المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الاختِصاصُ (خ 1)   * ع: إن قلت: ما الفرق بين قولهم: نصب - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[ابن هشام النحوي]

الفصل: ‌ ‌الاختِصاصُ (خ 1)   * ع: إن قلت: ما الفرق بين قولهم: نصب

‌الاختِصاصُ

(خ 1)

* ع: إن قلت: ما الفرق بين قولهم: نصب على الاختصاص، وقولِهم: نصب على المدح والذم؟

قلت: هما بابان مختلفان، ولهذا ذَكر س

(1)

كلًّا منهما في بابٍ؛ لأن باب المدح والذم منصوب بفعلٍ لفظُه المدحُ والذمُّ، وأما نصب الاختصاص فلا يقتضي عمله

(2)

أن يكون بتفسيرٍ يقتضي المدحَ والذمَّ، وإن كان لا يكون إلا للمدح والذم، كقوله

(3)

:

بِنَا -تَمِيمًا- يُكْشَفُ الضَّبَابُ

(4)

وقولِه

(5)

:

وَلَا الحَجَّاجُ عَيْنَيْ بنتَ مَاءِ

(6)

(7)

وأيضًا فبابُ الاختصاص عَلَمٌ في الغالب على مثل: نحن -بني فلانٍ- نفعلُ، بخلاف

(1)

الكتاب 2/ 62 (باب التعظيم والمدح)، 2/ 233 (باب الاختصاص).

(2)

انطمست في المخطوطة، ولعلها كما أثبت.

(3)

هو رُؤْبة بن العجَّاج.

(4)

بيت من مشطور الرجز. الضباب: ندًى كالغبار يكون في أطراف السماء. ينظر: ملحقات الديوان 3/ 169، والكتاب 2/ 234، وشرح التسهيل 3/ 434، والمقاصد النحوية 4/ 1777، وخزانة الأدب 2/ 413.

(5)

هو إمام بن أَقْرَم النُّمَيري.

(6)

قوله: «بنتَ ماءِ» كذا في المخطوطة مضبوطًا، والصواب ما في مصادر البيت: بنتِ ماءٍ.

(7)

صدر بيت من الوافر، وعجزه:

تُقَلِّبُ طَرْفَها حَذَرَ الصُّقور

بنت ماء: طائر، والمراد: صاحبَ عينين مثلِ عينَيْ بنتِ ماءٍ. ينظر: الكتاب 2/ 73، والبيان والتبيين 1/ 386، والكامل 2/ 930، والحجة 6/ 453، وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي 2/ 26، والمخصص 4/ 140، والتذييل والتكميل 9/ 122.

ص: 1200

باب المدح والذم

(1)

.

الاختِصاصُ كنداءٍ دون يا

كأيُها الفتَى بإِثْرِ ارْجونيا

(خ 1)

* [«دُونَ "يا"»]: قال س

(2)

: ولا تُدخِل هنا "يا"؛ لأنك لا تُنَبِّهُ غيرَك، يعني: في هذا المكان، وفيه: أنَّ "أيُّها" ليست مناداةً

(3)

.

* قال س

(4)

: وأكثرُ الأسماء دخولًا في هذا الباب: بنو فلانٍ، ومَعْشَر، مضافةً، وأهلَ

(5)

البيتِ، وآل فلانٍ.

وأما قول لَبِيدٍ:

نَحْنُ بَنُو أُمِّ البنتين

(6)

الأَرْبَعَهْ

(7)

فلا يُنشدونه إلا رفعًا؛ لأنه لم يُرِدْ أن يجعلَهم إذا افتَخَروا أن يُعرَفوا بأن عِدَّتهم أربعةٌ، ولكنه جَعَل "الأربعه" وصفًا، ثم قال: الفاعلون كذا، بعدما حَلَّاهم، ليُعرَفوا.

وخالفه أبو العَبَّاس

(8)

في هذا، فأجاز النصب فيه من وجهين

(9)

:

(1)

الحاشية في: 27/أ.

(2)

الكتاب 2/ 232.

(3)

الحاشية في: 27/أ.

(4)

الكتاب 2/ 234 - 236.

(5)

كذا في المخطوطة مضبوطًا.

(6)

كذا في المخطوطة، والصواب ما في مصادر البيت: البَنِينَ، وبه يستقيم الوزن.

(7)

بيت من مشطور الرجز. روي: «بني» بدل «بنو» ، ولا شاهد فيه. ينظر: الديوان 341، ومجالس ثعلب 374، 375، وجمهرة اللغة 1/ 112، والزاهر 2/ 181، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 191، وضرائر الشعر 249، وخزانة الأدب 9/ 548.

(8)

ينظر: الانتصار 153.

(9)

هما في الانتصار وجه واحد، ثم قال: والوجه الآخر هو أنه لو لم يُرِد معنى الفخر نصبه على "أعني" بلا مدح ولا ذم أكثر من التسمية، وأنه قد جاء بخبر غيره.

ص: 1201

أحدهما: أن "أُمَّ البنتين

(1)

" امرأة شريفة.

والثاني: أن بنيهم

(2)

كلهم سيِّد، فنصب "بني أُمِّ البنتين" على الفخر.

ثم قال س

(3)

: واعلمْ أنه لا يحسُن لك أن تُبْهِم في هذا الباب، لا تقول:

إني -هذا- أفعلُ، ولا يجوز أن تذكر إلا اسمًا معروفًا، وقَبُح عندهم إذا

(4)

الأمر توكيدًا لِمَا يعظِّمون؛ أن يذكروه

(5)

(6)

.

* في "التَّذْكِرة"

(7)

: قال أبو العَبَّاس

(8)

في: {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}

(9)

: إن اللفظ نداء، والمعنى على غيره، ونظيرُه: لا أدري أقام أم قعد؟ ليس المراد الاستفهامَ، و: اتَّقى اللهَ امرؤٌ فَعَلَ خيرًا يُثَبْ عليه

(10)

، و: أَكْرِمْ بزيدٍ، و:{كُنْ فَيَكُونُ}

(11)

، المعنى على الخبر، واللفظُ أمرٌ، وكذا:{فَلْيَمْدُدْ}

(12)

، وقال أبو عُثْمانَ

(13)

في: أَلَا رجل ظريف: اللفظُ خبرٌ، والمعنى على التمني، ومنه: اللهمَّ اغفرْ لنا -أيَّتُها

(14)

(15)

.

(1)

كذا في المخطوطة، والصواب فيه وفيما بعده: البنينَ، كما في مصادر البيت.

(2)

موضع النقط في المخطوطة كلمة رسمها: كا، ولعلها زائدة سهوًا.

(3)

الكتاب 2/ 236.

(4)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(5)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(6)

الحاشية في: 27/أ.

(7)

لم أقف عليه في مختار التذكرة ولا في غيره من كتبه التي بين يدي، وينظر: جواهر القرآن للباقولي (إعراب القرآن المنسوب للزجاج) 2/ 628، 629.

(8)

ينظر: أمالي ابن الشجري 1/ 420.

(9)

يس 30.

(10)

قول للعرب رواه سيبويه في الكتاب 3/ 100، 504.

(11)

جاءت الآية في عدة مواضع، أولها في البقرة 117.

(12)

مريم 75، وتمامها:{قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} .

(13)

ينظر: المقتضب 4/ 382، وجواهر القرآن للباقولي (إعراب القرآن المنسوب للزجاج) 2/ 629.

(14)

موضع النقط مقدار كلمة انقطعت في المخطوطة.

(15)

الحاشية في: 27/أ.

ص: 1202

(خ 2)

* من كتاب "البُلْغة في معرفة أساليب اللغة"

(1)

لأبي البَرَكاتِ الأَنْباريّ: يَرِدُ الخبرُ بمعنى الأمر، نحو:{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}

(2)

، أي: آمِنُوا، بدليل:{يَغْفِرْ لَكُمْ}

(3)

بالجزم، وأنَّ ابنَ مَسْعُودٍ

(4)

قرأ كذلك، وبمعنى الدعاء، نحو:{عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ}

(5)

.

ع: الذي يظهر لي أنه خبر على حقيقته، بخلاف قولك: غَفَرَ الله لك

(6)

.

وبمعنى الشرط، نحو:{إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}

(7)

، أي: إنَّا إِنْ نكشفْ تعودوا.

ع: يجوز كونُ الجملتين على بابهما، وما ذكره صحيحٌ من حيث المعنى

(8)

.

ويَرِدُ الأمرُ بمعنى التكوين، نحو:{كُونُوا قِرَدَةً}

(9)

، والتَّلْهِيف

(10)

، نحو:{مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}

(11)

.

ع: ويستعملون النفيَ مرادًا به الإيجابُ النهي

(12)

، نحو:{لَا رَيْبَ فِيهِ}

(13)

، و:

(1)

لم أقف على ما يفيد بوجوده.

(2)

الصف 11.

(3)

الصف 12.

(4)

ينظر: مختصر ابن خالويه 156، وشواذ القراءات للكرماني 472.

(5)

التوبة 43.

(6)

لعله انتهى هنا تعليق ابن هشام على الكلام المنقول.

(7)

الدخان 15.

(8)

لعله انتهى هنا تعليق ابن هشام على الكلام المنقول.

(9)

البقرة 65، والأعراف 166.

(10)

هو التحسير والتنديم على ما فات. ينظر: الصاحبي 301، وتاج العروس (ل هـ ف) 24/ 382.

(11)

آل عمران 119.

(12)

كذا في المخطوطة.

(13)

جاءت الآية في عدة مواضع، أولها في البقرة 2.

ص: 1203

«لا غِيبةَ لفاسقٍ»

(1)

، و:{لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}

(2)

، كأنَّه تُصُوِّرَ وقوعُ ذلك، فأُخبِرَ عنه.

وفائدةُ هذا: التنبيهُ على الرغبة في فعل الشيء وإيجادِه، حتى إنه ليُتَصَوَّرُ واقعًا كذلك، فيُخبَرُ عنه

(3)

.

ودُونَ

(4)

ذا دون أي تلْو ألْ

كمثل نحنُ العُرب أسخى من بَذَل

(خ 1)

* [«نحنُ العُرْبَ»]: «سَلْمانُ منَّا أهلَ البيتِ»

(5)

(6)

.

* [«العُرْبَ»]: العُرْبُ والعَرَبُ لغتان

(7)

، وهو صفة، كما قالوا: الحُسْن والحَسَن، ودليلُ كونه صفةً: قولُهم: بقومٍ عَرَبٍ أجمعون

(8)

، والأكثر مجيء اللغتان

(9)

في الاسم، كـ: البُخْل والبَخَل، والرُّشْد والرَّشَد، والثُّكْل والثَّكَل. من "الحُجَّة"

(10)

.

(1)

أخرجه رَزِين العَبْدَري في "تجريد الأصول" -كما في: جامع الأصول 8/ 450 - بهذا اللفظ من حديث جابر بن عبدالله وأبي هريرة رضي الله عنهما، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 1011 والبيهقي في شعب الإيمان 9218 من حديث معاوية بن حَيْدة القُشَيري رضي الله عنه بلفظ:«ليس للفاسق غيبة» ، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 584.

(2)

الواقعة 79.

(3)

الحاشية في: 137.

(4)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، وهو سهوٌ صوابه ما في متن الألفية:«وقد يُرى» . ينظر: الألفية 146، البيت 621.

(5)

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 32996 من قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وروي مرفوعًا، لكنه ضعيف جدًّا، كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 3704.

(6)

الحاشية في: 27/أ.

(7)

ينظر: الصحاح (ع ر ب) 1/ 179، والمحكم 2/ 126.

(8)

القول في: الكتاب 2/ 31، والأصول 2/ 28.

(9)

كذا في المخطوطة، والوجه: اللغتين.

(10)

2/ 127، 4/ 80.

ص: 1204

(1)

قالوا: عُجْم وعَجَم

(2)

.

(خ 2)

* [«نحنُ العُرْبَ»]: «سَلْمانُ منَّا أهلَ البيتِ»

(3)

نُصِب على الاختصاص عند س

(4)

.

وقيل: يجوز الخفض على البدل من الضمير، وهو مذهب الأَخْفَش

(5)

، وهو مردود عند س

(6)

؛ فإنه في غاية البيان، فلا يحتاج للبيان بالإبدال منه.

قال بعضُ الفُضَلاء

(7)

: ولك أن تقول: قولُه عليه الصلاة والسلام: «منَّا» يَحتمل أن يريد به نفسَه فقط، وأن يريد الجماعةَ، ثم الجماعةُ تَحتمل الصحابةَ وأهلَ البيت، فلما تعدَّد الاحتمالُ جاز الإبدال؛ للبيان

(8)

.

* ممَّا يحتمل الاختصاصَ والنداءَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}

(9)

(10)

.

(1)

موضع النقط مقدار كلمتين أو ثلاث انقطعت في المخطوطة.

(2)

الحاشية في: 27/أ.

(3)

قول لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه تقدَّم قريبًا.

(4)

الكتاب 2/ 236.

(5)

معاني القرآن 1/ 293.

(6)

الكتاب 2/ 76، 77.

(7)

لم أقف على المراد به، ومضمون كلامه نقله المناوي في فيض القدير 4/ 106.

(8)

الحاشية في: 137.

(9)

الأحزاب 33.

(10)

الحاشية في: 137.

ص: 1205

* كَعْبُ

(1)

بنُ مَالِكٍ: ونَهَى رسولُ الله [صلى الله]

(2)

عليه وسلم المسلمين عن كلامنا -أيُّها الثلاثةُ- مِنْ بين مَنْ تخلَّف عنه

(3)

، يعني: نفسَه، ومرارةَ

(4)

بنَ الرَّبِيع، وهِلالَ

(5)

بنَ أُميَّة

(6)

.

(1)

هو ابن مالك بن أبي كعب الخزرجي الأنصاري، أبو عبدالله، أحد شعراء الصحابة، شهد العقبة الثانية وأحدًا وما بعدها إلا تبوك، توفي سنة 50، وقيل غير ذلك. ينظر: الاستيعاب 3/ 1323، والإصابة 5/ 456.

(2)

ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.

(3)

بعض حديث طويل في قصة غزوة تبوك أخرجه البخاري 4418 ومسلم 2769.

(4)

الأَوْسي الأنصاري، صحابي مشهور، شهد بدرًا. ينظر: الإصابة 6/ 52.

(5)

الواقِفي الأنصاري، صحابي، شهد بدرًا وما بعدها. ينظر: الاستيعاب 4/ 1542، والإصابة 6/ 428.

(6)

الحاشية في: 137.

ص: 1206