الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما برء غلام من الجنون بمسح الرسول صلى الله عليه وسلم وجهه ودعائه له
فخرج أبو نعيم من حديث مطر بن عبد الرحمن الأعنق قال: حدثتني أم أبان بنت الوازع عن ابنها، أن الوازع [ (1) ] انطلق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بابن له مجنون، أو بابن أخت له مجنون، فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم يفضل عليه.
وأما خروج الشيطان وإزالة النسيان وذهاب الوسوسة في الصلاة عن عثمان بن أبي العاص بتفل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في فمه وضربه صدره
فخرج أبو نعيم من حديث عثمان بن عبد الوهاب حدثنا أبي عن يونس، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: شكيت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سوء حفظي القرآن، فقال: ذاك شيطان يقال له خنزب، أدن منى يا عثمان، ثم تفل في فمي، ووضع يده على صدري، فوجدت بردها بين كتفي، وقال: يا شيطان اخرج من صدر عثمان، قال: فما سمعت شيئا بعد ذلك إلا حفظته [ (2) ] . [قال أبو نعيم: رواه عنبسة بن أبي رائطة، عن الحسن بنحوه [ (3) ]] .
[ (1) ] هو الوازع العبديّ، والد أم أبان، وقد ذكره في الصحابة: الإمام أحمد، وابن نافع، أبو بكر بن أبي علي، وآخرون (الإصابة) : 6/ 593، ترجمة رقم (9097) .
[ (2) ](دلائل أبي نعيم) : 466، دعاؤه صلى الله عليه وسلم بطرد الشيطان من صدر عثمان بن أبي العاص، حديث رقم (396) . قال في (مجمع الزوائد) : أخرجه الطبراني، وفيه عثمان بن يسر، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
[ (3) ] ما بين الحاصرتين من (الأصل) فقط.
وله من حديث عقبة بن مكرم، حدثنا سعيد بن سفيان الجحدري، حدثنا عيينة بن عبد الرحمن، حدثنا أبي عن عثمان بن أبي العاص [ (1) ] قال: لما بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الطائف عرض لي شيء في صلاتي حتى كنت لا أدري ما أصلى، فلما رأيت ذلك أتيت النبي صلى الله عليه وسلم قال: فلم يرعه مني إلا وأنا أمشي إلى جنبه، فقال: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم، قال: ما جاء بك؟، قلت: عرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي، فقال: ذاك الشيطان. ادن، فدنوت حتى جلست على صدور قدمي بين يديه.
[ (1) ] هو عثمان بن أبي العاص بن بشر عبد دهمان- أو عبد بن دهمان بن عبد اللَّه بن همام الثقفيّ، أبو عبد اللَّه، نزيل البصرة. أسلم في وفد ثقيف، فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف، وأقره أبو بكر، ثم عمر، ثم استعمله عمر على عمان والبحرين سنة خمس عشرة، ثم سكن البصرة حتى مات بها في خلافة معاوية قبل سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين. وكان هو الّذي منع ثقيفا، عن الردة، خطبهم فقال: كنتم آخر الناس إسلاما، فلا تكونوا أولهم ارتدادا.
وجاء، عنه أنه شهد آمنه لما ولدت النبي صلى الله عليه وسلم، وهي قصة أخرجها البيهقي في (الدلائل) ، والطبراني من طريق محمد بن أبي سويد الثقفي، عنه قال: حدثتني أمى
…
، فعلى هذا يكون عاش نحوا من مائة وعشرين سنة. كذا في (الإصابة)، وفي (سير الأعلام) : أن أمه هي التي شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، فاللَّه أعلم أي ذلك كان.
روي عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في (صحيح مسلم) ، وفي (السنن) ، روى، عنه ابن أخيه يزيد بن الحكم بن أبي العاص، ومولاه أبو الحكم، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، ونافع بن جبير بن مطعم، وأبو العلاء، ومطرف ابنا عبد اللَّه بن الشخير، وآخرون.
وعثمان بن أبي العاص، كان سبب إمساك ثقيف، عن الردة حين ارتدت العرب، لأنه قال لهم حين هموا بالردة: يا مشعر ثقيف، كنتم آخر الناس إسلاما، فلا تكونوا أول الناس ردة، وهو القائل: الناكح مغترس، فلينظر أين يضع غرسه، فإن عرق السوء لا بدّ أن ينزع ولو بعد حين. له ترجمة في:(سير أعلام النبلاء) : 2/ 374، ترجمة رقم (78)، (الإستيعاب) :
3/ 1035- 1036، ترجمة رقم (1772)، (تهذيب التهذيب) : 7/ 117- 118، ترجمة رقم (270)، (المعارف) : 368، (طبقات خليفة) : 53، 182، (تاريخ خليفة) : 149، 152، (التاريخ الكبير) : 6/ 12، (شذرات الذهب) : 1/ 36.
فقال: افغر فاك، فضرب صدري بيده وتفل في فمي، وقال: اخرج عدو اللَّه، قال ففعل ذلك ثلاث مرات، ثم قال: الحق بعملك. قال عثمان: فلا أحسبه عرض لي بعد.
وله من حديث حجاج بن المنهال حدثنا حماد بن سلمة، عن شعيب الجريريّ، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص، أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الوسوسة في الصلاة، فقال: ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا وجد أحدكم منه شيئا، فليتفل عن يساره ثلاثا، وليتعوذ باللَّه منه.
قال أبو نعيم: رواه الثوري وعبد الواحد بن زيد ومروان بن معاوية وابن علية وسالم بن نوح، عن الجريريّ، عن أبي العلاء، عن عثمان فلم يذكر مطرفا.
قال كاتبه: وخرّج مسلم حديث الجريريّ هذا عن أبي العلاء، عن عثمان ابن أبي العاص قال: قلت: يا رسول اللَّه إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي [يلبسها عليّ]، قال: فقال ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ باللَّه منه، واتفل عن يسارك ثلاثا، قال: ففعلت فأذهبه اللَّه عنى [ (1) ] .
وله من حديث محمد بن عمر الواقدي: حدثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يعلي بن كعب، عن عبد ربه بن الحكم، عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت أنسى القراءة، فقلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إني لأنسى القرآن، فضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 14/ 440، كتاب السلام، باب (25) التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة، حديث رقم (2203) ، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه. وفي هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان، عند وسوسته مع التفل، عن اليسار ثلاثا، ومعنى يلبسها: أي يخلطها ويشككني فيها، وهو بفتح أوله وكسر ثالثه، ومعنى حال بيني وبينها: أي نكدني فيها، ومن، عنى لذتها، والفراغ للخشوع فيها. (شرح النووي) .