الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال النسائي والبختري: لم يسمع من على شيئا، ولم يره أيضا، وقال يحيى بن معين: أبو البختري الطائي اسمه سعد، وهو ثبت ولم يسمع من علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- شيئا.
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة سمع أبا البختري يقول: حدثني من سمع عليا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يقول: لما بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: يا رسول اللَّه تبعثني وأنا رجل حديث السن لا علم لي بكثير من القضاء، قال: فضرب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده في صدري، وقال: إن اللَّه- عز وجل سيثبت لسانك، ويهدي قلبك، قال: فما أعياني قضاء بين اثنين.
وخرّجه ابن عساكر من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه.
ومن حديث جعفر بن محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، ومن حديث شريك، عن سماك، عن حنش، عن علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، ومن حديث سلمة الأعور، عن مجاهد، عن ابن عباس- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما.
وأما صرف الوباء عن المدينة النبويّة وانتقال الحمى عنها إلى الجحفة ببركة المصطفى صلى الله عليه وسلم
فخرّج البخاري من حديث مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- أنها قالت: لما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما، قالت:
فدخلت عليهما يا أبه كيف تجدك؟ ويا بلال [فقلت:] كيف تجدك؟ قالت:
وكان أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- إذا أخذته الحمى يقول
كل امرئ مصح في أهله
…
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته، ويقول:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة
…
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة
…
وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها: فجئت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: اللَّهمّ حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها، فاجعلها بالجحفة.
ذكره في باب من دعا برفع الوباء والحمى [ (1) ] ، وفي كتاب الهجرة [ (2) ] ، وفي كتاب المرضي في باب عيادة النساء [ (3) ] الرجال.
[ (1) ] حديث رقم (5677) باب (22) من كتاب المرضي قوله: (باب الدعاء برفع الوباء والحمى) الوباء يهمز، وجمع المقصور بلا همز أوبية، وجمع المهموز أوباء، يقال أوبأت الأرض فهي مؤبئة، ووبئت بضم الواو فهي موبوءة، قال عياض: الوباء عموم الأمراض، وقد أطلق بعضهم على الطاعون أنه وباء لأنه من أفراده، لكن ليس كل وباء طاعونا، وعلى ذلك يحمل قول الداوديّ لما ذكر الطاعون: الصحيح أنه الوباء، وكذا جاء، عن الخليل بن أحمد أن الطاعون هو الوباء، وقال ابن الأثير في النهاية: الطاعون المرض العام، والوباء الّذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان، وقال ابن سيناء: الوباء ينشأ، عن فساد جوهر الهواء الّذي هو مادة الروح ومدده، قلت: ويفارق الطاعون الوباء بخصوص سببه الّذي ليس هو كونه من طعن الجن كما سأذكره مبينا في «باب ما يذكر من الطاعون» من كتاب الطب إن شاء اللَّه تعالى.
[ (2) ](فتح الباري) : 7/ 333، كتاب مناقب الأنصار، باب (46) مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، حديث رقم (3926) قوله:(قدمنا المدينة) في رواية أبي أسامة، عن هشام «هي أوبأ أرض اللَّه» وفي رواية محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة نحوه وزاد «قال هشام وكان وباؤها معروفا في الجاهلية، وكان الإنسان إذا دخلها وأراد أن يسلم من وبائها قيل له انهق، فينهق كما ينهق الحمار، وفي ذلك يقول الشاعر لعمري لئن غنيت من خفة الردى
…
نهيق حمار أننى لمروع قوله: (وعك) بضم أوله وكسر ثانيه أي أصابه الوعك وهي الحمى. قوله: (كيف تجدك) أي تجد نفسك أو جسدك، وقوله:(مصبح) بمهملة ثم موحدة وزن وقد يفجأه الموت في بقية النهار وهو مقيم بأهله. قوله: (شراك) بكسر المعجمة وتخفيف الراء: السير الّذي يكون في وجه النعل، وألم، عنى أن الموت أقرب إلى الشخص من شراك نعله لرجله. قوله:(أقلع، عنه) بفتح أوله أي الوعك وبضمها، والإقلاع الكف، عن الأمر. قوله:(يرفع عقيرته) أي صوته
وخرّجه في آخر كتاب الحج [ (1) ] ، من حديث أبي أسامة، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت: لما قدم
[ () ] ببكاء أو بغناء، قال الأصمعي: أصلة أن رجلا انعقرت رجله فرفعها على الأخرى وجعل يصيح فصار كل من رفع صوته يقال: رفع عقيرته، وإن لم يرفع رجلة قال ثعلب وهذا من الأسماء التي استعملت على غير أصلها. قوله:(وجليل) بالجيم موضع على أميال من مكة وكان به سوق، تقدم بيانه في أوائل الحج. قوله «يبدون» أي يظهر، وشامة وطفيل جبلان بقرب مكة، وقال الخطابي: كنت أحسب أنهما جبلان حتى ثبت، عندي أنهما عينان، وقوله:«أردن ويبدون» بنون التأكيد الخفيفة، وشامة بالمعجمة والميم مخففا، وزعم بعضهم أن الصواب بالموحدة بدل الميم والمعروف بالميم، وزاد المصنف أخر كتاب الحج من طريق أي اسامة، عن هشام به «ثم يقول بلال: اللَّهمّ العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا» أي أخرجهم من رحمتك كما أخرجونا من وطننا، وزاد ابن إسحاق في روايته، عن هشام وعمرو بن عبد اللَّه ابن عروة، عن عائشة عقب قول أبيها «فقلت واللَّه ما يدري أبي ما يقول» . قالت: «ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة وذلك أن يضرب علينا الحجاب- فقلت: كيف تجدك يا عامر؟ فقال:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه
…
إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقة
…
كالثور يحمي جسمه برقه
وقالت في آخره: «فقلت: يا رسول اللَّه انهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى» .
والزيادة في قوله عامر بن فهيرة رواها مالك أيضا في «الموطإ» ، عن يحيى بن سعيد، عن عائشة منقطعا.
[ (3) ] باب (8) ، حديث رقم (5654) .
[ (1) ](فتح الباري) : 4/ 124، كتاب فضائل المدينة، باب (12) بدون ترجمة، حديث رقم (1889) ، وفيه بعد
قوله صلى الله عليه وسلم: «وانقل حماها إلى الجحفة» :
«قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض اللَّه، فكان بطحان يجرى نجلا، تعنى ماء أجنا قوله:(قالت) يعنى عائشة، والقائل عروة متصل. قوله:(وهي أوبأ) بالهمز بوزن أفعل من الوباء والوباء مقصور يهمز ويغير همز هو المرض العام، ولا يعارض قدومهم عليها وهي بهذه الصفة نهيه صلى الله عليه وسلم، عن القدوم على الطاعون، لأن ذلك كان قبل النهى، أن النهي يختص بالطاعون ونحوه من الموت الذريع لا
رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر، وبلال، وكان أبو بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله
…
والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته ويقول:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة
…
بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة
…
وهل يبدون لي شامة وطفيل
اللَّهمّ العن شيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء، قم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللَّهمّ بارك لنا في صاعنا، وفي مدنا وصححها لنا، وانقل حماها إلى الجحفة. قالت:
وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض اللَّه صلى الله عليه وسلم، قالت: فكان بطحان يجرى ثجلا يعني ماء أجنا.
[ () ] المرض ولو عم. قوله: (قالت فكان بطحان) يعنى واد بالمدينة وقولها: (يجرى نجلا، تعنى ماء آجنا) هو من تفسير الراويّ، عنها، عرضها بذلك بيان السبب في كثرة الوباء بالمدينة، لأن الماء الّذي هذه صفته يحدث، عنده المرض، وقيل: النخل الزيتون وزاي، يقال استنجل الوادي إذا ظهر نزورة. و «نجلا» بفتح النون وسكون الجيم وقد تفتح حكاه ابن التين، وقال ابن فارس: النجل بفتح الجيم سعة العين وليس هو المراد هنا، وقال ابن السكيت: النجل العين حين تظهر وينبع عين الماء. وقال الحربي نجلا أي واسعا، ومنه عين نجلاء أي واسعة، وقيل: هو الغدير الّذي لا يزال فيه الماء. قوله: (تعنى ماء آجنا) بفتح الهمزة وكسر الجيم بعدها نون أي متغيرا، قال عياض: هو خطأ ممن فسره فليس المراد هنا الماء المتغير. قلت: وليس كما قال فأن عائشة قالت ذلك في مقام التعليل لكون المدينة كانت وبيئة، ولا شك أن النجل إذا فسر بكونه الماء الحاصل من النز فهو بصدد أن يتغير» وإذا تغير كان استعماله مما يحدث الوباء في العادة.
أما أثر عمر فذكر ابن سعد سبب دعائه بذلك، وهو ما أخرجه بإسناد صحيح، عن عوف بن مالك أنه رأى رؤيا فيها أن عمر شهيد مستشهد، فقال لما قصها عليه أنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو والناس حولي ثم قال: بلى بها اللَّه إن شاء.
وخرّجه في كتاب الدعاء من حديث سفيان، عن هشام بن عروة، عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وانقل حماها إلى الجحفة، اللَّهمّ بارك لنا في مدنا وصاعنا،
ذكره في باب الدعاء برفع الوباء [ (1) ] .
وخرّجه مسلم [ (2) ] من حديث عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قدمنا المدينة وهي وبئة، فاشتكى أبو بكر واشتكى بلال- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، فلما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال: اللَّهمّ حبب
[ (1) ] حديث رقم (6372) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 9/ 158- 159، كتاب الحج، باب (86) الترغيب في سكنى المدينة والصبر على وبائها، حديث رقم (1374) ، قولها (قدمنا المدينة وهي بيئة) وهي بهمزة ممدودة يعنى ذات وباء بالمد والقصر وهو الموت الذريع هذا أصلة ويطلق أيضا على الأرض الوخمة التي تكثر بها الأمراض لا سيما للغرباء الذين ليسوا مستوطنيها. فإن قيل كيف قدموا على الوباء وفي الحديث الآخر في الصحيح النهى، عن القدوم النهى عن القدوم عليه فالجواب من جهتين ذكرهما القاضي أحدهما أن القدوم كان قبل النهي، لأن النهي كان في المدينة بعد استيطانها، والثاني أن المنهي، عنه هو القدوم على الوباء الذريع والطاعون، وأما هذا الّذي كان المدينة فإنما كان وخما يمرض بسببه كثير من الغرباء واللَّه أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم: (وحول حماها إلى الجعفة)
قال الخطابي وغيره: كان ساكنو الجحفة في ذلك الوقت يهودا، ففيه دليل للدعاء على الكفار بالأمراض والأسقام والهلاك وفيه الدعاء للمسلمين بالصحة وطيب بلادهم والبركة فيها وكشف الضر والشدائد، عنهم وهذا مذهب العلماء كافة قال القاضي وهذا خلاف قول بعض المتصرفة أن الدعاء قدح في التوكل والرضا وانه ينبغي تركه وخلاف قول بعض المتصوفة ان الدعاء قدح في التوكل والرضا وانه ينبغي تركه وخلاف قول المعتزلة أن لا فائدة في الدعاء مع سبق القدر ومذهب العلماء كافة أن الدعاء عبادة مستقلة ولا يستجاب منه إلا ما سبق به القدر واللَّه اعلم، وفي هذا الحديث علم من أعلام نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم فان الجعفة من يومئذ مجتنبة ولا يشرب أحد من مائها إلا حم. ورواه الإمام مالك في (الموطأ) في الجامع، باب ما جاء في وباء المدينة.
إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وصححها وبارك لنا في صاعها، ومدها وحول حماها إلى الجحفة.
وخرّجه أيضا من حديث أبي أسامة، وابن نمير، عن هشام بن عروة [ (1) ]
قال ابن عبد البر: وقد ذكر حديث خالد، عن هشام، ولم يختلف رواة الموطأ فيها علمت، عن مالك في إسناد هذا الحديث ولا في متنه، ولم يذكر مالك- رحمه الله فيه قول عامر بن فهيرة، وسائر رواة هشام يذكرون عنه فيه بهذا الإسناد.
وذكره مالك في الموطأ، عن يحيى بن سعيد قال: قالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها: وكان عامر بن فهيرة يقول:
قد رأيت الموت قبل ذوقه
…
إن الجبان حتفه من فوقه
قال: ورواه ابن عيينة، ومحمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فجعلا الداخل على أبي بكر وبلال وعامر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لا عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها.
وقد تابع مالكا على روايته في ذلك سعيد بن عبد الرحمن، فذكر من طريق ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- أنها قالت: لما قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال وعامر بن فهيرة، قالت: فدخلت عليهم، وهم في بيت، فقلت: يا أبه كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله
…
والموت أدنى من شراك نعله
ويقول عامر بن فهيرة:
قد ذقت طعم الموت قبل ذوقه
…
إن الجبان حتفه من فوقه
وكان بلال إذا أقلع عنه يقول: ألا ليت شعرى، فذكر البيتين والحديث إلى آخره كرواية مالك سواء إلا أنه ذكر فيه قول عامر بن فهيرة كما ترى، وجعل الداخلة عليهم عائشة.
[ (1) ] الحديث الّذي يليه بدون متن وبدون رقم.
وأما
حديث سفيان بن عيينة، فذكره من طريق الحميدي قال: حدثنا سفيان حدثنا هشام بن عروة، عن عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- قالت دخل رسول اللَّه المدينة مع أصحابه، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يعوده، فقال: كيف تجدك يا أبا بكر؟ فقال:
كل امرئ مصبح في أهله
…
والموت أدنى من شراك نعله
قالت: ودخل على عامر بن فهيرة، فقال: كيف تجدك؟ فقال:
وجدت وجدت طعم الموت قبل ذوقه
…
إن الجبان حتفه من فوقه
كالثور يحمى جلده بروقه
قالت: ودخل على بلال، فقال: كيف تجدك؟ فقال:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة
…
بفج وحولي إذخر وجليل
وربما قال سفيان براد:
وهل أردن يوما مياة مجنة
…
وهل يبدون لي شامة وطفيل
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إبراهيم عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة، وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم لأهل مكة، اللَّه بارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا، وبارك لنا في مدينتنا.
قال سفيان: ورواه، قال في فرقنا اللَّه: اللَّهمّ حببنا فيها ضعفي ما حببت إلينا مكة أو أشد، وصححها، وانقل وباءها إلى خم أو الجحفة،
هكذا قال ابن عيينة في هذا الحديث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو كان الداخل على أبي بكر وعلي بلال وعامر بن فهيرة يعودهم، وهو كان المخاطب لهم، وشك في قوله بلال في البيت الّذي أنشده بفج أو بواد.
وقال في حديثه: وانقل وباءها إلى مهيعة وهي الجحفة،
قال ابن عبد البر:
وقد روي ابن أبي الزناد، عن موسى ابن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت في المنام امرأة سوداء ثائرة ثقيلة، أخرجت من المدينة فأسكنت مهيعة، فأولتها وباء المدينة ينقله اللَّه إلى مهيعة.
قال كاتبه وقد خرج البخاري في هذا الحديث من طريق سليمان بن بلال، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللَّه، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت
كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس [ (1) ] ، خرجت من المدينة حتى قامت بمهيعة وهي الجحفة، فأولت أن وباء المدينة ينقل إليها.
ترجم عليه باب إذا رأى أنه أخرج الشيء من كورة، فأسكنه موضعا آخر [ (2) ] .
وخرّجه في باب المرأة السوداء، من حديث فضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، حدثني سالم بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عمر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة: رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس، خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة، فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة، وهي الجحفة [ (3) ] .
وخرّجه في باب المرأة الثائرة الرأس [ (4) ] من حديث سليمان ابن موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت....
وقد خرّج البيهقي [ (5) ] وغيره من حديث مسدد حدثنا حماد بن زيد، عن هشام، عن عروة، عن عائشة قالت: قدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة وهي وبئة،
[ (1) ] في (الأصل) :
«ثائرة الشعر»
وما أتيناه من البخاري.
[ (2) ] باب (41) ، حديث رقم (7038) من كتاب التعبير.
[ (3) ] باب (42) ، حديث رقم (7039) من كتاب التعبير.
[ (4) ] باب (43) ، حديث رقم (7040) من كتاب التعبير.
[ (5) ](دلائل النبوة) : 2/ 586، باب ما لقي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من وباء المدينة حين قدموها، وعصمة اللَّه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، عنها، ثم ورد في دعائه بتصحيحها لهم ونقل وبائها عنهم إلى الجحفة، واستجابة دعائه، ثم تحريمه المدينة ودعائه لأهلها بالبركة، وعنه نقله الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) قال هشام: وكان وباؤها معروفا في الجاهلية، وكان إذا كان الوادي وبيئا فأسرف عليه إنسان قيل له: انهق كنهق الحمار! فإذا فعل ذلك لم يضرة وباء ذلك الوادي، وقد قال الشاعر حين أشرف على المدينة:
لعمري لئن عشرت من خيفة الردى
…
نهيق الحمار إنني لجزوع
فذكر الحديث، قال: وقال: هشام: فكان المولود يولد بالجحفة، ولا يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى.
وقال الواقدي في غزوة بدر: لما نزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيوت السقيا، فحدثني ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن عبد اللَّه بن قتادة، عن أبيه أن رسول اللَّه عند بيوت السقيا، ودعا يومئذ لأهل المدينة، فقال: اللَّهمّ إن إبراهيم عبدك، وخليلك، ونبيك دعاك لأهل مكة، وإني محمد عبدك ونبيك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم، ومدهم، وثمارهم، اللَّهمّ حبب إلينا المدينة واجعل ما بها من الوباء بخم [ (1) ] ، اللَّهمّ إني قد حرمت ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم خليلك مكة [ (2) ] .
[ () ] قالت عائشة- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنها- فاشتكى أبو بكر وبلال- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنهما- وذكر الحديث بنحو حديث أبي أسامة، إلا أنه قال: فلما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما أصاب أصحابه، دعا اللَّه، فذكره
وقال فيه: وبارك لنا في صاعها ومدها. (دلائل البيهقي) : 2/ 576.
[ (1) ] خم: على ميلين من الجحفة.
[ (2) ](مغازي الواقدي) : 1/ 22.