المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌والصلاة الخاصة: صلاته- تعالى- على أنبيائه ورسله، خصوصا على خاتمهم وأفضلهم - إمتاع الأسماع - جـ ١١

[المقريزي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الحادي عشر]

- ‌[تتمة الثمانون]

- ‌[تتمة الثاني عشر]

- ‌فصل في أنهن لم يدخلن فيمن تحرم عليه الصدقة من الآل

- ‌الثالث عشر:

- ‌الرابع عشر:

- ‌الحادية والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن الصلاة عليه واجبة

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌الرابعة:

- ‌الخامسة:

- ‌المقدمة الأولى:

- ‌المقدمة الثانية:

- ‌المقدمة الثالثة:

- ‌والدليل على المقدمة الأولى:

- ‌والدليل على المقدمة الثانية:

- ‌واحتج نفاة الوجوب بوجوه:

- ‌أحدها:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌الخامس:

- ‌السادس:

- ‌السابع:

- ‌الثامن:

- ‌التاسع:

- ‌العاشر:

- ‌الحادي عشر:

- ‌الثاني عشر:

- ‌الثانية والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فأما حديث أبي مسعود [ (1) ]- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث كعب بن عجرة [ (1) ]

- ‌وأما حديث أبي حميد الساعديّ

- ‌وأما حديث أبي سعيد الخدريّ [ (1) ]

- ‌وأما حديث طلحة بن عبيد اللَّه [ (3) ]

- ‌وأما حديث زيد بن خارجة [ (2) ]

- ‌وأما حديث علي بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث بريدة بن الحصيب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث عبد الرحمن بن بشر بن مسعود رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌الثالثة والثمانون من خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم: أن من صلّى عليه واحدة صلّى اللَّه عليه عشرا

- ‌الرابعة والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أنه من صلّى عليه صلى الله عليه وسلم غفر ذنبه

- ‌الخامسة والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن الدعاء يتوقف إجابته حتى يصلي عليه وأن العبد مأمور أن يصلي عليه في دعائه

- ‌السادسة والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن صلاة أمته تبلغه في قبره وتعرض عليه صلاتهم وسلامهم

- ‌فأما حديث أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث أبي الدرداء [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث أبي أمامة [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث أنس [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث الحسن [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌السابعة والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن من ذكر عنده فلم يصلّ عليه بعد ورغم أنفه وخطئ طريق الجنة

- ‌وأما حديث عبد اللَّه بن جزء الزبيديّ [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث ابن عباس [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث محمد بن الحنفية [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما حديث أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌الثامنة والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن البخيل من ذكر عنده النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يصل عليه

- ‌التاسعة والثمانون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: ما جلس قوم مجلسا ولم يصلوا عليه إلا كان عليهم ترة [ (1) ] وحسرة يوم القيامة وقاموا عن أنتن من جيفة [حمار]

- ‌التسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: من صلى عليه [في كتاب] [ (1) ] لم تزل الصلاة عليه ما بقيت الصلاة مكتوبة

- ‌الحادية والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن الصلاة عليه زكاة

- ‌الثانية والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: من صلى عليه صلى الله عليه وسلم في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة

- ‌الثالثة والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: من صلى عليه صلى الله عليه وسلم غفرت له ذنوبه

- ‌الرابعة والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كفارة

- ‌الخامسة والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: من صلّى عليه صلى الله عليه وسلم شفع فيه

- ‌السادسة والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أولى الناس به صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه

- ‌السابعة والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أنه صلى الله عليه وسلم تتأكد الصلاة عليه في واحد وأربعين موضعا إما وجوبا أو استحبابا في آخر التشهد من الصلاة

- ‌[وهو الموضع الأول]

- ‌أحدها:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌أحدها:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الرابع:

- ‌أحدها:

- ‌أحدها:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الجواب‌‌ الرابع:

- ‌ الرابع:

- ‌أحدها:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌ الخامس:

- ‌السادس:

- ‌أحدها:

- ‌أحدها:

- ‌الثاني:

- ‌أحدهما:

- ‌الثاني:

- ‌الدليل الثاني:

- ‌أما المقدمة الأولى:

- ‌وأما المقدمة الثانية:

- ‌الدليل الثالث:

- ‌الدليل الرابع:

- ‌أحدها:

- ‌الثاني:

- ‌الثالث:

- ‌الدليل الخامس:

- ‌الدليل السادس:

- ‌الموطن الثاني من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول

- ‌الموطن الثالث من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: آخر القنوت

- ‌الموطن الرابع من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية

- ‌الموطن الخامس من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: الخطب في الجمعة والعيدين والاستسقاء ونحو ذلك

- ‌الموطن السادس من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة

- ‌الموطن السابع من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند دعاء كل داع من أمتي وله ثلاث مراتب

- ‌فأما المرتبة الأولى:

- ‌وأما المرتبة الثانية:

- ‌الموطن الثامن من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند دخول المسجد وعند الخروج منه

- ‌الموطن التاسع من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم على الصفا والمروة

- ‌الموطن العاشر من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند اجتماع القوم قبل تفرقهم

- ‌الموطن الحادي عشر من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره

- ‌الموطن الثاني عشر من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: بعد الفراغ من التلبية

- ‌الموطن الثالث عشر من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند استلام الحجر

- ‌الموطن الرابع عشر [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند الوقوف على قبره صلى الله عليه وسلم]

- ‌الموطن الخامس عشر من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خرج إلى السوق أو إلى دعوة ونحوهما

- ‌الموطن السادس عشر [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قام الرجل من النوم بالليل]

- ‌الموطن السابع عشر [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: ختم القرآن وفي صلاة التراويح، لأن هذين المحلين محل دعاء]

- ‌الموطن الثامن عشر من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: [يوم الجمعة]

- ‌الموطن التاسع عشر [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند القيام من المجلس]

- ‌الموطن العشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند المرور على المساجد ورؤيتها]

- ‌الموطن الحادي والعشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند شدة الهم]

- ‌الموطن الثاني والعشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌الموطن الثالث والعشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند تبليغ العلم إلى الناس مثل التذكير، والقصص، وإلقاء الدرس إلى الناس، وتعليم المتعلم، في أول ذلك، وآخره]

- ‌الموطن الرابع والعشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: أول النهار وآخره]

- ‌الموطن الخامس والعشرون من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: [عقيب الذنب، فإن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كفارة]

- ‌الموطن السادس والعشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند إلمام الفقر والحاجة، أو خوف وقوعهما]

- ‌الموطن السابع والعشرون من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم [عند خطبة الرجل المرأة]

- ‌الموطن الثامن والعشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند العطاس]

- ‌الموطن التاسع والعشرون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: بعد الفراغ من الوضوء]

- ‌الموطن الثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند دخول المنزل]

- ‌الموطن الحادي والثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: في كل موطن يجتمع فيه لذكر اللَّه تعالى]

- ‌الموطن الثاني والثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: إذا نسي العبد شيئا وأراد ذكره]

- ‌الموطن الثالث والثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند الحاجة تعرض للعبد]

- ‌الموطن الرابع والثلاثون من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند طنين الأذن

- ‌الموطن الخامس والثلاثون من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عقيب الصلوات

- ‌الموطن السادس والثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم] : عند الذبيحة

- ‌الموطن السابع والثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم] :

- ‌الموطن السادس والثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم] : عند عدم المال

- ‌الموطن التاسع والثلاثون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم] : عند النوم

- ‌الموطن الأربعون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم] : عند كل كلام ذي بال

- ‌الموطن الحادي والأربعون [من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم] : في صلاة العيد

- ‌الثامنة والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: أن من صلّى عليه صلى الله عليه وسلم نال من اللَّه تعالى أربعين كرامة بصلاته عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌أولها:

- ‌ثانيها:

- ‌ثالثها:

- ‌رابعها:

- ‌خامسها:

- ‌سادسها:

- ‌سابعها:

- ‌ثامنها:

- ‌تاسعها:

- ‌عاشرها:

- ‌الحادية عشرة:

- ‌الثانية عشرة:

- ‌الثالثة عشرة:

- ‌الرابعة عشرة:

- ‌الخامسة عشرة:

- ‌السادسة عشرة:

- ‌السابعة عشرة:

- ‌الثامنة عشرة:

- ‌التاسعة عشرة:

- ‌الكرامة العشرون:

- ‌الحادية والعشرون:

- ‌الثانية والعشرون:

- ‌الثالثة والعشرون:

- ‌الرابعة والعشرون:

- ‌الخامسة والعشرون:

- ‌السادسة والعشرون:

- ‌السابعة والعشرون:

- ‌الثامنة والعشرون:

- ‌التاسعة والعشرون:

- ‌الكرامة الثلاثون:

- ‌الحادية والثلاثون:

- ‌الثانية والثلاثون:

- ‌الثالثة والثلاثون:

- ‌الرابعة والثلاثون:

- ‌الخامسة والثلاثون:

- ‌السادسة والثلاثون:

- ‌السابعة والثلاثون:

- ‌الثامنة والثلاثون:

- ‌التاسعة والثلاثون:

- ‌الكرامة الأربعون:

- ‌أحدهما:

- ‌والثاني:

- ‌خاتمة فيها بيان وإرشاد لمعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أحدهما: الدعاء والتبرك

- ‌والثاني: العبادة

- ‌وأما صلاة اللَّه- جل جلاله على عبده فنوعان:

- ‌[فالصلاة] العامة:

- ‌والصلاة الخاصة:

- ‌التاسعة والتسعون من خصائصه صلى الله عليه وسلم: مطابقة اسمه لمعناه، الّذي هو شيمه وأخلاقه صلى الله عليه وسلم فكان اسمه يدل على مسماه، وكانت خلائقه إنما هي تفصيل جملة اسمه وشرح معناه

- ‌المائة من خصائصه صلى الله عليه وسلم: وجوب حب أهل بيته

- ‌عصمة سائر الأنبياء والملائكة عليهم السلام

- ‌وأما ذهاب الصورة المصورة بوضع يد المصطفى عليها صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إعلامه بأن اللَّه تعالى يعطيه إذا سأل ما لم تجر به العادة

- ‌وأما صدق رؤياه صلى الله عليه وسلم عائشة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها في المنام وصنع اللَّه له في تزويجها به بذهاب ما كان في نفس أبي بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه وعنها من عدة مطعم بن عدي بها لابنه

- ‌وأما تعليم اللَّه تعالى له جواب ما يسأله عنه السائلون في مقامه فيه الّذي قام صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما إشارته إلى أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه حتى أنه لم ينس بعد ذلك شيئا حفظه منه

- ‌وأما حفظ عثمان بن أبي العاص [ (1) ] القرآن رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بعد نسيانه بضرب الرسول صلى الله عليه وسلم في صدره

- ‌وأما هداية اللَّه تعالى أم أبي هريرة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما إلى الإسلام بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد ما كان ابنها يدعوها إلى ذلك فتأبى

- ‌وأما سلامة منديل مر على وجهه صلى الله عليه وسلم فلم تحرقه النار لما طرح فيها

- ‌وأما نهضة بعير جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه في مسيره بعد تخلفه وإعيائه عند ما نخسة الرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أو ضربه

- ‌وأما ظهور بركته صلى الله عليه وسلم في فرس أبي طلحة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه حتى صار لا يجاريه فرس بعد أن كان قطوفا بطيئا

- ‌وأما فراهة فرس جعيل [ (1) ] بعد عجفها وتأخر مسيرتها وبيعة نتاجها بمال جم بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له فيها بالبركة

- ‌وأما ضربه برجله صلى الله عليه وسلم ناقة لا تكاد تسير فصارت سابقة

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لبعير الرجل أن يحمله اللَّه عليه فمكث عنده عشرين سنة

- ‌وأما ذهاب الجوع عن فاطمة الزهراء- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنها- بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما كفاية علي بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه الحر والبرد بدعائه له صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفاؤه مما يشكو من الوجع بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفاؤه رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه من رمد ببصاق الرسول صلى الله عليه وسلم ودعائه له

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعلي بالهداية والسداد، وقد ضرب بيده المقدسة في صدره فأجيب فيه دعواته صلوات اللَّه وسلامه عليه

- ‌وأما صرف الوباء عن المدينة النبويّة وانتقال الحمى عنها إلى الجحفة ببركة المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفاء سعد بن أبي وقاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه وإتمام اللَّه تعالى هجرته بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ووقوع ما أشار به صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما شفاء أسماء بنت أبي بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما بدعائه صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما استجابة دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن المرأة

- ‌وأما ظهور بركة دعائه في طول قامة رجل ولد صغير الخلقة

- ‌وأما شفاء الصبى من الجنون بمسح الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه ودعائه له

- ‌وأما استجابة اللَّه دعاءه صلى الله عليه وسلم للمرأة التي كانت تنكشف إذا صرعت

- ‌وأما شفاء عبد اللَّه بن رواحة من وجع ضرسه بوضع يده ودعائه صلى الله عليه وسلم له

- ‌وأما شفاء بطن رافع بن رفاعة بمسح المصطفى صلى الله عليه وسلم بطنه

- ‌وأما شفاء أبي طالب بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما مسح المصطفى صلى الله عليه وسلم ساق علي بن الحكم السلمي [ (2) ] وقد دق جدار الخندق فبرئ من وقته

- ‌وأما ذهاب البلاء عن ابن الخثعمية بشربة ماء غسل الرسول صلى الله عليه وسلم فيها يديه وتمضمض

- ‌وأما نفثه صلى الله عليه وسلم في فم غلام يأخذه الجنون كل يوم مرارا فذهب عنه

- ‌وأما برء غلام من الجنون بمسح الرسول صلى الله عليه وسلم وجهه ودعائه له

- ‌وأما خروج الشيطان وإزالة النسيان وذهاب الوسوسة في الصلاة عن عثمان بن أبي العاص بتفل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في فمه وضربه صدره

- ‌وأما ردّ اللَّه عز وجل بصر الأعمى عليه بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم له دعاء يدعو به

- ‌وأما رد بصر من كانت عيناه مبيضتين لا يبصر بهما شيئا بنفث المصطفى صلى الله عليه وسلم في عينيه

- ‌وأما رد الرسول صلى الله عليه وسلم عين قتادة [ (1) ] بعد ما سالت على خده فكان يقال له: ذو العين

- ‌وأما برء يد محمد بن حاطب [ (1) ] بنفث المصطفى صلى الله عليه وسلم عليها

- ‌وأما ذهاب السلعة [ (1) ] من كف شرحبيل [ (2) ] بنفث الرسول صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليها

- ‌وأما برء خبيب [ (1) ] بتفل الرسول صلى الله عليه وسلم على موضع مصابه

- ‌وأما ذهاب السلعة من كف أبي سبرة بمسح الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وأما ذهاب القوباء من وجه أبيض بن حمال [ (1) ] بمسح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجهه

- ‌وأما برء جراحة خبيب بتفل المصطفى صلى الله عليه وسلم فيها

- ‌وأما عدم شيب عمرو بن أخطب [ (1) ] بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجمله اللَّه

- ‌وأما أن عمرو بن الحمق [ (1) ] بلغ الثمانين ولم يبيض شعره بدعائه صلى الله عليه وسلم له

- ‌وأما دعاؤه صلى الله عليه وسلم ليهودي بالجمال فاسودت لحيته بعد بياضها

- ‌وأما تمتع السائب بن يزيد [ (1) ] بحواسه وسواد شعره بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له

- ‌وأما عدم شيب موضع يد الرسول صلى الله عليه وسلم من رأس محمد بن أنس [ (1) ]

- ‌وأما تبين بركة يد حنظلة بن حذيم [ (1) ] رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالبركة

- ‌وأما سلامة موضع يد المصطفى صلى الله عليه وسلم من رأس أبي سفيان مدلوك [ (1) ] فلم يشب دون سائر رأسه

- ‌وأما سلامة عبد اللَّه بن عتبة [ (1) ] وذريته من الهرم بدعاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم له بالبركة ولذريته رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه

- ‌وأما سلامة عمرو بن ثعلبة [ (1) ] من الشيب بلمس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجهه بيده المقدسة

- ‌واما أن موضع مس يد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من رأس مالك بن عمير [ (1) ] ووجهه لم يشب

- ‌أما طيب رائحة عتبة بن فرقد [ (1) ] بمسح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيده على ظهره وبطنه

- ‌وأما وضاءة وجه قتادة بن ملحان [ (1) ] بمسح المصطفى صلى الله عليه وسلم له

- ‌وأما تمتع النابغة [ (1) ] بأسنانه وقد نيف على المائة عام بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بذلك

- ‌وأما برء ساق سلمة بن الأكوع [ (1) ] بنفث الرسول صلى الله عليه وسلم فيها

- ‌وأما برء قرحة في رجل بوضع المصطفى صلى الله عليه وسلم ريقه بإصبعه عليها

- ‌وأما ظهور بركة تفله صلى الله عليه وسلم في فم عبد اللَّه بن عامر [ (1) ]

- ‌وأما قيام تفله صلى الله عليه وسلم في أفواه الرضعاء [يوم عاشوراء] مقام الغذاء

- ‌وأما قيام ريقه صلى الله عليه وسلم في فم محمد بن ثابت [ (1) ] وتحنيكه بتمره مقام لبان أمه

- ‌وأما ذهاب الصداع عن فراس بن عمرو [ (2) ] بأخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم بجلدة ما بين عينيه وما ظهر من أعلام النبوة في ذلك

- ‌وأما ذهاب البرد عن حذيفة بن اليمان [ (1) ] بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له بذلك

- ‌وأما استئذان الحمي على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإرسالها إلي أهل قباء لتكون كفّارة لهم

الفصل: ‌ ‌والصلاة الخاصة: صلاته- تعالى- على أنبيائه ورسله، خصوصا على خاتمهم وأفضلهم

‌والصلاة الخاصة:

صلاته- تعالى- على أنبيائه ورسله، خصوصا على خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم، اختلف في معناها. فقيل: إنها رحمته- تعالى-.

روى إسماعيل بن إسحاق من طريق جويبر عن الضحاك قال: صلاة اللَّه- تعالى- رحمته وصلاة الملائكة الدعاء، وقال المبرد: أصل الصلاة الرحمة فهي من اللَّه- تعالى- رحمة، ومن الملائكة استدعاء للرحمة من اللَّه، وهذا القول هو المعروف عند كثير من المتأخرين، وقيل: إن الصلاة مغفرته.

قال جويبر عن الضحاك: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ [ (1) ] صلاة اللَّه مغفرته، وصلاة الملائكة الدعاء، وهذا القول من جنس الّذي قبله، وردّ بوجوه:

أحدها: أن اللَّه- تعالى- قد فرق بين صلاته على عباده ورحمته، فقال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ* أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [ (2) ] .

فعطف- تعالى- الرحمة على الصلاة، فاقتضى ذلك تغايرهما، وهذا أصل العطف.

وأما قول الشاعر:

فألفى قولها كذبا ومينا

فإنه شاذ لا يحمل عليه أفصح الكلام مع أن المين أخص من الكذب.

ثانيها: أن صلاة اللَّه- تعالى- خاصة بأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين.

وأما رحمته فوسعت كل شيء فليست الصلاة مرادفة للرحمة، لكن الرحمة من لوازم الصلاة وموجباتها وثمراتها، فمن فسرها بالرحمة فقد فسرها ببعض ثمرتها وآحاد مقصودها، وهذا كثير ما يأتى في تفسير ألفاظ القرآن،

[ (1) ] الأحزاب: 43.

[ (2) ] البقرة: 156- 157.

ص: 163

فتفسر اللفظة بملازمها وجزء معناها، كتفسير الريب بالشك، والشك جزء مسمى الريب، وتفسيره الرحمة بإرادة الإحسان، وهو إرادة لازم الرحمة، ونظير ذلك كثير.

ثالثها: أنه لا خلاف في جواز الترحم على المؤمنين، واختلف السلف والخلف في جواز الصلاة على غير الأنبياء على ثلاثة أقوال- كما تقدم- فقلنا: إنهما ليسا بمترادفين.

رابعها: أنها لو كانت الصلاة بمعنى الرحمة لقامت مقامها في امتثال الأمر، وأسقطت عند من أوجبها، إذا قال: اللَّهمّ ارحم محمدا وآل محمد، وليس الأمر كذلك.

خامسها: أنه لا يقال لمن رحم غيره ورق عليه فأطعمه وسقاه وكساه أنه صلّى عليه، ويقال: قد رحمه.

سادسها: أن الإنسان قد يرحم من يبغضه ويعاديه فيجد في قلبه له رحمة ولا يصلى عليه.

سابعها: أن الصلاة لا بدّ فيها من كلام، فهي ثناء من المصلى على المصلى عليه وتنويه به، وإشادة بمحاسنه التي فيه وذكره.

قال البخاري في صحيحه: عن أبي العالية قال: صلاة اللَّه على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة، وروى القاضي إسماعيل في كتابه من طريق الربيع بن أنس عن أبى العالية: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ، قال: صلاة اللَّه- عز وجل وثناؤه عليه وصلاة الملائكة.

ثامنها: أن اللَّه فرق بين صلاته وصلاة ملائكته وجمعها في فعل واحد، فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ وهذه الصلاة لا تكون هي الرحمة، وإنما هو ثناؤه- سبحانه- وثناء ملائكته عليه، فإن قيل: الصلاة لفظ مشترك فيجوز أن تستعمل في معنييه معا، قيل: في ذلك محاذير:

أحدها: أن الاشتراك على خلاف الأصل، بل لا يعلم أنه وقع في اللغة من مواضع، وأحدها: نص على ذلك المبرد وغيره من أئمة اللغة، وإنما يقع في اللغة وقوعا عارضا اتفاقيا بسبب، ثم تختلط اللغة فيعرض الاشتراك.

ص: 164

ثانيها: أن الأكثرين لا يجوزون استعمال اللفظ المشترك في معنييه لا بطريق الحقيقة ولا بطريق المجاز، فإن قيل: قد حكى عن الشافعيّ- رحمه الله تجويزه، قيل: ممنوع صحة ذلك عنه وإنما نأخذ من قوله إذا أوصى لمواليه وله موال من فوق ومن أسفل تناول جميعهم فظن من ظن أن لفظ المولى مشترك بينهما وأنه عند الإطلاق يحمل عليهما- وليس كذلك- فإن لفظ المولى من الألفاظ المتواطئة، فالشافعي وأحمد- في ظاهر مذهبه- يقولان بدخول نوعي الموالي في هذا اللفظ، وهو عنده عام متواطئ الاشتراك.

فإن قيل: قد جاء عن الشافعيّ- رحمه الله أنه قال في مفاوضة جرت له: قوله تعالى: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ وقد قيل: يراد بالملامسة الجماع، فقال: هي محمولة على المس باليد حقيقة وعلى الجماع مجازا.

قيل: هذا لا يصح عن الشافعيّ ولا من درس كلامه المألوف لمن عرفه وإنما هو كلام بعض الفقهاء المتأخرين، فإذا كان معنى الصلاة هو الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والعناية به وإظهار شرفه وفضله وحرمته- كما هو المعروف من هذه اللفظة- لم يكن لفظ الصلاة في الآية مشتركا محمولا على معنييه، بل يكون مستقلا في معنى واحد، وهذا هو الأصل في الألفاظ.

الوجه التاسع: أنّ اللَّه أمر بالصلاة عليه عقيب إخباره بأنه- تعالى- هو وملائكته يصلون عليه، والمعنى إذا كان اللَّه تعالى وملائكته يصلون على رسوله فصلوا أيضا أنتم عليه، فأنتم أحق أن تصلوا عليه وتسلموا تسليما، لإيمانكم ببركة رسالته، ويمن سفارته من الخير والشرف في الدنيا والآخرة، ومن المعلوم أنه لو غير هذا المعنى بالرحمة لم يحسن موقعه ولم يحسن النظم، فإنه يكون تقديره يصير إلى أن اللَّه وملائكته يترحمون ويستغفرون لنبيه، فادعوا أنتم وسلموا، وهذا ليس مراد الآية قطعا، بل الصلاة المأمور بها في الآية هي الطلب من اللَّه- تعالى- ما أخبر به من صلاته وثناء ملائكته، وهي ثناء عليه، إظهار لشرفه، وفضله، وإرادته تكريمه، وتقريبه، فهي تتضمن الخبر والطلب، وسمى هذا السؤال والدعاء منا نحن صلاة عليه لوجهين:

ص: 165

أحدهما: أنه يتضمن ثناء المصلى عليه، والإشادة بذكر شرفه وفضله، والإرادة والمحبة لذلك من اللَّه- تعالى.

الثاني: أن ذلك سمى منا صلاة عليه لسؤالنا من اللَّه- تعالى- أن يصلى عليه، فصلاة اللَّه ثناؤه وإرادته لرفع ذكره وتقريبه، وصلاتنا نحن عليه سؤالنا اللَّه- تعالى- أن يفعل ذلك به، وضد ذلك في لعنة أعدائه الشانئين [ (1) ] لما جاء به، فإنّها تضاف إلى اللَّه- تعالى- وتضاف إلى العبد كما قال تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ [ (2) ] .

فلعنة اللَّه لهم تتضمن مقته وإبعاده وبغضه لهم، ولعنة العبد سؤال اللَّه- تعالى- أن يفعل ذلك بمن هو أهل اللعنة، وإذا ثبت هذا، فمن المعلوم أنه لو كانت الصلاة هي الرحمة لم يصح أن يقال لطالبها من اللَّه- تعالى- مصليا، وإنما يقال له مسترحما له، كما يقال لطالب المغفرة مستغفرا له، ولطالب العطف مستعطفا، ونظائره كثيرة، ولهذا يقال لمن سأل اللَّه المغفرة: قد عفى عنه، وهنا قد سمى العبد مصليا، فلو كانت الصلاة هي الرحمة، لكان العبد راحما لمن صلى عليه، وكان يقال رحمه يرحمه، ومن رحم النبي صلى الله عليه وسلم مرة رحمه الله تعالى- بها عشرا، وهذا معلوم البطلان، فإن قيل: ليس معنى صلاة العبد عليه صلى الله عليه وسلم رحمه، إنما معناها طلب الرحمة له من اللَّه- تعالى، قيل هذا غير مسلم لأمرين:

أحدهما: أن طلب الرحمة مشروع لكل مسلم، وطلب الصلاة من اللَّه- تعالى- يختص بالأنبياء والرسل عند كثير من الناس كما تقدم.

الثاني: أنه لو سمى طالب الرحمة مصليا لسمى طالب المغفرة غافرا، وطالب العفو عافيا، وطالب الصفح صافحا، ونحوه، فإن قيل: فأنتم قد سميتم طالب الصلاة من اللَّه- تعالى- مصليا، قيل: إنما سمى مصليا

[ (1) ] الشانئون: جمع شانئ، وهو المبغض، قال تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر: 3] .

[ (2) ] البقرة: 159.

ص: 166

لوجود حقيقة الصلاة منه، فإن حقيقتهما الثناء، وإرادة الإكرام والتقريب، وإعلاء المنزلة، وهذا حاصل من صلاة العبد، لكن العبد يريد ذلك من اللَّه- تعالى- واللَّه- سبحانه- يريد ذلك من نفسه أن يفعله برسله.

وأما على الوجه الثاني: فإنه سمى مصليا لطلبه ذلك من اللَّه، لأن الصلاة من نوع الكلام الطلبى والخبرى، وقد وجد ذلك من المصلى بخلاف الرحمة، والرحمة أفعال لا تحصل من الطالب وإنما تحصل من المطلوب منه.

الوجه العاشر:

أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلّى على مرة صلى اللَّه بها عشرا، وأن اللَّه تعالى قال: من صلّى عليك من أمتك مرة صليت عليه عشرا.

وهذا موافق للقاعدة المستقرة في الشريعة أن الجزاء من جنس العمل، وصلاة اللَّه تعالى على المصلى على رسوله جزاء لصلاته هو عليه، ومعلوم أن صلاة العبد على رسوله صلى الله عليه وسلم ليست هي رحمة من العبد لتكون صلاة اللَّه من جنسها، وإنما هي ثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم وإرادة من اللَّه- تعالى- أن يعلى ذكره ويزيده تعظيما وتشريفا، والجزاء من [جنس][ (1) ] العمل، فمن أثنى على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جزاه اللَّه- تعالى- من جنس عمله بأن يثنى عليه ويزيد تشريفة وتكريمة، فصح ارتباط الجزاء بالعمل ومشاكلته له، ومناسبته إياه،

كقوله صلى الله عليه وسلم من يسر على معسر يسر اللَّه عليه حسابه، ومن ستر مسلما ستره اللَّه في الدنيا والآخرة ومن نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس اللَّه عنه كربه من كرب يوم القيامة، واللَّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اللَّه له به طريقا إلى الجنة. ومن سئل عن علم فكتمه ألجمه اللَّه يوم القيامة بلجام من نار، ومن صلّى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة، صلى اللَّه عليه عشرا،

ونظائره كثيرة.

الوجه الحادي عشر: إنّ أحدا قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رحمه الله، بدل صلى الله عليه وسلم، لبادرت الأمة إلى الإنكار عليه، وعدوه مبتدعا غير موقر للرسول صلى الله عليه وسلم ولا

[ (1) ] زيادة للسياق والبيان.

ص: 167

مصل عليه، ولا مثن عليه بما يستحق، ولا يستحق أن يصلى اللَّه عليه بذلك عشرا، ولو كانت الصلاة من اللَّه الرحمة لم يمتنع شيء من ذلك.

الوجه الثاني عشر: إن اللَّه- تعالى- قال: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [ (1) ] ، فأمر اللَّه- تعالى- أن لا يدعى رسوله صلى الله عليه وسلم بما يدعو الناس به بعضهم بعضا من مناداتهم ومخاطباتهم بأسمائهم، بل يقال:

يا رسول اللَّه ولا يقال: يا محمد، وما كان يسميه باسمه وقت مخاطبته إلا الكفار فقط: وأما المسلمون فكانوا يخاطبونه برسول اللَّه، وإذا كان هذا في خطابه مواجهة فهكذا يكون في مغيبه، فلا ينبغي أن يجعل ما يدعى له من جنس ما يدعون بعضا لبعض، بل يدعى له بأشرف الدعاء، وهو السلام عليه ومعلوم أن الرحمة يدعى بها لكل مسلم، نعم ولغير الآدمي من الحيوانات كما في الاستسقاء: اللَّهمّ ارحم عبادك، وبلادك، وبهائمك، فلا بد من تشريف يتميز به الرسول في الدعاء، وإلا فيكون قد سوى بهم، وفي عدم تشريفه ما قد علم من مقت اللَّه ونكاله.

الوجه الثالث عشر: أن هذه اللفظة لا تعرف في اللغة الأصلية بمعنى الرحمة أصلا، والمعروف عند العرب معناها إنما هو الدعاء والتبريك والثناء.

قال الشاعر:

وإن ذكرت صلّى عليها وزمزما

أي برك عليها ومدحها، ولا تعرف العرب قط صلّى عليه بمعنى رحمه، فالواجب حمل اللفظة على معناها المتعارف.

قال ابن سيدة: والصلاة والدعاء والاستغفار، وصلاة اللَّه على رسوله رحمته له وحسن ثنائه عليه وصلّى دعا، وفي الحديث من دعي إلى وليمة فليجب وإلا فليصل.

قال الأعشى:

عليك مثل الّذي صليت فاعتصمي

يوما فإن لجنب المرء مضجعها

[ (1) ] النور: 63.

ص: 168

معناه: يأمرها أن تدعو له مثل دعائها أي تعيد الدعاء له، ويردّ عليك مثل الّذي صليت فهو عليها أي عليك مثل صلاتك، أي أسالك من الخير مثل الّذي أردت لي ودعوت به لي.

الوجه الرابع عشر: أنه يستحب لكل أحد أن يسأل اللَّه- تعالى- أن يرحمه ولا يسوغ لأحد أن يقول: اللَّهمّ صلّ عليّ، بل الداعي بهذا معتد في دعائه، واللَّه لا يحب المعتدين، خلاف سؤاله الرحمة فإن اللَّه- تعالى- يحب أن يسأله عبده مغفرته ورحمته، فعلم أنه ليس معناها واحد.

الوجه الخامس عشر: أن أكثر المواضع التي تستعمل فيها الرحمة لا يحسن أن تقع فيها الصلاة، كقوله تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [ (1) ] وقوله: إن رحمتي سبقت غضبى، وقوله تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [ (2) ] وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً [ (3) ]، وقوله تعالى: إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ [ (4) ] ،

وقوله صلى الله عليه وسلم: اللَّه أرحم بالعباد من الوالدة بولدها،

وقوله صلى الله عليه وسلم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء،

وقوله: من لا يرحم لا يرحم

وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تنزع الرحمة إلا من شقي،

وقوله صلى الله عليه وسلم: الشاة إن رحمتها رحمك اللَّه،

فمواضع استعمال الرحمة في حق اللَّه- تعالى- وفي حق العباد لا يحسن أن تقع الصلاة في كثير منها، بل في أكثرها فلا يصح تفسير الصلاة بالرحمة، فإن قيل: قد قال ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [ (5) ] قال: يباركون عليه. قيل: هذا لا ينافي تفسيرها بالثناء. وإرادة التبريك والتعظيم، فإن التبريك من اللَّه يتضمن ذلك، ولهذا فرق بين الصلاة عليه والتبريك عليه، وقالت الملائكة لإبراهيم

[ (1) ] الأعراف: 156.

[ (2) ] الأعراف: 156.

[ (3) ] الأحزاب: 43.

[ (4) ] التوبة: 117.

[ (5) ] الأحزاب: 56.

ص: 169

صلّى اللَّه عليه وسلّم: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ [ (1) ] وقال المسيح عليه السلام:

وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ [ (2) ]، قال غير واحد من السلف: معناه معلما للخير أينما كنت، وهذا جزء المسمى، فالمبارك الكثير الخير في نفسه، الّذي يحصله لغيره تعليما وأقدارا ونصحا وإرادة واجتهادا، وبهذا يكون العبد مباركا، لأن اللَّه- تعالى- بارك، فيه وجعله كذلك، واللَّه تعالى يبارك لأن البركة منه كلها، فعبده المبارك، وهو المبارك، تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً [ (3) ] تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ (4) ] .

[ (1) ] هود: 73.

[ (2) ] مريم: 31.

[ (3) ] الفرقان: 1.

[ (4) ] الملك: 1.

ص: 170