الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
1 -
بقية ترجمة
الحسن
البصري (*
(1)
) وذكر ابن أبي شيبة عن سعيد بن عامر أنه قال: بلغ الحسن تسعا وثمانين سنة.
وقال الأزدي في "كتاب الصحابة"
(2)
: رافع بن يزيد الثقفي لا يروي عنه إلا الحسن ولا أدري سمع منه الحسن أم لا؟
وقال أبو سعيد الإدريسي في "تاريخ سمرقند" مع سعيد بن عثمان بن عفان أو مع قتيبة بن مسلم الباهلي: كان بين موته وموت ابن سيرين خمسين ليلة، قال الشيخ أبو سعيد: هكذا قال الهيثم، وغيره يقول: مائة يوم وكان أصله من بخارى.
وقال أبو عبد الله بن محمود: كان الحسن من كبار التابعين وكان خيرا، فاضلا، زاهدا، فقيها، عالما بلغ زهده أنه لم ير في السوق قط يشتري شيئا منها للدنيا ولا يبيع، راهبا بالليل، مؤدباً
(3)
بالنهار استغنى من حوله بعلمه والصحابة متوافرون، ولقد كان يشبه بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين قال أبو قتادة العدوي: ما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه
(4)
، وكان شهد خطبة عثمان وهو ابن
(1)
حققت هذا القسم الطالبة: نوف الفرهود.
(2)
"المخزون في علم الحديث" ص 39 بلفظ: رافع بن يزيد الثقفي لا يروي عنه إلا الحسن بن أبي الحسن البصري.
(3)
في الأصل غير منقوطة.
(4)
"تهذيب الكمال"(2/ 116)، "التعديل والتجريح"(1/ 489)، "طبقات ابن سعد"(7/ 1)، "التاريخ الكبير"
(1/ 2)، "المعرفة والتاريخ"(2/ 48)، "الجرح والتعديل"(1/ 42)، "سير أعلام النبلاء"(4/ 573)، كما
وقع هذا النص في كتاب "الزهد" للإمام أحمد بن حنبل (ص 217 - رقم 1515) بلفظ: أشبه أدبا.
خمس عشر سنة
(1)
.
وقال يونس بن عبيد: ما رأيت رجلا أصدق ما يقول منه
(2)
، ولا أطول حزنا، وكان أفضل من ابن سيرين في كل شيء.
وقال أبو سعيد: كانت أمه ترضع ولد عمر بن أم سلمة. وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب "أنساب العجم" -تأليفه- عن الشعبي قال: كان فيروز أبو الحسن بن أبي الحسن من أهل المنعدح من ميسان
(3)
وكان من أبناء الدهاقين
(4)
.
وفي "كتاب السمر": ادعى المالكيون أن الحسن كان لا يرسل الحديث إلا إذا حدثه أربعة من الصحابة فصاعدا.
وفي "كتاب الصريفيني": مات ليلة الجمعة. وفي كتاب "ابن أبي خيثمة" عن ابن معين: إذا روى الحسن عن رجل وسماه [
…
]
(5)
.
وفي كتاب "فتوح الأمصار" للبلاذري: كان أبو الحسن أولا يسمى فيروز وكان لامرأة يقال لها: الربيع ابنة النضر، عمة أنس بن مالك، ويقال: لجميلة امرأة أنس ابن مالك.
وروي عنه قال
(6)
: كان أبي وأمي لرجل من بني النجار، فتزوج امرأة من
(1)
هكذا في الأصل، والصواب: خمس عشرة سنة.
(2)
هكذا وقع في الأصل بلفظ "ما" وجاء في "تهذيب التهذيب"(1/ 545) بما.
(3)
ميسان: موضع من أرض البصرة استعمل عليها عمر بن الخطاب النعمان بن نضلة. "معجم البلدان"(3/ 1283).
(4)
أولاد الدهاقين: يقال لهم عبقر لترارتهم، ونعمتهم، وبياضهم. "لسان العرب"(4/ 536) بتصرف يسير.
(5)
بياض في الأصل.
(6)
ذكر هذا القول أبو الحسن المدائني في "تهذيب الكمال"(2/ 115).
بني سلمة، فساقهما إليها من صداقها فأعتقتهما تلك المرأة فولاؤنا لها.
وفي "كتاب البيان والتبيين" لعمرو بن بحر
(1)
: وقد زعم رؤبة بن العجاج، وأبو عمرو بن العلاء أنهما [لم يريا]
(2)
قرويين أفصح من الحسن والحجاج
(3)
، وقد غلط الحسن في موضعين من القرآن العظيم في:(ص والقرآن)[ص: 1]، وفي:{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} [الشعراء: 210]
زاد في كتاب "أخبار الكتاب": وكان مع نبله، ومعرفته، وورعه، وزهده كاتبا لربيع بن زياد، ثم ولي القضاء لعمر بن عبد العزيز فقيل له: من وليته قضاء البصرة؟ قال: وليت سيد التابعين الحسن بن أبي الحسن.
وقال أبو سعيد هاشم الطبراني في "تاريخه": حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا [ابن سواء](*) حدثنا سعيد عن قتادة قال: ولد الحسن [
…
]
(4)
عمر بن الخطاب.
وذكر أبو عبد الله النيسابوري في "تاريخ بلده": أن ابن أبي عروبة قال: إذا حدثتم عني فقولوا: حدثنا سعيد الأعرج عن قتادة الأعمى عن الحسن الأحدب وأنا قدري، وأستاذي قدري، وأستاذ أستاذي قدري. قال أبو عبد الله: بلغ الحسن تسعين سنة ونقصان سنة، وكان كاتبا أولا لعبد الرحمن بن مرة ثم كتب للربيع.
وفي "تاريخ أبي زرعة النصري الكبير" عن ابن عون قال: سألني رجاء بن حيوة عن الحسن فقال: ما هذا الذي يبلغنا عن الحسن والقدر و [
…
]
(5)
أنهم
(1)
المعروف بالجاحظ.
(2)
ساقط من الأصل وجاء التصحيح من "البيان والتبيين"(ق. ص283 - 282).
(3)
"سير أعلام النبلاء"(4/ 578).
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع [ابن سرا]، والظاهر أن الصواب ما أُثبت وأن المراد (محمد بن سواء) الذي يروي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
(4)
بياض في الأصل ولعله زمن.
(5)
بياض في الأصل.
يكذبون؟ قال: فاكتفى بها.
وعن أيوب قال: وعظت الحسن في القدر حتى خوفته بالسلطان
(1)
، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه عن معمر: ولي الحسن القضاء فلم يحمد
(2)
.
وفي "تاريخ المراوزة" لأبي رجاء محمد بن حمدونه عن هشام قال: ما رأيت أصح حديثا من ابن سيرين، وكان لا يقدم ولا يؤخر وكان الحسن يقدم ويؤخر، وكان الحسن أدرك من الصحابة مائة وثلاثين، وأدرك ابن سيرين ثلاثين.
وفي "طبقات الفقهاء" لمحمد بن جرير: كانت أمه خادما لأم سلمة وقيل: كانت مولاة لها، وولد الحسن وهو مملوك، وكان فقيها عالما عابدا.
وقال عطاء: إماما يقتدى به، ولما مات استرجع إياس بن معاوية وقال: مات سيد الناس منذ أربعين سنة. وقال علي بن زيد: ما أدركت مثله بيانا وجمالا وعلما وفقها وعبادة.
وفي "المعجم الكبير" للطبراني قال الشعبي: لوددت أني لقيت هذا الكبش فنهيته عن قوله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد جالست ابن (عمر)
(3)
سنة فما سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو القاسم: يعني بالكبش الحسن بن أبي الحسن
(4)
.
(1)
"سير أعلام النبلاء"(4/ 580)، "المعرفة والتاريخ"(2/ 21)، "القدر" (1/ 208) باب: ما روي في أولاد المشركين بلفظ: عن أيوب قال: (نازلت الحسن في القدر وما عندي وعنده أحد إلا حميد الطويل فقال أو لستما تريان ذلك قال فما زلت حتى خوفته بالسلطان فقال ما أنا بعائد إليه). إسناده صحيح
(2)
"العلل ومعرفة الرجال"(1/ 433) بلفظ ولي الحسن قضاء البصرة.
(3)
كلمة (عمر) ساقطة في الأصل، وهي موجودة في جميع المصادر التي نقلت هذا الكلام، انظر:"مسند أبي عوانة"(5/ 37)، المحدث الفاصل (ص 551).
(4)
لم أقف عليه في المطبوع، ولعله في الجزء المفقود من المعجم.
وفي "تاريخ البصرة" لابن أبي خيثمة: ويقال إن ابن الأشعث استقضا
(1)
الحسن على البصرة، ولما قدم عدي بن أرطاة من قبل عمر بن عبد العزيز أراد تولية الحسن فلم يقبل.
وفي "كتاب المبرد" كان الحسن يقول: ما حاجة السلطان إلى هؤلاء الوزعة؟ فلما ولي القضاء قال: لا بد للسلطان من وزعة
(2)
.
قال أبو العباس: كان الحسن بن أبي الحسن ينكر الحكومة ولا يرى رأيهم - يعني الخوارج- فكان إذا جلس وتمكن في مجلسه ذكر عثمان فترحم عليه ثلاثا، ولعن قتلته ثلاثا، ويقول: لو لم نلعنهم لعنا، ثم يذكر عليا فيقول: لم يزل أمير المؤمنين علي رحمه الله يتعرف النصر ويساعده الظفر حتى حكم ولم يحكم. والحق معك ألا تمضي قدما وأنت على الحق، قال: وحدث أن راهبين دخلا البصرة من ناحية الشام فنظرا إلى الحسن فقال أحدهما لصاحبه: مل بنا إلى هذا الذي كان سمته سمت المسيح عليه السلام فعدلا إليه. قال: والتقى الحسن والفرزدق في جنازة فقال له الفرزدق: أتدري ما يقول الناس يا أبا سعيد؟ يقولون: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس، فقال: كلا لست بخيرهم ولست بشرهم
(3)
.
وذكر الدارمي عن علي بن يزيد أن الحسن ولد وهو عبد. وقال العجلي: تابعي ثقة رجل صالح صاحب سنة
(4)
.
(1)
هكذا في الأصل ولعل الصواب "استقضى".
(2)
هكذا في الأصل وفي "الكامل للمبرد"(1/ 270) قال الحسن مرة: ما حاجة هؤلاء السلاطين إلى الشرط؟ فلما ولي القضاء كثر عليه الناس، فقال: لابد للسلطان من وزعه. ويزع: أي يكف، يقال: وزع يزع إذا كف.
(3)
"تهذييب الكمال"(22/ 359)، "الاستيعاب"(3/ 1211)، "فيض القدير"(3/ 163)، "سير أعلام النبلاء"(4/ 584).
(4)
"تاريخ الثقات"(113) رقم 275.
وفي "تاريخ ابن أبي خيثمة" قال عقبة: كنت خلف المقام والحسن خلفه يصلي فجاء عطاء، وطاووس، ومجاهد، وفقهاء من أهل مكة فلما رآهم تجوز في صلاته فقالوا: يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا} [الأنبياء: 17] قال: هو النساء، فانصرفوا
(1)
.
وفي "كتاب أبي موسى المزني" توفي يوم الخميس لليلة بقيت من جمادى الآخرة ودفن بعد صلاة الجمعة، ومات محمد
(2)
بعده بمائة يوم غير يوم لثمان ليال خلون من شوال سحر جمعة.
وفي "الثقات" لابن خلفون: ذكر أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي قال: سألت أبا داود روى الحسن عن أحد من البدريين؟ فقال: سألت يحيى فقال لي: ما أرى ذلك. قال أبو جعفر: وقال محمد بن نصر: سألت يحيى بن سعيد القطان عن كم رجل روى الحسن من الصحابة؟ قال: عن ستة عشر، منهم نفر من البدريين قال: وقال علي بن عبد الله: فأما أن يكون روى عن سبعين بدريا فما صح عندنا من ذاك شيء. قال: وسألت محمد بن نصر: كم لقي الحسن من الصحابة؟ فقال: ذكر عنه أنه قال: ولدت في آخر خلافة عمر، وقد بقي منها سنتان ونصف.
قال ابن خلفون: وقد قيل سمع من سواد بن قارب ولم يسمع من سلمة بن المحبق
(3)
بينهما جون
(4)
وقبيصة بن حريث، وحدث عن عتبة بن غزوان
(5)
ولم
(1)
لم أقف عليه في المطبوع.
(2)
هو: ابن سيرين.
(3)
هو: سلمة بن المحبق وقيل هو بن ربيعة بن صخر الهذلي أبو سنان صحابي سكن البصرة د س ق.
(4)
هو جون بن قتادة.
(5)
عتبة بن غزوان بن جابر المازني، حليف بني عبد شمس صحابي جيل مهاجري بدري، وهو أول من اختط البصرة، مات سنة 17 ويقال بعدها. "تقريب التهذيب"(1/ 381).
يسمع منه، لأن عتبة مات سنة سبع عشرة
(1)
.
وذكر أبو جعفر البغدادي: أنه سأل أبا داود عن الثبت في الحسن؟ فقال: قتادة، وأيوب، وعمرو بن دينار، وهشام بن حسان، والمبارك بن فضالة. وقال عثمان بن سعيد
(2)
: قلت ليحيى: يونس أحب إليك في الحسن أو حميد؟ قال: كلاهما. قال الدارمي: يونس عندي أكبر بكثير، قال قلت: فحميد أحب إليك فيه أو حبيب بن الشهيد؟ فقال: كلاهما، قال عثمان: بن حبيب
(3)
أحب إلينا. قلت له: كيف حديث جرير بن حازم؟ فقال: ثقة، قلت: الربيع بن صبيح أحب إليك أو المبارك؟ فقال: ما أقربهما
(4)
. قال عثمان: المبارك عندي فوقه فيما سمع من الحسن إلا أنه ربما دلس
(5)
، قلت: هشام أحب إليك أو جرير؟ فقال هشام أحب إلي فيه.
قلت: يزيد بن إبراهيم أحب إليك أو جعفر ابن حيان؟ فقال يزيد قلت: فسلام أحب إليك أو المبارك؟ فقال: سلام
(6)
، قلت: فداود أحب إليك أو خالد الحذاء؟ قال: داود.
وذكر أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في كتاب "الجامع" -تأليفه- عن الشعبي أنه قال بعد كلام طويل: لم أر مثل الحسن فيمن لقيت من العلماء إلا كالفرس العربي من المقاريف وفي قول المزي
…
(مولى جميل بن قطبة) نظر، وصوابه: مسلمة بنت
(1)
"التاريخ الكبير"(4/ 71) بلفظ: ولم يسمع الحسن من سلمة بينهما قبيصة بن حريث.
(2)
هو عثمان بن سعيد الدارمي.
(3)
كذا بالأصل، والصواب:(حبيب) كما في شرح العلل لابن رجب ().
(4)
"تهذيب التهذيب"(3/ 14)، "تهذيب الكمال"(9/ 92)، "تاريخ بغداد"(13/ 214)، "تاريخ ابن معين برواية الدارمي"(1/ 111)، "التعديل والتجريح"(3/ 219)، "الكامل في ضعفاء الرجال"(3/ 132).
(5)
"الكامل في ضعفاء الرجال"(3/ 132).
(6)
"شرح علل الترمذي"(2/ 687)، ووقع في "تهذيب التهذيب" (4/ 251): قال الدارمي: قلت لابن معين سلام أحب ....
قطبة ابن يزيد بن عمرو بن الخزرج زوج أنس بن مالك الصحابي [
…
]
(1)
[ .......... ]
(2)
. "أفعل من كذا " لحمزة الأصبهاني أثناء كلام: كما فعلوا في الحسن حين جعلوه مستثنى كل غاية، هو أزهد الناس إلا الحسن، وأبين الناس إلا الحسن، وأفقه الناس إلا الحسن، وحتى بلغ من إفراطهم في أمره أن قال قائلهم: الحسن خير لأهل البصرة من المد والجزر.
وفي كتاب "التعريف بصحيح التاريخ": حدثني أحمد بن زياد قال: سمعت محمد ابن يحيى بن سلام يقول: بين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبين موت الحسن
(3)
البصري عشرين سنة.
وقال أبو حاتم الرازي: كثير بن زياد ثقة من أكابر أصحاب الحسن
(4)
.
وقال عبد الرحمن بن الحكم: ليس في أصحاب الحسن أثبت من يزيد بن إبراهيم
(5)
.
قال أبو حاتم: هو من أوسطهم.
وقال عمرو بن علي الفلاس: أصحاب الحسن حفص بن سليمان المنقري وهو من أثبت الناس فيه، وقتادة، ويونس بن عبيد وقد حدث عنه بالبلاغات، وسمعت يحيى يقول: ما رأيت في أصحاب الحسن أثبت من الأشعث.
(6)
قال أبو حفص: هو من أحسنهم عنه حديثا، وقد روى عنه هشام فأكثر، هو مثل هؤلاء، وكان بعض أهل العلم من البصريين لا يحدث عن هشام عن الحسن بشيء،
(1)
بياض في الأصل.
(2)
لخمس كلمات لم أتمكن من قراءتها.
(3)
لعلها: مولد الحسن!.
(4)
"الجرح والتعديل"(7/ 151).
(5)
وهذا هو قول يزيد بن زريع، ولقد تضاربت أقوال العلماء فيمن يعد أثبت أصاب الحسن فيه على أقوال كثيرة.
(6)
"تهذيب الكمال"(3/ 283)، "سير أعلام النبلاء"(6/ 279)، "الكامل في الضعفاء"(1/ 369)"ميزان الاعتدال"(1/ 431). ويحيى هنا هو يحيى بن سعيد القطان.
قال عمرو: والناس بعد هؤلاء عن الحسن شيوخ.
وقال أبو زرعة: يونس أحب إلي في الحسن من قتادة وهشام
(1)
. وقال أبو حاتم: أكثر أصحاب الحسن قتادة ثم حميد
(2)
.
وذكر أبو طالب محمد بن علي المكي في "كتابه": أن الحسن كان من كبار التابعين، ما زال يعي الحكمة أربعين سنة حتى نطق بها
(3)
، وقد لقي سبعين بدريا، ورأى ثلاث مائة رجل من الصحابة عثمان فمن بعده من سنة عشرين إلى سنة نيف وتسعين، وهو آخر عصر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب "مجابي الدعوة" أن رجلا كان من الخوارج يؤذي الحسن في مجلسه، فقيل للحسن: ألا تكلم الأمير فيه؟ فسكت، فلما رآه قال: اللهم قد علمت أذاه فاكفناه، قال: فخر والله الرجل فما حمل إلى بيته إلا ميتا على سريره، فكان الحسن بعد إذا ذكره قال: البائس ما كان أغره بالله تعالى، ويبكي
(4)
.
وذكر خليفة في "تاريخه": أن ابن الأشعث لما خرج قيل له: إن أحبيت أن يقتل الناس حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن، قال: فأخرج كارها
(5)
. زاد أبو جعفر في كتاب "التعريف بصحيح التاريخ": فرمى بنفسه في
(1)
"تهذيب التهذيب"(11/ 389).
(2)
"الجرح والتعديل"(3/ 219).
(3)
لم أقف على هذا من قول أبي طالب المكي: وإنما ما وقفت عليه من قول الأعمش بلفظ (يعي، يبتغي، يعني)"تهذيب الكمال"(6/ 118)، "سير أعلام النبلاء"(4/ 585)، "حلية الأولياء"(2/ 147)، "مصنف ابن أبي شيبة"(7/ 190)، "المعرفة والتاريخ"(2/ 27)، "المحدث الفاصل"(1/ 260).
(4)
أخرجه اللالكائي في "كرامات الأولياء"(1/ 204 - رقم: 166).
(5)
"تاريخ خليفة بن خياط"(287).
دجلة على طن من قصب فأفلت عليه.
وذكر أبو الفرج بن الجوزي في كتاب "الموضوعات" أن رواية الحسن عن ابن مسعود وسعد بن معاذ مرسلة، وحديثه عنهما مقطوع لم يدركهما
(1)
.
وذكر أبو سعيد بن الأعرابي في "طبقات النساك": كان الحسن يتكلم في الخصوص حتى نسبته القدرية إلى الجبر، وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السنية إلى القدر، وكل ذلك لافتتانه في الكلام
(2)
.
ولما ذكره القاضي عبد الجبار في كتابه "طبقات المعتزلة" في الطبقة الثالثة قال: وأما الحسن البصري فإنه ممن قد دعا إلى الله تعالى الدهر الأطول بالموعظة والتصنيف والرسائل والخطب، والمشهور عنه أن عبد الملك كاتبه بأنه قد بلغنا عنك في وصف القدر ما لم يبلغنا عن أحد من الصحابة، فاكتب إلينا بقولك في هذا الباب. فكتب إليه: سلام عليك فإن الأمير أصلح في قليل من كثير مضوا، والقليل من أهل الخير مغفول عنهم، وقد أدركنا السلف فلم يبطلوا حقا ولا ألحقوا بالرب إلا ما ألحق بنفسه، ولا يحتجون إلا ما احتج الله به على خلقه، وقوله الحق:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فذكر كلاما طويلا في عدة أوراق.
قال الشهرستاني: ولعل هذه الرسالة لعطاء فما كان الحسن ممن يخالف السلف في إثبات القدر خيره وشره من الله تعالى، فإن هذه الكلمة كالمجمع عليها عندهم.
قال عبد الجبار: ومر الحسن على برجان اللص وهو مصلوب، فقال: ما حملك على هذا؟ فقال: قضاء الله وقدره. فقال: كذبت.
(1)
"الموضوعات"(3/ 545 - 554).
(2)
"سير أعلام النبلاء"(4/ 582 - 583).
وذكر عن ابن عمر أنه سئل عن مسألة فقال للسائل: من أين أنت؟ قال: من البصرة قال: فأين أنت عن مولى الأنصار -يعني الحسن-؟ وذكر كلاما طويلا ورسائل، ثم قال: وإنما أكثرنا من أخبار الحسن لأن أهل الحديث يظنون فيه أنه منهم، فبينا أن الأمر بخلاف ما قالوه، والذي رووا عن أيوب أنه قال: كلمت الحسن في القدر فكف عن ذلك، فظنوا أنه ترك هذا القول، وليس الأمر كما قالوا، وإنما خوفه بالسلطان فلذلك كف. وقد روي عن حميد أنه قال: وددت أنه قسم علينا [
…
]
(1)
وأن الحسن لم يتكلم بما تكلم به -يعني في القدر-.
قال عبد الجبار: وذلك أنه كان في زمن عظيم الخطر، فكان يخاف في كثير من أوقاته من بني أمية الذين أظهروا الجبر على ما حكيناه قبل.
وفي "تاريخ أبي مسلم المستملي": حدثنا ابن عيينة قال: سألت رجلا من ولد الحسن: من أين كان معاش الحسن؟ قال: كان عطاؤة سبع مائة وتأتيه كسا.
وفي كتاب "الزهد" لأحمد: كان له ولد اسمه عبد الله، وقال حماد بن سلمة: تذاكرنا غنا
(2)
مطرف، وورع ابن سيرين، وعبادة مسلم بن يسار، وزهد الحسن ويونس بن عبيد، فقال: قد جمعت هذه الخصال كلها في الحسن
(3)
.
وفي حديث الحاج: تمنى رجل زهد الحسن، وورع محمد، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه ابن المسيب، فنظروا فوجدوه كله في الحسن.
وفي "كتاب الآجري": كان الحسن ينتمي إلى الأنصار وكان ديوانه في ثقيف وأصله من نهر المرأة
(4)
. وكان يقال: عرض زنده شبر. انتهى. هذا يرد قول المزي:
(1)
كلمة غير واضحة في الأصل.
(2)
كذا بالأصل، وفي "الزهد":(عقل).
(3)
"الزهد"(229) رقم 1623 بلفظ تذاكروا عقل مطرف .....
(4)
"سؤالات أبي عبيد الآجري"(1/ 283) رقم 403.
(عرض زنديه) لأن هذا متعذر عرفا.
قال أبو داود: وقال ابن عون: كنت أشبه لهجة الحسن بلهجة رؤبة
(1)
.
وقال: حدثنا عباس العنبري حدثنا محمد بن محبوب قال: سألت حماد بن سلمة عن أصحاب الحسن فقال: قتادة، وزياد الأعلم، ومنصور، والقصاب
(2)
، وحفص بن سليمان
(3)
. قال أبو داود: والمشايخ الذين لقيهم في الغزو ولم يحدث عنهم غيره: ابن المتشمس، وعلي
(4)
بن ضمرة، وهياج، وقبيصة بن حريث، وجون، وحضين بن المنذر
(5)
.
قال: وختم الحجاج يد الحسن
(6)
.
وفي قول المزي: (وقال محمد بن سعد قالوا: وكان الحسن جامعا عالما إلى آخره
(7)
) نظر لأن ابن سعد إنما ذكر ذلك عن [
…
]
(8)
لا عن نفسه والله أعلم.
وقال أبو حاتم بن حبان في "الثقات": احتلم سنة سبع وثلاثين، وأدرك بعض صفين، ورأى مائة وعشرين صحابيا، وكان يدلس، وصلى عليه النضر بن عمرو المقري من حمير من أهل الشام، وكان الحسن أفصح أهل البصرة لسانا، وأجملهم وجها، وأعبدهم وأفقههم بدنا وأحسنهم عشرة رحمه الله تعالى
(9)
.
وذكر أبو داود سليمان بن الأشعث في كتاب "الآخرة" -تأليفه-: للحسن أخا ثالثا اسمه ثابت وكان يقص.
وفي "كتاب الباجي" عن الدارقطني: مراسيل الحسن فيها ضعف
(10)
.
(1)
"تهذيب التهذيب"(2/ 545)، كما قد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(18/ 221).
(2)
كذا بالأصل، والصواب:(منصور القصاب) كما في "سؤالات الآجري".
(3)
"سؤالات الآجري"(2/ 135) رقم: 1370.
(4)
كذا بالأصل، والصواب:(عتي) كما في "سؤالات الآجري".
(5)
"سؤالات الآجري"(2/ 81) رقم: 1192.
(6)
"سؤالات الآجري"(2/ 95) رقم: 1240.
(7)
في "الطبقات"(7/ 157 - 158).
(8)
غير واضحة في الأصل، ولعلها:(إسناد).
(9)
"الثقات"(2/ 69) بلفظ "وأعبدهم عبادة، وأحسنهم عشرة، وأنقاهم بدنا".
(10)
"التعديل والتجريح"(1/ 487).