المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر المساجد المشهورة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات وغيرها - تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف

[ابن الضياء]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدّمَة الْمُؤلف

- ‌الْبَاب الأول تَارِيخ مَكَّة المشرفة وَمَا يتَعَلَّق بِالْكَعْبَةِ الشَّرِيفَة وَالْمَسْجِد الْحَرَام وَغير ذَلِك على سَبِيل الِاخْتِصَار

- ‌فصل: ذكر مَا كَانَت الْكَعْبَة عَلَيْهِ فَوق المَاء قبل خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض

- ‌فصل: ذكر بِنَاء الْمَلَائِكَة الْكَعْبَة قبل آدم ومبتدأ الطّواف

- ‌فصل: ذكر هبوط آدم عليه السلام إِلَى الأَرْض وبنائه الْكَعْبَة وحجه وطوافه بِالْبَيْتِ

- ‌فصل مَا جَاءَ فِي رفع الْبَيْت الْمَعْمُور من الْغَرق وَبِنَاء ولد آدم الْبَيْت بعده وَطواف سفينة نوح بِالْبَيْتِ، وَأثر الْكَعْبَة بَين نوح وَإِبْرَاهِيم وَاخْتِيَار إِبْرَاهِيم عليه السلام مَوضِع الْبَيْت

- ‌فصل مَا جَاءَ فِي إسكان إِبْرَاهِيم ابْنه إِسْمَاعِيل وَأمه فِي بَدْء أمره عِنْد الْبَيْت

- ‌فصل مَا جَاءَ فِي نزُول جرهم مَعَ أم إِسْمَاعِيل الْحرم

- ‌فصل مَا جَاءَ فِي بِنَاء إِبْرَاهِيم الْكَعْبَة

- ‌فصل مَا جَاءَ فِي حج إِبْرَاهِيم وطوافه وأذانه فِي الْحَج

- ‌فصل ذكر ولَايَة بني إِسْمَاعِيل الْكَعْبَة من بعده وَأمر جرهم

- ‌فصل ذكر ولَايَة خُزَاعَة الْكَعْبَة بعد جرهم وَأمر مَكَّة

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي عبَادَة بني إِسْمَاعِيل الْحِجَارَة وتغيير دين إِبْرَاهِيم

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي أول من نصب الْأَصْنَام فِي الْكَعْبَة والاستقسام بالأزلام

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي أول من نصب الْأَصْنَام وَمَا كَانَ من كسرهَا

- ‌فصل: مسيرَة تبع إِلَى مَكَّة

- ‌فصل: مُبْتَدأ حَدِيث الْفِيل

- ‌فصل ذكر الْفِيل حِين ساقته الْحَبَشَة

- ‌فصل: ذكر بِنَاء قُرَيْش الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة

- ‌فصل: ذكر الْوَقْت الَّذِي كَانُوا يفتحون فِيهِ الْكَعْبَة وَأول من خلع النَّعْل عِنْد دُخُولهَا

- ‌فصل: ذكر بِنَاء الزبير الْكَعْبَة وَمَا زَاد فِيهَا وَمَا نقص مِنْهَا الْحجَّاج

- ‌فصل: ذكر الْجب الَّذِي كَانَ فِي الْكَعْبَة وَمَالهَا الَّذِي كَانَ فِيهِ

- ‌فصل ذكر من كسا الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة

- ‌فصل ذكر من كساها فِي الْإِسْلَام وطيبها وخدمها

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي تَجْرِيد الْكَعْبَة

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي أَسمَاء الْكَعْبَة وَأَن لَا يبْنى بَيت يشرف عَلَيْهِ

- ‌فصل: ذكر أول من استصبح حول الْكَعْبَة وَفِي الْمَسْجِد الْحَرَام

- ‌فصل: ذكر ذرع الْكَعْبَة من دَاخل وخارج

- ‌فصل: ذكر مَا يَدُور بِالْحجرِ الْأسود من الْفضة

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي مقَام إِبْرَاهِيم عليه السلام

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي مَوضِع الْمقَام وَكَيف رده عمر إِلَى مَوْضِعه هَذَا

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي الذَّهَب الَّذِي على الْمقَام وَمن جعله عَلَيْهِ

- ‌فصل ذكر ذرع الْمقَام

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي إِخْرَاج جِبْرِيل زَمْزَم لأم إِسْمَاعِيل " ويروى لَهَا

- ‌فصل: مَا جَاءَ فِي حفر عبد الْمطلب بن هَاشم زَمْزَم

- ‌فصل: ذكر علاج زَمْزَم فِي الْإِسْلَام

- ‌فصل: ذكر فضل زَمْزَم وخواصها

- ‌فصل: ذكر ذرع بِئْر زَمْزَم

- ‌فصل: ذكر سِقَايَة الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رضي الله عنه

- ‌فصل: ذكر حد الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَا يتَعَلَّق بِالنَّوْمِ وَالْوُضُوء فِيهِ وَأول من أدَار الصُّفُوف حول الْكَعْبَة

- ‌فصل: ذكر مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَسْجِد الْحَرَام وسعته وعمارته إِلَى أَن صَار على مَا هُوَ عَلَيْهِ الْآن

- ‌فصل: ذكر عمل عمر بن الْخطاب وَعُثْمَان رضي الله عنهما

- ‌فصل: ذكر بُنيان ابْن الزبير وَعبد الْملك بن مَرْوَان

- ‌فصل: ذكر عمل الْوَلِيد بن عبد الْملك

- ‌فصل: عمل أَمِير الْمُؤمنِينَ أبي جَعْفَر الْمَنْصُور

- ‌فصل: ذكر زِيَادَة الْمهْدي الأولى

- ‌فصل: ذكر زِيَادَة الْمهْدي الثَّانِيَة

- ‌فصل: ذكر ذرع الْمَسْجِد الْحَرَام

- ‌فصل: ذكر عدد أساطين الْمَسْجِد الْحَرَام الَّتِي بالرواقات غير الزيادتين وَغير الأساطين الَّتِي بِصَحْنِ الْمَسْجِد فِي الْمَسْجِد الْحَرَام الْآن غير الزيادتين وَغير أساطين المطاف الشريف

- ‌فصل: ذكر عدد أَبْوَاب الْمَسْجِد وأسمائها وصفتها

- ‌فصل: ذكر منارات الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَا وضع فِيهِ لمصْلحَة الْمَسْجِد الْحَرَام الْآن

- ‌فصل: وَمن ذَلِك المنابر الَّتِي يخْطب عَلَيْهَا

- ‌فصل: وَمن ذَلِك المقامات الَّتِي هِيَ الْآن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام

- ‌فصل: ذكر درج الصَّفَا والمروة

- ‌فصل: ذكر آيَات الْبَيْت الْحَرَام زَاده الله تَشْرِيفًا وتعظيما

- ‌فصل: فِي ذكر الْأَمَاكِن الْمُبَارَكَة بِمَكَّة المشرفة وحرمها وقربه الَّتِي يسْتَحبّ زيارتها وَالصَّلَاة وَالدُّعَاء فِيهَا رَجَاء بركتها

- ‌فصل: ذكر السقايات بِمَكَّة المشرفة وحرمها

- ‌فصل: ذكر البرك بِمَكَّة وحرمها

- ‌فصل: ذكر الْآبَار بِمَكَّة وحرمها

- ‌فصل: ذكر عُيُون مَكَّة

- ‌فصل: ذكر الْمَطَاهِر الَّتِي تمكن بِمَكَّة المشرفة مطاهر

- ‌الْبَاب الثَّانِي تَارِيخ الْمَدِينَة وَمَا يتَعَلَّق بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ الشريف والحجرة المقدسة والمنبر الشريف وزيارة النَّبِي صلى الله عليه وسلم ومزارات الْمَدِينَة والجوار بهَا وآداب الرُّجُوع. وَفِيه عشرَة فُصُول

- ‌الْفَصْل الأول: فِي أول سَاكِني الْمَدِينَة وسكنى الْيَهُود الْحجاز ثمَّ نزُول الْأَوْس والخزرج بِالْمَدِينَةِ

- ‌ذكر أول من نزل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

- ‌ذكر سُكْنى الْيَهُود الْحجاز بعد العماليق

- ‌ذكر نزُول الْأَوْس والخزرج الْمَدِينَة

- ‌ذكر من قتل الْيَهُود واستيلاء الْأَوْس والخزرج على الْمَدِينَة

- ‌الْفَصْل الثَّانِي: ذكر فتح الْمَدِينَة وهجرة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه إِلَيْهَا

- ‌ذكر مَا جَاءَ فِي فتحهَا

- ‌ذكر هِجْرَة النَّبِي إِلَى الْمَدِينَة صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

- ‌الْفَصْل الثَّالِث: حُرْمَة الْمَدِينَة وغبارها وتمرها وحدود حرمهَا فِي مَا جَاءَ فِي حُرْمَة الْمَدِينَة وغبارها وتمرها ودعائه صلى الله عليه وسلم لَهُم بِالْبركَةِ وَمَا يؤول إِلَيْهِ أمرهَا وحدود حرمهَا:

- ‌ذكر حُرْمَة الْمَدِينَة المشرفة

- ‌مَا جَاءَ فِي غُبَار الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

- ‌مَا جَاءَ فِي تمر الْمَدِينَة وثمارها ودعائه صلى الله عليه وسلم لَهَا بِالْبركَةِ

- ‌ذكر مَا يؤول إِلَيْهِ أَمر الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

- ‌مَا جَاءَ فِي تَحْدِيد حُدُود حرم الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

- ‌الْفَصْل الرَّابِع: ذكر أَوديَة الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وآبارها المنسوبة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وعينها وَذكر جبل أحد وَالشُّهَدَاء عِنْده

- ‌ذكر وَادي العقيق وفضله

- ‌ذكر الْآبَار المنسوبة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر عين النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌الْفَصْل الْخَامِس: ذكر جلاء بني النَّضِير من الْمَدِينَة وحفر الخَنْدَق وَقتل بني قُرَيْظَة بِالْمَدِينَةِ

- ‌ذكر جلاء بني النَّضِير من الْمَدِينَة

- ‌ذكر حفر الخَنْدَق

- ‌ذكر قتل بني قُرَيْظَة بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة

- ‌الْفَصْل السَّادِس

- ‌ذكر ابْتِدَاء بِنَاء مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مَا جَاءَ فِي قبْلَة مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر حجر أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر مصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من اللَّيْل

- ‌ذكر قصَّة الْجذع

- ‌ذكر مِنْبَر النَّبِي صلى الله عليه وسلم وروضته الشَّرِيفَة

- ‌ذكر سد الْأَبْوَاب الشوارع فِي الْمَسْجِد

- ‌ذكر تجمير الْمَسْجِد الشريف وتخليقه

- ‌ذكر مَوضِع تأذين بِلَال رضي الله عنه

- ‌ذكر أهل الصّفة

- ‌ذكر زِيَادَة عمر بن الْخطاب فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر بطحاء مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر زِيَادَة عُثْمَان رضي الله عنه

- ‌ذكر زِيَادَة الْوَلِيد بن عبد الْملك بن مَرْوَان

- ‌ذكر زِيَادَة الْمهْدي

- ‌ذكر بلاعات الْمَسْجِد وستائر صحنه والسقايات الَّتِي كَانَت فِيهِ

- ‌ذكر احتراق الْمَسْجِد الشريف

- ‌ذكر الخوخ والأبواب الَّتِي كَانَت فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ذرع الْمَسْجِد الْيَوْم وَعدد أساطينه وطيقانه وَذكر حُدُود الْمَسْجِد الْقَدِيم

- ‌ذكر أسوار الْمَدِينَة الشَّرِيفَة

- ‌الْفَصْل السَّابِع

- ‌ذكر الْمَسَاجِد الْمَعْرُوفَة بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة

- ‌ذكر مَسَاجِد صلى فِيهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ المشرفة

- ‌ذكر الْمَسَاجِد الَّتِي صلى فِيهَا صلى الله عليه وسلم بَين مَكَّة وَالْمَدينَة

- ‌ذكر الْمَسَاجِد الْمَشْهُورَة الَّتِي صلى فِيهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْغَزَوَات وَغَيرهَا

- ‌الْفَصْل الثَّامِن

- ‌أما ذكر وَفَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر وَفَاة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌ذكر وَفَاة عمر رضي الله عنه

- ‌مَا جَاءَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَبا بكر وَعمر رضي الله عنهما وَعِيسَى عليه السلام خلقُوا من طِينَة وَاحِدَة وَأَن كل مَخْلُوق يدْفن فِي تربته الَّتِي خلق مِنْهَا

- ‌مَا جَاءَ فِي صفة وضع الْقُبُور المقدسة وَصفَة الْحُجْرَة الشَّرِيفَة

- ‌الْفَصْل التَّاسِع

- ‌ذكر حكم زِيَارَة النَّبِي وفضلها صلى الله عليه وسلم وفضلها

- ‌وَأما كَيْفيَّة زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة ضجيعيه رضي الله عنهما

- ‌كَيْفيَّة السَّلَام عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم حَال الزِّيَارَة وَالسَّلَام على ضجيعيه رضي الله عنهما

الفصل: ‌ذكر المساجد المشهورة التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات وغيرها

تهبط من الصفراوات على يسَار الطَّرِيق وَأَنت ذَاهِب إِلَى مَكَّة المشرفة. وَمَسْجِد بِذِي طوى ووادي طوى بِمَكَّة بَين الثنيتين ومصلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْهُ أكمة سَوْدَاء، تدع من الأكمة عشرَة أَذْرع أَو نَحْوهَا يَمِينا، ثمَّ تصلي مُسْتَقْبل الفرضين بَين الْجَبَل الطَّوِيل الَّذِي بَيْنك وَبَين الْكَعْبَة وَلَيْسَ بِمَعْرُوف، وَذكر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نزل بالدبة دبة المستعجلة من الْمضيق واستقى لَهُ من بِئْر الشعبة الصابة اسفل من الدبة فَهُوَ لَا يفارقها المَاء أبدا، قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: والمستعجلة هِيَ الْمضيق الَّذِي يصعد إِلَيْهِ الْحَاج إِذا قطع النازية وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى الصَّفْرَاء. وَذكر ابْن إِسْحَاق أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نزل بشعب يسفر، وَهُوَ الشّعب الَّذِي بَين المستعجلة والصفراء، وَقسم بِهِ غَنَائِم أهل بدر، وَلَا يزَال المَاء بِهِ غَالِبا. وَمَسْجِد الصَّفْرَاء ذكر ابْن زباله أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلى فِيهِ، وَصلى بِمَسْجِد آخر بِموضع يُسمى ذَات الْمَنّ مضيق الصَّفْرَاء، وَفِي مَسْجِد آخر بدفران وَاد مَعْرُوف يصب فِي الصَّفْرَاء من جِهَة الغرب، وَأَنَّهُمْ حفروا بِئْرا فِي مَوضِع سُجُود النَّبِي صلى الله عليه وسلم ووجدوا المَاء بهَا لَهُ فضل من العذوبة على مَا حولهَا ببركة النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَمَسْجِد بالبرود ذكرُوا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نزل فِي مَوضِع الْمَسْجِد الَّذِي بالبرود من مضيق الْفرج وَصلى فِيهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وَمَسْجِد من طَرِيق مبرك ذكرُوا أَنه صلى الله عليه وسلم صلى فِيهِ فِي مطلعه من طَرِيق مبركه فِي مَسْجِد هُنَاكَ بَينه وَبَين زعان بِسِتَّة أَمْيَال.

‌ذكر الْمَسَاجِد الْمَشْهُورَة الَّتِي صلى فِيهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْغَزَوَات وَغَيرهَا

: مِنْهَا: مَسْجِد بعضد على مرحلة من الْمَدِينَة صلى فِيهِ صلى الله عليه وسلم عِنْد خُرُوجه إِلَى خَيْبَر. وَمَسْجِد بالصهباء والصهباء من أدنى خَيْبَر صلى بِهِ الْمَعْرُوف وَهُوَ مَعْرُوف، وَذكر ابْن زبالة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين وصل إِلَى خَيْبَر من رُجُوعه من الطَّائِف نزل بَين أهل الشق وَأهل النضاة وَصلى إِلَى عَوْسَجَة هُنَاكَ، وَجعل حول مُصَلَّاهُ حِجَارَة يعرف بهَا. وَمَسْجِد بشمران ذكر ابْن زبالة أَنه صلى الله عليه وسلم صلى أَيْضا على جبل بِخَيْبَر يُقَال لَهُ شمران فثم مَسْجده من نَاحيَة سهم بني النزار. قَالَ المطري وَيعرف الْجَبَل الْيَوْم بسمران بِالسِّين الْمُهْملَة يرْوى أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:" ميلان فِي ميل من خَيْبَر مقدس " وَعَن سعيد بن الْمسيب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " خَيْبَر مُقَدَّسَة والسوارقة مؤتفكة ". وخيبر كَانَت مسكن الْيَهُود وَمَوْضِع الْجَبَابِرَة مِنْهَا على ثَمَانِيَة برد من الْمَدِينَة، وَفِي خَيْبَر رد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الشَّمْس على عليّ رضي الله عنه بعد مَا غربت حَتَّى صلى الْعَصْر. وَمَسْجِد ببدر كَانَ عِنْد

ص: 313

الْعَريش الَّذِي بنى لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم بدر، وَهُوَ مَعْرُوف الْيَوْم يُصَلِّي فِيهِ بِبَطن الْوَادي بَين النخيل وَالْعين قريبَة مِنْهُ. وَمَسْجِد بالعشيرة فِي بطن يَنْبع مَعْرُوف الْيَوْم. وَمَسْجِد بِالْحُدَيْبِية لَا يعرف بل يعرف ناحيته لَا غير، وَهُوَ بَين جدة وَمَكَّة، بَينه وَبَين جدة مثل مَا بَين مَكَّة والطائف، وَمثل مَا بَين مَكَّة وَعُسْفَان. قَالَ مَالك: وَبَينهمَا أَرْبَعَة برد. وَتقدم تَحْدِيد الْحُدَيْبِيَة وتعريفها فِي محلهَا. وَمَسْجِد لية من أَرض الطَّائِف قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: وَهُوَ مَعْرُوف رَأَيْته وَعِنْده أثر فِي حجر يُقَال إِنَّه أثر خف نَاقَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وأقاد النَّبِي صلى الله عليه وسلم بنحرة الرُّغَاء حِين قدم، وَهُوَ أول دم أقيد فِي الْإِسْلَام رجل من بني لَيْث قتل رجلا من بني هُذَيْل فَقتله بِهِ. قَالَ أَيْن إِسْحَاق: ثمَّ سلك من لية على نخب وَهِي عقبَة فِي الْجَبَل حِين نزل تَحت سِدْرَة يُقَال لَهَا الصادرة، ثمَّ ارتحل فَنزل بِالطَّائِف وَكَانَ قد نزل قَرِيبا من حصن الطَّائِف فَقتل جمَاعَة من أَصْحَابه بِالنَّبلِ، فانتقل إِلَى مَوضِع مَسْجده الَّذِي بِالطَّائِف الْيَوْم. قَالَ عفيف الدّين الْمرْجَانِي: وَهَذَا الْحصن بَاقٍ إِلَى الْآن بِالْبِنَاءِ الجاهلي وَفِيه بِئْر وفيهَا تنين عَظِيم يمنعهُم الْبناء فِيهِ إِلَّا أَن يذبحوا عِنْده، وَهُوَ بِالْقربِ من مَسْجِد الْحجَّاج بن يُوسُف، وَقد كَانَ بنى هَذَا الْمَسْجِد بتربة حَمْرَاء يُؤْتى بهَا من الْيمن، وَلم يبْق إِلَّا آثاره ومنارتاه خراب، وَمَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالطَّائِف فِي وسط الْمَسْجِد الْمَعْرُوف الْيَوْم بِمَسْجِد سيدنَا عبد الله بن عَبَّاس رضي الله عنهما، وَفِي ركن الْمَسْجِد الْكَبِير مَنَارَة عالية بنيت فِي أَيَّام النَّاصِر لدين الله أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن المستضئ، وَخَلفه تَحت المنارة بِئْر ينزل فِيهَا إِلَى المَاء بدرج قريب الْأَرْبَعين دَرَجَة، وَمَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْجَامِع بَين قبتين صغيرتين يُقَال إنَّهُمَا بنيتا فِي مَوضِع قبتي زوجتيه صلى الله عليه وسلم اللَّتَيْنِ كَانَتَا مَعَه عَائِشَة وَأم سَلمَة رضي الله عنهما وَبَين القبتين محراب، وَكَذَلِكَ قُدَّام الْقبْلَة أَيْضا محراب، وَلَا يبعد أَن يكون صلى الله عليه وسلم صلى فِي المحرابين، وللمسجد العباسي أَرْبَعَة أروقة فِي قبلته، وَله ثَلَاثَة أَبْوَاب فِي يَمِينه ويساره ومؤخره، وَفِي رُكْنه الْأَيْمن القبلي قبر سيدنَا عبد الله بن الْعَبَّاس ابْن عَم سيدنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وعَلى قَبره ملبن سَاج على بُنيان طوله من الأَرْض ثَلَاثَة أشبار، وَعرضه بطول الْقَبْر عشرَة أشبار وَقَلِيل، وَعرض الْقَبْر سِتَّة أشبار وَقَلِيل، أَمر بِعَمَلِهِ الإِمَام المقتفى لأمر الله فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة، كَذَا مَكْتُوب فِي الْخشب، وَتُوفِّي بِالطَّائِف سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَقد أضرّ. قَالَ مَيْمُون بن مهْرَان: شَهِدنَا جنَازَته بِالطَّائِف فَلَمَّا وضع ليسلم عَلَيْهِ جَاءَ طَائِر أَبيض حَتَّى دخل فِي أَكْفَانه فالتمس فَلم يُوجد، فَلَمَّا سوى عَلَيْهِ التُّرَاب سمعنَا صَوتا وَلم نر شخصا

ص: 314

يَقُول: " يَا أيتها النَّفس المطمئنة ارجعي إِلَى رَبك راضية مرضية ". . إِلَى آخر السُّورَة. وَعِنْده فِي الْقبَّة ثَلَاثَة قُبُور، هَذَا قبر زبيدة توفيت فِي جُمَادَى الْآخِرَة من سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة. قَالَ عفيف الدّين الْمرْجَانِي: وَالظَّاهِر أَن هَذِه عين زبيدة بنت جَعْفَر امْرَأَة هَارُون الرشيد، وَقد ذكر المَسْعُودِيّ فِي " مروج الذَّهَب ": أَن زبيدة بنت جَعْفَر توفيت سنة سِتّ عشر وَمِائَتَيْنِ فِي خلَافَة الْمَأْمُون، اسْمهَا أمة الْعَزِيز وَهِي ابْنة عمَّة الرشيد وَزَوجته وَأم الْأمين، وَهِي الَّتِي بنت الْآبَار والبرك والمصانع بِمَكَّة المشرفة، وحفرت الْعين الْمَعْرُوفَة بِعَين المشاش بِالْحِجَارَةِ، وأجرتها من مَسَافَة اثْنَي عشر ميلًا إِلَى مَكَّة المشرفة وأنفقت عَلَيْهَا ألف ألف مِثْقَال وَسَبْعمائة ألف مِثْقَال وأدخلتها مَكَّة وفرقتها فِي شوارعها. المشاش بِالْحِجَارَةِ، وأجرتها من مَسَافَة اثْنَي عشر ميلًا إِلَى مَكَّة المشرفة وأنفقت عَلَيْهَا ألف ألف مِثْقَال وَسَبْعمائة ألف مِثْقَال وأدخلتها مَكَّة وفرقتها فِي شوارعها. قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: وَرَأَيْت بِالطَّائِف شجرات سدر يذكر أَنَّهُنَّ من عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فِيهِنَّ وَاحِدَة دفر جدرها خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ شبْرًا، وَأُخْرَى تزيد على الْأَرْبَعين، وَأُخْرَى سَبْعَة وَثَلَاثُونَ، قَالَ: وَهُنَاكَ شَجَرَة يذكر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر بهَا وَهُوَ على رَاحِلَته فانفرق جدرها نِصْفَيْنِ، يذكر أَن نَاقَته صلى الله عليه وسلم دخلت من بَينهمَا وَهُوَ ناعس، قَالَ رحمه الله: رَأَيْتهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة، وحملت من ثَمَرهَا إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ دخلت الطَّائِف فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة فرأيتها قد وَقعت ويبست وجدرها ملقى لَا يمسهُ أحد لحرمتها. قَالَ الْمرْجَانِي: وَرَأَيْت بوح قَرْيَة من قرى الطَّائِف سِدْرَة محاذية للحيرة قَرْيَة أَيْضا يذكر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم جلس تحتهَا حِين أَتَاهُ عديس بالطبق الْعِنَب وَأسلم، وَقَالَ: شَجَرَة مُحَمَّد، والقصة مَشْهُورَة، قَالَ: وَرَأَيْت غاراً فِي جبل هُنَاكَ عِنْد آخر الْحيرَة تَحت الْعين يذكر أَنه جلس فِيهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. انْتهى.

ص: 315