الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(612)
مسند يعلى بن مُرّة بن وهب
أبي المَرازم الثقفي
وهو يعلى بن سِيابة. فمُرّة أبوه، وسيابة أمُّه (1).
(6684)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن نُمير عن عثمان بن
حكيم قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرّة قال:
لقد رأيتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثًا ما رآها أحدٌ قبلي، ولا يراها أحدٌ بعدي:
لقد خرجتُ معه في سفر، حتى إذا كُنّا ببعض الطريق مَرَرْنا بامرأة جالسة معها صبيٌّ
لها، فقالت: يا رسول الله، هذا أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يُؤخَذُ في اليوم لا أدري كم
مرّة. قال: "ناوِلينيه" فرفَعَتْه إليه، فحملَه بينه وبين واسطه الرَّحل، ثم فغَرَ فاهُ ونفثَ فيه
ثلاثًا، وقال:"باسم الله، أنا عبدُ الله، أخسأ عدوَّ الله". ثم ناولَها إياه، فقال: "القَينا في
الرَّجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل" قال: فذَهَبْنا ورَجَعْنا، فوجَدْناها في ذلك المكان
معها شياه ثلاث، فقال:"ما فعل صَبِيُّك؟ " فقالت والذي بعثَك بالحقٌ، ما أحسَسْنا منه
شيئًا حتى الساعة، فاجتَرِرْ هذه الغَنم. قال:"انزل فخذ منها واحدةً وردَّ البقيّة".
قال: وخرَجْتُ ذات يوم إلى الجَبّانة، حتى إذا بَرَزَ قال: "انظر ويحَكَ هل ترى من
شيء يُواريني؟ " قلت: ما أرى شيئًا يُواريك إلاّ شجرةً ما أُراها تُواريك. قال: "فما قُرْبها؟ "
قلت: شجرة مثلها أو قريب منها. قال: فاذهب إليهما فقل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمُرُكما أن
تجتمعا بإذن الله". قال: فاجتمَعَتا، فبرزَ لحاجته، ثم رجع فقال: "اذهب إليهما فقل
لهما: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمُرُكما أن ترجعَ كلُّ واحدة منكما إلى مكانها" فرجعتا.
قال: وكنت معه جالسًا ذات يوم، إذ جاءه جملٌ يَخْيُبُ حتى ضَرَبَ بجِرانه بين
يدَيهِ، ثم ذَرَفَت عيناه، فقال:"ويحَك، انظر لمن هذا الجمل، إنّ له لشَأنًا" قال: فخرجتُ
(1) الآحاد 3/ 242، ومعرفة الصحابة 5/ 2802، والاستيعاب 3/ 627، والتهذيب 8/ 185، والاصابة 3/ 630.
ألتمِسُ صاحبَه، فوجدْتُه لرجل من الأنصار، فدعَوْتُه إليه، فقال:"ما شأنُ جملِك هذا؟ "
فقال: وما شأنُه؟ قال: لا أدري والله ما شأنه، عَمِلْنا عليه، ونَضَحْنا عليه حتى عَجَزَ عن
السقاية، فأْتَمَرْنا البارحةَ أن نَنْحَرَه ونَقْسِمَ لحمه. قال:"لا تفعل، هَبه لي أو بعنيه" قال:
بل هو لك يا رسول الله. قال: فوسَمَه بسِمة الصدقة ثم بعث به (1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سلمة الخُزاعي قال: حدَثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن
بهدلة عن حبيب بن أبي جُبيرة عن يعلى بن سِيابة قال:
كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في مَسير له، فأراد أن يقضيَ حاجَتَه، فأمر وَدِيَّتَين فانضمّت
إحداهما إلى الأخرى، ثم أمَرَهما فرجَعَتا إلى منابتهما.
وجاء بعير فضرب بجِرانه، ثم جَرْجَرَ حتى ابتلّ ما حولَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"تدرون ما يقول البعير؟ يزعُمُ أن صاحبَه يُريدُ نحرَه" فبعث إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "أواهِبُه
أنت لي؟ " قال: يا رسول الله، مالي مالٌ أحبَّ إليّ منه. قال: "استوصِ به معروفًا" فقال:
لا جَرَم، لا أُكْرِمُ مالًا لي كرامته يا رسول الله.
وأتى على قبر يُعَذَّبُ صاحبه، فقال:"إنّه يُعَذَّبُ في غير كبير" فأمر بجريدة فوُضِعَتْ
على قبره، وقال:"عسى أن يُخَفَّفَ عنه ما دامت رَطبة"(2).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا معمر بن عطاء بن السائب عن
عبد الله بن حفص عن يعلى بن مُرّة الثقفي قال:
ثلاثة أشياء رأيْتُهنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر حديث البعير، والولد الذي به جِنّة. وقال:
(1) المسند 4/ 170. وعبد الرحمن بن عبد العزيز من رجال التعجيل 253. قال عنه الحسيني: ليس
بالمشهور. وعثمان بن حكيم مقبول. فإسناده ضعيف. وقد رواه الطبراني من طرق لا تخلو من ضعف -
ينظر 22/ 255، 261، 264 (661، 672، 679) وتعليق المحقّق.
(2)
المسند 4/ 172. ومن طريق حمّاد في المعجم الكبير 22/ 275 (705). وحبيب من رجال التعجيل 83.
وهو مجهول، وثّقه ابن حبّان.
فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت شجرة تشُقُّ الأرضَ حتى غَشِيَتْه ثم رجعت إلى مكانها،
فلصا استيقظَ ذكرتُ ذلك له، فقال: "هي شجرة استأذَنَتْ ربَّها أن تُسَلِّمَ على رسول الله
فأذِنَ لها" (1).
(6685)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة بن حُميد قال: حدّثني
عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرّة عن أبيه عن جدّه يعلى بن مرّة قال:
اغتسلْتُ وتخلَّفْتُ بخَلوق. قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجوهَنا، فلمّا دنا مني
جعل يُجافي يدَه عن الخَلوق، فلمّا فرغ قال: "يا يعلى، ما حمَلَك على الخَلوق؟
أتزوَّجْتَ؟ ". قلت: لا. قال لي: "اذهب فاغْسِلْه" قال: فمَرَرْتُ على رَكِيّة، فجَعَلْتُ أقَعُ
فيها، ثم جعلْتُ أتدلَّكُ بالتُّراب حتى ذهب. قال: ثم جئتُ إليه، فلمّا رآني النبيُّ صلى الله عليه وسلم
قال: "عاد بخير دينه العلاء، تاب واستَهَلَّتِ السماء"(2).
هكذا في الرواية وقيل: إنّه في نسخة: "عاد بخير دينه الغلام"(3).
(6686)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي الليث قال:
حدّثني الأشجعي عن سفيان عن عمرو بن يعلى بن مُرة الثّقفي عن أبيه عن جدّه قال:
أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ عليه خاتم من ذهب عظيم، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم:"أُتزَكِّي هذا؟ " قال: يا
رسول الله، فما زكاة هذا؟ فلمَا أدبرّ الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"جمرة عظيمة عليه"(4).
(1) المسند 4/ 173. وعبد الله بن حفص مجهول - التقريب 1/ 284. وعطاء اختلط بأخرة فإسناده كسابقيه.
ولكن الحديث بما فيه من قصص ورد له شواهد كثيرة في المعجزات النبوية.
(2)
المسند 4/ 171، وابن خزيمة 4/ 194 (2675). قال ابن حجر في التقريب 1/ 431: عمر بن عبد الله بن
يعلى، الكوفي، وقد يُنسب إلى جدّه، ضعيف، من الخامسة. وأبوه عبد الله ذكره في التعجبل 243، ونقل
قول البخاري: فيه نظر. وقول الذهبي: ضعّفه غير واحد. فإسناده ضعيف، وكذا حكم عليه الألباني.
(3)
جاءت هذه العبارة في إحدى الروايات التي ذكرها الطبراني 22/ 268 (689). والروايات أكثرها على "العلاء".
(4)
المسند 4/ 171. وهذا إسناد ضعيف. فعمرو بن عثمان بن يعلى مستور، وأبوه ضعيف. وإبراهيم رمي
بالكذب. وسائر رجاله ثقات. الأشجعي هو عبيد الله بن عبيد الرحمن.
وأخرج الطبراني الحديث 22/ 263 (677) من طريق سفيان الثوريّ عن ابن يعلى عن أبيه. وتحدّث عنه
المحقق، وضعّفه.
(6687)
الحديث (1) الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن محمد أبو إبراهيم
قال: حدّثنا مروان يعني الفَزاري، وحدّثنا عفّان قال: حدّثنا عبد الواحد (2) قالا: حدّثنا
أبو يَعفور عن أبي ثابت قال سمعت يعلى بن مُرّة الثقفي يقول:
سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أخذَ أرضًا بغير حقِّها كُلِّفَ أن يَحْمِلَ تُرابَها إلى
المحشر" (3).
* طريق آخر:
حدّثنا عبد الله بن أحمد قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال: حدّثنا
حسين بن علي عن زائدة عن الرَّبيع بن عبد الله عن أيمن بن ثابت عن يعلى بن مُرّة قال:
سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "أيَما رجلٍ ظلم شبرًا من الأرض كلَّفَه الله عز وجل أن
يَحْفِرَه حتى يبلغَ آخر سبع أرَضين، ثم يُطَوِّقُه يومَ القيامة حتى يُقضَى بين الناس" (4).
(6688)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا وُهيب قال:
حدّثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى العامري:
أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دُعُوا له، قال: فاستمثل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمامَ
القوم وحسينٌ مع غلمانٍ يلعبُ، فأرادَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذَه، قال: فطفِقَ الصبيُّ يَفِرُّ
ها هنا مرّةً وها هنا مرّة، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُضاحِكُه حتى أخذَه. قال: فوضع يدَه تحت قفاه
(1) ورد قبل هذا حديث يحمل "الحديث الراعب" وهو بعينه الذي سبقه في مسند يعلى بن أمية: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم
لما قدم طاف بالبيت وهو مضطبع ببرد له حضرمي. وكتب على الحاشية: "في نسخة: تقدّم هذا الحديث
بعينه في مسند يعلى بن أميّة. قال ابن نقطة في الحاشية بغير خطّ الشيخ". وقد حذفته، وجعلت ما بعده
الرابع ....
(2)
في الأصل "وهيب". وصوابه من المسند والإتحاف والأطراف.
(3)
المسند 4/ 172، 173. وأبو ثابت، هو أيمن بن ثابت. صدوق حسن الحديث، روى له النسائي، وسائر
رجاله رجال الصحيح. وأخرج الحديث الطحاوي في شرح المشكل 15/ 449 (6150) من طريق عفّان،
15/ 450 (6151) من طريق مروان. وحسَن شعيب إسناد الحديث. وذكره الألباني في الصحيحة 1/ 483،
486 (240، 242) وتحدّث عنه.
(4)
المسند 4/ 173، والطبراني 22/ 270 (692) وصحيح ابن حبّان 5/ 567 (5164) قال الهيثمي 4/ 178: رواه
أحمد والطبراني في الكبير والصغير بنحوه بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح. والربيع من رجال التعجيل
125، وثّقه ابن حبّان. وأيمن هو أبو ثابت، حسن الحديث - كما سبق. وينظر الطريق السابق.
والآُخرى تحت ذقنه، ووضع فاه على فيه، فقبَّلَه وقال: "حُسين منّي وأنا من حُسين.
أحبَّ الله مَن أحبَّ حُسينًا، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط" (1).
(6689)
الحديث السادس: وبه عن يعلى:
أنّه جاء حسن وحسين يستبقان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضمّهما إليه وقال: "إنّ الولدَ
مَبْخَلةٌ مَجْبَنَةٌ، وإن آخِرَ وطْأة وَطِئَها الله بوَجّ" (2).
الوطأة: الوقعة.
ووجّ: واد بالطائف.
(6690)
الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا
إسرائيل بن يونس قال: حدّثني عمر بن عبد الله بن يعلى عن جدّته حُكيمة عن أبيها
يعلى. قال يزيد فيما يروي يعلى بن مرّة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ التقطَ لُقَطَةً يسيرةً: درهمًا أو حَبلًا أو شبه ذلك، فلْيُعَرِّفه
ثلاثة أيام، فإن كان فوق ذلك فليُعَرِّفْه سبعة أيَّام" (3).
(1) المسند 4/ 172. وسعيد بن أبي راشد روى له الترمذي وابن ماجه، وقال عنه ابن حجر: مقبول. وأخرج
الحديث بهذا الإسناد الإمام أحمد في فضائل الصحابة 2/ 772 (1361)، والطبراني 22/ 274 (702)،
والحاكم 3/ 177 وصحّح إسناده، ووافقه الذهبي، وابن حبّان 15/ 427 (6971) ومن طريق ابن خُثيم
أخرجه ابن ماجه 1/ 51 (144)، وحسّن البوصيري إسناده ووثّق رجاله. وأخرج المرفوع منه الترمذي
5/ 617 (3775) من طريق ابن خُثيم، وحسّنه. وحسّن الألباني الحديث.
(2)
المسند 4/ 172، وفضائل الصحابة 2/ 772 (1362)، وابن ماجه 2/ 1209 (3666)، والطبراني 22/ 274
(703)
، والحاكم 3/ 164. قال البوصيري: اسناده صحيح، رجاله ثقات. وصحّح الحاكم إسناده على شرط
مسلم، وسكت عنه الذهبي، مع أن سعيدًا لم يخرج له مسلم، ووثّق الهيثمي رجاله- المجمع 10/ 57،
وصحّح الألباني الحديث.
ومعنى "وَطِئها الله" أي أوقع بأسه بالكفّار.
(3)
المسند 4/ 173. ومن طريق إسرائيل أخرجه الطبراني 22/ 273 (700) وعمر بن عبد الله ضعيف. وجدّته
حكيمة، ويقال: حكمة، ذكرها في التعجيل 556، وأن ابن حبّان وثّقها. قال الهيثمي 4/ 172: رواه أحمد
من طريق عمرو بن عبد الله بن يعلى، فإن كان عمرو فلا أعرفه، وإن كان عمر فهو ضعيف. ثم ذكر رواية
الطبراني في الكبير، وقال: وفيه عمر بن عبد الله بن يعلى، وهو ضعيف.
(6691)
الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سُرَيج بن النُّعمان قال: حدّثنا
عمر بن ميمون بن الرّمَاح عن أبي سهل كثير بن زياد البصريّ، عن عمرو بن عثمان بن
يعلى عن أبيه عن جدّه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى مَضيق هو وأصحابه وهو على راحلته، والسماء (1) من
فوقهم، والبِلّة من أسفل منهم، فحضَرَتِ الصلاةُ، فأمَرَ الموذِّنَ فأذَّنَ وأقام، ثم تقدّمَ رسولُ
الله صلى الله عليه وسلم على راحلته فصلَّى بهم، يُؤمِىءُ إيماءً، يجعل السجودَ أخفضَ من الركوع (3).
* * * *
(1) السماء: المطر.
(2)
المسند 4/ 173. ومن طريق ابن الرماح أخرجه الترمذي 2/ 266 (411) وقال: هذا حديث غريب، تفرد به عمر
ابن الرماح، لا يعرف إلا من حديثه. وسكت عنه الألباني، فلم يذكره في صحيح الترمذي ولا في ضعيفه،
ونقل الشيخ شاكر تجويد النووي لإسناده. مع أن عمرو بن عثمان قال عنه ابن حجر: مستور.