الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
من لام فَعْلى اسمًا أتى الواو بدلْ
…
ياءٍ كبـ (ـتـ) ـقواع معًا غالبًا جا ذا البَدل
(خ 1)
* [«اسمًا»]: احترازٌ من: خَزْيا، وصَدْيا
(1)
، ونحوِهما من الصفات، ومذكَّرهما: خَزْيان، وصَدْيان، وهذا دليل على أصالة الياء؛ وإلَّا لظهرت الواو
(2)
.
* قولُه: «كـ: بقوى» : إن قُرئ بالتاء من فوق فهو من: اتَّقَيت، أو بثانيةِ الحروف فهو من: بَقِي، ضدِّ: فَنِي، أو من: بَقَيت الشيءَ، بفتح القاف، إذا انتظرته
(3)
، وكلامها
(4)
بالياء
(5)
.
* [«أتى الواوُ بدل ياءٍ»]: وفي علَّة ذلك أوجه:
أحدها: أن الياء غالبة على الواو، بدليل قَلْبها عوضًا عنها في: طَوَيت طَيًّا، وفي باب: شَقِي، وباب: أَغْزَيْت، وغيرِ ذلك، فأرادوا أن يعوِّضوا الواو، فعوَّضوها هذا الباب.
وثانيها: أن الصفة فرع الاسم؛ لأنها فرع الفعل المتفرِّع عليه، فهي فرع الفرع، ففرَّقوا بين الاسم والصفة.
فإن قيل: فهلَّا عكسوا، فقلبوها في الاسم ياءً، وفي الصفة واوًا؟
قيل: الأصلُ أَحْمَلُ للتغيير، وأيضًا فالصفة أثقل من الاسم، فجُعل الأخفُّ لها، ولهذا قالوا: جَفَنات، بالفتح، و: صَعْبات، بالكسر
(6)
، لم يزيدوا الصفة شيئًا؛ لثقلها.
(1)
هي العَطْشى. ينظر: القاموس المحيط (ص د ي) 2/ 1708.
(2)
الحاشية في: 41/أ.
(3)
ينظر: الأفعال لابن القوطية 133، والمقاييس 1/ 277، والمحكم 6/ 586.
(4)
كذا في المخطوطة، والصواب: وكلاهما.
(5)
الحاشية في: 41/أ.
(6)
كذا في المخطوطة، والصواب: بالسكون.
وقال أبو عُثْمانَ
(1)
: قَلْبُ الواو هنا شاذٌّ لا وجهَ له، وإنما هو مسموع على غير القياس، وما ذكرناه أَوْلى
(2)
.
* قال أبو الفَتْح
(3)
: تكلَّم أبو عَلِيٍّ
(4)
بحَلَب
(5)
على: طُغْيان، وأثبتَ أن لامه ياء، وكان هناك شابٌّ، فقال له: فقد قالوا: الطَّغْوى؟ فقال أبو عَلِيٍّ: خُذْ الآنَ إليكَ، هذا تصريفيٌّ؟! يُنكِر عليه احتجاجَه بذلك، أي: أَلَا تعلمُ أن: طَغْوى اسم، وأن "فَعْلى" إذا كانت اسمًا، ولامُها ياءً، فإنها تقلب إلى الواو، نحو: التَّقْوى، والبَقْوى
(6)
، والفَتْوى، والرَّعْوى
(7)
، والثَّنْوى؟
(8)
(9)
* "رَيَّا" تقع اسمًا لامرأةٍ، ومصدرًا بمعنى: الرِّيح الطيبة
(10)
، وصفةً، نحو: امرأة رَيَّا، فالتي هي اسم كان قياسها بالواو، إلا أنها أُلحقت بباب: مَكْوَزَة
(11)
، وقيل: لَمَحوا فيها الصفةَ، كما في: العَبَّاس
(12)
.
(خ 2)
* فأما قولهم: العَلْياء، بالمد والفتح، وقولُه
(13)
:
(1)
ينظر: المنصف 2/ 157 - 163.
(2)
الحاشية في: 41/أ.
(3)
المحتسب 1/ 133.
(4)
ينظر: الحجة 1/ 367.
(5)
إحدى مدن الشام الواسعة العظيمة. ينظر: معجم البلدان 2/ 282.
(6)
هي اسم من: بَقِي، ضد: فَنِي. ينظر: القاموس المحيط (ب ق ي) 2/ 1659.
(7)
هي اسم من: رعى الأمر وراعاه، إذا حفظه. ينظر: القاموس المحيط (ر ع ي) 2/ 1691.
(8)
هي كل ما استثنيته. ينظر: القاموس المحيط (ث ن ي) 2/ 1665.
(9)
الحاشية في: 41/أ.
(10)
ينظر: العين 8/ 312، والألفاظ 360.
(11)
هو اسمٌ عَلَم. ينظر: القاموس المحيط (ك و ز) 1/ 721.
(12)
الحاشية في: ظهر الورقة الثالثة الملحقة بين 40/ب و 41/أ.
(13)
نُسب لرُؤْبة بن العجَّاج.
لَمْ يُعْنَ بِالعَلْيَاءِ إِلَّا سَيِّدَا
(1)
فمن شواذِّ الإبدال.
ومثلُه: الشُّكاية، والرُّغاية، في رغوة اللَبَن
(2)
، بضم الفاء والإبدالِ في اللام، فإذا فتحوا الفاء أو كسروها فالواو، قاله الفَرَّاءُ
(3)
.
وقولُهم: دَيَّمت السماءُ، إذا أمطرت الدِّيمة، وهي المطر الدائم
(4)
.
وقولُهم: هذا أَحْيَلُ من هذا، و: أَحْوَلُ، أي: أكثر حِيلةً، و: لا حَيْلَ ولا قوَّةَ إلا بالله
(5)
، وإنما لم يُجعلا لغتين؛ لقولهم: هما يَتَحاوَلان، إذا قابَلَ كلٌّ منهما احتيالَه باحتيالِ صاحبِه
(6)
.
وصَبَا الرجلُ صَبْيًا، إذا فَعَلَ [فِعْلَ]
(7)
الصبيان
(8)
.
وهذا كلُّه نظيرُ ما يُفعل من الحذف لغير موجِبٍ، كـ: يَد، ودَم
(9)
.
بالعكس جاءَ لام فُعْلى وَصْفا
…
وكون قُصْوى نادرًا لا يخْفَى
(خ 1)
* [«بالعكس جاء لامُ "فُعْلى" وصفا»]: وهذا معقول لا يحتاج إلى تعليل؛ لأنه نقل الثقيل إلى الخفيف؛ لأجل التسهيل على اللسان؛ لثقل الكلمة بكونها صفةً، وبانضمام أوَّلها.
(1)
بيت من مشطور الرجز. ينظر: ملحقات الديوان 3/ 173، وشرح التسهيل 2/ 128، وشرح الكافية الشافية 2/ 609، والتذييل والتكميل 6/ 244، وتخليص الشواهد 497، والمقاصد النحوية 2/ 972.
(2)
ينظر: البارع 414، وتهذيب اللغة 8/ 166.
(3)
ينظر: إصلاح المنطق 88، والمقصور والممدود للقالي 222، والبارع 414.
(4)
ينظر: تهذيب اللغة 14/ 148، والمحكم 9/ 444.
(5)
ينظر: تهذيب اللغة 5/ 158، والصحاح (ح ي ل) 4/ 1682.
(6)
ينظر: المحتسب 2/ 358.
(7)
ما بين المعقوفين ليس في المخطوطة، والسياق يقتضيه.
(8)
ينظر: تهذيب اللغة 12/ 179، والصحاح (ص ب ا) 6/ 2398.
(9)
الحاشية في: 212.
فإن كانت أصلُها الياءُ أبقيت، نحو: السُّقْيا، والبُقْيا
(1)
(2)
.
* مسألةٌ
(3)
: "طُوبى" مصدر؛ ولهذا صُحِّح، ولو كان صفةً لم يَجُزْ فيه ذلك، وإنما هو بمنزلة: الرُّجْعى، وبمنزلة "حُسْنى" في قوله تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنَى}
(4)
؛ لأن "حُسْنى" لو كانت صفةً لم تكن إلا بـ"أَلْ" أو بالإضافة
(5)
.
* [«قُصْوى»]: قال الله تعالى: {وَهُمْ بِالعِدْوَةِ الْقُصْوَى}
(6)
، فهي صفة، كان قياسُها الياءَ، لكنهم نبَّهوا بها على الأصل، كما في: القَوَد
(7)
، والحَوَكة
(8)
(9)
.
(خ 2)
* [«"فُعْلى" وصفا»]: قال النَّاظِم
(10)
: إن كان "فُعْلى" اسمًا محضًا فلا قلب، كـ: حُزْوى
(11)
، وإن كان صفةً محضةً أو جاريةً مَجرى الأسماء، كـ: العُلْيا، والدُّنْيا قُلبت الواو
(1)
هي اسم من: بَقِي، ضد: فَنِي. ينظر: القاموس المحيط (ب ق ي) 2/ 1659.
(2)
الحاشية في: 41/أ.
(3)
كتب ابن هشام هذه المسألة على هذا البيت، وذلك مشكل من وجهين: الأول: أن "طُوبى" مما أعلَّت عينه، والبيت فيما أعلَّت لامه، والثاني: قوله: ولهذا صُحّح، مع أن عينها مبدلة من ياء؛ لأنها من: الطِّيب، وقلبها واوًا واجب؛ لأنها عينٌ لـ"فُعْلى" اسمًا. ينظر: الكتاب 4/ 364، والمقتضب 1/ 168، والممتع 2/ 493، وشرح الشافية للرضي 3/ 135.
(4)
البقرة 83، وهي قراءة شاذة حكاها الأخفش في معاني القرآن 1/ 134 غير منسوبة، وينظر: المحتسب 2/ 363، ومختصر ابن خالويه 15، وشواذ القراءات للكرماني 68.
(5)
الحاشية في: 41/أ.
(6)
الأنفال 42، والعين مكسورة في المخطوطة على قراءة ابن كثير وأبي عمرو. ينظر: السبعة 306، والإقناع 2/ 654.
(7)
هو القِصَاص، وطول الظهر والعنق. ينظر: القاموس المحيط (ق و د) 1/ 453.
(8)
جمع: حائك، وهو الذي ينسج الثياب. ينظر: القاموس المحيط (ح و ك) 2/ 1242.
(9)
الحاشية في: 41/أ.
(10)
إيجاز التعريف 156 - 158.
(11)
هو موضع بديار بني تميم، وقيل: جبل في رمال الدهناء، وقيل: نخل باليمامة. ينظر: معجم ما استعجم 2/ 443، ومعجم البلدان 2/ 255.
ياءً.
قال: والنحويون يقولون: هذا الإعلال مخصوص بالاسم، ثم لا يمثِّلون إلا بصفة محضة، أو بـ: الدُّنْيا، والاسميةُ فيها عارضة، ويزعمون أن تصحيح: حُزْوى شاذ، كتصحيح: حَيْوة، وهذا قولٌ لا دليلَ على صحته، وما قلتُه مؤيَّد بالدليل، وموافق لقول أئمة اللغة، حكى الأَزْهَريُّ
(1)
عن الفَرَّاءِ
(2)
وعن ابنِ السِّكِّيتِ
(3)
أنهما قالا: ما كان من النعوت مثلَ: الدُّنْيا، والعُلْيا فإنه بالياء؛ لأنهم يستثقلون الواو مع ضم الأول، وليس فيه اختلاف، إلا أن أهل الحجاز قالوا: القُصْوى، فأظهروا الواو، وهو نادر، وبنو تَمِيمٍ يقولون: القُصْيا
(4)
. انتهى كلامه.
وفي "شرح الغاية"
(5)
ذَكَر أن القلب في الأسماء، ثم مثَّل بـ: الدُّنْيا، والعُلْيا، وذكر كلامَ النَّاظم إلى آخره، ثم قال: وقد شذَّ من الصفة في "فُعْلى": الحُلْوى، فلم يقلبوا واوها ياءً، كما فعلوا بـ: العُلْيا.
وإنما قال: في "فُعْلى"؛ لأنه إن كان "فَعْلى" بالفتح فلا قلبَ، كـ: دَعْوى، ورَضْوى.
قال ابنُ السَّرَّاجِ في كتاب "المقصور والممدود"
(6)
: الدُّنْيا: مؤنثة مقصورة، تكتب بالألف، هذه لغة أهل نجدٍ وتَمِيمٍ خاصةً، إلا أن أهل الحجاز وبني أَسَدٍ يلحقونها ونظائرَها بالمصادر ذواتِ الواو، فيقولون: دَنْوى، مثل: شَرْوى
(7)
، وكذلك يفعلون بكل
(1)
تهذيب اللغة 9/ 175.
(2)
ينظر: المقصور والممدود للقالي 137، 138، ولعل النقل هنا عن ابن مالك بواسطة النكت الحسان في شرح غاية الإحسان 265، 266، ولم أقف على الحكاية عن الفراء في تهذيب اللغة، وعبارة إيجاز التعريف:«هذا قول ابن السكيت وقول الفراء» .
(3)
لم أقف على كلامه في غير تهذيب اللغة.
(4)
ينظر: لغات القرآن للفراء 71، وإصلاح المنطق 107.
(5)
النكت الحسان في شرح غاية الإحسان 265، 266.
(6)
لم أقف على ما يفيد بوجوده، وينظر: التذييل والتكميل 850/أ (نورعثمانيه)، وارتشاف الضرب 1/ 292، 293.
(7)
هو المِثْل. ينظر: القاموس المحيط (ش ر ي) 2/ 1704.