الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثالثة والثمانون من خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم: أن من صلّى عليه واحدة صلّى اللَّه عليه عشرا
خرّج مسلم [ (1) ] من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبي هريرة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: من صلّى علي واحدة صلّى اللَّه عليه عشرا.
وخرجه أبو داود [ (2) ] والترمذي [ (3) ] والنسائي [ (4) ] وابن حبان [ (5) ] في (صحيحه) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي بعض ألفاظه: من صلّى على مرة واحدة كتب له بها عشر حسنات. ذكره ابن حبان.
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 4/ 371، (كتاب الصلاة) ، باب (17) الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد،
قوله صلى الله عليه وسلم: (من صلّى على واحدة صلّى اللَّه عليه عشرا) .
قال القاضي: معناه:
رحمته وتضعيف أجره كقوله تعالى: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها قال: وقد يكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفا بين الملائكة كما في الحديث
«وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» .
[ (2) ](سنن أبي داود) : 2/ 184، (كتاب الصلاة) ، باب (361) في الاستغفار، حديث رقم (1530) .
[ (3) ](سنن الترمذي) : 2/ 355، (أبواب الصلاة) ، باب (21) ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم (485) ، وقال في الباب عن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن ربيعة، وعمار بن ياسر، وأبي طلحة، وأنس بن مالك، وأبي بن كعب. قال أبو عيسى:
حديث أبو هريرة حديث حسن صحيح.
وروى عن سفيان الثوريّ وغير واحد من أهل العلم، قالوا: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار.
[ (4) ](سنن النسائيّ) : 3/ 58 (كتاب السهو) باب (55) الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم (1296) .
[ (5) ](الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 3/ 185، كتاب الرقائق باب (9) الأدعية، ذكر حط الخطايا عن المصلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم بها، حديث رقم (904) ، وإسناده صحيح.
وروى عبد اللَّه بن محمد المنقريّ، عن محمد بن حبيب. حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعديّ رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بأبي طلحة فقام إليه فتلقاه. فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول اللَّه! إني أرى السرور في وجهك! قال: أجل، إنه أتانى جبريل آنفا فقال: يا محمد، من صلّى عليك مرة أو قال: واحدة كتب اللَّه بها عشر حسنات ومحا بها عنه عشر سيئات ورفع له بها عشر درجات. قال ابن حبيب: ولا أعلم إلا قال: وصلت عليه الملائكة عشر مرات.
وخرّج الإمام أحمد [ (1) ] من حديث معشر، عن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي طلحة الأنصاريّ، قال: أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر فقالوا: يا رسول اللَّه! أصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر، قال: أجل أتاني آت من ربي عز وجل وقال: من صلّى عليك من أمتك صلاة كتب اللَّه بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات ورد عليه مثلها.
ومن حديث أبي طلحة الأنصاريّ قال: «أصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر، قالوا يا رسول اللَّه، أصبحت اليوم طيب النفس، يرى في وجهك البشر، قال: أجل، أتاني آت من ربي عز وجل فقال:
من صلّى عليك من أمتك صلاة كتب اللَّه له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها» [ (2) ] .
[ (1) ](مسند أحمد) : 3/ 538، حديث رقم (12587) من حديث أنس بن مالك، 4/ 160 حديث رقم (13343) ، 4/ 610، حديث رقم (15917) ، من حديث أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاريّ.
[ (2) ](مسند أحمد) : 4/ 160، حديث رقم (15917) ، من حديث أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاريّ، وهذا الحديث سياقه مضطرب في (الأصل) ، وصوبناه من (المسند) .
رواه النسائيّ من حديث ابن المبارك وعفان، عن حماد، ورواه ابن حبان في (صحيحه)[ (1) ] من حديث حماد أيضا والنسائيّ [ (2) ] من حديث أبي سلمة وهو المغيرة بن مسلم الخراسانىّ عن أبي إسحاق، عن أنس رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ذكرت عند فليصل عليّ ومن صلّى على مرة صلى اللَّه عليه عشرا.
ومن حديث يحيى بن آدم حدثنا يونس بن أبي إسحاق حدثني يزيد بن أبي مريم عن أنس بن مالك- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- أنه سمعه يقول:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من صلّى على صلاة واحدة صلّى اللَّه عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر سيئات، ورفعه بها عشرة درجات.
ورواه الإمام أحمد في (المسند) عن أبي نعيم عن يونس، وعليه ما أشار إليه النسائيّ في كتابه (الكبير) أن مخلد بن يزيد رواه عن يونس بن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم عن الحسن عن أنس.
وهذه العلة لا تقدح فيه شيئا لأن الحسن لا شك في سماعه عن أنس، وقد صح سماع يزيد بن أبي مريم أيضا من أنس هذا الحديث، فرواه ابن حبان في (صحيحه) والحاكم [ (3) ] في (المستدرك) من حديث يونس ابن أبي إسحاق، عن يزيد، عن أبي مريم قال: سمعت أنس بن مالك فذكره، ولعل يزيد سمعه من الحسن، ثم سمعه من أنس فحدث به على الوجهين، فإنه قال: كنت أزامل
[ (1) ]
(الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) : 3/ 196، (كتاب الرقائق) ، باب (9) الأدعية، باب ذكر تفضل اللَّه جل وعلا على المسلم على رسوله صلى الله عليه وسلم مرة واحدة يأمنه من النار عشر مرات، نعوذ باللَّه منها، حديث رقم (915) ولفظه عن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن أبيه قال:
خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو مسرور، فقال: «إن الملك جاءني فقال: يا محمد، إن اللَّه يقول:
أما ترضى ألا يصلي عليك عبد من عبادي صلاة إلا صليت عليه بها عشرا، ولا يسلم عليك تسليمة إلا سلمت عليه بها عشرا؟ قلت: بلى أي رب» .
[ (2) ] لم أجده في (المجتبى) ، ولعله في (الكبرى) .
[ (3) ](المستدرك) : 2/ 456، كتاب التفسير، تفسير سورة الأحزاب حديث رقم (3575)، وقال الحافظ الذهبيّ في (التلخيص) : صحيح.
الحسن في محل فقال: حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
فذكره.
ثم إنه حدث به عن أنس فرواه عنه كما تقدم. لكن ينبغي أن يقال:
يحتمل أن يكون هذا هو حديث أبي طلحة بعينه أرسل أنس عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ويدل على ما رواه إسماعيل بن إسحاق.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن عبيد اللَّه بن عمرو، عن ثابت البناني قال: قال أنس بن مالك قال أبو طلحة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج عليهم يوما يعرفون البشر في وجهه فقالوا: إنا نعرف الآن البشر في وجهك، فذكر حديث أبي طلحة المتقدم.
وروى ابن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن البراء حدثنا شبابة حدثنا المغيرة عن أبي إسحاق عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: صلوا على فان الصلاة عليّ كفارة لكم، فمن صلّى عليّ صلّى اللَّه عليه.
وخرّج إسماعيل بن إسحاق من حديث القعنبيّ حدثنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم يتبرز فلم يجد أحدا يتبعه ففزع عمر فاتبعه بمطهرة يعنى إداوة فوجده ساجدا فتنحى فجلس وراءه حتى رفع رأسه، قال: فقال: أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني، إنّ جبريل أتاني فقال: من صلّى عليك واحدة صلّى اللَّه عليه عشرا، ورفعه عشر درجات.
وقال إسماعيل: حدثنا يعقوب بن حمد، حدثنا أنس بن عياض بن سلمة ابن وردان، حدثنا مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يتبرز فاتبعته بإداوة من ماء فوجدته ساجدا، فتنحيت عنه، فلما رفع رأسه قال: أحسنت يا عمر حين تنحيت عني، إن جبريل أتاني فقال: من صلّى عليك صلاة صلّى اللَّه عليه عشرا، ورفعه عشر درجات.
فإن قيل: هذا الحديث الثاني علة للحديث الأول لأن سلمة بن وردان أخبر أنه سمعه من مالك بن أوس بن الحدثان. قيل: ليس بعلة له، فقد سمعه سلمة بن وردان منهما.
قال أبو بكر الإسماعيلي في كتاب (مسند عمر) : وحدثني عبد الرحمن ابن عبد اللَّه، أخبرنا أبو موسى القروي، حدثني أبو ضمرة، عن حمزة، عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعه عمر بن الخطاب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بإداوة ومجارة، فوجده قد فرغ، ووجده ساجدا فتنحى عمر. وذكر الحديث.
حدثنا عمران بن موسى، حدثنا ابن كاسب، حدثنا أنس بن عياض، عن سلمة بن وردان حدثني مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمرو حدثني أنس ابن مالك ثم ساقه من حديث الفضل بن دكين. حدثنا سلمة بن وردان سمعت أنس بن مالك ومالك بن أوس بن الحدثان وذكره.
وقال ابن شاهين: حدثني العباس بن المغيرة، حدثنا عبد اللَّه بن ربيعة قال: سمعت عبد اللَّه بن شريك عن عاصم بن عبد اللَّه بن عاصم، عن عبد اللَّه ابن عامر بن ربيعة، عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلّى علي صلاة صلّى اللَّه عليه عشرا، فليقلّ عبد عليّ أو ليكثر [ (1) ] .
وخرّج الطبرانيّ من حديث عمر بن الربيع بن طارق حدثنا يحيى بن أيوب حدثني عبيد اللَّه بن عمر عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود بن يزيد عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لحاجته فلم يجد أحدا يتبعه ففزع عمر فأتاه بمطهرة من خلفه، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا فتنحى عنه من خلفه، حتى رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقال: أحسنت يا عمر حين وجدتني ساجدا فتنحيت عني، إن جبريل أتانى فقال:
من صلّى عليك من أمتك واحدة صلّى اللَّه عليه عشرا، ورفعه بها عشر درجات.
[ (1) ] راجع التعليق التالي.
قال الطبرانيّ لم يروه عن عبيد اللَّه إلا يحيى بن أيوب، تفرد به عمرو ابن طارق.
وخرّج الإمام أحمد من حديث شعبة، عن عاصم بن عبد اللَّه قال:
سمعت عبد اللَّه بن عامر بن ربيعة يحدث عن أبيه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب ويقول من صلّى عليّ صلاة لم تزل الملائكة تصلي عليه فليقلّ عبدا من ذلك أو ليكثر [ (1) ] .
ورواه ابن ماجة عن شعبة [ (2) ] ، ورواه عبد الرزاق، عن عبد اللَّه بن عمر العمرى، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عبد اللَّه بن عامر، عن أبيه، ولفظه: من صلّى عليّ صلاة صلّى اللَّه عليه [عشرا] فأكثروا أو أقلوا.
وعاصم بن عبيد اللَّه ابن عاصم بن عمر بن الخطاب وعبيد اللَّه بن عمر العمريّ
وإن كان حديثهما فيه بعض الضعف، فرواية هذا الحديث من هذين الوجهين المختلفين يدل على أنه له أصلا، وهذا لا ينزله عن وسط درجات الحسن.
وخرّج [الإمام] أحمد من حديث ليث عن يزيد بن جهاد عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الرحمن بن عوف- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فاتبعته حتى دخل مدخلا، فسجد فأطال السجود، حتى خفت أو خشيت أن يكون اللَّه قد توفاه أو قبضه، قال: فجئت انظر فرفع رأسه فقال: مالك يا عبد الرحمن قال: فذكرت ذلك له فقال: إنّ جبريل عليه السلام قال لي: ألا أبشرك أن اللَّه عز وجل يقول لك: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه.
[ (1) ](مسند أحمد) : 4/ 483- 484، حديث رقم (15253) .
[ (2) ](سنن ابن ماجة) : 1/ 294، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب (25) الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (907)، قال في (الزوائد) : إسناده ضعيف، لأن عاصم بن عبيد اللَّه، قال في البخاريّ وغيره: منكر الحديث.
وخرّجه أيضا من حديث سليمان بن بلال، حدثنا عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن فذكره.
وقال فيه: فسجدت للَّه شكرا [ (1) ] .
وخرّجه الحاكم في (المستدرك)[ (2) ] من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو وقال: صحيح الإسناد.
ورواه ابن أبي الدنيا عن يحيى بن جعفر. حدثنا زيد بن الحباب أخبرني موسى بن عبيده، أخبرني قيس بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن سعد ابن إبراهيم عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف قال: سجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سجدة أطال فيها. فقلت له في ذلك فقال: إني سجدت هذه السجدة شكرا للَّه عز وجل فيما أبلانى في أمتى فإنه من صلّى عليّ صلاة صلّى اللَّه عليه بها عشرا.
وموسى بن عبيدة وإن كان في حديثه بعض الضعف فهو شاهد لما تقدم.
وقال: عثمان بن أبي شيبة: حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثنا عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لقيني جبريل وبشرنى أن اللَّه عز وجل يقول لك: من صلّى عليك صلاة صليت عليه، ومن سلّم عليك سلمت عليه، فسجدت لذلك.
وخرّج النسائي من حديث أبي أسامة، عن سعيد بن سعيد، عن سعيد ابن عمير عن عمه أبي بردة بن نيار قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من صلّى عليّ من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلّى اللَّه عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وقد أعلّ هذا الحديث بأن وكيعا رواه، عن سعيد بن أبي سعيد، عن سعيد بن عمير الأنصاري، عن أبيه وكان بدريا، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من صلى عليّ، فذكره.
[ (1) ](المرجع السابق) : حديث رقم (1666) .
[ (2) ](المستدرك) : 1/ 735، كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر، حديث رقم (2019) وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : صحيح.
وقال النسائيّ: أنبأنا الحسين بن حريث، حدثنا وكيع فذكر قصة اختلاف أبي أسامة ووكيع، قال الحافظ أبو قريش محمد بن زرعة: سألت أبا زرعة يعنى الراويّ عن اختلاف هذين الحديثين فقال: حديث أبي أسامة أتم.
وخرّج الطبراني في (المعجم الكبير) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن سعيد بن أبي سعيد بن أبي الصباح، حدثنا سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار الأنصاريّ، عن عمه أبي بردة بن نيار فذكروه.
ورواه بن أبي عاصم في كتاب (الصلاة على النبيّ) صلى الله عليه وسلم، عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن أبي أسامة، عن سعيد بن أبي سعيد به، وروى الحافظ أبو نعيم من طريق أبي مالك عبد الملك بن حسين، عن عاصم بن عبيد اللَّه عن القاسم بن محمد عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من صلّى عليّ صلاة صلت عليه الملائكة فليكثر عبد أو ليقل.
وخرّج أبو داود في (سننه) من حديث ابن وهب، عن ابن لهيعة وسعيد بن أيوب، عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا على، فإنه من صلّى عليّ صلاة صلى اللَّه عليه عشرا، ثم سلوا لي الوسيلة فإنّها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد اللَّه، وأرجو أن أكون أنا هو، فإن من سأل اللَّه لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة [ (1) ] . وخرجه مسلم [ (2) ] .
[ (1) ](سنن أبي داود) : 1/ 359، كتاب الصلاة، باب (36) ، ما يقوله إذا سمع المؤذن، حديث رقم (523) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 4/ 328، كتاب الصلاة، باب (7) استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، ثم يصلي على النبيّ صلى الله عليه وسلم ثم يسأل اللَّه له الوسيلة، حديث رقم (384) .
وأخرجه النسائيّ في (السنن) : 2/ 354، (كتاب الأذان) ، باب (37) الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم (677) .
وأخرجه الترمذيّ في (السنن) : 5/ 547، (كتاب المناقب) عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، باب (1) في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (3614)، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح
وذكر عبد اللَّه بن أحمد من طريق ابن لهيعة عن عبد اللَّه بن هبيرة عن عبد اللَّه، وفي نسخة عبد الرحمن بن شريح الخولانيّ قال: سمعت أبا قيس مولى عمرو بن العاص يقول: سمعت عبد اللَّه بن عمرو يقول: من صلى على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاة صلى اللَّه عليه وملائكته بها سبعين صلاة فليقلّ من ذلك أو ليكثر. كذا رواه موقوفا.
وذكره أبو نعيم، عن أحمد بن جعفر، عن عبد اللَّه عن أبيه، وقال عبد الباقي بن قانع: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن صالح بن شيخ بن عميرة قال: حدثني محمد بن هاشم حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي، عن أبي الصباح البهزيّ حدثني سعيد بن عمير عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من صلّى عليّ صادقا من نفسه صلّى اللَّه عليه عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات.
وروى إسماعيل بن إسحاق من طريق العوام بن حوشب حدثني رجل من بنى أسد، عن عبد الرحمن بن عمرو، قال: من صلّى على النبيّ صلى الله عليه وسلم كتب اللَّه له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.
ومن طريق سفيان، عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى اللَّه عليه بها عشرا [ (1) ]، فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللَّه، أجعل لك نصف دعائي؟ قال: إن شئت، قال: أجعل ثلثي دعائي لك؟ قال: إن شئت، قال: أجعل دعائي لك كله؟ قال: يكفيك اللَّه همّ الدنيا وهمّ الآخرة،
فقال شيخ كان بمكة يقال له منيع لسفيان: عمن أسنده؟ قال: لا أدري.
[ () ] قال محمد: عبد الرحمن بن جبير هذا قرشيّ مصريّ مدنيّ، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير شاميّ قرشيّ.
[ (1) ](تفسير ابن كثير) : 3/ 518، تفسير سورة الأحزاب.