المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[حرف الْعَيْنِ] 186- عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ [1]- 4- السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٥

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخامس (سنة 61- 80) ]

- ‌الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ

- ‌مقتل الحسين

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَلَاثِ وَسِتِّينَ

- ‌قِصَّةُ الْحَرَّةِ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ

- ‌فَائِدَةٌ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ

- ‌ذِكْرُ وَقْعَةِ الْخَازَرِ [1]

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعِينَ

- ‌ذِكْرُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ

- ‌[حَرْفُ الْأَلِفِ]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التَّاءِ

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الْحَاءِ]

- ‌[حرف الذَّالِ]

- ‌[حرف الرَّاءِ]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السِّينِ]

- ‌[حرف الشِّينِ]

- ‌حرف الصَّادِ

- ‌[حرف الضَّادِ]

- ‌[حرف الْعَيْنِ]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الْكَافِ]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النُّونِ]

- ‌[حرف الْهَاءِ]

- ‌[حرف الْوَاوِ]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ

- ‌[حَوَادِثُ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ]

- ‌حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانِينَ]

- ‌تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ

- ‌[حَرْفُ الأَلِفِ]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التَّاءِ]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الْحَاءِ]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزَّايِ]

- ‌[حَرْفُ السِّينِ]

- ‌[حرف الشِّينِ]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الْعَيْنِ]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الْقَافِ]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الْهَاءِ]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

الفصل: ‌ ‌[حرف الْعَيْنِ] 186- عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ [1]- 4- السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ

[حرف الْعَيْنِ]

186-

عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ [1]- 4- السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ عَلِيٍّ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ عَنْهُ.

رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَلَيَّنَهُ ابن عديّ، ووثّقه جماعة.

[1] انظر عن (عاصم بن ضمرة) في:

طبقات ابن سعد 6/ 222، والتاريخ لابن معين 2/ 93، وتاريخ خليفة 273، والعلل لأحمد 1/ 40 و 56 و 139 و 175 و 176 و 202 و 338 و 339، والتاريخ الكبير 6/ 482 رقم 3052، والتاريخ الصغير 106، وأحوال الرجال 43- 46 رقم 11، وتاريخ الثقات للعجلي 241 رقم 739، والمعرفة والتاريخ 1/ 700 و 3/ 178 و 179 و 219 و 220، وعيون الأخبار 3/ 86، وأنساب الأشراف 1/ 175، والجرح والتعديل 6/ 345 رقم 1910، والمجروحين لابن حبّان 2/ 125، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1866، والثقات لابن شاهين، رقم 832، 839، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 275، وتهذيب الكمال 13/ 496- 499 رقم 3012، والكاشف 2/ 45 رقم 2528، والمغني في الضعفاء 1/ 320 رقم 2984، وميزان الاعتدال 2/ 352، 353 رقم 4052، والعبر 1/ 85، والوافي بالوفيات 16/ 569 رقم 601، وغاية النهاية 1/ 349، والكشف الحثيث 361، وتهذيب التهذيب 5/ 45، 46 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 384 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 182.

ص: 427

187-

عبد الله بن جعفر [1] ع ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم، أبو جعفر الهاشميّ الجواد

[1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:

نسب قريش 81، 82 و 304، والأخبار الموفقيات 80 و 168 و 342، وطبقات خليفة 126 و 189، وتاريخ خليفة 184 و 194، والسير والمغازي 48 و 226 و 244 و 251، والمغازي للواقدي 766 و 767، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 187 و 274 و 351 و 3/ 315، ومسند أحمد 1/ 203، والعلل له 119 و 395، والمحبّر 55 و 147- 150، والتاريخ الكبير 5/ 7 رقم 11، والتاريخ الصغير 98، وتاريخ الثقات 251، 252 رقم 787، والمعرفة والتاريخ 1/ 223 و 242 و 360 و 492 و 646 و 3/ 315، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71 و 618، والثقات لابن حبّان 3/ 207، والشعر والشعراء 1/ 287 و 2/ 450 و 451 و 481، والأخبار الطوال 184 و 195 و 215، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 66، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 15، والمعارف 205- 208 و 211 و 379 و 461، وتاريخ اليعقوبي 2/ 65 و 172 و 177، وأنساب الأشراف- ج 1 (انظر فهرس الأعلام) و 3/ 292، 293، و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) ص 650 و 5/ 35، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 305، والمنتخب من ذيل المذيل 547، والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 99 أ، والولاة والقضاة 21 و 23، والجرح والتعديل 5/ 31 رقم 96، والمستدرك على الصحيحين 3/ 566- 569، وربيع الأبرار 1/ 832 و 4/ 41 و 86 و 137 و 180 و 322 و 323 و 349 و 407 و 458، وثمار القلوب 88، ومروج الذهب 1515 و 1516 و 1630 و 1642 و 1736 و 1773 و 1902 و 1925 و 2139 و 2141، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، والاستيعاب 2/ 275- 277، وجمهرة أنساب العرب 38 و 68، والسابق واللاحق 1/ 217، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 239، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 105، والتبيين في أنساب القرشيين 39 و 94 و 96 و 112 و 113 و 137 و 183 و 364 و 401، ومعجم البلدان 2/ 803، والكامل في التاريخ 1/ 460 و 2/ 238 و 3/ 106، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 263، 264 رقم 292، وأسد الغابة 3/ 139، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 328- 347، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 17- 69 رقم 215، وتهذيب الكمال 14/ 367- 372 رقم 3202، وتحفة الأشراف 4/ 299- 306 رقم 278، وسير أعلام النبلاء 3/ 456- 462 رقم 93، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3196، وتلخيص المستدرك 3/ 566- 569، والعبر 1/ 41 و 91 و 243، والكاشف 2/ 69 رقم 2692، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 71، ودول الإسلام 1/ 58، وتاريخ العظيمي 89 و 193، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 110، والعقد الثمين 5/ 20، وفوات الوفيات 2/ 170، 171، والبداية والنهاية 9/ 33، 34، ومرآة الجنان 1/ 161، ولباب الآداب 85- 88 و 93 و 106 و 107. ونهاية الأرب 21/ 228، والوفيات لابن قنفذ 83، وتهذيب التهذيب 5/ 170، 171 رقم 294، وتقريب التهذيب 1/ 406 رقم 228، والنكت الظراف 4/ 299 و 304 و 305، والإصابة 2/ 289، 290 رقم 4591،

ص: 428

ابْنُ الْجَوَّادِ.

لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وُلِدَ بِالْحَبَشَةِ مِنْ أَسْمَاءَ عُمَيْسٍ، وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ فِي الإِسْلامِ أَسْخَى مِنْهُ.

وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبَوَيْهِ، وَعَنْ عَمِّهِ عَلِيٍّ.

رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ إِسْمَاعِيلُ، وَإِسْحَاقُ، وَمُعَاوِيَةُ، وَابْنُ مُلَيْكَةَ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُونَ.

وَهُوَ آخِرُ مِنْ رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ [1] .

قَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا، فَدَخَلَ حَائِطًا، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ- الْحَدِيثَ [2] .

وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ [3] قَالَ: وَفَدَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ عَلَى يَزِيدَ، فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ أَلْفٍ [4] .

[ () ] والوافي بالوفيات 17/ 107- 109 رقم 93، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، والمطالب العالية 4/ 105، وشذرات الذهب 1/ 87، والتذكرة الحمدونية 2 (انظر فهرس الأعلام)506.

[1]

تاريخ دمشق 18.

[2]

أخرجه مسلم 1/ 268 وتمامه: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَسَحَ ذفراه، فسكت. فقال:«من رب هذا الجمل؟ لمن هَذَا الْجَمَلِ؟» فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لي يا رسول الله، فقال:«أفلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وتدئبه» . والحديث بتمامه في مسند أحمد 1/ 204، 205، وفي سنن أبي داود (2549) ، والمستدرك 2/ 99، 100 وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في التلخيص، وهو في أسد الغابة 3/ 134، وتاريخ دمشق 18، 19 بخلاف يسير.

[3]

حملة: بفتحتين.

[4]

تاريخ دمشق 19.

ص: 429

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ بَايَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُمَا ابْنَا سَبْعِ سِنِينَ، فَلَمَّا رَآهُمَا تَبَسَّمَ وَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعَهُمَا [1] .

وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وهو يلعب بالتراب فقال: «اللَّهمّ بارك له فِي تِجَارَتِهِ» [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ [3] .

وَقَالَ جرير بن حازم: ثنا محمد بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُمْ بَعْدَ مَا أَخْبَرَهُمْ بِقَتْلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ ثَلاثَةٍ، فَقَالَ:«لا تَبْكُوا أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» . ثُمَّ قَالَ: «ائْتُونِي بِبَنِي أَخِي» ، فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّنَا أَفْرُخٌ، فَقَالَ:«ادْعُوا لِيَ الْحَلاقَ» ، فَأَمَرَهُ، فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ:«أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبَهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَشَبَهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» ، ثم أخذ بيدي فأشالها وقال:«اللَّهمّ اخلف جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَتِهِ» ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّنَا فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا، فَقَالَ:«العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا وَالآخِرَةِ» ! حَدِيثٌ صَحِيحٌ [4] .

وَعَنْ أبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ يَفِدُ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَيُعْطِيهِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَيَقْضِي لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ، وَذَكَرَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَقَفَ فِي الْمَوْسِمِ عَلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا مَا نَصِلُكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِابْنِ جَعْفَرٍ، فَأَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ، فَإِذَا ثَقَلُهُ قَدْ سَارَ، وَرَاحِلَةٌ بِالْبَابِ عَلَيْهَا مَتَاعُهَا، وَسَيْفٌ مُعَلَّقٌ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ، فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ:

أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ

صَلاتُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ طَهُورُ

[1] المستدرك 3/ 566، 567، تاريخ دمشق 27.

[2]

تاريخ دمشق 30، مجمع الزوائد 9/ 286.

[3]

أخرجه البخاري 7/ 62 وهو في تاريخ دمشق 32.

[4]

أخرجه أحمد في المسند 1/ 204 من طريق: وهب بن جرير، عن أبيه. وهو باختصار في سنن أبي داود (4192) والنسائي 8/ 182، وتاريخ دمشق 31.

ص: 430

أَبَا جَعْفَرٍ ضَنَّ الأَمِيرُ بِمَالِهِ

وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيرُ

أَبَا جَعْفَرٍ يَا بْنَ الشَّهِيدِ الَّذِي لَهُ

جَنَاحَانِ فِي أَعْلَى الْجِنَانِ يَطِيرُ

أَبَا جَعْفَرٍ مَا مِثْلُكَ الْيَوْمَ أَرْتَجِي

فَلا تَتْرُكَنِّي بِالْفَلاةِ أَدُورُ [1]

فَقَالَ: يَا أعرابيّ سار الثّقل، فعليك الرَّاحِلَةُ بِمَا عَلَيْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنِ السَّيْفِ، فَإِنِّي أَخَذْتُهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ [2] .

قَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أنبأ هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بِسَبْخَةٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قِيلَ: لِفُلانٍ، اشْتَرَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِسِتِّينَ أَلْفًا.

قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلِي. قَالَ: فَجَزَّأَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، وَأَلْقَى فِيهَا الْعُمَّالَ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: أَلا تَأْخُذُ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أَخِيكَ وَتَحْجُرُ عَلَيْهِ، اشْتَرَى سَبْخَةً بِسِتِّينَ أَلْفًا، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلِي. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ، فَرَكِبَ عُثْمَانُ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَرَّ بِهَا، فَأَعْجَبَتْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ أَنْ وَلِّنِي [3] جُزْءَيْنِ مِنْهَا، قَالَ: أَمَّا وَاللَّهِ دُونَ أَنْ تُرْسَلَ إِلَى الَّذِينَ سَفَّهْتَنِي عِنْدَهُمْ فَيَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيَّ، فَلا أَفْعَلُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ لا أَنقُصُكَ جُزْءَيْنِ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُمَا [4] .

وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ أَسْلَفَ الزُّبَيْرَ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي أَنَّ لَهُ عَلَيْكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قال: هُوَ صَادِقٌ، فَاقْبِضْهَا إِذَا شِئْتَ، ثُمَّ لَقِيَهُ بَعْدُ فَقَالَ: إِنَّمَا وَهِمْتُ عَلَيْكَ، الْمَالُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَهُوَ لَهُ، قَالَ:

لا أُرِيدُ ذَلِكَ [5] .

قُلْتُ: هَذِهِ الْحِكَايَةُ مِنْ أَبْلَغِ مَا بَلَغَنَا فِي الْجُودِ.

وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَبْدِ الله بن جعفر بدجاجة

[1] في تاريخ دمشق 41 بزيادة بيت بين الأول والثاني.

[2]

تاريخ دمشق 41، سير أعلام النبلاء 3/ 459.

[3]

بيع التولية هو أن يبيع المشتري الشيء بثمنه دون زيادة.

[4]

في طبعة القدسي 3/ 165 «أخذتهم» . والخبر في: تاريخ دمشق 43، 44.

[5]

الخبر بتمامه في تاريخ دمشق 44.

ص: 431

مَسْمُوطَةٍ فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ! هَذِهِ الدَّجَاجَةُ كَانَتْ مِثْلَ بِنْتِي تُؤْنِسُنِي وَآكُلُ مِنْ بَيْضِهَا، فَآلَيْتُ أَنْ لا أَدْفِنَهَا إِلا فِي أَكْرَمِ مَوْضِعٍ أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلا وَاللَّهِ مَا فِي الأَرْضِ مَوْضِعٍ أَكْرَمُ مِنْ بَطْنِكَ، قَالَ: خُذُوهَا مِنْهَا وَاحْمِلُوا إِلَيْهَا مِنَ الْحِنْطَةَ كَذَا، وَمِنَ الْتَّمْرِ كَذَا، وَمِنَ الدَّرَاهِمِ كَذَا، وَعَدَّدَ شَيْئًا كَثِيرًا، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: بِأَبِي! إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [1] .

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَبَ رَجُلٌ سُكَّرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَسَدَ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَأَمَرَ قَهْرمَانَهُ أن يشتريه وأن يهبه النّاس [2] .

ولعبد الله رضي الله عنه من هذا الأنموذج أخبار في السخاء [3] .

قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَمُصْعَبُ الزُّبيْرِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.

وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وثمانين. قال: ويقال: سنة ثمانين.

وقال أبو عبيد: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، وَيُقَالُ سَنَةَ تِسْعِينَ.

188-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ [4] الأَسْلَمِيُّ أَبُو مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.

وروى أيضا عن: عمر.

[1] تاريخ دمشق 54.

[2]

تاريخ دمشق 55.

[3]

انظر عنها في تاريخ دمشق.

[4]

انظر عن (عبد الله بن أبي حدرد) في:

المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1195، وطبقات ابن سعد 4/ 309، 310، وطبقات خليفة 110، وتاريخ خليفة 85 و 268، والمحبّر 122، 123، والتاريخ الكبير 5/ 75 رقم 198، والجرح والتعديل 5/ 38 رقم 170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 121، والاستيعاب 2/ 288- 290، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 52 و 86، وجمهرة أنساب العرب 241، وتاريخ دمشق 105- 119 رقم 229، وأسد الغابة 3/ 141، 142، والمعرفة والتاريخ 1/ 265، وتاريخ الطبري 3/ 34 و 73 و 158، والبداية والنهاية 8/ 347، ومرآة الجنان 1/ 145، والإصابة 2/ 294- 296 رقم 4621، ومسند أحمد 6/ 11، والمستدرك على الصحيحين 3/ 572.

ص: 432

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْقَعْقَاعُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ فَرْوَةَ الأَسْلَمِيُّ.

وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.

وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا [2]، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا كَعْبُ ضَعِ الشَّطْرَ» ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، إِلا خَلِيفَةَ فَقَالَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.

وَقَدْ طَوَّلَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ تَرْجَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، وَسَاقَهَا فِي كَرَّاسٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ لا صُحْبَةَ لَهُ، وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا بَلْ أَفَادَنَا الْعِلْمُ بِأَنَّ لَهُ صُحْبَةً.

وَقَدْ عَلَّقْتُ حَاشِيَةً فِي ذَلِكَ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ» .

189-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ [3] شَذَّ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ فقال: قدم مصر مع مروان.

[1] في الطبقات 310.

[2]

أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 121 من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: حدّثني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ في بيته، فخرج إليهما رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى كشف سجف حجرته ونادى:«يا كعب بن مالك» . قال:

لبّيك يا رسول الله، فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك قال كعب: قد فعلت يا رَسُولُ اللَّهِ.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قم فاقضه» ، وفي الخصومات 3/ 90 باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، وفي الصلح 3/ 172 باب الصلح بالدين والعين. ومسلم في المساقاة 3/ 1192 رقم (20/ 1558) باب استحباب الوضع من الدّين، وأبو داود في الأقضية 3/ 304 رقم (2595) باب في الصلح، والنسائي في القضاة 8/ 239 باب حكم الحاكم في داره، وابن ماجة في الصدقات 2/ 811 رقم (2429) باب الحبس في الدين والملازمة، وأحمد في المسند 6/ 287 و 290، وابن عساكر في تاريخ دمشق 117.

[3]

انظر عن (عبد الله بن حوالة) في:

ص: 433

يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.

قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَرَّخَهُ جَمَاعَةٌ.

190-

عَبْدُ الله بن خازم [1] بن أسماء بن الصلت، أَبُو صَالِحٍ السُّلَمِيُّ [2] أَمِيرُ خُرَاسَانَ، أَحَدُ الأَبْطَالِ الْمَشْهُورِينَ وَالشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَيُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلا يَصِحُّ.

رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الأَزْرَقِ، وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّازِيُّ.

وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ ابْنُ عَامِرٍ عَلَى خُرَاسَانَ فِي أَيَّامِ عُثْمَانَ، وَقَدْ حَضَرَ مواقف

[ () ] طبقات ابن سعد 7/ 414، ومسند أحمد 4/ 105 و 109 و 5/ 33 و 288، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، وطبقات خليفة 115 و 305، والتاريخ الكبير 5/ 33 رقم 57، والمعرفة والتاريخ 1/ 266 و 2/ 288، 289 و 302 و 430، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 135، والجرح والتعديل 5/ 28، 29 رقم 136، والثقات لابن حبّان 3/ 243، والاستيعاب 290، والمستدرك 3/ 491، والأنساب 1/ 197، وتاريخ دمشق 216- 220 رقم 263، ومعجم البلدان 3/ 242، وأسد الغابة 3/ 148، وتهذيب الكمال 14/ 440، 441 رقم 3238، و 4/ 315، 316 رقم 287، وتاريخ الطبري 5/ 97، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3242، والعبر 1/ 62، والكاشف 2/ 73 رقم 2724، وتهذيب التهذيب 5/ 194 رقم 334، وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 268، والإصابة 2/ 300 رقم 4639، والوافي بالوفيات 17/ 156 رقم 141، وحلية الأولياء 2/ 3، 4 رقم 87، وخلاصة تذهيب التهذيب 195.

[1]

انظر عن (عبد الله بن خازم) في:

تاريخ خليفة 167 و 179 و 294 و 295، والمحبّر 375، والبيان والتبيين 2/ 108، وتاريخ اليعقوبي 2/ 406 و 429 و 442، والمعارف 418، وتاريخ واسط 108، وعيون الأخبار 1/ 168، وتاريخ الطبري 5/ 210، والعقد الفريد 1/ 117، وجمهرة أنساب العرب 118 و 200 و 219 و 262، والإكمال لابن ماكولا 2/ 291، وفتوح البلدان 437 و 488 و 499 و 501 و 505 و 508 و 511- 513، وتاريخ دمشق 226- 235 رقم 266، وأسد الغابة 3/ 140، والكامل في التاريخ 3/ 102 و 125، وتهذيب الكمال 14/ 441- 445 رقم 3239، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3244، ونهاية الأرب 21/ 80 و 132، والبداية والنهاية 8/ 326، وأنساب الأشراف 5/ 188 و 345، ودول الإسلام 1/ 53، والتذكرة الحمدونية 2/ 406 و 408 و 471 و 472 و 479 و 487، والوافي بالوفيات 17/ 157 رقم 143، والإصابة 2/ 301 رقم 4641، وتهذيب التهذيب 5/ 194- 196 رقم 335، وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 195.

[2]

قيّده الدكتور بشّار في تحقيقه لتهذيب الكمال 14/ 442 «السليمي» ، والصحيح ما أثبتناه كما في: جمهرة أنساب العرب 219، وتاريخ دمشق 226، وغيره.

ص: 434

مَشْهُورَةً وَأَبْلَى فِيهَا، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ زَمَانًا، وَأَفْتَتَحَ الطَّبَسَيْنِ [1] .

وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ مِنْ أَخْبَارِهِ.

191-

عبد الله بن الزّبير [2] ع ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَبُو بكر،

[1] الطبسين: بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس. إحداهما طبس العنّاب، والأخرى طبس التمر، وهما قصبة ناحية بين نيسابور وأصبهان. بفتح أوله وثانيه. (معجم البلدان 4/ 20) .

[2]

انظر عن (عبد الله بن الزبير) في:

- نسب قريش 237، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15800 و 15801، والتاريخ لابن معين 2/ 306، والسير والمغازي لابن إسحاق 106 و 326، والمغازي للواقدي 845 و 850، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 656، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 40 و 139 و 144 و 204 و 266 و 2/ 17 و 130 و 289 و 294 و 313، و 3/ 41 و 49 و 128 و 178 و 209 و 243 و 4/ 17 و 18 و 57، وطبقات خليفة 13 و 189 و 232، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 558، ومسند أحمد 4/ 3، والعلل له 77 و 155 و 235 و 243 و 320 و 395، والتاريخ الكبير 5/ 6 رقم 9، والتاريخ الصغير 11 و 78، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 808، وتاريخ أبي زرعة 1/ 496، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 635، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 90، وتاريخ واسط 51 و 81 و 85، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 307، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 636، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، والولاة والقضاة 40 و 41 و 45 و 51 و 311 و 320، والجرح والتعديل 5/ 56 رقم 261، وجمهرة أنساب العرب 87، والاستيعاب 2/ 300- 307، والخراج وصناعة الكتابة 343- 345، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 240، وتاريخ دمشق 374- 505 رقم 289، والأخبار الموفقيات 117 و 314 و 315 و 328 و 389، وتاريخ العظيمي 190، والكامل في الأدب 170، وربيع الأبرار 1/ 509 و 4/ 33 و 34 و 38 و 301 و 474، والزاهر للأنباري 1/ 161 و 2/ 40 و 227 و 228 و 380، وثمار القلوب 75 و 88 و 90 و 149 و 160 و 252 و 254 و 259 و 301 و 465، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 154، ومروج الذهب 1934 و 1944 و 1949- 1951 و 1954- 1957 و 2021- 2031 وعيون الأخبار 1/ 298، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251- 268، والأنساب (انظر فهرس الأعلام) 1/ 659 و 3/ 340 و 4 ق 1/ 651 و 5/ 404، والشعر والشعراء 1/ 387 و 2/ 454 و 512، و 547 و 623، وأخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام) 1/ 32 و 2/ 265، 266، وتلقيح فهوم أهل الأثر 85، والتبيين في أنساب القرشيين (انظر فهرس الأعلام) ، ومعجم البلدان 1/ 433 و 4/ 411، وأسد الغابة 3/ 161، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ، ووفيات الأعيان 3/ 71 و 76، وتهذيب الأسماء واللغات

ص: 435

وأبو خبيب القرشيّ الأسديّ. أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ بِالْمَدِينَةِ.

لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ.

رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ عُرْوَةُ، وَابْنَاهُ عَامِرٌ، وَعَبَّادٌ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ مِينَا، وَابْنُ ابْنِهِ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، وَابْنُ ابْنِهِ الآخَرُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.

وَشَهِدَ وَقْعَةَ الْيَرْمُوكِ، وَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَغَزَا الْمَغْرِبَ. وَلَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُورَةٌ. وَكَانَ فَارِسَ قُرَيشٍ فِي زَمَانِهِ [1] .

بُوِيعَ بِالْخِلافَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَحَكَمَ عَلَى الْحِجَازِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَالْعِرَاقِ، وَخُرَاسَانَ، وَأَكْثَرِ الشَّامِ، وُلِدَ سَنَةَ اثنتين من الهجرة وتوفّي

[ () ] ق 1 ج 1/ 266، 267 رقم 297، والعبر (انظر فهرس الأعلام) ، وسير أعلام النبلاء 3/ 363- 380 رقم 53، وحلية الأولياء 1/ 329- 347 رقم 46، والمستدرك على الصحيحين 3/ 3/ 547- 556، وطبقات الفقهاء 50، والمرصّع 42 و 43 و 268 و 289 و 296 و 335، ولباب الآداب 87 و 88 و 126 و 186- 189 و 347، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251- 268، وجامع الأصول 9/ 65، والحلّة السيراء 1/ 24، ووفيات الأعيان 3/ 71، وتهذيب الكمال 14/ 508- 511 رقم 3269، والكاشف 2/ 77 رقم 2741، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 73، وتلخيص المستدرك 3/ 547- 556، وتحفة الأشراف 4/ 320- 333 رقم 292، والوافي بالوفيات 17/ 172- 178 رقم 159، ورياض النفوس للمالكي 1/ 42، 43 رقم 3، وصفة الصفوة 1/ 322- 325، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 112- 116، والبداية والنهاية 8/ 332- 345، وغاية النهاية 1/ 419، والذهب المسبوك 25، 26، والإصابة 2/ 309- 311 رقم 4682، وتهذيب التهذيب 5/ 213- 215 رقم 371، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 304، والنكت الظراف 4/ 325- 333، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 211- 214، وفوات الوفيات 2/ 171- 175 رقم 219، وخلاصة تذهيب التهذيب 197، وشذرات الذهب 1/ 42 و 44 و 62 و 73 و 79 و 80، والعقد الثمين 5/ 141، ومرآة الجنان 1/ 148- 151، والنهاية الأرب 21/ 80 و 133، والتذكرة الحمدونية 1/ 211 و 408 و 451 و 2/ انظر فهرس الأعلام- ص 506، والفاخر 104 و 160 و 310، ومجالس ثعلب 8 و 32 و 531، والبدء والتاريخ 6/ 18.

[1]

تاريخ دمشق 374.

ص: 436

رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَهُ ثَمَانِ سِنِينَ وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ [1] .

رَوَى شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ قَالَ: خَرَجَتْ أَسْمَاءُ حِينَ هَاجَرَتْ حُبْلَى، فَنَفِسَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بِقُبَاءٍ، قَالَتْ: أَسْمَاءُ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ سَبْعِ سِنِينَ لِيُبَايِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ بِذَلِكَ الزُّبَيْرِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُ مُقْبِلا، ثُمَّ بَايَعَهُ [2] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الأسود يتيم عروة قال:

لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ أَقَامُوا لا يُولَدُ لَهُمْ، فَقَالُوا سَحَرَتْنَا يَهُودٌ، حَتَّى كَثُرَتْ فِي ذَلِكَ الْقَالَةُ، فَكَانَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً وَاحِدَةً حَتَّى ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ فَأَذَّنَ فِي أُذُنَيْهِ بِالصَّلاةِ [3] .

وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَارِضَا ابْنِ الزُّبَيْرِ خَفِيفَيْنِ، فَمَا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةٍ [4] .

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:«يَا عَبْدَ اللَّهِ اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ» ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ:«مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ؟» ، قَالَ: عَمَدْتُ إِلَى أخْفَى مَوْضِعٍ علمت فجعلته فيه، قال:«لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ» ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:

«وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ» [5] . قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثْتُ بِهِ أبا عاصم فقال: كانوا يرون أنّ

[1] تاريخ دمشق 383.

[2]

تاريخ دمشق 390.

[3]

تاريخ دمشق 392، 393.

[4]

تاريخ دمشق 397.

[5]

تاريخ دمشق 401.

ص: 437

الْقِوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ [1] .

وَرَوَاهُ تَمْتَامٌ، عَنْ مُوسَى.

وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ يُوسُفَ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَالْحَارِثِ قَالَ: طَالَمَا حَرِصَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الإِمَارَةِ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:

أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِلِصٍّ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ سَرَقَ، قَالَ:«اقْطَعُوهُ» ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ فِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ سَرَقَ، وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا إِلا مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أَمَرَ بِقَتْلِكَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةً مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمِّرُونِي عَلَيْكُمْ، فَأَمَّرْنَاهُ عَلَيْنَا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَقَتَلْنَاهُ [2] .

وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ نَوْفًا قَالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَارِسَ الْخُلَفَاءِ [3] .

وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَابْنِ حواريّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَيَأْمُرُ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ [4] .

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: ذُكِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، عَفِيفٌ فِي الإِسْلامِ، أَبُوهُ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّتُهُ خَدِيجَةُ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ، وَاللَّهِ لَأُحَاسِبَنَّ لَهُ نَفْسِي مُحَاسَبَةً لَمْ أُحَاسِبْ بِهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [5] .

وَقَالَ عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ مُصَلِّيًا أحسن صلاة مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ [6] .

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ كَأَنَّهُ عُودٌ، وحدّث أنّ

[1] تاريخ دمشق 401.

[2]

تاريخ دمشق 402.

[3]

تاريخ دمشق 404.

[4]

تاريخ دمشق 404.

[5]

تاريخ دمشق 404 وفيه «لم أحاسبها» .

[6]

تاريخ دمشق 408.

ص: 438

أَبَا بَكْرٍ كَانَ كَذَلِكَ [1] .

وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كُنْتُ أَمُرُّ بِابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ مَنْصُوبَةٌ لا يَتَحَرَّكُ [2] .

وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنِ الثِّقَةِ بِسَنَدِهِ قَالَ: قَسَّمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدَّهْرَ عَلَى ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلَيْلَةٌ هُوَ قَائِمٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ رَاكِعٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ سَاجِدٌ حَتَّى الصَّبَاحِ [3] .

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ [4] الْمَكِّيِّ قَالَ: رَكَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمًا رَكْعَةً، فَقَرَأْنَا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ وَالْمَائِدَةَ، وَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ [5] .

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ، وَحَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ يُصِيبُ طَرَفَ ثَوْبِهِ، فَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ [6] .

وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي كَأَنَّهُ غُصْنٌ تُصَفِّقُهَا الرِّيحُ، وَالْمَنْجَنِيقُ يَقَعُ هَا هُنَا، وَيَقَعُ هَا هُنَا [7] .

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ [8] .

قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَيْتَهُ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي، فَسَقَطَتْ حَيَّةٌ عَلَى ابْنِهِ هَاشِمٍ، فَصَاحُوا: الْحَيَّةَ الْحَيَّةَ، ثُمَّ رَمَوْهَا، فَمَا قَطَعَ صلاته [9] .

[1] تاريخ دمشق 408.

[2]

تاريخ دمشق 408 وفيه «لا تتحرك» .

[3]

تاريخ دمشق 409.

[4]

بفتح النون المشدّدة، كما في الخلاصة.

[5]

تاريخ دمشق 409.

[6]

تاريخ دمشق 410.

[7]

تاريخ دمشق 410.

[8]

تاريخ دمشق 412.

[9]

تاريخ دمشق 413.

ص: 439

وعن أمّ جعفر بنت النّعمان أنّها سَلَّمَتْ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوَّامَ اللَّيْلِ صَوَّامَ النَّهَارِ، وَكَانَ يُسَمَّى حَمَامَةَ الْمَسْجِدِ [1] .

وَقَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُوَاصِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا أَفْطَرَ اسْتَعَانَ بِالسَّمْنِ حَتَّى يَلِينَ بِالسَّمْنِ [2] .

وَرَوَى لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا كَانَ بَابٌ فِي الْعِبَادَةِ يَعْجَزُ النَّاسُ عَنْهُ إِلا تَكَلَّفَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَقَدْ جَاءَ سَيْلٌ طَبَّقَ الْبَيْتَ فَجَعَلَ يَطُوفُ سِبَاحَةً [3] .

وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لا يُنَازَعُ فِي شَجَاعَةٍ وَلا عِبَادَةٍ وَلا بَلاغَةٍ [4] .

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ، وسعيد بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوا الْقُرْآنَ فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فِي شَيْءٍ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ [5] .

وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رِدَاءً عَدَنيًّا يُصَلِّي فِيهِ، وَكَانَ صَيِّتًا، إِذَا خَطَبَ تَجَاوَبَ الْجَبَلانِ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْعُنُقِ وَلِحْيَةٌ صَفْرَاءُ [6] .

وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا أَبِي وَالزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبٍ قالا: قال ابن الزبير: هجم علينا جرجير فِي عَسْكَرِنَا فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، فَأَحَاطُوا بِنَا وَنَحْنُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، يَعْنِي فِي غَزْوَةِ إِفْرِيقِيَّةَ، قَالَ: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَرَأَيْتُ غِرَّةً مِنْ جرجير بصرت به خلف

[1] تاريخ دمشق 413.

[2]

تاريخ دمشق 415.

[3]

تاريخ دمشق 417.

[4]

تاريخ دمشق 418.

[5]

تاريخ دمشق 418.

[6]

تاريخ دمشق 418.

ص: 440

عَسَاكِرِهِ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ، مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظِلانِ عَلَيْهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيسِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَيْشِهِ أَرْضٌ بَيْضَاءُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، فَنَدَبَ لِي النَّاسَ، فَاخْتَرْتُ [1] ثَلاثِينَ فَارِسًا، وَقُلْتُ لِسَائِرِهِمْ: الْبِثُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ، وَحَمَلْتُ وَقُلْتُ لِلثَّلاثِينَ: احْمُوا لِي ظَهْرِي، فَخَرَقْتُ الصَّفَّ إِلَيْهِ، فَخَرَجْتُ صَامِدًا، وَمَا يحسب هو ولا أصحابه إلا أني رسول إِلَيْهِ، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ، فَعَرَفَ الشَّرَّ، فَتَبَادَرَ برذونه مولّيا، فأدركته فطعنته، فسقط، ثمّ احتززت رَأْسَهُ، فَنَصَبْتُهُ عَلَى رُمْحِي، وَكَبَّرْتُ، وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَأَرْفَضَّ الْعَدُوُّ وَمَنَحَ اللَّهُ أَكْتَافَهُمْ [2] .

وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أُخِذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ وَسَطَ الْقَتْلَى يَوْمَ الْجَمَلِ، وَبِهِ بِضْعٌ وَأَرْبَعُونَ ضَرْبَةً وَطَعْنَةً [3] .

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: أَعْطَتْ عَائِشَةُ لِلَّذِي بَشَّرَهَا أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يُقْتَلْ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ [4] .

وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ [5] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَابْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ فِي رَبِيعِ الآخَرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ قَامَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، وَدَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةَ إِلَى الْبَيْعَةَ فَأبَيَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ لَهُ، فَبَقِيَ يُدَارِيهِمَا سِنِينَ، ثُمَّ أَغْلَظَ عَلَيْهِمَا وَدَعَاهُمَا فَأَبَيَا [6] .

قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ: كَانَ يُقَالُ لابْنِ الزُّبَيْرِ عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ.

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر، عن

[1] في الأصل «فأخبرت» .

[2]

نسب قريش 238، وتاريخ دمشق 420، 421، والعقد الثمين 5/ 155.

[3]

تاريخ دمشق 427.

[4]

تاريخ دمشق 428.

[5]

تاريخ دمشق 429.

[6]

تاريخ دمشق 445.

ص: 441

عمته أم بكر، وحدثني شرحبيل بن أبي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُمْ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالُوا: لَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ:

فَخَرَجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَلَزِمَ الْحِجْرَ وَلَبِسَ الْمَغَافِرَ [1] ، وَجَعَلَ يُحَرِّضُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَمَشَى إِلَى يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ الْجُمَحِيِّ وَإِلَى مَكَّةَ، فَبَايَعَهُ لِيَزِيدَ، فَقَالَ: لا أَقْبَلُ هَذَا حَتَّى يُؤْتِيَ بِهِ فِي جَامِعَةٍ وَوِثَاقٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ادْفَعِ الشَّرَّ عَنْكَ مَا انْدَفَعَ، فَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ لَجُوجٌ وَلا يُطِيعُ لِهَذَا أَبَدًا، وَإِنْ تُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ فَهُوَ خَيْرٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ فِي أَمْرِكَ لَعَجَبًا، قَالَ: فَادْعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَسَلْهُ عَمَّا أَقُولُ، فَدَعَاهُ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَصَابَ أَبُو لَيْلَى وَوُفِّقَ، فَأَبى أَنْ يَقْبَلَ، وَامْتَنَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يَذِلَّ نَفْسَهُ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي عَائِذٌ ببيتك، فمن يومئذ سُمِّيَ الْعَائِذَ.

وَأَقَامَ بِمَكَّةَ لا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ، فَكَتَبَ يَزِيدُ إِلَى وَالِي الْمَدِينَةِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَيْهِ جُنْدًا، فَبَعَثَ لِقِتَالِهِ أَخَاهُ عَمْرًا فِي أَلْفٍ، فَظَفِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِأَخِيهِ وَعَاقَبَهُ، وَنحَّى ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ عَنِ الصَّلاةِ بِمَكَّةَ، وَجَعَلَ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَكَانَ لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ يُشَاوِرُهُمْ فِي الأُمُورِ وَلا يَسْتَبِدُّ بِشَيْءٍ، وَيُصَلِّي بِهِمُ الْجُمُعَةَ، وَيَحُجُّ بِهِمْ، وَكَانَتِ الْخَوَارِجُ وَأَهْلُ الأَهْوَاءِ كُلُّهُمْ قَدْ أَتَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَالُوا:

عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ، وَكَانَ شِعَارُهُ لَا حُكْمَ إِلَّا للَّه. فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ، وَحَجَّ عَشْرَ سِنِينَ بِالنَّاسِ آخِرُهَا سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ فَبَايَعُوهُ، وَفَارَقَتْهُ الْخَوَارِجُ، فَوَلَّى عَلَى الْمَدِينَةِ أَخَاهُ مُصْعَبًا، وَعَلَى الْبَصْرَةِ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَلَى الْكُوفَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ، وَعَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ الْفِهْرِيَّ، وَعَلَى الْيَمَنِ آخَرَ، وَعَلَى خُرَاسَانَ آخَرَ، وَأَمَّرَ عَلَى الشَّامِ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، فَبَايَعَ لَهُ عَامَّةُ الشَّامِ، وأطاعه النّاس، إلّا

[1] كذا في الأصل بالغين المعجمة، والمغفر هو خوذة يضعها المقاتل على رأسه في القتال.

وفي تاريخ دمشق «ولبس المعافري» بالعين المهملة، وياء النسبة.

ص: 442

طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مَعَ مَرْوَانَ [1] .

قُلْتُ: ثُمَّ قَوِيَ أَمْرُ مَرْوَانَ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ، وَبَايَعَهُ [2] أَهْلُ الشَّامِ، وَسَارَ فِي جُيُوشِهِ إِلَى مِصْرَ فَأَخَذَهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ. وَعَاجَلَتْهُ الْمَنِيَّةُ، فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَخَذَ الْبِلادَ، وَدَانَتْ لَهُ الْعِبَادُ.

وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ يَزِيدَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكِ بِسِلْسِلَةٍ فِضَّةٍ، وَقَيْدٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَامِعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَلَفْتُ لَتَأْتِيَنِّي فِي ذَلِكَ، قَالَ فَأَلْقَى الْكِتَابَ وَقَالَ:

وَلا أَلِينُ لِغَيْرِ الْحَقِّ أَسْأَلُهُ

حَتَّى يَلِينَ لِضِرْسِ الْمَاضِغِ الْحَجَرِ [3]

قَالَ خَلِيفَةُ [4] : ثُمَّ حَضَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَوْسِمَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ، وَلَمْ يَقِفُوا الْمَوْقِفَ، وَحَجَّ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بِأَهْلِ الشَّامِ، وَلَمْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ.

وَرَوَى الدراوَرْديّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَإِنْ كَانَ ليُطَيِّبُهَا حَتَّى يَجِدَ رِيحَهَا مَنْ دَخَلَ الْحَرَمِ [5] .

زَادَ غَيْرُهُ: كَانَتْ كِسْوَتُهَا الأَنْطَاعَ [6] .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَجَبِيُّ [7] : إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَمَّا جَرَّدَ الْكَعْبَةَ كَانَ فِيمَا نُزِعَ عَنْهَا كِسْوَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ، مَكْتُوبٌ عليها لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين [8] .

[1] الخبر بطوله في تاريخ دمشق 448- 451.

[2]

في الأصل «وبايعوه» .

[3]

تاريخ دمشق 451.

[4]

في التاريخ 268 بغير هذه العبارة، والخبر بنصّه كما هنا في تاريخ دمشق 455 عن خليفة.

[5]

تاريخ دمشق 456.

[6]

تاريخ دمشق 456.

[7]

في الأصل «الحجي» .

[8]

تاريخ دمشق 456، العقد الثمين 5/ 174.

ص: 443

وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ لابْنِ الزُّبَيْرِ مِائَةُ غُلامٍ، يَتَكَلَّمُ كُلُّ غُلامٍ مِنْهُمْ بِلُغَةٍ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَلِّمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِلُغَتِهِ، وَكُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا قُلْتَ هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ طَرْفَةَ عَيْنِ، وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ قُلْتَ هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا طَرْفَةَ عَيْنٍ [1] .

وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى [2] قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمِسْكِ مَا لَوْ كَانَ لِي كَانَ رَأْسَ مَالٍ [3] .

قُلْتُ: وَكَانَ فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ بُخْلٌ ظَاهِرٌ، مَعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الشَّجَاعَةِ.

قَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُعَاتِبُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي الْبُخْلِ وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَبِيتُ وَجَارُهُ جَائِعٌ» [4] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ [5]، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُكْثِرُ أَنْ يُعَنِّفَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِالْبُخْلِ، فَقَالَ: لِمَ تُعَيِّرُنِي؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَشْبَعُ وَجَارُهُ وَابْنُ عَمِّهِ جَائِعٌ [6) » ] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ حَيْثُ حُصِرَ: إِنَّ عِنْدِي نَجَائِبَ قَدْ أَعْدَدْتُهَا لَكَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُحَوِّلَ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيَكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَكَ؟ قَالَ: لا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«يُلْحَدُ بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، عَلَيْهِ مِثْلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [7] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبان، عن القمّي.

[1] انظر حلية الأولياء 1/ 334، تاريخ دمشق 457.

[2]

هو مسلم بن صبيح القرشي الكوفي، مولى آل سعيد بن العاص.

[3]

تاريخ دمشق 457.

[4]

الحديث في تاريخ دمشق 458، ويقوّيه حديث «لا يشبع الرجل دون جاره» في مسند أحمد 1/ 55.

[5]

مهملة في الأصل.

[6]

تاريخ دمشق 460.

[7]

ج 1/ 64.

ص: 444

وَقَالَ عَبَّاسُ التَّرَقُفِيُّ» [1] : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يلحد بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهُ عَبْدُ الله، عليه نصف عذاب العالم» ، فو الله لا أَكُونُهُ، فَتَحَوَّلَ مِنْهَا، فَسَكَنَ الطَّائِفَ [2] . قُلْتُ: مُحَمَّدُ هُوَ الْمِصِّيصِيُّ، ضَعِيفٌ، احْتَجَّ بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.

وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ إِيَّاكَ وَالإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«يُلْحِدُ بِهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا» ، قَالَ: فَانْظُرْ أن لا تكونه يا بن عَمْرٍو، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا [3] .

وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْخَصِيبِ نَافِعٌ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَرَ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ يَهْوِي حَتَّى أَقُولُ: لَقَدْ كَادَ أَنْ يَأْخُذَ لِحْيَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ أُبَالِيَ إِذَا وَجَدْتُ ثَلاثَمِائَةٍ يَصْبِرُونَ صَبْرِي لَوْ أَجْلَبَ عَلَيَّ أَهْلُ الأَرْضِ [4] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجُهَيْمِ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ وَقَدْ خَذَلَهُ مَنْ كَانَ مَعَهُ خِذْلانًا شَدِيدًا، وَجَعَلُوا يَخْرُجُونَ إِلَى الْحَجَّاجِ، وَجَعَلَ الْحَجَّاجُ يَصِيحُ: أَيُّهَا النَّاسُ عَلامَ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ، مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ لَكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ، وَفِي حَرَمِ اللَّهِ وأمنه، وربّ هذه النيّة لا أَغْدُرُ بِكُمْ، وَلا لَنَا حَاجَةٌ فِي دمائكم، فيسلك إليه نحو من

[1] مهملة في الأصل، والتصويب من (اللباب في الأنساب لابن الأثير، ج 1 ص 173) ومعجم البلدان وغيرهما. وهي بضم التاء وسكون الراء وضم القاف.

[2]

تاريخ دمشق 462.

[3]

انظر مسند أحمد 1/ 67، وهو في تاريخ دمشق 463.

[4]

تاريخ دمشق 468.

ص: 445

عَشَرَةِ آلافٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ [1] .

وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَضَرْتُ قَتْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، جَعَلَتِ الْجُيُوشُ تَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ بَابٍ حَمَلَ عَلَيْهِمْ وَحْدَهُ حَتَّى يُخْرِجُهُمْ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ إِذَا جَاءَتْ شُرْفَةٌ مِنْ شُرُفَاتِ الْمَسْجِدِ فَوَقَعَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَصَرَعَتْهُ، وَهُوَ يَتَمَثَّلُ:

أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لا تَبْكِينِي

لَمْ يَبْقَ إِلا حَسَبِي وَدِينِي

وَصَارِمٌ لاثَتْ بِهِ يَمِينِي [2]

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا أَرَانِي الْيَوْمَ إِلا مَقْتُولا، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي كَأَنَّ السَّمَاءَ فُرِجَتْ لِي فَدَخَلْتُهَا، فَقَدْ وَاللَّهِ مَلَلْتُ الْحَيَاةَ وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ يَوْمَئِذٍ مُتَمَكِّنًا (ن وَالْقَلَمِ) حَرْفًا حَرْفًا، وَإِنَّ سَيْفَهُ لَمَسْلُولٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَإِنَّهُ لَيُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ ذَلِكَ [3] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ التَّكْبِيرَ فِيمَا بَيْنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْحَجُونِ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ. ابْنُ عُمَرَ:

لَمَنْ كَانَ كَبَّرَ حِينَ وُلِدَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَكْثَرُ [4] وَخَيْرٌ مِمَّنْ كَبَّرَ عَلَى قَتْلِهِ [5] .

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: مَا شَيْءٌ كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ كَعْبُ إِلا قَدْ أَتَى عَلَى مَا قَالَ، إِلا قَوْلَهُ: ثَقِيفٌ يَقْتُلُنِي، وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيَّ، يَعْنِي الْمُخْتَارَ.

وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زياد الجصّاص [6] ، عن

[1] تاريخ دمشق 468، 469.

[2]

حلية الأولياء 1/ 333، تاريخ دمشق 469 وفيهما «لانت» بالنون، والبداية والنهاية 8/ 343.

[3]

تاريخ دمشق 469، 470.

[4]

في تاريخ دمشق «أكبر» .

[5]

تاريخ دمشق 472.

[6]

مهمل في الأصل.

ص: 446

عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِغُلامِهِ: لا تَمُرَّ بِي عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، يَعْنِي وَهُوَ مَصْلُوبٌ [1] . قَالَ: فَغَفَلَ الْغُلامُ فَمَرَّ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَآهُ، فَقَالَ: رحِمَكَ اللَّهُ، مَا عَلِمْتُكَ إِلا صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولا لِلرَّحِمِ، أَمَّا وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو مَعَ مَسَاوِئِ مَا قَدْ عَمِلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ أَنْ لا يُعَذِّبَكَ اللَّهُ. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «من يعمل سواء يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا» [2] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ «الْخُلَفَاءِ» : وَصُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مُنَكَّسًا، وَكَانَ آدَمَ نَحِيفًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، يُكَنَّى: أَبَا بَكْرٍ، وَأَبَا خُبَيْبٍ، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ عَلَى الْحِجَازِ وَالْمَشْرِقِ كُلِّهِ [3] .

وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ غَسَّلَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ بَعْد مَا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، وَجَاءَ الإِذْنُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا، وَحَنَّطَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ، وَجَعَلَتْ فِيهِ شَيْئًا حِينَ رَأَتْهُ يَتَفَسَّخُ إِذَا مَسَّتْهُ [4] .

قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَمَلَتْهُ فَدَفَنَتْهُ فِي الْمَدِينَةِ فِي دَارِ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، ثُمَّ زِيدَتْ دَارَ صَفِيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَهُوَ مَدْفُونٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رضي الله عنهما [5] .

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ: قُتِلَ فِي جُمَادِي الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.

وَقَالَ ضَمْرَةُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قُتِلَ سَنَةَ اثنتين وسبعين.

والصحيح ما تقدّم.

[1] في الأصل «مسلوب» .

[2]

أخرج نحوه مسلم (2545) ، واختصره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 12، وهو في تفسير ابن كثير 1/ 557، وتاريخ دمشق 486.

[3]

تاريخ دمشق 492.

[4]

تاريخ دمشق 502.

[5]

تاريخ دمشق 502.

ص: 447

192-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُرَيْرٍ [1] الْغَافِقِيُّ [2] الْمِصْرِيُّ، مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَمُحِبِّيهِ.

وَفَدَ عَلَى عَلِيٍّ مِنْ مِصْرَ.

يَرْوِي عَنْهُ: مَرْثَدُ الْيَزَنِيُّ، وَعَيّاشُ الْقِتْبَانِيُّ [3] ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيرةَ السَّبَائِيُّ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ.

193-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ [4] بْنِ خَيْثَمَةَ [5] الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ الْجَابِيَةَ وَخَيبرَ، فَشَهِدَهَا وَلَهُ فِيمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً.

وَتُوُفِّيَ بَعْدَ مَقْتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ. وَاسْتُشْهِدَ أَبُوهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَجَدُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ.

وَقَدْ تَفَرّدَ رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، وَكُلُّ مِنْهُمَا ثِقَةٌ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ [6] : أَشَهِدْتَ بَدْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْعَقَبةَ مَعَ أَبِي رديفا. رواه عاصم، وأبو داود، وأبو أحمد الزّبيريّ، عن رباح.

[1] انظر عن (عبد الله بن زرير) في:

طبقات ابن سعد 7/ 510، وطبقات خليفة 293، والعلل لأحمد 1/ 411، وتاريخ الثقات 257 رقم 811، والثقات لابن حبّان 5/ 24، والجرح والتعديل 5/ 62 رقم 281، والتاريخ الكبير 5/ 95 رقم 267، والإكمال لابن ماكولا 4/ 185، وتهذيب الكمال 14/ 517، 518 رقم 3272، والعبر 1/ 93، والكاشف 2/ 77، 78 رقم 2751، وتهذيب التهذيب 5/ 216، 217 رقم 374، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 307، وخلاصة تذهيب التهذيب 197.

[2]

في الأصل «الخافقي» .

[3]

بكسر القاف وسكون التاء، نسبة إلى بطن من رعين نزلوا مصر.. (اللباب 2/ 242) .

[4]

انظر عن (عبد الله بن سعد) في:

طبقات ابن سعد 7/ 501، والأخبار الموفقيات 117، والمحبّر 3، ومسند أحمد 4/ 342 و 5/ 293، وطبقات خليفة 83، وتاريخ خليفة 271، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 161 رقم 921، والتاريخ الكبير 5/ 13 رقم 22، والاستيعاب 2/ 374، 375، وأسد الغابة 3/ 172، 173، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 269 رقم 301، والوافي بالوفيات 17/ 194 رقم 177، والعقد الفريد 4/ 378، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 123، والإصابة 2/ 316 رقم 4709، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 314.

[5]

مهملة في الأصل.

[6]

محرفة ومهملة في الأصل.

ص: 448

194-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ [1]- 4- عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، وَجَمَاعَةٍ.

وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ.

وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] .

وَقَالَ الْبُخَارِيّ [3] : لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ.

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: كَانَ قَدْ كَبِرَ، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا فَنَعْرِفُ وَنُنْكِرُ.

وَيُقَالُ: لَقِيَ عُمَرَ.

195-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ [4] أَبُو الجزل.

روى: عن: عمر، وعائشة.

[1] انظر عن (عبد الله بن سلمة) في:

مصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 311، 312، والعلل لأحمد 1/ 90 و 91 و 167 و 270 و 373 و 381، وطبقات خليفة 147، والتاريخ الصغير 1/ 210 و 212، والتاريخ الكبير 5/ 99 رقم 285، وتاريخ الثقات للعجلي 258 رقم 819، والثقات لابن حبّان 5/ 12، والمعرفة والتاريخ 2/ 658 و 861، وتاريخ واسط 120، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 347، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 20، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 260 261 رقم 813، وسنن الدارقطنيّ 2/ 121، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 113 رقم 313، والجرح والتعديل 5/ 73 رقم 345، والعقد الفريد 4/ 327 و 341، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1486، 1487، وتاريخ بغداد 9/ 460 رقم 5091، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 330- 332، والإكمال لابن ماكولا 4/ 336، وتهذيب الكمال 15/ 50- 55 رقم 3313، والكاشف 2/ 83 رقم 2789، وميزان الاعتدال 2/ 430، 431 رقم 4360، والوافي بالوفيات 17/ 200 رقم 185، وتهذيب التهذيب 5/ 241- 243 رقم 420، وتقريب التهذيب 1/ 420 رقم 352، وخلاصة تذهيب التهذيب 200.

[2]

في تاريخه 258 رقم 819.

[3]

في تاريخه 5/ 99 رقم 285.

[4]

انظر عن (عبد الله بن شهاب) في:

طبقات ابن سعد 6/ 153، والتاريخ الكبير 5/ 116 رقم 344، و 9/ 85 رقم 848، والمعارف 472، وأنساب الأشراف 5/ 172، والجرح والتعديل 5/ 82 رقم 378، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والتبيين في أنساب القرشيين 267، وتهذيب الكمال 15/ 93، 94 رقم 3334، والكاشف 2/ 86 رقم 2808، وتهذيب التهذيب 5/ 254، 255 رقم 446، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 379، وخلاصة تذهيب التهذيب 201.

ص: 449

وعنه: الشعبي، وخيثمة [1] بن عبد الرحمن، وشبيب بن غرقدة.

ذكره ابن أبي حاتم [2] .

196-

عبد الله بن الصّامت [3]- م 4- الغفاريّ البصريّ، مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِينَ.

رَوَى عَنْ: عَمِّهِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَجَمَاعَةٍ.

وَقَدْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، فَسَيُعَادُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

197-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [4] م ن ق ابْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبٍ، أَبُو صفوان الجمحيّ المكّيّ.

[1] مهملة في الأصل.

[2]

في الجرح والتعديل 5/ 82 رقم 378.

[3]

انظر عن (عبد الله بن الصامت) في:

طبقات ابن سعد 7/ 212، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وطبقات خليفة 191، وتاريخ خليفة 286، والتاريخ الكبير 5/ 118 رقم 352، والتاريخ الصغير 1/ 137، والأخبار الطوال 18، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 826، والمعارف 253، وعيون الأخبار 3/ 158، والجرح والتعديل 5/ 84 رقم 388، والثقات لابن حبّان 5/ 30، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، وتهذيب الكمال 15/ 120، 121 رقم 3339، والكاشف 2/ 87 رقم 2813، والمغني في الضعفاء 1/ 343 رقم 3219، وميزان الاعتدال 2/ 447 رقم 4386، وتهذيب التهذيب 5/ 264 رقم 451، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 384، وخلاصة تذهيب التهذيب 201.

[4]

انظر عن (عبد الله بن صفوان) في:

طبقات ابن سعد 5/ 465، والأخبار الموفقيات 623، ونسب قريش 356، والسير والمغازي لابن إسحاق 104، والمغازي للواقدي 202، والمحبّر 142 و 400 و 410، وتاريخ خليفة 214 و 215 و 269 و 270، وطبقات خليفة 235 و 280، والعلل لأحمد 77، والتاريخ الكبير 5/ 118- 120 رقم 353، والتاريخ الصغير 1/ 142 و 143 و 153 و 162 و 163، والمعرفة والتاريخ 1/ 533 و 553 و 2/ 210، وتاريخ اليعقوبي 2/ 389، وأنساب الأشراف 1/ 56 و 4 ق 1/ 19 و 88 و 159 و 293 و 313 و 314 و 339 و 344 و 350 و 351 و 5/ 140 و 372 و 373 و 377، وفتوح البلدان 58، والجرح والتعديل 5/ 84 رقم 389، والثقات لابن حبان 3/ 231 و 5/ 33، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والاستيعاب 2/ 333، 334، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 599، والعقد الفريد 4/ 5 و 22 و 45 و 435- 439، والتبيين في أنساب القرشيين 1/ 133 و 338 و 406 و 407، وأسد الغابة 3/ 185، والكامل في التاريخ 2/ 149 و 4/ 19 و 355 و 357 و 6/ 41 و 48، وتاريخ الطبري 2/ 287 و 399 و 501 و 3/ 268 و 4/ 454 و 5/ 344 و 345 و 577 و 6/ 150

ص: 450

وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَفْصَةَ، وَصَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيدٍ، وَغَيْرِهِمْ.

رَوَى عَنْهُ: حَفِيدُهُ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَالزُّهْرِيُّ.

وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِهِمْ، وَلَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ.

قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جَعْدَبَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ مَكَّةَ لَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ عَلَى بَعِيرٍ، فَسَايَرَهُ، فَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ: مِنَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي سَايَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ إِذَا الْجَبَلُ أَبْيَضُ مِنْ غَنَمٍ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ أَلْفَا شَاةٍ أَجْزَرْتُكَهَا [1] ، فَقَسَّمَهَا مُعَاوِيَةُ فِي جُنْدِهِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا أَسْخَى مِنَ ابْنِ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الأَعْرَابِيِّ [2] .

وَرَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: مَا بَلَغَ ابْنُ صَفْوَانَ مَا بَلَغَ؟ قُلْتُ: سَأُخْبِرُكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عَبْدًا وَقَفَ عَلَيْهِ يَسُبُّهُ مَا اسْتَنْكَفَ عَنْهُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَأْتِيهِ أَحَدٌ قَطُّ إِلا كَانَ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ تَسَرُّعًا إِلَيْهِ بِالرِّجَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْ بِمَفَازَةٍ إِلا حَفَرَهَا، وَلا ثَنِيَّةٍ إِلا سَهَّلَهَا [3] .

وَعَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ وَصَفَ ابْنَ صَفْوَانَ بِالْحِلْمِ وَالاحْتِمَالِ.

وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ قال:

[ () ] و 190 و 192، وتهذيب الكمال 15/ 125- 127 رقم 3343، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3360، وسير أعلام النبلاء 4/ 150، 151 رقم 52، والعبر 1/ 82، والكاشف 2/ 87 رقم 2817، وجامع التحصيل رقم 372، والوافي بالوفيات 17/ 215 رقم 202، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية، 338) ورقة 134 ب، والبداية والنهاية 1/ 345، ومرآة الجنان 1/ 151، وتهذيب التهذيب 5/ 265، 266 رقم 455، وتقريب التهذيب 1/ 423، 424 رقم 388، والإصابة 3/ 60 رقم 6177، والعقد الثمين 5/ 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، وشذرات الذهب 1/ 80.

[1]

في تهذيب الكمال «أحزرتكها» بالحاء المهملة.

[2]

تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ورقة 135 أ، وتهذيب الكمال 15/ 126.

[3]

تاريخ دمشق 135 أ.

ص: 451

وَفَدَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدُيُّ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَطَالَ الْخِلْوَةَ مَعَهُ، فَجَاءَ ابْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ شَغَلَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُهَلَّبَ، فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: من هذا الّذي يَسْأَلُ عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ. قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [1] .

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: رَأَيْتُ رَأْسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أُتِيَ بِهَا إِلَيْنَا الْمَدِينَةُ.

رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى [2] .

وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : قُتِلَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثلاث وسبعين.

198-

عبد الله بن عتبة [4]- غير: ت- بن مسعود الهذليّ المدني.

[1] تاريخ دمشق 135 ب.

[2]

تاريخ دمشق 135 ب.

[3]

في التاريخ 289، وفي الطبقات 235 و 280.

[4]

انظر عن (عبد الله بن عتبة) في:

طبقات ابن سعد 5/ 58 و 6/ 120، والمحبر 378، وطبقات خليفة 141 و 143 و 236، وتاريخ خليفة 269 و 273، والعلل لأحمد 2/ 6 و 8، 287، والتاريخ الكبير 5/ 157 رقم 485، والتاريخ الصغير 1/ 68 و 212 و 213، وتاريخ الثقات للعجلي 268 رقم 849، والثقات لابن حبّان 5/ 17، ومشاهير علماء الأمصار رقم 765، والمعرفة والتاريخ 2/ 618، والمعارف 250 و 445، والبيان والتبيين 3/ 146، وأنساب الأشراف 5/ 229، والجرح والتعديل 5/ 124 رقم 569، والسابق واللاحق 117، والاستيعاب 2/ 366، ومروج الذهب 1578 و 2129، والعقد الفريد 5/ 167 و 168، والبدء والتاريخ 6/ 39، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 256، والكامل في التاريخ 4/ 228 و 279 و 296 و 373، وأسد الغابة 3/ 202، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 278 رقم 319، وتهذيب الكمال 15/ 269- 271 رقم 3412، وتحفة الأشراف 5/ 282، 283 رقم 305، والعبر 1/ 85 و 116، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3405، والكاشف 2/ 96 رقم 2876، وجامع التحصيل، رقم 382، ومرآة الجنان 1/ 156، والوافي بالوفيات 17/ 305 رقم 263، وتهذيب التهذيب 5/ 311، 312 رقم 531، وتقريب التهذيب 1/ 432 رقم 460، والإصابة 2/ 340 رقم 4813، وخلاصة تذهيب التهذيب 206، وشذرات الذهب 1/ 86، والتذكرة الحمدونية 1/ 179.

ص: 452

رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ.

وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْفَقِيهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَوْنُ الزَّاهِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً، رَفِيعًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْفُتْيَا.

تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.

199-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن الخطّاب [2] ع أبو عبد الرحمن القرشيّ العدويّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وابن وزيره.

[1] في الطبقات 6/ 120.

[2]

انظر عن (عبد الله بن عمر) في: سيرة ابن هشام 4/ 6 و 55 و 56 و 129 و 246 و 277، والسير والمغازي لابن إسحاق 97 و 184 و 219 و 220 و 257 و 291 و 296، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197، 1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 142- 188، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15707 و 157112 و 15720، والتاريخ لابن معين 2/ 321، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 560، وطبقات خليفة 22 و 190، ومسند أحمد 2/ 2، والعلل له (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197، 1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 142- 188، والعلل لابن المديني 47 و 63 و 65 و 66 و 67 و 74 و 75 و 76 و 90، والتاريخ الكبير 5/ 2، 3 رقم 4، والتاريخ الصغير 1/ 154 و 155 و 157، وتاريخ الثقات للعجلي 269 رقم 855، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 645، 646، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 922، ومقدّمة مسند بقيّ ابن مخلد 79 رقم 2، والزهد لابن المبارك 5 و 47 و 54 و 62 و 144 و 255 و 423 و 520 و 543، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 660 و 4 ق 1 (الفهرس) 652 و 5 (الفهرس) 405، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 161، والشعر والشعراء 2/ 458، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، وفتوح البلدان 267، وتاريخ واسط 77 و 136 و 180 و 183 و 222 و 223 و 226 و 261 و 282، والجرح والتعديل 5/ 107

ص: 453

هَاجَرَ بِهِ أَبُوهُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ، وَاسْتُصْغِرَ عن أحد، وشهد الخندق وما

[ () ] رقم 492، والثقات لابن حبّان 3/ 209، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 55، والمعارف (انظر فهرس الأعلام) 743، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 312، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 312، والمثلّث للبطليوسي 2/ 228، ومروج الذهب 1707- 1709، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 9 و 31 و 34 و 35 و 41 و 50 و 254 و 305، والمعجم الكبير للطبراني 12/ 257- 457، والولاة والقضاة للكندي 407، وجمهرة أنساب العرب 152 و 157 و 268 و 341، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 127، والأمالي للقالي 2/ 55 و 3/ 112 و 175 و 176 والذيل 27، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 532، وثمار القلوب 218، 219، وتاريخ بغداد 1/ 171- 173 رقم 13، والاستيعاب 2/ 341- 346، والوزراء والكتّاب 254، والبدء والتاريخ 5/ 91، 92، والخراج وصناعة الكتابة 343، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 238، والتبيين في أنساب القرشيين 55 و 56 و 151 و 335 و 354 و 362 و 364 و 366 و 371 و 387، ومعجم البلدان 1/ 203 و 326 و 757 و 2/ 12 و 4/ 24، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام- ج 13) ، وأسد الغابة 3/ 227، وتاريخ العظيمي 94 و 175، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 278- 281 رقم 321، ولباب الآداب (انظر فهرس الأعلام/ 490، 491، ووفيات الأعيان 3/ 28- 31 رقم 321، وتهذيب الكمال 15/ 332- 341 رقم 3441، وتحفة الأشراف 5/ 318- 481 و 6/ 3- 278، وتاريخ دمشق (مصوّرة مجمع اللغة العربية بدمشق عن نسخة لينينغراد) 11- 165 رقم 4، وسير أعلام النبلاء 3/ 203- 239 رقم 45، والعبر 1/ 27 و 37 و 79 و 83 و 84 و 118 و 120 و 124 و 206 و 250، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 3428، وتذكرة الحفاظ 1/ 37، والكاشف 2/ 100 رقم 2904، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 79، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 255 و 259 و 270 و 274 و 296 و 298 و 306 و 307 و 542 و 546 و 568، والبداية والنهاية 9/ 4، ومرآة الجنان 1/ 154، 155، ودول الإسلام 1/ 54، وفوات الوفيات 1/ 201 و 2/ 33 و 174 و 402 و 451 و 4/ 143، والوافي بالوفيات 17/ 362- 364 رقم 297، وطبقات الفقهاء للشيرازي 49، 50، وحلية الأولياء 1/ 292- 314 رقم 44 و 2/ 7، وصفة الصفوة 1/ 228- 237، ورياض النفوس للمالكي 1/ 41، 42 رقم 2، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 79- 84، ونكت الهميان 183، 184، وغاية النهاية 1/ 437، 438 رقم 1827، وجامع الأصول 9/ 64، والإصابة 2/ 347- 350 رقم 4834، وتهذيب التهذيب 5/ 328- 330 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 435 رقم 491، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 80، والمستدرك على الصحيحين 3/ 556- 561، وتلخيص المستدرك 3/ 556- 561، ومجمع الزوائد 9/ 346، والعقد الثمين 5/ 215، والنجوم الزاهرة 1/ 192، وحسن المحاضرة 1/ 214 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 175، وشذرات الذهب 1/ 15 و 20 و 22 و 33 و 42 و 45 و 46 و 62 و 63 و 81، والتذكرة الحمدونية 1/ 49 و 123 و 131 و 145 و 271 و 2/ 174 و 235 و 272، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 69، 70.

ص: 454

بَعْدَهَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَهُوَ شَقِيقُ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونٍ.

رَوَى عِلْمًا كَثِيرًا عَنِ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، وَعُمَرَ، وَالسَّابِقِينَ.

رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ حَمْزَةُ، وَسَالِمٌ، وَبِلالٌ، وَزَيْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمَوْلاهُ نَافِعٌ، وَمَوْلاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَالشَّعْبيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَزَيْدُ ابن أسلم، وأبوه أَسْلَمَ، وَآدَمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَجَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ [1] ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثُوَيْرُ [2] بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَرْقِيُّ: كَانَ رَبْعَةً، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ [3] .

وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.

وَقَالَ غَيْرُهُ: شَهِدَ الْغَزْوَ بِفَارِسٍ.

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ آدَمَ جَسِيمًا ضَخْمًا لَهُ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ يَطُوفُ [4] .

وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةً [5] .

وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن زيد، عن أنس، وسعيد بن

[1] العلمان في الأصل مهملان.

[2]

مهمل في الأصل.

[3]

تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع) - ص 18 برواية ابن البرقي: قال: عبد الله بن عمر بن الخطّاب بن نفيل أمّه زينب بنت مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن جمح، يكنى أبا عبد الرحمن، وكان ربعة يخضب بالصفرة، وتوفي بمكة، وذكر بذي طوى، ويقال دفن بفخ مقبرة المهاجرين. توفي سنة أربع وسبعين، وقيل سنة خمس وكان ابن عمر يوم مات ابن أربع وثمانين. وهو في المستدرك 3/ 557.

[4]

تاريخ دمشق 26.

[5]

الطبقات الكبرى 4/ 181، تاريخ دمشق 27.

ص: 455

الْمُسَيِّبِ قَالا: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ بَدْرًا، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ [1] .

وَقَالَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْنِي، وَأَجَازَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ [2] .

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: عُرِضْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَاسْتَصْغَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [3] .

وَرَوَى سَالِمٌ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا، عَزَبًا، شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، لَهَا قُرُونٌ كَقُرُونِ الْبَقَرِ، فَرَأَيْتُ فِيهَا نَاسًا قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ باللَّه مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَنَا مَلَكٌ فَقَالَ: لَنْ تُرَعَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» .

قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَنَامُ بَعْدُ مِنَ اللَّيْلِ إِلا قَلِيلا [4] .

وَفِي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ» [5] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مِنْ أمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا [6] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ [7] .

وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَنَا

[1] تاريخ دمشق 28.

[2]

أخرجه البخاري في المغازي 7/ 302 باب غزوة الخندق، وابن عساكر في تاريخ دمشق 29، وطبقات ابن سعد 4/ 143.

[3]

أخرجه البخاري في المغازي 7/ 226 باب عدّة أصحاب بدر، وتاريخ دمشق 32، والمستدرك 3/ 558.

[4]

أخرجه البخاري في التهجّد، باب فضل قيام الليل، وباب: من تعارّ من الليل فصلّى، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب: مناقب عبد الله بن عمر، وفي التعبير، باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع، وباب الأخذ على اليمين في النوم، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (1479) باب فضائل عبد الله بن عمر، والترمذي في المناقب (3825) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 34.

[5]

تاريخ دمشق 37.

[6]

في طبعة القدسي 3/ 178 «النساء» وهو غلط.

[7]

طبقات ابن سعد 4/ 144، وحلية الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 42، 43.

ص: 456

وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ، وَمَا فِينَا شَابٌّ هُوَ أمْلَكُ لِنَفْسِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [1] .

وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ: ثنا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ لَوْ فُتِّشَ إِلا فُتِّشَ عَنْ جَائِفَةٍ أَوْ مُنَقِّلَةٍ [2] ، إِلا عُمَرُ وَابْنُهُ [3] .

وَقَالَ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ مَالَتْ بِهِ، إِلا ابْنُ عُمَرَ [4] .

وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَلْزَمَ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنَ ابْنِ عُمَرَ [5] .

وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْعَلاءِ أَخُو أَبِي عَمْرٍو، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ:

قَالَتْ عَائِشَةُ لابْنِ عُمَرَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد اسْتَوْلَى عَلَيْكِ وَظَنَنْتُكِ لَنْ تُخَالِفِيهِ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ [6] .

وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْفَضْلِ مِثْلُ أَبِيهِ [7] .

وَقَالَ قَتَادَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [8] ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ [9] .

وَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أورع من ابن عمر [10] .

[1] تاريخ دمشق 44.

[2]

استعار الجائفة والمنقّلة للدلالة على العيب العظيم، بمعنى ليس منا أحد إلا وفيه عيب عظيم. (النهاية في غريب الحديث) .

[3]

تاريخ دمشق 44.

[4]

فضائل الصحابة للإمام أحمد 2/ 894، والاستيعاب 2/ 343، وحلية الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 46.

[5]

تاريخ دمشق 47.

[6]

وتمام الحديث في تاريخ دمشق 48 «قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ، قال: وكانت تقول إذا مرّ ابن عمر: أرونيه، فإذا مرّ قيل لها هذا ابن عمر، فلا تزال تنظر إليه» .

[7]

تاريخ دمشق 50.

[8]

تاريخ دمشق 51.

[9]

تاريخ دمشق 51.

[10]

تاريخ دمشق 54.

ص: 457

وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ رُبَّمَا لَبِسَ الْمِطْرَفَ الْخَزَّ ثَمَنُهُ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ [1] .

أَبُو أُسَامَةَ: ثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لأَظُنُّ قُسِمَ لِي مِنْهُ مَا لَمْ يُقْسَمْ لِأَحَدٍ إِلا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. يَعْنِي الْجِمَاعَ. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ، وَهُوَ ثِقَةٌ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَقَلَّدَ سَيْفَ عُمَرَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ مُحَلَّى، قُلْتُ: كَمْ كَانَتْ حِلْيَتُهُ؟ قَالَ:

أَرْبَعُمِائَةٍ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ [2] : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا لا يَزِيدُ وَلا يُنْقِصُ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ مِثْلَهُ [3] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَآثَارَهُ وَحَالَهُ وَيَهْتَمُّ بِهِ حَتَّى كَانَ قَدْ خِيفَ عَلَى عَقْلِهِ مِنَ اهْتِمَامِهِ بِذَلِكَ [4] .

وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَوْ نَظَرْتَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ إِذَا اتَّبَعَ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ لَقُلْتُ هَذَا مَجْنُونٌ [5] .

وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ آثَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ مَكَانٍ صَلَّى فِيهِ، حَتَّى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَعَاهَدُهَا فَيَصُبُّ فِي أَصْلِهَا الماء لكيلا تيبس [6] .

[1] طبقات ابن سعد 4/ 172، تاريخ دمشق 56.

[2]

مهملة في الأصل.

[3]

تاريخ دمشق 57.

[4]

تاريخ دمشق 62.

[5]

تاريخ دمشق 61، حلية الأولياء 1/ 210.

[6]

تاريخ دمشق 62، أسد الغابة 3/ 341.

ص: 458

وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ» . قَالَ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ [1] .

مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ.

وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلا بَكَى.

وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ، فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ دَمْعًا [2] .

وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ: قِيلَ لِنَافِعٍ: مَا كَانَ يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ؟ قَالَ: لا تُطِيقُونَهُ، الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلاةٍ، وَالْمُصْحَفُ فِيمَا بَيْنَهُمَا [3] .

وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحياء بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِ [4] .

وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي مَا قُدِّرَ (لَهُ)[5] ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى الْفِرَاشِ، فَيَغْفَى إِغْفَاءَةَ الطَّائِرِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَوَضَّأُ وَيُصلِّي، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي اللَّيْلِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَوْ خَمْسَةً [6] .

وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَصُومُ فِي السَّفَرِ، وَلا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ [7] .

[1] تاريخ دمشق 62.

[2]

طبقات ابن سعد 4/ 162، تاريخ دمشق 70.

[3]

تاريخ دمشق 72، طبقات ابن سعد 4/ 170.

[4]

حلية الأولياء 1/ 303، تاريخ دمشق 73.

[5]

«له» : مستدركة على الأصل.

[6]

تاريخ دمشق 73.

[7]

وتمامه في تاريخ دمشق 74: «إلا أن يمرض أو أيام يقدم، فإنه كان رجلا كريما يحب أن يؤكل عنده. قال: وكان يقول: ولأن أفطر في السفر وآخذ برخصة الله أحبّ إليّ من أن أصوم» .

ص: 459

وَقَالَ سَالِمٌ: مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِمًا، لَهُ إِلا مَرَّةً، فَأَعْتَقَهُ [1] .

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ:

خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إلى مكّة فعرّسنا، فانحدر علينا رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَرَاعٍ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بِعْنِي شَاةً مِنَ الْغَنَمِ؟ قَالَ: إِنِّي مَمْلُوكٌ. قَالَ: قُلْ لِسَيِّدِكَ أَكَلَهَا الذِّئْبُ. قَالَ: فَأَيْنَ اللَّهُ عز وجل؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَيْنَ اللَّهُ، ثُمَّ بَكَى، وَاشْتَرَاهُ بَعْدُ فَأَعْتَقَهُ [2] .

وَرَوَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوًا مِنْهُ [3] .

وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا أَعْجَبُ ابْنَ عُمَرَ شَيْءٌ إِلا قَدَّمَهُ [4] .

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بْنِ حَمَاسٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَرت هَذِهِ الآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 3: 92 [5] ، فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَارِيَتِي رُمَيْثَةَ، فَعَتَقْتُهَا، فَلَوْلا أَنِّي لا أَعُودُ فِي شَيْءٍ جَعَلْتُهُ للَّه لَنَكَحْتُهَا، فَأَنْكَحْتُهَا نَافِعًا، فَهِيَ أَمُّ وَلَدِهِ [6] .

وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ رَقِيقُ عَبْدِ اللَّهِ رُبَّمَا شَمَّرَ أَحَدُهُمْ فَيَلْزَمُ الْمَسْجِدَ فيُعْتِقُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَخْدَعُونَكَ، فيَقُولُ: مَنْ خَدَعَنَا باللَّه انْخَدَعْنَا لَهُ، وَمَا مَاتَ حَتَّى أَعْتَقَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ زَادَ، وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً [7] .

الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ كُتُبٌ يَنْظُرُ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إلى الناس.

[1] تاريخ دمشق 75.

[2]

تاريخ دمشق 77، 78.

[3]

انظر تاريخ دمشق 78 وأسد الغابة 3/ 341.

[4]

تاريخ دمشق 80.

[5]

سورة آل عمران- الآية 92.

[6]

تاريخ دمشق 84.

[7]

تاريخ دمشق 79.

ص: 460

الصَّائِغُ صَدُوقٌ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ.

وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَاتَبَ غُلامًا لَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَخَرَجَ إِلَى الْكُوفَةَ، فَكَانَ يَعْمَلُ عَلَى حُمُرٍ لَهُ حَتَّى أَدَّى خَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا، فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أنْتَ هَا هُنَا تُعَذِّبُ نَفْسَكَ وَابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِي الرَّقِيقَ، وَيُعْتِقُ! ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ قَدْ عَجَزْتُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ عَجَزْتُ وَهَذِهِ صَحِيفَتِي فَامْحُهَا، قَالَ: لا، وَلَكِنْ أَمْحُهَا إِنْ شِئْتَ، فَمَحَاهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَحْسَنْتَ، أَحْسِنْ إِلَى ابْنَيَّ هَذَيْنِ. قَالَ: هُمَا حُرَّانِ. قَالَ: أَحْسِنْ إِلَى أُمَّيْهِمَا.

قال: هما حرّتان، فَأَعْتَقَ الْخَمْسَةَ [2] .

وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنَ عُمَرَ بِنَافِعٍ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ، فَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ امْرَأَتِهِ فَأَخْبَرَهَا، قَالَتْ: فَمَا تَنْتَظِرُ! قَالَ: فَهَلا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ هُوَ حرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ [3] .

وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَلْعَنَ خَادِمًا، فَقَالَ:

اللَّهُمَّ الْعَ، فَلَمْ يُتِمَّهَا، وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ لا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهَا [4] .

وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: أتى ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا، فما قَامَ حَتَّى فَرَّقَهَا وَزَادَ عَلَيْهَا [5] .

وَرَوَى بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَيُقَسِّمُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ ثَلاثِينَ أَلْفًا، ثُمَّ يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ مَا يَأْكُلُ مزعة من لحم [6] .

[1] في الجرح والتعديل 2/ 100 رقم 278 وهو إبراهيم بن زياد بن إبراهيم الصائغ. وليس فيه قوله: لا يحتج به، بل قوله: صدوق.

[2]

تاريخ دمشق 81، 82.

[3]

تاريخ دمشق 84.

[4]

أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (19533) و (19534) ، وأبو نعيم في الحلية 1/ 307، وابن عساكر في تاريخ دمشق 85.

[5]

حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 86.

[6]

حلية الأولياء 1/ 295، 296، تاريخ دمشق 88، مجمع الزوائد 9/ 347.

ص: 461

وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَمَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ [1] .

وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اشْتَهَى ابْنُ عُمَرَ الْعِنَبَ فِي مَرَضِهِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ، فَجَاءُوهُ بِسَبْعِ حَبَّاتِ عِنَبٍ بِدِرْهَمٍ فَجَاءَ سَائِلٌ، فَأَمَرَ لَهُ بِهِ وَلَمْ يَذُقْهُ [2] .

وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ أَتِيَ بِجَوَارِشَ فَكَرِهَهُ وَقَالَ:

مَا شَبِعْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا [3] .

وقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِالْمَالِ، فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لا أَسْأَلُ أَحَدًا، وَلا أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ عز وجل [4] . قُلْتُ: الْمُخْتَارُ هُوَ أَخُو صَفِيَّةَ زَوْجَةِ ابْنِ عُمَرَ.

وَقَالَ قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الوازع، قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ لَهُمْ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ عِرَاقِيًّا، وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ [5] !.

وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنِّي لأَخْرُجُ وَمَا لِي حَاجَةٌ إِلا لأُسَلِّمَ عَلَى النَّاسِ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيَّ [6] .

قَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، مَكَثَ سِتِّينَ سَنَةً يُفْتِي الناس [7] .

[1] حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 89.

[2]

تاريخ دمشق 91، وفي حلية الأولياء 1/ 297 أنهم اشتروا له عنقودا، وكذا في طبقات ابن سعد 4/ 160.

[3]

طبقات ابن سعد 4/ 150 تاريخ دمشق 100 والجوارش نوع من الأدوية المهضمة للطعام.

[4]

تاريخ دمشق 103.

[5]

تاريخ دمشق 109 وفي رواية «ابن أخيك» . وهو في طبقات ابن سعد 4/ 161.

[6]

طبقات ابن سعد 4/ 155 و 156 و 170 من عدة طرق، وتاريخ دمشق 109.

[7]

المعرفة والتاريخ 1/ 491، تاريخ بغداد 1/ 172، تاريخ دمشق 118 وفيه «يفتي الناس في الموسم» .

ص: 462

وقال أسامة بن زيد، عن عبد الله بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ قَائِمًا يُصَلِّي، فَلَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَهُ مُقْلَوْلِيًا [1] ، وَرَأَيْتُهُ يَفُتُّ الْمِسْكَ فِي الدُّهْنِ يَدَّهِنُ بِهِ [2] .

وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: أَوَ تَعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: فَمَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ يَقْضِي؟! قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالْعَدْلِ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَفْلِتَ مِنْهُ كَفَافًا» فَمَا أَرْجُو بَعْدَ ذَلِكَ [3] ؟. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ مَحْبُوبٌ إِلَى النَّاسِ، فَسِرْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بِقَرَابَتِي وَصُحْبَتِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالرَّحَمِ الَّتِي بَيْنَنَا، فَلَمْ يُعَاوِدْهُ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعْثَ إِلَيَّ عَلِيٌّ: إِنَّكَ مُطَاعٌ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَسِرْ، فَقَدْ أَمَّرْتُكَ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ:

أُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّه وَصُحْبَتِي إِيَّاهُ إِلا مَا أَعْفَيْتَنِي، فَأَبَى عَلِيٌّ، فَاسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِحَفْصَةَ، فَأَبَى، فَخَرَجْتُ لَيْلا إِلَى مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَبَعَثَ فِي أَثَرِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ حَفْصَةُ: إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى الشَّامِ، إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ [5] .

وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنَّا وَابْنُ عُمَرَ شَاهِدٌ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ مِنْكَ مِنْ ضَرَبَكَ عليه وأباك، فخفت الفساد [6] .

[1] مقلوليا: أي المتجافي المستوفز المتقلّي في فراشه، القلق.

[2]

تاريخ دمشق 129.

[3]

أخرجه الترمذي في أول الأحكام (1321) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 138.

[4]

تاريخ دمشق 139.

[5]

تاريخ دمشق 139، طبقات ابن سعد 4/ 182.

[6]

طبقات ابن سعد 4/ 182، تاريخ دمشق 141.

ص: 463

وَرَوَى عِكْرِمَةُ، عَنْ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْحَكَمَيْنِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَلْيُطُلِعْ إِلَيَّ قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ، قَالَ: فَحَلَلْتُ حَبْوَتِي وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهِ مَنْ قَاتَلَكَ وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تُفَرِّقُ الْجَمْعَ وَتُسْفِكُ الدِّمَاءَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ [1] .

وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى، وَعَمْرُو لِلتَّحْكِيمِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: لا أَرَى لِهَذَا الأَمْرِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، فقال عمرو لابن عمر: أما تريد أن نبايعك؟ فهل لك أن تعطى مالا عَظِيمًا، عَلَى أَنْ تَدَعَ هَذَا الأَمْرَ لِمَنْ هُوَ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْكَ، فَغَضِبَ وَقَامَ، فَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ تُعْطَى مَالا عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُعْطِي عَلَيْهَا وَلا أُعْطَى وَلا أَقْبَلُهَا إِلا عَنْ رِضَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [2] .

وَقَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَّالٍ الأيْلِيِّ [3] ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ لابْنِ عُمَرَ: أَلا تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ فَيُبَايِعُوكَ؟ قَالَ:

فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: تُقَاتِلُهُمْ بِأَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ يُبَايِعَنِي النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلا أَهْلَ فَدَكَ، وَإِنِّي قَاتِلُهُمْ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ:

إِنِّي أَرَى فِتْنَةَ تَغْلِي مَرَاجِلُهَا

وَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا [4]

قُلْتُ: أَبُو لَيْلَى هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يزيد.

[1] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 309- 311 باب غزوة الخندق، وعبد الرزاق في المصنف 5/ 465، وابن عساكر في تاريخ دمشق 142.

[2]

حلية الأولياء 1/ 293، 294، تاريخ دمشق 142، 143.

[3]

مهملة في الأصل.

[4]

طبقات ابن سعد 4/ 169، وتاريخ دمشق 144.

ص: 464

وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ فِطْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُمَرَ: مَا أَحَدٌ شَرٌّ لأُمَّةِ مُحَمَّدِ صلى الله عليه وسلم مِنْكَ، قَالَ: وَلِمَ! قَالَ: إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ مَا اخْتَلَفَ فِيكَ اثْنَانِ، قَالَ: مَا أَحَبَّ أَنَّهَا أَتَتْنِي وَرَجُلٌ يَقُولُ: لا، وَآخَرُ يَقُولُ: بَلَى [1] .

وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ [2] قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى الْخَشَبِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَهُمْ يَقْتَتِلُونَ، فَقَالَ: مَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ:

حَيَّ عَلَى قَتْلِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ وَأَخْذِ مَالِهِ، فَلا [3] .

وَقَالَ الزهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةِ كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ، فَقُلْنَا لَهُ: وَمَنْ تَرَى الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ؟ قَالَ:

ابْنُ الزُّبَيْرِ بَغَى عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ، فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَنَكَثَ عَهْدَهُمْ [4] .

الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلا عَلَى ثَلاثٍ: ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأنِّي لَمْ أُقَاتِلْ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الَّتِي نَزَلَتْ بِنَا، يَعْنِي الْحَجَّاجَ [5] .

قُلْتُ: هَذَا ظَنٌّ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَإِلا فَهُوَ قَدْ قَالَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصَابَتِ ابْنَ عُمَرَ عَارِضَةُ الْمَحْمَلِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَمَرِضَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ، فَلَمَّا رَآهُ ابْنُ عُمَرَ أغمض عينيه، قال: فَكَلَّمَهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا يقول: إنّي

[1] تاريخ دمشق 145.

[2]

هم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي.

[3]

أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 169، 170 من طريق: أحمد بن يونس، عن أبي شهاب، عن يونس، عن نافع. وابن عساكر في تاريخ دمشق 150.

[4]

أخرجه ابن عساكر 153 بزيادة في أوله.

[5]

أخرجه ابن سعد 4/ 185 وابن عساكر في تاريخ دمشق 157.

ص: 465

عَلَى الضَّرْبِ الأَوَّلِ [1] .

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدِمَ حَاجًّا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ وَقَدْ أَصَابَهُ زُجُّ رُمْحٍ، فَقَالَ: مَنْ أَصَابَكَ؟ قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرْتُمُوهُ بِحَمْلِ السِّلاحِ فِي مَكَانٍ لا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] .

قَالَ الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ: ثنا خَالِدُ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَرَّفَ كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ كَذَبْتَ، مَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ وَلا أَنْتَ مَعَهُ، فَقَالَ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ قَدْ خَرِفْتَ وَذَهَبَ عَقْلُكَ يُوشِكُ شَيْخٌ أن يُضْرَبَ عُنُقَةُ فَيُجَرُّ [3] ، قَدِ انْتَفَخَتْ خُصْيَتَاهُ، يَطُوفُ بِهِ صِبْيَانُ أَهْلِ الْبَقِيعِ [4] .

وَقَالَ أَيُّوبُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، فَحَلَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَيَقْتُلَنَّ ابْنَ عُمَرَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ تَلَقَّاهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ:

إِيها، جِئْتَنَا لِتَقْتُلَ ابْنَ عُمَرَ! قَالَ: وَمَنْ يَقُولُ هَذَا، وَمَنْ يَقُولُ هَذَا [5] .

زَادَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْتُلُهُ [6] .

وَقَالَ مَالِكٌ: بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة [7] .

[1] أخرجه ابن سعد 4/ 186، وابن عساكر 155، 156.

[2]

في العيدين 2/ 379 باب: ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم، من طريق: أحمد بن يعقوب، حدّثني إسحاق بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عن أبيه، قال: دخل الحجّاج على ابن عمر وأنا عنده، فقال: كيف هو؟ فقال: صالح. قال: من أصابك؟ قال:

أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحلّ فيه حمله، يعني الحجّاج.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 186 من طريق: الفضل بن دكين، عن إسحاق بن سعيد، عن سعيد يعني أباه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 156.

[3]

في سير أعلام النبلاء 4/ 230 «فيخر» بالخاء المعجمة. وما أثبتناه عن الأصل، وطبعة القدسي 3/ 183 وطبقات ابن سعد.

[4]

طبقات ابن سعد 4/ 184.

[5]

ذكرها ثلاثا كما في طبقات ابن سعد 4/ 183.

[6]

أخرجه ابن سعد 4/ 183 من طريق: إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد.

[7]

تاريخ دمشق 158.

ص: 466

قُلْتُ: بَلَغَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، لِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً.

قَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالْهَيْثَمُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو مُسْهِرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ [1] .

وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَخَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.

قُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ، لِأَنَّهُ صَلَّى عَلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ.

وَعَنْ نَافِعٍ، وَغَيْرِهِ، أن ابْنَ عُمَرَ أَوْصَى عِنْدَ الْمَوْتِ: ادْفِنُونِي خَارِجَ الْحَرَمِ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: فَدَفَنَّاهُ بِفَخٍّ [3] فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ.

زَادَ بَعْضُهُمْ: وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ [4] .

200-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ [5] بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ.

قَالَ خَلِيفَةُ: قُتِلَ بِسِجِسْتَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، كَذَا قَالَ فِي تَارِيخِهِ [6] .

وَقَالَ فِي «الطَّبَقَاتِ» [7] : إِنَّ الَّذِي قُتِلَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بِسِجِسْتَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِيُّ الَّذِي ولد بأرض الحبشة.

[1] تاريخ دمشق 159.

[2]

في الطبقات 22، والتاريخ 271.

[3]

فخّ: بفتح أوله وتشديد ثانيه. واد بمكة. (معجم البلدان) .

[4]

طبقات ابن سعد 4/ 187 و 188.

[5]

انظر عن (عبد الله بن عياش الهاشمي) في:

تاريخ خليفة 277 وفيه «ابن عباس» ، والوافي بالوفيات 17/ 392 رقم 323.

[6]

ص 277.

[7]

ص 234.

ص: 467

201-

عبد الله بن عيّاش [1] ابن أَبِي رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم القرشي المخزومي.

وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ وَشَرَفٌ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَأِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأقْوَمِهِمْ بِهِ.

قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَأَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَزِيَادُ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ مَوْلاهُ أَيْضًا، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.

قَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: ثنا مَالِكٌ، قَالَ نَافِعٌ: سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ حَدِيثًا لا أَدْرِي عَمَّنْ حَدَّثَ بِهِ قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لا تَدَعْ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلا أَمَاتَتْهُ.

وَقَدْ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَيَّاشٍ الْقُرْآنَ مَوْلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحَدُ الْعَشَرَةِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُمْسِكُ الْمُصْحَفَ على مولاه عبد الله [2] .

[1] انظر عن (عبد الله بن عيّاش المخزومي) في:

طبقات ابن سعد 5/ 28، وطبقات خليفة 234، والتاريخ الكبير 5/ 149، 150 رقم 457، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 578، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 861، والثقات لابن حبان 5/ 162، والمعارف 528، وأنساب الأشراف 1/ 7208 209، وتاريخ الطبري 4/ 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 247، والاستيعاب 2/ 363، 364، ومعرفة القراء الكبار 1/ 57، 58 رقم 16، ومرآة الجنان 1/ 122، والوافي بالوفيات 17/ 392، 393 رقم 324، وأسد الغابة 3/ 240، 241، والعبر 1/ 55، وغاية النهاية 1/ 439، 440 رقم 1837، والإصابة 2/ 356، 357 رقم 4876، والتحفة اللطيفة 3/ 4، وشذرات الذهب 1/ 55.

[2]

في غاية النهاية لابن الجزري 1/ 440: روى عنه مولاه أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع. وكان أقرأ أهل المدينة في زمانه.

ص: 468

وَالَّذِي أَعْتَقِدُ أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بَقِيَ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ كَمَا غَلَطَ بَعْضُهُمْ وَصَحَّفَ سَبْعِينَ بِأَرْبَعِينَ.

202-

عبد الله بن مطيع [1] ابن الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ.

رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَغَيْرُهُ.

وَلَهُ حَدِيثٌ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» . وَقَدْ وَلاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْكُوفَةِ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهَا الْمُخْتَارُ هَرَبَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَدِمَ مَكَّةَ، فَكَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ عَلَى قُرَيْشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ أَيْضًا [2] .

الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ؟. قَالَ: كنا نقول: لو

[1] انظر عن (عبد الله بن مطيع) في:

طبقات ابن سعد 5/ 144- 9149 وتاريخ خليفة 237 و 269، وطبقات خليفة 234، وتاريخ أبي زرعة 1/ 636، والثقات 149 لابن حبان 5/ 47، والاستيعاب 2/ 327، 328، والتاريخ الكبير 5/ 199 رقم 626، والتاريخ الصغير 69 و 78، والمعارف 395 و 450، وتاريخ اليعقوبي 2/ 255 و 258، والمحبّر 147 و 148 و 379 و 494، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 16 و 276 و 301 و 302 و 307 و 310 و 319 و 321 و 324 و 328 و 333 و 350 و 352 و 353 و 441، و 5/ (انظر فهرس الأعلام) 406، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 154 و 2/ 397، ومروج الذهب 1925 و 1935 و 1936 و 1957 و 1961، والعقد الفريد 4/ 167 و 169 و 388 و 389 و 393، والبصائر والذخائر 4/ 407، وأسد الغابة 3/ 262، والمعرفة والتاريخ 1/ 553، وتحفة الأشراف 7/ 170، 171 رقم (1158) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 743، والكاشف 2/ 118، والبداية والنهاية 8/ 345، وتهذيب التهذيب 6/ 36 رقم 59، والإصابة 2/ 371 رقم 4963 و 3/ 64، 65 رقم 6191، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 646، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، وشذرات الذهب 1/ 80، والتذكرة الحمدونية 2/ 35، والوافي بالوفيات 17/ 620، 621 رقم 523، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 86، والأخبار الطوال 228 و 246 و 265 و 287 و 290 و 291 و 292، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 390 رقم 862.

[2]

الاستيعاب 2/ 328 وانظر طبقات ابن سعد 5/ 147.

ص: 469

أَقَامُوا شَهْرًا مَا فَعَلُوا بِنَا شَيْئًا، فَلَمَّا صَنَعَ بِنَا مَا صَنَعَ وَوَلَّى النَّاسُ ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ:

وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا أُقْتَلْ وَلا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي فَتَوَارَيْتُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَالَ عِيسَى: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: نَجَا ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ، ثُمَّ لَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، وَنَجَا وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ، وَكَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَكِنْ مِنْ رَأْيِي الصَّفْحَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي [1] .

وَعَنْ عامر بن عبد الله بن الزبير قال: اسْتَعْمَلَ أَبِي عَلَى الْكُوفَةِ ابْنَ مُطِيعٍ [2] .

وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَقَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ، وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ، وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ، فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَلَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ مَعَهُ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ فِي الْحِصَارِ [3] ، أَصَابَهُ حَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ فَقَتَلَهُ بِمَكَّةَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِينَ.

203-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ [4] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْفُصَحَاءِ.

مَدَحَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ أَنْ هَجَاهُ لَمَّا استُخْلِفَ بِقَوْلِهِ مِنْ أَبْيَاتٍ:

شَرِبْنَا الْغَيْظَ حَتَّى لَوْ سُقِينَا

دِمَاءَ بَنِي أُمَيَّةَ مَا رَوِينَا

وَلَوْ جَاءُوا بِرَمْلَةَ أَوْ بهِنْدِ

لَبَايَعْنَا أميرة مؤمنينا

[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 146، 147 وفيه زيادة بآخره «إنما أقتل بهم نفسي» .

[2]

طبقات ابن سعد 5/ 147.

[3]

ابن سعد 5/ 149.

[4]

انظر عن (عبد الله بن همّام) في:

أنساب الأشراف 4 ق 1/ 1 و 14 و 64 و 136 و 138 و 156 و 249 و 291 و 293 و 265 و 368 و 382 و 400 و 5/ انظر فهرس الأعلام) 406، والشعر والشعراء 2/ 545، 546 رقم 231، وطبقات الشعراء لابن سلام 2/ 625- 637، والأغاني (طبعة دار الثقافة) 3/ 357 و 16/ 5 و 103، ومروج الذهب 1829 و 1914، والعقد الفريد 6/ 127، والبداية والنهاية 8/ 328، والوافي بالوفيات 17/ 664 رقم 561، وخزانة الأدب 3/ 638، وسمط اللآلي 683، والأخبار الطوال 291.

ص: 470

204-

عبد الرحمن بن أبزى [1]- ع- الخزاعيّ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ.

اسْتَنَابَهُ نَافِعٌ [2] عَلَى مَكَّةَ حِينَ انْتَقَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى، وَقَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ سَكَنَ الْكُوفَةَ وَوَلِيَهَا مِرَّةً [3] .

وَلَهُ صُحْبَةٌ ورواية، وروى أيضا عن: أبي بكر، وعمر، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَمَّارٍ.

روى عنه: ابناه سعيد، وعبد الله، والشعبي، وعلقمة بن مرثد، وأبو إسحاق السبيعي، وجماعة.

وذكر ابن الأثير [4] أن عَلِيًّا اسْتَعْمَلَهُ عَلَى خُرَاسَانَ.

وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى مِمَّنْ رَفَعَهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ.

205-

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [5]- ع- الهذليّ الكوفيّ.

[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبزى) في:

طبقات ابن سعد 5/ 462، والمحبّر 379، والأخبار الطوال 298، 299، وأنساب الأشراف 5/ 406، والعقد الفريد 4/ 169، وطبقات خليفة 109 و 137 و 280، وتاريخ خليفة 153، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 985، ومسند أحمد 3/ 406، والثقات لابن حبّان 5/ 98، وتاريخ أبي زرعة 1/ 494، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 167، وتاريخ الطبري 1/ 64 و 2/ 622 و 4/ 379 و 5/ 132، والاستيعاب 2/ 417، 418، وتهذيب الأسماء واللغات ق ج 1/ 293 رقم 341، وتحفة الأشراف 7/ 187- 190 رقم 326، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 772، والكاشف 2/ 137، 138 رقم 3173، وتهذيب التهذيب 6/ 132، 133 رقم 275، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 857، والإصابة 2/ 388، 389 رقم 5075، وخلاصة تذهيب التهذيب 223 وفتوح البلدان 505.

وأبزى: بفتح الهمزة وسكون الباء الموحّدة، بعدها زاي مقصورا. (التقريب 1/ 472) .

[2]

هو نافع بن عبد الحارث الخزاعي، مولاه.

[3]

تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 293، تهذيب الكمال 2/ 772 وانظر طبقات ابن سعد 5/ 462.

[4]

في أسد الغابة.

[5]

انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود) في:

طبقات ابن سعد 6/ 181، والتاريخ لابن معين 2/ 351، والتاريخ الكبير 5/ 299، 300 رقم 979، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 963، وتاريخ الطبري 7/ 578، وطبقات خليفة 141، وتاريخ خليفة 279، والجرح والتعديل 5/ 248 رقم 1185، والمعارف 249، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 755، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 800، وتهذيب التهذيب

ص: 471

تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا.

وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَغَيْرِهِمْ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْقَاسِمُ، وَمَعْنٌ- وَهُمَا مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ- وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ لا هُوَ وَلا أَخُوهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَبِيهِمَا شَيْئًا [1] .

قُلْتُ: وحديثه في «الصحيحين» عَنْ مَسْرُوقٍ، وَحَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.

تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وسبعين.

206-

عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد القارّيّ [2]- ع- المدني.

وَالْقَارَّةُ [3] وَعَضَلٌ أخَوَانِ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُدْرِكَةِ بْنِ إِلْيَاسَ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَغِيرٌ.

قُلْتُ: رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ.

[ () ] 6/ 215، 216 رقم 433، والكاشف 2/ 153 رقم 3286، وتقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1014، وخلاصة تذهيب التهذيب 230، وجمهرة أنساب العرب 197، ورجال البخاري للكلاباذي ح 1/ 446 رقم 660، ورجال مسلم 1/ 414 رقم 927.

[1]

التاريخ لابن معين 2/ 351.

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن عبد القارّي) في:

طبقات ابن سعد 5/ 57، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 280، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 966، والثقات لابن حبّان 5/ 79، والتاريخ الكبير 5/ 302 رقم 9881 و 5/ 318، 319 رقم 1008، والجرح والتعديل 5/ 261 رقم 1233، والاستيعاب 2/ 422، 423، وأسد الغابة 3/ 307، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 803، والعبر 1/ 92، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 213، وسير أعلام النبلاء 4/ 14، 15 رقم 3، والإصابة 3/ 71 رقم 6223، وتهذيب التهذيب 6/ 223 رقم 449، ومرآة الجنان 1/ 162، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 88، والكاشف 2/ 155 رقم 3300. والقارّيّ بتشديد الراء المهملة.

[3]

قال ابن سعد في الطبقات 5/ 57: «وإنما سمّوا القارّة لأنّ يعمر الشّدّاخ بن عوف الليثي أراد أن يفرّقهم في بطون كنانة، فقال رجل منهم:

دعونا قارّة لا تنفرونا

فنجعل مثل إجفال الظليم

فسمّوا بذلك القارة. وفيهم يقول القائل: «قد أنصف القارة من راماها» .

ص: 472

روى عنه: عروة، وعبيد الله بن عبد اللَّهِ، وَالأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَعَاشَ ثَمَانِيًا وَسَبْعِينَ سنة، توفّي سنة ثمانين [1] ، وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ الْكِبَارِ.

207-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عثمان [2]- م د ن- بن عبيد الله القرشيّ التّيميّ، ابن أخي طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ.

لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَقِيلَ يَوْمَ الْفَتْحِ.

وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَغَيْرِهِمْ.

رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ، وَعُثْمَانُ، وَمُعَاذُ، وَهِنْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَغَيْرُهُمْ.

وَكَانَ يُقَالُ لَهُ «شَارِبُ الذَّهَبِ» . وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ.

قُتِلَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ.

208-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ [3] .

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيُّ الصُّنَابِحِيُّ نَزِيلُ الشام.

[1] ابن سعد 5/ 57.

[2]

انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في:

تاريخ الطبري 5/ 344، والكامل في التاريخ 2/ 42 و 4/ 364 و 373، والاستيعاب 2/ 404، 405، ومسند أحمد 3/ 453 و 3/ 499، والكاشف 2/ 156 رقم 3305، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 769، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 352، وتهذيب التهذيب 6/ 227 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 490 رقم 1037، والمعرفة والتاريخ 1/ 276 و 285 و 366 و 728، والإصابة 2/ 410 رقم 5159، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 80، وطبقات خليفة 18، وتحفة الأشراف 7/ 103 رقم 336، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 298 رقم 354، والمستدرك على الصحيحين 3/ 445، ورجال مسلم 1/ 402 رقم 892.

[3]

انظر عن (عبد الرحمن بن عسيلة) في:

طبقات ابن سعد 7/ 509، 510، وطبقات خليفة 293، والتاريخ الكبير 5/ 321، 322 رقم

ص: 473

هَاجَرَ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ قُدُومِهِ بِخَمْسِ أَوْ سِتِّ لَيَالٍ.

وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَمُعَاذٍ، وَبِلالٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِمْ.

رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ، وَمَكْحُولٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، وَمَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَجَمَاعَةٌ.

وَكَانَ صَالِحًا، عَارِفًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ.

قَالَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ [1] قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فبكيت، فقال: مه، لم تبكي، فو الله لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتَ لأَتَّبِعَنَّكَ. ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا حَدَّثْتُكُمُوهُ، إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ فِي الْمَوْتِ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: مَا فَاتَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلا بِخَمْسِ لَيَالٍ، قُبِضَ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

[ () ] 1021، والثقات لابن حبّان 5/ 74، والمعارف 421، وعيون الأخبار 2/ 117، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 850، والجرح والتعديل 5/ 262، 263 رقم 1241، والتاريخ لابن معين 2/ 353، وتاريخ الطبري 1/ 263 و 2/ 356، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804، 805، والمعرفة والتاريخ 1/ 222 و 305 و 2/ 220- 222 و 306 و 314 و 359 و 361- 363، والاستيعاب 2/ 426، 427، والكاشف 2/ 157 رقم 3309، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 214 (وفيه: غسيلة) بالغين المعجمة، وهو تحريف، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، والبداية والنهاية 8/ 323، وتهذيب التهذيب 6/ 229، 230 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 491 رقم 1045، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 154 رقم 486، ورجال البخاري ج 1/ 441 رقم 648. ورجال مسلم 1/ 413، 414 رقم 926.

[1]

الصّنابحيّ: بضم الصاد وفتح النون وبعد الألف باء موحّدة مكسورة. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر.. (اللباب لابن الأثير 2/ 47) .

[2]

لهذا الحديث طرق كثيرة وألفاظ مختلفة عند مسلم وغيره، انظر عنها في (معجم الألفاظ الحديث 3/ 186) مادّة «شهد» .

ص: 474

مُتَوَافِرُونَ، فَسَأَلْتُ بِلالا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَلَمْ تُعْتِمْ [1) .] وَقَالَ: لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ.

وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثنا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنَّا عِنْدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ، فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَعَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.

قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ أَدْرَكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ يَرْوِي عَنْهُ الْمَدَنِيُّونَ، يُشْبِهُ أَنْ يكون له صحبة.

وقال عليّ بن الْمَدِينِيِّ: الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ فِي الْحَوْضِ هُوَ الصُّنَابِحُ [3] بْنُ الأَعْسَرِ الأَحْمَسِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هَؤُلاءِ الصُّنَابِحِيُّونَ إِنَّمَا هُمُ اثْنَانِ فَقَطْ: الصُّنَابِحُ الْأَحْمَسِيُّ، وَهُوَ:

الصُّنَابِحُ بْنُ الأَعْسَرِ، فَمَنْ قَالَ الصُّنَابِحِيُّ فِيهِ فَقَدْ أَخْطَأَ، يَرْوِي عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ، قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ.

وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الْحِجَازِ وَأَهْلُ الشَّامِ، دَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِثَلاثِ أَوْ أَرْبَعِ لَيَالٍ [5] .

رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَبِلالٍ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فمن قال: أبو

[1] في طبعة القدسي 3/ 187 «يعتم» والتصحيح من طبقات ابن سعد 7/ 510 وفي الاستيعاب 2/ 426 «لم يفتك» .

[2]

قوله غير موجود في التاريخ، ولا في: معرفة الرجال.

[3]

هكذا في الأصل. وقد أثبتها القدسي في طبعته 3/ 188 «الصنابح» قال: التصويب من الإصابة والخلاصة.

وأقول: إن ما جاء في الأصل صحيح، حيث يجوز: الصّنابح، والصّنابحيّ. انظر: معرفة الرجال لابن معين 2/ 152 رقم 482 و 485 و 486.

[4]

في الطبقات 7/ 509.

[5]

في التاريخ الصغير للبخاريّ 84 «منذ خمس» .

ص: 475

عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ أَخْطَأَ، وَمَنْ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ أَخْطَأَ، وَجَعَلَ كُنْيَتَهُ اسْمَهُ.

قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ.

209-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ [1] نَزِيلُ فِلَسْطِينَ.

رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ الْحَبَشِيُّ الأَسْوَدُ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمَكْحُولٌ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بَعَثَهُ عُمَرُ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ.

وَكَانَ أَبُوهُ ممّن هاجر مع أبي موسى.

[1] انظر عن (عبد الرحمن بن غنم الأشعري) في:

طبقات ابن سعد 7/ 441، وطبقات خليفة 307، وتاريخ خليفة 277، ومسند أحمد 4/ 226، والتاريخ الصغير 65، وتاريخ الثقات 297 رقم 974، والثقات لابن حبان 5/ 78، والمعرفة والتاريخ 2/ 309، 310، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 498 و 584 و 596 و 597، وفتوح البلدان 173، وتاريخ الطبري 4/ 100 و 352، والجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1300، والاستيعاب 2/ 424، 425، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 851، وأسد الغابة 3/ 318، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 302، 303 رقم 358، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 810، 811، وتذكرة الحفاظ 1/ 48، والعبر 1/ 89، والكاشف 2/ 160 رقم 3332، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 215، وسير أعلام النبلاء 4/ 45، 46 رقم 10، والبداية والنهاية 9/ 26 وفيه (عبد الله بن غنم) ، ومرآة الجنان 1/ 158، ودول الإسلام 1/ 56، والإصابة 3/ 97، 98 رقم 6375، وتهذيب التهذيب 6/ 250، 251 رقم 498، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1077، والنجوم الزاهرة 1/ 198، وطبقات الحفاظ 30، وخلاصة تذهيب التهذيب 233، وشذرات الذهب 1/ 84، ورجال البخاري 2/ 878 رقم 1501.

[2]

في الطبقات 7/ 441.

ص: 476

وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ.

قُلْتُ: وَخَرَّجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] لَهُ أَحَادِيثُ، وَهِيَ مَرَاسِيلُ فِيمَا يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ.

وَذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِي الصَّحَابَةِ.

وَذُكِرَ عَنِ اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ أَنَّهُمَا قَالا: لَهُ صُحْبَةٌ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَبِفِلَسْطِينَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ، وَهُوَ رَأْسُ التَّابِعِينَ.

وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَخَلِيفَتُهُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ.

210-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ [3] أَبُو حَاتِمٍ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ، ابْنُ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَمِيرُ سجستان.

[1] انظر ج 4/ 226.

[2]

في تاريخه 277 وطبقاته 307.

[3]

انظر عن (عبيد الله بن أبي بكرة) في:

طبقات ابن سعد 7/ 190، وطبقات خليفة 203، وتاريخ خليفة 210 و 218 و 219 و 277 و 279 و 295 و 296، والمحبّر 150، والتاريخ الكبير 5/ 375 رقم 1192، وتاريخ الثقات 315 رقم 1051، والثقات لابن حبان 7/ 143، والمعارف 2 و 533 و 557، وعيون الأخبار 1/ 337، وأنساب الأشراف 1/ 496- 505، و 4 ق 1/ 42 و 176 و 376 و 387 و 463 و 468 و 470 و 472 و 474، و 5/ 172 و 179، وتاريخ اليعقوبي 2/ 232 و 287، والعقد الفريد 1/ 293 و 300، وأخبار القضاة 1/ 302، والأغاني 18/ 219، وربيع الأبرار 1/ 476، والبصائر 2/ 256 و 3/ 709، والأمالي للقالي 3/ 20، والمستجاد من فعلات الأجواد 96- 98، وسراج الملوك للطرطوشي 159، ولباب الآداب 90- 92 و 101 و 102 و 136، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 141، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 152 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 374 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 138، 139 رقم 44، والعبر 1/ 90، وتاريخ الطبري 5/ 332 و 6/ 153 و 154 و 165 و 320- 323 و 327 و 329 و 332 و 429، وتعجيل المنفعة 214، والنجوم الزاهرة 1/ 202، وشذرات الذهب 1/ 87، ودول الإسلام 2/ 57، وفوات الوفيات 2/ 171، ومرآة الجنان 1/ 161، والتذكرة الحمدونية 2/ 115 و 154 و 268 و 284 و 298، وفتوح البلدان 446- 448 و 489 و 491.

ص: 477

وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْكِرَامِ الأَجْوَادِ.

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَغَيْرُهُمَا.

وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ.

قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَفِي سَنَةِ ثَلاثِ وَخَمْسِينَ عُزِلَ عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان، وَكَانَ قَدْ وَلِيَهَا فِي سَنَةِ خَمْسِينَ، ثُمَّ وَلِيَهَا فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ.

كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ.

قَالَ أَبُو هِلالٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [2] قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَأَيْنَاهُ يَتَوَضَّأُ بِالْبَصْرَةِ هَذَا الْوُضُوءِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، فَقُلْتُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْحَبَشِيُّ يَلُوطُ إِسْتَهُ، يَعْنِي يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ [3] .

وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ مِنَ الأَجْوَادِ، فَاشْتَرَى جَارِيَةً يَوْمًا بِمَالٍ عَظِيمٍ، فَطَلَبَ دَابَّةً تُحْمَلُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، فَحَمَلَهَا عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى مَنْزِلِكَ [5] .

وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ يُنْفِقُ عَلَى جِيرَانِهِ، يُنْفِقُ عَلَى أَرْبَعِينَ دَارًا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَرْبَعِينَ أَمَامَهُ، وَأَرْبَعِينَ وَرَاءَهُ، سَائِرُ نَفَقَاتِهِمْ، وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بِالتُّحَفِ [6] وَالْكِسْوَةِ وَيُزَوِّجُ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمُ التَّزْوِيجَ، وَيُعْتِقُ فِي كُلِّ عِيدٍ مِائَةَ عَبْدٍ [7] .

وَرَوَى قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَجَّهَ إلى

[1] في تاريخه 219 وانظر: 210 و 277.

[2]

في الأصل «حمرة» بالحاء المهملة، وهو أبو جمرة الضّبعيّ.

[3]

تاريخ دمشق 10/ 374 أ.

[4]

في تاريخ الثقات 315 رقم 1051.

[5]

عيون الأخبار 1/ 337، البصائر 5/ 725، سراج الملوك 159، التذكرة الحمدونية 2/ 268 رقم 708.

[6]

في التذكرة «بالأضاحي» .

[7]

سراج الموك 159، ربيع الأبرار 1/ 476، التذكرة الحمدونية 2/ 154 رقم 341.

ص: 478

عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ أَصَابَتْنِي عِلَّةٌ، فَوُصِفَ لِي لَبَنُ الْبَقَرِ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِسَبْعِمِائَةِ بَقَرَةً وَرُعَاتِهَا [1] .

وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ- وَذَكَرَهُ الْكَلْبِيُّ- أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيَّ قَدِمَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ بِسِجِسْتَانَ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ:

يُسَائِلُنِي أَهْلُ الْعِرَاقِ عَنِ النَّدَى

فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ حِلْفُ الْمَكَارِمِ

فَتَى حَاتِمِيٍّ فِي سِجِسْتَانَ دَارُهُ

وَحَسْبُكَ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كَحَاتِمِ

سَمَا لِبِنَاءِ الْمَكْرُمَاتِ فَنَالَهَا

بِشِدَّةِ ضِرْغَامٍ وَبَذْلِ الدَّرَاهِمِ [2]

وقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ بِسِجِسْتَانَ.

211-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ [4] الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْحِجَازِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْمُجَوِّدِينَ. مَدَحَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي أَيَّامِ عُمَرَ.

وَهُوَ الْقَائِلُ:

خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الْمَطَايَا كَأَنَّهَا

نراها على الأدبار بالقوم تنكص

[1] سراج الملوك 159، تاريخ دمشق 10/ 375 ب.

[2]

المستجاد من فعلات الأجواد 97، الأغاني 18/ 219، ولباب الآداب 137، وانظر: التذكرة الحمدونية 2/ 114 و 115.

[3]

في التاريخ 279.

[4]

انظر عن (عبيد الله بن قيس الرقيّات) في:

طبقات الشعراء لابن سلام 519 و 561، والمحبّر 138 و 167، والبيان والتّبيين 2/ 278، ونسب قريش 435، والمغازي للواقدي 784، وأنساب الأشراف 5/ 175 و 183 و 270 و 342، والشعر والشعراء 2/ 450- 452 رقم 96، والمثلّث للبطليوسي 2/ 272 و 365 و 378 و 408، ومروج الذهب 2013 و 2014 و 2197، والموشح 187، ومشاهير علماء الأمصار رقم 80، والأغاني 4/ 154، ومجموعة المعاني 82، والأمالي للقالي (الذيل) 53، وأمالي المرتضى 1/ 82 و 326 و 528 و 568، والمنازل والديار 1/ 41 و 47 و 132 و 229، والبداية والنهاية 8/ 328، وفيه (عبد الله) ، وفوات الوفيات 2/ 418 و 4/ 143 و 144، والتذكرة الحمدونية 2/ 267 و 429، وشرح شواهد المغني 47، وخزانة الأدب 3/ 265، وسمط اللآلي 294، ومعجم الشعراء في لسان العرب 339 رقم 871، وديوان عبيد الله بن قيس الرقيّات- نشره رود كناكس في فيينا 1902، ود. محمد يوسف نجم، بيروت 1958، والأخبار الموفقيات 533، والتذكرة الفخرية 469.

ص: 479

الأَبَيْاتُ الْمَشْهُورَةُ.

وَقِيلَ لِأَبِيهِ: قَيْسُ الرُّقَيَّاتِ لِأَنَّ لَهُ جَدَّاتٍ عِدَّةً يُسَمَّيْنَ رُقَيَّةَ.

212-

عُبَيْدُ بْنِ نضيلة [1]- م 4- أبو معاوية الخزاعيّ الكوفيّ المقرئ، مقريء أَهْلِ الْكُوفَةِ.

سَمِعَ: الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَمَسْرُوقًا، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيَّ، وَأَرْسَلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ على علقمة.

قرأ عليه: حمران بن أعين، ويحيى بن وثاب، وروى عنه: إبراهيم النخعي، وأشعث بن سليم، والحسن العرني.

قيل: إنه توفي في ولاية بشر بن مروان العراق، وكان مقريء أهل الكوفة في زمانه، ويقال: قَرَأَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، قُلْتُ: فَيَحْيَى عَلَى مَنْ قَرَأَ؟ قَالَ: عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، وَقَرَأَ عُبَيْدٌ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ.

213-

عبيد بن عمير [2] ابن قتادة أبو عاصم اللّيثيّ.

[1] انظر عن (عبيد بن نضيلة) في:

طبقات ابن سعد 6/ 117 و 211، وتاريخ خليفة 273 وفيه (عبيد بن فضلة) ، وطبقات خليفة 150 وفيه (نضلة) ، والتاريخ الكبير 6/ 5 رقم 498 وفيه (نضلة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 323 رقم 1085، وفيه (نضلة) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 556 وفيه (نضلة) ، والجرح والتعديل 6/ 3 رقم 12 وفيه (نضيلة) ، والثقات لابن حبان 5/ 138 وفيه (نضلة) ، والكاشف 2/ 210 رقم 3687 وفيه (نضيلة) ، وتهذيب التهذيب 7/ 75، 76 رقم 164 وفيه (فضلة) ، وتقريب التهذيب 5451 رقم 1577، وغاية النهاية 1/ 497، 498 رقم 2071 وفيه (نضلة) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، ولم يترجم له المؤلّف- رحمه الله في معرفة القراء، بل ذكره خلال ترجمة (حمران بن أعين) ج 1/ 70 رقم 26 وسمّاه: عبيد بن نضيلة، وقال: قرأ عبيد على ابن مسعود، وقد اختلف في عبيد بن نضيلة المقرئ، والثبت أنه قرأ على علقمة، عن ابن مسعود. ورجال مسلم 2/ 26 رقم 1060 وفيه (ابن نضيلة) .

[2]

انظر عن (عبيد بن عمير) في:

طبقات ابن سعد 5/ 463، وطبقات خليفة 279، والتاريخ لابن معين 2/ 386، والتاريخ

ص: 480

الْجُنْدَعِيُّ [3] الْمَكِّيُّ الْوَاعِظُ الْمُفَسِّرُ.

وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وروى عن: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِيهِ عُمَيْرٍ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ، وَكَانَ ثِقَةً إِمَامًا.

قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَصَّ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [4] .

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ: خَفِّفْ فَإِنَّ الذِّكْرَ ثَقِيلٌ [5] ، تَعْنِي إِذَا وَعَظْتَ.

وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ، وَلِحْيَتُهُ صفراء [6]

[ () ] الكبير 5/ 455 رقم 1479، وتاريخ الثقات للعجلي 321 رقم 1082، والثقات لابن حبان 5/ 132، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 163 رقم 949، والمعرفة والتاريخ 2/ 23 و 24 و 155 و 3/ 73 و 147 و 148، وتاريخ أبي زرعة 1/ 515، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 115 و 182 و 261 و 277 و 2/ 300 و 290 و 3/ 286 و 291 و 292، والجرح والتعديل 5/ 409 رقم 1896، وجمهرة أنساب العرب 184، والكاشف 2/ 209 رقم 3679، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 219، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 367، وأنساب الأشراف 5/ 361، ومشاهير علماء الأمصار 592، وثمار القلوب 57، والمعارف 434، وحلية الأولياء 3/ 266- 279 رقم 242، والاستيعاب 2/ 441، وأسد الغابة 3/ 353، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 895، وتذكرة الحفاظ 1/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 156، 157 رقم 56، والكاشف 2/ 209 رقم 3679، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 219، والبداية والنهاية 9/ 5، 6، والعقد الثمين 5/ 543، وغاية النهاية 1/ 496، 497 رقم 2064، والإصابة 3/ 78 رقم 6242، وتهذيب التهذيب 7/ 71 رقم 148، وتقريب التهذيب 1/ 554 رقم 1561، والنجوم الزاهرة 1/ 197، وطبقات الحفاظ 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 255، ورجال البخاري 2/ 498 رقم 764، ورجال مسلم 2/ 37 رقم 1062.

[3]

مهملة في الأصل، والتحرير من (اللباب 1/ 240) .

[4]

أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 463.

[5]

طبقات ابن سعد 5/ 464.

[6]

طبقات ابن سعد 5/ 464.

ص: 481

تُوُفِّيَ قَبْلَ وَفَاةِ ابْنِ عُمَرَ بِيَسِيرٍ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.

214-

عَبِيدَةُ [1] بْنُ عَمْرٍو السّلمانيّ [2] المراديّ، من سَلْمَانَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ مُرَادٍ. كَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ بِالْكُوفَةِ.

أَسْلَمَ زمَنَ الْفَتْحِ، وَلَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَخَذَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.

رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعيُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، وَأَبُو حَسَّانٍ مُسْلِمُ الأَعْرَجُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ.

قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ عَبيدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْقَضَاءِ.

وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : كَانَ عَبِيدَةُ أَعْوَرَ، وَكَانَ أَحَدَ أَصْحَابِ ابن مسعود الذين يفتون ويقرئون.

[1] بفتح أوله، وكسر ثانيه.

[2]

انظر عن (عبيدة بن عمرو السّلماني) في:

طبقات ابن سعد 6/ 93- 95 وفيه (عبيدة بن قيس) ، وطبقات خليفة 146، وتاريخ خليفة 268، وفيه (ابن قيس) ، والتاريخ لابن معين 2/ 387، 388، والتاريخ الكبير 6/ 82 رقم 1777، والتاريخ الصغير 75، والتاريخ الثقات للعجلي 325 رقم 1093، والمعارف 425، وتاريخ أبي زرعة 1/ 651 و 655، والجرح والتعديل 6/ 91 رقم 466، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 735، والاستيعاب 2/ 444، وتاريخ بغداد 11/ 117- 120 رقم 5814، وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، والثقات لابن حبان 5/ 139، وأسد الغابة 3/ 356، واللباب 1/ 552، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 317 رقم 384، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 900، وتذكرة الحفاظ 1/ 47، والعبر 1/ 79، وسير أعلام النبلاء 4/ 40- 44 رقم 9، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 328، وغاية النهاية 1/ 498 رقم 2073، والإصابة 3/ 102، 103 رقم 6405، وتهذيب التهذيب 7/ 84، 85 رقم 185، وتقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1598، والنجوم الزاهرة 1/ 189، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، وشذرات الذهب 1/ 78، وتاج العروس (مادّة سلّم) ، ورجال البخاري 2/ 504 رقم 778، ورجال مسلم 2/ 28، 29 رقم 1068.

والسلماني: بفتح السين وسكون اللام.. نسبة إلى سلمان بن يشكر.. وأصحاب الحديث يفتحون اللام. (انظر اللباب 1/ 552) وقال يحيى بن معين: «لم يكن عيسى بن يونس يقول: عبيدة السلماني وكان يقول: عبيدة السلماني، مفتوحة» . (التاريخ 2/ 388) .

[3]

في تاريخ الثقات 325 رقم 1093.

ص: 482

وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَشَدَّ تَوَقِّيًا مِنْ عَبِيدَةَ.

وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ مُكْثِرًا عَنْ عَبِيدَةَ [1] .

هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: سَمِعْتُ عَبِيدَةَ يَقُولُ: أَسْلَمْتُ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِسَنَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ وَلَمْ أَلْقَهُ [2] .

هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الأَشْرِبَةِ، فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا الْعَسَلُ وَاللَّبَنُ وَالْمَاءُ [3] .

هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ، فَقَالَ: لأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ [4] .

تُوُفِّيَ عَلَى الصَّحِيحِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ.

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو مُسْلِمٍ، وَأَبُو عَمْرٍو.

215-

الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ [5] أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَحَدُ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ الَّتِي

[1] قال العجليّ: كان ابن سيرين من أروى الناس عنه، وكل شيء روى محمد بن سيرين عن عبيدة سوى رأيه، فهو عن عليّ. (تاريخ الثقات 325) .

[2]

طبقات ابن سعد 6/ 93.

[3]

طبقات ابن سعد 6/ 95.

[4]

طبقات ابن سعد 6/ 95.

[5]

انظر عن (العرباض بن سارية) في:

طبقات ابن سعد 4/ 276 و 7/ 412، وطبقات خليفة 52 و 301، والتاريخ لابن معين 2/ 399، ومسند أحمد 4/ 126، والمحبّر 281، والمغازي للواقدي 800 و 994 و 1024 و 1036 و 1037، والتاريخ الكبير 7/ 85 رقم 381، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 92، والمعرفة والتاريخ 2/ 344- 349، وتاريخ أبي زرعة 1/ 606، والجرح والتعديل 7/ 39 رقم 208، وحلية الأولياء 2/ 13، 14 رقم 103، والاستيعاب 3/ 166، 167، وأسد الغابة 3/ 192، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 330 رقم 402، ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 678، والكامل في التاريخ 4/ 392، ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 578، والكامل في التاريخ 4/ 392، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 926، وتحفة الأشراف 7/ 286، والعبر 1/ 85، وسير أعلام النبلاء 3/ 419- 422 رقم 71، والكاشف 2/ 228 رقم 3821، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 89، والبداية والنهاية 9/ 7، ومشاهير

ص: 483

بِمَسْجِدِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ البكّاءين الذين نَزَلَ فِيهِمْ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ 9: 92 الآيَةَ [1] .

سَكَنَ حِمْصَ.

رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي عُبَيْدَةَ.

رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو رُهْمٍ السَّمَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَالْمُهَاجِرُ بْنُ حَبِيبٍ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ.

قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُقْبَضَ، فَكَانَ يَدْعُو:

اللَّهمّ كَبِرَتْ سِنِّي وَوَهَنَ عَظْمِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ أُصَلِّي وَأَدْعُو أَنْ أُقْبَضَ إِذَا أَنَا بِفَتًى شَابٍّ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَعَلَيْهِ دُوَّاجٍ [2] أَخْضَرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تَدْعُو بِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ أَدْعُو يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: قُلْ: اللَّهمّ حَسِّنِ الْعَمَلَ وَبَلِّغِ الأَجَلَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا رَتَبَايِيلُ الَّذِي يَسِلُّ الْحُزْنَ مِنْ صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ وَلَهُ اسْمٌ لا يُحِبُّهُ غَيَّرَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَكْبَرُنَا الْعِرْباضُ بْنُ سَارِيَةَ، فَبَايَعْنَاهُ [3] .

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا أَبُو بَكْر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: لَوْلا أَنْ يُقَالَ: فَعَلَ أَبُو نجيح لألحقت مالي

[ () ] علماء الأمصار، رقم 331، ومرآة الجنان 1/ 156، والإصابة 2/ 473 رقم 5501، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 146، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، وشذرات الذهب 1/ 82، ودول الإسلام 1/ 55، ومشتبه النسبة، ورقة 21 أ.

[1]

سورة التوبة، الآية 92.

[2]

دوّاج: مثل رقّان وغراب: اللحاف الّذي يلبس. أو هو ضرب من الثياب. (لسان العرب) .

[3]

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51، 52 وقال: رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.

ص: 484

سُبُلَهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ وَادِيًا مِنْ أَوْدِيَةِ لُبْنَانَ، فَعَبَدْتُ اللَّهَ حَتَّى أَمُوتَ [1] .

وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ: سَمِعْتُ عُمَرَ أَبَا حَفْصٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: أَعْطَى مُعَاوِيَةُ الْمِقْدَامَ حِمَارًا مِنَ الْمَغْنَمِ، فَقَالَ لَهُ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: مَا كَانَ لَكَ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَكَ، كَأَنِّي بِكَ فِي النَّارِ تَحْمِلُهِ عَلَى عُنُقِكَ، فَرَدَّهُ.

قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ.

216-

عَطِيَّةُ بْنُ بُسْرٍ [2] الْمَازِنِيُّ [3]- ت- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ [4] .

ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَدَّمَا لَهُ تَمْرًا وَزُبْدًا، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ.

قَالَهُ صَدَقَةُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِمَا.

217-

عَطِيَّةُ السَّعْدِيُّ [5]- د ت ق- ابن عروة، ويقال: ابن سعد، ويقال: ابن

[1] الحديث مختصر في طبقات ابن سعد 4/ 276.

[2]

في الأصل «بشير» والتصويب من الإصابة حيث قيّده بضمّ الباء وسكون السين المهملة.

[3]

انظر عن (عطية بن بسر المازني) في:

التاريخ الكبير 7/ 10 رقم 45، وتاريخ أبي زرعة 1/ 216، والجرح والتعديل 6/ 381 رقم 2118، والثقات لابن حبّان 3/ 307 و 5/ 263، والاستيعاب 3/ 145، 146، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 939، والكاشف 2/ 235 رقم 3874، وتحفة الأشراف 7/ 297 رقم 375، وتهذيب التهذيب 7/ 223 رقم 410، وتقريب التهذيب 2/ 24 رقم 213، والإصابة 2/ 484 رقم 5568، وخلاصة تذهيب التهذيب 267، والعقد الفريد 3/ 162، والبداية والنهاية 8/ 328، وتعجيل المنفعة 287 رقم 742.

ويقال في نسبته: الهلاني. (الاستيعاب 1/ 146) .

[4]

ذكر ابن حبّان صاحب الترجمة (عطية بن بسر) مرتين، مرّة في الصحابة، ومرة في التابعين، في الأولى: عطية بن بسر المازني، وفي الثانية: عطية بن بسر الشامي. (الثقات 3/ 307 و 5/ 261) قال ابن حجر في ترجمة (عطية بن بسر الشامي) : فرّق ابن حبّان بينه وبين عطية بن بسر المازني، فذكر المازني في الصحابة، وذكر هذا في ثقات التابعين، وقال:

«شيخ من أهل الشام حديثه عند أهلها» . (تعجيل المنفعة 287) .

[5]

انظر عن (عطيّة السعدي) في:

طبقات ابن سعد 7/ 430، وطبقات خليفة 55، ومسند أحمد 4/ 226، والتاريخ الكبير 7/ 8 رقم 33، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 405، والجرح والتعديل 6/ 383 رقم 2127، والثقات لابن حبّان 3/ 307، والاستيعاب 3/ 144، 145، وتهذيب الكمال 2/ 940، وتحفة الأشراف 7/ 297 رقم 376، والكاشف 2/ 235 رقم 3879، وتهذيب

ص: 485

عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْقَيْنِ.

لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَنَزَلَ الْبَلْقَاءَ بِالشَّامِ، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِالْبَلْقَاءِ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَبُو عُرْوَةَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ.

قَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«الْيَدُ الْمُعْطِيَةُ خَيْرٌ من اليد السّفلى» [1] . 218- عقبة بن صهبان [2]- خ م د ق- الأزدي البصريّ.

رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ عَمَّارٍ، وَغَيْرِهِمْ.

رَوَى عَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، وَقَتَادَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ وِلايَةِ الْحَجَّاجِ عَلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً.

219-

عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ [4]

[ () ] التهذيب 7/ 227، 228 رقم 417، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 221، والإصابة 2/ 485 رقم 5573، وخلاصة تذهيب التهذيب 268.

[1]

أخرجه أحمد في المسند 4/ 226.

[2]

انظر عن (عقبة بن صهبان) في:

طبقات ابن سعد 7/ 146، وطبقات خليفة 305، وتاريخ خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 309، والتاريخ الكبير 6/ 431 رقم 2889، وتاريخ الثقات لابن حبان 337 رقم 1151، والثقات لابن حبّان 5/ 225، والمعرفة والتاريخ 3/ 24، والجرح والتعديل 6/ 312 رقم 1736، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 944، والكاشف 2/ 237 رقم 3895، وتهذيب التهذيب 7/ 242 رقم 438، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 241، وعيون الأخبار 2/ 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، ورجال البخاري 2/ 564 رقم 888، ومسلم 2/ 108 رقم 1270.

[3]

في الطبقات 7/ 146.

[4]

انظر عن (علقمة بن وقّاص) في: رجال البخاري 2/ 575 رقم 907، وطبقات ابن سعد 5/ 60، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 292 و 300، والتاريخ الكبير 7/ 40 رقم 176، وتاريخ الثقات للعجلي 342 رقم 1164، والمعرفة والتاريخ 1/ 393، وتاريخ الطبري 2/ 588 و 611 و 4/ 453 و 476، والجرح والتعديل 6/ 405 رقم 2259، والثقات لابن حبان 5/ 209، والاستيعاب 3/ 126، وأسد الغابة 3/ 126، وأسد الغابة 4/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر)

ص: 486

- ع- الليثي العتواري [5] المدني. جَدُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ.

سَمِعَ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ.

وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [6] ، وكان قليل الرواية.

220-

عمارة بن رويبة [7]- م د ت ن- الثقفيّ. صَحَابِيٌّ مَعْرُوفٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، كُنْيَتُهُ أَبُو زُهَيْرَةَ.

رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ عَلِيٍّ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وَهُوَ الَّذِي رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ رَافِعًا يديه، فقال: قبّح الله هاتين

[ () ] 2/ 954، والكاشف 2/ 242 رقم 3934، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 222، وتهذيب التهذيب 7/ 280، 281 رقم 488، وتقريب التهذيب 2/ 31 رقم 290، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، وتذكرة الحفاظ 1/ 50، وسير أعلام النبلاء 4/ 61، 62 رقم 15، والإصابة 3/ 81 رقم 6260، وطبقات الحفاظ للسيوطي 16، والمشاهير رقم 459، ورجال مسلم 2/ 104 رقم 1260.

[5]

العتواري: بضم العين وسكون التاء وفتح الواو

نسبة إلى عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. ووهم السمعاني فقال إنه بطن من الأزد. (انظر: اللباب 2/ 121) .

[6]

في الطبقات 5/ 60.

[7]

انظر عن (عمارة بن رويبة) في:

طبقات ابن سعد 6/ 40، وطبقات خليفة 55 و 131، ومسند أحمد 4/ 135 و 261، والتاريخ الكبير 6/ 494 رقم 3090، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 200، وتاريخ الثقات للعجلي 353 رقم 1212، والثقات لابن حبّان 5/ 263، والجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2012، والاستيعاب 3/ 20، وأنساب الأشراف 5/ 170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 312، وأسد الغابة 4/ 49، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1000، وتحفة الأشراف 7/ 486، 487 رقم 391، والكاشف 2/ 262 رقم 4069، والإصابة 2/ 515 رقم 5715، وتهذيب التهذيب 7/ 416 رقم 675، وتقريب التهذيب 2/ 49 رقم 365، والإكمال 4/ 102، والجمع بين رجال الصحيحين 396، والوافي بالوفيات 22/ 404 رقم 278، ورجال مسلم 2/ 91 رقم 1231.

ص: 487

الْيَدَيْنِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ أَوْ أربع وسبعين.

221-

عمر بن أبي سلمة [1] ابن عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالٍ، أَبُو حَفْصٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَبِيبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، عَلَى مَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَذَلِكَ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلُ.

وَعَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ.

قُلْتُ: لَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُهُ أَبُو سَلَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَوْلادٍ:

عُمَرُ، وَهُوَ الأَكْبَرُ فِيمَا أَرَى، وَسَلَمَةُ، وَزَيْنَبُ، وَدُرَّةُ، وَقَدْ تَزَوَّجَ عُمَرُ، وَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، وَقَدْ تَزَوَّجَ نَبِيُّ اللَّهِ بِأُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَوَرَدَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي زَوَّجَ أُمَّهُ، وأنّه كان صبيّا مميّزا [3] .

[1] انظر عن (عمر بن أبي سلمة) في:

المحبّر لابن حبيب 84 و 293، والمغازي للواقدي 343 و 344 و 721، والتاريخ الكبير 9/ 139 رقم 1953، والتاريخ الصغير 83، وتاريخ خليفة 200 و 292 و 300 و 410، والتاريخ لابن معين 2/ 430، ومسند أحمد 4/ 26، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 169، والمعارف 125 و 131 و 238، وأنساب الأشراف 1/ 430 و 432، وتاريخ اليعقوبي 2/ 201، وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1235، والثقات لابن حبّان 3/ 263، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 124، والمعرفة والتاريخ 1/ 271، وتاريخ أبي زرعة 1/ 525، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 4/ 445 و 451 و 480 و 5/ 139، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 632 (باسم: عمر بن عبد الله بن عبد الأسد) ، والاستيعاب 2/ 474، 475، وتاريخ بغداد 1/ 194 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 339، وأسد الغابة 4/ 79، والكامل في التاريخ 4/ 106، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 16 رقم 5، وجمهرة أنساب العرب 88، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 116 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1010، وتحفة الأشراف 8/ 128- 132 رقم 396، والكاشف 2/ 271 رقم 4129، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 153، والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 120 أ، والبداية والنهاية 8/ 323، والوافي بالوفيات 22/ 501 رقم 351، وسير أعلام النبلاء 3/ 406- 408 رقم 63، والعقد الثمين 6/ 307، والإصابة 2/ 519 رقم 5740، وتهذيب التهذيب 7/ 455، 456 رقم 758، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، ورجال البخاري 2/ 507، 508 رقم 781، ورجال مسلم 2/ 32 رقم 1075.

[2]

في الاستيعاب 2/ 474.

[3]

أخرجه النسائي في النكاح 6/ 81 باب إنكاح الابن أمّه، وابن حجر في الإصابة 2/ 519.

ص: 488

وَكَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي أُطُمِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مَعَ النِّسَاءِ، فَكَانَ يَحْمِلُ ابْنَ الزُّبَيْرِ لِيَنْظُرَ، فَهَذِهِ الأَشْيَاءُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ وَلا بُدَّ.

وَكَانَ عِنْدَ أُمِّهِ أمِّ سَلَمَةَ، وَعَلَّمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«يَا بُنَيَّ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» [1] . وَرَوَى عَنْ أُمِّهِ.

رَوَى عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَابْنُ الُمُسَيِّبُ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَقُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَأَبُو وَجْزَةَ [2] السَّعْدِيُّ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمْ.

وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَمَّهُ مِنَ الرَّضَاعِ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ الْأَثِيرِ [4] قَدْ وَرَّخَ مَوْتَهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، فَيُؤَخَّرُ.

222-

عَمْرُو بْنُ أخطب [5]- م 4- أبو زيد الأنصاري الخزرجيّ الأعرج.

[1] أخرجه البخاري في الأطعمة 9/ 458 باب التسمية على الطعام والأكل باليمين، ومسلم في الأشربة (2022) باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وأبو داود (3787) ، والترمذي (1858) ، ومالك في الموطّأ 6684 رقم 1694، والحاكم في الأسامي والكنى، ج 1 الورقة 120 أ.

[2]

في الأصل «وحزه» وهو تحريف.

[3]

قوله ليس في طبقات ابن سعد حيث لم يترجم له.

[4]

أرّخ ابن الأثير وفاته في أسد الغابة كما هنا (4/ 79) وفي الكامل في التاريخ أرّخه بسنة 86 هـ. (5/ 525) .

[5]

انظر عن (عمرو بن أخطب في) :

مسند أحمد 5/ 77 و 340، وطبقات ابن سعد 7/ 28، وطبقات خليفة 104 و 187، والتاريخ لابن معين 2/ 440، والتاريخ الكبير 6/ 309 رقم 2488، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 326، والمعرفة والتاريخ 1/ 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 207 و 559، 560، وتاريخ الطبري 3/ 180، والجرح والتعديل 6/ 220 رقم 1215، والاستيعاب 2/ 524، 525، ومعرفة الرجال 2/ 116 رقم 335، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 32، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 202 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 372، وأسد الغابة 4/ 190، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1025، وتحفة الأشراف 8/ 133، 134 رقم 398، والكاشف 2/ 280 رقم 4191، وسير أعلام النبلاء 3/ 473، 474 رقم 100، والبداية والنهاية 8/ 324 (وفيه عمر) ، والإصابة 2/ 522 رقم 5759، و 4/ 78 رقم

ص: 489

غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَقَالَ:«اللَّهمّ جَمِّلْهُ» فَبَلَغَ مِائَةَ سَنَةٍ، وَلَمْ يَبْيَضَّ مِنْ شَعْرِهِ إِلا الْيَسِيرُ [1] . نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ.

رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ بَشِيرٌ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وعلباء بْنُ أَحْمَرَ، وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.

223-

عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ [2] وَيُقَالُ عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، أَبُو عِيَاضٍ الْعَنْسِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَكَنَ دَارَيَّا، وَقِيلَ: كنيته أبو عبد الرحمن، من كبار تابعييّ الشَّامِ.

رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأُمِّ حَرَامِ بِنْتِ ملحان، وغيرهم.

[ () ] 461، وتهذيب التهذيب 418 رقم 4، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 534، وخلاصة تذهيب التهذيب 243، وفتوح البلدان 92، 93، ورجال مسلم 2/ 64 رقم 1162.

[1]

أخرجه الترمذي في المناقب (3629) من طريق: محمد بن بشار، عن أبي عاصم النبيل، عن عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، حدّثنا أبو زيد بن أخطب، قَالَ: مسح رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ على وجهي ودعا لي. قال عزرة إنه عاش مائة وعشرين سنة، وليس في رأسه إلّا شعرات بيض.

وأخرجه أحمد في المسند 5/ 77 و 341، وانظر طبقات ابن سعد 7/ 28.

[2]

انظر عن (عمرو بن الأسود) في:

طبقات ابن سعد 7/ 442، وطبقات خليفة 280، والتاريخ الكبير 6/ 315 رقم 2504، والتاريخ الصغير 59 و 64، وتاريخ الثقات للعجلي 362 رقم 1248، والثقات لابن حبّان 7/ 171، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 860، والمعرفة والتاريخ 2/ 314 و 348، وتاريخ أبي زرعة 1/ 392، والجرح والتعديل 6/ 220، 221 رقم 1222، وحلية الأولياء 5/ 155- 157 رقم 310، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 134/ 196 أ، وأسد الغابة 4/ 84، 85، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وسير أعلام النبلاء 4/ 79- 81 رقم 26، والكاشف 2/ 280 رقم 4192، والإصابة 3/ 120 رقم 6526، وتهذيب التهذيب 8/ 4- 6 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 535، وخلاصة تذهيب التهذيب 287، ورجال مسلم 2/ 66 رقم 1168.

[3]

تحرّفت هذه النسبة في طبقات خليفة 280 إلى «العبسيّ» بالباء الموحّدة، وفي الجرح والتعديل 6/ 220 إلى «القيسي» بالقاف والياء المثنّاة.

ص: 490

رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ سَيْفٍ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنَ سُمَيْعٍ: عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ هُوَ عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، يُكَنَّى أَبَا عِيَاضٍ [1] .

قُلْتُ وَحَدِيثُهُ فِي «صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ» في الجهاد [2] : عمير بن الأسود.

وقال أحمد في «مسندة» [3] : ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ، وَحَكَى ابْنُ عُمَيْرٍ قَالا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ فَقَطْ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى عُمَرَ.

وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي زُرَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الألهاني [4] ، أن عمرو بن الأسود قدم المدينة، فرآه ابن عمر يصلي، فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هَذَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِقِرًى وَعَلَفٍ وَنَفَقَةٍ. فَقَبِلَ الْقِرَى وَالْعَلَفَ وَرَدَّ النَّفَقَةَ [5]، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذَلِكَ.

[1] العبارة في تاريخ أبي زرعة 1/ 392: «وعمرو بن الأسود يكنى أبا عياض» .

[2]

باب ما قيل في قتال الروم 3/ 232 والحديث رواه البخاري عن: إسحاق بن يزيد الدمشقيّ، حدّثنا يحيى بن حمزة، قال: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أن عمر بن الأسود العنسيّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نازل في ساحل حمص، وهو في بناء له ومعه أم حرام، قال عمير: فحدّثتنا أمّ حرام أَنَّهَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أوجبوا» قالت أمّ حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم! قال:«أنت فيهم» . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مغفور لهم» فقلت: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا» . وهو في حلية الأولياء 5/ 156.

[3]

ج 1/ 18، 19، وانظر حلية الأولياء 5/ 156.

[4]

الألهاني: بفتح الألف وسكون اللام. نسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك.

(اللباب 1/ 66) .

[5]

حتى هنا في سير أعلام النبلاء 4/ 80.

ص: 491

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوهِيُّ [1] . أنا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنبأ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي قَالُوا:

نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (بْنِ)[2] الْمُسْلِمَةِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، ثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ [3] ، ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ [4] بْنِ سعيد [5] ، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي أنه كان إذا خرج إلى المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك، فَقَالَ: مَخَافَةُ أَنْ تُنَافِقَ يَدَيْ [6] .

قُلْتُ: لِئَلا يَخْطُرَ بِهَا فِي مِشْيَتِهِ.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ [7] : حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الشَّبَعِ مَخَافَةَ الْأَشَرِ [8] .

224-

عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ [9] الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، لَهُ صحبة.

[1] الأبرقوهي: بفتح الألف والباء الموحّدة وسكون الراء وضمّ القاف. نسبة إلى أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان. (اللباب 1/ 24) .

[2]

«بن» ساقطة من الأصل.

[3]

في الأصل «الفرياني» ، والتصحيح من اللباب 2/ 211.

[4]

مهمل في الأصل، والتحرير من خلاصة التذهيب حيث قيّده بكسر الحاء المهملة.

[5]

في سير أعلام النبلاء 4/ 80 «سعد» .

[6]

حلية الأولياء 2/ 156 وفيه «مخافة الخيلاء» .

[7]

مهمل في الأصل.

[8]

حلية الأولياء 5/ 156.

[9]

انظر عن (عمر بن حريث) في:

طبقات ابن سعد 6/ 23، ونسب قريش 233، والمحبّر 156 و 342 و 379، وطبقات خليفة 20 و 126، ومسند أحمد 4/ 306، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2479، والتاريخ الصغير 91، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 134، وتاريخ الثقات للعجلي 363 رقم 1254، والثقات لابن حبان 3/ 272، والمعارف 293 و 480 و 576، والاشتقاق لابن دريد 61 و 92، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وأنساب الأشراف 1/ 228 و 260 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 657 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 412، والزهد لابن المبارك 356، وفتوح البلدان 276 و 305، والبيان والتبيين 4/ 81، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 286، ومروج الذهب 1896 و 1919، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1254، وتاريخ الطبري 5/ 523، وذيل المذيّل 547، والاستيعاب 2/ 515، والجمع بين رجال

ص: 492

قَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ بِالْكُوفَةَ.

قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ.

225-

عمرو بن عتبة [2] ابن فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ.

عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسُبَيْعَةَ الأسلمية.

وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَحَوْطُ بْنُ رَافِعٍ الْعَبْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ الْهَمْدَانِيُّ، لَكِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يَرْعَى رِكَابَ أَصْحَابِهِ وَغَمَامَةً تُظِلُّهُ، وَكَانَ يُصَلِّي وَالسَّبُعُ يَضْرِبُ بِذَنَبِهِ يَحْمِيهِ [3] .

وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبد الله بن ربيعة قال: قال

[ () ] الصحيحين 1/ 363، وأسد الغابة 4/ 213، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وتحفة الأشراف 8/ 143- 146 رقم 402، والعبر 1/ 100، وسير أعلام النبلاء 3/ 417- 419 رقم 70، والكاشف 2/ 282 رقم 4206، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 176، ومجمع الزوائد 9/ 405، والعقد الثمين 6/ 368، والإصابة 2/ 531 رقم 5808، وتهذيب التهذيب 8/ 17، 18 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 559، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 1/ 95، والأخبار الطوال 223، 224، والخراج وصناعة الكتابة 379، ورجال مسلم 2/ 65 رقم 1165، وسيعيده المؤلّف في الجزء التالي.

[1]

في الطبقات 20 و 126.

[2]

انظر عن (عمر بن عقبة) في:

طبقات ابن سعد 6/ 206، والأخبار الموفقيات 467، 468، والمغازي للواقدي 994، وطبقات خليفة 142 و 143، والتاريخ الكبير 6/ 360 رقم 2636، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1273، والثقات لابن حبان 5/ 173 و 7/ 227، والمعرفة والتاريخ 2/ 585، 586، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 345، وتاريخ الطبري 4/ 305 و 306 و 309، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 140، والجرح والتعديل 6/ 250 رقم 1382، وجمهرة أنساب العرب 263، والكامل في التاريخ 3/ 133 و 134، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1042، وتهذيب التهذيب 8/ 75، 76 رقم 110، وتقريب التهذيب 2/ 74 رقم 631، وحلية الأولياء 4/ 155- 158 و 259، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، وصفة الصفوة 3/ 68 رقم 404.

[3]

حلية الأولياء 4/ 157، وانظر الزهد لابن المبارك 301 رقم 869.

ص: 493

عُتْبَةُ [1] بْنُ فَرْقدٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلا تُعِينَنِي عَلَى ابْنِي؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا عَمْرُو، أَطِعْ أَبَاكَ. فَقَالَ: يَا أَبَهْ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي فَدَعْنِي، فَبَكَى أَبُوهُ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبًّا للَّه، وَحُبَّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ، قَالَ:

يَا أَبَهْ إِنَّكَ كُنْتَ أتَيْتَنِي بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي أَمْضَيْتُهُ. قَالَ: قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَأَمْضَاهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ دِرْهَمٌ [2] .

وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: قَامَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُصَلِّي، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ 40: 18 الآيَةَ [3] . فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ، ثُمَّ قَعَدَ، فَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحَ [4] .

وَيُرْوَى أَنَّ حَنَشًا جَاءَهُ فِي الصَّلاةِ، فَالْتَفَّ عَلَى رِجْلِهِ، فَلَمْ يَتْرُكْ صَلاتَهُ [5] .

وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ [6] عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ عَلَى فَرَسِهِ لَيْلا، فيقف على القبور، فيقول: يا أهل الْقُبُورِ قَدْ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَقَدْ رُفِعَتِ الأَعْمَالُ، ثُمَّ يَبْكِي وَيَصُفُّ [7] قَدَمَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَرْجعُ فَيَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ [8] . رَوَاهَا النَّسَائِيُّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي «السُّنَنِ» ، وعيسى لم يدرك عمرا.

[1] في الأصل «عقبة» وهو تحريف.

[2]

حلية الأولياء 4/ 156.

[3]

سورة غافر- الآية 18.

[4]

حلية الأولياء 4/ 158.

[5]

روى أبو نعيم من طريق: بشر بن المفضّل، عن سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين قال: كان عمرو بن عتبة لا يزال رجلا يتشبه به قد صحبه، فبينما هو ليلة في فسطاط يصلّي خارجا من الفسطاط إذ جاءه أسود حتى مرّ في قبلة صاحبه عمرو فلم ينصرف، ثم أتى الفسطاط فجاء حتى انطوى على رجل عمرو فلم ينصرف، فلما أراد أن يسجد جاء حتى انطوى في موضع سجوده فسجد عليه- أو قال فنحّاه- ثم سجد، فلما أصبح عمرو دخل عليه فأخبره بمرّ الأسود بين يديه وأنه لم ينصرف وهو يرى أنه قد صنع شيئا، فأراه عمرو وأثره على رجله وأخبره بما صنع.

[6]

في الزهد- ص 13 رقم 29.

[7]

في الزهد: «يصفن» بمعنى يضم. والمثبت يتفق مع ما في حلية الأولياء.

[8]

الزهد، حلية الأولياء 4/ 158.

ص: 494

وَعَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُفطِرُ عَلَى رَغِيفٍ وَيَتَسحَّرُ بِرَغِيفٍ [1] .

وَقَالَ فُضَيْلٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَأَنَا أَنْتَظِرُ الثَّالِثَةَ: سَأَلْتُهُ أَنْ يُزَهِّدَنِي فِي الدُّنْيَا فَمَا أُبَالِي مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقَوِّيَنِي عَلَى الصَّلاةِ فَرَزَقَنِي مِنْهَا، وَسَأَلْتُهُ الشَّهَادَةَ، فَأَنَا أَرْجُوهَا [2] .

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا مَسْرُوقٌ، وَعَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ، وَمِعْضَدٌ الْعِجْلِيُّ غَازِينَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَاسَبَذَانَ [3] ، وَأَمِيرُهَا عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَقَالَ لَنَا ابْنُهُ عَمْرُو: إِنَّكُمْ إِنْ نَزَلْتُمْ عَلَيْهِ صَنَعَ لَكُمْ نُزُلا، وَلَعَلَّ أَنْ تَظْلِمُوا فِيهِ أَحَدًا، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ قُلْنَا فِي ظِلِّ هَذِهِ الشَّجَرَةِ وَأَكَلْنَا مِنْ كَسْرِنَا، ثُمَّ رُحْنَا، فَفَعَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا الأَرْضَ قَطَعَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ جُبَّةً بَيْضَاءَ فَلَبِسَهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ إنْ تَحَدَّرَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ لَحَسَنٌ، فَرَمَى، فَرَأَيْتُ الدَّمَ يَنْحَدِرُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ رحمه الله [4] .

وقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى أُخْتِهِ، فَقَالَ: أخبرينا عَنْهُ، فَقَالَتْ: قام ذات ليلة فاستفتح سورة (حم) فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ 40: 18 [5] فَمَا جَاوَزَهَا [6] حَتَّى أَصْبَحَ [7] .

لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ، وَحِكَايَةٌ عِنْدَ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ في طبقة

[1] حلية الأولياء 4/ 157.

[2]

حلية الأولياء 4/ 155، 156.

[3]

ماسبذان: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة والذال معجمة، وآخره نون. وأصله: ماه سبذان مضاف إلى اسم القمر. وهي مدينة حسنة في الصحراء ببلاد فارس. (معجم البلدان 5/ 41) .

[4]

حلية الأولياء 4/ 155.

[5]

سورة غافر، الآية 18.

[6]

في طبعة القدسي 3/ 197 «جازها» والتصحيح من الحلية.

[7]

حلية الأولياء 4/ 158.

ص: 495

أَبِي وَائِلٍ، وَشُرَيْحٍ، وَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَالْقُدَمَاءِ مِنْ حَيْثُ الْوَفَاةِ.

أَمَّا أَبُوهُ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ فَمِنْ أَشْرَافِ بَنِي سُلَيْمٍ، شَهِدَ فَتْحَ خَيْبَرَ فِيمَا قِيلَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَوَلِيَ إِمْرَهَ الْمَوْصِلِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ مَعْرُوفٌ وَدَارٌ، وَلا أَعْلَمُ لِعُتْبَةَ رِوَايَةً.

226-

عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [1]- ع- بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ.

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.

رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الُمَسيِّبِ، وَأَبُو الزِّنَادِ.

تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الثَّمَانِينَ، وَكَانَ زَوْجَ رَمْلَةَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ.

227-

عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ [2] الأَوْدِيُّ الْمَذْحِجِيُّ أَبُو عَبْدِ الله.

[1] انظر عن (عمرو بن عثمان) في:

طبقات ابن سعد 5/ 150، والمحبّر 57 و 382، ونسب قريش 105 و 109 و 110، وطبقات خليفة 240، والتاريخ الكبير 6/ 352، 353 رقم 2612، والتاريخ الصغير 34، والمعارف 196، و 198 و 201 و 214، وأنساب الأشراف 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 357 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 413، وفتوح البلدان 105 و 109 و 110 و 154 و 371، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176 و 227، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1274، والثقات لابن حبّان 5/ 168، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 443، وتاريخ الطبري 4/ 420 و 5/ 482 و 485 و 494، والجرح والتعديل 6/ 248 رقم 1368، ومروج الذهب 1776 و 2024، والعقد الفريد 1/ 279، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 5، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 291 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1046، والكامل في التاريخ 3/ 186 و 4/ 113 و 114 و 120، والكاشف 2/ 290 رقم 4262، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 223، وسير أعلام النبلاء 4/ 353 رقم 134، وشرح نهج البلاغة 3/ 297، ومحاضرات الأدباء 2/ 224، وتهذيب التهذيب 8/ 78، 79 رقم 115، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، والتذكرة الحمدونية 2/ 418، ورجال مسلم 2/ 76 رقم 1193.

[2]

انظر عن (عمرو بن ميمون) في:

طبقات ابن سعد 6/ 117، 118، وطبقات خليفة 147، وتاريخ خليفة 275 و 423، والتاريخ لابن معين 2/ 454، 455، والسير والمغازي لابن إسحاق 68 و 211، والتاريخ

ص: 496

أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَلَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدِمَ الشَّامَ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ.

وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ.

رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُونَ.

وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.

قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ [1] .

وَفِي «الْمُسْنَدِ» [2] : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ: قدم

[ () ] الكبير 6/ 367 رقم 2659، والتاريخ الصغير 95، وتاريخ الثقات للعجلي 371 رقم 1290، والثقات لابن حبان 5/ 166، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 733، والمعارف 426 و 448، 349، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، وأنساب الأشراف 1/ 167 و 189 و 4 ق 1/ 155 و 501 و 502 و 5/ 170 وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، والعقد الفريد 1/ 182، والجرح والتعديل 6/ 258 رقم 1422، وربيع الأبرار 4/ 190، وأمالي القالي 3/ 42، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 319، وحلية الأولياء 4/ 148- 154 رقم 258، والاستيعاب 2/ 542- 554، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 322 أ، وأسد الغابة 4/ 134، والكامل في التاريخ 3/ 65 و 70 و 399 و 4/ 373، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 224 رقم 765، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 34، 35 رقم 24، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1054، وتحفة الأشراف 8/ 172 رقم 416، وسير أعلام النبلاء 4/ 158- 161 رقم 58، وتذكرة الحفاظ 1/ 61، والعبر 1/ 85، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 277 و 278 و 342 و 504 و 565 و 571 و 639، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 73 و 461 و 465، والكاشف 2/ 296 رقم 4305، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 224، ومرآة الجنان 1/ 156، والعقد الثمين 6/ 417، وغاية النهاية 1/ 603 رقم 2463، والإصابة 3/ 118 رقم 6515، وتهذيب التهذيب 8/ 109، 110 رقم 180، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 690، والنجوم الزاهرة 1/ 195، وطبقات الحفاظ للسيوطي 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 294، وشذرات الذهب 1/ 82، ورجال البخاري 2/ 551 رقم 867، ورجال مسلم 2/ 79، 80 رقم 202.

[1]

تاريخ دمشق 13 ورقة 322 أ.

[2]

مسند أحمد 5/ 231، 232.

ص: 497

عَلَيْنَا مُعَاذٌ الْيَمَنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حَثَوْتُ عَلَيْهِ التُّرَابَ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] .

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: رَأَيْتُ قِرْدَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] .

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: حَجَّ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ سِتِّينَ مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [3] .

وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَمَّا كَبِرَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أُوتِدَ لَهُ فِي الْحَائِطِ، وَكَانَ إِذَا سُئِمَ مِنَ الْقِيَامِ أَمْسَكَ بِهِ، أَوْ يَرْبِطُ حَبْلا فَيَتَعَلَّقُ بِهِ [4] .

وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كان عمرو بن ميمون إذا رئي ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى [5] .

وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، وَسُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ الْتَقَيَا، فَاعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ.

قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.

وَقَالَ الفلّاس: سنة خمس وسبعين.

[1] رواه أحمد من طريق: الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطيّة، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ميمون الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل الْيَمَنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حثوت عليه التراب بالشام ميتا، رحمه الله، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ عبد الله بن مسعود فقال لي: كيف أنت إذا أتت عليكم أمراء يصلّون الصلاة لغير وقتها؟ قال: فقلت: ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: صلّ الصلاة لوقتها واجعل ذلك معهم سبحة.

وقد تحرّفت «الشحر» إلى «السحر» ، وهو بكسر أوله وإسكان ثانيه، ساحل اليمن ممتدّ بينها وبين عمان. (معجم ما استعجم 3/ 783) .

والحديث أيضا في سنن أبي داود، كتاب الصلاة (432) باب: إذا أخّر الإمام الصلاة عن الوقت.

[2]

في الأنبياء 7/ 121 باب أيام الجاهلية.

[3]

حلية الأولياء 4/ 148 وفي التاريخ لابن معين 2/ 455 مائة حجّة وعمرة.

[4]

حلية الأولياء 4/ 150 وفيه «وتد له وتدا في الحائط» .

[5]

طبقات ابن سعد 6/ 118.

ص: 498

228-

عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ الْمُجَاشِعِيُّ [1] قَاتَلَ حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَتَلَهُ تَقَرُّبًا بِذَلِكَ إِلَى عَلِيٍّ، وَقَالَ لَهُ لَمَّا جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ «بَشِّرْ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ بِالنَّارِ» ، فَنَدِمَ وَسُقِطَ فِي يَدِهِ، وَبَقِيَ كَالْبَعِيرِ الأَجْرَبِ، كُلُّ يَتَجَنَّبَهُ وَيُهَوِّلُ عَلَيْهِ مَا صَنَعَ، وَرَأَى مَنَامَاتٍ مُزْعِجَةً.

وَلَمَّا وَلِيَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ خَافَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، ثُمَّ جَاءَ بِنَفْسِهِ إِلَى مُصْعَبٍ وَقَالَ: أَقِدْنِي بِالزُّبَيْرِ، فَكَاتَبَ أَخَاهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى مُصْعَبٍ: أنا أقتل ابن جرموز بالزبير! ولا بشسع نَعْلِهِ أَقْتُلُ أَعْرَابِيًّا بِالزُّبَيْرِ، خَلِّ سَبِيلَهُ، فَتَرَكَهُ، فَكَرِهَ الْحَيَاةَ لِذَنْبِهِ، وَأَتَى بَعْضَ السَّوَادِ، وَهُنَاكَ قَصْرٌ عَلَيْهِ زُجٌّ فَأَمَرَ إِنْسَانًا أَنْ يَطْرَحَهُ عليه، فطرحه عليه فقتله.

229-

عمير بن شابئ الْبُرْجُمِيُّ [2] مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.

اتَّهَمَهُ الْحَجَّاجُ بِأَنَّهُ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، فَقَتَلَهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا دَخَلَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ فِي سَنَةِ خمس [3] .

[1] انظر عن (عمير بن جرموز) في:

تاريخ خليفة 181 و 186 و 187، والمعرفة والتاريخ 3/ 312 (وفيه: عمرو) ، وتاريخ الطبري 4/ 499 و 510 و 511 و 534 و 535 و 5/ 228 (وفيه: عمرو وعمير) ، وجمهرة أنساب العرب 221 (وفيه: عمرو) ، والكامل في التاريخ 3/ 244 و 453 (وفيه: عمرو) ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 506، والعقد الفريد 3/ 277 و 4/ 322 (وفيه: عمرو) ، والأخبار الطوال 148 (وفيه: عمرو) ، وطبقات ابن سعد 3/ 110- 112 (في قتل الزبير ومن قتله وأين قبره وكم عاش) وفيه: عمرو، والمطالب العالية لابن حجر (4466) ، والإصابة 1/ 528، ووفيات الأعيان 3/ 19 (وفيه: عمرو) ، والتذكرة الحمدونية 2/ 475 و 476 و 478 (وفيه: عمرو) .

[2]

انظر عن (عمير بن ضابيء) في:

الأخبار الموفقيات 3 و 98، وطبقات الشعراء لابن سلام 146، والشعر والشعراء لابن قتيبة 311، 312، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 575 و 576 و 5/ 84، ومعجم الشعراء لابن المرزباني 244، والأغاني 14/ 230، ومروج الذهب 1606 و 2059 و 2061، والكامل في الأدب للمبرّد 335 و 340، والبدء والتاريخ 6/ 30 و 32، والعقد الفريد 5/ 18، ونهاية الأرب 21/ 211، 212، والتذكرة الحمدونية 1/ 436 و 438، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 403 و 404 و 414 و 6/ 207- 210، وجمهرة أنساب العرب 223، والكامل في التاريخ 3/ 138 و 179 و 183 و 4/ 378 و 379.

[3]

انظر تاريخ الطبري 6/ 207- 210.

ص: 499

230-

عُمَيْرُ [1] آبِيُّ [2] اللَّحْمِ- م 4- لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ مَوْلاهُ، وَحَفِظَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ ابن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن زيد بْنُ الْمُهَاجِرِ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.

231-

عَمِيرَةُ [3] بْنُ سَعْدٍ [4] الشِّبَامِيُّ [5] الْهَمْدَانِيُّ.

سَمِعَ عَلِيًّا.

وَعَنْهُ: طلحة بن مصرّف، يكنّى أبا السّكن.

[1] انظر عن (عمير مولى آبي اللحم) في:

طبقات خليفة 34، ومسند أحمد 5/ 223، والتاريخ الكبير 6/ 530 رقم 3221، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 197، والجرح والتعديل 6/ 379 رقم 2102، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 38، 39 رقم 31، والكاشف 2/ 303 رقم 4360، والاستيعاب 2/ 490، والإصابة 3/ 38 رقم 1064، وتهذيب الكمال (المسوّر) 2/ 1062، وتحفة الأشراف 8/ 208، 209 رقم 422، وتهذيب التهذيب 8/ 151 رقم 268، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم 767، وخلاصة تذهيب التهذيب 297، ورجال مسلم 2/ 88 رقم 1221.

[2]

في الأصل «أبي» والتصويب من مصادر ترجمته. ولقّب بذلك لأنه كان يأبى أكل اللحم.

[3]

انظر عن (عميرة بن سعد) في:

التاريخ الكبير 7/ 68 رقم 314، والجرح والتعديل 7/ 23، 24 رقم 123، والثقات لابن حبّان 5/ 279، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1062، وتهذيب التهذيب 8/ 152 رقم 273، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم 772، وخلاصة تذهيب التهذيب 297 وقال بعضهم عمير، ولا يصح (البخاري 7/ 68) .

وهو بفتح أوله وكسر ثانيه.

[4]

في الأصل، وخلاصة تذهيب التهذيب «سعيد» وما أثبتناه عن بقية المصادر الأخرى.

[5]

كذا في الأصل وخلاصة تذهيب التهذيب، وفي بقية المصادر:«الإيامي» (تاريخ البخاري 7/ 23) وهو تصحيف، و «اليامي» في (الثقات لابن حبان 5/ 279) .

و «الأيامي» و «اليامي» كلاهما صحيح. قال ابن السمعاني في الأنساب «الأيامي

هذه النسبة إلى أيام، وقيل لهذا البطن يام أيضا بغير الألف.

وقال ابن الأثير في اللباب 3/ 406 «اليامي.. نسبة إلى يام بن أصبى بن رافع.. بطن من همدان» .

و «الشبامي» بكسر الشين وفتح الباء وبعد الألف ميم، هذه النسبة إلى شبام وهي مدينة باليمن. قال ابن الأثير: إنما شبام بطن من همدان، وهو شبام بن أسعد بن جشم بن حاشد.. وتلك المدينة سمّيت بهم.. وهمدان من اليمن. (اللباب 2/ 182) .

ص: 500

وعرار [6] بن سويد. 232- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ [7] الأَشْجَعِيُّ الْغَطَفَانِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. شَهِدَ الْفَتْحَ، وَلَهُ أَحَادِيثُ.

وَعَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ [8] ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَشَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَآخَرُونَ.

وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ.

قَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ سَيْفًا مِنَ السَّمَاءِ تُدَلَّى، وَأَنَّ النَّاسَ تَطَاوَلُوا، وَأَنَّ عُمَرَ فَضَّلَهُمْ بِثَلاثَةِ أَذْرُعٍ. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ، وَلا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَأَنَّهُ يُقْتَلُ شَهِيدًا. قَالَ:

فَقَصَصْتُهَا عَلَى الصِّدِّيقِ، فَطَلَبَ عُمَرَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: يَا عوف قصّها عليه،

[6] في طبعة القدسي 3/ 199 «عوادة» ، والتصويب من: التاريخ الكبير 7/ 68 و 94 رقم 422، والإكمال لابن ماكولا 6/ 187، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 450.

[7]

انظر عن (عوف بن مالك) في:

طبقات ابن سعد 4/ 280، 281 و 7/ 400، ومسند أحمد 6/ 22، وطبقات خليفة 47 و 302، وتاريخ خليفة 269، والتاريخ الكبير 7/ 56 رقم 256، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 50، والمغازي للواقدي 768 و 773 و 801 و 921 و 922، والمعارف 315، والزهد لابن المبارك 446، وأنساب الأشراف 1/ 530، وتاريخ أبي زرعة 1/ 597 و 622، والجرح والتعديل 7/ 13، 14 رقم 61، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 328، وتاريخ الطبري 4/ 194، والمستدرك على الصحيحين 3/ 546، 547، والاستبصار 126، والاستيعاب 3/ 131، وأسد الغابة 4/ 312، 313، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1065، وتحفة الأشراف 8/ 209- 217 رقم 423، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40، 41 رقم 37، والكامل في التاريخ 2/ 465 و 4/ 364، وسيرة ابن هشام 4/ 271، والعبر 1/ 81، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 488 و 490 و 571 و 572، وسير أعلام النبلاء 2/ 487- 490 رقم 901، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 15، 16، ولباب الآداب 300، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 346، ومرآة الجنان 1/ 148، والكاشف 2/ 306 رقم 4380، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 100، وتهذيب التهذيب 8/ 168 رقم 303، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 795، والإصابة 3/ 43 رقم 6101، وخلاصة تذهيب التهذيب 298، وشذرات الذهب 1/ 79، ورجال مسلم 2/ 99 رقم 1249.

[8]

في الأصل «الاسم» .

ص: 501

فَلَمَّا أبَنْتُ لَهُ أَنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ قَالَ: أَكُلُّ هَذَا يَرَى النَّائِمُ؟. فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَآنِي بِالْجَابِيَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَدَعَانِي فَأَجْلَسَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْخُطْبَةِ قال:

قُصَّ عَلَيَّ رُؤْيَاكَ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ جَبَهْتَنِي عَنْهَا؟ قَالَ: خَدَعْتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ. فَلَمَّا قَصَصْتُهَا عَلَيْهِ قَالَ: أَمَّا الْخِلافَةُ فَقَدْ أُوتِيتُ مَا تَرَى، وَأَمَّا أَنْ لا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ عَلِمَ مِنِّي ذَلِكَ، وَأَمَّا أَنْ أُقْتَلَ فَأَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جِزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَ ذَلِكَ كَأَنَّ دِيكًا يَنْقُرُ سُرَّتِي، وَمَا أَمْتَنِعُ عَنْهُ بِشَيْءٍ.

وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أبي مسلم الخولانيّ قال: قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ- أَمَّا هُوَ إِلَيَّ فَحَبِيبٌ، وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ تِسْعَةً فَقَالَ: «أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟» فَرَدَّدَهَا ثَلاثًا، فَقَدَّمْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعْنَاهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] . وقال عمارة بن زاذان: ثنا ثابت عن أَنَسٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ [2] .

وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ يوم الفتح مع عوف بن مالك [3] .

[1] الحديث أخرجه مسلم في كتاب الزكاة (1043) باب كراهة المسألة للناس، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ وسلمة بن شبيب، عن مروان بن محمد الدمشقيّ، عن سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ:

حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ. أَمَّا هو فحبيب إليّ، وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي، فَأَمِينٌ. عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: «على أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. والصلوات الخمس، وتطيعوا- وأسرّ كلمة خفيّة- ولا تسألوا الناس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إيّاه.

[2]

في طبقات ابن سعد 4/ 280 آخى بين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك الأشجعي.

[3]

في طبقات ابن سعد (4/ 281) ، والمستدرك 3/ 546، وتلخيص المستدرك، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40.

ص: 502

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَوَسَّدَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَإِذَا أَنَا لا أُرِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ رَاحِلَتِهِ، فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذٍ وَأَبِي مُوسَى، وَإِذَا هُمَا قَدْ أفزعهما ما أفزعني، فبينا نحن كذلك إذ سَمِعْنَا هَزِيزًا عَلَى أَعْلَى الْوَادِي كَهَزِيزِ الرَّحَى.

قَالَ: فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِنَا، فَقَالَ:«أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي عز وجل فَخَيَّرَنِي بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ» ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ، اللَّهَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَالصُّحْبَةُ لِمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، قَالَ:

«فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي» ، قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا حِينَ فَقَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [1] . وَقَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ [2]، ثنا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: شَتَوْنَا فِي حِصْنٍ دُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَعَلَيْنَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، فَأَدْرَكَنَا رَمَضَانُ وَنَحْنُ فِي الْحِصْنِ، فَقَالَ عَوْفٌ: قَالَ عُمَرُ:

صِيَامُ يَوْمٍ لَيْسَ مِنْ رَمَضَانَ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ يَعْدِلُ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ أَصْبُعَيْهِ. قَالَ ثَابِتٌ: هُوَ تَطَوُّعٌ، مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، يَعْنِي الإِطْعَامَ [3] .

وَرَوَى جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: مَا مِنْ ذَنْبٍ إِلا وَأَنَا أَعْرِفُ تَوْبَتَهُ، قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَوْبَتُهُ؟ قَالَ: أَنْ تَتْرُكَهُ ثُمَّ لا تَعُودُ إِلَيْهِ.

قُلْتُ: وَقِيلَ إِنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ أَبُو حَمَّادٍ، وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [4] .

[1] أخرجه أحمد في المسند من طريق: بهز قال:

حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا قتادة عن أبي مليح، عن عوف بن مالك الأشجعي.. باختلاف قليل في الألفاظ (6/ 28) وبآخره: فلما أضبّوا عليه قال: «فأنا أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك باللَّه شيئا من أمّتي» . (وانظر 6/ 23، 24) واختصره الترمذي (2441) .

[2]

في الأصل «برقال» وهو تحريف.

[3]

اختصره المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 2/ 490.

[4]

وقيل: أبو عبد الرحمن. (طبقات خليفة 47 و 302) .

ص: 503

قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَتُوُفِّيَ بِالشَّامِ [2] . قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ.

233-

عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ [3] سَمِعَ: أَبَا عُبَيْدَةَ، وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ الْفِهْرِيَّ، وَجَمَاعَةً.

رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

وَأَحْسِبُهُ نَزَلَ الْكُوفَةَ.

قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَرَّ عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ فِي يَوْمِ عيد فقال: ما لي لا أَرَاهُمْ يُقَلِّسُونَ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ [4] .

قَالَ هُشَيْمٌ: التَّقْلِيسُ الضَّرْبُ بِالدُّفِّ.

وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] : ثنا غُنْدَرٌ نا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الأَشْعَرِيَّ قَالَ: شَهِدْتُ الْيَرْمُوكَ وَعَلَيْنَا خمسة أمراء: خالد بن الوليد،

[1] في الطبقات 47 و 302 والتاريخ 269.

[2]

كانت وفاته بحمص (طبقات ابن سعد 4/ 281) .

[3]

انظر عن (عياض بن عمرو) في:

التاريخ الكبير 7/ 19، 20 رقم 87، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 122 رقم 486، والجرح والتعديل 6/ 407 رقم 2276، وتاريخ اليعقوبي 2/ 278، وأنساب الأشراف 1/ 39 و 226 و 441، والاستيعاب 3/ 129، وتاريخ الطبري 4/ 39، والثقات لابن حبّان 5/ 264، وأسد الغابة 4/ 164، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 42، 43 رقم 43، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1077، وتحفة الأشراف 8/ 252 رقم 431، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 431، وسير أعلام النبلاء 4/ 138، 139 رقم 45، والكاشف 2/ 313 رقم 4428، والإصابة 3/ 49 رقم 6139، وتهذيب التهذيب 8/ 202 رقم 373، وتقريب التهذيب 2/ 96 رقم 861، وخلاصة تذهيب التهذيب 301، ورجال مسلم 2/ 112 رقم 1282.

[4]

أخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة (1302) باب: ما جاء في التقليس يوم العيد من طريق شريك، عن مغيرة، عن عامر، قال: شهد عياض الأشعريّ عيدا بالأنبار فقال: ما لي لا أراكم تقلّسون كما كان يقلّس عند رسول الله؟.

وهو في تاريخ البخاري 7/ 19 و 20 وفي رواية أخرى من طريق شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري قال: كل شيء كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مذ كانت إلا أنكم لا تقلسون في العيد. (7/ 20) .

[5]

ج 1/ 49.

ص: 504

وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وَعِيَاضُ هُوَ ابْنُ غَنْمٍ، وَقَالَ عُمَرُ: إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلَيْكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ:

إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا الْمَوْتُ، فَاسْتَمْدَدْنَاهُ، فَكَتَبَ إِلَيْنَا، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ تَسْتَمِدُّونِي، وَأَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَعَزُّ نَصْرًا وَأَحْصَنُ جُنْدًا: اللَّهُ تبارك وتعالى فَأَشْهِدُوهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أَقَلِّ مِنْ عِدَّتِكُمْ، قَالَ:

فَقَاتَلْنَاهُمْ فَهَزَمْنَاهُمْ وَقَتَلْنَاهُمْ [1] أَرْبعَ فَرَاسِخَ، وَأَصَبْنَا أَمْوَالا، قَالَ: فَتَشَاوَرُوا، فَأَشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضُ أَنْ نُعْطَى عَنْ كُلِّ رَأْسٍ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَنْ يُسَابِقْنِي؟ فَقَالَ لَهُ شَابٌّ: أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ، قَالَ: فَسَبَقَهُ: فَرَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ وهو خلفه على فرس عربيّ.

[1]«وقتلناهم» ساقطة من طبعة القدسي 3/ 201 وهي في مسند أحمد، وفي الأصل.

ص: 505