الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العثماني مع أن حكمها معمول به حتى قيام الساعة، وثابت في الشريعة بفعل النبي صلى الله عليه وسلم «1» .
الرواية الثانية:
عن عمرة «2» عن عائشة رضي الله عنهما أنها قالت: (كان فيما أنزل من القرآن (عشر رضعات معلومات يحرمن)، ثم نسخن (بخمس معلومات) فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن) «3» .
ولا يهمنا ما قاله الخوئي لأن كبار علماء الشيعة أقروا هذا النسخ وقالوا به، منهم أبو جعفر الطوسي الملقب بشيخ الطائفة، إذ قال: (
…
نسخ التلاوة والحكم معا مثل ما روي عن عائشة أنها قالت: كان فيما أنزل الله عشر رضعات يحرمن ثم نسخن) «4» .
إذن فبما أن هذه العبارة (عشر رضعات) غير موجودة في المصحف
(1) ينظر: فتح المنان في نسخ القرآن: 223؛ وفي علوم القرآن دراسات ومحاضرات للدكتور محمد عبد السلام كفافي والأستاذ عبد الله الشريف: 117.
(2)
هي عمرة بنت عبد الرحمن بن سعيد بن زرارة الأنصارية المدنية، فقيهة سيدة نساء التابعين، روت عن السيدة عائشة وأم حبيبة وأم سلمة، وعنها سليمان بن يسار والزهري، توفيت قبل المائة. ينظر ترجمتها: تهذيب الكمال: 35/ 241؛ وتقريب التهذيب: 1/ 750؛ وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية ومروياتها في كتب الحديث التسعة، دراسة وتخريج، رسالة ماجستير للباحثة انتصار قيس محمد نايف:23.
(3)
صحيح مسلم، كتاب الرضاع، باب التحريم بخمس رضعات، حديث رقم (1452): 2/ 1075؛ وموطأ مالك، كتاب الرضاع، باب ما جاء في الرضاعة، رقم (1270): 2/ 608؛ وسنن أبي داود: كتاب النكاح، باب هل يحرم ما دون خمس رضعات، رقم (2062): 2/ 230؛ وسنن ابن ماجة، كتاب النكاح، باب لا تحرم المصة ولا المصتان، رقم (1150): 3/ 455؛ وسنن النسائي، كتاب النكاح، باب القدر الذي يحرم من الرضاعة، رقم (5448): 3/ 298.
(4)
التبيان في تفسير القرآن: 1/ 13.
حتى تتلى كذلك العمل بها غير موجود، فثبت وقوع نسخ التلاوة والحكم جميعا «1» .
قال الباقلاني: (وقولها: لقد كانت تقرأ إلى أن مات رسول الله إنما تعني به أنه كان مما يحفظه كثير من الناس، ولم تقل أنه كانت قراءته واجبة، وقد قال الله تعالى:* ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها «2»، فنص أنه ينسخ الآية ويزيلها، وقد ينسخ التلاوة ويبقى الحكم، وينسخ الحكم وتبقى التلاوة، وربما نسخا جميعا)«3» .
قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث: (ومعناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جدا، حتى أنه صلى الله عليه وسلم توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات، ويجعلها قرآنا متلوا لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده، فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لا يتلى)«4» .
وكذا قال الإمام السيوطي، عند قولها:(فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن)، قال: بأن المراد قارب الوفاة، أو أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفي وبعض الناس يقرؤها) «5» .
وقد يراد من هذا أيضا أنه كان فيما أنزل من شرح القرآن وبيانه، ولا شك أن السنة شارحة للقرآن ومبينة له، قال تعالى: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ
(1) ينظر: فتح المنان في نسخ القرآن: 215.
(2)
سورة البقرة، من الآية (106).
(3)
نكت الانتصار للباقلاني: 98.
(4)
شرح النووي لصحيح مسلم، كتاب الرضاع: 10/ 30؛ وينظر: المدخل لدراسة القرآن لمحمد أبي شهبة: 267.
(5)
الإتقان: 2/ 46.