الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال البيهقي- رحمه الله: والأشبه أنه رآها صلى الله عليه وسلم قبل نزول آية الحجاب [ (1) ] .
وأما كفاية علي بن أبي طالب رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه الحر والبرد بدعائه له صلى الله عليه وسلم
فخرّج أبو نعيم من حديث أبى بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن شهاب، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال وعيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- يخرج في الشتاء في إزار ورداء، ثوبين خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل، فقال الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك فإنه يسمر معه.
قال: فسألت أبي أن الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه، قال: وما ذاك، قلت: يخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل، لا يبالي، ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين والخفيفتين لا يبالي ذلك، ولا يتقى بردا، فهل سمعت في ذلك؟ فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا أسمرت عنده، فسمر عنده.
فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد تفقدوا منك شيئا، قال: وما هو؟
قلت: تخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين ولا تبالي، وتخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل، ولا تبالي بردا ولا حرا.
قال: وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قلت: بلى، واللَّه كنت معكم، قال: فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يحب اللَّه ورسوله ويحبه
[ (1) ]
وزاد أبو نعيم: وقال سليمان: فبسط رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، ثم وضع كفه بين ترائبها، فرفع رأسه وقال: «اللَّهمّ مشبع الجاعة، وقاضى الحاجة، ورافع الوضيعة، لا تجع فاطمة بنت محمد، ثم سألتها بعد ذلك فقالت: ما جعت بعد ذلك، يا عمران.
اللَّه ورسوله يفتح اللَّه عليه ليس بفرار، قال: فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا.
قال: فتفل في عيني، ثم قال: اللَّهمّ اكفه الحر والبرد، قال: فما أذاني بعد حر ولا برد [ (1) ] .
وخرّجه من حديث محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: اجتمع إليّ نفر من أهل المسجد، فقالوا: إنا قد رأينا من أمير المؤمنين شيئا أنكرناه، قلت: وما هو؟، قالوا: يخرج علينا في الشتاء في إزار، ورداء، وفي الصيف في قباء محشو، فدخلت فذكرت ذلك لأبي، فلما راح إلى على- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: إن الناس قد رأوا منك شيئا أنكروه، قال: وما هو؟ قلت: لباسك، قال: أوما كنت معنا حين دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا أرمد فتفل في راحتيه وألصق بهما على عيني، وقال: اللَّهمّ أذهب عنه الحر والبرد، والّذي بعثه بالحق ما وجدت لواحدة منهما أذى حتى الساعة [ (2) ] .
قال كاتبة حديث
لأعطين الراية رجلا يحب اللَّه ورسوله، حديث. خرّجه البخاري [ (3) ] ومسلم [ (4) ] ، وسيأتي في طرقه عن قريب إن شاء اللَّه،
وليست فيه قصة الحر والبرد، ولكن وقعت في النسائي.
[ (1) ](دلائل البيهقي) : 4/ 212- 213، باب ما جاء في بعث السرايا إلى حصون خيبر، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بفتحها على يدي علي بن أبي طالب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- ودعائه له وما ظهر في ذلك من آثار النبوة ودلالات الصدق، وقد ذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد) :
9/ 122، وقال: ورواه الطبراني في (الأوسط) وإسناده حسن.
[ (2) ](دلائل أبي نعيم) : 463، حديث رقم (391) ، رواه الطبراني في (الأوسط) ، وإسناده حسن.
[ (3) ] أخرجه في المغازي، باب (38) في غزوة خيبر.
[ (4) ] أخرجه في فضائل الصحابة، باب (4) من فضائل علي بن أبي طالب- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه-، حديث رقم (34) .
خرّجه من حديث عبد اللَّه قال: حدثنا ابن أبي ليلى عن الحكم والمنهال، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه أنه قال لعلي- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وكان يسير معه: إن الناس قد أنكروا منك أنك تخرج في البرد في الملاءتين، وتخرج في الحر في الحشو والثوب الغليظ.
قال: أولم تكن معنا بخيبر؟ قال: بلى، قال: فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
بعث أبا بكر- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- وعقد له لواء، فرجع الناس، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لأعطينّ الراية رجلا يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله ليس بفرار.
قال: فأرسل إلي وأنا أرمد، فتفل في عيني، وقال: اللَّهمّ [أذهب عنه] الحر والبرد، قال: فما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا.
ومن حديث فردوس الأشعري قال: حدثنا مسعود بن سليمان: حدثنا حبيب ابن أبي ثابت، عن الجعد مولى سويد بن غفلة، أنه قال: لقيت عليا- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه- وهو في ثوبين في شدة الشتاء، فقلت: لا تغني بأرضنا هذه، فإنّها أرض مقرة [ (1) ]، وليست مثل أرضك فقال: أما إني كنت مقرورا [ (2) ]، فلما بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر قلت: ما لي لا أدفأ به، وإني لأرمد، فتفل في عيني، ودعا لي فما وجدت بردا بعد، ولا رمدت عيناي.
وخرّج أبو نعيم من حديث محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي، عن شبرمة بن الطفيل قال: رأيت عليا- رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه- بذي قار عليه إزار ورداء، وهو يهنأ بعيرا له في يوم شديد البرد، وإن جبينه ليرشح عرقا.
[ (1) ] مقرة: باردة شديدة البرودة.
[ (2) ] المقرور: من أصابه القر، وهو شدة البرد.