الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حيث إن البخاري لم يقل هذا ولا نقله عنه أحد فيما رأيت، والذي في تاريخيه "الكبير"
(1)
و"الصغير"
(2)
: حشرج بن نباتة، قال: سمعت سعيد بن جمهان عن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم: هؤلاء الخلفاء بعدي. وهذا لم يتابع عليه؛ لأن عمر وعليا رضي الله عنهما قالا: لم يستخلف النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا نقله عنه أبو أحمد ابن عدي
(3)
وغيره، لم يغادروا حرفا، والشيخ يشتغل عن هذا وأمثاله إعجابا منه بما يحصل له من موافقة أو علو، [وهو لعمري جيد له كان مجد لغيره]
(4)
، وكان الأولى به أن يخرج ما حصل له من ذلك في مشيخة أو ما يناسبها، فهو الأليق من ذكره في هذا الكتاب الذي وضع لما وضع له، والحمد لله على فضله، وإنما كثرت من ذكر هذا الكلام؛ لأنها نفثة مصدور
(5)
.
104 - (د س) حصن بن عبد الرحمن
(6)
، ويقال: ابن محصن
.
في "كتاب الصريفيني": حصين بن حبان التراغمي
(7)
نسبه إلى تراغم،
(1)
"التاريخ الكبير"(3/ 117).
(2)
"التاريخ الصغير"(1/ 227 - 228).
(3)
"الكامل" لابن عدي (2/ 440).
(4)
هكذا في الأصل ولعل الأليق والله أعلم [وهو لعمري جيد له كما هو جيد لغيره].
(5)
يقال: هذه نفثة مصدور يعنون بذلك: ما يخفف به المرء عن صدره، ويروح به عن نفسه. ينظر:"المعجم الوسيط"(2/ 937).
(6)
ينظر: "المعرفة والتاريخ"(2/ 473)"الثقات" لابن حبان (6/ 246)، "تهذيب تاريخ دمشق"(4/ 372)، "تهذيب الكمال"(6/ 509)، "تهذيب التهذيب"(2/ 378)، "تقريب التهذيب"(1/ 181)، "الكاشف"(1/ 236)، "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال"(1/ 269)، "ميزان الاعتدال"(1/ 551)، "لسان الميزان"(7/ 199).
(7)
التراغمي: بفتح التاء ثالث الحروف والراء والغين المعجمة المكسورة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى التراغم: بطن من السكون، وهو مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون من كندة.
ينظر: "الأنساب"(1/ 455)، "اللباب"(1/ 211).
واسمه: مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون بن أشرس بن ثور -وهو كندة- الكندي
(1)
، أبو حذيفة الدمشقي.
قال أبو حاتم بن حبان في كتاب "الثقات"
(2)
: حصن بن عبد الرحمن من أهل دمشق، أخبرني رجل من ولد سلمة بن العيار بدمشق، أنه سلمة ابن العيار بن حصن الذي روى عنه الأوزاعي، وخرج حديثه في "صحيحه".
وفي كتاب "الجرح والتعديل"
(3)
عن الدارقطني: يعتبر به
(4)
.
وفي "كتاب الصريفيني": له ثلاثة أحاديث. والذي نقل
(5)
المزي عن ابن حبان: (حصن هذا هو ابن عبد الرحمن التراغمي من أهل دمشق، جد سلمة ابن العيار، له حديثان غير هذا) لم أره، والذي رأيت فيه ما ذكرته قبل، على أن المزي في هذا معذور؛ لأنه إنما نقله بوساطة، وكأنه لم ينقله من أصل كتاب ابن حبان، والمصنفون من عادتهم أن يذكروا من كلام بعض الأشخاص لفظا يناسب تصنيفهم ويسقطون ما لا يناسبه، وربما ذكروه بالمعنى؛ فالنقل من غير أصل يتأتى فيه الخلل، والله تعالى أعلم.
(1)
بكسر أولها وسكون النون وكسر الدال المهملة -هذه النسبة إلى كندة، وهى قبيلة كبيرة مشهورة من اليمن،- واسم كندة الذى تنسب إليه القبيلة: ثور بن مرتع بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقيل: هو ثور بن غفير بن عدي بن الحارث ابن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقيل غير ذلك. ينسب إليها كثير لا يحصون.
ينظر: "اللباب في تهذيب الأنساب"(3/ 115، 116).
(2)
"الثقات"(6/ 246).
(3)
(3/ 305)(1362).
(4)
"تهذيب الكمال"(6/ 511)، "تهذيب تاريخ دمشق"(4/ 372).
(5)
"تهذيب الكمال"(6/ 510).
وقول المزي
(1)
أيضا: (قال البخاري
(2)
: حصن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من كذب علي متعمدا" أو: "على
(3)
المقتتلين أن ينحجزوا
(4)
من الدية الأولى فالأولى وإن كان امرأة"
(5)
، روي عن الوليد عن الأوزاعي، وقال يحيى بن أبي كثير: عن أبي سلمة عن أبي هريرة في الدية
(6)
، وروى محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي"
(7)
) انتهى، يحتاج إلى تأمل؛ فإن الذي في البخاري يخالف بعض هذه الألفاظ، قال البخاري
(8)
-ومن "تاريخه " أنقل-: حصن عن أبي سلمة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا" و"على المقتتلين أن ينحجزوا من الدية الأولى فالأولى وإن كانت امرأة"، حدثناه علي عن الوليد عن الأوزاعي، وقال يحيى بن أبى كثير: عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدية، وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من كذب علي". انتهى. فهذا كما ترى فيه زيادة ألفاظ لا يتأتى مقصود البخاري وغيره إلا بها.
(1)
"تهذيب الكمال"(6/ 511).
(2)
"التاريخ الكبير"(3/ 396) رقم (118).
(3)
(المسلمين) في مصادر التخريج.
(4)
أي: يكفوا عن القود، وكل من ترك شيئا فقد انحجز عنه، والانحجاز مطاوع حجزه إذا منعه. ينظر:"النهاية في غريب الحديث"(1/ 345).
(5)
أخرجه "أبو داود"(2/ 591) في الديات، باب عفو النساء عن الدم (4538) و"النسائي"(8/ 39) كتاب القسامة، باب عفو النساء عن الدم، و"البيهقي"(8/ 59) والمزي في "تهذيب الكمال"(6/ 512) من طريق حصين أنه سمع أبا سلمة يحدث عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
(6)
ينظر: "التاريخ الكبير"(3/ 118)(396).
(7)
المصدر السابق.
(8)
المصدر السابق.
وقول المزي
(1)
: (ذكره البرديجي في الطبقة الثالثة من "الأسماء المفردة"
(2)
) تابعا ابن عساكر
(3)
، وأغضيا
(4)
كلاهما على ذلك، وليس جيدا؛ لأنه ليس بفرد في هذه الطبقة؛ لمشاركة جماعة له، منهم حصن بن أبي بكر أبو رياح الباهلي، الراوي عنه موسى بن إسماعيل ومغيرة بن سلمة البصري في التسمية، ذكره البخاري
(5)
، وحصين بن نافع المازني البصري، يروي عن الحسن بن أبى الحسن حديثين أو ثلاثة، ليس به بأس
(6)
، ذكره الدارقطني في كتاب "الجرح والتعديل"، وهذا الكتاب كنت سمعت قديما أن المزي رحمه الله قرئ عليه فاستدرك على مصنفه حالتئذ أحدا وثلاثين موضعا، فكنت أنا وغيري يعجبنا ذلك، فلما كان في سنة تسع عشرة وسبعمائة رويت هذا الكتاب وأعجبني تصنيفه؛ لأني لم أره قبل، وذكرت ما قيل عن المزي، فأخذته ليلا وكتبت على حواشيه -من غير روية ولا عقد نية- مائة موضع وأربعة مواضع، ثم بعد ذلك زدت عليه أمثال ذلك، ولله الحمد والمنة.
(1)
ينظر: "تهذيب الكمال"(6/ 510).
(2)
ينظر: "الأسماء المفردة"(ورقة 24).
(3)
ينظر: "تاريخ دمشق"(14/ 362).
(4)
أغضيا كلاهما على ذلك، أي: سكتا عليه، يقال: أغضى على الشيء، أي: سكت، وصبر، ينظر:"المعجم الوسيط"(2/ 655).
(5)
ينظر: "التاريخ الكبير"(3/ 119) رقم (397).
(6)
تنظر ترجمته في: "التاريخ الكبير"(3/ 10) رقم (35)، "الثقات"(6/ 213)، "الجرح التعديل"(3/ 857)، "تهذيب الكمال"(6/ 545)، "تهذيب التهذيب"(2/ 391)، "التقريب"(1/ 184)، "خلاصة تذهيب تهذيب الكمال"(1/ 235)، "الكاشف"(1/ 238).