الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة إحدى وعشرين وخمسمائة
فيها أحضر الموفق في الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجيب الدولة، داعي اليمن، الذي سيره الوزير المأمون بن البطائحي، فدخل في يوم عاشوراء على جمل بطرطور، ومعه مشاعلية بهيئة ملائكة، وخلفه قرد يصفعه، وهو يقول بقوة نفس: والله لا ألتفت. فأدخل خزانة البنود وسجن مع المأمون.
فيها كثرت مصادر الراهب للكتاب والعمال، وتسلسل الأمر إلى التجار وأرباب الأموال، وندب معه مقداد والي مصر وسعد الدولة والي القاهرة للشد منه؛ فتنكد الناس وخرج كثير من أهل مصر إلى الآفاق. وأخذ الراهب يحسن للآمر أن يحمل إليه مال الأيتام من مودع الحكم.
وفيها مات قاضي القضاة جلال الملك تاج الأحكام، أبو الحجاج يوسف بن أيوب ابن إسماعيل المغربي الأندلسي؛ وكان أولا قد أقرأ المؤتمن أخا المأمون القرآن والنحو، فولاه قضاء الغربية، ثم نقل منها إلى قضاء القضاة بعد واقعة ابن الرسعني بوساطة المؤتمن. واستقر بعد وفاته في قضاء القضاة أبو عبد الله محمد بن هبة الله بن الميسر القيسراني.
وكان أبو الحجاج عاقلا. عرض عليه الآمر أن يلي الدواوين مضافاً إلى ما يتولاه
من قضاء القضاة والمظالم، فاستشار في ذلك بعض أصحابه فأشار بالقبول، فقال: إني لا أحسن صنعة الكتابة؛ فقال له: تجعل بين يديك من يوضح لك الأمر والتدبير ويدلك على سر الصناعة. فقال: ألا ترى إلا أني قد رضيت أن أكون من الأسماء النواقص التي لا تتم إلا بصلة وعائد، واستحضرت من يدلني على ما أجهل، فكيف أصنع بين يدي السلطان؟ لقد حكمت إذاً على نفسي بحكم حيف وأوردتها خطة خسف. وحمد الله.