الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منها، والله تعالى أعلم، ذكرناهم للتمييز.
109 - (سي): حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم، والد عمران بن حصين
(1)
:
مختلف في إسلامه
(2)
، وقد قيل: إنه مات مشركا، وفيه نظر؛ لما ذكر الترمذي: حدثنا أحمد بن منيع عن أبي معاوية عن شبيب بن شيبة عن الحسن عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: "يا حصين، كم تعبد اليوم إلها "؟ قال: سبعة: ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: "يا حصين أما إنك لو أسلمت لعلمتك كلمتين ينفعانك"، قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله، علمني الكلمتين
…
الحديث. وقال: حديث حسن غريب
(3)
.
وقاله أبو علي الطوسي في "أحكامه".
ولما رواه أبو القاسم الطبراني في "معجمه الأوسط قال: لم يروه عن شبيب بن شيبة إلا أبو معاوية
(4)
.
وقال أبو عبد الله الحاكم -لما خرج حديث حصين بذكر إسلامه-: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
(5)
.
(1)
"تهذيب الكمال"(2/ 212)، و"تهذيب التهذيب"(1/ 443)، و"تقريب التهذيب"(ص 110)، وفيه:"صحابي، لم يصب من نفى إسلامه".
(2)
وقد سبقه إلى مثل هذا القول أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(2/ 836)، فقال:"مختلف في صحبته وإسلامه".
(3)
"سنن الترمذي"(5/ 485، 486 رقم 3483)، كتاب الدعوات، باب (70).
(4)
"المعجم الأوسط"(2/ 280 رقم 1985).
(5)
"المستدرك"(1/ 691 رقم 1880).
وقال أبو حاتم ابن حبان في "صحيحه": أخبرنا النضر بن محمد العابد حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن ربعي عن عمران عن أبيه، فذكر حديث: "اللهم قني شر نفسي
…
"
(1)
، وقال في "كتاب الصحابة": له صحبة.
وفي "كتاب أبي منصور الباوردي": حدثني أحمد بن محمد بن سليمان الجعفي حدثنا رجاء بن محمد حدثنا عمران بن حصين
(2)
قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده: أن قريشا جاءت إلى الحصين، وكانت تعظمه، فقالوا له: كلم هذا الرجل، فإنه يذكر آلهتنا، ويشتمهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قرب منزل النبي صلى الله عليه وسلم ودخل حصين، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أوسعوا للشيخ"، وعمران وأصحابه متوافرون، فقال حصين: يا محمد كان أبوك جفنة وخبزا
(3)
-فذكر حديثا- وفيه: "يا حصين، أسلم تسلم"، فقال: إن لي قوما وعشيرة، فماذا أقول. قال:"قل: اللهم إني أستهديك لأرشد أمري، وأستجيرك من شر نفسي، علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني"، فقالها حصين، فلم يقم حتى أسلم، فقام إليه عمران ابنه، فقبل رأسه، ويديه، ورجليه، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بكى، فقالوا: ما الذي أبكاك يا رسول الله؟ فقال: "صنيع عمران، دخل حصين وهو كافر فلم يقم إليه، ولم يلتفت إلى ناحيته، فلما أسلم قضى حقه، فدخلني من ذلك الرقة"، فلما أراد حصين أن يخرج قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فشيعوه إلى منزله، فلما خرج من
(1)
"الإحسان"(2/ 128 رقم 896)، كتاب الأدعية، ذكر الأمر بما يجب على المرء من الدعاء.
(2)
كذا في الأصل، والصواب:" عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين"، يبين ذلك ما بعده. وانظر "كتاب التوحيد" لابن خزيمة (1/ 277، 278)، و"الإصابة" لابن حجر (2/ 87).
(3)
الجفنة: الرجل الكريم، وكانت العرب تدعو السيد المطعام جفنة: لأنه يضعها، ويطعم الناس فيها، فسمي باسمها. "لسان العرب"(2/ 311) مادة (جفن).
سدة الباب، ورأته قريش، قالوا: صبا، وتفرقوا عنه
(1)
.
وقال ابن سعد في كتاب "الطبقات": عمران بن حصين بن عبيد، أسلم قديما هو وأبوه وأخته
(2)
.
وذكره -أيضا- في جملة الصحابة جزما من غير خلاف: أبو عمر ابن عبد البر في "كتابه المشهور"
(3)
، وأبو القاسم البغوي، وابن قانع، وابن زبر، والبخاري
(4)
، وابن السكن، والطبراني
(5)
وقالا: الصحيح من الرواية أنه مات مسلما. وكذا قاله أبو الفرج البغدادي وغيره، وعده أبو الحسن المرادي في جملة العميان من الصحابة.
وكأن المزي رحمه الله اعتمد على قول أبي حاتم الرازي، ولم يعده إلى غيره، وهو: اختلفت الروايات في إسلامه، فذكر رواية داود بن أبي هند أنه مات مشركا، وروايتين بعده فيهما ذكر إسلامه، وكان الثاني هو المعتبر عنده [
…
]
(6)
.
وعبر المزي بعبارة رديئة: (وهو مختلف في إسلامه)
(7)
، ثم قال مؤكدا لقوله:(وقد قيل: إنه مات مشركا) ذهولا عما أسلفناه، ولكنه يعذر فيه لأنه لم يره، لكن لا عذر له في "كتاب النسائي"؛ لأنه ذكر في "الأطراف"
(8)
أن النسائي
(1)
هذا الحديث أخرجه ابن خزيمة في "كتاب التوحيد"(1/ 178،277) عن رجاء بن محمد العذري به.
(2)
"الطبقات الكبرى"(7/ 9).
(3)
"الاستيعاب"(1/ 333).
(4)
"التاريخ الكبير"(3/ 1).
(5)
"المعجم الكبير"(18/ 103).
(6)
لم تتبين لي هذه الكلمة -كما ينبغي- في الأصل.
(7)
سبقت الإشارة إلى أن أبا نعيم قد سبقه إلى مثل هذه العبارة، انظر (ص 17).
(8)
"تحفة الأشراف"(3/ 68).