‌أما ولولا ولوما - حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك - جـ ٢

‌

‌أما ولولا ولَوْما

أما كمهما يك من شيء وفا

…

لتلو تلوها وجوبا أُلِفا

وحَذْف ذي الفا قلَّ في نثر إذا

…

لم يك شرطٌ معها قد قُصِدا

(1)

(خ 1)

* في الجزء الحادي والعشرين من "التَّذْكِرة"

(2)

ما ملخَّصُه: ردَّ بعضُهم على النحاة

(3)

في قولهم: إن التقدير بالفاء -أي

(4)

: بعد "لَمَّا"

(5)

- أن تليَ "لَمَّا"، نحو: أما زيدٌ فمنطلقٌ، قال: فما تصنعون بقوله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ

(6)

الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ}

(7)

، ونحوِ ذلك؛ فإن حذفَ الفاء من جواب الشرط

…

(8)

في الكلام والشعر، فلا يَسُوغ أن يُنوى بها التقديم؟

والجوابُ عن هذا: أن النحاة إنما قالوا ذلك فيما كان مقدَّما من الجملة الداخلة

…

(9)

الفاء التي هي جوابُ "أَمَّا"، فأما ما لم يكن من الجملة التي دخل عليها الفاء

(10)

فإن هذا التقدير فيه غير سائغ؛ أَلَا ترى أنهم قالوا: أَمَّا يومَ الجمعة فإني خارجٌ، فأوقعوا

بعد "أَمَّا" ما لا يستقيم أن يلي الفاء؛ لأنه ليس من الجملة التي تدخل عليها الفاءُ؟ وإنما عمل فيه ما في "أَمَّا" من معنى الفعل، فكما فَصَلوا بهذا، ولم يَجُز أن يلي الفاء؛ حيث لم تكن الجملة من التي تدخل عليها الفاءُ؛ كذلك قولُه تعالى:{إِنْ كَانَ} لا يلزم أن يلي الفاءَ؛ لأنها ليست من الجملة التي هي جزاءُ "أَمَّا"، كما لم يكن ما انتصب بـ"أَمَّا" على معناها من الجملة التي هي جزاءٌ

(1)

.

لولا ولوما يلزمان الابتِدا

…

إذا امتِناعا بوجود عقدا

(خ 1)

* فأما:

لَا دَرَّ دَرُّكِ إِنِّي قَدْ رَمَيْتُهُمُ

…

لَوْلَا حُدِدْتُ وَلَا عُذْرَى لِمَحْدُودِ

(2)

فضرورةٌ

(3)

.

وبهما التحضيضَ مِزْ وهَلَّا

…

ألا ألا وأولينها فعلا

(خ 1)

* إن قيل: "لولا" في قوله عليه السلام: «لولا أن أَشُقَّ» الحديثَ

(4)

ليست التحضيض

(5)

، فتعيَّنت للامتناعية، ولكنَّه لا يصح؛ لأن المشقَّة غير حاصلة.

فالجوابُ: أنه

(1)

حاصلةٌ على تقدير وجود الأمر، ولا يلزم

…

(2)

شرط "لولا"

(3)

بالفعل.

والثاني: أن التقدير

(4)

: لولا كراهيةُ، مثل:{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}

(5)

(6)

.

* [«أَلَّا»]: قال بعضُهم: إن الأصل: هَلَّا، وإن الهمزة مُبدلةٌ من الهاء

(7)

.

* [«فِعْلا»]: ماضيًا أو مضارعًا خاصةً

(8)

.

وقد يليها اسم بفعل مضمرِ

…

علق أو بظاهرٍ مُؤخر

(خ 1)

* [«اسمٌ»]: إما منصوبٌ:

فَهَلَّا سَعِيدًا ذَا الخِيَانَةِ وَالغَدْرِ

(9)

أو مرفوعٌ، نحو:

...................

…

هَلَّا التَّقَدُّمُ وَالقُلُوبُ صِحَاحُ

(1)

أي: هلَّا كان التقدُّمُ.

ومِنْ مُثُل المنصوب:

أَلَا رجلًا جزاه اللهُ خيرًا

(2)

عند س

(3)

والخَلِيل

(4)

، وقال يُونُسُ

(5)

: إن الهمزة للاستفهام، و"لا" للنفي، وإنَّ معناهما الآن: التمنِّي، وإنَّ "رجلًا" نُوِّنَ ضرورةً، وعندهما أنَّ التقدير: أَلَا تُرُوني رجلًا؟

(6)

* قولُه: «أو بظاهرٍ مُؤَخَّر» : أحسنُ ما يُمثَّل له بهذا هو: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ}

(7)

، ويكون التقليل في التالي في الاستعمال، فإن

…

(8)

الظرف فقط، وهو قليل بالنسبة إلى الأسماء، وقد أَجروا

(9)

الجارَّ والمجرورَ مُجراه، كقول

(10)

بعضهم: «لو لَكَ أَعْوِي ما عَوَيْتُ»

(11)

، إلا أن هذا في "لَوْ"، وهي كـ"لولا" في الاختصاص بالفعل، فأما: لولا زيدًا ضربت؛ فنادرٌ ضعيفٌ، وكذا: لولا زيدًا ضربته.

* قال الزَّمَخْشَريُّ

(1)

في: {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ}

(2)

: فإن قلت: كيف جاز الفصلُ بين "لولا" و"قلتم"؟

قلت: للظروف شأنٌ، وهو تنزيلها منزلةَ الأشياء أنفسِها؛ لوقوعها فيها، وأنها لا تنفكُّ عنها؛ فلذلك يُتَّسع فيها ما لا يُتَّسع في غيرها.

ح

(3)

: هذا يُوهم أن ذلك مختص بالظرف، وليس كذلك، بل يجوز تقديم المفعول، ويلي أدواتِ التحضيض، نحو: لولا زيدًا ضربت، وهلَّا عَمْرًا قتلتَ.