الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(502) مسند مالك بن نَضلة
وقيل: ابن عوف. أبي أبي الأحوص الجُشَميّ (1).
(6160)
الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سفيان بن عُيينة قال: حدّثنا أبو الزَّعراء عمرو بن عمرو عن عمّه أبي الأحوص عن أبيه قال:
أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فصَعَّد فيّ النَّظَرَ وصوَّبَ، وقال:"أربُّ إبل [أنت] أو ربُّ غنم؟ " قلت: من كلٍّ قد آتاني اللَّه، فأكثَرَ وأطيبَ. وقال:"فتُنْتِجُها وافيةً أعينُها وآذانُها، فَتَجْدَعُ هذه، فتقول صُرُمًا (2)، وتقول بحيرة؟ فساعِدُ اللَّه أشدُّ، ومُوساه أحَدُّ، ولو شاء أن يأتيَك بها صُرُمًا أتاك".
قلتُ: إلام تدعو؟ قال: "إلى اللَّه والرَّحِم" فقلتُ: يأتيني الرجلُ من بني عمّي فأحلف ألا أُعْطِيَه ثم أُعطيه. قال: "فكفِّرْ عن يمينك وأتِ الذي هو خير. أرأيتَ لو كان لك عبدان: أحدُهما يُطيعُك ولا يخونك ولا يكذِبُك، والآخر يخونك ويكذبك"(يعني أيُّهما أحبُّ إليك)(3) قلتُ: لا، بل الذي لا يخونُني ولا يكذِبُني ويَصْدُقُني الحديثَ أحبُّ إليّ. قال:"كذاكم أنتم عبد ربّكم عز وجل"(4).
(1) معرفة الصحابة 5/ 2458، والاستيعاب 3/ 357، والتهذيب 7/ 23، والإصابة 3/ 335.
(2)
الصُّرُمُ جمع صريم: مقطوع الأذن.
(3)
هذه العبارة ليست في المسند ولا الطبراني.
(4)
المسند 4/ 136. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الطبراني 19/ 282 (622). ورجاله ثقات. وروى جزءًا منه النسائي 7/ 11، وابن ماجة 1/ 681 (2109)، والترمذي 4/ 320 (2006) وقال: حسن صحيح. وصحّحه الألباني.
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن أبي إسحق قال: سمعتُ أبا الأحوص يحدّث عن أبيه قال:
أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا قَشِفُ الهيئة، قال:"هل لك مال؟ " قال: قلت: نعم. قال: "من أيّ المال؟ ". قال: قلت: من كلّ المال، من الإبل والرّقيق والخيل والغنم. قال:"إذا آتاك اللَّهُ مالًا فلْيُرَ عليك".
ثم قال: "هل تُنْتَجُ إبلُ قومك صِحاحًا آذانُها، فتَعْمَدُ إلى مُوسى فتقطعُ آذانها فتقول: هذه بُحُرٌ، وتشقُّها أو تشقُّ جلودَها وتقول: هذه صُرُم، وتُحرِّمُها عليك وعلى أهلك؟ " قال: نعم. قال: "فإن ما آتاك اللَّه عز وجل لك حِلّ، وساعِدُ اللَّه أشَدُّ وموسى اللَّه أحَدّ" وربما قال: "ساعِدُ اللَّه أشدُّ من ساعِدك، وموسى اللَّه أحدُّ ممن مُوساك".
فقلت: يا رسول اللَّه، أرأيتَ رجلًا نَزلْتُ به فلم يُكرِمْني ولم يَقْرِني، ثم نزل بي، أجزيه بما صنع أم أقريه؟ قال:"بل اقْرِه"(1).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا بهز بن أسد قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عبد الملك بن عُمير عن أبي الأحوص:
أن أباه أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو أشعثُ سيّءُ الهيئة، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أما لَكَ مالٌ؟ " قال: من كلّ المال قد أتاني اللَّه عز وجل. قال: "فإن اللَّهَ إذا أنعمَ على عبدٍ نعمةً أحبَّ أن تُرى عليه"(2).
(1) المسند 25/ 223 (15888). وإسناده صحيح، ورجاله ثقات. ومن طريق شعبة صحّح الحاكم إسناد الحديث، ووافقه الذهبي 1/ 24، 4/ 181. ومن طريق الأحوص صحّحه ابن حبان 12/ 34 (5416). ومن طريق أبي الأحوص أخرج أبو داود جزءًا منه 4/ 51 (4063). وقد استوفى الطبراني في الكبير روايات وطرق الحديث 19/ 276 - 283 (606 - 624).
(2)
المسند 25/ 227 (15892). وإسناده صحيح. ومن طريق حماد بن سلمة صحّحه ابن حبّان 12/ 235 (5417).
(6161)
الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عَبيدة (1) بن حُميد قال: حدّثنا أبو الزَّعراء عن أبي الأحوص عن أبيه مالك بن نَضلة قال:
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأيدي ثلاثة: فيدُ اللَّه العُليا، ويدُ المعطي التي تليها، ويدُ السائل السُّفلى، فأعطِ الفضلَ ولا تَعْجَزْ عن نفسك"(2).
* * * *
(1) في الأصل (أبو عبيدة) وصوابه من المصادر.
(2)
المسند 25/ 225 (15890)، وأبو داود 2/ 123 (1649). وصحّحه ابن خزيمة 4/ 97 (2440)، والحاكم 1/ 408، وابن حبّان 8/ 148 (3362) وصحّحه المحقّقون.