المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[حرف الْعَيْنِ] 45- عَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَطَّابِ [1] ت م - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٥

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخامس (سنة 61- 80) ]

- ‌الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ

- ‌مقتل الحسين

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَلَاثِ وَسِتِّينَ

- ‌قِصَّةُ الْحَرَّةِ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ

- ‌فَائِدَةٌ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ

- ‌ذِكْرُ وَقْعَةِ الْخَازَرِ [1]

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعِينَ

- ‌ذِكْرُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ

- ‌[حَرْفُ الْأَلِفِ]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التَّاءِ

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الْحَاءِ]

- ‌[حرف الذَّالِ]

- ‌[حرف الرَّاءِ]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السِّينِ]

- ‌[حرف الشِّينِ]

- ‌حرف الصَّادِ

- ‌[حرف الضَّادِ]

- ‌[حرف الْعَيْنِ]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الْكَافِ]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النُّونِ]

- ‌[حرف الْهَاءِ]

- ‌[حرف الْوَاوِ]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ

- ‌[حَوَادِثُ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانِينَ]

- ‌تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ

- ‌[حَرْفُ الأَلِفِ]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التَّاءِ]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الْحَاءِ]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزَّايِ]

- ‌[حَرْفُ السِّينِ]

- ‌[حرف الشِّينِ]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الْعَيْنِ]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الْقَافِ]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الْهَاءِ]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

الفصل: ‌ ‌[حرف الْعَيْنِ] 45- عَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَطَّابِ [1] ت م

[حرف الْعَيْنِ]

45-

عَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَطَّابِ [1] ت م ق أبو عمر العدوي. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ حفص، وعبيد الله، وعروة بن الزبير.

[1] عن (عاصم بن عمر) انظر:

نسب قريش 353 و 355 و 361، ومسند أحمد 3/ 478، والمحبّر 418 و 448، وطبقات ابن سعد 5/ 15، وطبقات خليفة 234، وتاريخ خليفة 267، والتاريخ الكبير 6/ 477، 478 رقم 3038، وتاريخ الثقات للعجلي 242 رقم 642، والثقات لابن حبان 5/ 223، والجرح والتعديل 6/ 346 رقم 1912، والمعارف 184 و 187 و 188، والعقد الفريد 6/ 8 و 349، والمعرفة والتاريخ 1/ 221، وأنساب الأشراف 1/ 427 و 428، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1561، فتوح البلدان 226، معجم الشعراء للمرزباني 271، ومشاهير علماء الأمصار رقم 442، والاستيعاب 3/ 136، 137، وعيون الأخبار 1/ 322، وجمهرة أنساب العرب 152 و 155 و 333، وتاريخ الطبري 2/ 642 و 4/ 99 و 6/ 566، وربيع الأبرار 4/ 285، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 277، ووفيات الأعيان 6/ 302، 303، والكامل في التاريخ 2/ 210 و 3/ 54 و 4/ 308 و 5/ 59 و 325 و 394، وأسد الغابة 3/ 76، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، وتهذيب الكمال 2/ 636، والعبر 1/ 78، وسير أعلام النبلاء 4/ 97 رقم 30، والكاشف 2/ 46 رقم 2534، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 268، والوافي بالوفيات 16/ 570، 571 رقم 604، ومرآة الجنان 1/ 271، والإصابة 3/ 56 رقم 6154، وتهذيب التهذيب 5/ 52، 53 رقم 83، وتقريب التهذيب 1/ 385 رقم 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 183، والنجوم الزاهرة 1/ 185، وشذرات الذهب 1/ 77.

ص: 137

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُرْوَى عَنْهُ إِلا حَدِيثٌ وَاحِدٌ [1] .

وَأُمُّهُ هِيَ جَمِيلَةُ [2] بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ الأَنْصَارِيَّةُ الَّتِي كَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةُ، فَغَيَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اسْمَهَا، وَتَزَوَّجَتْ بَعْدَ عُمَرَ يَزِيدَ بْنَ جَارِيَةَ [3] الأَنْصَارِيَّ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.

وَكَانَ عَاصِمٌ طَوِيلا جَسِيمًا، يُقَالُ إِنَّ ذِرَاعَهُ كَانَ ذِرَاعًا وَنَحْوًا مِنْ شِبْرٍ [4] ، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلا دَيِّنًا شَاعِرًا مُفَوَّهًا فَصِيحًا، وَهُوَ جَدُّ الْخَلِيفَةِ الْعَادِلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لأُمِّهِ.

وَلَقَدْ رَثَاهُ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه فَقَالَ:

فَلَيْتَ الْمَنَايَا كُنَّ خَلَّفْنَ عَاصِمًا فَعِشْنَا جَمِيعًا أَوْ ذَهَبْنَ بِنَا مَعًا [5] وَقِيلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَمْرِو، تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ.

46-

عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ [6] التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ، أَبُو عَبْدِ الله، ويقال: أبو عمرو، عابد زمانه.

[1] الجرح والتعديل 3/ 346.

[2]

في الأصل «حملة» والتصحيح من مصادر الترجمة.

[3]

في الأصل «حارثة» والتصحيح من مصادر الترجمة.

[4]

الاستيعاب 3/ 137، الوافي بالوفيات 16/ 570، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 255.

[5]

الاستيعاب 3/ 137، الإصابة 33/ 56، الوافي 16/ 570.

[6]

انظر عن (عامر بن عبد قيس) في:

طبقات ابن سعد 7/ 103، وطبقات خليفة 459، والزهد لأحمد 218، والمعرفة والتاريخ 2/ 69، والتاريخ الكبير 6/ 447 رقم 2948، وتاريخ الثقات للعجلي 245 رقم 755، والثقات لابن حبّان 5/ 187، والجرح والتعديل 6/ 325 رقم 1808، وتاريخ الطبري 4/ 19 و 85 و 302 و 327 و 333، وجمهرة أنساب العرب 208، وعيون الأخبار 1/ 308 و 2/ 370 و 3/ 184، والمعارف 438، وحلية الأولياء 2/ 87- 95 رقم 163، والعقد الفريد 3/ 151 و 171 و 172 و 414 و 283، ومشاهير علماء الأمصار 89 رقم 647، والزهد لابن المبارك 95 و 294 و 295 و 299 و 529 و 544 والملحق 77، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 547، والبدء والتاريخ 1/ 76، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 323- 370 رقم 47، وأسد الغابة 3/ 88، والكامل في التاريخ 2/ 547 و 3/ 145 و 149، وسير أعلام النبلاء 4/ 15- 19 رقم

ص: 138

رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ.

وعنه: الحسن، وابن سيرين، وأبو عبد الرحمن الحبلي [1] وغيرهم.

قال أحمد العجلي [2] : كان ثقة من كبار التابعين.

وقال أبو عبيد في (القراءات) : كان عامر بن عبد الله الذي يعرف بابن عبد قيس يقرئ الناس.

ثنا عَبَّادٌ [3] ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَامِرًا كَانَ يَقُولُ: مَنْ أُقْرِئُ؟

فَيَأْتِيهِ نَاسٌ، فَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ يَقُومُ يُصَلِّي إِلَى الظُّهْرِ، ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى الْعَصْرِ، ثُمَّ يُقْرِئُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَأْكُلُ رَغِيفًا وَيَنَامُ نَوْمَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَقُومُ لِصَلاتِهِ، ثُمَّ يَتَسَحَّرُ رَغِيفًا.

وَقَالَ بِلالُ بْنُ سَعْدٍ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ، وَقِيلَ:

إِلَى ابْنِ عَامِرٍ، فَقَالُوا لَهُ: هَا هُنَا رَجُلٌ قِيلَ لَهُ: مَا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام خَيْرًا مِنْكَ، فَسَكَتَ وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ، قَالَ فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ [4]، فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ: أَنْتَ قِيلَ لَكَ: مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرًا مِنْكَ، فَسَكَتَّ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلا تَعَجُّبًا لَوَدِدْتُ إِنِّي غُبَارُ قَدَمَيْهِ، فَيَدْخُلُ بِي الْجَنَّةَ، قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟

قَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلا إِنِّي قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهَا مَتَى تَكُونُ امْرَأَةٌ فَعَسى أن يكون

[ () ] 4، والوافي بالوفيات 16/ 585، 586 رقم 624، والتذكرة الحمدونية 1/ 178 و 200، ونثر الدر 7/ 62 رقم 8، والبيان والتبيين 3/ 143، و 162، وشرح نهج البلاغة 2/ 95، والنمر والثعلب، لسهل بن هارون، تحقيق عبد القادر المهيري، تونس 1973- ص 112 رقم 69، وغاية النهاية 1/ 350 رقم 1502، والإصابة 3/ 85 رقم 6284، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وتهذيب التهذيب 5/ 77، ورغبة الآمل للمرصفي 2/ 37.

[1]

الحبلي: بضم الحاء المهملة والباء الموحّدة، نسبة إلى بطن من المعافر. (اللباب 1/ 275) .

[2]

تاريخ الثقات 245 رقم 755.

[3]

في طبعة القدسي 4/ 26 «عياد» ، وهو تحريف.

[4]

القتب: الرّحل الصغير على قدر سنام البعير.

ص: 139

وَلَدٌ، وَمَتَى يَكُونُ وَلَدٌ تَشَعَّبَتِ الدُّنْيَا قَلْبِي، فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّي مِنْ ذَلِكَ، فَأَجْلاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ [1] ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةً، وَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ، فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ، فَلا تَرَاهُ إِلا بَعْدَ الْعَتْمَةِ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامٍ، فَلا يَعْرِضُ لَهُ، وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرٍ فَيَبِلُّهَا وَيَأْكُلُ مِنْهَا، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى أَنْ يَسْمَعَ النِّدَاءَ فَيَخْرُجَ، وَلا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ حَالَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ، وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الدَّقِيقِ وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ، فَأَحْضَرَهُ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَ لَكَ بِكَذَا، قَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا قَدْ غَلَبَنِي، فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَى عَشَرَةٍ [2] .

وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ فَرَوَى بِلالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ يَرْكَبُهَا عُقْبَةُ، وَيَحْمِلُ الْمُهَاجِرُ عُقْبَةَ [3] .

قَالَ بِلالُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ إِذَا فَصَلَ [4] غَازِيًا يَتَوَسَّمُ- يَعْنِي مَنْ يُرَافِقَهُ- فَإِذَا رَأَى رِفْقَةً تُعْجِبُهُ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدُمَهُمْ، وأن يؤذّن، وأن ينفق عليهم طَاقَتَهُ. رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِطُولِهِ فِي «الزُّهْدِ» [5] .

وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ يَسْأَلُ رَبَّهُ أن يَنْزَعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ، فَكَانَ لا يُبَالِي إِذَا لَقِيَ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، وَسَأَلَ رَبَّهُ أن يَمْنَعَ قَلْبَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ ذَهَبَ عَنْهُ [6] .

وَعَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمُجَاشِعِيِّ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ: أَتُحَدِّثُ نَفْسَكَ فِي الصَّلاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تعالى ومنصرفي [7] .

[1] هي دار الإمارة بدمشق.

[2]

تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 332، الزهد لابن المبارك 299، 300 رقم 867.

[3]

الزهد لابن المبارك 300 وعقبة: نوبة.

[4]

فصل: أي خرج من منزله وبلده.

[5]

ص 299، 300 رقم 867، تاريخ دمشق 333، 334.

[6]

تاريخ دمشق 345، والزهد لابن المبارك 295 رقم 861.

[7]

تاريخ دمشق 349.

ص: 140

قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبُ الأَحْبَارِ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ [1] .

وَرَوَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ: إِنَّكَ تَبِيتَ خَارِجًا، أَمَا تَخَافُ الأَسَدَ! قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحْيِ مِنْ رَبِّي أن أَخَافَ شَيْئًا دُونَهُ [2] .

وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنْ قَتَادَةَ.

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ: لَقِيَ رَجُلٌ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ: مَا هَذَا، أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً 13: 38 [3] يَعْنِي:

وَأَنْتَ لا تَتَزَوَّجُ، فَقَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ تَعَالَى: وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ 51: 56 [4] .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ السَّائِحِ، أنبأ أَبُو وَهْبٍ وَغَيْرُهُ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ الْعَابِدِينَ، فَفَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، يَقُومُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَلا يَزَالُ قَائِمًا إِلَى الْعَصْرِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَقَدِ انْتَفَخَتْ سَاقَاهُ فَيَقُولُ: يَا نَفْسُ إنّما خلقت للعبادة، يا أمّارة بالسّوء، فو الله لأعلمنّ بِكِ عَمَلا يَأْخُذُ الْفِرَاشُ مِنْكِ نَصِيبًا [5] .

وَهَبَطَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ وَادِي السِّبَاعِ، وَفِيهِ عَابِدٌ حَبَشِيٌّ، فَانْفَرَدَ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ وَالْعَابِدُ فِي نَاحِيَةٍ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا لا يَجْتَمِعَانِ إلا فِي صَلاةِ الْفَرِيضَةِ [6] .

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: إِنَّ عامرا كان

[1] تاريخ دمشق 339.

[2]

الزهد لابن المبارك 294، 295 رقم 860، تاريخ دمشق 347.

[3]

سورة الرعد- الآية 38.

[4]

سورة الذاريات- الآية 56، والخبر في: طبقات ابن سعد 7/ 106، 107.

[5]

حلية الأولياء 2/ 88، 89، تاريخ دمشق 348.

[6]

حلية الأولياء 2/ 89، تاريخ دمشق 348 في حديث أطول مما هنا.

ص: 141

يأخذ عطاءه، فيجعله فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ، فَلا يَلْقَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْمَسَاكِينَ إِلا أَعْطَاهُ، فِإِذَا دَخَلَ بَيْتِهِ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ، فَيَعُدُّونَهَا فَيَجِدُونَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطِيهَا [1] .

وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: ثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إليه أمير البصرة: مالك لا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ، وَإِنِّي لدائب في الخطيئة، قال: ومالك لا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟ قَالَ: أَنَا بِأَرْضٍ فِيهَا مَجُوسٌ، فَمَا شَهِدَ شَاهِدَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أَكَلْتَهُ، قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: إِنَّ لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلَّابَ الْحَاجَاتِ، فَادْعُوهُمْ وَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ، وَدَعُوا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ [2] .

وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ عَامِرًا مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ وَإِذَا ذِمِّيٌّ، يُظْلَمُ، فَأَلْقَى رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: لا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ، فَاسْتَنْقَذَهُ [3] .

وَيُرْوَى أَنَّ سَبَبَ إِرْسَالِهِ إِلَى الشَّامِ كَوْنُهُ أَنْكَرَ وَخَلَّصَ هَذَا الذِّمِّيَّ، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ قَيْسٍ شَيَّعَهُ إِخْوَانُهُ، وَكَانَ بِظَهْرِ الْمِرْبَدِ، فَقَالَ: إِنِّي دَاعٍ فأمِّنوا، قَالَ:

اللَّهمّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَصِحَّ جِسْمَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ [4] .

وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: بُعِثَ بِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ:

الْحَمْدُ للَّه الَّذِي حَشَرَنِي رَاكِبًا [5] .

وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ لَمَّا احْتُضِرَ جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنْ أَبْكِي على ظمأ الهواجر وقيام الليل [6] .

[1] الزهد لابن المبارك 295 رقم 862، تاريخ دمشق 356.

[2]

حلية الأولياء 2/ 90، تاريخ دمشق 334، 335.

[3]

حلية الأولياء 2/ 91.

[4]

حلية الأولياء 2/ 91، تاريخ دمشق 339.

[5]

حلية الأولياء 2/ 91.

[6]

تاريخ دمشق 368، 369.

ص: 142

رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَبْرَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ [1] .

وَقِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ.

47-

عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ [2] أَبُو سَعْدٍ، وَقِيلَ: أَبُو سَعِيدٍ الزُّرَقِيُّ الْأَنْمَارِيُّ، مُختَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.

رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ عَائِشَةَ.

وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ [3] وَمَكْحُولٌ.

وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ زَوْجُ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، سَكَنَ دِمَشْقَ.

48-

عائذ بن عمرو [4]- خ م ن- بن هلال أبو هبيرة المزني، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، شَهِدَ بَيْعَةَ الْحُدَيْبِيَةِ وَنَزَلَ البصرة.

[1] تاريخ دمشق 370.

[2]

انظر عن (عامر بن مسعود) في:

تاريخ خليفة 261، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 452- 456 رقم 58، وأسد الغابة 5/ 209، 210، وتهذيب الكمال 3/ 1609، والوافي بالوفيات 16/ 586 رقم 625، والاستيعاب 4/ 92، والإصابة 4/ 86 رقم 515، وتهذيب التهذيب 12/ 110 رقم 509، وتقريب التهذيب 2/ 428 رقم 35.

وقيل اسمه: سعد بن عمارة، وقيل: عمارة بن سعد. وقد ذكرته أكثر المصادر بكنيته.

انظر: الجرح والتعديل 9/ 377، 378 رقم 1755.

[3]

في الأصل «حلس» . والتصحيح من مصادر الترجمة.

[4]

انظر عن (عائذ بن عمرو) في:

تاريخ خليفة 99 و 251، والتاريخ الكبير 7/ 58، 59 رقم 266، والجرح والتعديل 7/ 16 رقم 74، وأنساب الأشراف 1/ 488، ومشاهير علماء الأمصار 41 رقم 251، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 220 و 3/ 63 و 73، وطبقات ابن سعد 7/ 20، وطبقات خليفة 84، والمعارف 298، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 221، ومسند أحمد 5/ 64، والاستيعاب 3/ 152، وتهذيب الكمال 2/ 648، وتحفة الأشراف 4/ 237، 238 رقم 264، والمستدرك 3/ 587، 588، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 404، وأسد الغابة 3/ 98، والكامل في التاريخ 4/ 174، والوافي بالوفيات 16/ 595 رقم 643، والكاشف 2/ 53 رقم 2581، وتهذيب التهذيب 5/ 89 رقم 144، وتقريب التهذيب 1/ 390 رقم 78، والإصابة 2/ 262 رقم 4449، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، وتلخيص المستدرك 3/ 587، 588، والمعجم الكبير 18/ 16- 21.

ص: 143

رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضَّبُعِيُّ، وَأَبُو شِمْرٍ الضَّبُعِيُّ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ.

وَكَانَ مِنْ فُضَلاءِ الصَّحَابَةِ وَصَالِحِيهِمْ، وَأَوْصَى أن يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ. وَقَدْ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَوَعَظَهُ، وَقَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ الْحُطَمَةُ [1] .

49-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ [2] ابْنِ أَبِي عَامِرٍ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أبو بكر ابن الْغَسِيلِ غَسِيلُ الْمَلائِكَةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَيُعْرَفُ أَبُو عَامِرٍ بِالرَّاهِبِ، الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ.

أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَصَحِبَهُ، وَرَوَى عَنْهُ، وهو من صغار الصحابة.

[1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18/ 18 رقم 27 من طريق: يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن يونس، عن الحسن، أن عائذ بن عمرو قال لزياد.

[2]

انظر عن (عبد الله بن حنظلة) في:

طبقات ابن سعد 5/ 65، والمحبّر 403 و 424، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 237 و 238 و 245، ومسند أحمد 5/ 222، والتاريخ الكبير 5/ 68 رقم 170، والمعرفة والتاريخ 1/ 261 و 263 و 3/ 326، والأخبار الطوال 265، وعيون الأخبار 1/ 1، والعقد الفريد 4/ 388 و 389، وسيرة ابن هشام 3/ 158، وتاريخ الطبري 2/ 537 و 5/ 480 و 482 و 487 و 489 و 495، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 259، والجرح والتعديل 5/ 29 رقم 131، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1925، والاستيعاب 2/ 286، 287، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 320 و 324- 328 و 333 و 334 و 353، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 370- 374، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 199- 215 رقم 262، وجمهرة نسب قريش 4333 (وفيه اسمه: عبيد الله) ، والاستبصار 289، وتلقيح فهوم أهل الأثر 371، وأسد الغابة 3/ 147، والكامل في التاريخ 4/ 102 و 111 و 115، وتحفة الأشراف 4/ 314، 315 رقم 286، وتهذيب الكمال 676، والكاشف 2/ 73 رقم 2722، وسير أعلام النبلاء 3/ 321- 325 رقم 49، والوافي بالوفيات 17/ 155 رقم 140، والبداية والنهاية 8/ 224، وجامع التحصيل 255 رقم 350، والإصابة 2/ 299، 300 رقم 4637، وتهذيب التهذيب 5/ 193 رقم 332، وتقريب التهذيب 1/ 266، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، وشذرات الذهب 1/ 71.

ص: 144

رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَضَمْضَمُ [1] بْنُ جَوْسٍ [2] ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ عُمَرَ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وَكَانَ رَأْسُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْحَرَّة.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ [3] . تَفَرَّدَ بِهِ الْحَسَنُ، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَهُ سَبْعِ سِنِينَ [4] ، وَأُصِيبَ يَوْمَ الْحَرَّةِ [5] ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، وَلَدَتْهُ بَعْدَ مَقْتَلِ أَبِيهِ.

50-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْثَمَةَ [6] الأَنْصَارِيُّ السَّالِمِيُّ الْخَزْرَجِيُّ. قَالَ ابن سعد: شهد أحدا وبقي إلى دَهْرِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.

51-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد [7] بن عاصم بن كعب الأنصاري النّجّاري المازني

[1] في الأصل «ضمضمة» .

[2]

قيّدها القدسي «جوش» بالشين المعجمة.

[3]

قال المؤلّف في: سير أعلام النبلاء 3/ 322 «إسناده حسن» . وفي تاريخ دمشق 200 «على ناقته» .

والحديث في: سنن الدارميّ 2/ 62، والنسائي 5/ 270، والترمذي 3/ 264، وابن ماجة 2/ 1009.

[4]

تاريخ دمشق 204.

[5]

كانت الحرّة في سنة 63 هـ.

[6]

انظر عن (عبد الله بن خيثمة) في:

طبقات ابن سعد 3/ 627، والمغازي للواقدي 998 و 1075، والإصابة 2/ 303 رقم 4655.

[7]

انظر عن (عبد الله بن زيد) في:

السير والمغازي لابن إسحاق 298، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 67، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 267، 268 رقم 298، والمعرفة والتاريخ 1/ 260، 261، والكامل في التاريخ 4/ 117، وأسد الغابة 3/ 167، 168، ومشاهير علماء الأمصار 19 رقم 71، وأنساب الأشراف 1/ 325، وفتوح البلدان 107، والتاريخ لابن معين 2/ 308، 309، والجرح والتعديل 5/ 57 رقم 266، والمغازي للواقدي 270 و 272 و 341، وطبقات

ص: 145

الْمَدَنِيُّ، أَخُو حَبِيبٍ الَّذِي قَتَلَهُ [1] مُسَيْلَمَةُ الْكَذَّابُ، وَعَمِّ عَبَّادٍ بْنِ تَمِيمٍ، وَهُوَ الَّذِي حَكَى وُضُوءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [2] .

وَلَهُ وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ، وَقِيلَ: إِنَّهُ الَّذِي قَتَلَ مُسَيْلَمَةَ مَعَ وَحْشِيٍّ، اشْتَرَكَا فِي قَتْلِهِ، وَأَخَذَ بِثَأْرِ أَخِيهِ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ عَبَّادٌ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمَسيِّبِ، وَوَاسِعُ بْنِ حِبَّانَ وَغَيْرُهُمْ.

وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْحَرَّةِ.

52-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ [3]- م- بن أبي السائب صيفي بن عابد

[ () ] خليفة 92، وتاريخ خليفة 110 و 248، والتاريخ الصغير 72، ومسند أحمد 4/ 38، والمستدرك 3/ 520، 521، والاستيعاب 2/ 312، وتحفة الأشراف 4/ 335- 343 رقم 294، وتهذيب الكمال 684، والاستبصار 81، وطبقات ابن سعد 5/ 531، وسير أعلام النبلاء 2/ 377، 378 رقم 80، والعبر 1/ 68، والكاشف 2/ 79 رقم 2760، وتلخيص المستدرك 3/ 520، 521، والوافي بالوفيات 17/ 184 رقم 166، وتهذيب التهذيب 5/ 223 رقم 385، وتقريب التهذيب 1/ 417 رقم 317، والإصابة 2/ 312، 313 رقم 4688، والنكت الظراف 4/ 336 و 341، وخلاصة تذهيب التهذيب 198، وشذرات الذهب 1/ 71.

[1]

في الأصل «قطعه» ، والتصحيح من: الإصابة.

[2]

أخرجه البخاري 1/ 251، 252، ومسلم (235) ومالك في الموطأ 1/ 18 من طريق:

عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري قال: قيل له:

توضّأ لنا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بإناء، فأكفأ منها على يديه، فغسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كفّ واحدة، ففعل ذلك ثلاثا، ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثا. ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين، مرتين مرتين. ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه، فأقبل بيديه وأدبر، ثم غسل رجليه إلى الكعبين. ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله.

[3]

انظر عن (عبد الله بن السائب) في: التاريخ الصغير 66، وطبقات خليفة 20 و 277، والمحبّر 174، وطبقات ابن سعد 5/ 445، والمغازي للواقدي 1098، ومسند أحمد 3/ 410، وجمهرة أنساب العرب 143، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 235 و 120 رقم 466، والتاريخ الكبير 5/ 8، 9 رقم 15، والجرح والتعديل 5/ 65 رقم 301، والمعرفة والتاريخ 1/ 222 و 247 و 704 و 2/ 23 و 3/ 96، وتحفة الأشراف 4/ 346- 348 رقم 296، وتهذيب الكمال 685، والاستيعاب 2/ 380- 382، وتاريخ بغداد 9/ 460- 463 رقم 5092، وأسد الغابة 3/ 170، والكاشف 2/ 80 رقم 2767، وسير

ص: 146

الْمَخْزُومِيُّ الْعَابِدِيُّ، أَبُو السَّائِبِ وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرحمن، المكّي، قَارِئُ أَهْلِ مَكَّةَ.

لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَكَانَ أَبُو السَّائِبِ شَرِيكَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْمَبْعَثِ، وَأَسْلَمَ السَّائِبُ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَجَاءَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أمَّ النَّاسَ بِمَكَّةَ فِي رَمَضَانَ زَمَنَ عُمَرَ.

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغُوا مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَامَ النَّاسُ عَنْهُ، قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَدَعَا لَهُ وَانْصَرَفَ [1] .

روى عَنْهُ: ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَسِبْطُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَآخَرُونَ. قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ [2] .

وَقَرَأَ عَلَيْهِ: مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ، وَآخِرُ مِنْ رَوَى عَنْهُ الْقُرْآنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ.

تُوُفِّيَ بَعْدَ السَّبْعِينَ، وَهُوَ مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ. وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ.

53-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ [3] أَبُو مَعْمرٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ، تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ، وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

[ () ] أعلام النبلاء 3/ 388- 390 رقم 59، والوافي بالوفيات 17/ 187، 188 رقم 171، ومعرفة القراء الكبار 1/ 42، 43، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، وغاية النهاية 1/ 419، 420 رقم 1775، ومجمع الزوائد 9/ 409، والعقد الثمين 5/ 163، والإصابة 2/ 314 رقم 4698، وتهذيب التهذيب 5/ 229 رقم 393، وتقريب التهذيب 1/ 417 رقم 324، وخلاصة تذهيب التهذيب 168.

[1]

طبقات ابن سعد 5/ 445.

[2]

في طبقات القراء لابن الجزري: روى القراءة عرضا عن أبيّ بن كعب وعمر بن الخطاب.

[3]

انظر عن (عبد الله بن سخبرة) في:

طبقات ابن سعد 6/ 73، والتاريخ الكبير 5/ 97، 98 رقم 280، والمعرفة والتاريخ 2/ 553، 554 و 695 و 3/ 119 و 207، والجرح والتعديل 5/ 68 رقم 321، وطبقات خليفة 149، والكاشف 2/ 81 رقم 2770، والوافي بالوفيات 17/ 188 رقم 172، وتهذيب التهذيب 5/ 230، 231 رقم 397، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 199.

ص: 147

وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، والمقداد بن الأسود، وخبّاب ابن الأَرَتِّ.

رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ، وَمُجَاهِدٌ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ التَّيْمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

54-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ [1] ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، الْحَبْرُ الْبَحْرُ أَبُو الْعَبَّاسِ، ابْنُ عَمِّ

[1] انظر عن (عبد الله بن عباس) في:

طبقات ابن سعد 2/ 365- 372، والزهد لأحمد 236، والمسند له 1/ 214، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1196، 1197، والأخبار الموفقيّات (انظر فهرس الأعلام) 673، وطبقات خليفة 3 و 126 و 189 و 284، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 559، والتاريخ الصغير 69، والتاريخ الكبير 5/ 3- 5 رقم 5، والبرصان والعرجان (انظر فهرس الأعلام) 409، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 658، وفتوح البلدان 15 و 24 و 32 و 89، وأنساب الأشراف 1/ 57 و 317 و 368 و 446- 448 و 517 و 545، وج 3 (انظر فهرس الأعلام) 341، وج 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 651، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، وأخبار القضاة (انظر فهرس الأعلام) 1/ 33، و 2/ 483 و 3/ 356، ومشاهير علماء الأمصار 9 رقم 17، ونسب قريش 26 و 27 و 264 و 439، والسير والمغازي لابن إسحاق (انظر فهرس الأعلام) 349، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام 1/ 388 و 2/ 398 و 3/ 327 و 4/ 331، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 641، 642، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 206، 207، والتاريخ لابن معين 2/ 315- 317، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 309، 310، والمنتخب من ذيل المذيّل 523- 525، وتاريخ الثقات للعجلي 263- 265 رقم 834، والثقات لابن حبّان 3/ 207، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 5، والفصل لابن حزم 4/ 4/ 152، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) 584، وحلية الأولياء 1/ 314- 329 رقم 45، ورياض النفوس للمالكي 1/ 41 رقم 1، تحقيق حسين مؤنس- القاهرة 1951، وجمهرة أنساب العرب 18- 20 و 24 و 69 و 71 و 74 و 311 و 451، وربيع الأبرار 1/ 38 و (انظر فهرس الأعلام) 4/ 532، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 34 و 173 و 286 و 1625 و 1627 و 1652 و 1955، 1956 (وانظر فهرس الأعلام) 2/ 473، 474، والزهد لابن المبارك (انظر الفهرس)(و) ، (م) ، رقم 312، والجرح والتعديل 5/ 116 رقم 527، والمستدرك 3/ 533- 546، والاستيعاب 2/ 350- 357، وتحفة الأشراف 4/ 362 و 5/ 3- 281 رقم 302، وتهذيب الكمال 698، وتاريخ بغداد 1/ 173- 175 رقم 14، والزاهر (انظر فهرس الأعلام) 2/ 611، والزيارات 19، ووفيات الأعيان 2/ 62- 64، والجمع بين رجال الصحيحين 15/ 239، وجامع الأصول 9/ 63، وأسد الغابة 3/ 290، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام)

ص: 148

رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأبو الخلفاء.

[ () ] 13/ 204، والمعارف 121- 123 و 196 و 209 و 267 و 282 و 589، وتاريخ العظيمي 87 و 174 و 175 و 184 و 189 و 274، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 323، والحلّة السيراء 1/ 20- 24 رقم 3، وأخبار مكة (انظر فهرس الأعلام) 1/ 407 و 2/ 350، والشعر والشعراء 286 و 410 و 615 و 732، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) 2/ 586، وشفاء الغرام (بتحقيقنا)(انظر فهرس الأعلام) 2/ 538، 539، والبدء والتاريخ 5/ 105، 106، ومسند أبي عوانة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 420، ولباب الآداب (انظر فهرس الأعلام) 490، وصفة الصفوة 1/ 314- 319، وطبقات الفقهاء للشيرازي 48، 49، ونكت الهميان 180- 182، والوافي بالوفيات 17/ 231- 234 رقم 215، والبداية والنهاية 8/ 295- 307، ومرآة الجنان 1/ 143، وسير أعلام النبلاء 3/ 331- 359 رقم 51، وتذكرة الحفّاظ 1/ 40، 41 رقم 18، ومعرفة القراء الكبار 1/ 45، 46 رقم 9، وطبقات علماء إفريقية وتونس 74، لأبي العرب القيرواني، تحقيق علي الشابي ونعيم حسن اليافي- تونس 1968، والعبر 1/ 76، والكاشف 2/ 90 رقم 2832، وتلخيص المستدرك 3/ 533- 546، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 77، والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 763، والسيرة النبويّة (من تاريخ الإسلام) الفهرس 631، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) الفهرس 714، 715، والوفيات لابن قنفذ 76، 77 رقم 68 و 84 رقم 87 والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 479 و 2/ 506، ودول الإسلام 1/ 51، والفائق في غريب الحديث للزمخشري- تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم- القاهرة 1945- 1947- ج 1/ 642، 643، وشمائل الرسول لابن كثير- تحقيق مصطفى عبد الواحد- القاهرة 1967- ص 50، 51، ونثر الدرّ للآبي- تحقيق محمد علي القرني- مطبعة الهيئة المصرية العامة، القاهرة 1980، 1981- ج 1/ 404 و 405 و 408، 409 و 415 وعيون أخبار الرضا- للشيخ الصدوق- طبعة قم 1377 هـ- ج 1/ 317، ومكارم الأخلاق، للطبرسي- مصر 1303 هـ. - ص 5 و 10، والبصائر والذخائر، لأبي حيّان التوحيدي- تحقيق د. إبراهيم الكيلاني- دمشق 1964- 1968 ج 2/ 194 و 431 و 461 و 3/ 608، والحكمة الخالدة (جاويدان خرد) لمسكويه- تحقيق د. عبد الرحمن بدوي- القاهرة 1952- ص 132، ومحاضرات الأبرار لابن عربي- طبعة دار اليقظة العربية 1968- ج! / 150، 151، والبيان والتبيين 1/ 123 و 235 و 2/ 94 و 3/ 257 وأدب الدنيا والدين للماوردي- تحقيق مصطفى السقا- القاهرة 1955- ص 33 و 104، وأخبار الدولة العباسية، لمؤرّخ مجهول- تحقيق د. عبد العزيز الدوري ود.

عبد الجبار المطلبي- طبعة دار الطليعة، بيروت 1971 ص 120، والكامل للمبرّد 1/ 177 و 265 و 2/ 312، والزهرة لابن داود الأصفهاني- تحقيق د. إبراهيم السامرائي ود. نوري حمودي القيسي- بغداد 1975- ج 1/ 264، وبهجة المجالس لابن عبد البر- تحقيق محمد مرسي الخولي- طبعة دار الكتاب العربيّ، القاهرة- ج 1/ 43 و 343 و 394 و 402 و 427، و 428 و 458 والمستطرف للإبشيهي 1/ 89، و 121، ونهاية الأرب للنويري 6/ 16، وغرر الخصائص، للوطواط- طبعة بيروت 2- ص 441، وبرد الأكباد في الأعداد للثعالبي- ضمن

ص: 149

وُلِدَ فِي شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَذَكَر ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ كَانَ قَدْ نَاهَزَ الاحْتِلامَ.

وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ «الْمُحْكَمَ» [1] ، فَتَحَقَّقَ هَذَا.

وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحِكْمَةِ مرّتين [2] .

[ () ] مجموعة خمس رسائل- طبعة الجوائب 1301 هـ. - ص 114، وكتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة- القاهرة 1931- ص 28، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- القاهرة 1969- 1976- ج 6/ 357، وسراج الملوك للطرطوشي- طبعة الإسكندرية 1289 هـ. - ص 203، وعين الأدب والسياسة، لابن هذيل- طبعة مصر 1302 هـ. ص 154، ومحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء للراغب الأصبهاني- طبعة بيروت- ج 1 و 526 و 692، و 2/ 365، وكتاب ألف باء للبلوي- طبعة القاهرة 1287 هـ. - ج 1/ 19 و 22 و 25، والتمثيل والمحاضرة للثعالبي- تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو- القاهرة 1961- ص 30، وشرح مقامات الحريري للشريشي- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- القاهرة 1969- 1976 ج 286، 287، والصداقة والصديق، لأبي حيّان التوحيدي- تحقيق د. إبراهيم الكيلاني- دمشق 1964- ص 45، والعقد الثمين 5/ 190، وغاية النهاية 1/ 425، 426 رقم 1791، والإصابة 2/ 330- 334 رقم 4781، وتهذيب التهذيب 5/ 276- 279 رقم 474، وتقريب التهذيب 1/ 425 رقم 404، والنكت الظراف 4/ 364 و 5/ 4- 279، والمطالب العالية 4/ 114، والنجوم الزاهرة 1/ 182، وخلاصة تذهيب التهذيب 172، والتحفة اللطيفة 2/ 430، وتدريب الراويّ للسيوطي 2/ 217، وحسن المحاضرة 1/ 214، وطبقات الحفاظ 10، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 332، 233، وشذرات الذهب 1/ 75، 76.

[1]

أخرجه أحمد في المسند 1/ 253 و 287 و 337 و 357، والطيالسي في مسندة 2/ 148، والطبراني (10577) .

[2]

أخرج البخاري في العلم (1/ 155) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهمّ علّمه الكتاب» و 7/ 78 في فضائل الصحابة، باب ذكر ابن عباس، و 13/ 208 في أول كتاب الاعتصام، والترمذي (3824) ، وابن ماجة (166) ، والطبراني (10588)، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 29 وكلهم من طريق: خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمّني النبي صلى الله عليه وسلم 7 لي صدره وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة» . وأخرجه ابن سعد في طبقاته 2/ 365 من طريق: عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح على ناصيتي وقال:«اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» .

ص: 150

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ.

رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِيهِ الْعَبَّاسِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.

رَوَى عَنْهُ: أَنَسٌ، وَغَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَابْنُهُ عَلِيٌّ، وَمَوَالِيهِ الْخَمْسَةُ:

كريب، وعكرمة، ومقسم، وأبو معبد نافذ [1] ، وَدَفِيفٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَعُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ [2] ، وَالْقَاسِمُ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَأَبُو صَالِحٍ بَاذَامُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَأَخُوهُ سَعِيدٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، وَالضَّحَّاكُ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.

وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَمَعْتُ الْمُحْكَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُبِضَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ حِجَجٍ [3]، قُلْتُ: وَمَا «الْمُحْكَمُ» ؟ قَالَ: «الْمُفَصَّلُ» .

خَالَفَهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: فَرَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَنَا خَتِينٌ [4] .

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ، وَأَنَا قَدْ نَاهَزْتُ الاحْتِلامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ بمنى [5] .

[1] في الأصل «ناقد» والتصحيح من: خلاصة التذهيب.

[2]

في الأصل «أبو حمزة» والتصحيح من مصادره.

[3]

انظر تخريج هذا الحديث قبل قليل.

[4]

أخرجه الطيالسي في المسند 2/ 149، والحاكم في المستدرك 3/ 533، والطبراني (10578) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 285.

[5]

أخرجه البخاري في سترة المصلّي 1/ 472 باب الإمام سترة من خلفه، وفي صفة الصلاة باب وضوء الصبيان، وفي الحج: باب حجّ الصبيان، وفي العلم. باب: متى يصحّ سماع

ص: 151

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ عِنْدَنَا أَنَّهُ وُلِدَ فِي الشِّعْبِ.

وَقَدْ ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدِيثَ أَبِي بِشْرٍ الْمَذْكُورَ فَقَالَ: هَذَا عِنْدِي حَدِيثٌ وَاهٍ، وَحَدِيثُ أَبِي إِسْحَاقَ يُوَافِقُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ.

وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَلَهُ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً.

وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: غَزَا ابْنُ عَبَّاسٍ إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ خَمْسَةَ عَشَرَ نَفْسًا.

وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ [1] : وُلِدَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ، قَالَ: وَكَانَ أَبْيَضَ طَوِيلا مشربا صفرة، جسيما، وَسِيمًا، صَبِيحًا، لَهُ وَفْرَةٌ، يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ لَنَا عَطَاءٌ: مَا رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ إِلا ذَكَرْتُ وَجْهَ ابن عباس.

وقال إبراهيم بن الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ إِذَا مَرَّ فِي الطَّرِيقِ قَالَتِ النِّسَاءُ عَلَى الْحِيطَانِ: أَمَرَّ الْمِسْكُ أَمْ مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ؟.

وَقَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ [2] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَوَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلا، فَقَالَ:

«مَنْ وَضَعَ هَذَا» ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ:«اللَّهمّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ وَفَقِّهْهُ فِي الدِّينَ» [3] . وَقَالَ وَرْقَاءُ: ثَنَا عُبْيَدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: وضعت

[ () ] الصغير، ومسلم في الصلاة (504) باب سترة المصلّي، ومالك في الموطّأ (1/ 155) في قصر الصلاة في السفر، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلّي، وأحمد في المسند 1/ 264، والطبري في المنتخب من ذيل المذيّل 524.

[1]

في الأصل «ابن منذة» .

[2]

في الأصل «خيثم» .

[3]

إسناده صحيح، أخرجه أحمد في المسند 1/ 266 و 314 و 328 و 335، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 494 وابن سعد في الطبقات 2/ 365، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 28، والطبراني (10587) ، والحاكم في المستدرك 3/ 534 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.

ص: 152

لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَضُوءًا فَقَالَ: «اللَّهمّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» [1] . وَرَوَى أَبُو مَالِكٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْحِكْمَةِ مَرَّتَيْنِ [2] .

أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ: ثَنَا سَعْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ [3] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْلُبُ الْإِدَامَ، وَعِنْدَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ:«هُوَ ابْنُ عَبَّاسٍ» ، قَالَ:

بَلَى، قَالَ: فَاسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ حَبْرُ أُمَّتِكَ، أَوْ قَالَ: حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ [4] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ ثِقَةٌ، رَوَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ.

قُلْتُ: جَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صُوَرَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، فَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:«لَنْ يَمُوتَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى يَذْهَبَ بَصَرُهُ» ، فَكَانَ كَذَلِكَ [5] .

وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنَ حُكَيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: هَلُمَّ نَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، فَقَالَ: يَا عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكِ، وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله من ترى! فترك الرَّجُلَ [6] وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمُسَألَةِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثَ عَنِ الرَّجُلِ، فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ، فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى التُّرَابِ فيخرج فيراني، فيقول:

[1] أنساب الأشراف 3/ 37.

[2]

أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 365، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 28، والترمذي (3823) .

[3]

في الأصل «الحنيفي» .

[4]

حلية الأولياء 1/ 316.

[5]

أخرجه الطبراني في أطول مما هنا (10586) والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 276.

[6]

في الطبقات، والمستدرك «فتركت» ، وفي سير أعلام النبلاء 3/ 343 «فترك ذلك» وكذا في البداية والنهاية، أما في مجمع الزوائد «فركبت» وهو تحريف.

ص: 153

يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، أَلا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيكَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلُكَ، قَالَ: فَعَاشَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ، فَقَالَ: هَذَا الْفَتَى أَعْقَلُ منّي [1] .

وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَدْ وَجَدُوا عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه فِي إِدْنَائِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ دُونَهُمْ، قَالَ: وَكَانَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنِّي سَأُرِيكُمُ الْيَوْمَ مِنْهُ مَا تَعْرِفُونَ فَضْلَهُ بِهِ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّوَرَةِ إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ 110: 1 [2] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَمْرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ إِذَا رَأَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا أَنْ يَحْمَدَهُ وَيَسْتَغْفِرَهُ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَعْلَمَهُ مَتَّى يَمُوتُ.

قَالَ: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفْواجاً 110: 1- 2 [3] فَهِيَ آيَتُكَ مِنَ الْمَوْتِ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ 110: 3 [4] .

وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَأْذَنُ لِي مَعَ أَهْلِ بَدْرٍ.

وَقَالَ الْمُعَافَى بْنُ عِمَرانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأَسْأَلُ عَنِ الأَمْرِ الْوَاحِدِ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كان ابن عباس من الإسلام

[1] طبقات ابن سعد 2/ 367، 368، والمعرفة والتاريخ 1/ 542، والمستدرك 3/ 538 وإسناده صحيح، وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي في التلخيص، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 277 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[2]

أول سورة النصر.

[3]

سورة النصر، الآيتان 1 و 2.

[4]

سورة النصر، الآية 3، والحديث أخرجه بسنده البلاذري 3/ 33، وأخرجه البخاري في المغازي 8/ 99 باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وباب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، وفي التفسير، باب قوله فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ 110: 3، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 337، 338، والترمذي (3362) ، والطبراني (10616) و (10617) ، وابن جرير الطبري في التفسير 30/ 333، والحاكم في المستدرك 3/ 539، وأبو نعيم في الحلية 1/ 316، 317، والسيوطي في الدرّ المنثور 6/ 407.

ص: 154

بِمَنْزِلٍ، وَكَانَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَنْزِلٍ، وَكَانَ يَقُومُ [1] عَلَى مِنْبَرِنَا هَذَا، فَيَقْرَأُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَيُفَسِّرُهَا آيَةً آيَةً، وَكَانَ عُمَرُ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ: ذَاكُمْ فَتَى الْكُهُولِ، لَهُ لِسَانٌ سَئُولٌ، وَقَلْبٌ عَقُولٌ [2] .

وَقَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ الْقُرْآنِ أَعْلَمُهُ إِلا الرَّقِيمَ، وَغِسْلِينَ، وَحَنَانًا [3] .

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لابْنِ عَبَّاسٍ: لَقَدْ عَلِمْتَ عِلْمًا مَا عَلِمْنَاهُ [4] . سَنَدُهُ صَحِيحٌ.

وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ قال: كَانَ عُمَرُ يَسْتَشِيرُ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي الأَمْرِ يَهُمُّهُ وَيَقُولُ: غَوَّاصٌ [5] .

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ عُمَرُ: لا يَلُومُنِي أَحَدٌ عَلَى حُبِّ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ إِنَّ عُمَرَ يُدْنِيكَ، فَاحْفَظْ عَنِّي ثَلاثًا: لا تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا، وَلا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا، وَلا يُجَرِّبَنَّ عَلَيْكَ كَذِبًا [6] .

وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَرَّقَ عَلَيَّ نَاسًا ارْتَدُّوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ بِالنَّارِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:«لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ» وَلَقَتَلْتُهُمْ، لِقَوْلِهِ عليه السلام:«مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ:

وَيْحَ ابْنَ أُمِّ الْفَضْلِ، إِنَّهُ لَغَوَّاصٌ على الهنات [7] .

[1] في طبعة القدسي 33 «يقدم» .

[2]

أخرجه الطبراني (10620) ، وأبو نعيم في الحلية 1/ 318، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 37، ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 277 إلى الطبراني، وقال: وأبو بكر الهذلي ضعيف.

[3]

زاد في: البداية والنهاية «والأواه» والحديث أخرجه الطبراني 15/ 199 من طريق عبد الرزاق.

[4]

أنساب الأشراف 3/ 37.

[5]

في: سير أعلام النبلاء 3/ 346: «غص غوّاص» .

[6]

نسب قريش 36، أنساب الأشراف 3/ 51، المعرفة والتاريخ 1/ 533، 534، المعجم الكبير (1069) ، حلية الأولياء 1/ 318.

[7]

إسناده صحيح، وهو في المعرفة والتاريخ 1/ 516، وأخرجه البخاري في الجهاد 6/ 106

ص: 155

وَعَنْ سَعْدِ [1] بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْضَرَ فَهْمًا، وَلا أَلَبَّ لُبًّا، وَلا أَكْثَرَ عِلْمًا، وَلا أَوْسَعَ حِلْمًا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يَدْعُوهُ لِلْمُعْضِلاتِ، فَلا يُجَاوِزُ قَوْلَهُ، وَإِنَّ حَوْلَهُ لأَهْلُ بَدْرٍ [2] .

وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ أُعْطِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهْمًا وَلَقَنًا [3] وَعِلْمًا، وَمَا كُنْتُ أَرَى عُمَرَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا [4] .

هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ مِنْ رِوَايَةِ الْوَاقِدِيِّ.

وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَسْنَانَنَا مَا عَشِرَهُ مِنَّا أَحَدٌ [5] .

وَفِي لَفْظٍ: مَا عَاشَرَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَكَذَا قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَغَيْرُهُ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.

وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَو أَنَّ هَذَا الْغُلامَ أَدْرَكَ مَا أَدْرَكْنَا، مَا تَعَلَّقْنَا مَعَهُ بِشَيْءٍ.

قَالَ الأَعْمَشُ: وَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: وَلَنِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ [6] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن بسر [7] بن سعيد، عن

[ () ] باب: لا يعذّب بعذاب الله، و 12/ 237 في استتابة المرتدّين، باب حكم المرتدّ والمرتدّة، والنسائي في تحريم الدم 7/ 104، باب الحكم في المرتدّ، وأبو داود في أول الحدود (4351) ، والحاكم في المستدرك 3/ 538، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 35 من طرق وألفاظ مختلفة.

[1]

في طبعة القدسي 33 «سعيد» وهو غلط.

[2]

طبقات ابن سعد 2/ 369.

[3]

في الأصل مهملة.

[4]

طبقات ابن سعد 2/ 370.

[5]

إسناده صحيح، وهو في: طبقات ابن سعد 2/ 366، والمعرفة والتاريخ 1/ 495، والمستدرك 3/ 537.

[6]

طبقات ابن سعد 2/ 366، المعرفة والتاريخ 1/ 495، المستدرك 3/ 537 وفيه قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في التلخيص.

[7]

في طبعة القدسي 34 «بشر» بالشين المعجمة، وهو تحريف.

ص: 156

مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، وَكَانَ عِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَامَ فَقَالَ: هَذَا يَكُونُ حَبْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَرَى عَقْلا وَفَهْمًا، وَقَدْ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ.

وقال الواقدي: ثنا أبو بكر ابن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: مَوْلاكَ [1] وَاللَّهِ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاشَ.

وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالْحَجِّ [2] .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ، وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ، كَانَ يُسمَّى الْبَحْرَ لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ [3] .

وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ فَاتَ النَّاسَ بِخِصَالٍ: بِعِلْمِ مَا سُبِقَ إِلَيْهِ، وَفِقْهٍ فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ، وَحِلْمٍ وَنَسَبٍ وَنَائِلٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، مِنْهُ، وَلا أَعْلَمُ بِمَا مَضَى، وَلا أَثْقَبَ رَأْيًا فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ كُنَّا نَحْضُرُ عِنْدَهُ، فَيُحَدِّثُنَا الْعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي الْمَغَازِي، وَالْعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي النَّسَبِ، وَالْعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي الشِّعْرِ.

رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ [4] ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ [5] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ.

وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قُلْتُ: أَجْمَلُ النَّاسِ، وَإِذَا نَطَقَ قُلْتُ: أَفْصَحُ النَّاسِ، وَإِذَا تَحَدَّثَ قُلْتُ: أَعْلَمُ النَّاسِ [6] .

وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَا رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ ابن عباس باطلا قطّ.

[1] في طبعة القدسي 34: «سمعت معاوية يقول: مات» . وهو يعتمد على: البداية والنهاية لابن كثير، وما أثبتناه عن: طبقات ابن سعد 2/ 370.

[2]

طبقات ابن سعد 2/ 369، المعرفة والتاريخ 1/ 495.

[3]

أنساب الأشراف 3/ 33، المستدرك 3/ 535، حلية الأولياء 1/ 316.

[4]

في طبقاته 2/ 368.

[5]

في الأصل «الزياد» .

[6]

أنساب الأشراف 3/ 30.

ص: 157

وَقَالَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا نَزَلَ قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ، وَيُرَتِّلُ الْقُرْآنَ حَرْفًا حَرْفًا، وَيُكْثِرُ فِي ذَلِكَ مِنَ النَّشِيجِ وَالنَّحِيبِ.

وَقَالَ مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَسْفَلَ مِنْ عَيْنَيْهِ [1] مِثْلَ الشِّرَاكِ الْبَالِي مِنَ الْبُكَاءِ [2] .

وَجَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ.

وَقَدْ وَلِيَ الْبَصْرَةَ لِعَلِيٍّ، وَشَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، فَكَانَ عَلَى مَيْسَرَتِهِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَكْرَمَهُ وَأَجَازَهُ. وَجَاءَ أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ حِلَّةً بِأَلْفِ دِرْهَمٍ. أَبُو جَنَابٍ [3] الْكَلْبِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ شَهِدَ الْجَمَلَ مَعَ عَلِيٍّ.

وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَقَامَ عَلِيٌّ بَعْدَ الْجَمَلِ خَمْسِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَاسْتَخْلَفَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَلَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ حَمَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَبْلَغًا مِنَ الْمَالِ وَلَحِقَ بِالْحِجَازِ، وَاسْتُخْلِفَ عَلَى الْبَصْرَةِ.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يعتم [4] بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ خُرْقَانِيَّةٍ، وَيُرْخِيهَا شِبْرًا.

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا اتَّزَرَ أَرْخَى مُقَدَّمَ إِزَارِهِ، حَتَّى تَقَعَ حَاشِيَتَهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ.

ابْنُ جُرَيْجٍ: أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَنْهَى عَنْ كِتَابِ الْعِلْمِ، وَأنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أَضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْكُتُبُ.

حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ- وَهُوَ وَاهٍ-، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قيّدوا العلم بالكتب.

[1] في الأصل «وأسفل بن عيينة» .

[2]

أنساب الأشراف 3/ 38.

[3]

في الأصل: «أبو خباب» .

[4]

في طبعة القدسي 35 «يقيم» وهو تحريف.

ص: 158

نَافِعُ بْنُ عُمَرَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُمْ كَلَّمُوا ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْ يَحِجَّ بِهِمْ وَعُثْمَانَ مَحْصُورٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فأَخْبَرَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَحِجَّ بِالنَّاسِ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قَدِمَ وَجَدَ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: إنْ أَنْتَ قُمْتَ بِهَذَا الأَمْرِ الآنَ أَلْزَمَكَ النَّاسُ دَمَ عُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ عَرَّفَ بِالْبَصْرَةِ [1] ابْنُ عَبَّاسٍ، كَانَ مَثِجًا [2] ، كَثِيرَ الْعِلْمِ، قَالَ: فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَفَسَّرَهَا آيَةً آيَةً [3] .

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ، فَإِنْ كَانَ فِي الْقُرْآنِ أَوِ السُّنَّةِ أَخْبَرَ بِهِ، وَإِلا اجْتَهَدَ رَأْيَهُ [4] .

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ [5] ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَيُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ قَالا: مَا نُحْصِي مَا سَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ يُسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ مِنَ الْقُرْآنِ، فَيَقُولُ: هُوَ كَذَا، أَمَا سَمِعْتَ الشَّاعِرَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذا [6] .

أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ صَوْمُكَ؟ قَالَ: أَصُومُ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ.

مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ، وَيَكْرَهُ الْمُصْمَتَ مِنْهُ [7] .

أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ: رَأَيْتُ إزار ابن عباس إلى أنصاف ساقيه [8] .

[1] كان يصعد المنبر يوم عرفة، ويجتمع أهل البصرة حوله، فيفسّر شيئا من القرآن ويذكّر الناس من بعد العصر إلى الغروب، ثم ينزل فيصلّي بهم المغرب، كما في البداية والنهاية.

[2]

أي كان يصبّ الكلام صبّا.

[3]

أنساب الأشراف 3/ 34، طبقات ابن سعد 2/ 367.

[4]

أنساب الأشراف 3/ 32، طبقات ابن سعد 2/ 366.

[5]

في طبعة القدسي 35 «الحمادان عن علي بن زيد» ، والتصويب من أنساب الأشراف.

[6]

أنساب الأشراف 3/ 32 وفيه «أما سمعتم الشاعر» ، وكذا في طبقات ابن سعد 2/ 367.

[7]

المصمت: الّذي جميعه إبريسم لا يخالطه قطن ولا غيره.

[8]

الحديث في سير أعلام النبلاء 3/ 355 بأطول مما هنا.

ص: 159

شَريِكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ طَوِيلَ الشَّعْرِ أَيَّامَ مِنًى، أَظُنَّهُ قَصَّرَ، وَرَأَيْتُ فِي إِزَارِهِ بَعْضَ الْإِسْبَالِ.

ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُصَفِّرُ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ.

يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ عَلَى الْحَجِّ وَهُوَ مَحْصُورٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا صَدَرَ عَنِ الْمَوْسِمِ إِلَى الْمَدِينَةِ، بَلَغَهُ وَهُوَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَتْلُ عُثْمَانَ، فَجَزِعَ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: يا ليتني لا أصل حتى يأتيني قَاتِلُهُ فَيَقْتُلُنِي، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ، يَعْنِي فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ، وَلَمَّا سَارَ الْحُسَيْنُ إِلَى الْكُوفَةِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ لَقِيَهُ بِمَكَّةَ: خَلا لك والله يا بن الزُّبَيْرِ الْحِجَازُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَوْنَ إِلا أَنَّكُمْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ، وتكالما حتى علت أصواتهما، حَتَّى سكَّنَهُمَا رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الْحَنَفِيَّةَ قَدْ نَزَلا بِمَكَّةَ فِي أَيَّامِ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَطَلَبَ مِنْهُمَا أَنْ يُبَايِعَاهُ، فَامْتَنَعَا وَقَالا: أَنْتَ وَشَأْنُكَ لا نَعْرِضُ لَكَ وَلا لِغَيْرِكَ.

وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَلَحَّ عَلَيْهِمَا فِي الْبَيْعَةِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَتُبَايِعَنَّ أَوْ لأَحُرِّقَنَّكُمْ بِالنَّارِ، فَبَعَثَا أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيعَتِهِمْ بِالْكُوفَةِ، فَانْتَدَبَ أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَسَارُوا فَلَبِسُوا السِّلاحَ حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ، وَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا النَّاسُ، وَانْطَلَقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمَسْجِدِ هَارِبًا، وَيُقَالُ:

تَعَلَّقَ بِالأَسْتَارِ، وَقَالَ: أَنَا عَائِذُ اللَّهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَمَثُلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَقَدْ عَمِلَ حَوْلَ دُورِهِمُ الْحَطَبَ لِيَحْرَقَهَا، فَخَرَجْنَا بِهِمْ حَتَّى نَزَلْنَا بِهِمُ الطَّائِفَ.

قُلْتُ: فَأَقَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ سَنَةً أَوْ سنَتَيْنِ لَمْ يُبَايِعْ أَحَدًا.

وَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لَمَّا دُفِنَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْيَوْمُ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ [1] .

رَوَاهُ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي كُلْثُومٍ، عنه.

[1] طبقات ابن سعد 2/ 368، أنساب الأشراف 3/ 54، المستدرك 3/ 543.

ص: 160

وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَاءَ طَائِرٌ أَبْيَضُ فَدَخَلَ فِي أَكْفَانِهِ [1] .

وَرَوَى عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحوه، وزاد: فما رئي تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.

رَوَى الْوَاقِدِيُّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ عَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً [2] .

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا أدرج ابن عباس في كفنه دخل فيه طائر أبيض، فما رئي حَتَّى السَّاعَةِ.

عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ بُجَيْرِ [بْنِ][3] أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مَاتَ بِالطَّائِفِ، فَلَمَّا أُخْرِجَ بِنَعْشِهِ، جَاءَ طَائِرٌ عَظِيمٌ أَبْيَضُ مِنْ قِبَلِ وَجٍّ [4] حَتَّى خَالَطَ أَكْفَانَهُ، فَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ، رضي الله عنه.

55-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ [5] ابْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرحمن، القرشي

[1] أنساب الأشراف 3/ 54، المستدرك 3/ 543 وكانوا يرون أن الطائر هو علمه.

[2]

المنتخب من ذيل المذيّل 524 و 525.

[3]

ساقطة من طبعة القدسي 37.

[4]

وجّ: بالفتح ثم التشديد. الوجّ هو يوم الطائف. وسمّيت وجّا بوج بن عبد الحق من العمالقة، وقيل من خزاعة. (معجم البلدان 5/ 361) .

[5]

انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) في:

طبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 261- 268 و 7/ 494، ونسب قريش 411، والمحبّر 293، والتاريخ لابن معين 2/ 322، 323، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 131، و 2/ 230 و 4/ 136 و 289، والبرصان والعرجان 37 و 154 و 286 و 344، وعيون الأخبار 2/ 95 و 3/ 21 و 23، والمعارف 286 و 287 و 592، وتاريخ خليفة 159 و 195 و 218، وطبقات خليفة 26 و 139 و 299، والتاريخ الكبير 5/ 5 رقم 6، والمعرفة والتاريخ 1/ 251، والمغازي للواقدي 203 و 313 و 850 و 1021 و 1042 و 1114، ومسند أحمد 2/ 158، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 9، وأنساب الأشراف 1/ 168 و 169 و 313، و 3/ 5،

ص: 161

السَّهْمِيُّ مِنْ نُجَبَاءِ الصَّحَابَةِ وَعُلَمَائِهِمْ.

كَتَبَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْكَثِيرَ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ.

رَوَى عَنْهُ: حَفِيدُهُ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ، وَطَاوُسٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَعَطَاءٌ،

[ () ] وق 4 ج 1/ 60 و 63 و 95 و 126 و 127 و 493، وفتوح البلدان 65 و 165 و 166 و 249 و 264 و 267، وأخبار القضاة 3/ 223، 224، والأخبار الطوال 157 و 172 و 196، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 142 و 262 و 401 و 2/ 332 و 333 و 501 و 3/ 86 و 92 و 188 و 4/ 109 و 144 و 270 و 357 و 558 و 560 و 563 و 5/ 41 و 166 و 181 و 229 و 335 و 387 و 476، والعقد الفريد 2/ 217 و 375 و 376 و 4/ 341، والجرح والتعديل 5/ 116 رقم 529، ومشاهير علماء الأمصار 55 رقم 377، وحلية الأولياء 1/ 283- 292 رقم 43، وتاريخ الثقات للعجلي 270 رقم 857، والثقات لابن حبّان 3/ 210، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1677 و 1705 و 1816، وجمهرة أنساب العرب 163، وثمار القلوب 88، والزيارات 51، والاستيعاب 2/ 346- 349، والمستدرك 3/ 526- 528، وطبقات الفقهاء 50، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 399، وتاريخ دمشق (مصوّرة المجمع العلمي عن نسخة موسكو) 205- 272، وصفة الصفوة 1/ 270- 273، وتلقيح فهوم أهل الأثر 363، وأسد الغابة 3/ 233- 235، والكامل في التاريخ 2/ 78 و 136 و 3/ 109 و 163 و 274 و 275 و 279 و 311 و 413 و 455 و 4/ 210، ووفيات الأعيان 3/ 265 و 7/ 215، والزاهر للأنباري 1/ 522 و 556، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 17- 20 رقم 2، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 281، 282 رقم 242، والزهد لابن المبارك 46 و 130 و 2/ 212 و 245 و 267 و 281 و 426 و 488 و 522 و 558 و 561 وانظر فهرس الأعلام أيضا (ن) ، وتهذيب الكمال 716، وتحفة الأشراف 6/ 278- 400 رقم 310، وتاريخ العظيمي 77- 179، والبدء والتاريخ 5/ 107، والمعين في طبقات المحدّثين 24، ودول الإسلام 1/ 50، وتاريخ الإسلام (المغازي) 21 و 596، و (السيرة) 545، (وعهد الخلفاء الراشدين) 57 و 367 و 385 و 406 و 479 و 578، والعبر 1/ 72، وسير أعلام النبلاء 3/ 79- 94 رقم 17، وتذكرة الحفاظ 1/ 39، وتلخيص المستدرك 3/ 526- 528، ومرآة الجنان 1/ 141، والبداية والنهاية 8/ 263، 264، والوفيات لابن قنفذ 75 رقم 65، والوافي بالوفيات 17/ 380- 382 رقم 311، ومجمع الزوائد 9/ 354، والعقد الثمين 5/ 223، وغاية النهاية 1/ 439 رقم 1835، والإصابة 2/ 351، 352 رقم 4847، وتهذيب التهذيب 5/ 327، 328 رقم 575، وتقريب التهذيب 1/ 436 رقم 502، والنكت الظراف 6/ 278- 399، والكاشف 2/ 101 رقم 2913، وحسن المحاضرة 1/ 215 رقم 161، وخلاصة تذهيب التهذيب 176، وشذرات الذهب 1/ 73، وطبقات الحفاظ 118 رقم 19، والنجوم الزاهرة 1/ 171.

ص: 162

وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ [1] ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَوَهْبُ بْنُ مُنَبَّهٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.

وَأَسْلَمَ قَبْلَ أَبِيهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَصْغَرَ مِنْ أَبِيهِ إِلا بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقِيلَ:

بِإِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. وَكَانَ وَاسِعَ الْعِلْمِ، مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةَ، عَاقِلا يَلُومُ أَبَاهُ عَلَى الْقِيَامِ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِأَدَبٍ وَتُؤَدَةٍ.

قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ رجُلا سَمِينًا.

وقال علي بن زيد بن جدعان [2]، عن الْعُرْيَانِ [3] بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ، فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ، أَحْمَرُ، عَظِيمُ الْبَطْنِ، فَقُلْتُ: مَنْ ذَا؟

قِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو [4] .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ» [5] . وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعُ من قوّتي وشبابي، فأبى [6] .

[1] مهمل في الأصل.

[2]

في الأصل «جذعان» .

[3]

مهمل في الأصل.

[4]

طبقات ابن سعد 4/ 265 و 266 و 7/ 495، تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع)219.

[5]

أخرجه أحمد في المسند 1/ 161 من طريق: وكيع، حدثنا نافع بن عمر، وعبد الجبار بن الورد، بهذا الإسناد، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، لأن ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة، وأخرجه الترمذي (3845) مختصرا، وذكره ابن عساكر 220.

[6]

أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 84، ومسلم (1159/ 184) من طريق أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ القرآن في كل شهر» قال:

قلت: إني أجد قوّة، قال:«فاقرأه في عشرين ليلة» ، قال: قلت: إني أجد قوّة، قال:«فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك» .

ص: 163

وَقَالَ أَحْمَدُ فِي: «مُسْنَدِهِ» : ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ [1]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي أَحَدِ إِصْبَعَي سَمْنًا، وَفِي الأُخْرَى عَسَلا، وَأَنَا أَلْعَقُهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«تَقْرَأُ الْكِتَابَيْنِ: التَّوْرَاةَ وَالْفُرْقَانَ» ، فَكَانَ يَقْرَأُهُمَا [2] . وَعَنْ شُفَيٍّ [3]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلْفَ مَثَلٍ [4] .

وَقَالَ أَبُو قَبِيلٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَكْتُبُ مَا يَقُولُ [5] .

وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنِّي لا أَقُولُ إِلا حَقًّا» [6] . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا منّي، إلّا ما كان من عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لا أَكْتُبُ [7] .

وَقَالَ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَتَنَاوَلْتُ صَحِيفَةً تَحْتَ رَأْسِهِ، فَتَمَنَّعَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ:

تَمْنَعُنِي شَيْئًا مِنْ كُتُبِكَ! فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصحيفة الصادقة التي سمعتها من

[1] في الأصل «الغافري» ، والتصحيح من الخلاصة.

[2]

أخرجه أحمد في المسند 2/ 222، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 286، وابن عساكر في تاريخ دمشق (المصوّر)228.

[3]

بفاء، مصغّرا، هو ابن ماتع الأصبحي.

[4]

تاريخ دمشق 230.

[5]

تاريخ دمشق 230.

[6]

أخرجه أحمد في المسند 2/ 207 و 215، والرامهرمزيّ في المحدّث الفاضل رقم (316) ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 89، وأبو زرعة في تاريخه 1516، والخطيب في تقييد العلم 77، وابن عساكر في تاريخ دمشق 231، 232، والحاكم في المستدرك 1/ 105، 106، والدارميّ 1/ 125، وأبو داود (3646) .

[7]

أخرجه البخاري في العلم 1/ 184 باب كتابة العلم، والرامهرمزيّ في: المحدّث الفاصل، رقم 328، والخطيب في: تقييد العلم 82، وابن عساكر في تاريخ دمشق 235.

ص: 164

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ليس بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ، فَإِذَا سَلِمَ لِي كِتَابُ اللَّهِ، وَسَلِمَتْ لِي هَذِهِ الصَّحِيفَةُ وَالْوَهْطُ، لَمْ أُبَالِ مَا ضَيَّعْتُ [1] الدُّنْيَا [2] .

الْوَهْطِ: بُسْتَانُه بِالطَّائِفِ.

وَقَالَ عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لأَنْ أَكُونَ عَاشِرَ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ عَاشِرَ عَشَرَةَ أَغْنِيَاءَ، فَإِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا، يَقُولُ: يَتَصَدَّقُ يَمِينًا وَشِمَالا [3] .

وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَصْنَعُ الْكُحْلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ يُطْفِئُ السِّرَاجَ ثُمَّ يَبْكِي، حَتَّى رَسِعَتْ [4] عَيْنَاهُ [5] .

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْتِي فَقَالَ: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَكَلَّفْتَ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصِيَامَ النَّهَارِ» ؟ قُلْتُ: إِنِّي لأَفْعَلُ. قَالَ: «إِنَّ مَنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ» ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [6] .

وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى مَيْمَنَةِ مُعَاوِيَةَ بِصِفِّينَ، وَقَدْ وَلاهُ مُعَاوِيَةُ

[1] في طبعة القدسي 38 «صنعت» .

[2]

اختصره ابن سعد في الطبقات 2/ 73) و 4/ 262، وهو في تاريخ دمشق لابن عساكر 236.

[3]

حلية الأولياء 1/ 288، تاريخ دمشق 241، 242.

[4]

في الأصل «راسعت» ، والتصويب من تاج العروس، حديث قال: رسعت عينه: التصقت أجفانها.

[5]

حلية الأولياء 1/ 290، تاريخ دمشق 243.

[6]

أخرجه أحمد في المسند 2/ 200 من طريق: عبد الوهاب بن عطاء. وتمامه: «فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنك قد صمت الدهر كله» . قلت: يا رسول الله إني أجد قوّة، وإني أحبّ أن تزيدني، فقال:«فخمسة أيام» . قلت: إني أجد قوّة. قال: «سبعة أيام» . فجعل يستزيده، ويزيده حتى بلغ النصف. وأن يصوم نصف الدهر:«إنّ لأهلك عليك حقّا، وإنّ لعبدك عليك حقّا، وإنّ لضيفك عليك حقّا» فكان بعد ما كبر وأسنّ يقول: ألا كنت قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ من أهلي ومالي. ولهذا الحديث طرق مشهورة، في الصحيحين وغيرهما.

[7]

في التاريخ 195.

ص: 165

الْكُوفَةَ، ثُمَّ عَزَلَهُ بِالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.

وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، كُلُّ وَاحِدٍ يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

«تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا عَمْرُو أَلا تَرُدَّ عَنَّا مَجْنُونَكَ، فَمَا بَالُكَ مَعَنَا! قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي «أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا» ، فَأَنَا مَعَكُمْ، وَلَسْتُ أُقَاتِلُ [1] . وَقَالَ ابْنُ أبي مليكة: قال ابن عمرو: ما لي ولصفّين، ما لي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَهَا بِعِشْرِينَ سَنَةً، أَمَّا وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ، وَلا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتِ الرَّايَةُ بِيَدِهِ [2] .

وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ:

انْطَلَقْتُ فِي رَهْطٍ مِنْ نُسَّاكِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَقُلْنَا: لَوْ نَظَرْنَا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيُحَدِّثُنَا، فَدُلِلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَأَتَيْنَا مَنْزِلَهُ، فَإِذَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِمِائَةِ رَاحِلَةٍ، فَقُلْنَا: عَلَى كُلِّ هَؤُلاءِ حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ! قَالُوا:

نَعَمْ، هُوَ وَمَوَالِيهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، بَيْنَ بُرْدَيْنِ قِطْريَّيْنِ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ [3] .

رَوَاهُ حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ فَقَالَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الْغَنَوِيِّ.

قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ، وَتُوُفِّيَ بمصر على الصحيح [4] .

[1] مسند أحمد 2/ 164، وتاريخ دمشق 248.

[2]

طبقات ابن سعد 4/ 266، تاريخ دمشق 257.

[3]

طبقات ابن سعد 4/ 267.

[4]

كتاب الولاة للكندي 645.

ص: 166

وَقِيلَ: مَاتَ بِالطَّائِفِ. وَقِيلَ: مَاتَ بِمَكَّةَ. وَقِيلَ: مَاتَ بِالشَّامِ.

56-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ [1] وَيُقَالُ: ابْنُ مَسْعُودٍ، وَيُدْعَى صَاحِبَ الْجُيُوشِ، لِأَنَّهُ كَانَ أَمِيرًا عَلَى غَزْوِ الرُّومِ.

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: له صحبة.

وقال الحافظ ابن عَسَاكِرَ: لَهُ رُؤْيَةٌ، وَنَزَلَ دِمَشْقَ وَبَعَثَهُ يَزِيدُ مُقَدَّمًا عَلَى جُنْدِ دِمَشْقَ فِي جُمْلَةِ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ إِلَى الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَايَعَ مَرْوَانَ بِالْجَابِيَةِ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَهَا فِي صَلاةٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وَقِيلَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعَدَةَ مِنْ سَبْيِ فَزَارَةَ، وَهَبَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، فَأَعْتَقَتْهُ.

وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَ ابْنُ مَسْعَدَةَ شَدِيدًا فِي قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَجَرَحَهُ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَمَا عَادَ لِلْحَرْبِ حَتَّى انْصَرَفُوا [2] .

57-

عَبْدُ الله بن يزيد [3] ع ابْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الْخَطْمِيُّ [4] ، أبو موسى، شهد

[1] انظر عن (عبد الله بن مسعدة) في:

تاريخ خليفة 209، والمغازي للواقدي 565، وأنساب الأشراف 1/ 349 وق 4 ج 1/ 308 و 338 و 342 و 351 و 352، وتاريخ الطبري 2/ 643 و 5/ 134 و 135 و 287 و 334، والكامل في التاريخ 3/ 376 و 377 و 491، وأسد الغابة 3/ 367، 368، والوافي بالوفيات 17/ 604 رقم 514، والإصابة 2/ 367، 368 رقم 4952، والتاريخ لابن معين 2/ 330، والاستيعاب 2/ 327.

[2]

أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 351.

[3]

انظر عن (عبد الله بن زيد) في:

مسند أحمد 4/ 307، وطبقات ابن سعد 6/ 18، وتاريخ خليفة 125 و 259، والمعارف 422 و 450، والتاريخ الكبير 5/ 12، 13 رقم 21، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 217

[4]

في الأصل «الحطمي» ، والتصحيح من: اللباب 1/ 379.

ص: 167

الْحُدَيْبِيَةَ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.

وَرَوَى أَحَادِيثَ عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن حُذَيْفَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُ بِنْتِهِ عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَالشَّعْبِيُّ وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.

وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الصَّحَابَةِ، كَانَ الشَّعْبِيُّ كَاتِبَهُ وَشَهِدَ أَبُوهُ يَزِيدَ أُحُدًا، وَمَاتَ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ أَبُو مُوسَى مَعَ عَلِيٍّ صِفَّينَ وَالنَّهْرَوانِ، وَوَلَّى إِمْرَةَ الْكُوفَةِ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَاسْتَكْتَبَ الشَّعْبِيَّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ، ثُمَّ صُرِفَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ.

مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَطَيْلَسَانًا مُدبَّجًا [1] .

الْوَاقِدِيُّ: ثنا جَحَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أن الْفِيلَ لَمَّا بَرَكَ عَلَى أَبِي عُبَيْدِ يَوْمَ الْجِسْرِ فَقَتَلَهُ، هَرَبَ النَّاسُ، فَسَبَقَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ فَقَطَعَ الْجِسْرَ وَقَالَ: قَاتِلُوا عَنْ أَمِيرِكُمْ، ثُمَّ قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ فَأَسْرَعَ السَّيْرُ، وَأَخْبَرَ عُمَرَ خَبَرَهُمْ.

[ () ] و 261 و 262 و 348، و 2/ 360، وتاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 910، والثقات لابن حبان 3/ 225، ومشاهير علماء الأمصار 45 رقم 279، والجرح والتعديل 5/ 197 رقم 916، والتاريخ لابن معين 2/ 338، والمحبّر 379، وتاريخ الطبري 3/ 158 و 5/ 529 و 560 و 561 و 563 و 580 و 582 و 586 و 587 و 591 و 606 و 622 و 6/ 8- 10 و 34، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 353 و 400، والاستيعاب 2/ 391، والكامل في التاريخ 4/ 144 و 163 و 164 و 172 و 174 و 177- 179 و 211 و 212، وأسد الغابة 3/ 274، وتهذيب الكمال 755، وتحفة الأشراف 7/ 184- 186 رقم 323، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 311، والكاشف 2/ 127 رقم 3094، والوافي بالوفيات 17/ 677، 678 رقم 573، والتذكرة الحمدونية 2/ 34، والنكت الظراف 7/ 185، والإصابة 2/ 382، 383 رقم 5033، وتهذيب التهذيب 6/ 78، 79 رقم 155، وتقريب التهذيب 1/ 461 رقم 742، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وسير أعلام النبلاء 3/ 197، 198 رقم 40، وجامع التحصيل 265 رقم 405.

[1]

المدبّج هو الّذي زيّنت أطرافه بالديباج. والخبر في فتح الباري 10/ 267 ونسبه إلى ابن أبي شيبة.

ص: 168

58-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ [1] ابْنِ جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ الأَسَدِيُّ، اسْمُ أَبِيهِ عَبْدٌ.

أَدْرَكَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وَغَيْرِهِمْ.

رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُسَيْنُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَشَجِّ.

وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ سَمْحًا جَوَّادًا، وَكَانَ أَبُوهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ.

قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ: قَدِمْتُ مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ بِثِلاثِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، فَأَقَمْتُ سَنَةً، وَحَاسَبْتُ قَوَّامِي فَوَجَدْتُنِي قَدْ أَنْفَقْتُ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ، لَيْسَ بِيَدِي مِنْهَا إِلا رَقِيقٌ وَغَنَمٌ وَقُصُورٌ، فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ، فَلَقِيتُ كَعْبَ الأَحْبَارِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ مِنَ النَّخْلِ.

قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَيُقَوِّي وَهْنَهُ أَنَّهُ يَقُولُ فِيهِ: فَلَقِيتُ كَعْبًا، وَكَعْبُ قَدْ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، قَبْلَ أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ بِسِنِينَ.

59-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ الزُّهْرِيُّ [2] ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الرحمن بن عوف.

[1] انظر عن (عبد الله بن أبي أحمد) في:

المحبّر 69، وأنساب الأشراف 1/ 436، وتاريخ الثقات للعجلي 249 رقم 776، والجرح والتعديل 5/ 5 رقم 24، وطبقات ابن سعد 5/ 62، وتهذيب التهذيب 5/ 143، 144 رقم 247، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 180، وخلاصة تذهيب التهذيب 190.

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن أزهر) في:

التاريخ الكبير 5/ 240 رقم 792، والتاريخ الصغير 65، ومشاهير علماء الأمصار 28 رقم 140، والجرح والتعديل 5/ 208، 209 رقم 983، والمغازي للواقدي 922، وطبقات خليفة 96، ومسند أحمد 4/ 88 و 350، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 118 و 142 رقم 442 و 688، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 343، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 324، وأخبار القضاة 1/ 21 و 121 و 122، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 294 رقم 342، والاستيعاب 2/ 406، والمعرفة والتاريخ 1/ 283، 284 و 356 و 357 و 368 و 414، والكاشف 2/ 138 رقم 3177، وتحفة الأشراف 7/ 190- 193 رقم 329، والنكت الظراف 7/ 191- 92، وتهذيب التهذيب 6/ 135، 136، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 863،

ص: 169

وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَشَهِدَ حُنَيْنًا.

رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعْبَدُ الْحَمِيدِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ.

وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وهُوَ مُقِلٌّ مِنَ الرِّوَايَةِ، لَهُ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ.

60-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأسود [1] خ د ق ابْنِ عَبْدِ يَغُوث بْنِ وَهْبٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ القرشيّ الزّهري المدني.

رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.

رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ- وَهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ- وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ. قِيلَ: إِنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَأنَّهُ مِمَّنْ عُيِّنَ فِي حُكُومَةِ الْحَكَمَيْنِ، فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُ وَلا لِأَبِيهِ هِجْرَةٌ، وَكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنْ عَائِشَةَ، وَأَبُوهُ مِمَّنْ نَزَلَ فيه إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 15: 95 [2] .

قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : هُوَ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.

وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه

[ () ] والإصابة 2/ 389، 390 رقم 5078، والمستدرك 3/ 431، وتلخيص المستدرك 3/ 431، وتهذيب الكمال 2/ 773، 774، وخلاصة تذهيب التهذيب 224، والمنتخب من ذيل المذيل 557، ونسب قريش 274.

[1]

انظر عن (عبد الرحمن بن الأسود) في:

المحبّر 64 و 69، وطبقات خليفة 233، وتاريخ الثقات للعجلي 288 رقم 931، والثقات لابن حبان 3/ 258 و 5/ 76، وتاريخ الطبري 4/ 363- 365 و 5/ 344، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 36 و 90 و 259 و 554، والمعرفة والتاريخ 1/ 369، 370 و 403 و 2/ 560 و 659 و 685 و 3/ 73، وتهذيب الكمال 2/ 774، 775، وتحفة الأشراف 7/ 193 رقم 327، والاستيعاب 2/ 427، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 987، وطبقات ابن سعد 5/ 7، والتاريخ الكبير 5/ 253، 254 رقم 816، والكاشف 2/ 139 رقم 3180، وجامع التحصيل 269 رقم 421، والإصابة 2/ 390، 391 رقم 5081، وتهذيب التهذيب 6/ 139، 140 رقم 284، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 866، وخلاصة تذهيب التهذيب 224.

[2]

سورة الحجر- الآية 95.

[3]

في تاريخ الثقات 288.

ص: 170

قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ، اطَّلَعَ مِنْ فَوْقِ دَارِهِ، فَذَكَرَ لَهُمْ أَنَّهُ يَسْتَعْمِلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ [1] عَلَى الْعِرَاقِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَرَكْعَتَيْنِ أَرْكَعُهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَةِ الْعِرَاقِ.

61-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ [2] بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبُو يَحْيَى اللَّخْمِيُّ.

رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَوَالِدِهِ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ.

وَكَانَ فَقِيهًا ثِقَةً. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ.

62-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانِ [3] ابْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ

[1] في طبعة القدسي 41 «يعقوب» .

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن حاطب) في:

طبقات خليفة 233، وتاريخ الثقات للعجلي 290 رقم 944، وتاريخ الطبري 4/ 366، والمعرفة والتاريخ 1/ 410، 411 و 3/ 329، وطبقات ابن سعد 5/ 64، والمعارف 318، والتاريخ الكبير 5/ 271 رقم 876، ومشاهير علماء الأمصار 84 رقم 609، والجرح والتعديل 5/ 222 رقم 1050، والاستيعاب 2/ 427، والكاشف 2/ 143 رقم 3211، وجامع التحصيل 269 رقم 425، والإصابة 2/ 394 رقم 5103، وتهذيب التهذيب 6/ 158، 159 رقم 321، وتقريب التهذيب 1/ 476 رقم 903، وخلاصة تذهيب التهذيب 225، وتهذيب الكمال 782.

[3]

انظر عن (عبد الرحمن بن حسّان) في:

طبقات ابن سعد 5/ 266، والمحبّر 76 و 89 و 110، وعيون الأخبار 1/ 321 و 2/ 198 و 3/ 172، والبرصان والعرجان 69 و 156 و 276 و 350، وأنساب الأشراف 1/ 45 و 151 و 452 وق 4 ج 1/ 17 و 59 و 299، والعقد الفريد 4/ 40 و 5/ 321 و 6/ 6 و 7، والأخبار الموفقيات 223- 226 و 228 و 230- 235 و 238 و 239 و 243 و 245 و 246 و 249 و 250 و 252 و 253 و 256 و 258 و 261 و 264- 266 و 273 و 282، وسيرة ابن هشام 1/ 184 و 3/ 252 و 4/ 199، والجرح والتعديل 5/ 222 رقم 1047، والتاريخ الكبير 5/ 270 رقم 871، والمعارف 143 و 312، والمعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 462، وتاريخ الطبري 2/ 619 و 3/ 22 و 172، وطبقات خليفة 251، ونسب قريش 325، والتبيين في أنساب

ص: 171

الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ، الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، ابْنُ شَاعِرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

يُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ.

وَأُمُّهُ شِيرِينُ الْقِبْطِيَّةُ أُخْتُ مَارِيَةَ سَرِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأُمُّ إِبْرَاهِيمَ.

حَكَى مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ ابْنُهُ يَزِيدَ: أَلا تَرَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ يُشَبِّبُ بِابْنَتِكَ؟ فَقَالَ: وَمَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ:

هِيَ زَهْرَاءُ مِثْلَ لُؤْلُؤَةِ

الْغَوَّاصِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ

فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ:

فإذا مَا نسبتها لَمْ تجدها

فِي سناء من المكارم دون

قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولُ:

ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى القبّة الخضراء

راء أَمْشِي فِي مَرْمرٍ مَسْنونِ [1]

وَفِيهِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ:

فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانٍ وَابْنِهِ

وَمَنْ لِلْمَثَانِي بعد زيد بن ثابت

[ () ] القرشيّين 310، وجمهرة أنساب العرب 347، والتذكرة الحمدونية 2/ 495، والزاهر للأنباري 2/ 381، والكامل في التاريخ 2/ 199 و 226 و 5/ 117، والشعر والشعراء 225 و 226 و 394 و 529 و 543 و 583، ووفيات الأعيان 5/ 193، والكاشف 2/ 144 رقم 3218، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 280، وتخليص الشواهد 417، 418، والكتاب 1/ 475، لسيبويه- تحقيق عبد السلام هارون- طبعة دار الكاتب العربيّ 1388 هـ.، وخزانة الأدب 2/ 104، وهمع الهوامع 2/ 3، والدرر اللوامع- الشنقيطي- طبعة مصر 1328 هـ. - ج 2/ 3، وتهذيب التهذيب 6/ 162، 163 رقم 329، وتقريب التهذيب 1/ 477 رقم 912، والأغاني 21/ 269، في ترجمة هدبة، وتزيين الأسواق 319، وخلاصة تذهيب التهذيب 226، وانظر: شعر عبد الرحمن بن حسّان- تحقيق د. سامي مكي العاني- طبعة بغداد، والأغاني 15/ 106، 107 و 109- 121، والأمالي للقالي 2/ 221 و 3/ 188 و 216 والذيل 23.

[1]

الأبيات في الأغاني 15/ 109.

ص: 172

63-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ [1] ابْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، أَبُو حَرْبٍ، وَيُقَالُ: أَبُو الْحَارِثِ الأُمَوِيُّ، أَخُو مَرْوَانَ.

شَاعِرٌ مُحْسِنٌ، شَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ رضي الله عنه.

وَمِنْ شِعْرِهِ:

وَأَكْرَمُ مَا تَكُونُ عَلَيَّ نَفْسِي

إِذَا مَا قَلَّ فِي الْكُرُبَاتِ مَالِي

فَتَحْسُنُ سِيرَتِي وَيَصُونُ عِرْضِي

وَيَجْمُلُ عِنْدَ أَهْلِ الرَّأْيِ حَالِي [2]

وَقَدْ عَاشَ إِلَى يَوْمِ مَرْجِ رَاهِطٍ، فَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ:

لَحَا اللَّهُ قَيْسًا قَيْسُ عَيْلانَ إِنَّهَا

أَضَاعَتْ فُرُوجَ الْمُسْلِمِينَ وَوَلَّتِ

أَتَرْجِعُ كَلْبٌ قَدْ حَمَتْهَا رماحها

وتترك قتلى راهط ما أحنت [3]

[1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحكم) في:

الأخبار الموفّقيّات 179 و 227 و 228 و 250 و 258 و 262 و 264، والأغاني 13/ 259- 269 و 111- 121، ووفيات الأعيان 6/ 359، وجمهرة أنساب العرب 87 و 110، والتذكرة الحمدونية 1/ 388، ومجالس ثعلب- تحقيق عبد السلام هارون- طبعة القاهرة 1960- ص 411، والبصائر والذخائر لأبي حيّان 7 رقم 325، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 37، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 432، وربيع الأبرار 1/ 503 و 4/ 49 و 253، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1776 و 1783 و 1962 و 1966، والحيوان 1/ 146، ونسب قريش 159، والبيان والتبيين 3/ 348، والكامل للمبرّد 109 و 224 و 225 و 444، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 107، وتاريخ الطبري 4/ 535 و 5/ 336 و 544، والعقد الفريد 2/ 469 و 3/ 61 و 83 و 4/ 492 و 493 و 5/ 281 و 321 و 322 و 6/ 34 و 125، والشعر والشعراء 1/ 394 و 73 و 197 و 600، ولباب الآداب 389- 391، والبرصان والعرجان 69 و 276 و 350، والمحبّر 305، وتخليص الشواهد 440، والمقرّب لابن عصفور 1/ 121، وشذور الذهب لابن هشام، بعناية محمد محيي الدين عبد الحميد- مصر 1365 هـ. / 1946 م. - ص 375، وشرح المفصّل، لابن يعيش- مصر 1928- ص 6/ 27، ومعجم بني أمية 8.- 90 رقم 177، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 65، وذيل الأمالي 23. (

[2]

تاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) 9/ 462 أ.

[3]

تاريخ دمشق 9/ 462 أوورد هذا البيت فيه بلفظ:

وتترك قتلى راهط يا أحبّتي

ص: 173

فَشَاوِلْ بِقَيْسٍ فِي الطِّعَانِ وَلا تَكُنْ

أَخَاهَا إِذَا مَا الْمَشْرَفِيَّةُ سُلَّتِ [1]

أَلا إِنَّمَا قَيْسُ بْنُ عَيْلانَ قِلَّةٌ [2]

إِذَا شَرِبَتْ هَذَا الْعَصِيرَ تَغَنَّتِ

64-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ن ابن نفيل بن عبد العزّى العدوي.

أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَحُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو جَنَابٍ [4] الْكَلْبِيُّ.

وَوَلَّى إِمْرَةَ مَكَّةَ لِيَزِيدَ.

قَالَ الزُّبَيْرُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِيمَا زَعَمُوا مِنْ أَطْوَلِ الرِّجَالِ وَأَتَمِّهِمْ، وَكَانَ شَبِيهًا بِأَبِيهِ، وَكَانَ عُمَرُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ:

أَخُوكُمْ غَيْرُ أَشْيَبَ قَدْ أَتَاكُمْ

بِحَمْدِ اللَّهِ عَادَ لَهُ الشَّبَابُ

وَزَوَّجَهُ عُمَرُ بِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَجَدُّهُ أَبُو لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. وَتُوُفِّيَ أَيَّامَ عبد الله بن الزبير.

[1] هذا البيت ليس في تاريخ دمشق.

[2]

في تاريخ دمشق «نملة» .

[3]

انظر عن (عبد الرحمن بن زيد) في:

المحبّر 101، ونسب قريش 263، وأنساب الأشراف 1/ 428، وتاريخ خليفة 251، وطبقات خليفة 234، وفتوح البلدان 267، والتاريخ الكبير 5/ 284 رقم 920، والجرح والتعديل 5/ 233 رقم 1106، ومشاهير علماء الأمصار 21 رقم 88، والمعارف 180، والمعرفة والتاريخ 2/ 809، والاستيعاب 2/ 425، وتهذيب الكمال 2/ 789، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 34 و 132 و 133 و 318 و 325 و 498، وجمهرة أنساب العرب 151، وطبقات ابن سعد 5/ 49، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296 رقم 348، ووفيات الأعيان 5/ 247 و 6/ 274، والكاشف 2/ 146 رقم 3238، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 59 و 268، وتهذيب التهذيب 6/ 179، 180 رقم 359، وتقريب التهذيب 1/ 480 رقم 942، وخلاصة تذهيب التهذيب 227.

[4]

في الأصل «أبو خباب» .

[5]

في الطبقات 5/ 50.

ص: 174

وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلاهُ يَزِيدُ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وستين.

65-

عبد الرحمن بن أبي عميرة [1]- ت- المزني، صَحَابِيٌّ، لَهُ أَحَادِيثُ، وَقَدْ سَكَنَ حِمْصَ وَتَاجَرَ.

رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيرُ.

وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ تَابِعِيٌّ.

66-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ [2] ابْنِ عُبَيْدِ الْمَعْرُوفُ أبوه بِزِيَادِ بْنِ أَبِيهِ عند الناس، وعند بني أميّة بزياد

[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي عميرة) في:

طبقات ابن سعد 7/ 417، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 110 رقم 355، والمعرفة والتاريخ 1/ 287، والتاريخ الكبير 5/ 240 رقم 791، والاستيعاب 2/ 407، وتحفة الأشراف 7/ 204 رقم 338، وتهذيب الكمال 2/ 808، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 353، وجامع التحصيل 274 رقم 448، والكاشف 2/ 159 رقم 3324، والإصابة 2/ 414، 415 رقم 5177 وتهذيب التهذيب 6/ 243، 244 رقم 488، وتقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1068، وخلاصة تذهيب التهذيب 234.

[2]

انظر عن (عبيد الله بن زياد) في:

الأخبار الطوال 225 و 227 و 231- 235 و 237- 239 و 241 و 242 و 251 و 253 و 259 و 260 و 269 و 270 و 281- 285 و 293 و 295، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 3 چ و 84 و 108، والمحبّر 303 و 443 و 447 و 455، وتاريخ اليعقوبي 2/ 236 و 242- 245 و 257- 259 و 265 و 269، والبرصان والعرجان 70 و 82 و 285 و 279 و 363، والتاريخ لابن معين 2/ 382، ونسب قريش 40 و 58 و 127 و 128 و 196 و 244 و 245، وعيون الأخبار 1/ 41 و 45 و 147 و 163 و 165 و 168 و 229 و 337 و 2/ 44 و 258 و 3/ 275 و 4/ 19 و 36 و 97 و 98، وأنساب الأشراف 3/ 298، والعقد الفريد 1/ 117 و 148 و 149 و 191 و 234 و 2/ 175 و 399 و 477 و 3/ 60 و 4/ 83 و 87 و 163 و 207 و 379 و 381 و 382 و 396 و 397 و 403 و 404 و 410 و 411 و 5/ 7، 8، وتاريخ خليفة 21 و 184 و 219 و 222- 225 و 227 و 231 و 236 و 251 و 256 و 258 و 259 و 262 و 263، والمعارف 188 و 204 و 213 و 243 و 297 و 298 و 347 و 351 و 401 و 410 و 416 و 563 و 571 و 586 و 622، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 220 و 262 و 3/ 25 و 325 و 329، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 327، 328، وثمار القلوب 92 و 160 و 648، وجمهرة أنساب العرب 113 و 227 و 228 و 406، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 161 و 173 و 178- 183 و 189 و 198 و 214

ص: 175

ابن أبي سفيان، فقد ذكرنا أنّ زيادا استلحقه معاوية وجعله أخاه، ولّى أَبُو حَفْصٍ عُبَيْدَ اللَّهِ إِمْرَةَ الْكُوفَةِ لِمُعَاوِيَةَ، ثُمَّ لِيَزِيدَ، ثُمَّ وَلاهُ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ.

وَقَدْ رَوَى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرِهِ.

قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: ذَكَرُوا أن عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ كَانَ لَهُ وَقْتَ قُتِلَ الحسين ثمان وعشرون سنة.

وقال ابن مَعِينٍ [1] : هُوَ ابْنُ مَرْجَانَةَ وَهِيَ أُمَةٌ.

وَعَنْ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى زِيَادٍ: أَنْ أَوْفِدْ عَلَيَّ ابْنَكَ عُبَيْدَ اللَّهِ، فَفَعَلَ، فَمَا سَأَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْفَذَهُ [2] لَهُ، حَتَّى سَأَلَهُ عَنِ الشِّعْرِ، فَلَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنْ رِوَايَةِ الشِّعْرِ؟ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ كَلامَ اللَّهِ وَكَلامَ الشَّيْطَانِ فِي صَدْرِي، فَقَالَ: أُغْرُبْ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الرِّكَابِ يَوْمَ صِفِّينَ مِرَارًا، مَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْهَزِيمَةِ إِلا أَبْيَاتُ ابْنِ الإِطْنَابَةَ [3]، حيث يقول:

[ () ] و 219 و 241 و 278 و 283 و 291 و 293- 296 و 299 و 304 و 306 و 320 و 345 و 353 و 370 و 373- 405 و 409- 412 و 418- 422، وتاريخ العظيمي 182 و 184 و 185 و 187، ووفيات الأعيان 2/ 502- 504 و 3/ 165 و 6/ 344 و 345 و 347- 350 و 353 و 362 و 7/ 60 و 69، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 226، 227، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 485، وفتوح البلدان 119 و 378 و 412 و 428 و 429 و 433 و 436 و 439 و 440 و 444 و 455 و 457 و 463 و 507 و 510 و 535 و 575، والخراج وصناعة الكتابة 405 و 416، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1891- 1901 و 1958- 1961 وانظر: 1779 و 1886 و 1905 و 1917 و 1920 و 1921 و 1979 و 1984- 1986 و 2015 و 2300 و 2758 و 2901، والبدء والتاريخ و 6/ 12، والزيارات 78، وربيع الأبرار 4/ 316 و 241 و 267 و 476، والهفوات النادرة 84 و 96 و 97 و 117، والتذكرة الحمدونية 1/ 406 و 424 و 2/ 34 و 243 و 268 و 393 و 472 و 479 و 480، ونثر الدر 5/ 13، والبصائر والذخائر 4/ 48 رقم 52، ومعجم بني أمية 118- 120 رقم 225، وتاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) 10/ 328 أ- 335 ب، ومرآة الجنان 1/ 142، والبداية والنهاية 8/ 283- 287.

[1]

في تاريخه 2/ 382.

[2]

كذا، وفي البداية والنهاية 8/ 283 «إلّا نفذ منه» .

[3]

هو: عمرو بن الإطنابة.

ص: 176

أَبَتْ لِي عِفَّتِي [1] وَأَبَى بَلائِي

وَأَخْذِي الْحَمْدَ بِالثَّمَنِ الرَّبِيحِ

وَإِعْطَائِي عَلَى الإِعْدَامِ مَالِي [2]

وَإِقْدَامِي عَلَى الْبَطَلِ الْمُشِيحِ [3]

وَقُولِي كُلَّمَا جَشَأَتْ وَجَاشَتْ

مكَانَكِ [4] تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرِيحِي [5]

وَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ فَرَوَّاهُ الشِّعْرَ، فَأَسْقَطَ عَلَيْهِ مِنْهُ بَعْدَ شَيْءٍ.

قَالَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ: وَلَّى مُعَاوِيَةُ عُبَيْدَ اللَّهِ الْبَصْرَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، فَلَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ الْخِلافَةَ ضَمَّ إِلَيْهِ الْكُوفَةَ.

وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] : وَفِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَلَّى مُعَاوِيَةُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ خُرَاسَانَ، وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ غَزَا عُبَيْدُ اللَّهِ خُرَاسَانَ وَقَطَعَ النَّهْرَ إِلَى بخارى على

[1] في الأصل «عقبي» .

[2]

في التذكرة الحمدونية:

«وإحشامي على المكروه نفسي» .

[3]

في أمالي القالي، والتذكرة:

«وضربي هامة البطل المشيح» .

[4]

في الأمالي: «رويدك» .

[5]

الأبيات باختلاف في بعض الألفاظ، في: الكامل في الأدب للمبرّد 4/ 68، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 126، والعقد الفريد 1/ 104، وعيون الأخبار 1/ 126، وتاريخ الطبري 5/ 24، ووقعة صفّين لابن مزاحم 449، والكامل في التاريخ 4/ 68، ولباب الآداب لابن منقذ 223، 224، وديوان الحماسة للبحتري 9، وخزانة الأدب للبغدادي 1/ 423، وحلية المحاضرة في صناعة الشعر لمحمد بن الحسن الحاتمي- تحقيق د. جعفر الكتاني- بغداد 1979- ج 1/ 298، 299، وتهذيب الألفاظ لابن السّكّيت، نشره الأب لويس شيخو- بيروت 1895- ص 443، والأشباه والنظائر (حماسة الخالديين) - تحقيق- السيد محمد يوسف- القاهرة 1958- 1965- ج 1/ 18، والحيوان للجاحظ- تحقيق- عبد السلام هارون- القاهرة 1938- 1945- ج 6/ 425، والمقاصد النحوية للعيني (على هامش خزانة الأدب للبغدادي) 4/ 415، وديوان المعاني، لأبي هلال العسكري- القاهرة 1352 هـ. - ص 114، والريحان والريعان لابن خيرة الأندلسي- نسخة الفاتح بإسطنبول رقم 3909- ج 1/ 119، ونهاية الأرب 3/ 226، ومعجم الشعراء للمرزباني 9، ومجالس ثعلب- تحقيق عبد السلام هارون- القاهرة 1960- ص 83، والمجتنى لابن دريد- طبعة حيدرآباد 1362 هـ. - ص 41، وبغداد، لابن أبي طاهر طيفور- القاهرة 1949- ص 135، والتذكرة الحمدونية 2/ 66 رقم 124، والبداية والنهاية 8/ 283، 284.

[6]

في تاريخه 219 و 222.

ص: 177

الإِبِلِ، فَكَانَ أَوَّلُ عَرَبِيٍّ قَطَعَ النَّهْرَ، فَافْتَتَحَ رَامِينَ ونَسْفَ وَبِيكَنْدَ مِنْ عَمَلِ بُخَارَى.

وَقَالَ أَبُو عَتَّابٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ.

وَنَقَلَ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ أُمَّ عُبَيْدِ اللَّهِ- يَعْنِي مَرْجَانَةَ- كَانَتْ بِنْتُ بَعْضِ مُلُوكِ فَارِسٍ.

قَالَ أَبُو وَائِلٍ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ بِالْبَصْرَةِ، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ تَلُّ مِنْ وَرَقٍ، ثَلاثَةُ آلافِ أَلْفٍ مِنْ خَرَاجِ أَصْبَهَانَ، فَقَالَ: مَا ظَنُّكَ بِرَجُلٍ يَمُوتُ وَيَدَعُ مِثْلَ هَذَا؟ فَقُلْت: فَكَيْفَ إِذَا كَانَ غُلُولٌ! قَالَ: ذَاكَ شَرٌّ عَلَى شَرٍّ.

وَرَوَى السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَمَّرَهُ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ، غُلامًا، سَفِيهًا، يَسْفِكُ الدِّمَاءَ سَفْكًا شَدِيدًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ فَقَالَ: انْتَهِ عَمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ، فَإِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطْمَةُ، قَالَ:

مَا أَنْتَ وَذَاكَ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ حُثَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: وَهَلْ كَانَ فِيهِمْ حُثَالَةٌ، لا أُمَّ لَكَ، بَلْ كَانُوا أَهْلَ بُيُوتَاتٍ وَشَرَفٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«مَا مِنْ إِمَامٍ وَلا وَالٍ بَاتَ لَيْلَةً غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» [1] . ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ فِي وَجْهِهِ مَا قَدْ لَقِيَ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَا زِيَادٍ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِكَلامِ هَذَا السَّفِيهِ عَلَى رُءوسِ النَّاسِ! فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ عِنْدِي عِلْمٌ خَفِيٌّ مِنْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَمُوتَ [2] حَتَّى أَقُولَ بِهِ عَلانِيَةَ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ دَارَهُ وَسِعَتْ أَهْلَ الْمِصْرِ، حَتَّى سَمِعُوا مَقَالَتِي وَمَقَالَتَهُ، قَالَ: فَمَا لَبِثَ الشَّيْخُ أَنْ مَرِضَ، فَأَتَاهُ الْأَمِيرُ عُبَيْدُ اللَّهِ يَعُودُهُ، قَالَ: أَتَعْهَدُ إِلَيْنَا شَيْئًا نَفْعَلُ فِيهِ الَّذِي تُحِبَّ؟ قَالَ: أَسْأَلُكَ أَنْ لا تُصَلِّيَ عَلَيَّ، وَلا تقوم [3] على قبري.

[1] أخرجه البخاري في الأحكام 8/ 107 باب من استرعى رعيّة فلم ينصح. ومسلم في الإيمان، (227/ 142) و (228) باب استحقاق الوالي الغاشّ لرعيّته النار، وفي الإمارة (21/ 142) باب فضيلة الإمام العادل، والدارميّ في الرقاق 77، وأحمد في المسند 5/ 25.

[2]

في الأصل «أقول حتى أقول» .

[3]

في الأصل «لا تقم» .

ص: 178

قَالَ الْحَسَنُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ رَجُلا جَبَانًا فَرَكِبَ، فَإِذَا النَّاسُ فِي السِّكَكِ، فَفَزِعَ وَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ قَالُوا: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ، فَوَقَفَ حَتَّى مَرَّ بِسَرِيرِهِ، فَقَالَ: أَمَا إنه لَوْ كَانَ سَأَلَنَا شَيْئًا فَأَعْطَيْنَاهُ إِيَّاهُ لَسِرْنَا مَعَهُ.

لَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ، وَإِنَّمَا الصَّحِيحُ كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] أَنَّ الَّذِي دَخَلَ عَلَيْهِ وَكَلَّمَهُ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ، وَلَعَلَّهُمَا وَاقِعَتَانِ، فَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: ثنا الْحَسَنُ، أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو دَخَلَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«شَرُّ الرِّعَاءِ الْحُطْمَةُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» ، فَقَالَ:

اجْلِسْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: هَلْ هَؤُلاءِ كَانَ لَهُمْ نُخَالَةٌ! إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ.

الْمُحَارِبيُّ: ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ أَحَدَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ إِلَى الْبَصْرَةِ لِيُفَقِّهُوهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَيْنَا أَبَا زِيَادٍ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَانَ يَنْفَعُنَا بِكَ، قَالَ: هَلْ أَنْتَ فَاعِلٌ مَا آمُرُكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:

إِذَا مُتُّ لا تُصَلِّ عَلَيَّ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ [2] .

وَقْد ذَكَرْنَا مَقْتَلَ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. كَذَا وَرَّخَهُ أَبُو الْيَقْظَانِ.

وَرَوَى يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عن أبي الطفيل قال: عزلنا سبعة رءوس وَغَطَّيْنَاهَا، مِنْهَا رَأْسُ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، فَجِئْتُ فَكَشَفْتُهَا، فَإِذَا حَيَّةٌ فِي رَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ تَأْكُلُهُ.

رَوَى التِّرْمِذِيُّ نحوه، وصحّحه مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: جِيءَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ:

جَاءَتْ، فَإِذَا حَيَّةٌ قد جاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عُبَيْدِ اللَّهِ، فَمَكَثَتْ هُنَيْهَةً، ثَمَّ خَرَجَتْ، فَذَهَبَتْ حَتَّى تَغَيَّبَتْ ثُمَّ قَالُوا: قَدْ جَاءَتْ قَدْ

[1] انظر تخريج الحديث قبل قليل.

[2]

سبق تخريجه.

ص: 179

جَاءَتْ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا [1] .

67-

عَبْدُ [2] المطّلب بن ربيعة [3]- م ت د ن- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ بن عبد مناف.

لَهُ صُحْبَةٌ وَحَدِيثٌ رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بن الحارث بن نوفل، وروى عن عَلِيٌّ حَدِيثًا.

تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، وَدَارَهُ بِزُقَاقِ الْهَاشِمِيِّينَ، وَكَانَ شَابًّا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بَعَثَهُ أَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيُوَلِّيَهُ عُمَّالَهُ، وَالْحَدِيثُ فِي «مسلم» [4] .

وفي «المسند» [5] و «الترمذيّ» قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

[1] حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي في المناقب (3869) ، باب مناقب الحسن والحسين بن علي رضي الله عنهما.

[2]

من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم الترجمة السابقة، حسب الترتيب الأبجدي، وأبقيناها حسب ترتيب المؤلّف- رحمه الله.

[3]

انظر عن (عبد المطّلب بن ربيعة) في:

تاريخ خليفة 251، وجمهرة أنساب العرب 71، وطبقات ابن سعد 4/ 57، وطبقات خليفة 6/ 297، والتاريخ الكبير 6/ 131، 132 رقم 1937، والجرح والتعديل 6/ 68 رقم 357، والاستيعاب 2/ 447، وأنساب الأشراف 3/ 24 و 25 و 295 و 296، والمغازي للواقدي 696، 697، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 308 رقم 371، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 329، وأسد الغابة 3/ 331، والكامل في التاريخ 4/ 110، وتهذيب الكمال 852، وتحفة الأشراف 7/ 219 رقم 343، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 211، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 287، والعبر 1/ 66، والكاشف 2/ 182 رقم 3484، وسير أعلام النبلاء 3/ 112، 113 رقم 22، ومرآة الجنان 1/ 137، والعقد الثمين 5/ 494، وتهذيب التهذيب 6/ 383، 384 رقم 723، والإصابة 2/ 2/ 430 رقم 5254، وتقريب التهذيب 1/ 517 رقم 1291، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، وشذرات الذهب 1/ 70.

[4]

في الزكاة (1072) باب: ترك استعمال آل النبيّ على الصدقة. وأخرجه أبو داود في الخراج (1285) باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوي القربى، وابن سعد في الطبقات 4/ 58، 59 من طريق: الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، عن المطّلب بن ربيعة، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس» .

[5]

مسند أحمد 4/ 166.

ص: 180

أبا سفيان ابن الْحَارِثِ أَنْ يُزَوِّجَ بِنْتَهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ، فَفَعَلَ وَسَكَنَ الشَّامَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ.

وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] . تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي دَوْلَةِ يَزِيدَ.

وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ.

68-

عبيد الله بن علي [2] بن أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ، وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ التَّمِيمِيِّ، أُخْتُ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ.

قَدِمَ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَوَصَلَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قُتِلَ مَعَهُ فِي مُحَارَبَةِ الْمُخْتَارِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ.

69-

عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ [3] ع ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امرئ القيس بن عديّ، أبو

[1] في تاريخه 251.

[2]

انظر عن (عبيد الله بن علي) في:

تاريخ خليفة 234، ونسب قريش 43، 44، وطبقات ابن سعد 5/ 117، وجمهرة أنساب العرب 230، والمعارف 124 و 210 و 374 و 401، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1908 و 1990 والبدء والتاريخ 5/ 76 و 6/ 23، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213 و 263، ومرآة الجنان 1/ 142، وتاريخ الطبري 5/ 154 و 6/ 104 و 115، والكامل في التاريخ 3/ 397 و 4/ 272 و 277.

[3]

انظر عن (عديّ بن حاتم) في:

طبقات ابن سعد 6/ 22، وطبقات خليفة 463 و 904، وتاريخ خليفة 93 و 98 و 195 و 264، والبرصان والعرجان 363، والأخبار الموفقيات 409، 410، والمحبّر 126 و 156 و 233 و 241 و 261، والمعارف 313، والتاريخ الكبير 7/ 43 رقم 189، والجرح والتعديل 7/ 2 رقم 1، والسير والمغازي 287، 288، وأنساب الأشراف 1/ 522 و 528 و 530، وق 4 ج 1/ 50 و 51 و 92 و 119 و 247 و 248 و 250 و 252 و 529 و 569، وتاريخ الطبري 3/ 112- 115 و 140 و 147 و 247 و 253 و 254 و 348 و 366 و 382 و 486 و 4/ 485 و 488 و 493 و 521 و 523 و 525 و 5/ 5 و 9/ 10 و 75 و 79 و 88 و 89 و 188 و 267 و 281 و 284 و 6/ 63 و 64، والزاهر للأنباري 2/ 242، وإمتاع الأسماع للمقريزي 1/ 509، وجمهرة أنساب العرب 402، ومشاهير علماء الأمصار 44 رقم 271، وربيع الأبرار 4/ 342 و 393، وفتوح البلدان 336، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 51، والعقد الفريد 1/ 288 و 289 و 309 و 2/ 286 و 3/ 399 و 434 و 4/ 28 و 35 و 52 و 73 و 5/ 294 و 6/ 338، وعيون الأخبار 1/ 225 و 335 و 337 و 338، والأخبار الطوال 21 و 114 و 146

ص: 181

طريف الطّائي، ويكنّى أبا واهب، وَلَدُ حَاتِمٍ الْجُودِ.

وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَأَكْرَمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ سَيِّدُ قَوْمِهِ.

لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن عمر.

[ () ] و 149 و 150 و 172 و 177 و 186 و 205، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 79 و 122 و 165 و 195 و 233، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1214 و 1517 و 1525 و 1678 و 1775 والاستيعاب 3/ 141- 143، والبدء والتاريخ 5/ 112 و 178، وسيرة ابن هشام 4/ 220 و 222 و 243، ومسند أحمد 4/ 255 و 377، وتاريخ بغداد 1/ 189- 191 رقم 29، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 398، وثمار القلوب 98 و 379، والمعرفة والتاريخ 2/ 429 و 813 و 3/ 80 و 313 و 315، ووفيات الأعيان 6/ 105، وأسد الغابة 3/ 392، والكامل في التاريخ 1/ 636 و 2/ 285 و 286 و 301 و 345- 347 و 385 و 386 و 3/ 320 و 232 و 235 و 250 و 289 و 292 و 293 و 336 و 340 و 348 و 429 و 478 و 481- 483 و 4/ 242 و 296، وتحفة الأشراف 7/ 271- 284 رقم 364، وتهذيب الكمال 2/ 925، ولباب الآداب 239 و 243 و 298 و 341، والأمالي للقالي 3/ 22 و 27 و 155، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 327، 328 رقم 398، والمغازي للواقدي 987- 989، والمعجم الكبير 17/ 68- 106، والزهد لابن المبارك 227 و 460. وأمالي المرتضى 1/ 297، 298، ومرآة الجنان 1/ 142، والعبر 1/ 74، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 8.، والكاشف 2/ 226، 227 رقم 3814، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 687، 688، والسيرة النبويّة 377، وعهد الخلفاء الراشدين 541 و 545، ودول الإسلام 1/ 51، وسير أعلام النبلاء 3/ 162- 165 رقم 26، وجامع الأصول 9/ 111، والتذكرة الحمدونية 2/ 19 و 286 و 289، وأخلاق الوزيرين لأبي حيّان التوحيدي- تحقيق محمد بن تاويت الطنجي- دمشق 1965- ص 92، وعين الأدب والسياسة لابن هذيل- طبعة مصر 1302 هـ. - ص 101، وتخليص الشواهد 490، 491، والفاخر للمفضّل بن سلمة- تحقيق عبد العليم الطحاوي- مصر 1380 هـ. - ص 230، والجمل للزجّاجي- طبعة الجزائر- الثانية- باريس 1376/ 1957- ص 131، والخصائص لابن جني- تحقيق محمد على النجّار- طبعة دار الكتب 1376 هـ. ج 1/ 294، والعمدة لابن رشيق- مصر 1344 هـ. - ج 1/ 94، وأمالي ابن الشجري- طبعة حيدرآباد 1349 هـ. - ج 1/ 102، وشرح المفصّل لابن يعيش- مصر 1928- ج 1/ 76، وشذور الذهب لابن هشام 137، وشرح شواهد العيني (على هامش خزانة- الأدب) 2/ 487، والتصريح بمضمون التوضيح- للشيخ خالد- مصر 1344 هـ. - ج 1/ 283، وهمع الهوامع 1/ 66، والدرر اللوامع 1/ 44، والنكت الظراف 7/ 272- 283، وتهذيب التهذيب 7/ 166، 167 رقم 330، وتقريب التهذيب 2/ 16 رقم 136، والإصابة 2/ 468، 469 رقم 5475، وخلاصة تذهيب التهذيب 223، وشذرات الذهب 1/ 74، والمنتخب من ذيل المذيل 548.

ص: 182

رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَمُحِلُّ [1] بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَخَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ، وَتَمِيمُ بْنُ طُرْفَةَ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.

قَدِمَ الشَّامَ مَعَ خَالِدٍ مِنَ الْعِرَاقِ، ثُمَّ وَجَّهَهُ خَالِدٌ بِالأَخْمَاسِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسَكَنَ الْكُوفَةَ مَرَّةً، ثُمَّ قَرْقِيسِيَاءَ.

وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ:

كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لا آتِيهِ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ بُعِثَ فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى أَرْضٍ مِمَّا يَلِي الرُّومَ، فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ، وَقَالُوا: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي:«يَا عَدِيُّ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «أَلَسْتَ رُكُوسِيًّا [2] تَأْكُلُ الْمِرْبَاعَ؟» [3] ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:«فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ» . فَتَضَعْضَعْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ:«يَا عَدِيُّ أسْلِمْ تَسْلَمْ، فَأَظُنُّ مِمَّا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا بِمَنْ حَوْلِي، وَأَنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا، هَلْ أَتَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ آتِهَا وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا، قَالَ: «تُوشِكُ الظَّعِينَةُ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جَوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ» ، قُلْتُ: كِسْرى بْنُ هُرْمُزَ؟! قَالَ:

«كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، «وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يُهِمَّ الرَّجُلُ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَه صَدَقَةً» . قَالَ عَدِيٌّ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ، وَأَحْلِفُ باللَّه لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةَ، يعني فيض المال [4] .

[1] بضم أوّله وكسر المهملة.

[2]

الركوسية: دين بين النصارى والصّابئين، كما في النهاية.

[3]

أي يأخذ الربع من الغنيمة دون أصحابه.

[4]

إسناده قويّ، وهو في مسند أحمد 4/ 377، 378 من طريق: محمد بن أبي عديّ، عن ابن

ص: 183

وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ، إِنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ جَاءَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ [1] : أَعْرِفُكَ، آمَنْتَ إِذَا كَفَرُوا [2] ، وَوَفَّيْتَ إِذَا غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذَا أَدْبَرُوا. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَكَانَ قَدْ أَتَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ مِنَ الْمَالِ [3] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بن زيد، عن نافع مولى بن أُسَيْدٍ، عَنْ نَائِلِ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى بَابِ عُثْمَانَ وَأَنَا عَلَيْهِ، فَمَنَعْتُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ عُثْمَانُ إِلَى الظُّهْرِ عَرَضَ لَهُ، فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ رَحَّبَ بِهِ وَانْبَسَطَ لَهُ، فَقَالَ عَدِيٌّ: انْتَهَيْتُ إِلَى بَابِكَ وَقَدْ عَمَّ إِذْنَكَ النَّاسَ، فَحَجَبَنِي هَذَا، فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَيَّ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: لا تَحْجُبْهُ وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ، فَلَعَمْرِي إِنَّا لَنَعْرِفُ حَقَّهُ وَفَضْلَهُ وَرَأْيَ الْخَلِيفَتَيْنِ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ، فَقَدْ جَاءَنَا بِالصَّدَقَةِ يَسُوقُهَا، وَالْبِلادُ كَأَنَّهَا شُعَلُ النَّارِ، مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَحَمِدَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى مَا رَأَوْا مِنْهُ.

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حُدِّثْتُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيٍّ قَالَ: مَا دَخَلَ وَقْتُ صَلاةٍ حَتَّى أَشْتَاقَ إِلَيْهَا.

وَعَنْ عَدِيٍّ قَالَ: مَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا وَأَنَا عَلَى وُضُوءٍ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى طيِّئ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه.

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: لا تَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ، فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ صِفِّينَ، فقيل له:

[ () ] عون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بن حذيفة، عن عديّ. وذكره ابن الأثير في:

أسد الغابة 4/ 8 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 69 رقم 138.

[1]

زاد ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 141 هنا: «كيف لا أعرفك، وأول صدقة بيّضت وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صدقة طيِّئ» .

[2]

زاد في الإصابة 2/ 468: «وعرفت إذ أنكروا» .

[3]

تاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 239 أ.

ص: 184

أَلَيْسَ قُلْتَ: لا تَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ؟ فَقَالَ: بَلَى، وَتُفْقَأُ عُيُونٌ كَثِيرَةٌ [1] .

وَرُوِيَ أَنَّ ابْنَهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ عَدِيًّا رَجُلا جَسِيمًا أَعْوَرَ، فَرَأَيْتُهُ يَسْجُدُ عَلَى جِدَارٍ ارْتِفَاعُهُ مِنَ الأَرْضِ ذِرَاعٌ أَوْ نَحْوُ ذِرَاعٍ.

وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: قَالُوا: وَعَاشَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ مِائَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً، فَلَمَّا أَسَنَّ اسْتَأْذَنَ قَوْمَهُ فِي وِطَاءٍ يَجْلِسُ فِيهِ فِي نَادِيهِمْ، وَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يَظُنَّ أَحَدُكُمْ أَنِّي أَرَى أَنَّ لِي عَلَيْهِ فَضْلا، وَلَكِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَرَقَّ عَظْمِي.

وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، وَحْنَظَلَةُ الْكَاتِبُ، مِنَ الْكُوفَةِ، فَنَزَلُوا قَرْقِيسِيَاءَ وَقَالُوا: لا نُقِيمُ بِبَلَدٍ يُشْتَمُ فِيهِ عُثْمَانُ [2] .

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تُوُفِّيَ عَدِيٌّ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ.

وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ، وَلَهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً.

70-

عُرْوَةُ بْنُ الْجَعْدِ [3]- ع- ويقال ابن أبي الجعد، البارقي [4]

[1] تاريخ دمشق 11/ 241 ب. المعجم الكبير 17/ 70 رقم 139.

[2]

تاريخ بغداد 1/ 191، تاريخ دمشق 11/ 243 أ.

[3]

انظر عن (عروة بن الجعد) في:

طبقات ابن سعد 6/ 34، وطبقات خليفة 112 و 137، والتاريخ الكبير 7/ 31 رقم 137، وتاريخ الطبري 3/ 379 و 381، ومشاهير علماء الأمصار 48 رقم 316، والمعجم الكبير 17/ 154- 160، وأخبار القضاة 1/ 299 و 2/ 184 و 186 و 187 و 282، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 331 رقم 404، وتهذيب الكمال 2/ 927، والكامل في التاريخ 2/ 397 و 3/ 144، والمعرفة والتاريخ 2/ 707، وتحفة الأشراف 7/ 293- 295 رقم 371، وعيون الأخبار 1/ 153، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 164، والجرح والتعديل 6/ 395 رقم 2203، والكاشف 2/ 228 رقم 3827، وتهذيب التهذيب 7/ 178 رقم 348، وتقريب التهذيب 2/ 18 رقم 154، والإصابة 3/ 476 رقم 5518، وخلاصة تذهيب التهذيب 264.

[4]

انظر عن البارقي في: اللباب 1/ 86.

ص: 185

الأسدي، وَبَارِقٌ جَبَلٌ نَزَلَهُ قَوْمُهُ.

لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةُ ثَلاثَةِ أَحَادِيثَ.

اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ (قَبْلَ شُرَيْحٍ)[1] .

قَالَهُ الشَّعْبِيُّ.

رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَلَمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، وَالْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَشَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ [2] ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَقَدْ أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا لِيَشْتَرِيَ لَهُ أُضْحِيَةً، فَاشْتَرَى لَهُ شَاتَيْنِ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، وَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ وَدِينَارٍ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فكان لو اشترى التراب ريح فِيهِ [3] .

وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ: رَأَيْتُ فِي دَارِ عُرْوَةَ يَعْنِي الْبَارِقِيَّ سَبْعِينَ فَرَسًا مَرْبُوطَةً.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ عُرْوَةُ مُرَابِطًا، وَلَهُ أَفْرَاسٌ، فِيهَا فَرَسٌ أَخَذَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.

71-

عطيّة القرظيّ [5]- 4- له صحبة ورواية قليلة.

[1] الكلمتان مهملتان في الأصل.

[2]

في الأصل «عروة» .

[3]

أخرجه البخاري (3642) ، وأحمد في المسند 4/ 375 و 376، والحميدي في المسند (843)، والطبراني في: المعجم الكبير 17/ 158 رقم 412.

[4]

في الطبقات 6/ 34.

[5]

انظر عن (عطية القرظي) في:

طبقات خليفة 123، والتاريخ الكبير 7/ 8 رقم 34، والجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2132، والاستيعاب 3/ 146، وسيرة ابن هشام 3/ 193، وتحفة الأشراف 7/ 298 رقم 377، وتهذيب الكمال 2/ 941، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 335 رقم 412، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 425، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 314، وعهد الخلفاء الراشدين 388 و 433 و 470، والكاشف 2/ 235 رقم 3882، والمعجم الكبير 17/ 163- 165، وتهذيب التهذيب 7/ 229 رقم 421، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 224، والإصابة 2/ 485 رقم 5579، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، ومسند أحمد 4/ 310 و 383 و 5/ 311.

ص: 186

رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَكَثِيرُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ.

وَقَالَ: كُنْتُ مِنْ سَبْيِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ، فَكُتِبْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَتُرِكْتُ [1] .

72-

عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ [2] خ د ت ن [3] ابن عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصيّ أبو سروعة القرشيّ النّوفليّ المكّي.

أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ.

رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَكِّيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَغَيْرُهُمْ.

وَهُوَ قَاتِلُ خُبَيْبٌ [4] .

وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، فَإِنَّ أَبَا سًرْوَعَةَ قَدِيمُ الوفاة [5] .

[1] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (18742) و (18743) ، وأحمد في المسند 4/ 310، والحميدي في المسند (888) و (889) ، والترمذي (1634) ، وأبو داود (4381) ، والنسائي (6/ 155) ، وابن ماجة (2541) ، والطبراني في المعجم الكبير 17/ 163 رقم 128 و 435.

[2]

انظر عن (عقبة بن الحارث) في:

مسند أحمد 4/ 7 و 383، ونسب قريش 204، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 241 و 123 رقم 506، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 148، وطبقات خليفة 9، ومشاهير علماء الأمصار 36 رقم 210، وجمهرة أنساب العرب 116، والمستدرك 3/ 432، وتهذيب الكمال 2/ 944، وتحفة الأشراف 7/ 299- 301 رقم 378، والتاريخ الكبير 6/ 309 رقم 2886، وطبقات ابن سعد 5/ 447، والمعرفة والتاريخ 1/ 345، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 336 رقم 413، وتاريخ الطبري 2/ 539، والجرح والتعديل 6/ 309 رقم 1722، وسيرة ابن هشام 3/ 126 و 128، والاستيعاب 3/ 107، والمعجم الكبير 17/ 351- 355، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 232 و 234، والكاشف 2/ 237 رقم 3891، والنكت الظراف 7/ 301، والإصابة 2/ 488 رقم 5592، وتهذيب التهذيب 7/ 238، 239 رقم 431، وتقريب التهذيب 2/ 26 رقم 235، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71.

[3]

في الأصل «س» بدل «ن» .

[4]

أي «خبيب بن عديّ» .

[5]

عبارة أبي حاتم ليست في: الجرح والتعديل 6/ 309.

ص: 187

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُليْكَةَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ، وَحَدَّثَنِي صاحب لي، وأن لِحَدِيثِ صَاحِبِي أَحْفَظُ، قَالَ عُقْبَةُ: تَزَوَّجْتُ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ، فَدَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْنَا جَمِيعًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ، قَالَ:«وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ! وَقَدْ قَالَتْ مَا قَالَتْ، دَعْهَا عَنْكَ» [1] . قُلْتُ: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَرْكِ الشُّبُهَاتِ، وَفِيهِ الرُّجُوعِ مِنَ الْيَقِينِ إِلَى الظَّنِّ احْتِيَاطًا وَوَرَعًا، وَاسْتِبْرَاءً لِلْعِرْضِ وَالدِّينِ.

73-

عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ [2] ابْنِ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ لَقِيطٍ الْقُرَشِيِّ الْفِهْرِيُّ الْأَمِيرُ.

قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: يُقَالُ إِنَّ لَهُ صُحْبَةً، وَلَمْ يَصِحَّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَاخْتَطَّ بِهَا، وَوَلَّى الْمَغْرِبَ لِمُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ الَّذِي بَنَى قَيْرَوَانَ إِفْرِيقِيَّةَ وَأَنْزَلَهَا الْمُسْلِمِينَ، قَتَلَتْهُ الْبَرْبَرُ بِهَوْذَةَ مِنْ أَرْضِ الْمَغْرِبِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَوَلَدُهُ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ.

وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [3] : وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ، وحكى عن معاوية، روى

[1] أخرجه الطبراني 17/ 353 رقم (974) .

[2]

انظر عن (عقبة بن نافع) في:

تاريخ خليفة 204- 206 و 210 و 251 و 279، والمعرفة والتاريخ 1/ 162، وجمهرة أنساب العرب 163 و 187، وفتوح البلدان 264 و 268- 271 و 274 و 280، والوفيات لابن قنفذ 59 رقم 41، والبيان المغرب 1/ 19، والاستقصاء 1/ 36، والخراج وصناعة الكتابة 344 و 345 و 347 و 352، والتاريخ الكبير 6/ 435 رقم 2901، وفتوح مصر 194 و 197، وتاريخ الطبري 5/ 240، ورياض النفوس 1/ 62، والولاة والقضاة 22 و 190، وتاريخ اليعقوبي 2/ 156 و 229، وأنساب الأشراف 1/ 397، والكامل في التاريخ 3/ 20 و 89 و 419 و 458 و 465- 467 و 4/ 105 و 107، والاستيعاب 3/ 108، وتاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 358 ب، وأسد الغابة 4/ 759 ومعالم الإيمان 1/ 164 و 167، وسير أعلام النبلاء 3/ 532- 534 رقم 138، والبداية والنهاية 8/ 217، والعقد الثمين 6/ 111، وحسن المحاضرة 2/ 220.

[3]

تاريخ دمشق 11/ 358 ب.

ص: 188

عَنْهُ قَوْلَهُ: ابْنُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مَرَّةً وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَعَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِصْرَ بَعَثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْقُرَى التي حولها الخيل يطئوهم، فَبَعَثَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَكَانَ نَافِعٌ أَخَا الْعَاصِ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ لأُمِّهِ، فَدَخَلَتْ خُيُولُهُمْ أَرْضَ النُّوبَةِ غَزَاةً غَزْوًا كَصَوَائِفِ الرُّومِ، فَلَقِيَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ النُّوبَةِ قِتَالا شَدِيدًا، رَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ، فَلَقَدْ جُرِحَ عَامَّتُهُمْ، وَانْصَرَفُوا بِحَدَقٍ مُفَقَّأَةٍ.

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَمَّا وُلِّيَ مُعَاوِيَةُ وَجَّهَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ عَلَى عَشَرَةِ آلافٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ، فَافْتَتَحَهَا وَاخْتَطَّ قَيْرَوَانَهَا، وَقَدْ كَانَ مَوْضِعُهُ غَيْضَةً لا تُرَامُ مِنَ السِّبَاعِ وَالْحَيَّاتِ، فَدَعَا عَلَيْهَا، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ إِلا خَرَجَ هَارِبًا بِإِذْنِ اللَّهِ، حَتَّى إِنْ كَانَتِ السِّبَاعُ وَغَيْرُهَا لَتَحْمِلُ أَوْلادَهَا، فحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

نَادَى عُقْبَةُ: «إِنَّا نَازِلُونَ فَأَظْعِنُوا» فَخَرَجْنَ مِنْ جُحُورِهِنَّ هَوَارِبَ [1] .

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ إِفْرِيقِيَّةَ وَقَفَ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الوادي إنا حالون إن شاء الله، فاظعنوا، ثلاث مرات، قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابة، حتى هَبَطْنَ بَطْنَ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْزِلُوا بِاسْمِ اللَّهِ [2] .

وَعَنْ مُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، وَغَيْرِهِ قَالُوا: كَانَ عُقْبَةُ بْنِ نَافِعٍ مُجَابُ الدَّعْوَةِ.

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى يَزِيدَ، فَرَدَّهُ وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، فَخَرَجَ سَرِيعًا لِحِينِهِ عَلَى أَبِي الْمُهَاجِرِ دِينَارٍ- هُوَ مَوْلَى مُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ- فَأَوْثَقَ أَبَا الْمُهَاجِرِ فِي الحديد، ثُمَّ غَزَا إِلَى السُّوسِ الأَدْنَى، وَأَبُو الْمُهَاجِرِ مَعَهُ مُقَيَّدٌ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ سَبَقَهُ أَكْثَرُ الجيش، فعرض له

[1] تاريخ الطبري 5/ 240 وتاريخ دمشق 11/ 359 أ، و 360 ب.

[2]

تاريخ دمشق 11/ 360 أب، ورياض النفوس 1/ 9، وطبقات علماء إفريقية 8، ومعالم الإيمان 1/ 9، ومعجم ما استعجم 3/ 1105، وحسن المحاضرة 2/ 220، 221.

ص: 189

كُسَيْلَةُ فِي جَمْعٍ مِنَ الْبَرْبَرِ وَالرُّومِ، فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ عُقْبَةُ وَأَصْحَابُهُ وَأَبُو الْمُهَاجِرِ.

74-

عَلْقَمَةُ بْنُ قيس [1] ع ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، أَبُو شِبْلٍ النّخعيّ الكوفي، الْفَقِيهُ الْمَشْهُورُ، خَالُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَشَيْخُهُ، وَعَمُّ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ.

أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَسَمِعَ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا مُوسَى، وَحُذَيْفَةَ، وَتَفَقَّهَ بِابْنِ مَسْعُودٍ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ.

رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ النّخَعِيُّ، وَهَنِيُّ بْنُ نُوَيْرَةَ، وَأَبُو الضُّحَى مُسْلِمٌ، وعبد الرحمن بن يزيد النّخعيّ أخو

[1] انظر عن (علقمة بن قيس) في:

أخبار القضاة 3/ 42، وتاريخ الطبري 1/ 115 و 343 و 2/ 419 و 575 و 583 و 587 و 592 و 593، و 4/ 305 و 306 و 309 و 323 و 520 و 5/ 32، والولاة والقضاة 24، والوفيات لابن قنفذ 95 رقم 62، وتاريخ بغداد 12/ 396- 300 رقم 6743، وحلية الأولياء 2/ 98- 102 رقم 164، وجامع التحصيل 293 رقم 534، وطبقات ابن سعد 6/ 86، والتاريخ الكبير 7/ 41 رقم 177، والجرح والتعديل 6/ 404 رقم 2258، والعقد الفريد 2/ 233 و 437 و 3/ 168، وتاريخ أبي زرعة 1/ 616 و 651 و 652 و 654 و 655 و 665 و 667، والزاهر 1/ 186 و 414، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 235 و 380 و 517 و 518 و 534 و 536 و 545، والكامل في التاريخ 3/ 132 و 134 و 138 و 307 و 4/ 101 و 392، وجمهرة أنساب العرب 416، والمعرفة والتاريخ 2/ 552، وطبقات الفقهاء 79، وتاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 404 ب، والمعارف 431 و 213 و 582، وتاريخ خليفة 196 و 236، وطبقات خليفة 147، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 342، 343 رقم 425، ومشاهير علماء الأمصار 100 رقم 741، والتاريخ لابن معين 2/ 415، وتاريخ الثقات للعجلي 339- 341 رقم 1161، والزيارات 79، وتهذيب الكمال 957، وتذكرة الحفاظ 1/ 45، والعبر 1/ 66، 67، ودول الإسلام 1/ 47، والكاشف 2/ 242 رقم 3930، وسير أعلام النبلاء 1/ 516 4/ 53- 61 رقم 14، ومرآة الجنان 1/ 137، والبداية والنهاية 8/ 218، وغاية النهاية 1/ 516 رقم 2135، والإصابة 3/ 110 رقم 6454، وتهذيب التهذيب 7/ 276- 278، والنجوم الزاهرة 1/ 157، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 377 أ، وطبقات الحفاظ 12، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، وشذرات الذهب 1/ 70، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 7.

ص: 190

الأَسْوَدِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ [1] وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ، وَأَبُو ظَبْيَانَ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ نَضْلَةَ [2] ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمْ.

وَكَانَ فَقِيهًا إِمَامًا مُقْرِئًا، طَيِّبَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، ثَبَتًا حُجَّةً، وَكَانَ أَعْرَجَ [3] ، دَخَلَ دِمَشْقَ وَاجْتَمَعَ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ بِالْجَامِعِ، وَكَانَ الأَسْوَدُ أَكْبَرَ مِنْهُ، فَإِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: قَالَ الأْسَوَدُ: إِنِّي لَأذْكُرُ لَيْلَةَ بُنِيَ بِأُمِّ عَلْقَمَةَ.

وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] وَغَيْرُهُ: إِنَّهُ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ.

وَقَالَ مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَنَّى عَلْقَمَةَ أَبَا شِبْلٍ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ عَقِيمًا لا يُولَدُ لَهُ [5] .

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ:

صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ سَنَتَيْنِ.

وَقَالَ مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ إنّ الأسود وعلقمة كانا يُسَافِرَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ:

كَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ [6] .

وَقَالَ الأَعْمَشُ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ فَقَالَ: اذهبوا بنا إلى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًا وَأَمْرًا بِعَبْدِ اللَّهِ، فَقُمْنَا مَعَهُ لَمْ نَدْرِ مَنْ هُوَ، حَتَّى دَخَلَ بِنَا عَلَى عَلْقَمَةَ [7] .

وَقَالَ دَاوُدُ الأَوْدِيُّ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ كأنّي

[1] مهمل في الأصل، والتحرير من «الخلاصة» .

[2]

في الأصل «فضلة» ، والتصحيح من طبقات القراء لابن الجزري. ويقال له «ابن نضيلة» كما في طبقات ابن سعد 6/ 117 وأسد الغابة 3/ 354.

[3]

لم يذكره الجاحظ في: البرصان والعرجان.

[4]

في تاريخه 196، وانظر طبقات ابن سعد 6/ 91.

[5]

طبقات ابن سعد 6/ 86.

[6]

طبقات ابن سعد 6/ 86.

[7]

طبقات ابن سعد 6/ 86، حلية الأولياء 2/ 98.

ص: 191

أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ أبْطَنَ [1] الْقَوْمِ بِهِ، وَكَانَ مَسْرُوقٌ قَدْ خَلَطَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ، وَكَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ أَسَدَّهُمِ اجْتِهَادًا، وَكَانَ عَبِيدَةَ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَاءِ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ وَيُفْتُونَ: عَلْقَمَةُ، وَمَسْرُوقٌ، وَالأَسْوَدُ، وَعَبِيدَةُ، وَالْحَارِثُ بن قيس، وعمرو بن شرحبيل.

وقال مرّة بن شراحبيل: كَانَ عَلْقَمَةُ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ [2] .

وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلا وَعَلْقَمَةُ يَقْرَأُ [3] .

وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ، أيُّهُمَا أَفْضَلُ؟

فَقَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ مَعَ البطيء وَيُدْرِكُ السَّرِيعَ [4] .

وَقَالَ أَبُو قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ: قُلْتُ لِأَبِي: كَيْفَ تَأْتِي عَلْقَمَةَ، وَتَدَعُ أَصْحَابَ مُحَمَّدِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: يَا بَنِي إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ كَانُوا يَسْأَلُونَهُ [5] .

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي خَمْسٍ، وَالأَسْوَدُ فِي سِتٍّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي سَبْعٍ.

وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنْ كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ خُلِقُوا لِلْجَنَّةِ فَهُمْ أَهْلُ هَذَا الْبَيْتِ:

عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ.

وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ:

قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: لَوْ صَلَّيْتَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَنَجْلِسُ مَعَكَ فَتُسْأَلُ، قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُقَالُ هَذَا عَلْقَمَةُ، قَالُوا: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى الأمراء فعرفوا لك شرفك، قال:

[1] في طبعة القدسي 3/ 51 «أبطن انظر القوم» ، وما أثبتناه هو الصحيح. وأبطن: يقال بطن من فلان وبه إذا صار من خواصّه، واستبطن أمره إذا وقف على دخيلته، فهو أبطن.

[2]

انظر حلية الأولياء 2/ 98، وطبقات ابن سعد 6/ 91.

[3]

حلية الأولياء 2/ 99.

[4]

طبقات ابن سعد 9/ 89.

[5]

حلية الأولياء 2/ 98.

ص: 192

أَخَافُ أَنْ يَنْتَقِصُوا مِنِّي أَكْثَرَ مِمَّا أَنْتَقِصُ مِنْهُمْ [1] .

وَقَالَ عَلْقَمَةُ لِأَبِي وَائِلٍ وَقَدْ دَخَلَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إلا أَصَابُوا مِنْ دِينِكَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، مَا أَحَبَّ أَنَّ لِي مَعَ ألْفَيَّ أَلْفَيْنِ، وَإِنِّي مِنْ أَكْرَمِ الْجُنْدِ عَلَيْهِ [2) .] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ أَبَا بُرْدَةَ كَتَبَ عَلْقَمَةَ فِي الْوَفْدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَلْقَمَةُ: امْحُنِي امْحُنِي [3] .

وَقَالَ عَلْقَمَةُ: مَا حَفِظْتُ وَأَنا شَابٌّ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ [4] .

قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ عَلْقَمَةُ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ.

وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ.

وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَخَلِيفَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.

وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وهو غلط.

75-

عمر بن سعد [5] ن ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ، أَبُو حَفْصٍ المدني نزيل الكوفة.

[1] طبقات ابن سعد 6/ 88، وانظر بعضه في حلية الأولياء 2/ 100.

[2]

تاريخ دمشق 11/ 412 ب.

[3]

طبقات ابن سعد 6/ 89.

[4]

طبقات ابن سعد 6/ 87 بلفظ «ورقة» بدل «قرطاس» .

[5]

انظر عن (عمر بن سعد) في:

طبقات ابن سعد 5/ 168، وتاريخ خليفة 263 و 264، وطبقات خليفة 243، والتاريخ الكبير 6/ 158 رقم 2016، والبرصان والعرجان 82، والمعارف 243، وفتوح البلدان 345 و 349، والجرح والتعديل 6/ 111 رقم 592، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1901 و 1906 و 1938 و 1960 و 2300، ونسب قريش 264، والبدء والتاريخ 5/ 88 و 6/ 11 و 12 و 25، وتاريخ الطبري 3/ 341 و 4/ 53 و 5/ 66 و 67 و 269 و 356 و 376 و 393 و 409- 412، و 414 و 415 و 417 و 422 و 427- 429 و 434- 438 و 441 و 444 و 445 و 452 و 454 و 455 و 467 و 524 و 580 و 586 و 587 و 6/ 47 و 236 و 7/ 184 و 417، والعقد الفريد 4/ 379 و 380 و 5/ 405، وتاريخ اليعقوبي 2/ 243 و 259، وتاريخ العظيمي 170، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 109، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 35

ص: 193

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.

وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَابْنُ ابْنِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، وَالْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَرْسَلَ عَنْهُ قَتَادَةُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.

وَلِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ جَمَاعَةٌ إِخْوَةٌ: عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ، أَحَدُ مِنْ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ.

وَعُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ: قُتِلَ أَيْضًا يَوْمَ الْحَرَّةِ.

وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَامِرُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَا بَعْدَ الْمِائَةِ.

وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَهُ رِوَايَةٌ.

وَإِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى: ذَكَرَ تَرَاجِمَهُمُ ابنُ سَعْدٍ [1] .

وَقَدْ مَرَّ أَنَّهُ الَّذِي قَاتَلَ الْحُسَيْنَ رضي الله عنه، وَشَهِدَ دُومَةَ الْجَنْدَلِ مَعَ أَبِيهِ.

وَقَالَ بُكَيْرِ بْنُ مِسْمَارٍ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كَانَ سَعْدُ فِي إبِلِهِ أَوْ غَنَمِهِ، فَأَتَاهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا لاحَ قَالَ: أَعُوذُ باللَّه مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ: يَا أَبَتِ أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أعرابيّا في إبلك والناس يتنازعون

[ () ] و 136 و 137 و 254 و 280 و 384، والأخبار الطوال 241 و 247 و 253- 256 و 259 و 298 و 300 و 301، وعيون الأخبار 3/ 185، والكامل في التاريخ 2/ 533 و 3/ 330 و 4/ 34 و 52- 57 و 59 و 60 و 64- 69 و 71- 73 و 78- 81 و 143 و 172 و 177 و 5/ 245، والمعرفة والتاريخ 3/ 330، وجمهرة أنساب العرب 129 و 365، وتهذيب الكمال 2/ 1010، والكاشف 2/ 270 رقم 4121، وتاريخ الثقات 357 رقم 1230، والعبر 1/ 73 وسير أعلام النبلاء 3/ 349، 350 رقم 123، والبداية والنهاية 8/ 273، والإصابة 3/ 172 رقم 6827، وتهذيب التهذيب 7/ 450- 452 رقم 746، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 433، وخلاصة تذهيب التهذيب 283، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 121 أوب، والمثلّث 2/ 155، والفائق في غريب الحديث، لجار الله الزمخشريّ- تحقيق محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم- دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 3/ 49، والنهاية في غريب الحديث 4/ 106 والمحاسن 61، 12.

[1]

في طبقاته- ج 5/ 168.

ص: 194

فِي الْمُلْكِ! فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْخَفِيَّ الْغَنِيَّ» [1] . وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَالِمٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ ابن سَعْدٍ لِلْحُسَيْنِ: إِنَّ قَوْمًا مِنَ السُّفَهَاءِ يَزْعُمُونَ إِنِّي قَاتِلُكَ، قَالَ: لَيْسُوا بِسُفَهَاءَ وَلَكِنَّهُمْ حُلَمَاءُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَقَرُّ عَيْنِي [2] أَنَّكَ لا تَأْكُلُ بُرَّ الْعِرَاقِ بَعْدِي إِلا قَلِيلا. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا قُمْتَ مَقَامًا تُخَيَّرُ فِيهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَتَخْتَارُ النَّارَ. وَيُرْوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ قَدْ جَهَّزَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ لِقِتَالِ الدَّيْلَمِ، وَكَتَبَ لَهُ عَهْدَهُ عَلَى الرَّيِّ، فَلَمَّا أَقْبَلَ الْحُسَيْنُ طَالِبًا لِلْكُوفَةِ دَعَا عُبَيْدُ اللَّهِ عُمَرًا وَقَالَ: سِرْ إِلَى الْحُسَيْنِ، قَالَ: إِنْ تُعْفِينِي، قَالَ: فَرُدَّ إِلَيْنَا عَهْدَنَا، قَالَ: فَأَمْهِلْنِي الْيَوْمَ أَنْظُرُ فِي أَمْرِي، فَانْصَرَفَ يَسْتَشِيرُ أَصْحَابَهُ، فَنَهَوْهُ [3] .

وَقَالَ أَبُو مِخْنَفٍ [4]- وَلَيْسَ بِثِقَةٍ لَكِنْ لَهُ اعْتِنَاءٌ بِالأَخْبَارِ-: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، وَالصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ أَنَّهُمَا الْتَقَيَا مِرَارًا- الْحُسَيْنَ، وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ- قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَطْفَأَ الثَّائِرَةَ، وَجَمَعَ الْكَلِمَةَ، وَأَصْلَحَ أَمْرَ الأُمَّةِ، فَهَذَا حُسَيْنٌ قَدْ أَعْطَانِي أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي مِنْهُ أَتَى، أَوْ أَنْ يَأْتِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَيَضَعُ يَدَهُ فِي يَدِهِ، أَوْ أَنْ يَسِيرَ إِلَى ثَغْرٍ مِنَ الثُّغُورِ، فَيَكُونُ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَهُ مَا لَهْمُ وَعَلَيْهِ، وَفِي هَذَا لَكُمْ رِضًا، وَلِلأُمَّةِ صَلاحٌ. فَلَمَّا قَرَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْكِتَابَ قَالَ: هذا كتاب ناصح

[1] أخرجه مسلم في الزهد (11/ 2965) .

[2]

في الأصل «بعيني» .

[3]

تاريخ الطبري 5/ 409.

[4]

في الأصل «أبو فخرف» ، وهو لوط بن يحيى الأخباري المشهور.

ص: 195

لِأَمِيرِهِ، مُشْفِقٌ عَلَى قَوْمِهِ، نَعَمْ قَدْ قَبِلْتُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ فَقَالَ: أَتَقْبَلُ هَذَا مِنْهُ وَقَدْ نَزَلَ بِأَرْضِكَ وَإِلَى جَنْبِكَ: وَاللَّهِ لَئِنْ خَرَجَ مِنْ بِلادِكَ وَلَمْ يَضَعْ يَدَهُ فِي يَدِكَ لَيَكُونَنَّ أَوْلَى بِالْقُوَّةِ وَالْعِزِّ، وَلْتَكُونَنَّ أَوْلَى بِالضَّعْفِ وَالْعَجْزِ، فَلا تُعْطِهِ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ فَإِنَّهَا مِنَ الْوَهَنِ، وَلَكِنْ لِيَنْزِلْ عَلَى حُكْمِكَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَإِنْ عَاقَبْتَ فَأَنْتَ وَلِيَّ الْعُقُوبَةِ، وَإِنْ غَفَرْتَ كَانَ ذَلِكَ لَكَ، وَاللَّهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ حُسَيْنًا وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ يَجْلِسَانِ بَيْنَ الْعَسْكَرَيْنِ فَيَتَحَدَّثَانِ عَامَّةَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ: نِعْمَ مَا رَأَيْتُ الرَّأْيَ رَأْيَكَ [1] .

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» [2] : ثنا مُوسَى بْنُ إسماعيل، ثنا سليمان بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ طُعِنَ فِي سُرَادِقِ الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، فَرَأَيْتُ عُمَرَ وَوَلَدَيْهِ قَدْ ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ، ثُمَّ عُلِّقُوا عَلَى الْخَشَبِ، ثُمَّ أُلْهِبَ فِيهِمُ النَّارُ.

وَعَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْبَاقِرِ: إِنَّمَا أَعْطَاهُ الْمُخْتَارُ أَمَانًا بِشَرْطِ أَلا يُحْدِثُ- وَنَوَى بِالْحَدَثِ دُخُولَ الْخَلاءِ- ثُمَّ قَتَلَهُ [3] . وَقَالَ عِمْرَانُ بْنِ مِيثَمٍ [4] : أَرْسَلَ الْمُخْتَارُ إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ مَنْ قَتَلَهُ وَجَاءَهُ بِرَأْسِهِ، بَعْدَ أَنْ كَانَ أَمَّنَهُ، فَقَالَ ابْنُهُ حَفْصٌ لَمَّا رَأَى ذَلِكَ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَقَالَ الْمُخْتَارُ: اضْرِبْ عُنُقَهُ، ثُمَّ قَالَ: عُمَرُ بِالْحُسَيْنِ، وَحَفْصُ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَلا سَوَاءٌ [5] .

قُلْتُ: هَذَا عَلِيٌّ الأَكْبَرُ لَيْسَ هُوَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ.

قَالَ خَلِيفَةُ: وَسَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ قُتِلَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ على فراشه [6] .

[1] تاريخ الطبري 5/ 414، الكامل في التاريخ 4/ 55.

[2]

لم أجد قول البخاري لا في ترجمة عمر بن سعد، ولا في ترجمة الحسين بن علي.

[3]

البداية والنهاية 8/ 273.

[4]

في الأصل مهمل، وهو بكسر الميم وفتح الثاء.

[5]

زاد ابن كثير في «البداية والنهاية» 8/ 274: «والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله» .

[6]

هذه العبارة ليست في طبقات خليفة، ولا في تاريخه، ففي الطبقات 243 أنه قتل سنة 65، وفي التاريخ ذكر مقتله في سنتي 66 و 67 هـ.

ص: 196

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَنَةَ سَبْعٍ.

76-

عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ [1]- 4- بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهَذَا عُمَرُ الأَكْبَرُ قُتِلَ مَعَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ.

رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عَلِيٌّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو زُرْعَةَ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَلابْنِهِ مُحَمَّدٍ حَدِيثٌ عَنْهُ فِي السُّنَنِ.

قُتِلَ إِلَى رَحْمَةِ الله سنة سبع.

77-

عمرو بن الحارث [2]- ع- بن أبي ضرار الخزاعي المصطلقي، أَخُو أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ.

لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَرَوَى أَيْضًا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَزَوْجَتِهِ زَيْنَبَ.

رَوَى عَنْهُ: مَوْلاهُ دِينَارٌ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود،

[1] انظر عن (عمر بن عليّ) في:

طبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 264، والمعارف 204 و 210 و 217، وتاريخ الطبري 3/ 383 و 5/ 154، 155، وجمهرة أنساب العرب 42 و 66، والخراج وصناعة الكتابة 286، وتاريخ الثقات للعجلي 360 رقم 1243، وطبقات ابن سعد 5/ 117، والتاريخ الكبير 6/ 179 رقم 2096، وفتوح البلدان 131، والجرح والتعديل 6/ 124 رقم 676، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 418 و 1908 و 1909، ونسب قريش 42 و 43، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 259، والبدء والتاريخ 5/ 76، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، والأخبار الطوال 306، 307، والعقد الفريد 4/ 401، وتهذيب الكمال 2/ 1020، وتاريخ دمشق 13/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 134 رقم 41، والكاشف 2/ 276 رقم 4163، والكامل في التاريخ 2/ 399 و 408 و 3/ 397، وتهذيب التهذيب 7/ 485 رقم 806، وتقريب التهذيب 2/ 61 رقم 490، وخلاصة تذهيب التهذيب 285.

[2]

انظر عن (عمرو بن الحارث) في:

طبقات ابن سعد 6/ 196، والتاريخ الكبير 6/ 308 رقم 2486، والجرح والتعديل 6/ 225 رقم 1249، وطبقات خليفة 107 و 137 و 150، والمعرفة والتاريخ 2/ 621، ومسند أحمد 4/ 278، وأسد الغابة 4/ 96، 97، والمعجم الكبير 17/ 44، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 12، وتحفة الأشراف 8/ 141، 142 رقم 401، وتهذيب الكمال 2/ 1028، والكاشف 2/ 281 رقم 4203، وأنساب الأشراف 1/ 519، والاستيعاب 2/ 515، 516، والإصابة 2/ 530، 531 رقم 5800، وتهذيب التهذيب 8/ 14 رقم 21، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 553، وخلاصة تذهيب التهذيب 287.

ص: 197

وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.

وَهُوَ صِهْرُ ابْنِ مَسْعُودٍ.

78-

عمرو بن الزبير [1] ابن الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ، وأمه أُمُّ خَلِدِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيَّةِ.

سَمِعَ: أَبَاهُ وَأَخَاهُ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً، وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ، وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ خُصُومَةٌ.

قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ الْمُطَرِّفَ لِأَنَّ النَّاسَ لَمَّا اسْتَشْرَفُوا جَمَالَهُ قَالُوا: هَذَا حَسَنٌ مُطْرَّفٌ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ [2] .

وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مُنْقَطِعَ الْجَمَالِ، وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ يُكَلِّمُ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ يَنْدَمُ، كَانَ شَدِيدَ الْعَارِضَةِ، مَنِيعَ الْحَوْزَةِ، وَكَانَ يَجْلِسُ بِالْبِلادِ وَيَطْرَحُ عَصَاهُ، فَلا يَتَخَطَّاهَا أَحَدٌ إِلا بِإِذْنِهِ، وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنَ الرَّقِيقِ مِائَتَيْنِ.

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن عمته أم بكر، وحدثني شرحبيل بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالُوا: كَتَبَ يَزِيدُ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ جُنْدًا، فسأل: من أعدى الناس له،

[1] انظر عن (عمرو بن الزبير) في:

طبقات ابن سعد 5/ 185، 186، ونسب قريش 178 و 214 و 215، وتاريخ اليعقوبي 2/ 264، وجمهرة نسب قريش 344، والعقد الفريد 4/ 377، وتاريخ الطبري 4/ 460 و 5/ 330 و 343- 346، وأنساب الأشراف 3/ 112 وق 4 ج 1/ 67 و 89 و 311- 316 و 319 و 382- 384 و 7604 والكامل في التاريخ 4/ 11 و 18 و 19، والتذكرة الحمدونية 2/ 211، والأغاني 14/ 224، والعقد الثمين 6/ 383، وغرر الخصائص الواضحة، للوطواط- طبعة بيروت؟ - ص 402، وتاريخ دمشق 13/ 220 أ، والمحبر 304 و 410 و 481، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية 1940، 1941، والمعارف 222، وفتوح البلدان 14، والبرصان والعرجان 364، وجمهرة أنساب العرب 125، وسير أعلام النبلاء 3/ 472، 473 رقم 99.

[2]

أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 604 رقم 1560.

ص: 198

فَقِيلَ: عَمْرُو أَخُوهُ، فَوَلاهُ شُرْطَةَ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَ نَاسًا مِنْ قُرْيَشٍ وَالأَنْصَارِ بِالسِّيَاطِ وَقَالَ: هَؤُلاءِ شِيعَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ تَوَجَّهَ فِي أَلْفٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى قِتَالِ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، فَنَزَلَ بِذِي طُوَى، فَأَتَاهُ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: جِئْتُ لِأَنْ يُعْطِيَ أَخِي الطَّاعَةَ لِيَزِيدَ وَيَبَرَّ قَسَمَهُ، فَإِنْ أَبَى قَاتَلْتُهُ، فَقَالَ لَهُ جُبَيْرُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ غَيْرُكَ أَوْلَى بِهَذَا مِنْكَ، تَسِيرُ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ، وَإِلَى أَخِيكَ فِي سِنِّهِ وَفَضْلِهِ، تَجْعَلُهُ فِي جَامِعَةٍ! مَا أَرَى النَّاسَ يَدْعُونَكَ وَمَا تُرِيدُ، قَالَ: إِنِّي أُقَاتِلُ مَنْ حَالَ دُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَنَزَلَ دَارَهُ عِنْدَ الصَّفَا، وَجَعَلَ يُرْسِلُ إِلَى أَخِيهِ، وَيُرْسِلُ إِلَيْهِ أَخُوهُ، وَكَانَ عَمْرُو يَخْرُجُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَعَسْكَرَهُ بِذِي طُوَى، وَابْنُ الزُّبَيْرِ أَخُوهُ مَعَهُ يُشَبِّكُ أَصَابِعَهُ وَيُكَلِّمُهُ فِي الطَّاعَةِ، وَيَلِينُ لَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا بَعْدَ هَذَا شَيْءٌ، إِنِّي لَسَامِعٌ مُطِيعٌ، أَنْتَ عَامِلُ يَزِيدَ، وَأَنَا أُصَلِّي خَلْفَكَ مَا عِنْدِي خِلَافٌ، فَأَمَّا أَنْ تَجْعَلَ فِي عُنُقِي جَامِعَةً، ثُمَّ أُقَادُ إِلَى الشَّامِ، فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي ذَلِكَ، فَرَأَيْتُ لا يَحِلُّ لِي أَنْ أَحُلَّهُ بِنَفْسِي، فَرَاجِعْ صَاحِبَكَ وَاكْتُبْ إِلَيْهِ، قَالَ: لا وَاللَّهِ، مَا أَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَهَيَّأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ قَوْمًا وَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً، وَأَخَذَ بِهِمْ مِنْ أَسْفَلِ مكة، فلم يشعر أنيس الأسلميّ إِلا بِالْقَوْمِ وَهُمْ عَلَى عَسْكَرِ عُمَرَ، فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ أُنَيْسٌ، وَرَكِبَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي طَائِفَةٍ إِلَى عَمْرِو، فَلَقَوْهُ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ وَالْعَسْكَرُ أَيْضًا، وَجَاءَ عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَخِي أَنَا أُجِيرُكَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَجَاءَ بِهِ أَسِيرًا وَالدَّمُ يَقْطُرُ عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ أَجَرْتُهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا حَقِّي فَنَعَمْ، وَأمَّا حَقُّ النَّاسِ فَلأَقْتَصَّنَّ مِنْهُ لِمَنْ آذَاهُ بِالْمَدِينَةِ، وَقَالَ: مَنْ كَانَ يَطْلُبُهُ بِشَيْءٍ فَلْيَأْتِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي فَيَقُولُ: قَدْ نَتَفَ شُفَارِيَ، فَيَقُولُ: قُمْ فانتف أشفاره، وجعل الرجل يقول: قَدْ نَتَفَ لِحْيَتِي، فَيَقُولُ: انْتِفْ لِحْيَتَهُ، فَكَانَ يُقِيمُهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَدْعُو النَّاسَ لِلْقَصَاصِ مِنْهُ، فَقَامَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: قَدْ جَلَدَنِي مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَأَمَرَهُ فَضَرَبَهُ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَمَاتَ، وَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَصُلِبَ. رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ [1]، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَقَالَ: بَلْ صَحَّ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبُ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ ابْنُ الزبير بعد إخراجه من

[1] في الطبقات 5/ 185، 186.

ص: 199

السِّجْنِ، فَرآهُ جَالِسًا بِفِنَاءِ مَنْزِلِهِ فَقَالَ: أَلا أَرَاهُ حَيًّا، فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ إِلَى السِّجْنِ، فَلَمْ يَبْلُغْهُ حَتَّى مَاتَ، فَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ، فَطُرِحَ فِي شِعْبِ الْخَيْفِ [1] ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الّذي صلب فيه عبد الله بعد.

79-

عمرو [2] بن شرحبيل [3] سوى ق أبو ميسرة الهمدانيّ الكوفي.

رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. وَكَانَ سَيِّدًا صَالِحًا عَابِدًا، إِذَا جَاءَهُ عَطَاءٌ تَصَدَّقَ بِهِ رحمه الله.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.

الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ هَمْدَانيًا أَحَبَّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ [4] ، مِنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ [5] .

شَريِكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: مَا اشْتَمَلَتْ هَمْدَانِيَّةُ عَلَى مِثْلِ أَبِي مَيْسَرَةَ، قِيلَ: وَلا مَسْرُوقَ؟ فَقَالَ: وَلا مَسْرُوقَ [6] .

أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، وَقِيلَ لَهُ: مَا يَحْبِسُكَ عِنْدَ الإِقَامَةِ؟ قال:

[1] في الطبقات 5/ 186 «الجيف» .

[2]

في الأصل «عمر» والتصحيح من مصادر ترجمته.

[3]

انظر عن (عمرو بن شرحبيل) في:

طبقات ابن سعد 6/ 106- 109، وتاريخ اليعقوبي 2/ 241، والتاريخ الصغير 81، والتاريخ الكبير 6/ 341، 342 رقم 2576، وتاريخ أبي زرعة 1/ 651 و 653، والجرح والتعديل 6/ 237، 238 رقم 1320، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 223- 225 و 714، وطبقات خليفة 149، وجامع التحصيل 299 رقم 571، وحلية الأولياء 4/ 141- 147 رقم 257، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 534، والكاشف 2/ 286 رقم 4236، وتهذيب الكمال 2/ 1040، وسير أعلام النبلاء 4/ 135، 136 رقم 42، وغاية النهاية 1/ 601 رقم 2453، والإصابة 3/ 114 رقم 6488، وتهذيب التهذيب 8/ 47 رقم 78، وتقريب التهذيب 2/ 72 رقم 605، وخلاصة تذهيب التهذيب 290، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 135.

[4]

مسلاخه: أي هديه وطريقته.

[5]

طبقات ابن سعد 6/ 106، حلية الأولياء 4/ 142.

[6]

طبقات ابن سعد 6/ 106، حلية الأولياء 4/ 142.

ص: 200

إِنِّي أُوتِرُ. وَلَمَّا احْتُضِرَ أَوْصَى أَنْ لا يُؤْذَنَ بِجِنَازَتِهِ أَحَدٌ [1] ، وَكَذَلِكَ أَوْصَى عَلْقَمَةَ.

إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ فِي جِنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ آخِذًا بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ حَتَّى أُخْرِجَ، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَبَا مَيْسَرَةَ [2] .

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ بِالْكُوفَةِ.

80-

عمرو [4] بن عبسة م 4 ابْنِ عَامِرِ بْنِ خَالِدٍ، أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ، نزيل حِمْصَ، وَأَخُو أَبِي ذَرٍّ لأُمِّهِ، قدِم عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، فَكَانَ رَابِعَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرَجَعَ ثُمَّ هَاجَرَ فِيمَا بَعْدُ إِلَى الْمَدِينَةِ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.

رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَشَدَّادٌ أَبُو عُمَارَةَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَمَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَخَلْقٌ.

[1] في الأصل «أحدا» .

[2]

طبقات ابن سعد 6/ 109.

[3]

طبقات ابن سعد 6/ 109.

[4]

انظر عن (عمرو بن عبسة) في:

طبقات ابن سعد 4/ 214، و 7/ 403، والتاريخ الكبير 6/ 302، 303 رقم 2474، وطبقات خليفة 49 و 302، والتاريخ لابن معين 2/ 249، والمحبّر 237، ومشاهير علماء الأمصار 51 رقم 330، والمعارف 290، وتاريخ اليعقوبي 2/ 23، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 31، 32 رقم 19، وتاريخ أبي زرعة 1/ 608، ومروج الذهب 1465، والاستيعاب 2/ 1498- 501، وتحفة الأشراف 8/ 159- 165 رقم 409، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 86، والمستدرك 3/ 616، 617، وتهذيب الكمال 2/ 1040، 1041 وفيه «ابن عنبسة» وهو غلط، والمعرفة والتاريخ 1/ 327، 328 و 2/ 339، 340، وتاريخ الطبري 2/ 315 و 317 و 3/ 397 و 4/ 67، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 98، والكاشف 2/ 289 رقم 4256، ومسند أحمد 4/ 111 و 384 و 385، والكامل في التاريخ 2/ 59، 60، وأسد الغابة 4/ 130، 131، والجرح والتعديل 6/ 241 رقم 1339، والنكت الظراف 8/ 164، 165، والإصابة 3/ 5، 6 رقم 5903، وتهذيب التهذيب 8/ 69 رمق 107، وتقريب التهذيب 2/ 74 رقم 629، وخلاصة تذهيب التذهيب 291، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 90.

ص: 201

وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَسْعُودٍ- مَعَ جَلالَتِهِ- وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ.

وَلا أَعْلَمُ هَلْ مَاتَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ أَوْ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ، وَكَانَ أَحَدُ الأُمَرَاءِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ.

رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي سَلامٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْد اللَّهِ، سَمِعَا أَبَا أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، رَأَيْتُ أَنَّهَا آلِهَةٌ بِاطِلَةٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ [1] .

81-

عَمْرُو [2] بن سعيد [3] م ت ن ق ابْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الأمويّ، أبو أميّة المعروف بالأشدق.

[1] طبقات ابن سعد 4/ 217.

[2]

من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم على سابقتها حسب الترتيب الأبجدي.

[3]

انظر عن (عمرو بن سعيد الأشدق) في:

طبقات خليفة 11 و 298، والسير والمغازي لابن إسحاق 227، والمحبّر 104 و 304 و 377 و 378، والمغازي للواقدي 845 و 925 و 932، ونسب قريش 175- 180 و 251، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 133 و 253 و 255- 258 و 264 و 270 و 274، والمعارف 145 و 296 و 615، والمراسيل 143 رقم 262، ومشاهير علماء الأمصار 20 رقم 81، وتاريخ خليفة 97 و 120 و 130 و 229 و 231 و 233 و 235 و 454 و 256 و 266، وفتوح البلدان 40 و 135 و 142، والتاريخ الكبير 6/ 338 رقم 2570، والتاريخ الصغير 20 و 82، والجرح والتعديل 6/ 236 رقم 1308، وطبقات ابن سعد 5/ 237، 238، والبرصان والعرجان 274، 275، وجمهرة أنساب العرب 81، وأنساب الأشراف 1/ 142 و 199 و 368 و 482 و 3/ 72 و 112 وق 4 ج 1/ 6 و 38 و 94 و 98 و 131 و 134 و 135 و 148 و 153 و 154 و 159 و 286 و 299 و 301 و 304 و 307 و 309 و 311- 314 و 316 و 318 و 322 و 429 و 431- 433 و 435- 437 و 441- 451 و 454 و 455 و 463 و 470 و 571، والكامل في التاريخ 2/ 414 و 418 و 3/ 508 و 4/ 14 و 17 و 18 و 39 و 40 و 43 و 880 و 89 و 148- 151 و 154 و 189 و 190 و 252 و 257- 304 و 323 و 329 و 340 و 513 و 522 و 5/ 220 و 582، وتاريخ العظيمي 89 و 104 و 185 و 187 و 188، والعقد الفريد 1/ 79 و 2/ 189 و 4/ 23 و 46 و 132 و 168 و 370 و 376 و 377 و 394 و 397 و 407- 409، وثمار القلوب 75 و 130 و 164، وتاريخ الطبري 5/ 474- 478، وجامع التحصيل 298 رقم 565، والأخبار الموفقيات 152

ص: 202

وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِيَزِيدَ، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ، وَكَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَقَدْ رَامَ الْخِلافَةَ، وَغَلَبَ عَلَى دِمَشْقَ، وَادَّعَى أَنَّ مَرْوَانَ جَعَلَهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ.

حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ.

رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ مُوسَى، وَأُمَيَّةُ، وَسَعِيدٌ، وَخُثَيْمُ [1] بْنُ مَرْوَانَ.

وَكَانَ زَوْجَ أُخْتِ مَرْوَانَ أُمِّ الْبَنِينِ شَقِيقَةِ مَرْوَانَ.

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه جَمَعَ بَنِيهِ فَقَالَ: أيُّكُمُ يَكْفُلُ دَيْنِي؟ فَسَكَتُوا، فَقَالَ: مَا لَكُمْ لا تُكَلِّمُونِ؟ فَقَالَ عَمْرُو [2] الْأَشْدَقُ، وَكَانَ عَظِيمَ الشِّدْقَيْنِ: وَكَمْ دَيْنُكَ يَا أَبَتِ؟

قَالَ: ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: فِيمَ اسْتَدَنْتَهَا؟ قَالَ: فِي كَرِيمٍ سَدَدْتُ فَاقَتَهُ وَلَئِيمٍ فَدَيْتُ عِرْضِي مِنْهُ، فَقَالَ: هِيَ عَلَيَّ [3] .

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَسُئِلَ عَنْ خُطَبَاءِ قُرْيَشٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ:

الأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَسُئِلَ عَنْ خُطَبَائِهِمْ فِي الإِسْلامِ فَقَالَ: مُعَاوِيَةُ، وَابْنُهُ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَابْنُهُ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ.

وَفِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» [4]، مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جدعان قال:

[ () ] و 561، وسيرة ابن هشام 1/ 292 و 3/ 308، والأخبار الطوال 244 و 286، ومروج الذهب 1960 و 1962 و 1970 و 1997- 1201 و 2191 و 2428 و 2429، و 3634، والمعرفة والتاريخ 3/ 326 و 330، وتاريخ أبي زرعة 1/ 72 و 74 و 217، وعيون الأخبار 2/ 171، وتاريخ دمشق 13/ 226 ب، وتهذيب الكمال 1035، وسير أعلام النبلاء 3/ 449، 450 رقم 88، والكاشف 2/ 285 رقم 4226، ومختصر التاريخ 110، ولباب الآداب 35 و 338، وتحفة الأشراف 8/ 151، 152 رقم 406، والتذكرة الحمدونية 389، وتهذيب التهذيب 8/ 37- 39 رقم 60، وتقريب التهذيب 2/ 70 رقم 589، والإصابة 3/ 175 رقم 6848، وخلاصة تذهيب التهذيب 289، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 76 و 77، وربيع الأبرار 4/ 166 و 214 و 231، والكنى والأسماء 1/ 113.

[1]

في طبعة القدسي «خيثم» وهو تحريف.

[2]

في الأصل «عمر» .

[3]

انظر نسب قريش 177.

[4]

ج 2/ 522.

ص: 203

أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيُرْعَفَنَّ عَلَى مِنْبَرِي جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ» . قَالَ عَلِيٌّ فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ رَعِفَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ وَلاهُ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ وَلاهُ يَزِيدُ، فَبَعَثَ عَمْرُو بَعْثًا لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ عَمْرُو يَدَّعِي أَنَّ مَرْوَانَ جَعَلَ إِلَيْهِ الأَمْرَ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ نَقَضَ ذَلِكَ وَجَعَلَهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَلَمَّا شَخَصَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى حَرْبِ مُصْعَبٍ إِلَى الْعِرَاقِ، خَالَفَ عَلَيْهِ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ، وَغَلَّقَ أَبْوَابَ دِمَشْقَ، فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَحَاطَ بِهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ أَمَانًا، ثُمَّ غَدَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ:

أَعَيْنَيَّ جُودِي بِالدُّمُوعِ عَلَى عَمْرِو

عَشِيَّةَ تُبْتَزُّ الْخِلافَةُ بِالْغَدْرِ

كَأَنَّ بَنِي مَرْوَانَ إِذْ يَقْتُلُونَهُ

بِغَاثٍ مِنَ الطّير اجتمعن على صقر

غدرتم بعمرو يَا بَنِي خَيْطِ بَاطِلٍ

وَأَنْتُمْ ذَوُو قُرَبَائِهِ وَذَوُو صِهْرِ

فَرُحْنَا وَرَاحَ الشَّامِتُونَ عَشِيَّةً

كَأَنَّ عَلَى أَكْتَافِنَا فِلَقُ الصَّخْرِ

لَحَا اللَّهُ دُنْيَا يَدْخُلُ النَّارَ أَهْلُهَا

وَتَهْتِكُ مَا دُونَ الْمَحَارِمِ مِنْ سِتْرِ [1]

وَكَانَ مَرْوَانَ يُلَقَّبُ بِخَيْطِ بَاطِلٍ [2] .

وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ [3] بِإِسْنَادٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا سَارَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ، جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، فَتَذَاكَرَا مِنْ أَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرِهِمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا، فَرَجَعَ عَمْرُو إِلَى دِمَشْقَ فَدَخَلَهَا وَسُورُهَا وَثِيقٌ، فَدَعَا أَهْلَهَا إِلَى نَفْسِهِ، فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ، وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَرَجَعَ بِالنَّاسِ

[1] الأبيات بتقديم وتأخير، واختلاف بعض الألفاظ، بعضها في: مروج الذهب 6/ 218- 219 (طبعة باريس) ، والأخبار الطوال 295، والحيوان 6/ 315، والحماسة للبحتري، رقم 713، وأنساب الأشراف 3/ 72 و 73 وق 4 ج 1/ 449، 450، وفي سير أعلام النبلاء 3/ 450 وهي أكثر مما هنا، وتاريخ دمشق 13/ 229 ب، وأخبار الدولة العباسية 144.

[2]

كان مروان بن الحكم يقال له خيط باطل لأنه كان طويلا مضطربا، قال الشاعر:

لحا الله قوما أمّروا خيط باطل

على الناس يعطي من يشاء ويمنع

انظر: مروج الذهب 3/ 32، ولطائف المعارف للثعالبي- طبعة عيسى الحلبي 1960- ص 36، وثمار القلوب 76 رقم 103.

[3]

في الطبقات 5/ 238 وهو مختصر عمّا هنا.

ص: 204

إِلَى دِمَشْقَ، فَنَازَلَهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرُو لَهُ وَبَايَعَهُ، فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتْلِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ، فَزَلَفَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ، لَبِسَ دِرْعًا مُتَكَفِّرًا بِهَا [1] ، ثُمَّ دَخَلَ إِلَيْهِ، فَتَحَدَّثَا سَاعَةً، وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ، مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا! ثُمَّ ذَكَّرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ، وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، وَلَمْ يُقْدِمْ عَلَيْهِ يَحْيَى، فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ.

قَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَفِي سَنَةِ سَبْعِينَ خَلَعَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَبْدَ الْمَلِكِ، وَأَخْرَجَ عَامِلَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُمِّ الْحَكَمِ عَنْ دِمَشْقَ، فَسَارَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ اصْطَلَحَا عَلَى أَنْ يَكُونَ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَلَى أَنَّ لِعَمْرٍو مَعَ كُلِّ عَامِلٍ عَامِلًا، وَفَتَحَ دِمَشْقَ، وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ غَدَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، فَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ قَالَ: قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ، لَوْ أعْلَمْ أَنَّكَ تَبْقَى وَتُصْلِحُ قَرَابَتِي لَفَدَيْتُكَ وَلَوْ بِدَمِ النَّوَاظِرِ، وَلَكِنَّهُ قَلَّمَا اجْتَمَعَ فَحَلانِ فِي إِبِلٍ إِلا أَخْرَجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: قُتِلَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.

82-

عَمْرُو الْبِكَالِيُّ [3] أَبُو عُثْمَانَ، صَحَابِيٌّ، شَهِدَ الْيَرْمُوكَ.

وَرَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.

[1] في «أساس البلاغة» : كفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به. وفي تاريخ الطبري 6/ 142 «لبس عمرو درعا حصينة بين قباء قوهيّ وقميص قوهي» .

[2]

في تاريخه 266، وانظر ربيع الأبرار 4/ 214 (باختصار) .

[3]

انظر عن (عمرو البكالي) في:

طبقات ابن سعد 7/ 421، والتاريخ الكبير 6/ 313 رقم 2498، والجرح والتعديل 6/ 270 رقم 1495، والمراسيل 141 رقم 256، وتاريخ الثقات للعجلي 372 رقم 1294، والثقات لابن حبّان 3/ 278، وجامع التحصيل 303 رقم 588، والاستيعاب 2/ 533، 534، وطبقات خليفة 123، والمعجم الكبير 17/ 43، 44، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 138 رقم 636، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 401، وأسد الغابة 4/ 89، والإصابة 3/ 23، 24 رقم 5990.

ص: 205

وَعَنْهُ: مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ طَرِيفٌ، وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَأَمَّ النَّاسَ بِمَسْجِدِ دِمَشْقَ، رَوَى الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَإِذَا بِهِمْ يَطُوفُونَ بِرَجُلٍ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: هَذَا أَفْقَهُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، هَذَا عَمْرُو الْبِكَالِيُّ، وَرَأَيْتُ أَصَابِعَهُ مَقْطُوعَةً، فَقِيلَ: قُطِعَتْ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ [1] .

وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَدِمَ عَمْرُو الْبِكَالِيُّ مِصْرَ مَعَ مَرْوَانَ، فَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرَةَ. وَقِيلَ: هُوَ أَخُو نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ.

وَقَالَ أحمد العجليّ [2] : هو تابعيّ ثقة.

[1] الاستيعاب 2/ 533 و 534.

[2]

في تاريخ الثقات 372 رقم 1294

ص: 206