الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف الياء]
121-
يزيد بن زياد [1] ابن رَبِيعَةَ بْنِ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَريُّ الْبَصْرِيُّ الشَّاعِرُ. كَانَ أحد الشعراء الإسلاميين، وكان كثير الهجو والشرّ للنّاس.
[1] انظر عن (يزيد بن زياد) في:
الأخبار الموفقيّات 179، والبرصان والعرجان 118 و 217، وفحول الشعراء 686 و 693، والشعر والشعراء 1/ 276- 280 رقم 48، وأمالي الزجّاجي 229، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 303 و 342 و 374- 377 و 399 و 403 و 614، وتاريخ الطبري 5/ 317، ومروج الذهب 1783، والأغاني 18/ 254- 298، وأمالي المرتضى 1/ 52 و 440، وجمهرة أنساب العرب 436، وتاريخ دمشق 18/ 138 ب، ولباب الآداب 135- 137 و 389، ومعجم الأدباء 20/ 43- 46 رقم 24، والكامل في التاريخ 3/ 522، ووفيات الأعيان 6/ 342- 362 رقم 821، والإكليل للهمذاني 2/ 266، والبداية والنهاية 8/ 95 و 314، وسير أعلام النبلاء 3/ 522، 523 رقم 129، وتخليص الشواهد 150 و 151، وأمالي ابن الشجري 2/ 170، والمحتسب لابن جني 2/ 94، والإنصاف لابن الأنباري- تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد- مصر 1380 هـ. - ص 717، وشذور الذهب 147، وهمع الهوامع 1/ 14، وشرح الشواهد للعيني 1/ 442 و 3/ 216 و 4/ 314، والتصريح للشيخ خالد 1/ 139 و 140 و 281 و 2/ 202، وشرح المفصل لابن يعيش 2/ 16 و 4/ 33 و 34 و 79، والتذكرة الحمدونية 2/ 114 و 115 و 157 و 297 و 298 و 446، والمستجاد من فعلات الأجواد، للتنوخي- تحقيق محمد كردعلي- دمشق 1946- ص 93- 98، وخزانة الأدب 2/ 210 و 514، والحيوان للجاحظ 1/ 146، وقد جمع شعره الدكتور داود سلوم- بغداد 1968، ولسان العرب 4/ 54 و 19/ 156، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 270، والعقد الفريد 4/ 404، 6/ 133، والأضداد لابن الأنباري- طبعة ليدن 1881- ص 47، والحيوان للجاحظ 1/ 67، والبدء والتاريخ 6/ 22.
فَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ أَرَادَ قَتْلَ ابْنِ مُفَرِّغٍ لِكَوْنِهِ هَجَا أَبَاهُ زِيَادًا ونِفَارُهُ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ، فَمَنَعَهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ قَتْلِهِ، وَقَالَ: أَدِّبْهُ، فَسَقَاهُ مُسْهِلا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى حِمَارٍ، وَطَوَّفَ بِهِ وَهُوَ يَسْلَحُ فِي الأَسْوَاقِ عَلَى الْحِمَارِ، فَقَالَ:
يَغْسِلُ الْمَاءُ مَا صَنَعْتَ وَشِعْرِي
…
رَاسِخٌ مِنْكَ فِي الْعِظَامِ الْبَوَالِي [1]
وَقَالَ يُخَاطِبُ مُعَاوِيَةَ:
أَتَغْضَبُ أَنْ يُقَالَ أَبُوكَ حُرٌّ [2]
…
وَتَرْضَى أَنْ يُقَالَ أَبُوكَ زَانِي
فَأَشْهَدُ أَنَّ رَحِمَكَ [3] مِنْ زِيَادٍ
…
كَرَحِمِ الْفِيلِ مِنْ وَلَدِ الأَتَانِ [4]
مَاتَ ابْنُ مُفَرِّغٍ فِي طَاعُونِ الجارف أيام مصعب.
122-
يزيد بن معاوية [5] ابن أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مناف، أبو
[1] البيت، والخبر في: الأغاني 18/ 263، 264 و 267، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 375، ووفيات الأعيان 6/ 350، وخزانة الأدب 2/ 215، وديوان ابن مفرّغ 127، وسير أعلام النبلاء 3/ 522.
والبيت من قصيدة مطلعها:
دار سلمى بالخبت ذي الأطلال
…
كيف نوم الأسير في الأغلال
[2]
في: الموفقيّات «عفّ» ، وكذا في: الشعر والشعراء، والأغاني، ووفيات الأعيان، والمختصر لأبي الفداء، وتاريخ ابن الوردي، وأنساب الأشراف.
[3]
في: الشعر والشعراء:
[4]
البيتان في: الأخبار الموفقيّات 179، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 375، والشعر والشعراء 1/ 279، والحيوان 1/ 146، والديوان 152، وينسبان إلى عبد الرحمن بن الحكم في:
مروج الذهب 3/ 17، والأغاني 18/ 265 و 271، والمختصر في أخبار البشر 1/ 185، وتاريخ ابن الوردي 1/ 168، وفي العقد الفريد نسبا لعبد الرحمن بن حسّان، وانظر:
الموشّح 273، وخزانة الأدب 2/ 518، ووفيات الأعيان 6/ 350، وبعضهم يقول إن البيتين لابن قتّة. (انظر: أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 376) .
[5]
انظر عن (يزيد بن معاوية) في:
نسب قريش 57 و 58 و 82 و 83 و 87 و 127- 129 و 133 و 150 و 155 و 178 و 222 و 239 و 244 و 245 و 263 و 268 و 282 و 283 و 313 و 327 و 332 و 360 و 371 و 373
خَالِدٍ الأُمَوِيُّ، وَأُمُّهُ مَيْسُونَ بِنْتُ بَحْدَلٍ الْكَلْبِيَّةُ.
[ () ] و 390 و 441، تاريخ اليعقوبي 2/ 220 و 221 و 229 و 239- 253 و 258 و 271 و 310، وعيون الأخبار 1/ 95 و 108 و 110 و 186 و 196 و 197 و 202 و 260 و 284 و 2/ 117 و 210 و 211 و 213 و 238 و 249 و 256 و 343 و 3/ 68 و 92 و 97 و 4/ 17، والأخبار الطوال 56 و 125 و 226 و 227 و 231 و 242 و 245 و 260- 264 و 281 و 285، والشعر والشعراء 43 و 279 و 394 و 455 و 543 و 546، وأخبار القضاة 1/ 120 و 123 و 153 و 154 و 296 و 3/ 224، والأخبار الموفقيّات 152 و 197 و 227- 229 و 346 و 509 و 564، وأنساب الأشراف 1/ 442 و 473 و 3/ 79 و 102 و 104 و 298 وق 4 ج 1/ 17 و 21 و 22 و 24 و 26 و 28 و 38 و 41 و 50 و 52 و 54 و 58- 60 و 75 و 77- 79 و 81 و 94 و 100 و 101 و 107 و 109 و 119 و 138 و 139 و 141- 144 و 146 و 156 و 160 و 161 و 224 و 284- 344 و 347 و 348 و 350 و 353- 359 و 368 و 371 و 372 و 374 و 378 و 382 و 384- 386 و 389 و 390 و 395- 397 و 401 و 402 و 410 و 418 و 419 و 441- 443 و 615، والبرصان والعرجان 65 و 70 و 82 و 123 و 206 و 274 و 330، والمعرفة والتاريخ 3/ 324- 326، والمحبّر 20- 22 و 45 و 57 و 99 و 257 و 259 و 373 و 378 و 404 و 478 و 480 و 482 و 490 و 491، وتاريخ خليفة 211 و 213 و 214 و 216- 218 و 223 و 226 و 229 و 231- 233 و 236- 239 و 251- 258 و 261 و 262، وتاريخ أبي زرعة 1/ 188 و 191 و 192 و 226 و 229 و 232 و 306 و 308 و 583 و 596 و 690، وتاريخ الطبري 5/ 302- 305 و 327- 329 و 338- 501 و 503- 507 و 558- 560 وانظر فهرس الأعلام 10/ 458، وفتوح البلدان 54 و 80 و 156 و 182 و 187 و 224 و 253 و 270، والمعارف 188 و 240 و 246 و 260 و 274 و 286 و 298 و 300 و 315 و 345 و 347 و 348 و 350- 452 و 356 و 406 و 426 و 439، والتنبيه والإشراف 262- 265، ومروج الذهب 1882- 1932، وجمهرة أنساب العرب 1137112، والولاة والقضاة 39 و 40 و 310 و 311 و 475، وأمالي القالي 1/ 160 و 161 و 2/ 41 و 71 و 3/ 180 والذيل 117، وأمالي المرتضى 1/ 275 و 277 و 286، والمحاسن والمساوئ 63، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 164، والفرج بعد الشدّة 1/ 84 و 169 و 2/ 102 و 103 و 250 و 335 و 338 و 339 و 3/ 209 و 210 و 4/ 285 و 286 و 385 و 390، وربيع الأبرار 1/ 81 و 4/ 74 و 168، وثمار القلوب 648، والخراج وصناعة الكتابة 272 و 273 و 319 و 338 و 345 و 351 و 395 و 402 و 406، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 69 و 74- 77، وتاريخ العظيمي 30 و 46 و 88 و 97 و 170 و 180 و 183- 187، ولباب الآداب 40 و 90 و 108 و 338، ومختصر تاريخ الدول 110، 111، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 400، ووفيات الأعيان 2/ 415 و 500 و 3/ 195 و 287 و 288 و 438 و 4/ 87 و 354 و 6/ 110 و 275 و 276 و 347- 349 و 353 و 359 و 7/ 355، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 81- 84 و 98 و 109، والمختصر في أخبار البشر 1/ 192، 193، وتاريخ دمشق 18/ 195 أ، ومنهاج السنّة 2/ 237، والعبر 1/ 69، ودول الإسلام 1/ 47، ومرآة الجنان 1/ 131- 136 و 138 و 139، والبداية والنهاية 8/ 226، وسير أعلام النبلاء 2/ 35- 40
وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ.
بُويِعَ بِعَهْدِ أَبِيهِ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَعِشْرِينَ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ: كَانَ يَزِيدُ كَثِيرَ اللَّحْمِ، ضَخْمًا، كَثِيرَ الشِّعْرِ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهَرٍ: حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ الْكَلْبِيُّ قَالَ: تَزَوَّجَ مُعَاوِيَةُ مَيْسَونَ بِنْتَ بَحْدَلٍ، وَطَلَّقَهَا وَهِيَ حَامِلٌ بِيَزِيدَ، فَرَأَتْ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَمَرًا خَرَجَ مِنْ قِبَلِهَا، فَقَصَّتْ رُؤْيَاهَا عَلَى أُمِّهَا، فَقَالَتْ: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَتَلِدِيَنَّ مَنْ يُبَايَعُ لَهُ بِالْخِلافَةِ.
وَفِي سَنَةِ خَمْسِينَ غَزَا يَزِيدُ أَرْضَ الرُّومِ وَمَعَهُ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ [1] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: حَجَّ بِالنَّاسِ يَزِيدُ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَسَنَةَ ثَلاثٍ.
وَقَالَ أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عُقْبَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، ابْنُ عَفَّانَ ذُو النُّورَيْنِ قُتِلَ مَظْلُومًا يُؤْتَى كِفْلَيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مُعَاوِيَةُ وَابْنُهُ مَلَكَا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، وَالسَّفَّاحُ، وَسَلامٌ، وَمَنْصُورٌ، وَجَابِرٌ وَالْمَهْدِيُّ، وَالأَمِينُ، وَأَمِيرُ الْعُصَبِ [2] ، كُلُّهُمْ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، كلّهم صالح، لا يوجد مثله [3] .
[ () ] رقم 8، وتهذيب التهذيب 11/ 360، 361 رقم 295 رقم 1050، وتاريخ ابن الوردي 1/ 171- 175، والقلائد الجوهرية 262، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 75 و 243 و 313 و 513، والتذكرة الحمدونية 1/ 147 و 366 و 407 و 408 و 420 و 421 و 2/ 34 و 209 و 259 و 265 و 272، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 157 و 158 و 195 و 2/ 260- 264 و 266، وتاريخ الخميس 2/ 300، وتاريخ الخلفاء 205- 210، وشذرات الذهب 1/ 71، ورغبة الآمل 4/ 83 و 5/ 129، وأخبار الدول 130، 131، والبصائر والذخائر 1/ 266، والبيان والتبيين 1/ 301 و 2/ 151، ونثر الدر 5/ 12 وشرح نهج البلاغة 15/ 96، والأغاني 7/ 120، والكامل للمبرّد 2/ 168 ونهاية الأرب 3/ 205.
[1]
تاريخ خليفة 211.
[2]
في طبعة القدسي 91 «العضب» .
[3]
الخبر منكر لأن عبد الله بن عمرو لم يدرك السّفّاح والخلفاء العباسيّين.
رَوَى نَحْوَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ.
وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ أَحَدٌ. وَقَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ:
كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ بَعَثَهُ يَزِيدُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لابْنِ الزُّبَيْرِ: تَعْلَمُ: إِنِّي أَجِدُ فِي الْكِتَابِ أَنَّكَ سَتُعَنَّى وتُعَنَّى وَتَدَّعِي الْخِلافَةَ وَلَسْتَ بِخَلِيفَةَ، وَإِنِّي أَجِدُ الْخَلِيفَةَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ.
وَرَوَى زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ قَالَ: زُرْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الحسن، فَخَلَوْتُ بِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا تَرَى مَا النَّاسُ فِيهِ؟ فَقَالَ لِي:
أَفْسَدَ أَمْرَ النَّاسِ اثْنَانِ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ أَشَارَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِرَفْعِ الْمَصَاحِفِ، فَحُمِلَتْ، وَقَالَ: أَيْنَ الْقُرَّاءُ، فَحَكَمَ الْخَوَارِجُ، فَلا يَزَالُ هَذَا التَّحْكِيمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَإِنَّهُ كَانَ عَامِلَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْكُوفَةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي هَذَا فَأَقْبِلْ مَعْزُولا، فَأَبْطَأَ عَنْهُ، فلما وَرَدَ عَلَيْهِ قَالَ: مَا أَبْطَأَ بِكَ؟ قَالَ: أَمْرٌ كُنْتُ أُوَطِّئُهُ وَأُهَيِّئُهُ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: الْبَيْعَةُ لِيَزِيدَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ: أَوَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: ارجع إلى عَمَلِكَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: وَضَعْتُ رِجْلَ مُعَاوِيَةَ فِي غَرْزِ غَيٍّ لا يَزَالُ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَايَعَ هَؤُلاءِ لِأَبْنَائِهِمْ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَتْ شُورَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
وَرَوَى هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ وَفَدَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ: أُذَكِّرُكَ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِمَنْ تَسْتَخْلِفُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: نَصَحْتَ وَقُلْتُ بِرَأْيِكَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلا ابْنِي وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَابْنِي أَحَقُّ.
وقال أبو بكر بن أبي مريم، عن عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتُ إِنَّمَا عَهِدْتُ لِيَزِيدَ لَمَّا رأيت من فضله، فبلغه ما أملت وأعنه، وَإِنْ كُنْتُ إِنَّمَا حَمَلَنِي حُبُّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ، وَأنَّهُ لَيْسَ لِمَا صَنَعْتُ بِهِ أَهْلا، فَاقْبِضْهُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ السَّعِيدِيُّ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ، عن
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يُعْطِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ كُلَّ عَامٍ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ أَعْطَاهُ أَلْفَ أَلْفٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فأمر له بألفي ألف أُخْرَى، فَقَالَ لَهُ:
عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ لا أَجْمَعُهُمَا لِأَحَدٍ بَعْدَكَ.
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، ثنا مُهَاجِرٌ أَبُو مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ» .
أَخْرَجَهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِه» عَنْ بُنْدَارٍ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَوْفٍ، وَلَيْسَ فِيهِ أَبُو مُسْلِمٍ. وَفِي «مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى» : ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِمًا بِالْقِسْطِ، حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُ مَنْ يَثْلَمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالَ لَهُ يَزِيدُ [1] . وَرَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ [2] ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَهُ [3] .
لَمْ يَلْقَ مَكْحُولٌ أَبَا ثَعْلَبَةَ، وَقَدْ أَدْرَكَهُ وَصَدَّقَةُ السَّمِينُ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ سَمِعَ جُوَيْرِيَةَ تَلْعَبُ وَتُغَنِّي فِي يَزِيدَ بِقَوْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ:
لَسْتَ مِنَّا وَلَيْسَ خَالُكَ مِنَّا
…
يا مضيع الصّلاة للشهوات [4]
[1] لسان الميزان 6/ 294.
[2]
في الأصل «الغار» . وهو بالزاي، الصيداوي الجرشي. انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا:
«موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان» - ج 5/ 146- 148 رقم 1771.
[3]
الحديث مرفوع ومنقطع بين أبي ثعلبة وأبي عبيدة بن الجراح، وهو لا يصح.
[4]
البيت في المعارف 246.
فَدَعَا بِهَا وَقَالَ: لا تَقُولِي «لَسْتَ مِنَّا» قُولِي «أَنْتَ مِنَّا» .
وَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ، ثُمَّ تَشَهَّدَ وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ [1] فُلانٍ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ أَلا أَنْ يَكُونَ [2] الإِشْرَاكُ باللَّه أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلا عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يَنْكُثُ» فَلا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ [3] .
وَزَادَ فِيهِ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ صَخْرٍ، عَنْ نَافِعٍ: فَمَشَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ وَأَصْحَابُهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَأَرَادُوهُ عَلَى خَلْعِ يَزِيدَ، فَأَبَى، وَقَالَ ابْنُ مُطِيعٍ: إِنَّ يَزِيدَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَيَتْرُكُ الصَّلاةَ، وَيَتَعَدَّى حُكْمَ الْكِتَابِ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ مِنْهُ مَا تَذْكُرُونَ، وَقَدْ أَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَرَأَيْتُهُ مُوَاظِبًا لِلصَّلاةِ، مُتَحَرِيًّا لِلْخَيْرِ، يَسْأَلُ عَنِ الْفِقْهِ، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ تَصَنُّعًا لَكَ وَرِيَاءً [4] .
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَنْشَدَنِي عَمِّي لِيَزِيدَ:
آبَ [5] هَذَا الْهَمُّ فَاكْتَنَعَا
…
وَأَمَرَ النَّوْمَ فَامْتَنَعَا
رَاعِيًا لِلنَّجْمِ أَرْقُبُهُ
…
فَإِذَا مَا كَوْكَبٌ طَلَعَا
حَامَ حَتَّى إِنَّنِي لأَرَى
…
أَنَّهُ بِالْغَوْرِ قَدْ وَقَعَا
وَلَهَا بِالْمَاطِرُونَ [6] إِذَا
…
أكل النّمل الّذي جمعا
[1] في الأصل «غارة» .
[2]
هكذا في الأصل، وفي مسند أحمد:«الغدر أن لا يكون» .
[3]
أخرجه أحمد في المسند 2/ 48 وتتمّته: «ولا يشرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صلى الله عليه وسلم بيني وبينه» .
[4]
البداية والنهاية 8/ 233.
[5]
في الكامل للمبرّد «طال» .
[6]
الماطرون: بكسر الطاء. موضع بالشام قرب دمشق. (معجم البلدان 5/ 42) ذكره الشاعر ابن منير الطرابلسي في شعره. انظر ديوانه من جمعنا- ص 174 طبعة دار الجيل، بيروت 1986.
نَزْهَةٌ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ
…
نَزَلَتْ مِنْ جِلَّقٍ بِيَعَا [1]
فِي قِبَابٍ وَسْطَ دَسْكَرةٍ [2]
…
حَوْلَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا [3]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَذَكَرَ رَجُلٌ يَزِيدَ فَقَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: تَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ! وَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عِشْرِينَ سَوْطًا.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ يَزِيدُ فِي نِصْفِ رَبِيعِ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.
123-
يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ [4] وَالِدُ الْحَجَّاجِ. قَدِمَ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى الشَّامِ، وَذَهَبَ إِلَى مِصْرَ وَإِلَى الْمَدِينَةِ.
لَهُ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقِيلَ: عَنِ ابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ.
وَكَانَ مَعَ مَرْوَانَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وستّين.
[1] في الكامل للمبرّد:
«خرفة حتى إذا ريعت
…
سكنت من جلّق بيعا»
وفي أنساب الأشراف:
«منزل حتى إذا ارتبعت
…
سكنت من جلّق بيعا»
[2]
في الكامل: «حول دسكرة» . وفي أنساب الأشراف:
[3]
الأبيات في: الكامل للمبرّد 1/ 384، وقال إنها تنسب أيضا للأحوص، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 288، ومعجم البلدان 5/ 42، والبداية والنهاية 8/ 234، وشرح الشواهد للعيني 1/ 149، وخزانة الأدب 3/ 278، 279، ولسان العرب 5/ 371 و 10/ 297، وتاج العروس 3/ 546.
[4]
انظر عن (يوسف بن الحكم) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 256، وتاريخ الثقات للعجلي 485 رقم 1875، والتاريخ الكبير 8/ 376 رقم 3383، والمعرفة والتاريخ 1/ 401، وتاريخ الطبري 5/ 612، والجرح والتعديل 9/ 220 رقم 919، والمعارف 395، 396، والكامل في التاريخ 4/ 191، والكاشف 3/ 260 رقم 6547، وتهذيب الكمال 3/ 1558، وتهذيب التهذيب 11/ 410 رقم 800، وتقريب التهذيب 2/ 380 رقم 428، وخلاصة تذهيب التهذيب 438.