الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(558) مسند مِهْران مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
-
وهو الملقّب بسفينة. وإنما هو اسمه مهران في قول إبراهيم الحربي، وغيره يقول: اسمُه رومان وقيل: عبس. وإنما سُمّي سفينة لسبب (1).
(6464)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا حَشْرَج بن نُباته قال: حدّثنا سعيد بن جُمهان قال: حدّثنا سفينة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الخلافة في أُمّتي ثلاثون سنة، ثم مُلكًا بعد ذلك". قال لي سفينةُ: أمْسِك: خلافه أبي بكر وخلافه عمر وخلافه عثمان وخلافة عليّ. قال: فوجدْناها ثلاثين. ثم نظرتُ بعد ذلك في الخلفاء فلم أجده يتّفق لهم ثلاثون (2).
قلت لسعيد: أين لقيتَ سفينة؟ قال: لقيتُه ببطن نخلة في زمن الحجّاج، فأقمتُ عنده ثلاث ليال أسألُه عن أحاديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وقلت له: ما اسمُك؟ قال: ما أنا بمُخْبِرُك، سمّاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سفينة. قلتُ: ولم سمّاكَ سفينة؟ قال: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابُه، فثَقُل عليهم متاعهم، فقال:
(1) معرفة الصحابة 5/ 2574، ومعجم الصحابة 1/ 290، والاستيعاب 3/ 485، والتهذيب 3/ 230، والإصابة 3/ 446. وينظر جامع المسانيد 5/ 330.
وله حديث انفرد به مسلم - الجمع (3087).
(2)
المسند 5/ 221. وروى 5/ 220 من طريق حمّاد بن سلمة عن سعيد بن جهمان عن سفينة: "الخلافة ثلاثون عامًا، ثم يكون بعد ذلك الملك" "قال سفينة: أمسك: خلافة أبي بكر سنتين، وخلافة عمر عشر سنين، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة، وخلافة عليّ ستّ سنين".
ومن طريق حشرج أخرج الحديث الترمذي 4/ 436 (2226). وقال: وفي الباب عن عمر وعليّ. قال: وهذا حديث حسن، قد رواه غير واحد عن سعيد بن جُهمان، ولا نعرفه إلّا من حديث سعيد بن جهمان. ومن طريق سعيد أخرجه أبو داود 4/ 211 (4646، 4647)، وابن أبي عاصم في السنّة 2/ 795 (1215). وابن حبّان في صحيحه 15/ 392 (6943)، وينظر 15/ 34 (6657). وقد صحّح الحديث الألباني، وتحدّث عنه في الصحيحة 1/ 820 (459)، وأطال الكلام عن متنه وسنده وطرقه.
"ابسُط كِساءك" فبسَطْتُ، فجعلوا فيه متاعَهم، ثم حملوه عليَّ. فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"احمِل، فإنما أنت سفينة". فلو حَمَلَتُ يومئذٍ وِقْرَ بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة، ما ثَقُلَ عليّ إلا أن يُجْفوا (1).
(6465)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع عن علي بن مبارك عن يحيى عن سفينة:
أن رجلًا شاط ناقته بجِذل، فسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأمرَهم بأكلها (2).
الجِذْل: عود. والمراد أنّه نحرَها به.
(6466)
الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو كامل قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن سعيد بن جُهمان قال: سمعتُ سفينة يحدِّث:
أن رجلًا ضافَ عليَّ بن أبي طالب، فصنعوا له طعامًا، فقالت فاطمة: لو دَعَونا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأكل معنا، فأرسلوا إليه فجاء، فأخذ بعِضادتَي الباب، فإذا قِرامٌ قد ضُرِبَ في ناحية البيت، فلمّا رآه رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم رجعَ، فقالت فاطمة لعليّ: اتْبَعْه فقل له: ما رَجَعَكَ؟ قال: فتَبعَه فقال: ما رَجَعَكَ يا رسول اللَّه؟ قال: "إنّه ليس لي أو لنبيٍّ أن يدخلَ بيتًا مُزَوَّقًا"(3).
(6467)
الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضْر قال: حدّثنا حَشرج قال: حدّثني سعيد بن جُمهان عن سفينة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:
(1) المسند 5/ 221. مع الحديث السابق. ورُوِيَتْ قصة تسمية سفينة من طرق، وذكرها المترجمون، وإسنادها حسن، إسناد سابقه.
وينظر قول المؤلّف في خرج وسعيد بعد الحديث الرابع.
(2)
المسند 5/ 220. قال ابن كثير في الجامع 5/ 341 (3559): وهو منقطع. وقال: تفرّد به. وقال ابن حجر في الإتحاف 5/ 290 أيضًا عنه: منقطع وانقطاعه لأنّ يحيى لم يدرك سفينة.
(3)
المسند 5/ 220. ورجاله ثقات. عدا ابن جهمان، صدوق كما سبق. ومن طريق حمّاد أخرجه أبو داود 3/ 344 (3755)، وابن ماجة 2/ 1115 (3360)، وصحّح الحاكم إسناده 2/ 186، ووافقه الذهبي، وحسّنه الألباني.
خَطَبَنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا وإنّه لم يكن نبيّ قبلي إلا وقد حَذَّرَ الدّجّال أمَّتَه، هو أعورُ عينُه اليسرى، بعينه اليمنى ظَفَرةٌ غليظة، مكتوب بين عينَيه كافر، يخرُجُ، معه واديان، أحدهما جنّة والآخر نار، فنارُه جنّة، وجنَّتُه نار، معه مَلَكان من الملائكة يُشبهان نبيَّين من الأنبياء، ولو شِئْتُ سمَّيْتُهما بأسمائهما وأسماء آبائهما، واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله، وذلك فتنة، فيقولُ الدّجّالُ: ألَسْتُ بربّكم؟ ألستُ أُحيي وأُميت؟ فيقول له أحدُ الملكين: كَذَبْتَ، ما يَسْمَعُهُ أحدٌ من النّاس إلا صاحبُه. فيقول له: صَدَقْتَ، فيسمعُه النّاس، فيظنّون أنّما يُصدّق الدّجّال، وذلك فتنة. ثم يسير حتى يأتيَ المدينةَ، فلا يُؤْذَنُ له فيها، فيقول: هذه قرية ذاك الرّجلِ، حتى يأتيَ الشامَ فيُهلِكَه اللَّهُ عز وجل، عند عَقَبَة أفيق"(1).
حشرج ضعيف لا يُحْتَجّ بحديثه. وقال أبو هاشم الرازي: لا يُحْتَجّ بسعيد بن جُمهان (2).
(6468)
الحديث الخامس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو رَيحانة عن سفينة قال:
كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصّاع، ويتَطَهَّرُ بالمُدّ.
انفرد بإخراجه مسلم (3).
(1) المسند 5/ 221. وقد جعل ابن كثير في الجامع هذا الحديث مما تفرّد به المسند 5/ 36 (3541). وحشرج -كما سبق- لا يقبل تفرّده.
وبعض فقر الحديث: تحذير الأنبياء أُمَمَهم الدّجّال، وصفاته، والواديان معه، ومنعه من دخول المدينة، لها شواهد صحيحه. وسائر فقره كالملكين، وهلاكه عند عقبة أفيق، من المفردات التي لا تقبل من حشرج.
(2)
ينظر في حشرج: موسوعة أقوال الإمام أحمد 1/ 273، وتهذيب الكمال 2/ 208، وتهذيب التهذيب 1/ 545.
وفي سعيد: الجرح 4/ 10 وموسوعة الأقوال 2/ 31، وتهذيب الكمال 3/ 145، وتهذيب التهذيب 2/ 194.
(3)
المسند 5/ 222. ومسلم 1/ 258 (326). قال أبو ريحانة في آخره: وقد كان كبر سفينه - وما كنتُ أثقُ بحديثه، وللحديث شواهد صحيحة، منها ما رواه الشيخان عن أنس - الجمع 3/ 599 (1993).
(6469)
الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن عطاء بن السائب قال:
أتيت أمُّ كلثوم ابنة عليٍّ بشيءٍ من الصّدقة فرَدَّتْها قالت: حدّثني مولى للنبيّ صلى الله عليه وسلم يقال له مهران:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنّا -آلّ محمد- لا يَحِلُّ لنا الصدقة، ومولى القوم منهم"(1).
* * * *
(1) المسند 24/ 478 (15708) تحتَ "حديث مهران مولى النبيّ صلى الله عليه وسلم". وما قبله في مسند سفينة. وجعله ابن كثير في الجامع 12/ 72 (9398) مما تفرّد به. قال الهيثمي 3/ 93: وأمّ كلثوم لم أَرَ من روى عنها غير عطاء ابن السائب، وفيه كلام. وصحّح محقّقو المسند الحديث لشواهده، وذكروها، وحسّنوا إسناده.