعد بْن الطُيُوري، وأبا العزّ بْن كادش، وزاهر بْن طاهر، وابن الحُصين، وخلْقًا سواهم.

وحدّث بالكثير. وولد سنة عشر وخمسمائة.

وتوفّي في جمادى الأولى.

[1] سيعاد برقم (243) .

[2]

انظر عن (أحمد بن أحمد) في: المختصر المحتاج إليه 1/ 171، والوافي بالوفيات 6/ 228، 229 رقم 2699، ومرآة الزمان 8/ 361.

ص: 194

روى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّد بْن قُدامة، والبهاء عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مقبل بْن المَني [1] .

193-

أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] .

الشّاشيّ، ثمّ البغداديّ، العلّامة أَبُو نصر مدرّس النّظاميّة، وأحد المصنّفين فِي المذهب.

تفقّه على أَبِيهِ، وعلى أَبِي الحسين بْن الخَل [3] .

وسمع من أَبِي الوقت.

ومات شابّا رحمه الله.

194-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم [4] .

[1] وبالغ في الطلب حتى كتب عن أصحاب طراد، وابن البطر، وابن طلحة، ومن دونهم، وكتب بخطه كثيرا وكان خطّه جيدا ونقله حسنا، وله معرفة بالحديث، وحدّث بأكثر مسموعاته وسمع منه الكبار.

قال ابن النجار: وكان ثقة صدوقا، حدّثنا عنه الحافظ أبو محمد ابن الأخضر، وله طريقة غريبة في التلاوة يقصده الناس لسماعها. وتوفي سنة ست وسبعين وخمسمائة بالمخزن كان به معتقلا وحمل إلى بيته فدفن بباب حرب لأنه تولى نظر ديوان الجوالي أيام الإمام المستضيء ثم عزل واعتقل.

[2]

انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي) ورقة 163، وسير أعلام النبلاء 21/ 85 رقم 33، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 39، والوافي بالوفيات 2/ 73، و 7/ 117 رقم 3044.

[3]

ولازم ابن الخلّ حتى برع، وولي التدريس بالنظاميّة.. وحدّث باليسير، وكانت له معرفة بالفقه.

[4]

انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد السلفي) في: الأنساب 7/ 105، 106، وتاريخ دمشق (أحمد بن عتبة- أحمد بن محمد بن المؤمّل) 7/ 179- 182 رقم 109، والكامل في التاريخ 11/ 469، واللباب 1/ 550، وتاريخ إربل 1/ 132، 215، 216، 245، والتقييد لابن نقطة 176- 180 رقم 199، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 6، 11، 14، وتاريخ ابن الدبيثي 15/ 119، والروضتين 2/ 16، ووفيات الأعيان 1/ 155- 107، والتدوين في أخبار قزوين 2/ 224- 226، ومرآة الزمان 8/ 361، وبدائع البدائه لابن ظافر 252 و 350، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري (الطبعة الأولى) 3/ 151، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي ج 4 ق 2/ 1135، والوفيات لابن قنفذ 289 رقم 576، وطبقات الشافعية للنووي (مخطوط) ورقة 42، وملء العيبة للفهري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 484، وأزهار الرياض 3/ 167، 283، والمختصر المحتاج إليه 1/ 206، -

ص: 195

الحافظ الكبير أَبُو طاهر بْن أَبِي أَحْمَد بْن سِلَفة الأصبهانيّ، الْجَرْواني، وجَرْوان: محلّة بأصبهان. وسِلَفة لقب أَحْمَد وإليه يُنْسَب.

قال الحافظ عَبْد الغنيّ: سمعت السِّلَفيّ يقول: أَنَا أذكر قتل نظام المُلْك فِي سنة خمسٍ وثمانين، وكان عمري نحو عشر سِنين. وقد كتبوا عنّي فِي أول سنة اثنتين وتسعين وأنا ابْن سبْع عشرة سنة أكثر أو أقلّ، وليس في

[ (-) ] والعبر 4/ 227، وتذكرة الحفاظ 4/ 1298، وميزان الاعتدال 1/ 155 رقم 610، وأهل المائة فصاعدا (نشر في مجلّة المورد العراقية) 134، وسير أعلام النبلاء 21/ 5- 39 رقم 1، والمعين في طبقات المحدّثين 176 رقم 1879، والإعلام بوفيات الأعلام 237، ودول الإسلام 2/ 89، والوافي بالوفيات 7/ 351- 356 رقم 3344، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 210، وطبقات الشافعية الوسطى، له (مخطوط) ورقة 37 أ، ومرآة الجنان 3/ 403، 404، والبداية والنهاية 12/ 307، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 68- 72 رقم 45، وذيل التقييد لقاضي مكة 1/ 371، 372 رقم 721، وغاية النهاية 1/ 102، 103 رقم 472، وتوضيح المشتبه 5/ 131، 132، وذيل تاريخ ابن الفرات 9/ 23، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 338، 339 رقم 304، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 58، 59 رقم 644، ولسان الميزان 1/ 299، 300 رقم 880، والتاج المكلّل للقنوجي 34، والعسجد المسبوك 2/ 181، 182، وتبصير المنتبه 2/ 738، والسلوك ج 1 ق 1/ 63، 72، وعقد الجمان للعيني (مخطوط) 16/ ورقة 630، والنجوم الزاهرة 6/ 88، وحسن المحاضرة 1/ 354، وطبقات الحفاظ 469، وتاريخ الخلفاء 457، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 3/ 229 رقم 278، وشذرات الذهب 4/ 255، وديوان الإسلام لابن الغزّي 3/ 94 رقم 1175، وكشف الظنون 54، 587، 982، 996، 997، 1044، 1696، وإيضاح المكنون 2/ 508، وفهرس الفهارس للكتاني 2/ 339- 342، والأعلام 1/ 215، ومعجم المؤلفين 2/ 75، 76، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 449، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 57 رقم 1047، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 1/ 355- 357 رقم 210، ودراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان في العصر الفاطمي) - التاريخ الحضاريّ- (تأليفنا) 324- 326.

وانظر للسلفي كتابه «معجم السفر» ففيه معلومات كثيرة عنه. وانظر: مختصر معجم السفر، الّذي نشره الدكتور إحسان عباس في (أخبار وتراجم أندلسية) بيروت 1963- ص 5- 14، والجزء الأول من معجم السفر الّذي نشرته د. بهيجة الحسني- بغداد 1398 هـ. / 1978، ونقد الكتاب المذكور للدكتور بشار عوّاد معروف في مجلّة المورد العراقية- مجلّد 8، العدد 1، بغداد 1979، ومقدّمة كتاب سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي، بتحقيق مطاع الطرابيشي، طبعة دار الفكر دمشق 1403 هـ. / 1983 م.

ص: 196

وجهي شعرة كالبخاريّ، يعني لمّا كتبوا عَنْهُ.

وأوّل سماع السلَفي سنة ثمانٍ وثمانين.

سمع من: القاسم بْن الفضل الثّقفيّ، وسمع من: عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن يوسف السمْسار، وسعيد بْن مُحَمَّد الجوهريّ، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب المَدِينيّ، والفضل بْن عليّ الحنفيّ، وأحمد بْن عَبْد الغفّار بْن أشتة، وأحمد ومحمد ابني عَبْد اللَّه بْن السُوذَرْجَاني [1] ، ومكّيّ بْن منصور بْن علّان الكرجيّ، ومَعْمَر بْن أَحْمَد اللّنبانيّ [2] ، وخلْق كثير.

وعمل مُعْجَمًا حافلا لشيوخه الأصبهانيّين. ثمّ دخل فِي رَمَضَان إلى بغداد، من سنة ثلاثٍ وتسعين وأدرك أَبَا الخطّاب نصر بْن البَطِر، فقال حمّاد الحرانيّ: سمعت السّلفيّ يقول: دخلت بغداد فِي رابعِ شوّال سنة ثلاثٍ، فساعةَ دخولي لم يكن لي هِمةٌ إلَّا أنْ مضيتُ إلى ابْن البَطِر فدخلت عَلَيْهِ، وكان شيخًا عِسرًا، فقلت: قد وصلت من أصبهان لأجلك. فقال: اقرأ. جعل بدل الرّاء غَيْنًا. فقرأتُ عَلَيْهِ وأنا مُتِكئ لأجل دمامل بي، فقال: أبصِرْ ذا الكلب. فاعتذرتُ بالدّماميل، وبكيت من كلامه، وقرأت سبعة عشر حديثا، وخرجت، ثمّ قرأتُ عَلَيْهِ نحوا من خمسة وعشرين جزءا، ولم يكن بذاك.

قلت: فسمع منه، ومن: أبي بكر الطّريثيثيّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن البُسْري، وثابت بْن بُنْدَار، والموجودين بها.

وعمل معجَمًا لشيوخ بغداد، ثمّ حجّ وسمع فِي طريقه بالكوفة من: أَبِي البقاء المعمّر بْن مُحَمَّد الحبّال، وغيره.

وبمكّة من: الحسين بن عليّ الطّبريّ.

[1] السّوذرجاني: بضم السين المهملة، والذال المفتوحة المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى سوذرجان، وهي من قرى أصبهان. (الأنساب 7/ 185) .

[2]

اللّنباني: بضم اللام، وسكون النون. وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان. (الأنساب 11/ 32) .

ص: 197

وبالمدينة: أَبَا الفَرَج القزوينيّ.

وقدِم بغدادَ، وأقبل على الفقه، والعربيّة، حتّى برع فيهما، وأتقن مذهب الشّافعيّ.

ثمّ رحل إلى البصرة سنة خمسمائة، فسمع من: مُحَمَّد بْن جَعْفَر العسكريّ، وجماعة.

وبزنجان: أَبَا بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زَنْجُوَيْه الفقيه، الرّاوي عَن أَبِي عليّ بْن شاذان.

وبهمذان: أبا غالب أحمد بن محمد المزكّي، وطائفة.

وجال في الجبال ومدنها.

وسمع بالرّيّ، والدّينور، وقزوين [1] ، وساوة، ونهاوند.

وكذا طاف بلاد أذربيجان إلى دربند، فسمع بأماكن، وعاد إلى الجزيرة من ثغر آمد.

وسمع بخلاط، والرّحبة. وقدم دمشق سنة تسع وخمسمائة بعلم جمّ، فأقام بها عامين. وسمع بها من: أبي طاهر الحنّائيّ، وأبي الْحُسَيْن بْن المَوَازِيني، وخلْق.

ثمّ مضى إلى صور [2] ، وركب منها البحر

[1] قال عبد الكريم القزويني: ورد قزوين سنة إحدى وخمسمائة، وسمع بها من أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار القاضي وغيره، ورأيت خطّه على كثير من الأجزاء العتيقة، وسمع واستفاد منه الجمّ الغفير. (التدوين 2/ 225) .

[2]

أقام السّلفي مدّة في صور قبل أن يبحر إلى الإسكندرية سنة 511 هـ. فكان يأخذ على شيوخها، وهو كان يروي أيضا، فقصده عبد الجليل الحيفي من حيفا بساحل فلسطين، فسمع منه بصور، وكان من رجال البحر. والتقى السلفي بدمشق وصور أبا النور ضياء بن الحسين بن نصير، وهو من أهل جبل عاملة، وسمع منه. كما سمع بدمشق من: أبي الفرج أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة الصوري، وأبي طالب علي بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عقيل الصوري، وأبي عمرو عثمان بن عمر بن أبي عبد الله البيروتي.

وكان أهل صور وطرابلس يتردّدون عليه وهو في الإسكندرية، ومنهم: عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النقّار الطرابلسي وقد علّق عنه من شعره ومن شعر أبيه، وكان يراسله ويكاتبه-

ص: 198

الأخضر [1] إلى الإسكندرية، فاستوطنها إلى الموت، لم يخرج منها إلَّا مرّة فِي سنة سبع عشرة إلى مِصْر، فسمع من: أَبِي صادق المَدِيني، والموجودين. وعاد.

وكان إماما، مُقْرِئًا، محمودا، ومحدّثا، حافظا، جَهْبَذًا، وفقيها متقنا، ونَحْويًا ماهرا، ولُغَوِيًا محقّقا، ثقة فيما ينقله، حُجة، ثبتا. انتهى إليه عُلُو الإسناد فِي البلاد. وقد جمع مُعْجَمًا ثالثا فِي البلدان الّتي سمع بها، سوى أصبهان، وبغداد، فإنّ لكلّ واحدة معجما.

سمع منه ببغداد من شيوخه ورفاقه: أَبُو عليّ البَرَدَاني، وهزارسْب بْن عِوَض، وأبو عامر العَبْدَري، وعبد الملك بْن يوسف، وسعد الخير الأندلسيّ.

وروى عَنْهُ: الحافظ مُحَمَّد بْن طاهر شيخه، وسِبْطُه أَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مكّيّ، وبينهما فِي الموت مائة وأربعٌ وأربعون سنة.

وروى عَنْهُ: الحافظ سعد الخير، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم السرَقُسطِي، وأبو العِز مُحَمَّد بْن عليّ المُلْقَاباذِي، والطّبيب بْن مُحَمَّد المَرْوَزِي، وقد رَوَى عَن هؤلاء الثّلاثة عَنْهُ أَبُو سعد السّمعانيّ. ومات ابْن السّمعانيّ قبله بأربع عشرة سنة.

وروى عَنْهُ أَيْضًا: الصّائن هبة اللَّه بْن عساكر، ويحيى بْن سعدون القُرطُبي.

وروى عنه بالإجازة جماعة ماتوا قبله، منهم القاضي عياض.

[ (-) ] نظما. وأنشده أبو الحسن علي بن يحيى الكتاني الجلالي المعروف بالناهض الّذي تربّى في خدمة بني عمّار بطرابلس، وأبو البركات محمد بن موهوب القاضي بمصر، وهو من مواليد صور، وأبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر الصيداوي الفقيه المعروف بعين الدولة، وتقيّة بنت غيث الأرمنازية، وكان ابنها الفقيه علي بن فاضل بن حمدون الصوري يدرس عليه. وتصدّر في جامع عمرو بن العاص بالفسطاط لإقراء القرآن مع المتصدّرين هبة الله الكاملي الصوري، وكان صديقا للسلفي أثناء إقامته بصور، فلم ينقطع السلفي عن زيارته في مصر وكان يأنس به. (انظر: كتابنا: لبنان في العصر الفاطمي- التاريخ الحضاريّ- الحياة الثقافية في صور) .

[1]

هكذا يسمّيه المؤلف- رحمه الله.

ص: 199

وروى عَنْهُ أمم منهم: حمّاد الحَراني، والحافظ عليّ بْن الفضل، والحافظ عَبْد الغنيّ، والحافظ عَبْد القاهر الرُهاوي، وابن راجح، وعبد القويّ بْن الجبّاب، وفرقد الكبانيّ، وعبد الغفّار المحبّلي، ونصر بْن جرو، والفخر الفارسيّ، والشّيخ حَسَن الأدمي، وعيسى بْن الوجيه اللّخميّ، ومحمد بْن عمّاد، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب بْن الشّيرجيّ، وعبد الخالق بْن إِسْمَاعِيل التّنيسيّ، وعليّ بْن رحّال، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد المأمونيّ، ومُرتَضَى بْن أَبِي الجود، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن الصّفراويّ، وأبو الفضل جعفر الهمذانيّ، وإبراهيم ومحمد ابنا عَبْد الرَّحْمَن بْن الجبّاب، وأحمد بن محمد بن الجبّاب، وعبد الرحيم بْن الطُفَيْل، والحسين بْن دينار، وعليّ بْن مختار، ويوسف بْن المخيلي، وظافر بْن شحْم، وعليّ بْن زيد التسَارَسِي [1] ، ومحمد بْن عليّ بْن تاجر عينه، وحمزة بْن أوس الغزّال، وعلي بْن جُبَارة، ويحيى بْن عَبْد العزيز الأغمَاتي، وحسين بْن يوسف الشّاطبيّ، وعبد العزيز بْن النّقّار، ومظفّر بْن الفُوي [2] ، ومنصور بْن الدّماغ، وعليّ بْن مُحَمَّد السّخاويّ، وعليّ بْن عَبْد الجليل الرّازيّ، وأبو الوفاء عَبْد الملك ابْن الحنبليّ، وشُعَيب الزّعفرانيّ، والعَلَم بْن الصّابونيّ، والعزّ بْن روَاحة، وعبد الوهّاب بن رواح، ويوسف بن محمود السّاويّ، وبهاء الدّين بْن الجيِزي، وهبة اللَّه بْن مُحَمَّد ابْن الواعظ. وتُوُفي سنة خمسين وستّمائة، والسّبط.

وبقي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن السفَاقُسي إلى سنة أربعٍ وخمسين، فروى عَن السلَفي «المُسَلْسَل» بأوّل حديثٍ، رَوَاهُ حضورا، ولم يكن عنده سواه. وهو ابْن أخت الحافظ عليّ بْن المفضّل.

أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ، بِنْتِ سَعْدٍ الْخَيِّرِ ح. وَقَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله المخزوميّ، عن فاطمة بنت سعد

[1] التّسارسي: بفتح التاء المشدّدة المثنّاة والسين المهملة، والراء، وسين مهملة أخرى.

(انظر: معجم البلدان) وفيه: تسارس: قصر ببرقة.

[2]

الفوّي: بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة، نسبة إلى فوّة بلدة قريبة من الإسكندرية.

ص: 200

الْخَيِّرِ، قَالَتْ: أَنَا أَبِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمَائَةٍ: حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرِ بْنُ سِلَفَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَأْرَبَعِمَائَةٍ: أَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الثَّقَفِيُّ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْبَلَدِ الرَّائِعِ، وَهُوَ إِصْبَهَانُ، مَتْنُهُ:«إِنَّكُمُ الْيَوْمَ عَلَى دِينٍ وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ» [1] .

ولا أعلم أحدا فِي الدّنيا حدّث نيّفا وثمانين سنة سوى السلَفي. وقد أملى المجالس الخمسة بسَلَمَاس، وعُمره ثلاثون سنة. وعمل «الأربعين البلديّة» الّتي لم يُسْبَق إلى مثلها.

وقد انتخب على غير واحدٍ من شيوخه.

قال الزّاهد أَبُو عليّ الأوقيّ: سمعت السّلفيّ يقول: لي ستّون سنة ما رَأَيْت منارة الإسكندريّة إلَّا من هذه الطّاقة. رواها ابْن النّجّار عَن الأوقيّ.

وقال ابْن المفضّل فِي معجمه: عدّة شيوخ شيخنا السّلفيّ تزيد على ستّمائة نفس بأصبهان. وخرج إلى بغداد وَلَهُ نحو من عشرين سنة أقلّ أو أكثر، ومشيخته البغداديّة خمسة وثلاثون جزءا. وَلَهُ تصانيف كثيرة. وكان يستحسن الشعْر ويَنْظمُه، ويُثيب من يمدحه.

وأخذ الفقه عَن: إلْكِيا أَبِي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد الطّبريّ، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشّاشيّ، وأبي القاسم يوسف بْن عليّ الزّنجانيّ.

والأدب عَن: أَبِي زكريّا التبرِيزي، وأبي الكَرَم بْن فاخر، وعليّ بْن مُحَمَّد القصبجيّ.

وسمعته يقول: مَتَى لم يكن الأصل بخطّي لم أفرح به.

وكان جيّد الضّبط، كثير البحث عمّا يُشْكل عَلَيْهِ. وكان أوحد زمانه فِي علم الحديث، وأعْرَفهم بقوانين الرّواية والتحْدِيث. جمع بين عُلُو الإسناد، وعلوّ الانتقاد، وبذلك كان ينفرد عن أبناء جنسه.

[1] حديث إني مكاثر بكم الأمم، أخرجه النسائي في النكاح 6/ 65، 66 باب: كراهية تزويج العقيم، وابن ماجة في النكاح (1863) باب تزويج الحرائر والولود، وأحمد في المسند 3/ 158 و 245 و 4/ 249 و 251.

ص: 201

وقال ابْن السّمعانيّ فِي «الذّيل» : هُوَ ثقة ورع، متقن، متيقّظ، حافظ، فَهْم، لَهُ حِفْظ من العربيّة، كثير الحديث، حَسَن الفهم والبصيرة فِيهِ.

روى عَنْهُ الحافظ ابْن طاهر فسمعت أَبَا الْعَلَاءِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْحَافِظُ يقول: سمعت مُحَمَّد بْن طاهر المقدسيّ يقول: سمعت أَبَا طاهر الأصبهانيّ، وكان من أهل الصنْعة، يقول: كان أَبُو حازم العبدريّ: إذا رَوَى عَن أَبِي سعد المالِيني يقول: أنبا أَحْمَد بْن حفص الحديثيّ هذا أو نحوه.

وقال الحافظ عَبْد القادر الرّهاويّ: سمعت من يحكي عَن الحافظ ابْن ناصر أنّه قَالَ عَن السّلفيّ: كان ببغداد كأنّه شُعْلة نار فِي تحصيل الحديث.

قال عَبْد القادر: وكان لَهُ عند ملوك مِصْر الجاه والكلمة النّافدة مع مخالفته لهم فِي المذهب. وكان لَا يبدو منه جفوة لأحد، ويجلس للحديث فلا يشرب ماء، وَلَا يَبزق، وَلَا يتورّك، وَلَا يبدو لَهُ قَدَم، وقد جاز المائة.

بلغني أنّ سلطان مِصْر حضر عنده للسّماع، فجعل يتحدّث مع أخيه فَزَبَره وقال: أيش هذا، نَحْنُ نقرأ الحديث وأنتما تتحدّثان؟! قال: وبلغني أنّه فِي مدّة مُقامة بالإسكندريّة، وهي أربعٌ وستّون سنة، ما خرج إلى بستان وَلَا فرجة غير مرةٍ واحدة. بل كان عامّة دهره لازما مدرسَتَه، وما كُنَّا نكاد ندخل عَلَيْهِ إلَّا نراه مطالِعا فِي شيء. وكان حليما، متجمّلا لحُفاظ الغرباء.

وقد سمعت بعض فُضَلاء هَمَذَان يقول: السلَفي أحفظ الحفّاظ.

وحدّث بدمشق، فسمع منه أصحابنا، ولم أظفر بالسّماع منه. وسمعت بقراءته من شيوخ عدّة. ثمّ خرج إلى مِصْر، واستوطن الإسكندريّة، وتزوّج بها امْرَأَة ذات يسار، وحصلت لَهُ ثروة بعد فقرٍ وتصوّف. وصارت لَهُ بالإسكندريّة وجاهة. وبنى لَهُ العادل عليّ بْن إِسْحَاق بْن السّلّار أميرُ مِصْر مدرسة بالإسكندريّة. وحدّثني عَنْهُ أخي وأجاز لي. أنا ابن البطر أَنَا ابْن البيّع، فذكر حديثا، وهو موافقة مُسْلِم من سادس المَحَامِليات.

ص: 202

ثمّ قَالَ: أنشدنا أَبُو سعد السّمعانيّ بدمشق، أنشدنا أَبُو العزّ مُحَمَّد بْن عليّ البُستي: أنشدنا أَبُو طاهر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ لنفسه بميافارِقين:

إنّ علم الحديث عِلْم رجال

تركوا الابتداع للأتباع

فإذا اللّيل جنهُم [1] كتبوه

وإذا أصبحوا غدوا للسماعٍ

[2]

وقلت: أنشَدَناهما أَبُو الْحُسَيْن اليُونيني وأبو عليّ بْن الخلّال قالا:

أنشدنا جَعْفَر بْن عليّ، أنشدنا السّلفيّ، فذكرهما.

وقال الحافظ عَبْد القادر عَنْهُ: وكان آمرا بالمعروف، ناهيا عَن المنكَر، حتّى إنّه كان قد زال من جواره مُنْكَرات كثيرة. ورأيته يوما وقد جاء جماعة من المقرءين بالألحان فأرادوا أن يقرءوا، فمنعهم من ذلك وقال: هذه القراءة بِدْعة. بل اقرأوا ترسّلا، فقرءوا كما أمرهم.

قرأت بخطّ الحافظ عَبْد الغنيّ جزءا فِيهِ نقل خطوط المشايخ للسّلفيّ بالقراءات. وقد قرأ بحرف عاصم على أَبِي سعد المطرّز، وقرأ بحمزة والكِسائي على مُحَمَّد بْن أَبِي نصر القصّار، وقرأ برواية قالون على نصر بْن مُحَمَّد الشّيرازيّ، وبرواية قُنْبُل على عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخِرقي. وقد قرأ عليهم سنة إحدى وتسعين وبعدها.

وقال ابْن نُقْطَة [3] : كان حافظا، ثقة، جَوالًا فِي الآفاق. سَأَلَ عَن أحوال الرجال شجاعا الذُّهلي، والمؤتَمن السّاجيّ، وأبا عليّ البَرَدَاني، وأبا الغنائم النرسِي، وخميسا الحوزيّ.

وحدّثني عبد العظيم المنذريّ الحافظ قال: لمّا أرادوا أن يقرءوا «سُنَن النّسائيّ» على السلَفي أتَوْه بنسخة سعد الخير وهي مصحّحة قد سمعها من

[1] في سير أعلام النبلاء 21/ 36: «فإذا جنّ ليلهم» . والمثبت يتفق مع: الوافي بالوفيات.

[2]

سير أعلام النبلاء 21/ 36، الوافي بالوفيات 7/ 353.

[3]

في التقييد 176.

ص: 203

الدُّوني. فقال: اسمي فِيهَا؟ قَالُوا: لَا. فاجتذبها من يد القارئ بغيظ وقال:

لَا أُحدث إلَّا من أصلٍ فِيهِ اسمي. ولم يُحدث بالكتاب.

وقال لي عَبْد العظيم إنّ أَبَا الْحَسَن المقدسيّ قَالَ: حفظت أسماء وَكَني، وجئت إلى السلَفي فذاكَرتُه بها، فجعل يذكرها من حفْظه، وما قَالَ لي أحسنت. وقال: ما هذا شيء مليح، أَنَا شَيْخ كبير فِي هذه البلدة هذه السّنين لَا يُذاكرني أحدٌ وحِفْظي هكذا.

وقال أَبُو سعد السّمعانيّ: أنشدنا يحيى بْن سعدون النّحويّ بدمشق:

أنشدنا السلَفي لنفسه:

ليس حُسْنُ الحديث قربَ رجالٍ

عند أرباب عِلْمِهِ النقادِ

بل عُلُو الحديثِ عند أولي الإتقان

والحِفظ صحةُ الإسناد

فإذا ما تجمّعا في حديث

فاغتمنه فذاك أقصر المرادِ

[1]

قلت: أنشدنا اليونينيّ، وابن الخلّال قَالَ: أنشدنا جَعْفَر أنشدنا السلَفي فذكرها.

قرأت بخطّ السّيف بْن المجد: سمعت أَحْمَد بْن سلامة النّجّار يقول إنّ الحافظين: عَبْد الغنيّ وعبد القادر، أرادا سماع كِتَاب اللّالكائيّ، يعني «شرح السّنّة» ، على السلَفي، فأخذ يتعلّل عليهما مرّة، ويدافعهما عَنْهُ أخرى بأصل السّماع، حتّى كلّمته امرأته فِي ذلك.

قرأت بخطّ الحافظ عُمَر بْن الحاجب أنّ «معجم السفَر» للسلَفي مشتمِل على ألفَيْ شَيْخ.

وقال الحافظ زكيّ الدّين عبد العظيم: كان السّلفيّ مغرى بجمع الكُتُب والاستكثار منها. وما كان يصل إليه من المال يُخرجه فِي شرائها. وكان عنده خزائن كُتُب، وَلَا يتفرّغ للنّظر فِيهَا. فلمّا مات وجدوا معظم الكتب في

[1] سير أعلام النبلاء 21/ 37.

ص: 204

الخزائن قد عَفنت، والتصق بعضها فِي بعض، لنداوة الإسكندريّة. وكانوا يستخلصونها بالفأس فتلَفَ أكثرها.

أنبأنا أَحْمَد بْن سلامة الحدّاد، عَن الحافظ عَبْد الغنيّ، أنّ السلَفي أنشدهم لنفسه:

ضلّ المجسّم والمعطّل مثله

عَن منهج الحقّ المبين ضلالا

وأتى أماثلهم ينكر لَا رعوا

من مَعْشرٍ قد حاولوا الأشكالا

وعدّوا يقيسون الأمور برأيهم

ويُدلسون على الوَري الأقوالا

فالأوّلون تعدّوا الحَد الَّذِي

قد حُد فِي وصف الإله تعالى [1]

وتصوّروه صورة من جنسنا

جسما، وليس اللَّه عزّ مثالا

والآخرون فعطّلوا ما جاء فِي

القرآن أقبح بالمقال مقالا

وأبوا حديث المصطفى أنْ يقبلوا

ورأوه حَشْوًا لَا يفيد منالا

وهي بضعةٌ وعشرون بيتا.

وله قصيدةٌ أخرى نحو من تسعين بيتا، سمّى فِيهَا أئمّة السّنّة، ورءوس البِدعة، أوردتها فِي ترجمته الّتي أفردتها [2] .

وقال الوجيه عيسى بْن عَبْد العزيز اللّخميّ: تُوُفي الحافظ صبيحة الجمعة خامس ربيع الآخر سنة ستّ وسبعين، وَلَهُ مائة وستّ سنين. ولم يزل يُقرأ عَلَيْهِ الحديث إلى أن غربت الشّمس من ليلة وفاته، وهو يرد على

[1] في الأصل: «تعالا» .

[2]

وأورد القزويني من شعره:

دين الرسول وشرعه أخباره

وأجلّ علم يقتنى آثاره

من كان مشتغلا بها وينشرها

بين البريّة لا عفت آثاره

وأيضا:

كم جئت طولا وعرضا

وجلت أرضا فأرضا

وما ظفرت بخلّ

من غير غلّ فأرضى

(التدوين 2/ 226) .

ص: 205

القارئ اللّحن الخفيّ، وصلّى يوم الجمعة الصّبح عند انفجار الفجر، وتُوُفي بعدها فجأة.

قلت: قد اضطرب قول السلَفي فِي مولده. وقد ذكرنا قوله للحافظ عَبْد الغنيّ إنّه كان ابْن نحو عشر سِنين وقت قُتِلَ نظام المُلْك، فيكون مولده على هذا القول فِي حدود سنة خمسٍ وسبعين.

وقال الْإِمَام شهاب الدّين أَبُو شامة: سمعت الْإِمَام عَلَم الدّين السَخَاوي يقول: سمعت أَبَا طاهر السلَفي يوما وهو ينشد لنفسه شعرا قاله قديما، وهو:

أَنَا من أهل الحديث وهم خير فِئَهْ

جُزْت تسعين وأرجو أن أجوز مائه

فقيل لَهُ: قد حقّق اللَّه رجاءك. فعلمت أنّه قد جاوز المائة. وذلك فِي سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.

وقال مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ التّجيبيّ الأندلسيّ: سمعت الحديث على السلَفي، ووجدت بخطّه: مولدي بأصبهان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة تخمينا لَا يقينا.

وقال قاضي القضاة ابْن خَلكان [1] : كانت ولادة السّلفيّ سنة اثنتين وسبعين تقريبا.

قال: وجدت العلماء بالدّيار المصريّة من جملتهم الحافظ زكيّ الدّين عَبْد العظيم يقولون فِي مولده هذه المقالة.

قال: ثمّ وجدت فِي كِتَاب «زهر الرياض» لجمال الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد المجيد الصفْراوي يقول: إنّ السلَفي كان يقول: مولدي- بالتّخمين لَا باليقين- سنة ثمانٍ وسبعين.

قد شذَّ الصفْراوي عَن الجماعة بهذا القول، والسلَفي فقد جاوز المائة بلا ريب. وقد طلب الحديث، وكتب الأجزاء، وقرأ بالروايات في سنة تسعين

[1] في وفيات الأعيان 1/ 106، 107.

ص: 206

وبعدها، فقد حكى الحافظ عَبْد الغنيّ أنّه حدّث سنة اثنتين وتسعين، وما فِي وجهه شعرة، وأنّه كان ابْن سبع عشرة سنة أو نحوها، ولكنّه اختلف قوله، فتارة قَالَ سنة اثنتين وسبعين تقريبا، وتارة يقول فِي سنة خمسٍ وسبعين تقريبا، وهذا تبايُن ظاهر [1] .

195-

أَحْمَد بْن أَبِي الوفاء [2] .

الصّائغ الحنبليّ.

قد ذُكِر فِي العام الماضي. وقيل: تُوُفي فِي هذا العام.

196-

إِبْرَاهِيم بْن عليّ بْن مواهب [3] .

أَبُو إِسْحَاق ابْن الزّرّاد، الأزَجي، البزّاز.

روى عَن: أَبِي الغنائم النرْسي.

سمع منه: أَبُو سعد السّمعانيّ.

وتُوُفي فِي رجب.

197-

أيّوب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن أيّوب.

أَبُو مُحَمَّد الغافقيّ، المعروف بابن نوح، وهو لَقَب جدّهم وهْب بْن أيّوب لُقب به لكثرة أولاده.

كان أَبُو مُحَمَّد من رؤساء سَرَقُسْطَة.

روى عَن: أَبِيهِ مُحَمَّد، وأبي زيد بْن الورّاق، وأبي مروان بْن الصّيقل، وجماعة.

وأخذت الروم سَرَقُسطَة فخرج منها سنة اثنتي عشرة إلى طرطُوشَة، ثمّ سكن غُرْناطة، ولقي أَبَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي الخصال، وكتب عَنْهُ خطَبَه الّتي عارض بها ابْن نُباته. ثمّ كَر إلى بَلَنسِية فسكنها، وولي قضاء جزيرة سَقر بعد أَبِيهِ. ونسخ عِلما كثيرا، وجمع شيئا من التّاريخ رَوَاهُ عَنْهُ ابنه القاضي أَبُو

[1] كتب بعضهم على هامش الأصل: «إذا قال تقريبا فقد ارتفع التباين» .

[2]

تقدّم برقم (143) .

[3]

تقدّم برقم (145) .

ص: 207