الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(585)
مسند واثلة بن الأسْقَع
(1)
(6596)
الحديث الأول: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا أبو المغيرة قال: سمعتُ الأوزاعيَّ
قال: حَدَّثَنِي ربيعة بن يزيد قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول:
خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أتزعُمُون أنّي من آخركم وفاة؟ ألا وإنّي من أوّلكم
وفاة، وتَتْبَعوني أفنادًا، يُهلِكُ بعضُكم بعضا" (2).
أفنادًا: مختلفين.
(6597)
الحديث الثاني: حَدَّثَنَا الترمذي قال: حَدَّثَنَا عمر بن إسماعيل بن
مُجالد قال: حَدَّثَنَا حفص بن غياث عن بُرد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تظْهِرِ الشماتةَ لأخيك فيرحمَه اللهُ ويبتليك"(3).
(6598)
الحديث الثالث: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا يزيد بن عبد ربّه وإبراهيم بن أبي
العبّاس قالا: حَدَّثَنَا محمد بن حرب الخَولاني قال: حدّثني عمر بن رؤبة قال: سمعتُ
عبد الواحد بن عبد الله النَّصري يقول: سمعت واثلة بن الأسقع يذكر:
(1) الآحاد 2/ 175، ومعرفة الصحابة 5/ 2725، والاستيعاب 3/ 603، والتهذيب 7/ 446، والإصابة 3/ 589.
وله حديثان في الجمع مع المقلِّين (115)، أحدهما للبخاري، والآخر لمسلم.
(2)
المسند 4/ 106، ورجاله رجال الشيخين. ومن طريق إلَّا وزاعىِ أخرجه أبويعلى 13/ 473 (7488)،
والطبراني 22/ 69 (167) وعزاه لهم الهيثمي في المجمع 7/ 309 وقال: رجاله رجال الصحيح. وصحَّحه
ابن حبّان 15/ 211 (6646) والمحقِّقون.
(3)
الترمذي 4/ 571 (2506) قال: هذا حديث حسن غريب. وذكر أن مكحولًا سمع من واثلة. ومن طريق
حفص بن غياث أخرجه الطبراني في الأوسط 4/ 445 (3751). وقال: لَمْ يرو هذا الحديث عن مكحول
إلَّا برد، ولا عن بُرد إلَّا حفص، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد. وينظر الترغيب 3/ 276
(3634)
وحسّنه محقّقوه. وضعَّفه الألباني.
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المرأةُ تحوزُ ثلاثة مواريث: عتيقها، ولقيطها، والولد الذي
لاعَنَتْ عليه" (1).
(6599)
الحديث الرابع: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا سليمان بن داود الطيالسي قال:
أخبرنا عمران القطّان عن قتادة عن أبي المَليح الهُذلي عن واثلة بن الأسقع
أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "أُعْطِيتُ مكانَ التوراة السبعَ، وأُعطيتُ مكان الزَّبور المِئين،
وأُعطيتُ مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلْتُ بالمفصّل" (2).
(6600)
الحديث الخامس: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا أبو سعيد مولى بني هاشم
قال: حَدَّثَنَا عمران أبو العوّام عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُنزِلت صحفُ إبراهيم في أَوَّل ليلة من رمضان، وأنزِلت التوراة
لَسِتٍّ مَضَيْنَ من رمضان، والإنجيل لثلاثة عشرة خَلَتْ من رمضان، وأُنزل القرآنُ (3) لأربع
وعشرين خَلَت من رمضان" (4).
(6601)
الحديث السادس: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا محمد بن مُصعب قال: حَدَّثَنَا
الأوزاعي عن شدّاد أبي عمار عن واثلة بن الأسقع:
(1) المسند 25/ 385 (16004) من طريق إبراهيم، 4/ 107 من طريق يزيد. ومن طريق محمد بن حرب أخرجه
أبو داود 3/ 125 (2906)، وابن ماجة 2/ 916 (2742)، والترمذي 4/ 273 (2115) وقال: حسن غريب،
لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه من حديث محمد بن حرب وضعَّف محقّقو المسند إسناده من أجل عمرو بن
رؤبة، وضعَّفه الألباني.
(2)
المسند 4/ 107، ومسند الطيالسي 136 (1012)، وشرح المشكلّ 3/ 409 (1379). ومن طريق عمران
وغيره أخرجه الطبراني 22/ 75 (186). قال الهيثمي 7/ 49: رواه أحمد، وفيه عمران القطّان، وثّقه ابن
حبّان وغيره، وضعَّفه النسائي وغيره، وبقيّة رجاله ثقات. وحسّن الشيخ شعيب إسناده.
(3)
في المسند "الفرقان" وهما روايتان.
(4)
في المسند 4/ 107 ومن طريق عمران القطّان - أخرجه الطبراني في الكبير 22/ 75 (186)، وفي الأوسط
4/ 445 (3752) قال في الأوسط: لَمْ يرو هذا الحديث عن قتادة إلَّا عمران القطّان، ولا يروى عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلَّا بهذا الإسناد. وعمران مختلف فيه - كما في الحديث قبله - التهذيب 5/ 483. ولذا قال
الهيثمي في المجمع 1/ 202: فيه عمران بن داور القطّان، ضعَّفه يحيي، ووثّقه ابن حبَّان، وقال أحمد:
أرجوان يكون صالح الحديث، وبقيّة رجاله ثقات.
أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيلَ، واصطفى من بني
إسماعيل بني كِنانة واصطفى من بني كِنانَة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم،
واصطفاني من بني هاشم."
انفرد بإخراجه مسلم (1).
(6602)
الحديث السابع: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا محمد بن مصعب قال: حَدَّثَنَا
الأوزاعي عن شداد أبي عمار قال:
دخلتُ على واثلة بن الأسقع وعنده قوم، فذكروا عليًّا، فلما قاموا قال لي: ألا أُخْبُرِكَ
بما رأيتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلتُ: بلى قال: أتيتُ فاطمة أسألُها عن عليّ، فقالت:
توجّه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجَلَسْتُ أنتظرُه حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عليّ وحسن
وحسين، آخِذٌ كلَّ واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى عليًّا وفاطمةَ فأجلسَهما بين يدَيه،
وأجلسَ حسنًا وحسينًا كلُّ واحدٍ منهما على فخذه، ثم لفّ عليهم ثوبه - أو قال: كساءً، ثم
تلا هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
[الأحزاب: 33]. وقال: "اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي، وأهلُ بيتي أحقُّ"(2).
(6603)
الحديث الثامن: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا زياد بن الربيع قال: حَدَّثَنَا عبّاد
ابن كثير الشامي عن امرأةٍ منهم يُقال لها فُسَيلة أنَّها قالت: سمعتُ أبي يقول:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن من العصبية أن يُحِبُّ الرجلُ قومَه؟
(1) المسند 4/ 107. ومن طريق الأوزاعي أخرجه مسلم 4/ 1782 (2276)، وليس فيه "إن الله اصطفى من
ولد إبراهيم إسماعيل". وبتمامه من طريق محمّد بن مصعب أخرج الترمذي 5/ 544 (3605)
وقال: حسن صحيح. وصحَّحه الألباني دون الجملة الزائدة. وينظر القول في محمد بن مصعب في
الحديث التالي.
(2)
المسند 4/ 107. قال الهيثمي في المجمع 9/ 170 بعد أن نقل الحديث: فيه محمد بن مصعب، وهو
ضعيف الحديث سيء الحفظ، رجل صالح في نفسه. ولكنَ محمدًا متابع، فقد روي الحديث من طرق
عن الأوزاعي، باختلاف ونقص وزيادة: أبو يعلى 13/ 470 (7486)، والمعجم الكبير 22/ 66 (160)،
وشرح المشكل 2/ 245 (773)، وابن حبّان 15/ 432 (6976)، وصحّحه الحاكم 2/ 614 على شرط
مسلم، وفي 3/ 147 على شرط الشيخين، وتعقّبه الذهبي في الثاني، قال: مسلم. أي على شرطه دون
البخاري. لأنَّ أبا عمّار من رجاله. وصحّح المحقِّقون الحديث.
قال: "لا، ولكن من العصبيّة أن ينصرَ الرجلُ قومه على الظّلم"(1).
قال عبد الله بن أحمد: سمعت من يذكر من أهل العلم أن أباها - يعني فُسيلة - واثلة
ابن الأسقع، ورأيت أبي جعل هذا الحديث في آخر حديث واثلة (2).
(6604)
الحديث التاسع: حَدَّثَنَا عبد الله قال: حَدَّثَنَا الهيثم بن خارجة قال: أخبرنا
أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخُشَني عن بشر بن حَيّان قال:
جاء واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدَنا، فوقَفَ علينا فسلّم ثم قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن بنى للهِ مسجدًا يُصلَّى فيه بنى اللهُ له في الجَنَّة أفضلَ منه"(3).
(6605)
الحديث العاشر حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا عتاب بن زياد قال: حَدَّثَنِي
عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: حدّثني يزيد - يعني ابن أبي حبيب - أن
ربيعة بن يزيد الدمشقي أخبره عن واثلة بن الأسقع قال:
كنت مع أهل الصُّفّة، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقرص فكسره في الصّحْفةِ ووضع فيها ماء
سُخنًا، ثم صنعَ فيها وَدَكًا، ثم سَفْسَفَها، ثم لبَّقَها، ثم صَعْنَبَها، ثم قال: "اذهب فأتِني
بعشرة وأنت عاشرهم" فجئتُ بهم، فقال: "كلوا، وكُلوا من أسفلها، ولا تأكُلوا من أعلاها،
فإنّ البركةَ تنزل من أعلاها". فأكلوا منها حتى شَبِعوا (4).
(1) المسند 7/ 104. وأخرجه البخاري في المفرد 1/ 204 (396) من طريق زياد، قال: عن امرأة يمَال لها فسيلة
عن أبيها. وابن ماجة 2/ 1302 (3949) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن زياد .. عن امرأة منهم يقال
لها فسيلة. والحديث أخرجه الطبراني في الكبير 22/ 97 (235) في أحاديث واثلة، وسمّى ابنته خصلة.
وأخرجه 22/ 383 (955) من طريق عبد الله عن أبيه تحت من يكنى أبا فسيلة. وترجم لها المزّي في
التهذيب 8/ 524 تحت "جميلة"، وذكر الاختلاف في اسمها. وقد ضعّف الألباني الحديث.
(2)
وزاد في المسند: فظنت أنه ألحقه في حديث واثلة في الأصل.
(3)
المسند 25/ 386 (16005)، والطبراني 22/ 88 (213) قال الهيثمي 2/ 10: فيه الحسن بن يحيى
الخشني، ضعَّفه الدارقطني، وابن مَعين في رواية، ووثّقه في رواية، ووثّقه دحيم وأبوحاتم. وضعَّف
محقّقو المسند الحديث لضعف الخشني، وصحّحوه لغيره.
(4)
المسند 25/ 387 (16006) قال الألباني في الصحبحة 5/ 48 (2030): اسناده جيد، رجاله كلّهم ثقات، فإن
ابن لهيعة وإن كان سيّء الحفظ، فإن حديثه من رواية العبادلة صحيح، وهذا من رواية أحدهم عنه
…
وللحديث طرق آخر عن واثلة. منها، ما رواه ابن ماجة مختصرًا 2/ 1090 (3276)، والطبراني 22/ 86، 90
(208، 216)، والحاكم 4/ 116، ووثّق الهيثمي رجاله 8/ 308. وينظر تخريج محقّقي المسند.
سفسفها - يعني الثريدة: أي أفرغَ عليها الودَك فرَوّاها به. ولَبّقها: خلطها خلطًا
شديدًا. وصَعْنَبهَا: أي رفع رأسَها وجعل لها ذروة.
(6606)
الحديث الحادي عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا إسماعيل قال: حَدَّثَنَا
ليث عن أبي بردة عن أبي مَليح بن أسامة عن واثلة بن الأسقع قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ بالسِّواك حتى خَشِيتُ أنْ يُكتبَ عليَّ"(1).
(6607)
الحديث الثاني عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم قال:
حَدَّثَنَا الفرج بن فضالة قال: حَدَّثَنَا أبو سعد قال:
رأيتُ واثلة بن الأسقع يصلِّي في مسجد دمشق، فبزق تحت رجله اليُسرى ثم عركها
برجله. فلمَّا انصرف قلتُ: أنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبزُقُ في المسجد! قال:
هكذا رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل (2).
(6608)
الحديث الثالث عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم قال:
حَدَّثَنَا ابن عُلاثة قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن أبي عبلة عن واثلة بن الأسقع قال:
جاء نفرٌ من بني سُليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن صاحبًا لنا قد أوجب. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِيُعْتِقْ رقبةً مثلَه، يَفُكُّ الله بكلِّ عضوٍ منها عضوًا منه من النار"(3).
(6609)
الحديث الرابع عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا أبو النَّضر قال: حَدَّثَنَا
أبوجعفر - يعني الرازي -[عن يزيد بن أبي مالك] قال: حَدَّثَنَا أبو سباع قال:
اشتريتُ ناقةً من دار واثلة بن الأسقع، فلما خَرَجْتُ بها أدركَنا واثلةُ بن الأسقع وهو
يَجُرُّ رداءه، فقال: يا عبد الله، أشتريتَ؟ قلت: نعم. قال: هل بُيِّنَ لك ما فيها؟ قلت: وما
(1) المسند 25/ 389 (16007)، والطبراني 22/ 76 (190) قال الهيثمي 2/ 101: فيه ليث بن أبي سليم، وهو
ثقة مدلّس. وقد حسَن محقّقو المسند الحديث لغيره وضعَّفوا إسناده لضعف ليث.
(2)
المسند 25/ 391 (16009)، ومن طريق الفرج بن فضالة أخرجه أبو داود 1/ 130 (484)، والطبراني 22/ 88
(212)
وضعّف الألباني الحديث. وصحَّحه محقّ المسند لغيره، وجعل إسناده ضعيفًا لضعف فرج
وجهالة أبي سعد.
(3)
المسند 25/ 391 (16010). وروى (16012) عن إبراهيم بن أبي عبلة عن الغريف الديلمي عن واثلة. وقد
ضعّف المحقِّقون إسناد الحديث لانقطاعه، لأنَّ ابن أبي عبلة لَمْ يسمع واثلة، ولجهالة حال الغريف - وهو
الواسطة بين ابن أبي عبلة وواثلة. وصحّحوا الحديث لغيره، وأطالوا في تخريجه.
فيها؟ إنّها لسمينة ظاهرة الصِّحّة. فقال: أردْتَ بها سفرًا أم أردْتَ بها لحمًا؟ قلتُ: بل أردتُ
عليها الحجَّ. قال: فإن بِخُفِّها نَقْبًا. فقال صاحبُها: أصلحَك الله، ما تُريد إلى هذا، تُفسِدُ
عليّ؟ قال: إنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يَحِلُّ لأحدٍ يَبِيعُ شيئًا إلَّا بيّن ما فيه، ولا
يحلُّ لمن يعلم ذلك ألَّا يُبَيِّنَه" (1).
(6610)
الحديث الخامس عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا أبو النَّضْر قال: حَدَّثَنَا شيبان
عن ليث عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي مَليح بن أسامة عن واثلة بن الأسقع قال:
شهدتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، إنّي أصبتُ حدًّا من
حدود الله، فأقِمْ عليّ حدَّ الله. فأعرضَ عنه. ثم أتاه الثانية فأعرض عنه، ثم أتاه الثالثة
فأعرض عنه، ثم أقيمت الصلاة، فلمّا قضى الصلاة أتاه الرابعة فقال: إني أصبتُ حدًّا من
حدود الله، فأَقِمْ فيّ حدَّ الله. قال: فدعاه فقال: "ألم تُحْسِن الطّهور - أو الوضوء، ثم
شَهِدتَ الصلاة معنا آنُفًا؟ " قال: بلى. قال: "اذهب فهي كفّارتك" (2).
(6611)
الحديث السادس عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم قال:
حَدَّثَنَا الوليد بن سليمان - يعني ابن أبي السائب قال: حَدَّثَنَا حبّان أبو النَّضْر قال:
دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبي الأسود الجُرَشِي في مرضه الذي مات فيه، فسلَّمَ
عليه وجلس، قال: فأخذ أبو الأسود يمين واثلة، فمَسَح بها عينيه ووجهه، لبيعته بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال له واثلة: واحدة أسألُك عنها. قال: وما هي؟ قال: كيف ظَنُّك بربِّك؟ فقال
أبو الأسود - وأشار برأسِه: أي حسن. فقال واثلة: أبشِرْ، إنّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"قال اللهُ عز وجل: أنا عند حُسْنِ ظَنِّ عبدي بي، فلْيَظُنَّ بي ما شاء"(3).
(1) المسند 25/ 394 (16013)، والطبراني 22/ 91 (217)، وصحَّح الحاكم إسناده 2/ 9 ووافقه الذهبي.
وضعف محقِّقو المسند إسناده لجهالة أبي سباع.
(2)
المسند 25/ 396 (16014)، والمعجم الكبير 22/ 77 (191). وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
ولكنه صحيح لغيره. بنظر تخريج محقّق السند.
(3)
المسند 25/ 398 (16016)، والطبراني 22/ 88 (211)، ومن طريق حبَّان صحَّح الحاكم إسناده 4/ 204،
وقال الذهبي: على شرط مسلم. وصحَّحه ابن حبّان 2/ 407 (641)، ووثّق الهيثمي رجال المجمع
2/ 321، وصحَّح المحقّقون إسناده.
(6612)
الحديث السابع عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا علي بن بحر قال: حَدَّثَنَا الوليد بن
مسلم قال: حَدَّثَنَا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن واثلة بن الأسقع الليثي
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا إنّ فلان بن فلان في ذمّتك وحبل جِوارك، فَقِهِ
فِتنةَ القبر وعذابَ النار، أنت أهلُ الوفاء والحَقّ، اللهمّ فاغفِرْ له وارْحَمْه، إنّك أنت الغفورُ
الرحيم" (1).
(6613)
الحديث الثامن عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا الحكم بن نافع قال:
حَدَّثَنَا إسماعيل بن عيّاش عن أبي شيبة يحيى بن يزيد عن عبد الوهاب المكّي عن
عبد الواحد بن عبد الله النّصري عن واثلة بن الأسقع قال:
سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلمُ على المسلم حرامٌ: دمُه وعرضه وماله، المسلم
أخو المسلم، لا يَظْلِمُه ولا يَخْذُلُه. والتقوى ها هنا" وأومأ بيده إلى القلب. قال: "وحَسْبُ
امرىء من الشّرِّ أن يَحْقِرَ أخاه المسلم" (2).
(6614)
الحديث التاسع عشر: حَدَّثَنَا أحمد قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي
قال: حَدَّثَنَا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول:
سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أعظمَ الفِرى ثلاثة: أن يفتريَ الرجلُ على عينيه،
يقول: رأيتُ ولم يَرَ، وأن يفتريَ على والديه، فيَدَّعِيَ إلى غير أبيه، أو يقول: سمع مني،
ولم يسمع مني".
انفرد بإخراجه البخاري (3).
* * * *
(1) المسند 25/ 399 (16018)، ومن طريق الوليد أخرجه أبو داود 3/ 211 (3202) وابن ماجة 1/ 480
(1499)
والطبراني 22/ 89 (214)، وابن حبَان 7/ 343 (3074)، وصحَّحه الألباني. وحسّن المحقِّقون
إسناده من أجل مروان. والحديث في الصلاة على ميّت.
(2)
المسند 25/ 400 (16019). ومن طريق إسماعيل بن عيّاش أخرجه الطبراني 22/ 74 (183). وعزاه
الهيثمي إلى أحمد 4/ 15 وقال: رجاله ثقات، وفي 8/ 86 قال: إسناده جيد. وعزاه لأحمد والطبراني
8/ 185 وقال: رجالهما ثقات. وضعَّف محقّقو المسند إسناده لضعف إسماعيل بن عيّاش في روايته عن
غير الشاميين، وصحّحوه لغيره.
(3)
المسند 25/ 390 (16008)، وإسناده صحيح. وأخرجه 6/ 104 من طريق عصام بن خالد وأبي المغيرة عن حريز
عن عبد الواحد النصري عن واثلة. وأخرجه البخاري 6/ 540 (3509) من طريق علي بن عيّاش عن حريز به.