المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حرف العين - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٠

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الأربعون (سنة 571- 580) ]

- ‌الطبقة الثامنة والخمسون

- ‌سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

- ‌[جلوس ابْن الجوزي تحت المنظرة]

- ‌[القبض على أستاذ الدار صندل]

- ‌[زواج بنت ابْن الجوزيّ]

- ‌[كلام ابْن الجوزيّ تحت المنظرة]

- ‌[كثرة الرفض]

- ‌[خروج المستضيء إلى كشكه]

- ‌[ولاية المخزن]

- ‌[وليمة الوزير ابْن رئيس الرؤساء]

- ‌[الفتنة بِمَكَّةَ]

- ‌[وقعة تلّ السلطان]

- ‌[فتوحات صلاح الدين]

- ‌[كتاب فاضليّ إلى الخليفة]

- ‌[استعراض صلاح الدين ذخائر ابْن حسّان]

- ‌[جرح السلطان من الحشيشية]

- ‌[منازلة حلب]

- ‌[كسوف الشمس]

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

- ‌[وعظ ابْن الجوزيّ]

- ‌[عرس ابْنَة ابْن الجوزيّ]

- ‌[نقص دجلة]

- ‌[البَرَد فِي بغداد]

- ‌[وعظ ابْن الجوزي بجامع القصر]

- ‌[وقعة السلجوقي الطامع بالسلطنة]

- ‌[الزلزلة بالريّ وقزوين]

- ‌[معاقبة الطحّان]

- ‌[جلوس ابْن الجوزيّ]

- ‌[وقعة الكنز]

- ‌[أخذ صلاح الدين منبج]

- ‌[مصالحة صلاح الدين حلب]

- ‌[تخريب مصياف]

- ‌[بناء سور مِصْر]

- ‌[سماع السلطان من السلَفيّ]

- ‌[بناء تربة الشافعيّ]

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

- ‌[العفو عن تتامش]

- ‌[وعظ ابْن الجوزيّ]

- ‌[فتوى لابن الجوزيّ]

- ‌[تكلُم ابْن الجوزيّ]

- ‌[بناء مسجد عظيم ببغداد]

- ‌[هبوب الريح ببغداد]

- ‌[وقوع البَرَد]

- ‌[اغتيال الوزير ابْن رئيس الرؤساء]

- ‌[حجابة ابْن طلحة الباب]

- ‌[فتنة اليهود]

- ‌[خروج لصوص من الحبس]

- ‌[وقعة الرملة]

- ‌[نزول الفرنج على حماه]

- ‌[عصيان ابْن المقدّم ببعلبكّ]

- ‌[كتاب ابْن المشطوب بقتلى الفرنج]

- ‌[مطالعة القاضي الفاضل بقتل الوزير]

- ‌سنة أربع وسبعين وخمسمائة

- ‌[جلوس ابْن الجوزي فِي عاشوراء]

- ‌[كسوف القمر والشمس]

- ‌[ولادة ثلاثة توائم]

- ‌[تجديد قبر أَحْمَد بْن حنبل]

- ‌[تكلّم ابْن الجوزي فِي جامع المنصور]

- ‌[إطلاق تتامش]

- ‌[عمل الدكَّة بجامع القصر]

- ‌[حديث ابْن الجوزي عَن نفسه]

- ‌[حكاية ابْن الجوزيّ عَن الرشيد]

- ‌[ظهور مشعبذ]

- ‌قَتل ابْن قرايا الرافضيّ]

- ‌[امتناع الركب العراقيّ]

- ‌[هبوب ريح وظهور نار ببغداد]

- ‌[جلوس ابْن الجوزي يوم عَرَفَة]

- ‌[اجتماع الفرنج عند حصن الأكراد]

- ‌[تسلّم صلاح الدين بعلبكّ]

- ‌[قتْل هنفري الفرنجي]

- ‌[غارة البرنس على شيزر]

- ‌[غارة صاحب طرابلس]

- ‌[إنعام السلطان على الملك المظفّر]

- ‌[إنشاء سور القاهرة]

- ‌[ختام كِتَاب المنتظم]

- ‌سنة خمس وسبعين وخمسمائة

- ‌[الظفر بذيل كِتَاب المنتظم]

- ‌[وصول البشارة إلى بغداد بكسر الفرنج]

- ‌[وقعة مرج العيون]

- ‌[الظّفر ببطستين للفرنج]

- ‌[انهزام سلطان الروم أمام المظفّر تقيّ الدين]

- ‌[وصول بعض أسرى الروم والغنائم إلى بغداد]

- ‌[حجوبيّة ابْن الدارع]

- ‌[وصول ابْن الشهرزوريّ رسولا إلى بغداد]

- ‌[عزل ابن الزّوال عن النقابة بالزينبيّ]

- ‌[الإرجاف بموت الخليفة]

- ‌[التوقيع بولاية العهد]

- ‌[امتلاك الكردي قلعة الماهكي]

- ‌[وفاة الخليفة المستضيء]

- ‌[خلافة الناصر لدين اللَّه]

- ‌[القبض على ابْن العطار]

- ‌[الخلعة بإمرة الحاجّ]

- ‌[هتك ابْن العطار بَعد وفاته]

- ‌[الوَباء والغلاء ببغداد]

- ‌[إرسال الخِلَع إلى ملوك الأطراف]

- ‌[الزلزلة ببلاد الجبل]

- ‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

- ‌[عزل وتولية في نيابة الوزارة]

- ‌[صلاة الناصر بجامع الرصافة]

- ‌[قدوم رسول الملك طغرل]

- ‌[القبض على ابْن الوزير]

- ‌[وصول أمير الحاجّ]

- ‌[خروج صلاح الدين لمحاربة الأرمن]

- ‌[وصول الخِلَع إلى صلاح الدين]

- ‌[من كِتَاب صلاح الدين إلى الخليفة الناصر]

- ‌[سماع صلاح الدين «الموطّأ» فِي الإسكندرية]

- ‌[تقليد الخليفة البلادَ لصلاح الدين]

- ‌[وصول رسول ابْن عبّاد]

- ‌[ركوب الخليفة الدَسْت]

- ‌[إقطاع طغرل البصرة]

- ‌[خروج الخليفة للصيد]

- ‌[نيابة فرّخ شاه دمشق]

- ‌سنة سبع وسبعين وخمسمائة

- ‌[تخريب بلاد الكَرَك]

- ‌[ركوب الخليفة فِي موكب]

- ‌[معاتبة صلاح الدين على تسمّيه بالناصر]

- ‌[أخْذ عزّ الدين حلب]

- ‌[مقايضة سنجار بحلب]

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

- ‌[رخاء الأسعار بالعراق]

- ‌[الوثوب على صاحب قلعة الماهكيّ]

- ‌[الكتابة إلى صلاح الدين بالرحيل عَن الموصل]

- ‌[فتح بلد كبير بالروم]

- ‌[فتح حرّان وسروج وسنجار وغيرها]

- ‌[ملْك صلاح الدين حلب]

- ‌[الخِلْعة بشرف الفتوّة]

- ‌[الخروج الأخير لصلاح الدين من مِصْر]

- ‌[دخول سيف الْإِسْلَام اليمن]

- ‌[وفاة فرّوخ شاه]

- ‌سنة تسع وسبعين وخمسمائة

- ‌[قدوم رسول ملك مازندران إلى الخليفة]

- ‌[قتل مُستفتٍ سَبّ الشافعيّ]

- ‌[القبض على مجاهد الدين قايماز وإعادته]

- ‌[مجيء الرُسلية إلى صلاح الدين]

- ‌[الفراغ من رباط المأمونيّة]

- ‌[قدوم الخُجَنْدي للحجّ]

- ‌[كتاب فاضليّ إلى الديوان بتشتيت الفرنج]

- ‌[تسلُم صلاح الدين حلبا]

- ‌[أخْذ الغوري ملك الهند غَزْنَة]

- ‌[عودة الرسليّة بالتقدمة إلى بغداد]

- ‌[وفاة نائب الوزارة وولاية ابْن صدقة]

- ‌[ولاية الحجابة]

- ‌[وفاة شَيْخ الشيوخ وبشير]

- ‌[منازلة صلاح الدين حلبا وتسلّمها]

- ‌[البشارة بفتح القدس]

- ‌[كتاب فاضلي بإبطال المكس بالرَّقة]

- ‌[محاصرة السلطان الكَرَك]

- ‌[نيابة الملك المظفّر بمصر]

- ‌سنة ثمانين وخمسمائة

- ‌[جَعْلُ مشهد الكاظم أمنا]

- ‌[موت رَجُل راهن على دفنه نصف يوم]

- ‌[كِتَابُ السُّلْطَانِ بِمَحَاسِنِ دِمَشْقَ]

- ‌[مهاجمة السلطان نابلس]

- ‌[منازلة الكَرَك]

- ‌[خروج ابْن غانية الملثّم بالمغرب]

- ‌[إقامة الخطبة العباسية بإفريقية]

- ‌[منازلة السلطان الكَرَك]

- ‌[حصار الكَرَك فِي كِتَاب للعماد]

- ‌[وفاة رسولي الخليفة بالشام]

- ‌[الإذْن للجيوش بالعودة إلى أوطانها]

- ‌[خِلْعة السلطان على صاحب حصن كيفا]

- ‌[كتابة منشور لصاحب إربل]

- ‌[خروج السلطان بقصْد الموصل]

- ‌[وفاة صاحب ماردين]

- ‌المتوفّون في هذه الطبقة

- ‌سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الظاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الدال

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف لام ألِف

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة أربع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة خمس وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الشين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ست وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الغين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف النون

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة سبع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الياء

- ‌الكنى

- ‌سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الخاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الفاء

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة تسع وسبعين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف التاء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف الطاء

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الكاف

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الياء

- ‌سنة ثمانين وخمسمائة

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الباء

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف الميم

- ‌ حرف الهاء

- ‌ حرف الواو

- ‌ حرف الياء

- ‌المتوفون على التخمين

- ‌ حرف الألف

- ‌ حرف الحاء

- ‌ حرف الزاي

- ‌ حرف السين

- ‌ حرف الصاد

- ‌ حرف العين

- ‌ حرف القاف

- ‌ حرف الميم

- ‌الكنى

الفصل: ‌ حرف العين

أَبُو مُحَمَّد التُركي، من شَيْوخ بغداد.

سمع: أَبَا القاسم الرَّبعي، وابن بدران الحلوانيّ.

روى عَنْهُ: ابْن الأخضر، ومنصور بْن السَّكَن، وغيره.

تُوفي فِي ذي الحِجّة.

-‌

‌ حرف العين

-

5-

عَبْد اللَّه بْن حمزة بْن مُحَمَّد بْن سماوة.

أَبُو الفَرَج الكرْماني، ثمّ الجيرُفْتي [1] ، ثمّ الدّمشقيّ.

تفقّه على جمال الْإِسْلَام السُلمي، وولي خطابة دُومَة [2] زمانا.

وروى عَن جمال الْإِسْلَام.

روى عنه: أبو المواهب بن صصرى، وقال: كان ثقة صالحا.

تُوفي فِي ربيع الآخر وهو فِي عَشْر الثّمانين.

وروى عَنْهُ أَيْضًا أَبُو القاسم بن صصرى.

6-

عبد الله بن محمد بْن سهل [3] .

أَبُو مُحَمَّد الغَرْناطي الضّرير، المقرئ. ويُعرف بوجه نافخ.

أخذ القراءات عَن أَبِي مُحَمَّد بْن دُري ولازمَه.

وعن عَبْد الرحيم بْن الفَرَس.

وسمع منهما، ومن: غالب بْن عطيّة، وجماعة.

وأجاز لَهُ أَبُو عليّ بْن سُكَّرة، وغيره.

قال الأبّار: كان بارعا فِي العربيّة.

حدّث عَنْهُ: ابنه أَبُو عَبْد اللَّه، وابن عيّاد.

[1] الجيرفتيّ: بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء وسكون الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف. هذه النسبة إلى جيرفت، وهي إحدى بلاد كرمان. (الأنساب 3/ 408، 409) .

[2]

دومة: بالضم، من قرى غوطة دمشق. (معجم البلدان 2/ 486) .

[3]

انظر عن (عبد الله بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.

ص: 67

وتُوفي فِي ذي القعدة.

7-

عَبْد الحقّ بْن سُلَيْمَان [1] .

أَبُو عَبْد اللَّه القيسيّ، التّلمسانيّ، قاضي تلْمِسان.

سمع: القاضي أَبَا بَكْر بْن العربيّ، وغيره.

قال الأبّار: كان جليل القدر، عظيم الوجاهة، يستظهر «مقامات الحريريّ» ، ثمّ تزهَّد ورفض الدُنيا، وحجّ وجاور، وأجهد نفسه صلاة وصوما وَطَوَافًا.

تُوفي بالمدينة النّبويّة كهلا.

- عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَفِ اللَّه بْن عطية.

فِي المتوفّين تقريبا.

8-

عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد [2] .

أَبُو مُحَمَّد السُلمي، المِكْناسي، الكاتب، الأديب.

قال الأبار: خُتِمت به البلاغة بالأندلس، ورأسَ فِي الكتابة. وديوان رسائله بأيدي النّاس يتنافسون فِيهِ.

وكتب لأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سعد، وغيره من الأمراء.

وتُوفي كهْلًا [3] رحمه الله.

9-

عثمان بْن عَبْد الملك [4] .

اللخمي، الصفار، الواعظ.

[1] انظر عن (عبد الحقّ بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 567، والوافي بالوفيات 18/ 258 رقم 309، وبغية الوعاة 2/ 89، 90.

[3]

وقع في بغية الوعاة أنه توفي سنة 591 هـ.

[4]

انظر عن (عثمان بن عبد الملك) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 112 رقم 970، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار (مصوّرة المجمع العلمي العراقي عن نسخة الظاهرية) ورقة 125، 126، و (المطبوع) 2/ 211، 212 رقم 439.

ص: 68

سمع: أَبَا الْحَسَن بْن العلّاف، وابن فتحان الشّهرزوريّ، وابن بيان.

روى عَنْهُ: ابْن الأخضر، وغيره.

10-

عليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن عيسى بْن سعد الخير [1] .

أبو الحسن البلسيّ الْأَنْصَارِيّ، النّحويّ.

قال الأبّار [2] : سمع من أَبِي مُحَمَّد النّيليّ، وأبي الوليد بْن الدّبّاغ.

ولازم أَبَا الْحَسَن بْن النّعمة وتأدّب به، وكان عالما بالعربيّة واللّغة، إماما فِي ذلك. أقرأها حياته كلّها.

وكان بارع الخطّ، كاتبا بليغا، شاعرا مُجِيدًا، مولّدا. وكانت فِيهِ غَفْلة معروفة، وَلَهُ مُصَنف على كِتَاب «الكامل» للمبرّد، وغير ذلك [3] .

[1] انظر عن (علي بن إبراهيم) في: صلة الصلة لابن الزبير 91، وتكملة الصلة لابن الأبّار، رقم 1867، وتحفة القادم 51، ورايات المبرّزين 78، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، السفر 5 ق 1/ 187- 191 رقم 372، والمغرب 2/ 317، وزاد المسافر، رقم 55، ونفح الطيب 4/ 305 و 5/ 137، 139، وفوات الوفيات 2/ 38، 39، وكشف الظنون 581 و 603، ومعجم المؤلفين 7/ 8.

[2]

في تكملة الصلة.

[3]

وقال ابن عبد الملك المراكشي: وكان إماما متقدّما بارعا في علوم اللسان نحوا ولغة وأدبا، وأقرأ ذلك عمره كله، كاتبا بليغا، شاعرا مجيدا، بديع التشبيه، عجيب الاختراع والتوليد، أنيق الخط- كتب الكثير وأتقن ضبطه وجوّده، وعني بالعلم طويلا. وكانت فيه غفلة شديدة عرف بها وشهرت عنه.. وله مصنّفات منها:«اختصاره العقد» ، ومنها جمع طرر أبي الوليد الوتشي وأبي محمد ابن السيد على «الكامل» إلى زيادات من قبله عليهما وسمّاه ب «القرط» ، ومنها:«إكمال شرح أبي محمد بن السيد على الجمل من حيث انتهى إليه وتوفي عنه وذلك مما بعد باب الندبة إلى آخر الكتاب» . ومنها كتاب «مشاهير الموشحين بالأندلس» وهم عشرون رجلا ذكرهم بحلاهم ومحاسنهم على طريقة الفتح في «المطمح» و «القلائد» ، وابن بسام في «الذخيرة» ، وابن الإمام في «سمط الجمان» إلى غير ذلك من تقاييده وإملاءاته النبيلة المفيدة، ومن شعره ما أنشدناه:

يا لاحظا تمثال نعل نبيّه

قبّل مثال النعل لا متكبرا

والثم به فلطالما عكفت به

قدم النبيّ مروّحا ومبكرا

أوما ترى أنّ الشجيّ مقبّل

طللا وإن لم يلف فيه مخبرا

وله مقطّعات أخرى. انظر: الذيل والتكملة 5 ق 1/ 188، 189.

ص: 69

تُوفي بإشبيليّة فِي ربيع الأوّل. وقيل: تُوفي سنة سبعين.

11-

علي بْن الْحَسَن بْن هبة اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحُسَيْن [1] .

الحافظ الكبير أَبُو القاسم، ثقة الدّين ابْن عساكر الدّمشقيّ، الشّافعيّ، صاحب «تاريخ دمشق» .

أحد الأعلام في الحديث.

[1] انظر عن (ابن عساكر) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 274- 280، والمنتظم 10/ 261 رقم 356 (18/ 224، 225 رقم 4310) ، ومعجم الأدباء 13/ 73- 88، ومعجم البلدان 1/ 454، والتقييد لابن نقطة 405، 406 رقم 538، وذيل تاريخ دمشق (انظر فهرس الأعلام) 377، والروضتين ج 1/ 2/ 667، وجامع المسانيد للخوارزمي 2/ 539، ومرآة الزمان 336، 337، ووفيات الأعيان 3/ 309- 311، والمختصر في أخبار البشر 3/ 59، ودول الإسلام 2/ 85، والعبر 4/ 212، 213، وسير أعلام النبلاء 20/ 554- 571 رقم 354، وتذكرة الحفاظ 4/ 1328- 1334، والإعلام بوفيات الأعلام 235، والمختصر المحتاج إليه 3/ 121، 122، وبدائع البدائه 17، 892، 98، 125، 128، 168، والمعين في طبقات المحدّثين 173 رقم 1856، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 186- 189 رقم 141، وتاريخ ابن الوردي 2/ 87، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 7/ 215- 223، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 216، 217 رقم 838، ومرآة الجنان 3/ 393- 396، والبداية والنهاية 12/ 294، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) 135 ب- 137 أ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 345، 346 رقم 311، وذيل التقييد لقاضي مكة 2/ 188 رقم 1407. وتاريخ الخميس 2/ 409، والنجوم الزاهرة 6/ 77، وطبقات الحفاظ 474، 475، وتاريخ الخلفاء 448، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 100، 101، ومفتاح السعادة 1/ 266، 267 و 2/ 267 و 2/ 352، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 142 (570 هـ.) ، وكشف الظنون 54، 57، 103، 162، 294، 340، 342، 526، 574، 974، 1736، 1747، 1836، وشذرات الذهب 4/ 229، 240، وهدية العارفين 1/ 701، 702، وإيضاح المكنون 1/ 224، وديوان الإسلام 3/ 334- 336 رقم 1511، ومنتخبات التواريخ لدمشق 478، 479، ومعجم المطبوعات العربية 181، 182، وكنوز الأجداد 306- 313، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 69- 73، ومعجم المؤلفين 7/ 69، 70، والأعلام 4/ 273، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2/ ج 3/ 34- 36 رقم 718، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 130 رقم 1059، وانظر كتاب: ابن عساكر، الّذي أصدرته وزارة التعليم العالي بالجمهورية العربية السورية بمناسبة مرور 900 سنة على ولادته، فهو يضم مصادر ترجمته وأبحاثا كبيرة عنه، وعن تاريخ دمشق، منها بحث لنا.

ص: 70

ولد في مستهلّ سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

وسمّعه أخوه الصائِن هبة اللَّه سنة خمسٍ وخمسمائة وبعدها من:

الشّريف أَبِي القاسم النّسيب، وأبي القاسم قوام بْن زيد، وأبي الوحش سُبَيع بْن قيراط، وأبي طاهر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الحِنائي، وأبي الْحَسَن بْن الموازينيّ، وأبي الفضائل الماسح، ومحمد بْن عليّ المصّيصيّ.

ثمّ سمِع بنفسه من: أَبِي مُحَمَّد بْن الأكفانيّ، وأبي الْحَسَن بْن قُبيْس المالكي، وعبد الكريم بْن حَمْزَة، وطاهر بْن سهل، ومَن بعدهم.

ودخل إلى بغداد سنة عشرين، فأقام بها خمس سِنين.

وحجَّ فِي سنة إحدى وعشرين، فسمع بِمَكَّةَ من: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الغَزال [1] الْمَصْرِيّ صاحب كريمة المَرْوَزِية.

وسمع ببغداد من: أَبِي القاسم بْن الحُصَيْن، وأبي الْحَسَن الدينَوري، وأبي العزّ بْن كادش، وقُرَاتكين بْن أسعد، وأبي غالب بن البنّاء، والبارع أَبِي عَبْد اللَّه الدّبّاس، وهبة اللَّه الشُروطي، وخلق كثير.

وعلّق «مسائل الخلاف» على أَبِي سعد إِسْمَاعِيل بْن أَبِي صالح المؤذّن.

ولازَم الدرْس والتّفقّه بالنّظاميّة، ورجع بِعلْمٍ جَمٍّ وسماعات كثيرة.

وسمع بالكوفة من: عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العلويّ.

ثمّ رحل سنة تسع وعشرين على أذَرْبيجان إلى جُرْجان، وجالَ فِي بلادها، ودخل إلى أصبهان، وبقي فِي هذه الرحلة نحو أربع سنين، فسمع:

أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفضل الْفُرَاوِيّ [2] ، وعبد المنعم بْن القشَيري، وهبة اللَّه السّيّديّ [3] ، وتميم بْن أَبِي سعيد الجرجانيّ الهرويّ، ويوسف بن أيّوب

[1] الغزال: بتخفيف الزاي. (المشتبه في الرجال 2/ 484) .

[2]

الفراوي: بضم الفاء وفتح الراء بعدهما الألف وفي آخرها الواو. هذه النسبة إلى فراوة وهي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم يقال لها: رباط فراوة. (الأنساب 9/ 256) .

[3]

بفتح السين المهملة وتشديد الياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الدال المهملة. هذه النسبة إلى السيّد. (الأنساب 7/ 217) .

ص: 71

الزّاهد، وزاهر بْن طاهر الشّحّاميّ، والحسين بْن عَبْد الملك الأديب، وسعيد ابْن أَبِي الرجاء، وغانم بْن خَالِد، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، والموجودين فِي هذا العصر.

وخرَّج أربعين حديثا فِي أربعين بلدا كالسّلفيّ. وعدّة شيوخه ألف وثلاثمائة شَيْخ وثمانون امْرَأَة ونيّف. وحدّث بخُراسان، وأصبهان، وبغداد.

وسمع منه الكبار: كالحافظ أَبِي العلاء الهَمَذَاني، والحافظ أبي سعد السَّمعاني.

وصنّف التّصانيف المفيدة، ولم يكن فِي زمانه أحفظ وَلَا أعرف بالرجال منه. ومن تصفَّح تاريخه علم قدْر الرحلة.

وأجاز لَهُ من الكبار: أَبُو الْحَسَن بْن العلاف، وأبو القاسم بْن بيان، وأبو عليّ بْن نبهان، وأبو الفتح أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحدّاد، وغانم البرجيّ، وأبو بَكْر عَبْد الغفّار الشيرُوِي، وأبو عليّ الحدّاد، وأبو صادق مرشد بْن يحيى، وأبو عَبْد اللَّه الرازي، وطائفة.

روى عَنْهُ: ابنه القاسم، وبنو أخيه فخر الدّين أَبُو منصور، وتاج الأمَناء، وزين الأمَناء عَبْد الرحيم، وعزّ الدّين النّسّابة ابْن تاج الأمناء، والحافظ أَبُو المواهب بْن صَصْرَى، وأخوه أَبُو القاسم الْحُسَيْن، والقاضي أبو القاسم بن الحرستانيّ، وأبو جعفر القرطبيّ، والحافظ عبد القادر، وأبو الوحش عَبْد الرَّحْمَن بْن نسيم، والحسن بْن عليّ الصّيقليّ، وصالح بْن فلاح الزّاهد، وظهير الدِّين عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحمن بْن سلطان القُرشي، وأبو العزّ مظفّر بْن عقيل الشّيبانيّ العقّار والد النّجيب، والصّائن نصر اللَّه بْن عَبْد الكريم بْن الحَرَستاني، والبدر بْن يونس بْن مُحَمَّد الفارقيّ الخطيب، والقاضي أَبُو نصر بْن الشّيرازيّ، ومحمد ابْن أخي الشَّيْخ أبي البيان، وعبد القادر بن الحسين البغداديّ، ونصر اللَّه بْن فتيان، وإبراهيم وعبد العزيز ابنا الخُشُوعي، ويونس بْن منصور السّقبانيّ، وإدريس بْن الخَضِر الشيبانيّ، ومحمد بْن رومي الحردانيّ، وحاطب بْن عَبْد الكريم المِزي، وذاكر بْن عَبْد الوهّاب السّتيانيّ،

ص: 72

وذاكر اللَّه بْن أَبِي بَكْر الشّعيريّ، ومحمد بْن غسّان، ومحمد بْن عَبْد الكريم بْن الهادي، والمسلم بْن أَحْمَد المازنيّ، وعبد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الدّجاجيّة، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد المؤمن زُرَيق العطّار، وشعبان بْن إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن أَحْمَد بْن زُهَير، ومحمود بْن خطير الدّارانيّون، وعبد الرَّحْمَن بْن راشد البيت سَوَائي [1] ، ونجم الأمْناء عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ الْأَزْدِيّ، وعمر بْن عَبْد الوهّاب بْن البرادعيّ، وعتيق السّلمانيّ، وبهاء الدّين عليّ بْن الجمّيزيّ، وعبد المنعم بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي المضاء نزيل حماه، ومات فِي آخر سنة أربع وأربعين، والرشيد أَحْمَد بْن مَسْلَمَة، وعبد الواحد بْن هلال، وخلْق آخرهم وفاة أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن المسلم بْن علّان.

وقد رَوَى عَنْهُ الكثير أَبُو سعد السّمعانيّ، ومات قبل ابْن علّان بتسعين سنة. فمن تصانيفه:«التّاريخ» [2] ثمانمائة جزء

[1] البيت سوائيّ: بالفتح والقصر. (معجم البلدان 1/ 521) وهي من بلدان الشام.

[2]

وهو: «تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأماثل، أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها» .

وهو من أعظم كتب التراجم وأضخمها، بل هو أوعى كتاب في تاريخ المدن على الإطلاق، من ثمانين مجلّدا، على نسق «تاريخ بغداد» للخطيب ولكنّه أعمّ وأشمل. وقد اتخذ ابن عساكر من دمشق عنوانا للكتاب لأنها عاصمة بلاد الشام وقاعدتها، ولكنه أحاط بتراجم كلّ من أخرجته المدن والبلدان والقرى الشامية على اتساع رقعتها والتي كانت تشتمل في عصره على: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وكل من دخلها من علماء العالم الإسلامي، وخصّص المجلّد الأخير من الكتاب لتراجم النساء، ورتّب التراجم على الحروف مع مراعاة الاسم الثاني والثالث، وابتدأ بمن اسمه «أحمد» تيمّنا باسم النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم تقتصر تراجمه على الأعلام في العصر الإسلامي، بل عرض لعدّة أعلام من السابقين للإسلام بزمان طويل.

ويتبنى «مجمع اللغة العربية بدمشق» مشروع طبع هذا السفر العظيم، وهو قمين بهذه المهمّة الجليلة التي تتطلّب حشد الطّاقات العلمية والتفرّغ لإخراج هذا الكتاب الموسوعيّ الضخم في أقرب وقت ليعمّ نفعه ويفيد من معينة الباحثون، حيث لم ينشر منه حتى الآن ونحن في سنة 1415 هـ. / 1995 م. سوى أقل من ربع أجزائه.

فقد صدر المجلّد الأول سنة 1951، والقسم الأول من المجلّد الثاني سنة 1954 بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، وصدر المجلّد العاشر سنة 1963 بتحقيق الشيخ محمد-

ص: 73

_________

[ (-) ] أحمد دهمان، ويتضمّن تراجم حرف الباء والتاء وأول الثاء (بسر بن أبي أرطاة- ثابت بن أقرم) . وصدر في أواخر 1976 مجلّد بتحقيق المرحوم الدكتور شكري فيصل، ويتضمّن تراجم حرف العين المتلوة بالألف (عاصم بن بهدلة- عائذ بن محمد)، وصدر سنة 1981 مجلّد بتحقيق الأستاذين: مطاع الطرابيشي وسكينة الشهابي، وفيه من ترجمة (عبد الله بن جابر) حتى (عبد الله بن زيد) . ثم صدر المجلّد الأخير من الكتاب المتضمّن لتراجم النساء، في سنة 1982 بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي. وفي سنة 1982 صدر مجلّد آخر بتحقيق الدكتور شكري فيصل والأستاذين رياض مراد وروحية النحاس، وفيه تراجم (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوّب) .

وفي سنة 1984 صدر بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي المجلّد الخاصّ بترجمة الخليفة (عثمان بن عفان) رضي الله عنه، والقسم الأول من السيرة النبويّة بتحقيق عبد الغني الدقر ومراجعة مطاع الطرابيشي، ويبدأ بترجمة (أحمد بن عتبة) وينتهي بترجمة (أحمد بن محمد بن المؤمّل) .

وفي سنة 1986 صدر المجلّد (34) بتعليق مطاع الطرابيشي، ويبدأ من ترجمة (عبد الله بن سالم) وينتهي بترجمة (عبد الله بن أبي عائشة) وصدر المجلّد (38) بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي، ويبدأ بترجمة (عبد الله بن قيس) وينتهي بترجمة (عبد الله بن مسعدة) ، وصدر المجلّد (39) بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي، يبدأ بترجمة (عبد الله بن مسعود) وينتهي بترجمة (عبد الحميد بن بكار) .

وكان المجمع أصدر في سنة 1978 مجلّدا مصوّرا دون تحقيق عن نسخة مكتبة ليننغراد بموسكو، وفيها تراجم بعض العبادلة، يبدأ بترجمة (عبد الله بن عمران) وينتهي بترجمة (عبد الله بن قيس) .

وصدر في بيروت سنة 1975 عن دار التعارف للمطبوعات مجلّدان يتناولان ترجمة (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه، بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي.

وفي سنة 1982 نشرت مؤسسة الرسالة في بيروت جزءا خاصّا بترجمة «الزّهري» ، بتحقيق شكر الله بن نعمة الله قوجاني.

ثمّ نشرت مؤسسة الرسالة أيضا المجلّد الخاص بترجمة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، بتحقيق الباحثة سكينة الشهابي.

وقد قام المرحوم الشيخ عبد القادر بدران باختصار التاريخ وتهذيبه، فصدر منه سبعة أجزاء بعنوان (تهذيب تاريخ دمشق الكبير) .

وبين سنتي 1984- 1988 صدر من دار الفكر بدمشق (مختصر تاريخ دمشق) لابن منظور، في (29) مجلّدا، وهو بتحقيق عدّة أساتذة.

ثم قامت مؤسسة الرسالة ببيروت بتصوير التاريخ الكبير عن أصله المخطوط ونشرته دون تحقيق. -

ص: 74

و «الموافقات» [1] اثنا وسبعون و «الأطراف الّتي للسّنن» [2] ثمانية وأربعون جزءا، و «عوالي مالك» أحد وثلاثون جزءا، و «التّالي لحديث مالك العالي» تسعة عشر جزءا، و «غرائب مالك» [3] عشرة أجزاء، «ومعجم [4] القرى والأمصار» جزء، و «معجم شيوخه» اثنا عشر جزءا، و «مناقب الشّبّان» خمسة عشر جزءا، و «فضل أصحاب الحديث» أحد عشر جزءا، و «السّباعيّات» سبعة أجزاء، وكتاب «تبيين كذِب المفتري فيما نُسِب إلى الأشعريّ» [5] مجلّد، و «السّلسلات» له مجلّد [6] ، وكتاب «فضل الجمعة» مجلّد، و «الأربعون الطّوال» ثلاثة أجزاء، و «عوالي شعبة» مجلّد، و «كتاب الزّهادة في ترك الشّهادة» [7] مجلّد، و «عوالي الثّوريّ» مجيلد، و «الأربعون الجهاديّة» ، و «الأربعون البلديّة» ، و «الأربعون الأبدال» ، و «مسند أهل داريّا» مجلّد لطيف، و «حديث أهل صنعاء الشّام» مجلّد صغير، و «حديث أهل قرية البلاط» مجلّد صغير، و «فضائل عاشوراء» ثلاثة أجزاء و «كتاب الزّلازل» ثلاثة أجزاء، و «ثواب المصاب بالولد» جزءان، و «طرق قبض العلم» جزء، و «كتاب فضل مكّة» ، و «كتاب فضل المدينة» ، و «كتاب فضل القدس» ، وجزء «فضائل عسقلان» ، وجزء «فيمن نزل بالمزّة» ، وجزء

[ (-) ] وقد قيّض الله لي أنا طالب العلم وخادمه «عمر عبد السلام تدمري» أن أقرأ هذا السّفر الضخم مرّتين بدار الكتب المصرية، ونسختها هناك برقم 1041 تاريخ تيمور، من (48) مجلّدا. وأفدت منها كثيرا في تأليف كتابي «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» وخاصة في أجزائها الخمسة الأولى التي صدرت سنة 1984.

كما قيّض لي أن أشارك في المؤتمر العالمي الّذي أقامته وزارة التعليم العالي سنة 1979 بدمشق، بمناسبة مرور (900) سنة على ولادة «ابن عساكر» بنصوص عن طرابلس الشام من خلال «تاريخ دمشق» .

[1]

في معجم الأدباء 13/ 77 «الموافقات على شيوخ الأئمّة الثقات» .

[2]

في معجم الأدباء 13/ 77 «الإشراف على معرفة الأطراف» .

[3]

في معجم الأدباء 13/ 77 «مجموع الرغائب مما وقع من أحاديث مالك الغرائب» .

[4]

في الأصل: «معظم» وهو وهم.

[5]

طبع في دمشق سنة 1347 هـ.

[6]

في معجم الأدباء 13/ 77 «عشرة أجزاء» .

[7]

في سير أعلام النبلاء 20/ 560 «الزهادة في الشهادة» .

ص: 75

في «فضائل الرّبوة والنّيرب» ، وجزء فِي «مقام إِبْرَاهِيم وبَرزَة» ، وجزء فِي قرية الحِمْيَريين [1] ، وجزء أهل كَفَرسُوسَة [2] ، وجزء أهل كَفَرْبطْنا، وجزء بيت قُوفَا، وبيت راسين [3] ، وجزء سعد بْن عُبَادة، والمنيحة، وجزء أهل حَرَسْتا، وجزء أهل زملكا، وجزء بيت لهيا، وجزء جوبر، وجزء أهل حُردان [4] ، وجزء أهل جَدَيَا [5] ، وجزء أهل بَرْزَة، وجزء أهل مَنِين، وجزء أهل بيت سوا [6] ، وجزء أهل بَعْلَبَك، وجزء «المبسوط لمنكر حديث الهبوط» ، و «الجواهر واللآلئ» [7] ثلاثة أجزاء، وغير ذلك.

وأملى أربعمائة مجلس وثمانية مجالس فِي فنون شتّى، وخرّج لشيخه أبي غالب ابن البنّاء مشيخة، ولشيخه جمال الْإِسْلَام مشيخه، وأربعين حديثا مصافحات لرفيقه أَبِي سعد السّمعانيّ، وأربعين حديثا مساواة لشيخه الفُرَاوي.

وخرَّج فِي آخر عُمره لنفسه «كِتَاب الأبدال» ولم يُتمُه، ولو تمّ لجاء فِي نحو مائتي جزء.

ذكره ابْن السّمعانيّ فِي تاريخه فقال: كبير العلم، غزير الفضل، حافظ، ثقة، متقِن، ديّن، خيّر حَسَن السَّمْت، جمع بين معرفة المُتُون والأسانيد، صحيح القراءة، متثبّت، محتاط. رحل وتِعب، وبالَغَ فِي الطّلب إلى أن جمع ما لم يجمع غيره، وأربى على أقرانه. ودخل نَيْسابور قبلي بشهر أو نحوه فِي سنة تسعٍ وعشرين، فسمع بقراءتي وسمعت بقراءته مدّة مُقامنا بها، إلى أن اتّفق خروجه فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين.

[1] في معجم الأدباء 13/ 80 «الحمريين» ، وكذا في: سير أعلام النبلاء 20/ 561.

[2]

في معجم الأدباء 13/ 80، وسير أعلام النبلاء 20/ 560 «كفرسوسية» .

[3]

في معجم الأدباء 13/ 80 «بيت أرانس» .

[4]

حردان: بضم الحاء المهملة وسكون الراء والدال المهملة. من قرى دمشق. (معجم البلدان 2/ 40) .

[5]

في الأصل: «حدايا» . والمثبت من: معجم الأدباء 13/ 81، وسير أعلام النبلاء 20/ 561.

[6]

في معجم الأدباء 13/ 81 «بيت سواي» .

[7]

في الأبدال والعوالي. (معجم الأدباء 13/ 79) .

ص: 76

وسمعت منه كِتَاب «المجالسة» بدمشق، «ومُعْجم شيوخه» . وكان قد شرع فِي «التّاريخ الكبير» لمدينة دمشق، وصنّف التّصانيف، وخرّج التّخاريج.

وَقَرَأْتُ بِخَطِّ ابْنِ الْحَاجِبِ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْنُ الأُمَنَاءِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْقَزْوِينِيِّ، عَنْ وَالِدِهِ مُدَرِّسِ النِّظَامِيَّةِ، يَعْنِي أَبَا الْخَيْرِ، قَالَ: حَكَى لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيُّ قَالَ: قَدِمَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ فَقَرَأَ عَلَيَّ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَأَكْثَرَ وَأَضْجَرَنِي، وَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أُغْلِقَ الْغَدَّ بَابِي وَأَمْتَنِعَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قَدِمَ عَلَيَّ شَخْصٌ فَقَالَ: أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكَ. قُلْتُ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ فَقَالَ لِي: امْضِ إِلَى الْفُرَاوِيِّ وَقُلْ لَهُ: قَدِمَ بَلَدَكَمُ رَجُلٌ مِنَ الشَّامِ أَسْمَرُ اللَّوْنِ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ، فَلا يَأْخُذْكَ مِنْهُ ضَجَرٌ ولا ملل.

قال القزوينيّ: فو الله ما كان الفُراوي يقوم من المجلس حتّى يقوم الحافظ ابتداء منه.

وقال ابنه القاسم أَبُو مُحَمَّد الحافظ: كان رحمه الله مواظبا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن. يختم فِي كلّ جمعة، ويختم فِي رَمَضَان كلّ يوم، ويعتكف فِي المنارة الشّرقيّة، وكان كثير النّوافل والأذكار. وكان يُحيى ليلة النّصف والعيدَين بالصّلاة والذكر، وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب فِي غير طاعة.

وقال لي: لمّا حَمَلَتْ بي أمّي رأت فِي منامها قائلا يقول لها: تَلدين غلاما يكون لَهُ شأن.

وحدّثني أنّ أَبَاهُ رَأَى رؤيا معناها: يولدُ لك ولد يُحيى اللَّه به السُنة.

حدّثني أَبِي رحمه الله قَالَ: كنت أقرأ على أَبِي الفتح المختار بن عبد الحميد وهو يتحدّث مع الجماعة فقال: قدم علينا أبو عليّ بن الوزير، فقلنا:

ما رأينا مثله. ثمّ قدِم علينا أَبُو سعد بْن السّمعانيّ فقلنا: ما رأينا مثله. حتّى قدِم علينا هذا، فلم نر مثله [1] .

[1] معجم الأدباء 13/ 83، 84.

ص: 77

وحكى لي أَبُو الْحَسَن عليّ بْن إِبْرَاهِيم الْأَنْصَارِيّ الحنبليّ عَن أَبِي الْحَسَن سعد الخير قَالَ: ما رأينا فِي سِنّ الحافظ أَبِي القاسم مثله.

وحدّثنا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن المسعوديّ: سمعت أَبَا العلاء الهَمَذَاني يقول لرجل، وقد استأذنه أن يرحل، فقال: إنْ عرفتَ أستاذا أعرف منّي أو فِي الفضل مثلي فحينئذ آذَنُ لكَ أن تسافر إليه، إلَّا أن تسافر إلى الحافظ ابْن عساكر، فإنّه حافظ كما يجب. فقلت: مَن هذا؟ فقال: حافظ الشّام أَبُو القاسم ويسكن دمشق. وأثنى عَلَيْهِ.

وكان يجري ذِكره عند خطيب الموصل أَبِي الفضل فيقول: ما نعلم مَن يستحقّ هذا اللّقب اليوم، أعني الحافظ، ويكون به حقيقًا سواه. كذا حدّثني أَبُو المواهب بْن صَصْرَى، وقال: لمّا دخلت هَمَذَان أثنى عَلَيْهِ الحافظ أَبُو العلاء وقال: أَنَا أعلم أنّه لَا يُساجل الحافظ أَبَا القاسم فِي شأنه أحد، فلو خالق النّاس ومازَحَهم كما أصنع، إذا لَاجتمع عَلَيْهِ الموافِق والمخالِف.

وقال لي يوما: أيّ شيء فُتِح لَهُ، وكيف ترى الناسَ لَهُ؟

قُلْت: هُوَ بعيد من هذا كلّه، لم يشتغل منذ أربعين سنة إلَّا بالجمْع والتّصنيف والتّسميع فِي نُزَهِهِ وخَلَوَاته. فقال: الحمد للَّه، هذا ثمرة العِلم. ألا إنّا قد حصل لنا هذا المسجد والدّار والكُتُب، هذا يدلّ على قلّة حظوظ أهل العلم فِي بلادكم.

ثمّ قَالَ لي: ما كان يُسمى أَبُو القاسم ببغداد إلَّا شُعلة نارٍ من تَوَقُده وذكائه وحُسْن إدراكه [1] .

وقال أَبُو المواهب: أمّا أَنَا فكنت أذاكره فِي خَلَوَاتِه عَن الحُفاظ الّذين لقِيَهُم. فقال: أمّا ببغداد فأبو عامر العَبدَرِي، وأمّا بأصبهان فأبو نصر اليُونَارتي، لكنّ إِسْمَاعِيل الحافظ كان أشهر منه.

[1] معجم الأدباء 13/ 84، 85.

ص: 78

فقلت لَهُ: فَعَلَى هذا ما رَأَى سيّدنا مثله. فقال: لَا تَقُلْ هذا، قَالَ اللَّه تعالى: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ 53: 32 [1] . قُلْت: وقد قَالَ تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 93: 11 [2] . فقال: نعم، لو قَالَ قائل: إنّ عيني لم تَرَ مثلي لَصَدَق.

قال أَبُو المواهب: وأنا أقول لم أر مثله، وَلَا مَن اجتمع فِيهِ ما اجتمع فِيهِ من لُزُوم طريقةٍ واحدةٍ مدَّة أربعين سنة، من لزوم الصّلوات فِي الصّفّ الأوّل إلَّا من عُذْر، والاعتكاف فِي رَمَضَان وعَشر ذي الحجّة، وعدم التطلُع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدّور. وقد أسقط ذلك عَن نفسه، وأعرض عَن طلب المناصب من الإمامة والخطابة، وأباها بعد أن عُرِضَت عَلَيْهِ، وقلّة التفاته إلى الأمراء، وأخُذِ نفسه بالأمر بالمعروف والنهْي عَن المنكر، لَا تأخذه فِي اللَّه لومةُ لائم.

قال لي: لمّا عزمت على التّحديث، وَاللَّه المطَّلعُ أنّه ما حملني على ذلك حبّ الرئاسة والتّقدّم، بل قُلْت: مَتَى أروي كلَّ ما سمعت وأيّ فائدةٍ فِي كوني أخلّفه بعدي صحائف؟ فاسْتَخَرْتُ اللَّه تعالى واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد، وطُفْتُ عليهم، فكلُّ قَالَ: ومن أحقّ بهذا منك. فشرعت فِي ذلك فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين.

وقال عُمَر بْن الحاجب: حكى لي زين الأمناء أنّ الحافظ لمّا عزم على الرحلة اشترى جَمَلًا، وتركه بالخان، فلمّا رحل القفْل تجهّز. وخرج فوجد الجمل قد مات. فقال لَهُ الجماعة الّذين خرجوا لوداعه: ارجِعْ فما هذا فألٌ مبارك، وفنّدوا عَزْمَه، فقال: وَاللَّه لو مشيت راجلا لَا أثْنيت عزمي. وحمل خرْجَه وقماشه، وتبع المركب، واكترى منهم في القصير. وكانت طريقه مباركة.

وقال أَبُو مُحَمَّد القاسم: قَالَ لي والدي لمّا قدِمت فِي سفري: قال لي

[1] سورة النجم، الآية 32.

[2]

سورة الضحى، الآية 11.

ص: 79

جدّي القاضي أَبُو المفضّل يحيى بْن علي: اجلس إلى ساريةٍ من هذه السّواري حتّى نجلس إليك. فلمّا عزمت على الجلوس اتّفق أنّه مرض ولم يقدر بعد ذلك خروج إلى المسجد. وكان أَبِي رحمه الله قد سمع بَنسَا لم يحصّل منها نُسَخًا اعتمادا على نُسَخ رفيقه الحافظ أَبِي عليّ بْن الوزير. وكان ما حصّله أَبِي لَا يحصّله ابْن الوزير، فسمعته يقول: رحلت وما كأنّي رحلت. كنت أحسب أنّ ابْن الوزير يقدم بالكُتُب مثل الصّحيحين، وكُتُب البَيهَقي والأجزاء، فاتّفق سُكْناه بمَرْو، وكنت أؤمّل وصولَ رفيق آخر يوسف بْن فارّو الجيّانيّ، ووصول رفيقنا المُرادي، وما أرى أحدا منهم قدِم، فلا بُد من الرحلة ثالثا وتحصيل الكُتُب والمَهَمات. فلم يمض إلَّا أيّام يسيرة حتّى قدِم أَبُو الْحَسَن المراديّ، فأنزله أَبِي عندنا، فقدِم بأربعة أسفاط كُتُب مسموعة، ففرح أَبِي بذلك، وكفاه اللَّه مئونة السَّفَر. وأقبل على النَّسْخ والاستنساخ، وقابل، وبقي من مسموعاته نحو ثلاثمائة جزء، فأعانه عليها ابْن السّمعانيّ، ونقل إليه منها جملة حتّى لم يبق عَلَيْهِ أكثر من عشرين جزءا. وكان كلّما حصل لَهُ جزء منها كأنّه قد حصل على ملْك الدّنيا.

قلت: وَلَهُ شِعْر جيّد يُملي منه عقيب مجالسه، فمنه:

أيا نفسُ ويْحكِ جاء المشيب

فماذا التّصابي وماذا الغزل

تولّى شبابي كأن لم يكُنْ

وجاء مَشيبي كأنْ لم يَزَلْ [1]

فيا لَيْتَ شِعْري ممّن [2] أكون

وما قدَّرَ اللَّه لي من الأزل

[3]

[1] زاد بعده في سير أعلام النبلاء 20/ 570 بيتا:

كأنّي بنفسي على غرّة

وخطب المنون بها قد نزل

[2]

في معجم الأدباء: «فيمن» .

[3]

الأبيات في: معجم الأدباء 13/ 86، ووفيات الأعيان 3/ 310، ومرآة الزمان 8/ 336، ومرآة الجنان 3/ 394، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 217، والبداية والنهاية 12/ 294، وخريدة القصر 1/ 274، وسير أعلام النبلاء 20/ 569، 570، والنجوم الزاهرة 6/ 77.

ص: 80

سمعت أَبَا الْحُسَيْن اليُونيني [1] : سمعت أَبَا مُحَمَّد المُنْذري الحافظ يقول: سَأَلت شيخنا أَبَا الْحَسَن عليّ بْن المفضّل الحافظ عَن أربعةٍ تعاصروا أيُّهم أحفظ؟.

فقال: من؟

قلت: الحافظ ابْن ناصر، وابن عساكر.

فقال: ابْن عساكر.

فقلت: الحافظ أَبُو مُوسَى المَدِيني، وابن عساكر.

قال: ابْن عساكر.

فقلت: الحافظ أَبُو طاهر السَّلَفي، وابن عساكر.

فقال: السَّلَفيّ شيخُنا السَّلَفي شيخنا.

قلت: يعني أنّه ما أحبّ أن يصرّح بأنّ ابْن عساكر أفضل من السِّلَفيّ، ولوَّح بأنّه شيخه. ويكفي هذا في الإشارة.

قلت: والرجل ورع ثبت. وما أطلق أنّه ما رأى مثل نفسه في جواب الحافظ أبي المواهب إلّا وهو بارّ صدوق.

وكذلك رَأَيْت شيخنا أَبَا الحَجّاج المِزّي يميل إلى هذا. وأنا جازِمٌ بذلك أنّه ما رَأَى مثل نفسه. هُوَ أحفظ من جميع الحُفاظ الّذين رآهم من شيوخه وأقرانه.

وقال الحافظ أَبُو مُحَمَّد عَبْد القادر الرُهاوي: رَأَيْت الحافظ السَّلَفي، والحافظ أَبَا العلاء، والحافظ أَبَا مُوسَى، ما رَأَيْت فيهم مثل ابْن عساكر [2] .

وقرأت بخطّ عُمَر بْن الحاجب: قَالَ: حكى لي مَن أثق به أنّ الحافظ عَبْد الغنيّ قَالَ: الحافظ ابْن عساكر برجال الشّام أعرف من الْبُخَارِيّ لهم، وندِم على ترك السّماع منه ندامة كلّيّة.

[1] اليونيني: نسبة إلى يونين، بلدة قريبة من بعلبكّ.

[2]

التقييد لابن نقطة 406.

ص: 81

وذكره ابْن النّجّار فِي «تاريخه» فقال: إمام المحدّثين فِي وقته، ومن انتهت إليه الرئاسة فِي الإتقان والحفْظ والمعرفة التّامّة والثّقة، وبه خُتم هذا الشّأن.

روى عَنْهُ جماعةٌ وهو فِي الحياة، وحدَّثوا عَنْهُ بالإجازة فِي حياته.

قال: وقرأت بخطّ الحافظ مَعْمَر بْن الفاخر فِي «معجمه» : أخبرني أَبُو القاسم عليّ بْن الْحَسَن الدّمشقيّ الحافظ من لفْظه [بمِنَى][1] إملاء يوم النفْر الأوّل، وكان أحفظ مَن رَأَيْت مِن طَلَبة الحديث والشُّبان، وكان شيخنا الْإِمَام إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد يفضّله على جميع مَن لقيناهم من أهل أصبهان وغيرها.

قدِم إصبهانَ، وسمع ونزل فِي داري، وما رَأَيْت شابّا أورع وَلَا أتْقن وَلَا أحفظ منه. وكان مع ذلك فقيها أديبا [سنيّا][2] ، جزاه اللَّه خيرا، وكثَّر فِي الْإِسْلَام مثله، أفادني فِي الرحلة الأولى والثّانية ببغداد كثيرا، وسألته عَن تأخّره فِي الرحلة الأولى عَن المجيء إلى أصبهان فقال: لم تأذن لي أمّي.

قلت: وهو مع جلالته وحِفْظه يروي الأحاديث الواهية والموضوعة وَلَا يتبيّنها، وكذا كان عامّة الحُفّاظ الّذين بعد القرون الأولى، إلَّا من شاء ربكَ فَلَيْسألَنَّهم اللَّه تعالى عَن ذلك. وأيّ فائدةٍ بمعرفة الرجال ومصنفات التّاريخ والجرح والتّعديل إلَّا كشف الحديث المكذوب وهتكه؟

قال ابنه أَبُو مُحَمَّد: تُوُفي أَبِي فِي حادي عشر رجب، وحضر الصّلاة عَلَيْهِ السّلطان صلاح الدّين، وصلّيت عَلَيْهِ فِي الجامع، والشّيخ قُطْب الدّين فِي المَيْدان الَّذِي يُقابل المُصلى. ورأى لَهُ جماعة من الصّالحين منامات حَسنَةً، ورُثِيَ بقصائد، ودُفن بمقبرة باب الصغير.

قلت: قبره مشهور يزار رحمه الله [3] .

[1] ساقطة من الأصل، استدركتها من: سير أعلام النبلاء 20/ 567.

[2]

ساقطة من الأصل، استدركتها من: سير أعلام النبلاء 20/ 567.

[3]

أقول: أفاد ابن عساكر من شيوخ ساحل دمشق حيث نزل بعلبكّ مرتين على الأقلّ، فأخذ-

ص: 82

12-

عليّ بْن حُمَيْد بْن عمّار [1] .

أَبُو الْحَسَن الأنصاري، الأطرابلسي، ثم المكي، النحوي، المقرئ.

حدث فِي هذا العام ب «صحيح الْبُخَارِيّ» عَن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي سَمَاعًا، وهو آخر من سمع من أَبِي مكتوم.

روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن التجيبي الأندلسي، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي حَرَميّ فُتُوح بْن بَنِين المكي العطار، وناصر بن عَبْد اللَّه الْمَصْرِيّ العطّار نزيل مَكَّة ستّين عاما، وأبو الربيع سليمان بن أحمد السعدي المغربل الشّارعيّ، وآخرون.

ولا أعلم متى توفّي [2] .

[ (-) ] إجازة من أبي المضاء مُحَمَّد بْن عَليّ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أبي المضاء البعلبكي المتوفى سنة 509 هـ. (تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية) 38/ 529، معجم البلدان 1/ 454) ولقي: الحسين بن جعفر البعلبكي المعروف بابن بريك المتوفى سنة 552 هـ. وسمع منه شعرا (تاريخ دمشق 9/ 389، تهذيبه 4/ 156) وكتب عن: شُكْرُ بِنْت سهل بْن بِشْر بْن أَحْمَد بن سعيد الأسفرائيني الصايغ المولودة بصور والمتوفاة بدمشق سنة 551 هـ. (أعلام النساء 2/ 302) وسمع مِن أَبِي الْحَسَن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن علي البعلبكي المتوفى سنة 535 هـ. (طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 246) وكتب يسيرا وهو ببغداد عن أحمد بن عقيل بن محمد الفارسيّ المعروف بابن أبي الحوافر البعلبكي المتوفى سنة 531 هـ.

(تاريخ دمشق 3/ 18، تهذيبه 1/ 396) وروى عن أبي الحزم مكّي بن الحسن الجبيليّ، من جبيل بساحل دمشق. (تاريخ دمشق 21/ 493 و 43/ 365) وسمع أبا الفرج غيث بن علي الأرمنازي الصوري خطيب صور الّذي أقام بدمشق قبل وفاته، وكان وضع تاريخا لصور، فنقل ابن عساكر كثيرا منه وأفرغه في تاريخ دمشق وحفظ بذلك قسما كبيرا منه.

(الأنساب 27 أ، أدب الإملاء 154) .

[1]

انظر عن (علي بن حميد) في: المعين في طبقات المحدّثين 172 رقم 1857، وسير أعلام النبلاء 20/ 541، رقم 343، والعقد الثمين 6/ 156، 157، والنجوم الزاهرة 6/ 77، وشذرات الذهب 4/ 240.

[2]

وقال المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء، أثناء ترجمته:«بقي إلى سنة إحدى وسبعين وخمسمائة» ، ثم قال في آخرها:«وقيل إنه عاش إلى سنة خمس وسبعين، وحدّث فيها» .

وفي (العقد الثمين) وفاته سنة ست وسبعين. وسيعاد برقم (164) .

ص: 83

13-

عليّ بْن المبارك بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَكْري [1] .

أَبُو الحَسَن البغداديّ.

سمع: أَبَا عليّ بْن المهديّ، وأبا الغنائم بْن المهتدي باللَّه، وابن الحُصَيْن.

سمع منه: عُمَر بْن عليّ القُرَشي، وعمر العُلَيْمي الدّمشقيّان.

تُوُفي فِي جمادى الأولى [2] .

[1] انظر عن (علي بن المبارك) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 140 رقم 1048، وخريدة القصر (قسم العراق) 2/ 349- 357، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوط) 3/ ورقة 162، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 345 رقم 150، والوافي بالوفيات 21/ 396، 397 رقم 274.

[2]

قال العماد الكاتب: والده مستعمل السقلاطون لدار الخلافة. وكان هو كاتبا في ديوان المجلس سنين، ثم صرفه الوزير. فيه فضل وأدب. وهو من طبقة الشطرنجيّين ببغداد.

أنشدني لنفسه ببغداد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بيتين له في سوداء، وهما:

يا من فؤادي فيه

متيّم، ما يزال

إن كان للّيل بدر

فأنت للصبح خال

وأنشدني لنفسه يستعير كتابا ممّن ألزم نفسه ألّا يعير أحدا كتابا:

يا من أناب وتاب

ألّا يعير كتابا

قد رمت ذاك، ولكن

محبّة الشكر تأبى

وله في تفّاحة أهديت له:

حيّا بتفّاحة، فأحياني

مواصل بعد طول هجران

كأنّما ريحها تنفّسه

ولونها وردّ خدّه القاني

وقوله في الشطرنج:

أحبّ دعابات الرجال إلى قلبي

دعابة شطرنج أغادي بها صحبي

أسالم فيها، ثم أغدو محاربا،

فسلم بلا سلم، وحرب بلا حرب

وقوله في الشطرنج أيضا:

إنّما لعبك بالشط

رنج للنّفس رياضه

فاهجر الهجر لديه

لا ترد يوما حياضه

وتجنّب صاحب الجهل

، ومن فيه غضاضه

لا تجالس غير ندب

زانه العقل وراضه

ص: 84