الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
135-
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ [1] وَاسْمُ الأَشْتَرِ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ.
كَانَ أَبُوهُ مِنْ كِبَارِ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ.
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الأُمَرَاءِ الْمَشْهُورِينَ بِالشَّجَاعَةِ وَالرَّأْيِ، وَلَهُ شَرَفٌ وَسِيَادَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ يَوْمَ الْخَازَرِ [2] ، ثُمَّ كان مع مصعب ابن الزُّبَيْرِ، فَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ أُمَرَائِهِ، وَقُتِلَ مَعَهُ سنة اثنتين وسبعين.
[1] انظر عن (إبراهيم بن الأشتر) في:
تاريخ خليفة 263، وتاريخ اليعقوبي 2/ 258 و 269، والأخبار الموفقيات 527، 529، 532، 535، 538، 557، 558، والأخبار الطوال 289 و 291 و 293 و 294 و 295 و 296 و 309 و 312 و 313، والمعارف 347 و 355 و 401 و 622، وأنساب الأشراف 5/ 150 و 185 و 186 و 222 و 223 و 224 و 227 و 229 و 230 و 231 و 235 و 247 و 251 و 265 و 267 و 276 و 284 و 292 و 293 و 299 و 313 و 331 و 332 و 336 و 346 و 350 و 351، وجمهرة أنساب العرب 415، وثمار القلوب 92، وتاريخ الطبري 6/ 15- 22 و 45- 47 و 86- 92 و 95 و 96 و 116 و 123 و 124 و 127 و 158 و 7/ 442، والعقد الفريد 2/ 408 و 4/ 403- 405 و 410 و 468، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1984 و 1985 و 1989 و 2006- 2008 و 2041، والهفوات النادرة 97، وسير أعلام النبلاء 4/ 35 رقم 7، والبداية والنهاية 8/ 323، ومرآة الجنان 1/ 148، والوافي بالوفيات 6/ 99 رقم 2528، ونهاية الأرب 21/ 41- 43 و 49 و 50 و 122، والتذكرة الحمدونية 2/ 404 و 456 و 480، والأغاني 19/ 123- 126، والفتوح لابن أعثم 6/ 94- 112 و 148- 150 و 158- 160 و 173- 182 و 261 وشذرات الذهب 1/ 74، وتاريخ العظيمي 87/ و 188 و 189، والوفيات لابن منقذ 96، والتعليقات والنوادر 2/ 269، والمحبّر 491، 492، وأخبار القضاة 3/ 42 و 50 و 55- 57 و 63 و 65 و 67 و 72 و 73 و 182. والفرج بعد الشدة 2/ 302، 103.
[2]
في الأصل «الحازر» والتصحيح من الطبري وغيره.
136-
الأحنف بن قيس [1] ع ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَبُو بَحْرٍ التَّمِيمِيُّ الّذي يضرب به المثل في
[1] انظر عن (الأحنف بن قيس) في:
فتوح البلدان 383 و 384 و 437 و 461 و 499 و 502 و 503 و 504، وطبقات ابن سعد 7/ 93، والأخبار الطوال 148 و 165 و 171 و 193 و 194 و 231 و 271 و 287 و 306، والأخبار الموفقيات 157 و 170 و 303، وربيع الأبرار 4/ 28 و 63 و 140 و 146 و 168 و 258 و 269 و 285 و 354 و 355 و 366، و 1/ 171، وثمار القلوب 4 و 85 و 89 و 92 و 162 و 341 و 358 و 377 و 432 و 668، ومرآة الجنان 1/ 145- 148، والمعارف 310 و 423 و 425 و 578 و 615 و 622، ومروج الذهب 1828 و 2481، والبدء والتاريخ 5/ 206 و 221 و 226، والعقد الفريد (راجع فهرس الأعلام) 7/ 96، والبداية والنهاية 8/ 326- 328، وتاريخ اليعقوبي 2/ 167 و 183 و 240 و 264، وتاريخ خليفة 164 و 165 و 194 و 211 و 258 و 259 و 264، والتذكرة الحمدونية 1/ 69 و 259 و 282 و 365 و 366 و 394 و 406 و 2/ 18- 20 و 23 و 27 و 28 و 99- 101 و 106 و 122 و 123 و 126 و 127 و 140 و 183 و 190 و 215 و 224 و 226 و 228 و 245، ونثر الدر 1/ 304 و 3/ 10 و 5/ 17 و 18/ 20، وبهجة المجالس 1/ 48 و 339 و 604 و 616، والإيجاز والإعجاز 15، والتمثيل والمحاضرة 422 و 434، ومحاضرات الأدباء 1/ 242 و 251، والبيان والتبيين 2/ 56 و 17/ 88 و 132 و 3/ 219 و 336 و 4/ 70، وشرح نهج البلاغة 17/ 94، 95 و 18/ 110 و 19/ 221، والبصائر 1/ 283، والخصائص 19، والكامل للمبرّد 1/ 140- 143، والريحان والريعان 1/ 63، والأغاني 23/ 478، 479، والحيوان للجاحظ 3/ 80، وأدب الدنيا 246، 247، وسراج الملوك 141- 143، ومسائل ابن أبي الدنيا 24، والشهب اللامعة 16، وعين الأدب والسياسة 124، والشريشي 2/ 242 و 4/ 271، ومختار الحكم 298، ولباب الآداب 17 و 80 و 341، وبدائع البدائه 291، ودول الإسلام 1/ 53، وتاريخ إربل 1/ 254، وأنساب الأشراف 3/ 17، و 4 ق 1/ 19 و 20 و 26 و 30 و 48 و 62 و 93 و 159 و 198 و 206 و 209 و 376 و 378 و 379 و 397 و 398 و 401 و 402 و 406 و 411 و 414 و 416 و 423- 426 و 463 و 485 و 487، و 5/ 192 و 244 و 246 و 252 و 253 و 256 و 258 و 263 و 282 و 287- 289 و 295 و 332- 334 و 336 و 337، وأمالي المرتضى 1/ 112 و 225 و 273 و 275 و 292 و 298 و 388، وأمالي القالي 1/ 59 و 60 و 231 و 232 و 241 و 269 و 2/ 20 و 41 و 167 و 227 و 228 و 306 و 3/ 14 و 27 و 118 و 186 و 212 و 215، والشعر والشعراء 2/ 539، والتذكرة السعدية 236، ومعجم الشعراء في لسان العرب 38 رقم 12، والمحبّر 254 و 303، والخراج لقدامة 374 و 400 و 402، وتاريخ العظيمي 172، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 49 و 3/ 59. والمغازي للزهري 154، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 173، وتاريخ خليفة 164 و 165 و 194 و 211 و 258 و 259 و 264، والزهد لأحمد بن حنبل 286- 289، وطبقات خليفة 195،
الْحِلْمِ. مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَأَشْرَافِهِمْ.
اسْمُهُ الضَّحَّاكُ، وَيُقَالُ: صَخْرٌ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ الأَحْنَفُ لاعْوِجَاجِ رِجْلَيْهِ.
وَكَانَ سَيِّدًا مُطَاعًا فِي قَوْمِهِ. أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَالْعَبَّاسِ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ جَاوَانَ [1] ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَخُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ [2] .
وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ يَوْمَ صفّين.
قال ابن سَعْدٍ [3] : كَانَ الأَحْنَفُ ثِقَةً مَأْمُونًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَوَفَدَ عَلَيْهِ إِلَى الْكُوفَةِ، فُتُوُفِّيَ عِنْدَهُ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ أَحْنَفَ الرَّجُلَيْنِ جَمِيعًا، وَلَمْ يكن له إلّا بيضة واحدة.
[ () ] والزهد لابن المبارك 477 و 492، وتاريخ الثقات 57 رقم 49، وجمهرة أنساب العرب 212 و 215 و 217، وذكر أخبار أصبهان 1/ 224، والفرج بعد الشدة 3/ 209، ومقاتل الطالبيين 690 و 708، والتاريخ الكبير 2/ 50 رقم 1649، والتاريخ الصغير 80، والتاريخ لابن معين 2/ 20، والجرح والتعديل 2/ 322 رقم 1226، والثقات لابن حبّان 4/ 55، 56، والمعرفة والتاريخ 2/ 30- 32، وتاريخ أبي زرعة 591 و 639 و 669، 670، والاستيعاب 1/ 126- 134، والمستدرك 3/ 614، وأسد الغابة 1/ 55، ووفيات الأعيان 2/ 499، وتهذيب الكمال 2/ 282- 287 رقم 285، والعبر 1/ 80، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 182، والكاشف 1/ 53 رقم 236، وسير أعلام النبلاء 4/ 86- 97 رقم 29، وتهذيب التهذيب 1/ 191 رقم 356، وتقريب التهذيب 1/ 49 رقم 326، والنجوم الزاهرة 1/ 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 44، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 13- 27، وشذرات الذهب 1/ 78، والأسامي والكنى (ورقة 84 أ) ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، والإصابة 1/ 100، 101 رقم 429، والبرصان والعرجان 202- 204 و 206 و 207 و 263 و 343 و 351 و 363.
[1]
في الأصل «حابان» ، والتصحيح من المصادر.
[2]
في الأصل «العصوي» ، والتصحيح من: اللباب 2/ 140.
[3]
في الطبقات 7/ 93 و 97.
قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ صَخْرَ بْنَ قَيْسٍ أَحْدَ بَنِي سَعْدٍ، وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَاهِلَةٍ، فَكَانَتْ تُرَقِّصُهُ وَتَقُولُ:
وَاللَّهِ لَوْلا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ
…
وَقِلَّةٌ أَخَافُهَا مِنْ نَسْلِهِ
مَا كَانَ فِي فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ
وَقَالَ الْمَرْزُبَانِيُّ: قِيلَ إِنَّ اسْمَهُ الْحَارِثُ، وَقِيلَ: حُصَيْنٌ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمِ [1] : هو افتتح مروالرّوذ، وَكَانَ الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ فِي جَيْشِهِ ذَلِكَ [2] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَجَعَلْتُ أُخْبِرُهُمْ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَمَا أَسْمَعُ إِلا حَسَنًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ» . وَكَانَ الأَحْنَفُ يَقُولُ: فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] . وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ فَاحْتَبَسَنِي عِنْدَهُ حَوْلا، فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ، إِنِّي قَدْ بَلَوْتُكَ وَخَبِرْتُكَ فَرَأَيْتُ عَلانِيَتَكَ حَسَنَةً، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُكَ مِثْلَ عَلانِيَتِكَ، وَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ إِنَّمَا يُهْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ [5] .
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ: ثنا العلاء بن حريز قال: حدّثني
[1] في: الأسامي والكنى- مخطوط بدار الكتب المصرية، ج 1 ورقة 84 أ.
[2]
قال المؤلف: الذهبي- رحمه الله: «هذا فيه نظر. هما يصغران عن ذلك» . (سير أعلام النبلاء 4/ 87) .
[3]
ج 5/ 372 وعلي بن زيد ضعيف.
[4]
التاريخ الكبير 2/ 50، والحديث في: المستدرك على الصحيحين 3/ 614، وطبقات ابن سعد 7/ 93، والمعرفة والتاريخ 1/ 230، والتاريخ الصغير 80، وأسد الغابة 1/ 55.
[5]
سيأتي تخريجه في الحديث التالي.
عُمَرُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمِّهِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بِفَتْحِ تُسْتَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ تُسْتَرَ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا، يَعْنِي الأَحْنَفَ، الَّذِي كَفَّ عَنَّا بَنِي مُرَّةَ حِينَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَدَقَاتِهِمْ، وَقَدْ كَانُوا هَمُّوا بِنَا، قَالَ الأَحْنَفُ: فَحَبَسَنِي عُمَرُ عِنْدَهُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً، يَأْتِينِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَلا يَأْتِيهِ عَنِّي إِلا مَا يُحِبُّ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ دَعَانِي فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَذَّرَنَا [1] كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ [2] ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، فَاحْمِدِ اللَّهَ يَا أَحْنَفُ.
قُلْتُ: وَكَانَ الأَحْنَفُ فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : هُوَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَعْوَرَ أَحْنَفَ، دَمِيمًا [4] قَصِيرًا كَوْسَجًا [5] ، لَهُ بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ [6] ، حَبَسَهُ عُمَرُ عِنْدَهُ سَنَةً يَخْتَبِرْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا وَاللَّهِ السَّيِّدُ.
قُلْتُ: ذَهَبَتْ عَيْنُهُ بِسَمَرْقَنْدَ. ذَكَرَهُ الْهَيْثَمُ [7] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: خَطَبَ الأَحْنَفُ عِنْدَ عُمَرَ، فَأَعْجَبَهُ مَنْطِقُهُ، فَقَالَ: كُنْتَ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مُنَافِقًا عَالِمًا، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنًا، فَانْحَدِرْ إلى مصرك.
[1] في الأصل «حدّثنا» وهو تحريف.
[2]
أخرج أحمد في مسندة 1/ 22 و 44 حديثا من طريق: ديلم بن غزوان العبديّ، حدثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، قال: اني لجالس تحت منبر عمر، وهو يخطب الناس، فقال في خطبته: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إني أخوف ما أخاف على هذه الأمة، كل منافق عليم اللسان» . سنده قويّ. والحديث في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 13، 14.
[3]
تاريخ الثقات 57 رقم 49.
[4]
في تاريخ الثقات «دهما» بدل «دميما» .
[5]
الكوسج: الّذي لا شعر على عارضيه.
[6]
قال ابن حبّان في الثقات 4/ 56 إن الأحنف ولد ملتصق الأليتين حتى شقّ.
[7]
تهذيب الكمال 2/ 286، وهو في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 26.
قُلْتُ: مِصْرُهُ هِيَ الْبَصْرَةُ.
وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: مَا كَذَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا مَرَّةً، سَأَلَنِي عُمَرُ عَنْ ثَوْبٍ بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ فَأَسْقَطْتُ ثُلُثَيِ الثَّمَنِ [1] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : تَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ إِلَى خُرَاسَانَ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ الأَحْنَفُ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَحْمِلُ، يَعْنِي فِي قِتَالِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَيَقُولُ:
إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقًّا
…
أَنْ يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَوْ يَنْدَقَّا [3]
قَالَ: وَسَارَ الأحنف إلى مروالرّوذ، وَمِنْهَا إِلَى بَلْخٍ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ أَتَى الأَحْنَفُ خَوَارِزْمَ، فَلَمْ يُطِقْهَا، فَرَجَعَ [4] .
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: خَرَجَ ابْنُ عَامِرٍ مِنْ خُرَاسَانَ قَدْ أَحْرَمَ مِنْ نَيْسَابُورَ بِعُمْرَةٍ، وَخَرَجَ عَلَى خُرَاسَانَ الأَحْنَفُ فَجَمَعَ أَهْلَ خُرَاسَانَ جَمْعًا كَبِيرًا، وَاجْتَمَعُوا بِمَرْوَ، فَقَاتَلَهُمُ الأَحْنَفُ وَهَزَمَهُمْ وَقَتَلَهُمْ، وَكَانَ جَمْعًا لَمْ يَجْتَمِعْ مِثْلُهُ قَطُّ.
وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عَمْرًا ذَكَرَ بَنِي تَمِيمٍ فَذَمَّهُمْ فَقَامَ الْأَحْنَفُ فَقَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ فَعَمَّمْتَهُمْ بِالذَّمِّ، وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ، فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَقَامَ الْحُتَاتُ- وَكَانَ يُنَاوِئُهُ- فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَلأَتَكَلَّمَ، قَالَ: اجلس، فقد كفاكم سيّدكم الأحنف [5] .
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 14 وذكر ابن عساكر في ذلك حكاية.
[2]
في تاريخه- ص 164 (حوادث سنة 30 هـ.) .
[3]
في: تاريخ خليفة 165 وسير أعلام النبلاء 4/ 90.
وزاد الطبري في تاريخه 4/ 169:
إن لنا شيخا بها ملقّى
…
سيف أبى حفص الّذي تبقّى
والمثبت يتفق مع ابن عساكر في التهذيب 7/ 17.
[4]
تاريخ خليفة 165.
[5]
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: ائْذَنْ لِلْأَحْنَفِ، وَشَاوِرْهِ، وَاسْمَعْ مِنْهُ [1] .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنَ الأَحْنَفِ [2] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَفِرُّ مِنَ الشَّرَفِ وَالشَّرَفُ يَتَّبِعُهُ [3] .
وَقَالَ وَالِدُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ: إِنَّكَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَإِنَّ الصِّيَامَ يُضْعِفُكَ قَالَ: إِنِّي أَعُدُّهُ لِسَفَرٍ طَوِيلٍ [4] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ الأَحْنَفُ عَامَّةَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ، وَكَانَ يَضَعُ إِصْبَعَهُ عَلَى السِّرَاجِ فَيَقُولُ: حِسَّ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَحْنَفُ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا [5] .
غَيْرُهُ يَقُولُ: ابْنُ ذَرِيحٍ.
وَقَالَ أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ [6] : ثنا أَبُو الأَصْفَرِ، أَنَّ الأَحْنَفَ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يُوقِظْ غِلْمَانَهُ، وَذَهَبَ يَطْلُبُ الْمَاءَ، فَوَجَدَ ثَلْجًا، فَكَسَرَهُ واغتسل [7] .
وقال مروان الأصغر: سَمِعْتُ الأَحْنَفَ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ تَغْفِرْ لِي فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذَلِكَ. وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنَا أَهْلٌ لِذَلِكَ.
وقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ: قَالَ الأَحْنَفُ: ذَهَبَتْ عَيْنِي مِنْ أَرْبَعِينَ [8] سَنَةً، مَا شَكَوْتُهَا إلى أحد.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 16.
[4]
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19.
[5]
المصدر نفسه.
[6]
في الأصل «الجزير» ، والتحرير من تهذيب التهذيب وتقريب التهذيب.
[7]
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19.
[8]
في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19 «ثلاثين سنة» .
وَيُرْوَى أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَنْتَ الشاهر علينا سَيْفَكَ يَوْمَ صِفِّينَ وَالْمُخَذِّلُ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَالَ: لا تُؤَنِّبْنَا بِمَا مَضَى مِنَّا، وَلا تَرُدَّ الأُمُورَ عَلَى أَدْبَارِهَا، فَإِنَّ الْقُلُوبَ الَّتِي أَبْغَضْنَاكَ بِهَا بَيْنَ جَوَانِحِنَا، وَالسُّيُوفُ الَّتِي قَاتَلْنَاكَ بِهَا عَلَى عَوَاتِقِنَا، فِي كَلامِ غَيْرِهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ قَالَتْ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَتَهَدَّدُ؟ قَالَ: هَذَا الَّذِي إِنْ غَضِبَ غَضِبَ لِغَضَبِهِ مِائَةُ أَلْفٍ مِنْ تَمِيمٍ، لا يَدْرُونَ فِيمَ غَضِبَ [1] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا بَحْرٍ، مَالَكَ لا تَتَكَلَّمُ: قَالَ: أَخْشَى اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ وَأَخْشَاكُمْ إِنْ صَدَقْتُ [2] .
وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ، كَيْفَ يَتَكَبَّرُ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: قَالَ الأَحْنَفُ: مَا أَتَيْتُ بَابَ هَؤُلاءِ إِلا أَنْ أُدْعَى، وَلا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُدْخِلانِي بَيْنَهُمَا، وَلا ذَكَرْتُ أَحَدًا بَعْدَ أَنْ يَقُومَ مِنْ عِنْدِي إِلا بِخَيْرٍ [3] .
وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: مَا نَازَعَنِي أَحَدٌ فَكَانَ فَوْقِي إِلا عَرَفْتُ لَهُ قَدْرَهُ، وَلا كَانَ دُونِي إِلا رَفَعْتُ قَدْرِي عَنْهُ، وَلا كَانَ مِثْلِي إلا تَفَضَّلْتُ عَلَيْهِ [4] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ الأَحْنَفُ: لَسْتُ بِحَلِيمٍ، وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ [5] .
وَبَلَغَنَا أَنَّ رجُلا قَالَ لِلأَحْنَفِ: لَئِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً لَتَسْمَعَنَّ عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ: لَكِنَّكَ لَئِنْ قُلْتَ عَشْرًا لم تسمع واحدة.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 20.
[2]
التهذيب 7/ 20.
[3]
التهذيب 7/ 20.
[4]
التهذيب 7/ 20.
[5]
التهذيب 7/ 20.
وَإِنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي كَمَا عِنْدَكَ مِنْ أَمْرِي مَا لا يَعْنِيكَ [1] .
وَعَنْهُ قَالَ: مَا يَنْبَغِي لِلأَمِيرِ أَنْ يَغْضَبَ، لِأَنَّ الْغَضَبَ فِي الْقُدْرَةِ لِقَاحِ السَّيْفِ وَالنَّدَامَةِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا الأَحْنَفُ الْكُوفَةَ مَعَ مُصْعَبٍ، فَمَا رَأَيْتُ خُصْلَةً تُذَمُّ إِلا رَأَيْتُهَا فِيهِ، كَانَ ضَئِيلا، صَغِيرَ الرَّأْسِ، مُتَرَاكِبَ الأَسْنَانِ، مَائِلَ الذَّقْنِ، نَاتِئَ الْوَجْهِ، بَاخِقَ الْعَيْنَيْنِ، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَحْنَفَ الرِّجْلِ، فَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ جَلا عَنْ نَفْسِهِ [2] .
بِاخَقٌ: مُنْخَسِفُ الْعَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: الأحْنَفُ الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ [3] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ أَنْ تُقْبَلَ كُلُّ رِجْلٍ عَلَى صَاحِبَتِهَا.
وَلِلأَحْنَفِ أَشْيَاءُ مُفِيدَةٌ أَوْرَدَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ جملة منها [4] .
وكان زياد ابن أَبِيهِ كَثِيرَ الرِّعَايَةِ لِلأَحْنَفِ، فَلَمَّا وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ تَغَيَّرَتْ حَالُ الأَحْنَفِ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصَارَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ مَنْ دُونَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِأَشْرَافِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: أَدْخِلْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَرَاتِبِهِمْ، فَكَانَ فِي آخِرِهِمُ الأَحْنَفُ، فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَةُ أَكْرَمَهُ لِمَكَانِ سِيَادَتِهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَحْرٍ إِلَيَّ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَأَعْرَضَ عَنْهُمْ، فَأَخَذُوا فِي شُكْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَكَتَ الأَحْنَفُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَهُ: لِمَ لا تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: إِنْ تَكَلَّمْتُ خَالَفْتُهُمْ، فَقَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ عَزَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجُوا كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَرُومُ الإِمَارَةَ، ثُمَّ أَتَوْا مُعَاوِيَةَ بَعْدَ ثَلاثٍ، وَذَكَرَ كُلُّ وَاحِدٍ شَخْصًا، وَتَنَازَعُوا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: إِنْ وَلَّيْتَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ لَمْ تَجِدْ مَنْ يَسُدَّ مَسَدَّ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَدْ أَعَدْتُهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا خَلا
[1] التهذيب 7/ 21.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 26.
[3]
المصدر نفسه 7/ 26.
[4]
أكثر هذه الترجمة نقلها المؤلّف عن ابن عساكر، رحمهما الله.
مُعَاوِيَةُ بِعُبَيْدِ اللَّهِ وَقَالَ: كَيْفَ ضَيَّعْتَ مِثْلَ هَذَا الَّذِي عَزَلَكَ وَأَعَادَكَ وَهُوَ سَاكِتٌ؟! فَلَمَّا عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الْعِرَاقِ، جَعَلَ الأَحْنَفَ خَاصَّتَهُ وَصَاحِبَ سِرِّهِ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ صَاحِبُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَضَرْتُ جَنَازَةَ الأَحْنَفِ بِالْكُوفَةِ، فَكُنْتُ فِيمَنْ نَزَلَ قَبْرَهُ، فَلَمَّا سَوَّيْتُهُ رَأَيْتُهُ قَدْ فُسِحَ لَهُ مُدَّ بَصَرِي، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَصْحَابِي، فَلَمْ يَرَوْا مَا رَأَيْتُ [2] .
رَوَاهَا ابْنُ يُونُسَ فِي «تَارِيخِ مِصْرَ» .
تُوُفِّيَ الأَحْنَفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ فِي قَوْلِ يَعْقُوبَ الْفَسَوِيِّ [3] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ مُصْعَبٍ عَلَى الْعِرَاقِ. وَلَمْ يُعَيِّنُوا سَنَةً، رحمه الله.
137-
أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيق [4] ع أمّ عبد الله ذات النّطاقين، آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة. وأمّها
[1] وفيات الأعيان 2/ 503.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 27.
[3]
المعرفة والتاريخ 3/ 330.
[4]
انظر عن (أسماء بنت أبي بكر) في:
المحبّر 22 و 54 و 100 و 404، ونسب قريش 236، وتاريخ خليفة 269، وطبقات خليفة 333، والزهد لابن المبارك 359 رقم 1016، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 60، والمغازي للوقدي 824 و 193 و 1094 و 1102، والمغازي للزهري 99. ومسند أحمد 6/ 344، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 34 و 35 و 42 و 2/ 126- 130، و 4/ 46، والمعارف 172 و 173 و 200 و 221، وفتوح البلدان 558، والعقد الفريد 4/ 16 و 415- 419، وتاريخ اليعقوبي 2/ 255 و 267، والسير والمغازي 116 و 143، وأنساب الأشراف 3/ 40 وج 4 ق 1/ 67 و 73 و 605 وج 5 (راجع فهرس الأعلام) 383، وثمار القلوب 294 و 300، وربيع الأبرار 4/ 38، ومروج الذهب 1519 و 634 و 1641 و 1953 و 2023 و 2024 و 2029، والبداية والنهاية 8/ 346، ومرآة الجنان 1/ 151، والمرصع 43 و 44 و 335، وطبقات ابن سعد 8/ 249- 255، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 3- 30، وجمهرة أنساب العرب 122 و 137، وحلية الأولياء 2/ 55- 57 رقم
قُتَيْلَةُ [1] بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيَّةُ.
لَهَا عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهَا: عَبْدُ اللَّهِ، وَعُرْوَةُ ابْنَا الزُّبَيْرِ، وَابْنَاهُمَا عُبَادَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمَوْلاهَا عَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ، وَتُوُفِّيَا قَبْلَهَا، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبَّادُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو نَوْفَلٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ، ووهب بْنُ كَيْسَانَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ.
وَشَهِدَتِ الْيَرْمُوكَ مَعَ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ وزوجها [2] .
وهي وابنها وأبوها وجدّها صحابيّون.
رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ [3] قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ عَمْيَاءُ، نَسْأَلُهَا عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَقَالَتْ: قَدْ رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهَا [4] .
قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرِ سِنِينَ [5] .
قُلْتُ: فَعُمْرُهَا على هذا إحدى وتسعون سنة.
[ () ] 138، والاستيعاب 4/ 232- 234، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 328- 330 رقم 713، وأسد الغابة 5/ 292، وتحفة الأشراف 11/ 242- 259 رقم 860، وتهذيب الكمال 3/ 1677، 1678، والوافي بالوفيات 9/ 57، 58 رقم 3970، وتاريخ أبي زرعة 1/ 496، 497، والمعرفة والتاريخ 1/ 224 و 2/ 808، والكاشف 3/ 420، والمنتخب من ذيل المذيّل 616، والزيارات 14 و 88، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 154، وتهذيب التهذيب 12/ 3977، وتقريب التهذيب 2/ 589، والإصابة 4/ 229، 230 رقم 46، والنكت الظراف 11/ 243 و 246 و 250 و 253، والعقد الثمين 8/ 177، وخلاصة تذهيب التهذيب 488، والأخبار الطوال 264، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 64 و 86، وفوات الوفيات 2/ 171- 173 و 175، والوفيات لابن قنفذ 80، وشذرات الذهب 1/ 44.
[1]
أو قيلة كما في أسد الغابة، والاستيعاب.
[2]
تاريخ دمشق (تراجم النساء) ص 3.
[3]
في طبعة القدسي 3/ 134 «العرني» ، وهو غلط، والتصحيح من: تهذيب التهذيب 10/ 136 و 137 وهو مسلم بن مخراق العبديّ القرّي مولى بني قرّة.
[4]
أخرجه أحمد في المسند 6/ 348، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم النساء) - ص 5.
[5]
تاريخ دمشق- ص 10.
وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَقَالَ: عَاشَتْ مِائَةَ سَنَةٍ وَلَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ [1] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ تَصَدَّعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا فَتَقُولُ: بِذَنْبِي [2] وَمَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ أَكْثَرَ [3] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ شَيْءٌ غَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُهُ وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَسْتَقِي، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، فَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ، فَدَعَانِي فَقَالَ:«إِخْ إِخْ» [4] . لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، فَمَضَى، فَلَمَّا أتَيْتُ أَخْبَرْتُ الزُّبَيْرَ، فَقَالَ: وَاللَّه لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ، قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي [5] .
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ أَسْمَاءَ، فَصَاحَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَقْبَلَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أُمَّكَ طَالِقٌ إِنْ دَخَلَتْ! قَالَ: أَتَجْعَلُ أُمِّي عُرْضَةً لِيَمِينِكَ، فَاقْتَحَمَ عَلَيْهِ وَخلَّصَهَا، فَبَانَتْ مِنْهُ [6] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، إنّ الزّبير طلّق أسماء، فأخذ
[1] تاريخ دمشق- ص 28 من طريق: علي بن مسهر، عن هشام.
[2]
في طبقات ابن سعد «بدني» بدل «بذنبي» وهو غلط على الأرجح، وما أثبتناه يتّفق مع المعنى والسياق، وتاريخ دمشق.
[3]
الطبقات الكبرى 8/ 251، تاريخ دمشق- ص 14.
[4]
يقال للبعير «إخ» إذا زجر ليبرك. انظر: لسان العرب، مادّة «أضخ» .
[5]
الحديث في: مسند أحمد 6/ 347، وطبقات ابن سعد 8/ 251، وتاريخ دمشق- ص 15، والإصابة 4/ 229.
[6]
أخرجه ابن عساكر بسنده- ص 18.
وقيل في سبب طلاقها غير ذلك. انظر: أسد الغابة.
عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ [1] .
وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ سَخِيَّةَ النَّفْسِ [2] .
وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ قَالَتْ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا بَنَاتِي تَصَدَّقْنَ وَلا تَنْتَظِرْنَ الْفَضْلَ فَإِنَّكُنَّ إِنِ انْتَظَرَتُنَّ الْفَضْلَ لَنْ تَجِدْنَهُ، وَإِنْ تَصَدَّقْنَ لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ [3] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ:
سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَتَيْنِ قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، وَجُودُهُمَا يَخْتَلِفُ، أَمَّا عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهُ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ فَكَانَتْ لا تَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ [4] .
قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: كَانَتْ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط تحت الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ، وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةً تَسْأَلَهُ الطَّلاقَ، فَطَلَّقَهَا وَاحِدَةً، وَقَالَ: لا تَرْجِعُ إِلَيَّ أَبَدًا [5] .
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ طَلَّقَهَا ثَلاثًا، يَعْنِي لِتَمَاضِرَ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ أُمَّهُ تُمَاضِرُ بِنْتَ الأَصْبَغِ [6] .
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ تُمَاضِرَ، حِينَ طَلَّقَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، ثُمَّ لَمْ ينشب أن طلّقها [7] .
[1] طبقات ابن سعد 8/ 253، تاريخ دمشق- ص 18.
[2]
طبقات ابن سعد 8/ 252، تاريخ دمشق 18.
[3]
الطبقات 8/ 252، تاريخ دمشق 19.
[4]
تاريخ دمشق- ص 20.
[5]
طبقات ابن سعد 8/ 230، 231.
[6]
الإصابة 4/ 255 رقم 200.
[7]
الإصابة 4/ 255.
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ: فَرَضَ عُمَرُ أَلْفًا أَلْفًا لِلْمُهَاجِرَاتِ، مِنْهُنَّ أُمُّ عَبْدٍ، وَأَسْمَاءُ [1] .
وَقَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ: إِنَّ جَدَّتَهَا أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ الْمَرْضَةَ، فَتُعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهَا [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ عَنْ أَبِيهَا [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَقُولُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ يُقَاتِلُ الْحَجَّاجَ: لِمَنْ كَانَتِ الدَّوْلَةُ الْيَوْمَ؟ فَيُقَالُ لَهَا: لِلْحَجَّاجِ. فَتَقُولُ: رُبَّمَا أَمَرَ الْبَاطِلُ. فَإِذَا قِيلَ لَهَا: كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ، تَقُولُ: اللَّهمّ انْصُرْ أَهْلَ طَاعَتِكَ وَمِنْ غَضِبَ لَكَ [4] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ، قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ بِعشْرِ لَيَالٍ، وَإِنَّهَا لَوَجِعَةٌ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟
قَالَتْ: وَجِعَةٌ. قَالَ: إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَعَافِيَةً. قَالَتْ: لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي، فَلا تَفْعَلْ، وَضَحِكَتْ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ أَحَدُ طَرَفَيْكَ، إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ، وَإِمَّا أَنْ تَظْفَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي، وَإِيَّاكَ أَنْ تَعْرِضَ عَلَيَّ خِطَّةً لا تُوَافِقُ، فَتَقْبَلَهَا كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ [5] .
إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي، أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكَ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. قَالَتْ: كَذَبَ، كَانَ بَرًّا بِوَالِدَيْهِ، صَوَّامًا قَوَّامًا، ولكن قد
[1] طبقات ابن سعد 8/ 253، تاريخ دمشق- ص 20.
[2]
طبقات ابن سعد 8/ 252، تاريخ دمشق- ص 21.
[3]
طبقات ابن سعد 5/ 124، تاريخ دمشق- ص 21.
[4]
تاريخ دمشق- ص 22.
[5]
حلية الأولياء 2/ 56، تاريخ دمشق- ص 22، 23.
أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ [1] . إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا أَبُو الْمُحَيَّاةِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ وَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهْ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكِ فَهَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَتْ: لَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ، وَلَكِنِّي أُمُّ الْمَصْلُوبِ عَلَى رَأْسِ الْبَنِيَّةٍ [2] ، وَمَا لِي مِنْ حَاجَةٍ، وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ» فَأَمَّا الْكَذَّابُ، فَقَدْ رَأَيْنَاهُ- تَعْنِي الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ- وَأمَّا الْمُبِيرُ فَأَنْتَ: فَقَالَ لَهَا: مُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ [3] .
أَبُو المُحَيَّاةِ هُوَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ الأَسْوَدُ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ، أَنَّ الْحَجَّاجَ لَمَّا قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَبَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَنْ تَأْتِيَهُ، فَأبَتْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا لَتَأْتِيَنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ مَنْ يَسْحَبُكِ بقُرُونِكِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: وَاللَّهِ لا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَتَى إِلَيْهَا فَقَالَ:
كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، وَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُرَاجِعْهَا [4] .
وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ: ثنا ابْنُ أَبِي عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ إِنَّ أَسْمَاءَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، وَذَلِكَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَصْلُوبٌ، فَمَالَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشْيَءٍ، وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ اللَّهِ، فَاتَّقِي اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ. فَقَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إِلَى بَغِيٍّ من
[1] طبقات ابن سعد 8/ 254، مسند أحمد 6/ 351.
[2]
في تاريخ دمشق «الثنية» .
[3]
تاريخ دمشق- ص 23.
[4]
تاريخ دمشق- ص 24.
بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [1] .
رَوَاهُ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ الْمُبَارَكِ.
أنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى عَلَى بِنْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ- وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ- بِهَدَايَا، زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا، وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ: سَلِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لِتُدْخِلْهَا وَلْتَقْبَلْ هَدِيَّتَهَا.
وَنَزَلَتْ لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ في الدِّينِ 60: 8 [2] . الآية.
شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ، فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي، وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا: قُومِي اقْعُدِي افْعَلِي [3] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ، فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا صَلَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، اللَّهُمَّ لا تُمِتْنِي حَتَّى أُوتَى بِهِ فَأُحَنِّطَهُ وَأُكَفِّنَهُ، فَأُتِيَتْ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِهَا، فَجَعَلَتْ تُحَنِّطُهُ بِيَدِهَا وَتُكَفِّنُهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا [4] .
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : مَاتَتْ أَسْمَاءُ بَعْدَ وَفَاةِ ابْنِهَا بِلَيَالٍ.
وَيُرْوَى عَنِ ابن أبي مليكة قال: كفّنته وصلّيت عَلَيْهِ، وَمَا أَتَتْ عَلَيْهَا جُمُعَةٌ حَتَّى مَاتَتْ [6] .
138-
الأسود بن يزيد [7] ع ابْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ، الْفَقِيهُ أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ أبو عبد الرحمن، أخو
[1] تاريخ دمشق- ص 27.
[2]
سورة الممتحنة- الآية 60، والحديث في: طبقات ابن سعد 8/ 252.
[3]
طبقات ابن سعد 8/ 252.
[4]
تاريخ دمشق (تراجم النساء) ص 27.
[5]
في الطبقات 8/ 255.
[6]
تاريخ دمشق- ص 27.
[7]
انظر عن (الأسود بن يزيد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 70، وتاريخ الثقات 67 رقم 100، والثقات لابن حبّان 4/ 31، والتاريخ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَوَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَخَالُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ. وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عَلْقَمَةَ.
رَوَى عَنْ: مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَبِلالٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَأَخُوهُ، وَابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَخَلْقٌ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ.
وَكَانَ مِنَ الْعِبَادَةِ وَالْحَجِّ عَلَى أَمْرِ كَبِيرٍ.
فَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَجَّ الأَسْوَدُ ثَمَانِينَ مِنْ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [1] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يزيد فقال: كان صوّاما قوّاما حجّاجا [2] .
[ () ] الكبير 1/ 449 رقم 1437، والتاريخ لابن معين 2/ 38، 39، وتاريخ خليفة 275، وطبقات خليفة 148، والمعارف 134 و 432 و 463 و 587، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 182، وأنساب الأشراف 4/ ق 1/ 517 و 545 و 596 و 5/ 30 و 35، وأخبار القضاة 1/ 99 و 2/ 194 و 275 و 283، ومشاهير علماء الأمصار 100 رقم 742، والعقد الفريد 2/ 433 و 3/ 168 و 171، والجرح والتعديل 2/ 291، 292 رقم 1061، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، وحلية الأولياء 2/ 102- 105 رقم 165، والاستيعاب 1/ 94، والمعرفة والتاريخ 2/ 553 و 555 و 558- 560، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511 و 552 و 650- 652، وأسد الغابة 1/ 88 وتهذيب الكمال 3/ 233- 235 رقم 509، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 122 رقم 58، وطبقات الفقهاء 79، وسير أعلام النبلاء 4/ 50- 53 رقم 13، والعبر 1/ 86، وتذكرة الحفاظ 1/ 48، والكاشف 80، 81 رقم 430، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 185، ودول الإسلام 1/ 55، ومرآة الجنان 1/ 156، والبداية والنهاية 9/ 12، ولباب الآداب 252، والوفيات لابن قنفذ 96، وغاية النهاية، رقم 796، والإصابة 1/ 106 رقم 460، وتهذيب التهذيب 1/ 342، 343 رقم 625، وتقريب التهذيب 1/ 77 رقم 579، وطبقات الحفّاظ 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 37، وشذرات الذهب 1/ 82.
[1]
طبقات ابن سعد 8/ 71، حلية الأولياء 2/ 103.
[2]
حلية الأولياء 2/ 103 (باختصار) .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَنْدَلٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عياض، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رمضان في كلّ ليلتين، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ: وَكَانَ يَنَامُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ [1] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: ثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثدٍ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ وَيَصْفَرَّ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ له: ما هذا الجزع؟ فقال: ما لي لا أَجْزَعُ، وَاللَّهِ لَوْ أَتَيْتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لأَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا قَدْ صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ الذَّنْبُ الصَّغِيرُ، فَيَعْفُو عَنْهُ، فَلا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ [2] .
فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، أَحَدُهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.
139-
أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ع الْعَدَوِيُّ أَبُو زَيْدٍ، وَيُقَالُ أَبُو خَالِدٍ، مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ. وَقِيلَ:
حَبَشِيٌّ. وَقِيلَ: مِنْ سَبْيِ الْيَمَنِ. وَقَدِ اشْتَرَاهُ عُمَرُ بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ بالناس سنة
[1] حلية الأولياء 2/ 103.
[2]
حلية الأولياء 2/ 103.
[3]
انظر عن (أسلم مولى عمر) في:
طبقات ابن سعد 5/ 10، والتاريخ الكبير 2/ 23، 24 رقم 1565، والجرح والتعديل 2/ 306 رقم 1142، وتاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام) 10/ 179، وطبقات خليفة 235، وتاريخ خليفة 117، والتاريخ لابن معين 2/ 29، وتاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 78، والثقات لابن حبّان 4/ 45، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 203 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 9- 12، وأسد الغابة 1/ 77، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 117، 118 رقم 53، وتهذيب الكمال 2/ 529- 531 رقم 407، والعبر 1/ 91، وتذكرة الحفاظ 1/ 49، وسير أعلام النبلاء 4/ 98- 100 رقم 31، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 184، والكاشف 1/ 68 رقم 344، وربيع الأبرار 4/ 87، والمعارف 189، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 519، ودول الإسلام 1/ 57، والبداية والنهاية 9/ 32، ومرآة الجنان 1/ 161، والإصابة 1/ 38 رقم 131 و 1/ 104 رقم 449، وتهذيب التهذيب 1/ 266 رقم 501، وتقريب التهذيب 1/ 64 رقم 465، وطبقات الحفاظ 16، وخلاصة تذهيب التهذيب 31، وشذرات الذهب 1/ 88.
إِحْدَى عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَقُولُ: نحن قوم من الأشعريّين، ولكنّا لا نُنْكِرُ مِنَّةَ عُمَرَ رضي الله عنه [1] .
سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَمُعَاذًا، وَأَبَا عُبَيْدَةَ، وَابْنَ عُمَرَ، وَكَعْبَ الأَحْبَارِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ زَيْدٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ الزُّهْريُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: قَدِمْنَا الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ، فَأَتَيْنَا بِالطِّلاءِ وَهُوَ مِثْلُ عَقِيدِ الرُّبِّ [2] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ عُمَرَ بِالنَّاسِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، فَابْتَاعَ فِيهَا أَسْلَمَ [3] .
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا: ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَرَانِي عُمَرُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قَدِمَ فِيهَا بِالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ أَسِيرًا، فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، حَتَّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَسْمَعُ الأَشْعَثَ يَقُولُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ، فَمَنَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ [4] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ الأَسْوَدُ الْحَبَشِيُّ:
وَاللَّهِ وَمَا أُرِيدَ عَيْبَهُ [5] .
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يا أبا خالد، إنّي أرى
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10، طبقات ابن سعد 5/ 11.
[2]
قال المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 4/ 98: «هو الدّبس المرمّل» أي المعصود.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10.
[4]
طبقات ابن سعد 5/ 10، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10.
[5]
في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10: «لا والله ما أريد غيبة بنيه» .
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَلْزَمُكَ لُزُومًا لا يَلْزَمُهُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ، لا يَخْرُجُ سَفَرًا إِلا وَأَنْتَ مَعَهُ، فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَوْلَى الْقَوْمِ بِالظِّلِّ، وَكَانَ يُرَحِّلُ رَوَاحِلَنَا وَيُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَحْدَهُ، وَلَقَدْ فَزِعْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ رَحَّلَ رِحَالِنَا وَهُوَ يُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَيَرْتَجِزُ:
لا يَأْخُذُ اللَّيْلُ عَلَيْكَ بِالْهَمْ
…
وَالْبَسَنْ [1] لَهُ الْقَمِيصَ وَاعْتَمْ
وَكُنْ شَرِيكَ رَافِعٍ [2] وَأَسْلَمْ
…
وَاخْدُمِ الْأَقْوَامَ حَتَّى تُخْدَمْ [3]
رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه.
قال أبو عبيد: تُوُفِّيَ أَسْلَمُ سَنَةَ ثَمَانِينَ [4] .
140-
أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ [5] وَاسْمُ أَبِيهَا عَبْدُ بْنُ بِجَادٍ التَّيْمِيُّ، وَهِيَ بِنْتُ أُخْتِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ لأُمِّهَا.
عِدَادُهَا فِي صَحَابُيَّاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْهَا: ابْنَتُهَا حُكَيْمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَصَرَّحَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ بِأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهَا، وَبِأَنَّهَا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والحديث في «الموطّأ» [6] .
[1] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 138 وتهذيب تاريخ دمشق «البس» وما أثبتناه عن سير أعلام النبلاء.
[2]
كذا في الأصل وطبعة القدسي وتهذيب تاريخ دمشق. وفي السير «نافع» .
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10، وسير أعلام النبلاء 4/ 99، وعيون الأخبار 1/ 265.
[4]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 12.
[5]
انظر عن (أميمة بنت رقيقة) في:
طبقات ابن سعد 8/ 255، وطبقات خليفة 334، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 227، ومسند أحمد 6/ 356، والاستيعاب 4/ 239، 240، وتهذيب الكمال 3/ 1678، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 52- 60 رقم 16، والوافي بالوفيات 9/ 389 رقم 4319، ونسب قريش 229، وأسد الغابة 5/ 407، والإكمال 1/ 205، والكاشف 3/ 421 رقم 10، وتهذيب التهذيب 12/ 401 رقم 2731، والإصابة 4/ 240 رقم 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 489.
[6]
أخرجه في باب «ما جاء في البيعة» رقم 1799- ص 696 عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت:
141-
أوس بن ضمعج [1]- م 4- الكوفي الْعَابِدُ ثِقَةٌ كَبِيرٌ مُخَضْرَمٌ.
رَوَى عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ الأَنْصَارِيِّ، وَعَائِشَةَ.
رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ.
تُوُفِّيَ سنة ثلاث أو أربع وسبعين [2] .
[ () ] أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نسوة بايعنه على الإسلام فقلن: يا رسول الله نبايعك عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نعصيك في معروف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«فيما استطعتنّ وأطقتنّ» . قالت:
فقلن الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلمّ نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» ، أو مثل قولي لامرأة واحدة.
والحديث أيضا في: سنن الترمذي 5/ 322، في كتاب ما جاء في بيعة النساء، وسنن النسائي 7/ 149 في كتاب بيعة النساء.
[1]
انظر عن (أوس بن ضمعج) في:
طبقات ابن سعد 5/ 510، وطبقات خليفة 146، وتاريخ خليفة 273، وتاريخ الثقات 74 رقم 121، وتاريخ البخاري 2/ 17، 18 رقم 1543، والجرح والتعديل 2/ 304 رقم 1130، والثقات لابن حبان 4/ 43، والمعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، وتهذيب الكمال 3/ 390- 392 رقم 579، وتهذيب التهذيب 1/ 383 رقم 701، وتقريب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 655، وأسد الغابة 1/ 147، والكاشف 1/ 89 رقم 494، والوافي بالوفيات 9/ 448 رقم 4397، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 797.
[2]
سيذكره المؤلّف أيضا في أهل الطبقة العاشرة.