الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتعدد رواياتها جاءت مجملة لا تكشف عن حقيقة المراد بهذه الأحرف «1» .
وقد اختلف العلماء في تفسير هذه الأحرف اختلافا كثيرا، حتى قال أبو حاتم بن حبان البستي «2»: اختلف الناس فيها على خمسة وثلاثين قولا ووقفت منها على كثير «3» . ونقل الإمام القرطبي عنه ذلك في مقدمة تفسيره «4» . لذا فإني سأورد أهم تلك الآراء:
الرأي الأول:
ذهب أكثر أهل العلم «5» إلى أن المراد بالأحرف السبعة: سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد. أي أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وتعال وهلم، وقال الطحاوي «6»: .... ، أبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة فقال: (جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، قال ميكائيل: استزده: فقال اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل كاف شاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، نحو هلم وتعال وأقبل، واذهب وأسرع
(1) ينظر: نزول القرآن على سبعة أحرف لمناع القطان: 33 - 34.
(2)
محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت 354 هـ)، صاحب المسند الصحيح- صحيح ابن حبان-. ينظر: الأعلام للزركلي: 6/ 306.
(3)
البرهان للزركشي: 1/ 212.
(4)
ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 1/ 42.
(5)
وهذا ما قال به ابن عبد البر- يوسف بن عبد الله القرطبي المالكي- وذكره ابن كثير في فضائله. ينظر: فضائل القرآن لابن كثير: 36؛ ونزول القرآن على سبعة أحرف لمناع القطان: 36.
(6)
الطحاوي: هو أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة أبو جعفر الطحاوي العلامة الحافظ الكبير محدث الديار المصرية وفقيهها، صاحب التصانيف. ينظر: سير أعلام النبلاء: 15/ 27؛ وطبقات الحفاظ للسيوطي: 339.