الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(493) مسند مالك بن صَعْصَعة
(1)
(6149)
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا هَمّام بن يحيى قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدّثه:
أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حدَّثَهم عن ليلة أُسري به قال: "بينما أنا في الحطيم -وربما قال قتادة: في الحجر- مُضْطَجعَ، إذ أتاني آتٍ، فجعل يقول لصاحبه: الأوسط من الثلاثة. قال: فأتاني فقدَّ -قال: وسمعتُ قتادة يقول: فشقَّ- ما بين هذه إلى هذه" قال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني؟ قال: من ثُغرة نحره إلى شِعرته. وقد سمعْتُه يقول: من قَصِّه إلى شِعرته. قال: "فاستخرجَ قلبي. قال: فأُتِيتُ بطَسْت من ذهبٍ مملوءةٍ إيمانًا وحِكمة، فغسلَ قلبي ثم حُشِيَ ثم أُعيدَ، ثم أُتِيتُ بدابَةٍ دونَ البغل وفوق الحمار، أبيضَ"، قال: فقال الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ قال: نعم يقع خَطْوَه عند أقصى طرفه.
قال: "فحُمِلْتُ عليه، فانطلق بي جبريل عليه السلام حتى أتى بي السماء الدُّنيا، فاسْتَفْتَح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. فقيل: مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خَلَصْتُ فإذا فيها آدمُ عليه السلام، قال: هذا أبوك آدم فسلِّم عليه، فسلَّمْتُ عليه فردَّ السلام، ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبيِّ الصالح.
ثم صَعِدَ حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قال: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. قال: ففُتح، فلما خَلَصْتُ فإذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى
(1) الآحاد 4/ 114، ومعرفة الصحابة 5/ 2452، والاستيعاب 3/ 354، والتهذيب 7/ 20، والإصابة 3/ 326. ومسنده في الجمع مع المقدّمين (71)، وليس له إلا هذا الحديث عند الشيخين. وفي التلقيح 372 أنّه أُخرج له خمسة أحاديث.
وعيسى، فسلِّم عليهما. قال: فسلَّمت فردّا السلام وقالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صَعِد حتى أتى السماء الثالثة، فاستفتحَ، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل؟ قال: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوَقد أُرسل. إليه؟ قال: نعم. قال: مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خَلَصت فإذا يوسف عليه السلام. قال: هذا يوسف فسلِّم عليه. قال: فسلّمْتُ عليه فردّ السلام، وقال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبيّ الصالح.
ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خَلَصْتُ فإذا إدريس عليه السلام، قال: هذا إدريس فسلِّم عليه، فسلّمْتُ عليه فردّ السلام، ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبيّ الصالح.
قال: ثم صَعِدَ حتى أتى السماء الخامسه فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. فلما خَلَصْتُ فإذا هارون عليه السلام، قال: هذا هارون فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردّ السلام، ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبيّ الصالح.
قال: ثم صَعِد بي حتى أتى السماء السادسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال. محمد. قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، ونعم المجيء جاء، ففتح، فلما خَلَصْتُ فإذا أنا بموسى عليه السلام، قال: هذا موسى فسلِّم عليه، فسلَّمْتُ عليه، فردّ السلام ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبيِّ الصالح. فلما تجاوزتُ بكى، قيل له: ما يُبكيك؟ قال: أبكي لأن غلامًا بُعِثَ بعدي يدخلُ الجنّةَ من أُمّته أكثرُ ممّا يدخلها من أُمتي.
قال: ثم صَعِد حتى أتى السماء السابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل. أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خَلَصْتُ فإذا إبراهيم عليه السلام، فقال: هذا إبراهيم فسلِّم عليه، قال: فسلّمْتُ عليه فردّ السلام ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبىّ الصالح.
قال: "ثم رُفِعت إليّ سدرة المنتهى، فإذا نَبِقُها مثلُ تلال هَجَر، وإذا وَرَقها مثلُ آذان الفِيَلة. فقال: هذه سدرة المُنتهى. وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنّة، وأما الظاهران فالنيل والفرات. قال: ثم رُفع لي البيت المعمور".
قال قتادة: وحدّثنا الحسن عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّه رأى البيت المعمور، يدخلُه كلَّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه.
ثم رجع إلى حديث أنس قال: "تم أُتيتُ بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عَسَل. قال: فأخذتُ اللبن. قال: هذه الفطرة أنت عليها وأمَّتُك".
قال: "ثم فُرِضَتْ على الصلاة خمسين صلاة كلَ يوم. قال: فرجَعْتُ فمررتُ على موسى فقال: بِمَ أُمِرْتَ؟ قلتُ: أُمِرْتُ بخمسين صلاةً، كلّ يوم. قال: إنّ أمّتَك لا تستطيع لخمسين صلاة، وإنّي قد خَبَرْتُ النّاسَ قبلَك، وعالَجْتُ بني إسرائيل أشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك عز وجل فاسأله التخفيفَ لأمّتك. قال: فرجعت فوضع عني عشرًا. قال: فرجعت إلى موسى فقال: بمَ أُمِرْتَ؟ قلت: بأربعين صلاة كلّ يوم. قال: إنّ أُمّتك لا تستطيع أربعين صلاة كلّ يوم، وإني قد خَبَرْتُ النّاس قبلك، وعالجتُ بني إسرائيل أشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف لأمّتك. قال: فرجعْتُ فوضع عني عشرًا أخر، فرجعتُ إلى موسى فقال: بم أمِرْتَ؟ فقلتُ: أمِرتُ بثلاثين صلاة كلَّ يوم. قال: إنّ أُمّتك لا تستطيع لثلاثين صلاة كلّ يوم، وإني قد خَبَرْتُ النّاس قبلَك، وعالجتُ بني إسرائيل أشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك فاسأل التخفيف لأُمّتك، قال: فرجعت، فوضع عنّي عشرًا أُخر، فرجعتُ إلى موسى فقال: بم أُمِرْتَ؟ قلت: بعشرين صلاة كل يوم. فقال: إنّ أمّتك لا تستطيع لعشرين صلاة كلَّ يوم، وإني قد خَبَرْتُ النّاس قبلك، وعالجتُ بني إسرائيل أشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف. قال: فرجعتُ فوضع عني عشرًا، فرجعْتُ إلى موسى فقال: بم أُمِرْتَ؟ قلت: أُمِرْتُ بعشر صلوات كلّ يوم. فقال: إنّ أمّتك لا تستطيع لعشر صلوات كلّ يوم، وإني قد خَبَرْتُ النّاس قبلَك، وعالجْتُ بني إسرائيل أشدَّ المعالجة، فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف لأُمّتك. قال: فرجعتُ فأُمِرْتُ بخمس صلوات كلّ يوم. قال: إنّ أُمّتك لا تستطيع لخمس صلوات كلّ يوم، وإنّي قد خَبَرْتُ النّاس
قبلَك، وعالَجْتُ بني إسرائيل أشدّ المعالجة، فارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف لأُمّتك. قال: قلت: قد سألت ربّي حتى اسْتَحْيَيْتُ، ولكنّي أرضى وأُسَلِّمُ. فنَفَذْتُ، فناداني منادٍ: قد أمضَيتُ فريضتي، وخفَفْتُ عن عبادي".
أخرجاه (1).
* * * *
(1) المسند 4/ 208. ومن طريق همّام أخرجه البخاري 6/ 302 (3207)، 7/ 201 (3887). وينظر في الموضع الثاني شرح ابن حجر للحديث. ومن طريق قتادة أخرجه مسلم 1/ 149 (164). وعفّان شيخ أحمد ثقة، من رجال الشيخين.