المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقصور والممدود (خ 1) * لم يذكر حدَّهما، بل ذكر ما يُعيِّن - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ٢

[ابن هشام النحوي]

الفصل: ‌ ‌المقصور والممدود (خ 1) * لم يذكر حدَّهما، بل ذكر ما يُعيِّن

‌المقصور والممدود

(خ 1)

* لم يذكر حدَّهما، بل ذكر ما يُعيِّن الحكمَ لكلٍّ منهما

(1)

.

* قد تقدَّم في أوَّل الكتاب

(2)

إعرابُ المقصور بالنصِّ، والممدودِ بالعموم؛ لأن الممدود آخرُه صحيحٌ، فهو مثل: زيد، والغرضُ هنا ذكرُ الطريق المؤدي إلى معرفتهما؛ لئلا يُمَدَّ ما حقُّه القصرُ، ويُقصَرَ ما حقُّه المدُّ.

ولمعرفتهما طريقان: السماع، والقياس، فالمسموعُ قد أُلِّفتْ فيه الكتبُ، أَلَّف فيه الأَصْمَعيُّ

(3)

، وابنُ السِّكِّيتِ

(4)

، وأبو عَلِيٍّ

(5)

، وإذا أردتَّ كمالَ معرفته فعليك بباب الواو والياء من كتاب "الصّحاح"

(6)

، والمقيسُ يُذكر في كتب النحو، وهو كلما

(7)

له نظيرٌ من الصحيح يُعتبر به.

(1)

الحاشية في: 33/ب.

(2)

في باب المعرب والمبني ص 205.

(3)

لم أقف على ما يفيد بوجوده، وهو مذكور له في الفهرست 1/ 157، وفهرسة ابن خير 334، وإنباه الرواة 2/ 202، وبغية الوعاة 2/ 113، وعنه نقلٌ في الاقتضاب 2/ 335، 3/ 427، والشوارد 71، ولسان العرب (غ ن ى) 15/ 136.

(4)

ذُكِرَ له في تهذيب اللغة 1/ 20، 28، والخصائص 1/ 256، 2/ 50، وإنباه الرواة 1/ 143، 4/ 61، ونشر بتحقيق د. حسن شاذلي فرهود، سنتي 1404، 1405، وبتحقيق د. محمد محمد سعيد، سنة 1405.

(5)

لأبوَيْ عليٍّ: القاليِّ والفارسيِّ كتابان في المقصور والممدود منشوران، الأول بتحقيق د. أحمد عبدالمجيد هريدي، سنة 1419، والثاني -وعنوانه: مقاييس المقصور والممدود- بتحقيق د. عبدالمجيد الحارثي، سنة 1421، وبتحقيق د. حسن هنداوي، سنة 1424. ولعل ابن هشام يريد بأبي عليٍّ هنا القاليَّ؛ لأنه يمثِّل لِمَا أُلِّف في المسموع، وهو في كتاب القالي أكثر من المقيس، بخلاف كتاب الفارسي؛ فإنه في المقيس خاصةً.

(6)

6/ 2259 - 2563.

(7)

كذا في المخطوطة، والوجه كتابتها مفصولة: كلُّ ما؛ لأن "ما" موصولة بمعنى "الذي". ينظر: كتاب الخط لابن السراج 130، وللزجاجي 61، وعمدة الكتاب 184.

ص: 1353

وقد ذكر أبو عَلِيٍّ

(1)

والزَّجَّاجيُّ

(2)

وغيرُهما أشياءَ من السماعيَّات، ولم يتعرَّض لها المصنِّف؛ لأن موضوعها علمُ اللغة.

وبدأ بالمقصور؛ لأنه هو الأصل؛ لأن الممدود مزيد فيه، ولهذا جاز عند البصريين قصرُ الممدود، ولم يجز العكس

(3)

، كما سيأتي

(4)

.

إذا اسم استوجب من قبل الطرف

فتحًا وكان ذا نظيرٍ كالأسف

فلِنَظِيره المعلِّ الآخِرِ

ثبوتُ قصرٍ بقياس ظاهر

كفُعَلٍ وفِعَلٍ في جمعِ ما

كفُعْلة وفِعْلَة نَحْوُ الدُّمى

وما استحق قبلَ آخرٍ ألف

فالمدُّ في نظيرِه حتما عُرِف

كمصدرِ الفعل الذي قد بُدِئَا

بهمز وصل كارعوى وكارْتأَ

(5)

والعادمُ النظير ذا قصر وذا

مَدٍّ بنقلٍ كالحِجا وكالحِذَا

(خ 1)

* «الحِجَا» : العَقْلُ، لامُه ياءٌ؛ لجواز إمالته، ويجوز أن يكون من الواو؛ لقولهم: حاجَيْته، فحَجَوْته، أي: غَلَبته، وقولِهم: أُحْجِيَّة؛ لأنها إنما تستخرج برَزَانة العَقْل

(6)

، وقولِه

(7)

:

(1)

لعله يريد به هنا الفارسيَّ. ينظر: التكملة 289 - 306، وكتاب القالي أكثره في المسموع، وإنما المقيس فيه من المقصور في: 13 - 27، ومن الممدود في: 305 - 312 فقط.

(2)

الجمل 282 - 285.

(3)

ينظر: المقصور والممدود لابن ولاد 145، والإنصاف 2/ 614، واللباب 2/ 97، وضرائر الشعر 116.

(4)

الحاشية في: 33/ب.

(5)

كذا في المخطوطة، والوجه: وكارتأى.

(6)

ينظر: تهذيب اللغة 5/ 85، والصحاح (ح ج ا) 6/ 2309.

(7)

هو أبو شَنْبل الأعرابي، وقيل: تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل، ولم أقف عليه في ديوانه.

ص: 1354

قَدْ كُنْتُ أَحْجُو أَبَا عَمْرٍو أَخَا ثِقَةٍ

(1)

أي: أعتقده، فهذا مقاربٌ للحِجَا العَقْل

(2)

.

وقَصْرُ ذي المدِّ اضْطِرارًا مجمعُ

عليهِ والعكس بخلفٍ يَقَعُ

(خ 1)

* قولُه: «بخُلْفٍ» : استَدلَّ مثبتوه -وهم كـ

(3)

- بقوله

(4)

:

... وَلَا غِنَاءُ

(5)

وأجيب بأنه مصدرُ: فَاعَلَ، وهو يستحق المدَّ، كما قال بعضهم

(6)

يعاتب أخاه:

(1)

صدر بيت من البسيط، وعجزه:

حتى ألمَّت بنا يومًا مُلِمَّاتُ

ينظر: تهذيب اللغة 5/ 86، 11/ 164، والتكملة للصاغاني 6/ 393، وشرح التسهيل 2/ 77، والمقاصد النحوية 2/ 828.

(2)

الحاشية في: 33/ب.

(3)

ينظر: المقصور والممدود لابن ولاد 145، والإنصاف 2/ 614، واللباب 2/ 97، وضرائر الشعر 116.

(4)

لم أقف له على نسبة.

(5)

بعض بيت من الوافر، وهو بتمامه:

سيُغْنِيني الذي أغناكَ عنِّي

فلا فقرٌ يدومُ ولا غِناءُ

روي: «ولا غَناءُ» ، ولا شاهد فيه. ينظر: شرح القصائد السبع لابن الأنباري 224، والمقصور والممدود للقالي 177، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 2/ 148، والمحكم 6/ 17، والإنصاف 2/ 615، واللباب 2/ 99، وشرح جمل الزجاجي 2/ 558، والمقاصد النحوية 4/ 2025.

(6)

هو المغيرة بن حَبْناء التميمي، وقيل: عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر.

ص: 1355

.................

وَنَحْنُ إِذَا مِتْنَا أَشَدُّ تَغَانِيَا

(1)

يقال: تَغَنَّيت تَغَنِّيًا، وتَغَانَيْت تَغَانِيًا، بمعنى: استَغْنَيْت

(2)

(3)

.

* [«والعكسُ بخُلْفٍ يَقَع»]: قال

(4)

:

يَا لَكَ مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ شِيشَاء

يَنْشَبُ فِي الغَلْصَمِ وَاللَهَاء

أَنْشَبَ مِنْ مناشِر

(5)

حِدَاءِ

(6)

فمدَّ "اللَهَا"، وقولُه: مَنَاشِرٍ حِدَاءِ، يريد: مَنَاشيرَ حِدَادٍ، فأبدل الدال الثانية همزةً.

وقيل في قولهم: رجلٌ هِدَاءٌ

(7)

: إن أصلَه: هِداد

(8)

، من قولهم: هَدَدتّه، إذا نقضته

(1)

عجز بيت من الطويل، وصدره:

كِلَانا غنيٌّ عن أخيه حياتَه

...

ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد 1/ 386، وعيون الأخبار 3/ 87، والكامل 1/ 277، والزاهر 2/ 5، وشرح كتاب سيبويه للسيرافي 2/ 149، وشرح جمل الزجاجي 2/ 559، ومغني اللبيب 270.

(2)

ينظر: البارع 420، وتهذيب اللغة 8/ 174.

(3)

الحاشية في: 33/ب.

(4)

ينسب لأبي المقدام الأعرابي.

(5)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، وهي في مصادر البيت: مآشرٍ.

(6)

أبيات من مشطور الرجز. الغَلْصَم: مُلتقى اللهاة والمريء، كما في: القاموس المحيط (غ ل ص م) 2/ 1505، وشِيشَاء: التمر الذي لم يشتدَّ نَوَاه. ينظر: النوادر لأبي مسحل 428، والمقصور والممدود لابن ولاد 71، وللقالي 454، وتهذيب اللغة 6/ 227، والخصائص 2/ 233، والمحكم 2/ 505، واللآلي في شرح أمالي القالي 1/ 874، والإنصاف 2/ 615، وشرح الكافية الشافية 4/ 1768، والمقاصد النحوية 4/ 2018.

(7)

هو البليد الضعيف. ينظر: القاموس المحيط (هـ د ي) 2/ 1762.

(8)

كذا في المخطوطة مضبوطًا، والذي وقفت عليه: رجل هَدَد، وهِدَد، أي: ضعيف، و: قوم هَدَادٌ: أي: جبناء. ينظر: تهذيب اللغة 5/ 232، والقاموس المحيط (هـ د د) 1/ 472.

ص: 1356

وطامنته

(1)

، وقيل: هي بدل من ياء: هَدَيْته، أي: أرشدته؛ لأن الرجل الهِدَاء محتاج إلى مَنْ يهديه، وقيل: همزتُه أصلٌ، من: هَدَأَ الناس، إذا سكنوا، وقيل: بدل من النون في: هِدَانٌ

(2)

، كما أبدلت في: صَنْعَاني، وبَهْراني

(3)

(4)

.

* [«والعكسُ بخُلْفٍ يَقَع»]: قال ابنُ بَابَشَاذَ

(5)

: حُكِي

(6)

أن الرَّشِيدَ سأل يومًا الكِسَائيَّ وأبا

(7)

محمدٍ اليَزِيديَّ عن "الشِّرَا"

(8)

؛ هل هو ممدود أو مقصور؟ فقال الكِسَائيُّ: مقصور لا غيرُ، وقال اليَزِيديُّ: يُمَدُّ ويُقصر، فقال الكِسَائيُّ: ما علمتُ أن أحدًا يَجْهَلُ هذا، فقال له اليَزِيديُّ: ما علمتُ أن أحدًا يكذب بين يدي أمير المؤمنين، فقال الكِسَائيُّ: وأين تجد "الشِّرَا" ممدودًا؟

(9)

قال: في المثل السائر: «لا تَغْتَرَّ بالحُرَّة عامَ هِدَائِها، ولا بالأَمَةِ عامَ شِرَائِها»

(10)

، فسَكَتَ.

ع: قلت: في هذا الاستدلال نظرٌ؛ لأنه قد يكون مسوِّغُ ذلك الازدواجَ

(11)

.

(1)

ينظر: جمهرة اللغة 1/ 518، والصحاح (هـ د د) 2/ 555.

(2)

هو الأحمق الضعيف. ينظر: القاموس المحيط (هـ د ن) 2/ 1628.

(3)

ينظر: جمهرة اللغة 2/ 1063، والمقصور والممدود لابن ولاد 133، وللقالي 422، وتهذيب اللغة 6/ 203، والصحاح (هـ د ي) 6/ 2533.

(4)

الحاشية في: 33/ب.

(5)

شرح الجمل 564.

(6)

ينظر: مجالس العلماء 129، والخصائص 3/ 292.

(7)

هو يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، اتصل بالأمير يزيد بن منصور خال المهدي لتأديب أولاده، فنسب إليه، عالم باللغة والنحو والأخبار، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء والخليل وابن أبي إسحاق، وأخذ عنه أبو عبيد، له: النوادر، والمقصور والممدود، وغيرهما، توفي سنة 202. ينظر: نزهة الألباء 69، ومعجم الأدباء 6/ 2827، وإنباه الرواة 4/ 31، وبغية الوعاة 2/ 340.

(8)

كذا في المخطوطة هنا وفي الموضع الآتي، والوجه: الشِّرى؛ لأنه يائي اللام، من: شَرَيت.

(9)

من قوله: «فقال له اليزيدي» إلى هنا انقطع في المخطوطة، ولعله كما أثبت.

(10)

لأنهما تتصنَّعان في العام الأول، وهذا مَثَلٌ يضرب في النهي عن مدح الشيء قبل اختباره. ينظر: الفاخر 265، والمستقصى 2/ 254، ولسان العرب (ش ر ى) 14/ 428.

(11)

الحاشية في: 33/ب.

ص: 1357