الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر مَا جَاءَ فِي فتحهَا
قَالَت عَائِشَة رضي الله عنها: كل الْبِلَاد افتتحت بِالسَّيْفِ، وافتتحت الْمَدِينَة بِالْقُرْآنِ. قَالَ الْحَافِظ محب الدّين بن النجار فِي تَارِيخه: فالمدينة الشَّرِيفَة لم تفتح بِقِتَال إِنَّمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نَفسه فِي كل موسم على قبائل الْعَرَب وَيَقُول: " أَلا رجل يحملني إِلَى قومه فَإِن قُريْشًا قد مَنَعُونِي أَن أبلغ كَلَام رَبِّي ". فيأبونه وَيَقُولُونَ لَهُ: قوم الرجل أعلم بِهِ. حَتَّى لَقِي فِي بعض السنين عِنْد الْعقبَة نَفرا من الْأَوْس والخزرج قدمُوا فِي المنافرة الَّتِي كَانَت بَينهم فَقَالَ لَهُم: " من أَنْتُم؟ ". قَالُوا: نفر من الْخَزْرَج. قَالَ: " أَمن موَالِي يهود؟ ". قَالُوا: نعم. قَالَ: " أَفلا تجلسون كلكُمْ؟ " قَالُوا: بلَى. فجلسوا مَعَه فَدَعَاهُمْ إِلَى الله عز وجل وَعرض عَلَيْهِم الْإِسْلَام وتلا عَلَيْهِم الْقُرْآن وَكَانُوا أهل شرك أَصْحَاب أوثان، وَكَانُوا إِذا كَانَ بَينهم وَبَين الْيَهُود الَّذين مَعَهم بِالْمَدِينَةِ شَيْء قَالَت الْيَهُود لَهُم وَكَانُوا أَصْحَاب كتاب وَعلم: إِن النَّبِي مَبْعُوث الْآن وَقد أظل زَمَانه فنتبعه فنقتلكم مَعَه قتل عَاد وإرم. فَلَمَّا كلم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أُولَئِكَ النَّفر ودعاهم إِلَى الله، قَالَ بَعضهم لبَعض: يَا قوم تعلمُونَ وَالله أَنه النَّبِي الَّذِي توعدكم بِهِ يهود فَلَا سبقتكم إِلَيْهِ فاغتنموه وآمنوا بِهِ، فَأَجَابُوهُ فِيمَا دعاهم إِلَيْهِ وَصَدقُوهُ وقبلوا مِنْهُ مَا عرض عَلَيْهِم من الْإِسْلَام، وَقَالُوا: لقد تركنَا قَومنَا وَبينهمْ من الْعَدَاوَة وَالشَّر مَا بَينهم، وَعَسَى أَن يجمعهُمْ الله بك، فسنقدم عَلَيْهِم وندعوهم إِلَى أَمرك ونعرض عَلَيْهِم الَّذِي أجبناك إِلَيْهِ من هَذَا الدّين، فَإِن يجمعهُمْ الله عَلَيْهِ فَلَا رجل أعز مِنْك. قُم انصرفوا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَاجِعين إِلَى بِلَادهمْ قد آمنُوا وَصَدقُوا وَكَانُوا سِتَّة: سعد بن زُرَارَة وَهُوَ جد النُّقَبَاء فِي الْعقبَة الأولى وَالثَّانيَِة، وعَوْف بن عفراء وَهِي أمه وَأَبوهُ الْحَارِث