المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(552) مسند المغيرة بن شعبة - جامع المسانيد لابن الجوزي - جـ ٧

[ابن الجوزي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الميم

- ‌(489) مسند مالك بن الحارث

- ‌(490) مسند مالك بن الحُوَيرث

- ‌(491) مسند مالك بن ربيعة أبي مريم السَّلولي

- ‌(492) مسند مالك بن ربيعة بن البَدَن أبي أُسَيد السّاعديّ

- ‌(493) مسند مالك بن صَعْصَعة

- ‌(494) مسند مالك بن عُبادة أبي موسى الغافِقيّ

- ‌(495) مسند مالك بن عبد اللَّه الخثعميّ

- ‌(496) مسند مالك بن عتاهية بن حُزَز الكِندي

- ‌(497) مسند مالك بن عمرو بن ثابت أبي حَبّة البَدْري

- ‌(498) مسند مالك بن عمرو القُشَيري

- ‌(499) مسند مالك بن عُمير أبي صفوان الحنفي

- ‌(500) مسند مالك بن قِهْطَم أبي أبي العُشَراء الدارمي

- ‌(501) مسند مالك بن قيس أبي صِرمة

- ‌(502) مسند مالك بن نَضلة

- ‌(503) مسند مالك بن هُبَيرة السَّكوني

- ‌(504) مسند مالك بن يسار السَّكوني العَوفي

- ‌(505) مسند مُجاشع بن مسعود السُّلَمي

- ‌(506) مسند مُجَمِّع بن يزيد بن جارية الأنصاريّ

- ‌(507) مسند مِحْجَن بن الأدْرَع

- ‌(508) مسند مُحَرِّش بن عبد اللَّه الكعبي الخُزاعيّ

- ‌(509) مسند محمد بن الأسود بن خلف أبي لاس الخُزاعي

- ‌(510) مسند محمد بن حاطب بن الحارث ابن معمر بن حبيب أبي إبراهيم الجُمَحي

- ‌(511) مسند محمد بن صفوان

- ‌(512) مسند محمد بن صيفيّ بن سَهل الأنصاري

- ‌(513) مسند محمد بن طلحة بن عُبيد اللَّه التَّيمي

- ‌(514) مسند محمد بن عبد اللَّه بن جَحش أبي عبد اللَّه الأسدي

- ‌(515) مسند محمد بن عبد اللَّه بن سلام

- ‌(516) مسند محمد بن مَسْلَمَة بن خالد أبي عبد الرحمن الأنصاري

- ‌(517) مسند محمود بن الرّبيع

- ‌(518) مسند محمود بن لبيد الأشهلي

- ‌(519) مسند مُحَيِّصة بن مسعود

- ‌(520) مسند مُخالق أبي قابوس

- ‌(521) مسند مِخنَف بن سُليم بن الحارث الغامديّ

- ‌(522) مسند مَرْثَد بن ظَبيان

- ‌(523) مسند مِرداس الإسلمي

- ‌(524) مسند مُرّة بن كعب السلمي

- ‌(525) مسند المستورد بن شدّاد الفهري

- ‌(526) مسند مسعود بن الأسود بن حارثة

- ‌(527) مسند مَسْلَمة بن مُخَلَّد

- ‌(528) مسند المِسْوَر بن مَخْرمة الزُّهريّ

- ‌(529) مسند المُسَوَّر بن يزيد الأسديّ المالكي

- ‌(530) مسند المُسَيّب بن حَزن

- ‌(531) مسند مطر بن عُكامسِ

- ‌(532) مسند المُطَّلب بن أبي وَداعة

- ‌(533) مسند المطّلب بن ربيعة بن الحارث

- ‌(534) مسند مُطيع بن الأسود بن حارثة العدوي

- ‌(535) مسند مُعاذ بن أنس الجُهَنِيّ

- ‌(536) مسند (1) معاذ بن جبل

- ‌(537) مسند معاذ بن الحارث بن رفاعة

- ‌(538) مسند أبي زهير معاذ الثَّقَفِي

- ‌(539) مسند معروف الثَّقفي

- ‌(540) مسند مَعْقِل بن سِنان بن مُظْهِر أبي محمد الأشجعي

- ‌(541) مسند مَعْقِل بن أبي مَعْقِل الأَسَديّ

- ‌(542) مسند مَعْقِل بن يَسار

- ‌(543) مسند مَعْمرَ بن عبد اللَّه بن نافع بن نَضْلَةَ ابن حَرْثان العَدَوي

- ‌(544) مسند معن بن يزيد بن الأخنس أبي يزيد السُّلَمي

- ‌(545) مسند معاوية (1) بن جاهِمة السُّلَمي

- ‌(546) مسند معاوية بن حُديج

- ‌(547) مسند معاوية بن الحكم السُّلَميّ

- ‌(548) مسند معاوية بن حَيْدةَ بن قُشير

- ‌(549) مسند معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب

- ‌(550) مسند معاوية الليثي

- ‌(551) مسند مُعَيْقِيب

- ‌(552) مسند المغيرة بن شعبة

- ‌(553) مسند أبي مَعْبَد المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكنديّ

- ‌(554) مسند المِقدام بن معدي كرب الكندي أبي كريمة

- ‌(555) مسند المنذر بن عائذ

- ‌(556) مسند المِنهال (1) أبي عبد اللَّه القَيْسيّ

- ‌(557) مسند المهاجر بن قُنْفذ بن عُمير ابن جُدعان القُرشيّ

- ‌(558) مسند مِهْران مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌(559) مسند ميسرة الفَجر

- ‌(560) مسند ميمون بن سِنباذ

- ‌حرف النون

- ‌(561) مسند ناجية [بن جُندب] (1) بن عُمَير الخُزاعيّ

- ‌(562) مسند نافع بن عبد الحارث ابن حِبالة الخُزاعيّ

- ‌(563) مسند نافع بن عُتبة بن أبي وقّاص

- ‌(564) مسند نُبَيط بن شَريط ابن أنس الأشجعيّ

- ‌(565) مسند نُبيشة الهذليّ

- ‌(566) مسند نَصر بن دَهر الأسْلَميّ

- ‌(567) مسند أبي بَرْزَةَ

- ‌(568) مسند نَضلة بن عمرو الغِفاريّ

- ‌(569) مسند النُّعمان بن بشير

- ‌(570) مسند النُّعمان بن مُقَرِّن

- ‌(571) مسند نُعَيم بن مسعود

- ‌(572) مسند نعيم بن النَّحّام

- ‌(573) مسند نُعيم بن هَمّار الغَطَفاني

- ‌(574) مسند أبي بَكرةَ نُفَيع بن الحارث بن كَلَدة

- ‌مسند نُقادة الأسَدي

- ‌مسند نُمير

- ‌مسند النَّوّاس بن سِمْعان الكِلابيّ

- ‌مسند نوفل بن معاوية بن عروة الدِّيليّ

- ‌حرف الواو

- ‌مسند وابصة بن مَعْبَد الأسَديّ

- ‌مسند واثلة بن الأسْقَع

- ‌مسند الوازع

- ‌مسند وائل بن حُجْر

- ‌مسند وَحْشيّ بن حرب

- ‌مسند الوليد بن عُقْبة بن أبي مُعَيط

- ‌مسند الوليد بن الوليد

- ‌مسند وهب بن حُذيفة الأنصاري

- ‌مسند وهب بن خَنْبَش الطائي

- ‌مسند أبي جُحْيَفة

- ‌حرف الهاء

- ‌مسند هانىء بن نِيار بن عمرو

- ‌مسند هُبيب بن مُغْفِل

- ‌مسند الهِرماس بن زياد بن عمرو

- ‌مسند (1) هَزّال الأسلمي

- ‌مسند هشام بن حكيم بن حِزام

- ‌مسند هشام بن عامر الأنصاري

- ‌مسند هند بن أسماء الاسلمي

- ‌حرف الياء

- ‌مسند يَزداد بن فَساءة الفارسي

- ‌مسند يزيد بن الأخنس

- ‌مسند يزيد بن أسد

- ‌مسند يزيدُ بن الأسود العامري

- ‌مسند يزيد بن ثابت

- ‌مسند يزيد بن رُكانة]

- ‌مسند يزيد بن شجرة الرَّهاوي

- ‌مسند يزيد بن عامر

- ‌مسند يزيد بن عبد الله بن الأسود

- ‌مسند يزيد أبي عبد الرحمن

- ‌مسند يزيد بن قُنافة

- ‌مسند يزيد بن نعامة الضُّبِّيّ

- ‌مسند يسار بن بلال بن بُلَيل

- ‌مسند يسار بن سبع

- ‌مسند يسار بن عبد الله

- ‌مسند يعلى بن أمُيّة التّميمي

- ‌مسند يعلى بن مُرّة بن وهب

- ‌مسند يوسف بن عبد الله بن سَلام

- ‌مسند يونس بن شدّاد

- ‌مسند أبي إبراهيم الأنصاري

- ‌مسند أبي آمنة الفَزاريّ

- ‌مسند أبي أمُيَّة المخزوميّ

- ‌مسند أبي أميّة التَّغلْبِيّ

- ‌مسند أبي بُردة الظّفَريّ

- ‌مسند أبي بردة، هانىء بن نِيار. وفي 314/ 22 (794) من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث

- ‌مسند أبي بُهيسة الفَزاري

- ‌مسند أبي ثعلبة الأشجعي

- ‌مسند أبي ثور الفَهميّ

- ‌مسند أبي جَبيرة بن الضَّحّاك

- ‌مسند أبي الجَعد الضّمري

- ‌مسند أبي سعد بن أبي فَضالة الأنصاريّ

- ‌مسند أبي سعيد بن زيد

- ‌مسند أبي سعيد الزُّرَقيّ

- ‌مسند أبي السّمْح

- ‌مسند أبي سُود التَّميمّي

- ‌مسند أبي سيّارة المُتَعيّ

- ‌مسند أبي شُعيب القَصّاب

- ‌مسند أبي مسعود. ينظر الجمع 1/ 492 (789)

- ‌مسند أبي عبد الله

- ‌مسند أبي عبد الرحمن الجُهَنِيّ

- ‌مسند أبي عبد الرحمن الخَطمي

- ‌مسند أبي عُقبة الفارسي

- ‌مسند أبي كُليب الجُهَني

- ‌مسند أبي مُوَيهبة

- ‌مسند أبي النّعمان الأنصاريّ

- ‌مسند أبي وَهب الجُشَمّي

- ‌مسند ابن الأدرع

- ‌مسند ابن عَبْس

- ‌مسند ابن أبي حَدرد الأسلميّ

- ‌مسند ابني قُريطة

- ‌مسند ابن المُنتَفِق القَيسي

- ‌مسند أبي أبي بكر

- ‌مسند أبي أبي خِزامة

- ‌مسند أبي أبي يزيد

- ‌مسند عريفٍ من عُرَفاء قُريش

- ‌مسند رجل من بني سَليط

- ‌مسند أقوام من الأنصار

الفصل: ‌(552) مسند المغيرة بن شعبة

(552) مسند المغيرة بن شعبة

(1)

(6402)

الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا أيوب عن محمد بن سيرين عن عمرو بن وهب الثقفي قال:

كُنّا مع المغيرة بن شعبة فسُئلَ: هل أمَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أحدٌ من هذه الأُمّةِ غيرُ أبي بكر؟ .

فقال: نعم، كُنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فلما كان من السَّحَر ضرب عنق راحلتي، فظَنَنْت أنّ له حاجةً، فعَدَلْتُ معه، فانطَلَقْنا حتى بَرَزْنا عن النّاس، فنزل عن راحلته ثم انطلق فتغَيَّبَ عني حتى ما أراه، فمكث طويلًا، ثم جاء فقال:"حاجتَك يا مغيرة؟ " قلت: ما لي حاجة. فقال: "هل معك ماء؟ " فقلت: نعم، فقمتُ إلى قربة - أو قال: سَطيحة معلّقة في آخرة الرَّحلِ فأتيتُه بها، فصبَبْتُ عليه، فغسل يدَيه فأحسنَ غَسْلَهما، قال: وأشُكّ أنّه قال: دلَكَهما بتراب أم لا، ثم غسل وجهه، ثم ذهب يحسُرُ عن ذراعيه، وعليه جُبّةٌ شاميّة ضيّقة الكُمَّين، فضاقت، فأخرج يدَيه من تحتها إخراجًا، فغسل وجهه ويديه. قال: فيجيء في الحديث غسل الوجه مرّتين؟ فلا أدري أهكذا كان أم لا. ثم مسح بناصيته، ومسح على العمامة، ومسح على الخُفَّين، ثم رَكِبْنا فأدرَكْنا النّاسَ وقد أُقيمتِ الصلاة، فتقدَّمَهم عبدُ الرحمن بن عوف وقد صلّى بهم ركعة وهمَّ في الثانية، فذهبتُ أُوذِنُه فنهاني، فصلَّيْنا الركعة الثانية التي أدرَكْنا، وقضينا الركعةَ التي سُبِقْنا (2).

(1) الآحاد 3/ 199، ومعرفة الصحابة 5/ 2582، ومعجم الصحابة 3/ 87، والاستيعاب 3/ 368، والتهذيب 7/ 195، والإصابة 3/ 433.

وجعل الحميدي مسنده في الجمع (111) مع المقلّين.

وقد اتّفق الشيخان على إخراج تسعة أحاديث له، وانفرد البخاري بواحد، ومسلم باثنين. وذكر ابن الجوزي في التلقيح 365 أنّه أخرج لهما مئة وستة وثلاثون حديثًا.

(2)

المسند 4/ 244. عمرو بن وهب ثقة، التقريب 1/ 449. وسائر رجاله رجال الشيخين. وينظر الطريق التالي.

ص: 168

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا سعد ويعقوب قالا: حدّثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال: حدّثني عبّاد بن زياد عن عروة بن المغيرة عن أبيه قال:

تَخلّفْتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فتبرَّز (وذكر وضوءه)، ثم عَمَد النّاس وعبد الرحمن يصلّي بهم، فيصلّي مع النّاس الركعة الأخيرة، فلما سلّم عبد الرحمن قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُتِمُّ صلاته، فلمّا قضاها أقبلَ عليهم فقال:"قد أحْسَنْتُم وأصَبْتُم" يُغَبِّطُهم أن صلَّوا الصلاة لوقتها.

أخرجاه (1).

* طريق لبعضه:

حدّثنا البخاري قال: حدّثنا يحيى قال: حدّثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن المغيرة بن شعبة قال:

كنتُ مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال:"يا مغيرة، خُذ الإداوة" فأخَذْتُها، فانطلقَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى توارى عنّي، فقضى حاجته، وعليه جُبّة، فذهب ليُخْرِجَ يَدَيه (2) من كُمَّيه فضاقت، فأخرج يَدَيه من أسفلها، فصبَبْتُ عليه، فتوضّأ وضوءه للصلاة، ومسح على خُفّيه ثم صلّى.

أخرجاه (3).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد عن زكريا عن عامر قال: حدّثني عروة بن المغيرة عن أبيه قال:

كنتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقال لي: "معك ماء؟ قلت: نعم فنزل عن

(1) المسند 4/ 249. ومن طريق ابن شهاب أخرجه أبو داود 1/ 37 (149)، وابن حبّان 5/ 602 (2224). وصحّحه الألباني وشعيب. والحديث صحيح: فقد أخرجه مسلم بإسناده إلى عروة بن المغيرة بن شعبة عن أبيه وذكر فيه قضاء الحاجة، والوضوء، والمسح، وصلاة ركعة خلف عبد الرحمن بن عوف. كما روى أجزاء مقطّعة منه. أما الإمام البخاري فقد أخرج أجزاء من الحديث بأسانيد مختلفة، ولم يذكر سبق عبد الرحمن بالصلاة. ينظر أطرافه 1/ 285 (182)، وسيروي المؤلّف أجزاء من الحديث في الطرق التالية، بعضها في الصحيحين. وينظر الجمع 3/ 411 - 414 (2908).

(2)

في مطبوع البخاري "يده" في الموضعين.

(3)

البخاري 1/ 473 (363). ومن طريق أبي معاوية أخرجه مسلم 1/ 229 (274)، وأحمد 4/ 250.

ص: 169

راحلته، ثم ذهب حتى توارى عنّي في سواد الليل، ثم توضّأ فذهبت أنزعُ خُفّيه، فقال:"دَعْهما، فإني أَدْخَلْتُهما وهما طاهرتان" فمسح عليهما.

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثني التّيمي عن بكر عن الحسن عن ابن المغيرة عن أبيه:

أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضّأ، فمسح بناصيته، ومسح على الخُفّين والعمامة.

قال بكر: وقد سمعته من ابن المغيرة.

أخرجاه (2).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سفيان عن أبي قيس عن هُزيل بن شُرَحْبيل عن المغيرة بن شعبة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضّأ ومسحَ على الجوربَين والنعلَين.

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (3).

(1) المسند 4/ 255. واختصر منه المؤلّف. ومن طريق زكريا في البخاري 1/ 309 (206). 8/ 268 (5799)، ومسلم 1/ 230 (274).

(2)

المسند 4/ 255. وأخرجه مسلم بالإسنادين 11/ 231 (274). وينظر الترمذي 1/ 170 (100) وتعليق الشيخ أحمد شاكر.

(3)

المسند 5/ 252، والترمذي 1/ 167 (99) وقال: حسن صحيح وأبو داود 1/ 41 (159)، وابن ماجه 1/ 185 (559). ومن طريق سفيان في صحيح ابن خزيمة 1/ 99 (198)، وابن حبّان 4/ 167 (1338).

وللعلماء حول هذا الحديث كلام طويل: قال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُحدّث بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم مسح على الخفّين. قال: وروي هذا أيضًا عن أبي موسى الأشعري عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه مسح على الجوربين، وليس بالمتّصل ولا بالقوي. قال أبو داود: ومسح على الجوربين عليُّ بن أبي طالب وابن مسعود والبراء بن عازب وأنس بن مالك وأبو أمامة وسهل بن سعد وعمرو بن حريث، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب وابن عبّاس. ونقل الشيخ أحمد شاكر كلامًا طويلًا حول الحديث، واعترض النووي على تصحيح الترمذي له، وقوّى كلام الترمذي واحتجّ له. وينظر تعليق الشيخ شعيب على ابن حبّان.

ص: 170

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي العباس قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن أبي الزناد عن عروة قال المغيرة بن شعبة:

رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمسح على ظهور الخُفّين (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال: حدّثنا ثور عن رجاء بن حيوة عن كاتب المغيرة عن المغيرة.

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم توضّأ فمسح أسفلَ الخُفّ وأعلاه (2).

قال البخاري: هذا الحديث لا يصحّ مسندًا، بل روي عن كاتب المغيرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم (3).

(6403)

الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعلى بن عُبيد أبو يوسف قال: حدّثنا إسماعيل عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يزال من أُمّتي قومٌ ظاهرين على النّاس حتى يأتيَهم أمرُ اللَّه وهم ظاهرون".

أخرجاه (4).

(1) المسند 4/ 246. ومن طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد أخرجه أبو داود 1/ 41 (161)، والترمذي 1/ 165 (98) وقال: حسن. وهو قول غير واحد من أهل العلم. وصحّحه شاكر والألباني.

(2)

المسند 4/ 251، وابن ماجه 1/ 183 (550)، وأبو داود 1/ 142 (165)، والترمذي 1/ 162 (97). قال أبو داود: وبلغني أنّه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء. قال الترمذي: وهذا قول غير واحدٍ من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم من الفقهاء. . . وهذا حديث معلول، لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد ابن مسلم. ثم ذكر قول أبي زرعة والبخاري أن الحديث أرسله كاتب المغيرة ولم يذكر فيه المغيرة. ونقل ابن حجر في التلخيص 1/ 247 وما بعدها كلامًا للعلماء حول الحديث، وأنّه مخالف لما روي من الصح على ظهور الخُفّين، وذكر علل الحديث. وضعّفه الألباني. ولكنّ شاكرًا مال إلى قبوله، وأنه وجه آخر لا يعارض ما قبله، وأنّ مسح باطن الخفّ زيادة غير واجبة.

(3)

ينظر الترمذي السابق، والتعليق السابق.

(4)

المسند 4/ 244. ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أخرجه البخاري 6/ 632 (3640) ومسلم 3/ 1523 (1921). ويعلى من رجال الشيخين.

ص: 171

(6404)

الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: حدّثنا سفيان عن عاصم الأحول عن بكر بن عبد اللَّه المُزني عن المغيرة بن شعبة قال:

أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكرتُ له امرأة أخْطُبُها، فقال:"اذهبْ فانظُر إليها، فإنّه أجدرُ أن يُؤدَم بينكما" قال: فأتيتُ امرأةً من الأنصار فخطبتُها إلى أبويها، وأخبرتُهما بقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكأنّهما كَرِها ذلك. قال: فسَمِعَتْ ذلك المرأةُ وهي في خِدرِها، فقالت: إن كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أمَرَكَ أن تنظُرَ فانظُر، وإلّا فإني أنشدُكَ. كأنّها عظَّمَتْ ذلك عليه. قال: فنظرتُ إليها فتزوَّجْتُها. قال: فذكر من موافقتها (1).

(6405)

الحديث الرابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا علي بن عاصم قال: حدّثنا مغيرةُ قال: أخبرنا عامر عن ورّاد كاتب المغيرة بن شعبة قال:

كتبَ معاويةُ إلى المغيرة بن شعبة: اكتُبْ إليّ بما سمعتَ من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فدعاني المُغيرةُ، قال: فكتبتُ إليه: إنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا انصرفَ من الصلاة قال: "لا إله إلّا اللَّه وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيء قدير. اللهمّ لا مانِعَ لما أعطيتَ، ولا مُعْطِيَ لما مَنَعْتَ، ولا يَنفَعُ ذا الجَدُّ منك الجَدُّ".

وسَمِعْتُه ينهى عن قيل وقال، وعن كَثرة السُّؤال، وإضاعة المال، وعن وأد البنات، وعقوق الأُمّهات، ومنع وهات.

أخرجاه (2).

(6406)

الحديث الخامس: حدّثنا البخاري قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا وُهَيب قال: حدّثنا هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة:

(1) المسند 4/ 244. ورجاله رجال الصحيح. وأخرج النسائي 6/ 69، والترمذي 3/ 397 (1087) أوله، دون قصته مع المرأة، قال الترمذي: حسن. ورواه بطوله ابن ماجه 1/ 600 (1866) من طريق عبد الرزّاق عن معمر عن ثابت البناني عن بكر بن عبد اللَّه المزني عن المغيرة. قال في الزوائد: إسناده صحيح، وقد روى الترمذي بعضه. وصحّحه الألباني.

(2)

المسند 4/ 254. وأخرجه مسلم من طريق عامر الشعبي وغيره عن ورّاد في قسمين 1/ 414، 415، 3/ 1341 (593) والبخاري مجزّءًا ومجموعًا من طريق مغيرة بن مقسم وغيره عن عامر - ينظر 2/ 325 (844) وفيه الأطراف، 5/ 68 (2408)، 11/ 306 (6473). وشيخ أحمد علي بن عاصم، متابع.

ص: 172

أن عمرَ استشارَهم في إملاص المرأة. فقال المغيرة: قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالغُرّة: عبد أو أمة. فشهد محمد بن مسلمة أنّه شهد النبيَّ صلى الله عليه وسلم قضى به.

أخرجاه (1).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو سعيد قال: حدّثنا زائدة قال: حدّثنا منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضلة عن المغيرة:

أن امرأة ضَرَبَتْها ضَرَّتُها بعمود فسطاط، فقتلتها وهي حُبلى، فأُتي بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقضى فيها رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم على عَصَبة القاتلة بالدِّية، وفي الجنين غرّة، فقال عصَبَتُها: أنَدِي من لا أكَلَ ولا شَرِبَ، ولا صاحَ ولا استهلّ، مثل ذلك بَطَل (2). فقال:"سَجْعٌ كسَجْعِ الأعراب".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(6407)

الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النّضر قال: حدّثنا شيبان عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال:

كَسَفَت الشمسُ على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومَ مات إبراهيمُ، فقال الناسُ: كَسَفَتْ لموت إبراهيم. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "إنّ الشمسَ والقمرَ آيتان من آيات اللَّه عز وجل، لا ينكَسِفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإذا رأيتُم ذلك فصلُّوا وادعوا اللَّه عز وجل".

أخرجاه (4).

* طريق آخر:

حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد قال: وجدتُ في كتاب أبي بخطّ يده: حدّثني عبد المتعال ابن عبد الوهاب قال: حدّثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: حدّثنا المجالد عن عامر قال:

(1) البخاري 12/ 247 (6905، 6906) وفي مسلم 3/ 1311 (1683) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن المسور ابن مخرمة قال: استشار عمر. . فقال المغيرة شهدتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم. . . فشهد له محمّد بن مسلمة.

(2)

ويروى "يُطلّ" أي يُهدر.

(3)

المسند 4/ 246. ومن طريق منصور أخرجه مسلم 3/ 1310، 1311 (1682) وسائر رجاله ثقات.

(4)

المسند 4/ 253، والبخاري 2/ 526 (1043). ومن طريق زياد في مسلم 2/ 630 (915).

ص: 173

كَسَفَتِ الشمسُ ضحوة حتى اشتدّت ظُلمتُها، فقام المُغيرة بن شعبة فصلّى بالناس، فقام قدرَ ما يقرأ سورةً من المثاني، ثم ركعَ مثلَ ذلك، ثم رفعَ رأسَه فقامَ مثلَ ذلك، ثم ركع الثانيةَ مثل ذلك. ثم إنّ الشمس تجلَّت، فسجد ثم قام بقدر ما يقرأ سورة، ثم ركع وسجد، ثم انصرف، فصَعِدَ المنبرَ فقال: إنّ الشمس كَسَفَتْ يوم تُوفّي إبراهيمُ ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"إنّ الشمسَ والقمر لا ينكسفان لموت أحد، إنما هما آيتان من آيات اللَّه عز وجل، فإذا انكسَفَ واحدٌ منهما فافزَعوا إلى الصلاة". ثم نزل.

فحدّث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان في الصلاة، فجعل ينفُخُ بين يدَيه، ثم إنه مَدَّ يدَه كأنه يتناولُ شيئًا، فلمّا انصرف قال:"إنّ النّار أُدْنِيَتْ منّي حتى نَفَخْتّ حرَّها عن وجهي، فرأيتُ فيها صاحبَ المِحْجَن، والذي بَحَّرَ البحيرة، وصاحبة حِمير صاحبةَ الهرّة"(1).

(6408)

الحديث السابع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد [عن سعيد] ابن عبيد قال: سمعتُ عليّ بن ربيعة قال:

شهدتُ المغيرة بن شعبة خرج يومًا فَرَقِيَ المِنبر، فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: ما بالُ هذا النَّوح في الإسلام؟ وكان مات رجلٌ من الأنصار فنِيحَ عليه. قال:

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ كَذِبًا عليَّ ليس ككَذِب على أحد، فمن كذب عليَّ مُتَعَمِّدًا، فليتبوَّأْ مقعده من النّار".

سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّه من يُنَحْ عليه يُعَذَّبْ بما نِيحَ عليه".

أخرجاه (2).

(6409)

الحديث الثامن: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر قال: حدّثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت ميمون بن أبي شبيب يحدّث عن المغيرة بن شعبة:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من روى عنّي حديثًا وهو يرى أنّه كذب فهو أحد الكاذبين".

(1) المسند 4/ 245 عبد المتعال بن عبد الوهاب من رجال التعجيل 264، لم يذكر فيه جرح ولا تعديل. ومجالد بن سعيد ضعيف. والحديث صحيح، رواه الشيخان - ينظر الجمع 2/ 379 (1615)، 4/ 69، 266 (3180، 3511) والطريق السابق.

(2)

المسند 4/ 252. ومن طريق سعيد بن عبيد في البخاري 3/ 160 (1291) والقسم الأول منه في مسلم عن سعيد 1/ 10 (4)، والثاني 3/ 643 (933) وعندهما المرفوع منه. وذكر مسلم في أول القسم الثاني: أوّل من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب، فقال المغيرة. . . وينظر الفتح 3/ 162.

ص: 174

انفرد بإخراجه مسلم (1).

(6410)

الحديث التاسع: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحق قال: وقد كنتُ حَفِظتُ من كثير من علمائنا بالمدينة أن محمد بن عمرو بن حزم كان يروي عن ابن المغيرة بن شعبة أحاديث منها، أنّه حدّثه أبوه:

سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من غَسَّلَ مَيْتًا فلْيَغْتَسِلْ"(2).

(6411)

الحديث العاشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: حدّثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن المغيرة بن شعبة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتى على سُباطة بني فلان، فبال قائمًا (3).

(6412)

الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا شريك عن عبد الملك بن عُمير عن حُصين عن المغيرة بن شعبة قال:

رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم آخِذًا بحُجزة سفيان بن أبي سهل وهو يقول: "يا سفيان بن أبي

(1) المسند 4/ 250. ومسلم - المقدّمة 1/ 9 عن شعبة، مع روايات كثيرة للحديث. وينظر الحديث السابق.

(2)

المسند 4/ 246. وجعله ابن كثير مما تفرّد به الإمام أحمد - الجامع 11/ 779 (9248) وتحدّث ابن حجر طويلًا في تلخيص الجبير 1/ 205 عن حديث لأبي هريرة بهذا اللفظ، ونقل عن الأئمة أنّه لا يصحّ في الباب شيء، وليس فيه حديث ثابت، وأن علماء الحديث لم يصحّحوا في الباب شيئًا مرفوعًا.

(3)

المسند 4/ 246 عن عاصم وحمّاد بن أبي سليمان عن أبي وائل. وحمّاد متابع عاصم، روى له مسلم وأصحاب السنن، وهو صدوق. وقد روى البخاري 1/ 328، 329 (224، 225)، ومسلم 1/ 228 (273) الحديث من طريق أبي وائل شقيق عن حذيفة. وأخرج ابن خزيمة الحديث 1/ 36 (63) من طريق عاصم وحمّاد عن شقيق عن المغيرة. وروى ابن ماجة الحديث عن أبي وائل عن حذيفة، وعن أبي وائل عن المغيرة 1/ 111 (305، 306). وروى الترمذي الحديث 1/ 19 (13) عن أبي وائل عن حذيفة: ثم قال: وروى حمّاد بن أبي سليمان وعاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن المغيرة بن شعبة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. وحديث أبي وائل عن حذيفة أصحّ. وقال ابن حجر في الفتح 1/ 329 في شرح حديث حذيفة: حديث أبي وائل عن حذيفة أصحّ، يعني من حديثه عن المغيرة، وهو كما قال، وإن جنحَ ابن خزيمة إلى تصحيح الروايتين، لكون حمّاد بن أبي سليمان وافق عاصمًا على قوله عن المغيرة، فجاز أن يكون أبو وائل سمعه منهما، فيصحّ القولان معًا، لكن من حيث الترجيح، رواية الأعمش ومنصور لاتّفاقهما أصحّ من رواية عاصم وحمّاد لكونهما في حفظهما مقال.

ص: 175

سهل، لا تُسْبِلْ إزارَك، فإنّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُسْبِلين" (1).

(6413)

الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مسلمة ابن نوفل عن رجل من ولد المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة قال:

نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن المُثلة (2).

(6414)

الحديث الثالث عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن المغيرة بن شعبة:

أنّه صَحِبَ قومًا من المُشركين فوجدَ منهم غَفلة، فقتلَهم وأخذَ أموالَهم، فجاءَ بها إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فأبى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يقبلَها (3).

(6415)

الحديث الرابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال:

ما سألَ أحدٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الدّجّال أكثرَ ممّا سألتُه عنه. فقال: أي بُنَيَّ، وما يُنْصِبُك منه؟ إنّه لا يَضُرُّكُ". قال: قلت: يا رسول اللَّه، إنّهم يزعمون أنّ معه جبالَ الخبز وأنهار الماء. فقال:"هو أهونُ على اللَّه من ذاك".

أخرجاه (4).

(1) المسند 4/ 246. ومن طريق شريك عن عبد الملك عن حصين بن قبيصة أخرجه ابن ماجه 2/ 1183 (3574)، وقال البوصيري: إسناده صحيح، ورجاله ثقات. ومن طريق شريك عن عبد الملك عن حصين ابن عقبة أخرجه ابن حبّان 12/ 259 (5442). وحسّنه محقّقه لغيره.

(2)

المسند 4/ 246. وفي المعجم الكبير 20/ 381 (894) من طريق مسلمة عن ابن بنت المغيرة عن المغيرة، مع قصة في أوله. ومسلمة من رجال التعجيل 402، وثّقه ابن معين. وقال الحاكم: صالح الحديث. وفيه مجهول، فإسناده ضعيف. قال الهيثمي 6/ 251 بعد أن ذكر رواية أحمد ورواية الطبراني: فإن كان ابن بنت المغيرة (الذي في رواية الطبراني) هو المغيرة بن عبد اللَّه اليشكري، فهو ثقة، وإن كان غيره فلم أعرفه!

(3)

المسند 4/ 246، والمعجم الكبير 20/ 441 (1076) ورجاله رجال الشيخين. وفي الحديث الطويل الذي رواه البخاري عن المسور بن مخرمة في عمرة الحديبية والصلح، جاء فيه: أن المغيرة صَحِبَ قومًا في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم "أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلستُ منه في شيء" ينظر الجمع 3/ 375 (2860)، ومسند المسور من هذا الكتاب (6218).

(4)

المسند 4/ 248، ومسلم 3/ 1693 (2152). ومن طريق إسماعيل أخرجه البخاري 13/ 89 (7122).

ص: 176

(6416)

الحديث الخامس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الواحد الحدّاد قال: حدّثنا سعيد بن عبيد اللَّه الثقفي عن زياد بن جُبير عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الراكبُ خلفَ الجِنازة. والماشي حيثُ شاء منها. [والطفلُ يُصَلّى عليه] ". (1)

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هاشم بن القاسم قال: حدّثنا المبارك قال: أخبرني زياد بن جُبير قال: أخبرني أبي عن المغيرة بن شعبة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:

"الراكبُ خلف الجنازة. والماشي أمامها قريبًا عن يمينها أو عن يسارها. والسِّقْط يُصَلَّى عليه ويُدعَى لوالديه بالمغفرة والرحمة".

قال الترمذي: هذا حديث صحيح (2).

(6417)

الحديث السادس عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد قال: حدّثنا أبو عوانة عن عبد الملك عن ورّاد كاتب المغيرة عن المغيرة بن شعبة قال:

قال سعد بن عبادة: لو رأيتُ رجلًا مع امرأتي لضَربْتُه بالسَّيف غير مُصْفح. فبلغ ذلك رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"أتعجَبون عن غَيرة سعد، فواللَّه لأنا أغيرُ منه، واللَّه أغيرُ مني، ومِن أجل غَيرةِ اللَّه عز وجل حرّمَ الفواحشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ، ولا شخصَ أغيرُ من اللَّه عز وجل. ولا شخصَ أحبُّ إليه العُذْرُ من اللَّه عز وجل، من أجل ذلك بعث اللَّه عز وجل المرسلين مُبَشِّرين ومُنْذِرين. ولا شخصَ أحبُّ إليه مِدحةً من اللَّه عز وجل، من أجل ذلك وعدَ اللَّهُ عز وجل الجنّة".

(1) المسند 4/ 247، ورجاله رجال الصحيح.

(2)

المسند 4/ 248، وفيه المبارك بن فضالة، فيه كلام، لكنه متابع في الطريق السابق. وأخرج الحديث من طريق سعيد بن عبيد اللَّه النسائي 4/ 56، والترمذي 3/ 349 (1031)، وصحّحه الحاكم 1/ 355 على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأخرج أبو داود 3/ 205 (3180) من طريق يونس عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة بن شعبة وأحسب أن أهل زياد أخبروني أنّه رفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، كالطريق الثاني هنا. وصحّحه الألباني.

ص: 177

أخرجاه (1).

(6418)

الحديث السابع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الشّعبي عن المغيرة بن شعبة:

أنّه قام في الرّكعتين الأوليين، فسبَّحوا به، فلم يجلس، فلمّا قضى صلاته سجد سجدتين بعد التسليم، ثم قال: هكذا فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2).

(6419)

الحديث الثامن عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا سليمان ابن المغيرة عن حُميد بن هلال عن أبي بردة عن المغيرة بن شعبة قال:

أكلتُ ثُومًا ثم أتيتُ مُصلّى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فوجدتُه قد سبَقَني بركعة، فلما صلّى قُمتُ أقضي فوجد ريحَ الثُّوم، فقال:"من أكلَ من هذه البقلة فلا يَقْرَبَنَّ مسجدَنا، حتى يذهب ريحُها" فلما قضيتُ أتيتُه فقلتُ: يا رسول اللَّه، إنّ لي عُذرًا، ناولني يدَك. قال: فوجدْتُه -واللَّه- سَهلًا، فناوَلني يدَه، فأدخَلْتُها في كُمّي إلى صدري، فوجده معصوبًا فقال:"إنّ لك عُذرًا"(3).

(1) المسند 4/ 248. ومن طريق أبي عوانة أخرجه البخاري 13/ 399 (7416)، ومسلم 2/ 1136 (1499). وهشام بن عبد الملك من رجال الشيخين.

(2)

المسند 4/ 248. ورواه 4/ 247 عن يزيد بن هارون عن المسعودي عن زياد بن علاقة به. وفي الأول ابن أبي ليلى سيّء الحفظ، وفي الثاني المسعودي اختلط، ولكنّهما يقوّي أحدهما الآخر. وقد روى أبو داود الحديث من الطريقين 1/ 272 (1037) قال: وفعل سعد بن أبي وقّاص مثل ما فعل المغيرة، وعمران بن حصين والضحّاك بن قيس ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عبّاس أفتى بذلك، وعمر بن عبد العزيز. قال أبو داود: هذا فيمن قام من ثنيتن، ثم سجدوا بعد ما سلّموا.

وروى الحديث الترمذي 2/ 198 (364) من طريق ابن أبي ليلى عن الشعبي، وذكر أحاديث الباب، وأن حديث المغيرة روي من غير وجه، وأن بعض أهل العلم تكلَّموا في ابن أبي ليلى من قبل حفظه، وأن الإمام البخاري لا يروي عنه شيئًا. ثم قال: والعمل على هذا عند أهل العلم: أن الرجل إذا قام في الركعتين مضى في صلاته وسجد سجدتين، منهم من رأى قبل التسليم، ومنهم من رأى بعده. ومن رأى قل التسليم فحديثه أصحّ. ثم روى الحديث 2/ 201 (365) من طريق يزيد عن المسعودي عن زياد. قال: حديث حسن صحيح.

وذكر ابن حجر في التلخيص أحاديث سجود السهو، ثم نقل 2/ 481: إنه مخيّر، إن شاء قدّم، وإن شاء أخّر، لثبوت الأمرين عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.

(3)

المسند 4/ 252. وبهذا الإسناد صحّحه ابن خزيمة 3/ 86 (1672)، وابن حبّان 5/ 449 (2095). وأخرجه أبو داود من طريق حميد بن هلال 3/ 361 (3826). وصحّحه شعيب والألباني.

ص: 178

(6420)

الحديث التاسع عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل قال: أخبرنا ليث عن مجاهد عن العَقّار بن المغيرة بن شُعبة عن أبيه:

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "من اكتوى واسترقى فقد برىءَ من التوكّل"(1).

ليث ضعيف جدًّا.

(6421)

الحديث العشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسحق بن يوسف الأزرق عن شَريك عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال:

كُنّا نصلّي مع نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة، فقال لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أبرِدوا بالصلاة، فإنّ شدّة الحرّ من فَيح جهنّم"(2).

(6422)

الحديث الحادي والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد اللَّه بن إدريس قال: سمعت أبي يذكره عن سِماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال:

بعثَني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى نجران، فقالوا: أرأيتَ ما تقرءون {يَاأُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28]. وموسى قبل عيسى بكذا وكذا. قال: فرجَعْتُ فذكرتُ ذلك لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"ألا أخْبَرْتَهُم أنّهم كانوا يُسَمُّون بالأنبياء والصالحين قبلهم".

انفرد بإخراجه مسلم (3).

(6423)

الحديث الثاني والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا سفيان عن زياد علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة قال:

(1) المسند 4/ 249. وفيه ليث بن أبي سليم، ضعيف كما حكم عليه المؤلّف. ولكنه روي بأسانيد كثيرة: ففي المسند 4/ 251، 253 بطرق صحيحة إلى مجاهد عن عقّار. وعقّار ثقة - التقريب 1/ 404. وبإسناد فيه الليث أخرجه ابن ماجة 2/ 1154 (3489)، ومن غير طريقه أخرجه الترمذي 4/ 114 (2055)، وقال: حسن صحيح، وصحّحه ابن حبّان 13/ 452 (6087)، وشعيب والألباني.

(2)

المسند 4/ 250. وفيه شريك النخعي، وأخرجه ابن ماجة 1/ 222 (680) وحكم البوصيري على إسناده بالصحّة، ووثّق ورجاله. وصحّحه ابن حبّان 4/ 372 (1505)، قال المحقّق: حديث صحيح، شريك سيء الحفظ، وحديثه قويّ في الشواهد، وهذا منها. وصحّحه الألباني. وشواهده في الصحيحين.

(3)

المسند 4/ 252، ومسلم 3/ 1685 (2135).

ص: 179

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تَسُبُّوا الأموات فتؤذوا الأحياء"(1).

(6424)

الحديث الثالث والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا مِسْعَر عن أبي صخرة جامع بن شدّاد عن مُغيرة بن عبد اللَّه عن المغمِرة بن شعبة قال:

ضِفْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فأمر بجَنْبٍ فشُوي. قال: فأخذ الشَّفرة فجعل يَحُزُّ لي بها منه، فجاءه بلال يُؤذنُه بالصلاة، فألقى الشَّفرة وقال:"ما له، تَرِبَت يداه".

قال مغيرة: وكان شاربي وفَى، فقصّه لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على سِواك. أو قال:"أقُصُّه لك على سِواك"(2).

(6425)

الحديث الرابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو الوليد وعفّان قالا: حدّثنا عبيد اللَّه بن إياد قال: حدّثنا إياد عن سُويد بن سرحان عن المغيرة بن شعبة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أكل طعامًا، ثم أُقيمت الصلاة، فقام وقد كان توضّأ قبل ذلك، فأتَيْتُه بماء ليتوضّأ منه، فانتهَرَني وقال:"وراءَك". فساءني واللَّه ذلك، ثم صلّى، فشكوتُ ذلك إلى عمر، فقال: يا نبيّ اللَّه، إنّ المغيرةَ قد شقّ عليه انتهارُك إياه، وخشي أن يكونَ في نفسك عليه شيءٌ. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ليس في نفسي شيء إلا خيرًا، ولكن أتاني بماء لأتوضّأَ، وإنما أكلْتُ طعامًا، ولو فَعَلْتُ فَعَلَ ذلك النّاس بعدي"(3).

(6426)

الحديث الخامس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا وكيع قال: حدّثنا طُعمة بن عمرو الجَعفري عن عمر بن بيان التغلبيّ عن عُروة بن المغيرة الثقفي عن أبيه قال:

(1) المسند 4/ 252. ورجاله رجال الشيخين. وبه صحَحه ابن حبّان 7/ 292 (3022) وصحّح المحقّق إسناده. وأخرجه الترمذي 4/ 310 (1982) عن أبي داود الحَفَري عن سفيان عن زياد. ثم قال: وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث: فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم عن سفيان عن زياد بن علاقة قال: سمعت رجلا يحدّث عن المغيرة بن سفيان عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، نحوه. وصحّحه الألباني.

(2)

المسند 4/ 252، ورجاله ثقات. وأخرجه أبو داود 1/ 48 (188)، والطبراني في الكبير 20/ 435 (1059)، وصحّحه الألباني.

(3)

المسند 4/ 253. ورجاله رجال الصحيح، عدا سويد، من رجال التعجيل، وثّقه ابن حبّان - التعجيل 172 - . ومن طريق أبي الوليد الطيالسي عن عبد اللَّه بن إياد، أخرجه الطبراني في الكبير 20/ 419 (1008). وعزاه لهما الهيثمي في المجمع 1/ 256. وقال: رجاله ثقات. (وفي مطبوع الطبراني: عن عبيد اللَّه بن إياد عن لقيط عن سويد).

ص: 180

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من باعَ الخمر فلْيُشَقِّصِ الخنازير" يعني يَقْصِبُها (1).

والمعنى يقطِّعها أعضاء للبيع (2).

(6427)

الحديث السادس والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حجّاج قال: سمعتُ سفيان عن جابر عن المغيرة بن شُبَيل (3) عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال:

قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدُكم فلم يَسْتَتِمَّ قائمًا فليجلس، فإذا استَتَمّ قائمًا فلا يجلس، ويسجدُ سجدتي السهو"(4).

(6428)

الحديث السابع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا مكّي بن إبراهيم قال: حدّثنا هاشم يعني ابن هاشم عن عمر بن إبراهيم بن محمد عن محمد بن كعب القُرظي عن المغيرة بن شعبة أنّه قال:

قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مقامًا، فأخبرَنا بما يكونُ في أُمّته إلى يوم القيامة، وعاه من وعاه، ونَسِيَه من نَسِيَه (5).

(1) المسند 4/ 253. وعروة من رجال الشيخين. أما طعمة فصدوق، وعمر بن بيان مقبول - التقريب 1/ 399، 262، 425. وأخرج الحديث أبو داود 3/ 280 (3489)، والطبراني في الكبير 20/ 379 (884)، والأوسط 9/ 242 (8527)، قال في الأوسط: لا يروى هذا الحديث عن المغيرة إلا بهذا الإسناد، تفرّد به طعمة بن عمرو (ورد خطأ في الموضعين في الأوسط: طلحة بن عمرو). قال محقّق المعجم الكبير: عمر بن بيان، مقبول، أي عند المتابعة، ولا متابع له، فالحديث ضعيف، وضعّفه الألباني.

(2)

أي: من استحلّ الخمر، فليستحلّ أكلَ لحم الخنزير فليقصبه ويقطعه لأكله.

(3)

يقال: المغيرة بن شبل، وابن شبيل.

(4)

المسند 4/ 253. وفيه جابر الجعفي ضعيف، وسائر رجال ثقات. وقد أخرج الحديث من طريق سفيان الثوري عن جابر ابنُ ماجة 1/ 381 (1208)، وأبو داود 1/ 272 (1036) قال أبو داود: وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلّا هذا الحديث. وقد صحّح الألباني الحديث. وسبق مثله في هذا المسند (السابع عشر) وفصّلنا الكلام فيه، وكان يمكن للمؤلّف أن يجعل هذا الحديث طريقًا آخر للسابق.

(5)

المسند 4/ 254، والمعجم الكبير 20/ 441 (1077). ونقل المحقّق عن الحافظ ابن حجر في أماليه أنّه قال: حسن غريب. ورجاله رجال الشيخين غير عمر بن إبراهيم، ذكره في التعجيل 295، وقال: ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال العقيلي: لا يتابع في حديثه الذي أخرجه أحمد. قال: وأما المتن فقد روى بأسانيد جياد.

والحديث رواه البخاري عن عمر - الجمع 1/ 137 (71)، ورواه الشيخان عن حذيفة الجمع 1/ 278 (388).

ص: 181

(6429)

الحديث الثامن والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو المغيرة قال: حدّثنا مُعان بن رفاعة قال: حدّثنا علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أُمامة الباهلي عن المغيرة بن شعبة قال:

دعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بماء، فأتيت خِباءً، فإذا فيه امرأة أعرابية، فقلت: إنّ هذا رسولُ اللَّه، وهو يريد ماءً يتوضّأ، فهل عندك من ماء؟ فقالت: بأبي وأمّي رسول اللَّه، فواللَّه ما تُظِلُّ السماءُ ولا تقلُّ الأرضُ رُوحًا أحبَّ إليّ من روحه ولا أعزَّ، ولكن هذه القرية مَسْكُ مَيْتة، ولا أحِبُّ أن أُنَجِّسَ به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فرجعتُ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه، فقال:"ارجع إليها، فإن كانت دَبَغْتُها فهي طهورها". فرجَعْتُ إليها فذكرْتُ ذلك لها، فقالت: إي واللَّه، لقد دَبَغْتها، فأتَيتُه بماء منها وعليه يومئذ جُبَّة شامية، وعليه خُفّان وخِمار، فأدخل يَدَيه من تحت الجُبّة من ضِيق كُمَّيها، فتوضّأ ومسحَ على الخِمار والخُفّين (1).

(6430)

الحديث التاسع والعشرون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن ربيعة قال: حدّثنا يونس بن الحارث الطائفي عن أبي عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال:

كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يصلّي، أو يستحبُّ أن يُصلّيَ على فَروة مدبوغة (2).

(6431)

الحديث الثلاثون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرحمن قال: حدّثنا سفيان عن زياد بن علاقة: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:

(1) المسند 4/ 254. وجعله ابن كثير ممّا تفرّد بن الإمام أحمد - الجامع 11/ 795 (9278).

وفي التهذيب 5/ 311 - ترجمة علي بن يزيد، وهو ضعيف، عن ابن معين: عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، ضعاف كلّها. ولا عبرة بقول الهيثمي في المجمع 1/ 222: وفيه علي بن يزيد والقاسم، وفيهما كلام، وقد وُثّقا.

وقصّة الجبّة الشامية، والمسح مرّت، في الحديث الأول من هذا المسند. وقول النبيّ صلى الله عليه وسلم في مسك جلد الميته:"دباغه طهوره" يشهد له ما رواه مسلم عن ابن عباس وميمونة - الجمع 2/ 131 (1430)، 4/ 255 (3493).

(2)

المسند 4/ 254. ومن طريق يونس أخرجه أبو داود 1/ 177 (659). ويونس بن الحارث، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجة، وهو ضعيف - التقريب 2/ 686. أما أبو أبي عون، عبيد اللَّه بن سعيد الثقفي فروى لد أبو داود، وقال في التقريب 1/ 376: مجهول. وأشار ابن حبّان إلى أن حديثه عن المغيرة منقطع. فالحديث ضعيف. ومع ذلك صحّحه ابن خزيمة 2/ 103 (1006) من طريق يونس، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بذكر الفروة، وإنّما خرّجه مسلم من حديث أبي سعيد في الصلاة على الحصير. وأغرب الذهبي فقال: على شرط مسلم 1/ 259.! !

ص: 182

كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصلّي حتى تَرِمَ قدماه، فقيل له: أليس قد غفرَ اللَّه لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ فقال: "أفلا أكونُ عبدًا شكورًا".

أخرجاه (1).

(6432)

الحديث الحادي والثلاثون: حدّثنا مسلم قال: حدّثنا ابن أبي عمر قال: حدّثنا سفيان قال: حدّثنا مُطَرِّف بن طريف وعبد الملك بن سعيد سمعا الشَّعبي يُخبر عن المُغيرة بن شعبة قال: سمعته على المنبر:

يرفعُه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "سأل موسى ربَّه عز وجل: ما أدنى أهل الجنّة منزلةً؟ قال: هو رجلٌ يجيء بعدما أُدخِلَ أهلُ الجنّة الجنّةَ، فيقال له: ادخُلِ الجنَّةَ، فيقول: أي ربِّ، كيف وقد نزلَ الناسُ منازلَهم وأخذوا أخَذاتِهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مِثلُ مُلكِ مَلكٍ من مُلوك الدُّنيا؟ فيقول: رَضِيتُ، ربّ. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رَضِيتُ ربِّ، فيقول: هذا لك وعشرةُ أمثاله، ولك ما اشتَهَتْ نَفسُك ولذَّت عينُك، فيقول: رَضِيتُ ربِّ.

قال: ربّ، فأعلاهم منزلةً؟ فقال: أولئك الذين أرَدْتُ غَرَسْتُ كرامَتَهم بيدي، وخَتَمْتُ عليها، فلم تَرَ عينٌ، ولم تَسمَعْ أُذُنٌ، ولم يخطُرْ على قلب بشر. قال: ومِصداقُه من كتاب اللَّه عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ. . .} الآية [السجدة: 17].

انفرد بإخراجه مسلم (2).

* * * *

(1) المسند 4/ 255. ورجاله رجال الشيخين، ومن طرق في البخاري 3/ 14 (1130)، 8/ 84 (4836) ومسلم 4/ 2171 (2819)

(2)

مسلم 1/ 176 (189).

ص: 183