الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعلى رأس هؤلاء ابن حمادوش وأبو راس.
الشعر الديني
كان الدين، بأوسع معانيه، من أهم الأغراض التي طرقها الشعراء، ولا سيما مدح الرسول صلى الله عليه وسلم والتشوق إلى زيارة قبره وإحياء مولده. ويشمل ذلك أيضا الشعر الصوفي، والتوجه إلى الله وقت الشدة، ومدح ورثاء الأولياء والصالحين ونحو ذلك.
ولا شك أن الشعر الديني، وخصوصا المدائح النبوية، من أقدم الأغراض الشعرية، وتحتفظ الوثائق بقصيدة نادرة في مدح المدينة المنورة (طيبة) قالها الشاعر الصوفي أبو محمد عبد الله بن عمر البسكري (1)، وهي القصيدة التي أكثر الكتاب من تداولها والنسج على منوالها لجودتها وصدقها، فذكرها ابن عمار في (الرحلة) وابن سحنون في (الأزهار الشقيقة)، ومنها هذه الأبيات:
دار الحبيب أحق أن تهواها
…
وتحن من طرب إلى ذكراها
وعلى الجفون متى هممت بزورة
…
يا ابن الكرام عليك أن تغشاها
فلأنت أنت إذا حللت بطيبة
…
وظللت ترتع في ظلال رباها
معنى الجمال متى الخواطر والتي
…
سلبت عقول العاشقين حلاها
لا تحسب المسك الذكي كتربها
…
هيهات! أين المسك من رياها
طابت فإن تبغ التطيب يا فتى
…
فأدم على الساعات لثم ثراها
وقد أورد أحمد المقري في (نفح الطيب) نماذج من المديح النبوي قالها الشاعر محمد بن محمد العطار الجزائري (نسبة إلى مدينة الجزائر)(2)،
(1) جاء في (الأزهار الشقيقة) ورقة 207 لابن سحنون، أن البسكري كان معاصرا لإبراهيم بن علي بن فرحون (ت. 799) مؤلف (الديباج المذهب)، وبناء عليه فقصيدة البكسري تقع خارج العصر الذي ندرسه. وفيها تصل 45 بيتا، وهي من عيون الشعر في هذا الباب، وقد ذكرها كاملة. انظر أيضا (نحلة اللبيب) لابن عمار، 9.
(2)
قال المقري عنه إنه من جزائر بني مزغنة، وأنه كان حيا سنة 707 هـ. انظر (نفح =
من ذلك قصيدة له في عشرين بيتا في المدينة المنورة أيضا، مطلعها:
أهدت لنا طيب الروائح يثرب
…
فهبو بها عند التنسم يطرب
فالتشوق إلى البقاع المقدسة ووصفها والحنين إليها ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم أغراض قديمة عند الجزائريين.
وقد أكثر بعضهم من النظم في هذا الغرض حتى أنهم خصوه بديوان كامل. ومن هؤلاء عبد الكريم الفكون. فقد سبق أن أشرنا إلى أنه نظم ديوانا في مدح الرسول وفي حياته عموما. ولا غرابة في ذلك فالفكون كان أميرا لركب الحج الجزائري مدة طويلة، وقد وصفه العياشي بأنه كان يذهب كل سنة حتى بعد أن تقدمت به السن، ووصف العياشي هذا الديوان وقال إن
الفكون قد رتبه على حروف المعجم وكتب عليه مما يمدح به عند الغمة، وساعة الغياهب المدلهمة. وقد التزم الفكون فيه طريقة صعبة فجعل مبدأ كل سطر حرفا من حروف:(اللهم اشفني بجاه محمد، آمين). وجملة ذلك خمسة وعشرون حرفا، ففي كل قصيدة مثلها أبياتا. ففي قافية الهمزة خمسة وعشرون بيتا، وكذلك في قافية الباء، وهكذا إلى آخر حروف المعجم، ويمكننا أن نتصور بعد ذلك كم في هذا الديوان من أبيات، وكان الفكون قد نظم هذا الديوان بعد أن أصيب بمرض غريب ألزمه الفراش سنة وشل نصفه الأيسر ولم يكن يرجو برءا منه فشفاه الله، وكان ذلك سنة 1031 (1). وللفكون قصائد أخرى في التوسل وغيره سبق أن أشرنا إليها في غير هذا المكان (2).
وكل من ابن حمادوش وابن عمار قد تحدث عن عادة أهل مدينة
= الطيب)، 10/ 327 - 337، وأورد له أسماء كتب في هذا المعنى منها (نظم الدرر في مدح سيد البشر) و (المورد العذب المعين في مولد سيد الخلق أجمعين) بالإضافة إلى (درر الدرر). وعن شعر المدائح النبوية في القرن التاسع انظر الفصل الأول من الجزء الأول.
(1)
(منشور الهداية) 243 - 244، انظر أيضا رحلة العياشي، 2/ 392 - 390.
(2)
انظر ترجمتنا للفكون في الفصل السادس من الجزء الأول.
الجزائر في المولد النبوي وليلة القدر وعند ختم صحيح البخاري، ونعرف مما ذكراه أن البلاد كانت تحتفل بهذه المناسبة احتفالا كبيرا، يتلى فيها البخاري طوال الليل وتضاء الشموع الضخمة ويطوف القراء وغيرهم الشوارع وهم حاملون المصابيح، وتعد النسوة أطعمة خاصة، وتعزف الموسيقى ويكثر إنشاد الشعر الديني والموشحات. وإذا كان ابن حمادوش قد ركز في وصفه على المظاهر الاجتماعية والدينية عند الاحتفال ليلة ختم صحيح البخاري، فإن ابن عمار قد أعطانا صورة حية عما كان يفعله الشعراء بالخصوص أثناء الاحتفال بالمولد النبوي. فهو يقول إنه كلما دخل شهر ربيع الأول شرع أدباء وشعراء الجزائر في نظم القصائد والموشحات النبوية، ثم يلحنونها (بالألحان المعجبة، ويقرأونها بالأصوات المطربة) ويصدحون بها في المحافل الكبيرة والمجامع التي يحضرها الفضلاء والعلماء والرؤساء، في المزارات والزوايا والمكاتب. وكان الناس يلبسون لذلك أيضا أجمل ثيابهم ويتطيبون تقديرا للمولد الشريف.
وكان ابن عمار من بين ثلاثة شعراء اشتهروا بنظم الموشحات والقصائد المديحية في هذه المناسبة، ففي سنة 1166 أنشأ هو موشحا عند حلول شهر ربيع الأول وتاقت نفسه للحج، قائلا في فاتحته:
يا نسيما بات من زهر الربا
…
يقتفي الركبان
احملن مني سلاما طيبا
…
لأهيل البان
وأضاف ابن عمار بأن له من هذا القبيل وغيره من القصائد المديحية كثيرا ضمنه (بطن ديوان ..)(1) فلابن عمار إذن ديوان في المدائح النبوية بعضه موشحات وبعضه قصائد قريض، كما يقول، وهو يعني بالقريض الشعر الموزون المقفي أو غير الموشحات.
ورغم أن ابن عمار قد لاحظ أن الشعر القريض الذي يتناول المدائح النبوية قليل في عصره، فإنه قد ذكر أن أحمد المانجلاتي قد برع فيه وفي
(1) ابن عمار (الرحلة)27.
الموشحات أيضا. فقد اعتبره ابن عمار ثالث اثنين هما: البوصيري وابن الفارض في القصائد النبوية. وقد أشاد به واعتبره (مجلى هذه الحلبة، ومقدم الجماعة وناثل الجعبة، وإمام الصناعة ركاب صعابها ومذللها، ومسيل شعابها ومسهلها، عاشق الجناب المحمدي ومادحه بلا معارض، ومثلث طريقتي البصري وابن الفارض)، ثم أثبت له في الرحلة بعض مولدياته التي قال عنها إنها تطرب وتروق، مثل موشح المانجلاتي (نلت المرام):
بالله حادي القطار
…
قف لي بتلك الدار
…
واقر السلام
سلم على عرب نجد
…
واذكر صبابة وجدي
…
كيف يلام
من بادرته الدموع
…
شوقا لتلك الربوع
…
مع المقام
وبعد أن أورد له ابن عمار قصيدة أخرى في المديح النبوي، وهي:
الركب نحو الحبيب قد سارا
…
يود شوقا إليه لو طارا
قال عن المانجلاتي إنه من عشاق الشمائل المحمدية وإن له (ديوانا) في المدائح النبوية (تزري بالأزهار الندية)(1)، وني ترجمتنا لابن علي بعد حين سنعرف أنه كان من الشعراء البارزين وأن له أيضا قصائد في المدح النبوي وموشحات أشاد بها ابن عمار في رحلته المذكورة.
ومن شعراء المديح النبوي أيضا الأكحل بن خلوف وأبو عبد الله محمد المغوفل. وكلاهما قد اشتهر في هذا الباب، ولا سيما الأول، حتى أصبحت قصائدو تغنى وتروى على مختلف العصور. وكلاهما أيضا من رجال التصوف. وقد أشاد أبو راس بالأول فقال إنه قد اشتهر بمدح النبي صلى الله عليه وسلم شهرة ابن عروس بتونس. أما عن المغوفل فقد قال إنه: (أحد أعجوبات الدهر في
(1) نفس المصدر، 27 - 28، 31 - 35، والظاهر أن ابن عمار كان يتحدث عن أحمد المانجلاتي الذي عاش في القرن الحادي عشر وكان صديقا لسعيد قدورة، وهو الذي أرسل قصيدة أيضا إلى مفتي إسطانبول في وقته، أسعد أفندي، معرفا له فيها لمقام قدورة. انظر (ديوان ابن علي) مخطوط، وعن أثر الحج والحجاز في الشعر انظر مقالتي عن الرحلات الجزائرية الحجازية في كتابي (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر).
عمله وورعمه وكراماته. يشهد لعلمه قصيدة مدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيها سبعون بيتا وليس فيها حرف يستحق النقط، بل كلها عواطل من النقط، وكفي به حجة) (1)، وقد ذكرنا من قبل أرجوزة محمد المغوفل في صلحاء الشلف.
وما دمنا بصدد الحديث عن النواحي الغربية من الجزائر فلنذكر أن أحد شعراء مدينة مستغانم قد نظم قصيدة هائية في المديح النبوي تعرف أحيانا (بهائية المستغانمي)(2)، والقصيدة طويلة تبدأ بالغزل وتنتهي بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الأبيات الغزلية وحدها عشرون بيتا، وهي مقسمة إلى عناوين مثل باب التغزل وحسن التنزل، وباب رجوع وانصراف وإقرار واعتراف، وباب التعداد وحسن الإمداد، الخ. وهي أيضا في وصف الرسول وأخلاقه وأيامه وصحابته والاستعانة به، وقد انتهى الشاعر فيها بنظم الأيام السبعة والشهور الهجرية، وهي تبدأ هكذا:
هام الجوى بهوى ليلى فحياها
…
قلب تعاطى من الأشواق أعلاها
ناداه سر هواها من كوى شغف
…
وعند طور نداها اللب لباها
ويختمها الشاعر بهذه الأبيات التي فيها ذكر مستغانم والدعاء لها بالحفظ والرعاية:
قصيدة الها بها والوصل مردفة
…
لسيد الخلق فكر العبد أهداها
لطيفة النسج من لطف الإله بدت
…
بمستغانم مذ حلت بعقواها
فالله يرزقها أمنا ويحفظها حفظا
…
ويكلؤها دأبا ويرعاها
ومن جهة أخرى ذكر ابن مريم عددا من الشعراء الذين اشتهروا بالمديح النبوي، ومنهم عبد الرحمن بن موسى المتوفي سنة 1511.
والواقع أن معظم الشعراء والأدباء المعروفين قد نظموا في المدائح
(1) أبو راس (عجائب الأسفار) مخطوط المكتبة الوطنية، الجزائر، رقم 1632، 1633.
(2)
المكتبة الملكية - الرباط، رقم 6735 ب مجموع، في إحدى عشر ورقة، وفيها أخطاء كثيرة تعود للنسخ، وإلى الآن لم نستطع أن نحدد عصر هذا الشاعر.
النبوية، والفرق بين شاعر وآخر هو في الجودة وصدق العبارة، فابن سحنون الذي تفرغ لخدمة الباي محمد الكبير لم ينس المدينة المنورة فأورد قصيدة طويلة في ذلك في شرحه على العقيقة (1)، وحين افتخر ابن حمادوش بأنه لم يجعل شعره في مدح الأمراء أشار إلى أنه قد جعل شعره في أغراض أخرى منها مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يذكر في رحلته التي بين أيدينا نموذجا
لشعره في ذلك، والغالب أن شعره النبوي لا يرقى إلى أشعار بعض معاصريه، لأن النماذج التي ساقها في أغراض أخرى ضعيفة ومكسورة، ومن أبرز شعراء المديح النبوي أحمد المقري الذي حج أكثر من خمس مرات، وألف بعض كتبه، كما أشرنا، في المدينة المنورة، بالإضافة إلى تمتعه بموهبة شعرية نادرة، وقد اطلعنا له على مجموعة من القصائد في هذا المعنى (المدائم النبوية) ما تزال مخطوطة (2).
ولا شك أن التوسل إلى الله برسوله صلى الله عليه وسلم يدخل في هذا الباب، وقد شاع هذا عند المتصوفة عموما، وعند بعض الفقهاء، وحتى عند الشعراء، وللفكون في هذا الجانب عدة قصائد منها (سلاح الذليل في دفع الباغي المستطيل) و (شافية الأمراض لمن التجأ إلى الله بلا اعتراض)، وقد ذكرنا ذلك في ترجمته. وللمفتي محمد بن الشاهد قصيدة في هذا المعنى:
بأسمائك الحسنى فتحت توسلي
…
ومنك رجوت العفو أسمى مطالبي (3)
كما أورد محمد بن سليمان في كتابه (كعبة الطائفين) شعرا لنفسه في
(1)(الأزهار الشقيقة) ورقة 207.
(2)
المكتبة الملكية. الرباط، رقم 6735، في هذا المجموع خمس قصائد على الأقل اثنتان ميميتان، وواحدة دالية، ورابعة عينية، وخامسة حائية، وكلها قيلت بين 1033 و 1037، أي بعد هجرته إلى المشرق.
(3)
ضمن مجموع في مكتبة جامع البرواقية (الجزائر) رقم 49، وقد كان ابن الشاهد، الذي عاش حتى أدرك الاحتلال الفرنسي، من الشعراء الكبار في غير ذلك الغرض أيضا.
هذا المعنى (1)، ونعتقد أن الوثائق ما زالت تحفظ الكثير من هذا الشعر الذي يخاطب العبد فيه ربه مباشرة أو من خلال رسله وأنبيائه وأوليائه في حالة الشدة والكرب، طالبا منه كشف الهموم ودفع الظلم.
ولعله مما يدخل في هذا المعنى نظرة بعض رجال الدين إلى الإنسان كونه ريشة في مهب الريح ليس لها خيار فيما تختار، وقد شغلت قضية الإنسان، مجبرا أو مخيرا، حيزا كبيرا من مناقشات الفلاسفة والمتكلمين منذ أمد سحيق، ولكن الشعراء لم يبقوا بمعزل عن هذه المناقشات، وممن نظم شعرا في كون الإنسان مجبرا على فعل ما يفعله أحمد البوني الذي تنسب إليه بعض الأبيات في هذا المعنى:
كل الأمور لمبديها وخالقها
…
فما على العبد تخيير وتدبير
فالله يعلم ما للعبد مصلحة
…
فيه وقد يصحب التعسير تيسير (2)
ومن تاريخ الشعر الديني والتصوف في الجزائر إظهار عبد الرحمن الأخضري لنبوة خالد بن سنان العبسي بقصيدة طويلة وهامة في ميدانها، فبفضل هذه القصيدة وتبني الأخضري لفكرة نبوة النبي خالد، واعتقاده أنه دفين البلدة المعروفة اليوم بـ (سيدي خالد)، أصبح الضريح مزار الناس من كل فج، وتذكر المصادر أن الأخضري قد أظهر نبوة خالد بن سنان (بطريقي
الكشف أي السر والتربيع، وانتشر خبر الظهور والإظهار، وعم وطم كل أهل الوبر والمدر ذوي الأمصار، ومن ذلك الوقت صار نبي الله خالد بن سنان يزار ويتبرك به) (3)، وقصيدة الأخضري هذه متينة العبارة، ومنها:
سر يا خليلي إلى رسم شغفت به
…
طوبى لزائر ذاك الرسم والطلل
جلت شواهده عزت دوائره
…
ما خاب زائره في الصبح والأصل
وفي نبوءته وشواهدها يقول الأخضري صراحة:
(1) انظر دراستنا عنه في كتابنا (أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر).
(2)
ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية - الجزائر، رقم 2266.
(3)
أبو محمد أحمد بن داود (العقد الجوهري)، ورقة 4، مخطوط، وتبلغ القصيدة 42 بيتا.
إن النبوة قد لاحت شواهدها
…
كيف المحالة والأنوار لم تزل
في خالد بن سنان البدر
…
سيدنا أخصه بسلام رائق حفل
لله ما حاز من عز ومن
…
شرف نال الرسالة يا ناهيك بالرسل
أنواره سطعت فوق الربى وبدت
…
على الفيافى وفوق السهل والجبل
وقد أكد الأخضري أن النبي خالد قد سكن الغرب (يعني الجزائر) وأن قومه قد ضيعوه وأن أهل الجزائر أيضا لم يحتفظوا به وأنهم قوم يحتقرون العظماء، لذلك دعا إلى تعظيمه والتبرك به وزيارته والاستغاثة به عند الشدائد (1)، وقد انتشرت القصيدة وأثرت في الناس. كما أن أحد تلاميذ الأخضري، وهو عبد العزيز بن مسلم، قد قام بتخميسها. ومما جاء في تخميس البيت الثاني قوله:
كم من غشوم ظلوم ظل قاهره
…
وكم ضعيف عفيف ظل ناصره هذا الرفيع المنيع الجار حاضره
…
جلت مشاهده عزت دوائره
ما خاب زائره في الصبح والأصل (2)
وقد انتشر أيضا الشعر الصوفي. ومن ذلك قصيدة (حزب العارفين) الملحونة التي نظمها موسى بن علي اللالتي، وهي التي شرحها، كما عرفنا، محمد بن سليمان في كتابه (كعبة الطائفين)، وقصيدة حزب العارفين تتحدث
عن أهل الصلاح من الأولياء والصالحين وعن أهل الطلاح من الأشرار
الفاسدين، ويتأسف صاحبها على العهود الغابرة حين كانت الكلمة للأولياء ورجال الخير. كما اشتهر بشعر التصوف محمد ساسي البوبي. فقد أخبر عبد الكريم الفكون في (منشور الهداية) أن لمحمد ساسي شعرا
(1) القصيدة مذكورة في المصدر السابق، وكذلك في (الرحلة الكبرى) للناصري، مصورة في الخزانة العامة بالرباط، رقم 2651 د، وقد زار الناصري سيدي خالد واجتمع بطلبتها، 83 - 84، وعدد أبياتها ورسمها يختلف من مصدر إلى آخر.
(2)
(العقد الجوهري)، مخطوط، وقد اكتفى أحمد بن داود بإيراد تخميس خمسة أبيات فقط وقال إنه تخميس (قليل الوجود).