الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما صدق رؤياه صلى الله عليه وسلم عائشة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها في المنام وصنع اللَّه له في تزويجها به بذهاب ما كان في نفس أبي بكر رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه وعنها من عدة مطعم بن عدي بها لابنه
فخرّج البخاري [ (1) ] في كتاب النكاح في باب النظر إلى المرأة قبل التزويج، وخرّج مسلم [ (2) ] في المناقب من حديث حماد بن زيد عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي، فأقول: إن يكن هذا من عند اللَّه يمضه.
وقال البخاري: فقال لي: هذه امرأتك، ولم يقل ثلاث ليال، وخرّجه مسلم [ (3) ] من حديث ابن نمير، حدثنا ابن إدريس، وأبي أسامة، عن هشام بهذا الإسناد.
وخرّجه البخاري في كتاب النكاح [ (4) ] في باب نكاح الأبكار، وفي كتاب التعبير [ (5) ] في باب كشف المرأة في المنام من حديث أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أريتك في المنام مرتين إذا
[ (1) ](فتح الباري) : 9/ 225، كتاب النكاح، باب (36) النظر إلى المرأة قبل التزويج، حديث رقم (5126) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 15/ 212، كتاب فضائل الصحابة، باب (13) فضل عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها، حديث رقم.
[ (3) ] المرجع السابق، وما بين الحاصرتين زيادة للسياق منه.
[ (4) ](فتح الباري) : 9/ 150، كتاب النكاح، باب (10) نكاح الأبكار، حديث رقم (5078) .
[ (5) ](المرجع السابق) : 12/ 494، كتاب التعبير، باب (20) كشف المرأة في المنام، حديث رقم (7011) .
رجل يحملك في سرقة حرير، فيقول: هذه امرأتك فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند اللَّه يمضه.
وخرّجه أيضا في التعبير [ (1) ] من حديث أبي معاوية عن هشام عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أريتك قبل أن أتزوجك مرتين: رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير، فقلت له: اكشف فكشف، فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند اللَّه يمضه، ثم أريتك يحملك في سرقة، فقلت:
اكشف فكشف، فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند اللَّه يمضه،
ترجم عليه باب ثياب الحرير في المنام.
وخرّجه في كتاب البعث في باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة من حديث وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
أريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سرقة، ويقول: هذه امرأتك، فاكشف عنها فإذا هي أنت، وأقول: إن يك هذا من عند اللَّه يمضه.
وخرّج الإمام أحمد [ (2) ] من حديث محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة ويحيى، قالا: لما هلكت خديجة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون، فقالت: يا رسول اللَّه ألا تزوج؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرا، أو إن شئت ثيبا. قال: فمن البكر؟ قالت: بنت أحب خلق اللَّه إليك، عائشة بنت أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة، قد آمنت بك، واتبعتك على ما تقول، قال: فاذهبي فاذكريهما علي،
فدخلت بيت أم رومان [ (3) ]، فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل اللَّه عليكم من الخير والبركة؟
قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسلنى رسول اللَّه أخطب عليه عائشة، قالت:
[ (1) ](فتح الباري) : 12/ 494، كتاب التعبير، باب (21) ثياب الحرير في المنام، حديث رقم (7012) .
[ (2) ](مسند أحمد) : 7/ 301- 302، حديث رقم (20241) من حديث السيدة عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها.
[ (3) ] كذا في (الأصل)، وفي (المسند) :«بيت أبي بكر» .
انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، فقالت: يا أبا بكر، ماذا أدخل اللَّه عليك من الخير والبركة؟
قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول اللَّه أخطب عائشة، قال: وهل تصلح له، إنما هي بنت أخيه، فرجعت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: انتظري، وعند ما خرجت خولة، قالت أم رومان: إن مطعم بن عدي كان قد ذكرها على ابنه، فو اللَّه ما وعد وعدا فأخلفه لأبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، فدخل أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- على مطعم بن عدي، وعنده امرأته أم الفتى، فقالت: يا ابن أبي قحافة لعلك مصب صاحبنا مدخله في دينك الّذي أنت عليه إن تزوج إليك، [قال أبو بكر- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه- للمطعم بن عدي: أقول هذه تقول، قال: أنها تقول ذلك] [ (1) ] ، فخرج من عنده وقد أذهب اللَّه ما في نفسه من عدته التي وعده، فرجع، فقال لخولة: ادعى لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فدعته فزوجها إياه وعائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- يومئذ بنت ست سنين، ثم خرجت، فدخلت على سودة بنت زمعة، فقالت: ماذا أدخل اللَّه عليك من الخير والبركة؟ قالت:
وما ذاك؟ قالت: أرسلنى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخطبك عليه، قالت: وددت أدخلي على أبي فاذكرى له ذلك، وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن وتخلف عن الحج.
فدخلت عليه فحيته بتحية الجاهلية، فقال: من هذه؟ فقال: خولة بنت ابنة حكيم، قال: فما شأنك؟ قالت: أرسلنى محمد بن عبد اللَّه أخطب عليه سودة، قال: كفؤ كريم، فماذا تقول صاحبتك؟ قالت: تحب ذاك، قال:
ادعها إلى فدعتها، فقال: أي بنية، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب أرسل يخطبك، وهو كفؤ كريم. أتحبين أن أزوجك به؟ قالت:
نعم، قال: أدعية لي، فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه، فجاء أخوها عبد اللَّه بن زمعة من الحج، فجعل يحثى التراب في رأسه، فقال: بعد ما أسلم:
لعمرك إني لسفيه يوم أحثى في رأسي التراب أن تزوج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة.
[ (1) ] ما بين الحاصرتين زيادة للسياق من (المسند) .
قالت عائشة رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها: فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج بالسنح، قالت: فجاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فدخل بيتنا، واجتمع إليه رجال من الأنصار ونساء فجاءتني أمي، وأنى لفي أرجوحة [بين عذقين] ترجح بي، فأنزلتني من الأرجوحة، ولى جميمة [ (1) ] ، ففرقتها، ومسحت وجهي بشيء من ماء، ثم أقبلت تقودنى حتى وقفت عند الباب، وإني لأنهج حتى سكن من نفسي، ثم دخلت، فإذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جالس على سرير في بيتنا، وعنده رجال ونساء من الأنصار، فأجلسني في حجره، ثم قالت: هؤلاء أهلك فبارك اللَّه لك فيهم، وبارك لهم فيك، فوثب الرجال والنساء، وخرجوا وبني بي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بيتنا ما نحرت على جزور، ولا نحرت شاة، حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بجفنة، كان يرسل بها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا دار إلى نسائه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين.
[ (1) ] خصلة شعر صغيرة.