الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأنْشد بعده وَهُوَ
الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ
(الرجز جذب الصواريين بالكرور) على أَن الصراري جمع صراء وَهُوَ جمع صَار بِمَعْنى الملاح وَهُوَ السفان الَّذِي يجْرِي السَّفِينَة والصاري بالصَّاد وَالرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ على وزن القَاضِي معتل اللَّام بِالْيَاءِ وَجمعه على صوار قِيَاس مطرد لِأَنَّهُ جمع فَاعل اسْما لَا وَصفا بِخِلَاف جمعه على صراء إِذْ جمع فَاعل المعتل اللَّام على فعال نَادِر نَحْو جَان وجناء وغاز وغزاء وقار وقراء وَلما شابه صراء وزن الْمُفْرد نَحْو زنار وكلاب جَازَ جمعه على فعاعيل نَحْو صراري كَمَا تَقول زنانير وكلاليب ثمَّ جمع الصراري جمع تَصْحِيح فَقيل الصراريون هَذَا تَقْرِير كَلَام الشَّارِح وَقَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي الْإِيضَاح الشعري الْأَشْبَه أَن يكون صراء مُفردا جمعه صراري أَلا ترى أَن فعالا جمعا كشهاد وَلم نعلمهُ جَاءَ مكسرا كَمَا جَاءَ تكسير فعال نَحْو جمال وجمائل وعَلى هَذَا يكون الصراء كالصارى وكلا هذَيْن الْقَوْلَيْنِ خلاف الْمَنْقُول والمسموع أما الأول فقد نقل الثِّقَات كَابْن السيرافي فِي شرح شَوَاهِد إصْلَاح الْمنطق والجواليقي وَابْن السَّيِّد فِي شرح شَوَاهِد أدب الْكَاتِب وَصَاحب الصِّحَاح والعباب والقاموس أَن الصراري مُفْرد مثل الصاري وَأَن جمعه الصراريون وأنشدوا لَهُ هَذَا الْبَيْت وَأَن جمع الصاري الصراء كَقَوْلِه
(إشراف مردي على صرائه)
فَيكون الصراري من مَادَّة الثلاثي المضعف والصاري من مَادَّة الثلاثي المعتل إِلَّا أَن صَاحب الْقَامُوس أَسَاءَ حَيْثُ أورد الصراري فِي المعتل
أَيْضا جمعا للصاري مَعَ أَن فَاعِلا لَا يجمع على فعاعيل وَإِنَّمَا الَّذِي يجمع عَلَيْهِ فعال بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد كَمَا مر أَو فعال بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد نَحْو جَبَّار وجبابير وَزنه فعالي غير مَوْجُودَة فِي أوزان الْمُفْردَات من أبنية سِيبَوَيْهٍ وَغَيرهَا فَيكون فِي الأَصْل مَنْسُوبا إِلَى صرارة وَهُوَ اسْم نهر وَالَّذِي لم يحجّ وَالَّذِي لم يتَزَوَّج أَو إِلَى صرار بِدُونِ هَاء وَهُوَ كسحاب وَكتاب اسْم وَاد بالحجاز وَأما الثَّانِي فقد قَالَ الفرزدق البسبيط)
(ترى الصراري والأمواج تضربه
…
لَو يَسْتَطِيع إِلَى بَريَّة عبرا)
وَقَالَ خَليفَة بن حمل الطهوي أَيْضا (الْبَسِيط)
(ترى الصراري فِي غبراء مظْلمَة
…
تعلوه طورا ويعلو فَوْقهَا تيرا)
فقد رَجَعَ الضَّمِير إِلَيْهِ فِي الْبَيْت الأول مُفردا ثَلَاث مَرَّات وَفِي الْبَيْت الثَّانِي رَجَعَ إِلَيْهِ مُفردا مرَّتَيْنِ وَقَالَ الْقطَامِي فِي وصف غواص درة شبه حبيبته بهَا من قصيدة (الْبَسِيط)
(حَتَّى إِذا السفن كَانَت فَوق معتلج
…
ألْقى المعاوز عَنهُ ثمت انكتما
)
(فِي ذِي جلول يقْضِي الْمَوْت صَاحبه
…
إِذا الصراري من أهواله ارتسما)
فَلَو كَانَ جمعا كَمَا زعما لقَالَ ارتسموا قَالَ شَارِح ديوانه أَبُو سعيد السكرِي والصراري الملاح والصراء الملاحون وَالْوَاحد صَار
وَأورد الحريري فِي درة الغواص الْبَيْت الثَّانِي وَزعم أَنه يصف فلكا والمعتلج اسْم فَاعل من اعتلجت الأمواج التطمت واضطربت والمعاوز بِالْفَتْح جمع معوز بِالْكَسْرِ وَهُوَ الثَّوْب الْخلق الَّذِي لَا يتبدل لِأَنَّهُ لِبَاس المعوزين والمعاوز مفعول ألْقى وفاعله ضمير الغواص فِي بَيت قبله وأنكتم مَعْطُوف على ألْقى وضميره كضميره وَقَوله فِي ذِي جلول مُتَعَلق بانكتم أَي توارى فِي مَاء كثير عَظِيم والجلول جمع جلّ وَهُوَ مُعظم الشَّيْء وَقيل الجلول جمع جلّ بِفَتْح الْجِيم بِمَعْنى الشراع يَعْنِي مَاء فِيهِ سفن لَهَا شرع والارتسام بِالسِّين الْمُهْملَة التَّكْبِير والتعوذ وَالدُّعَاء يَقُول إِن الملاح دَعَا وعوذ حِين شَاهد عظم الْأَهْوَال بتلاطم الأمواج وَبَيت الشَّاهِد من أرجوزه للعجاج يصف فِيهَا سفينة وَقَبله (الرجز)
(لأيا ينائيها من الجئور
…
جذب الصرارين بالكرور)
(إِذْ نفحت فِي جلها الْمَسْجُور
…
حدواء جَاءَت من حِيَال الطّور)
اللاي بِفَتْح اللَّام وَسُكُون الْهمزَة البطء والشدة وَهُوَ مَنْصُوب على نزع الْخَافِض أَي بلاي وينائيها يباعدها من النأي وروى يثانيها بِالْمُثَلثَةِ وَالنُّون من ثناه إِذا عطفه والجئور مصر جَار إِذا عدل عَن
الْقَصْد وَهُوَ مصدر سَمَاعي جَاءَ على فعول بِالضَّمِّ لَكِن همز عينه على مُقْتَضى الْقَاعِدَة وَلم أر من نبه على هَذَا الْمصدر غير ابْن السيرافي فِي شرح شَوَاهِد إصْلَاح الْمنطق وَابْن السَّيِّد البطليوسي فِي شرح شَوَاهِد أدب الْكَاتِب وكلاهم نبها عَلَيْهِ فِي هَذَا الْبَيْت وَكَذَلِكَ الجواليقي فِي شرح أدب الْكَاتِب أَيْضا والكرور الحبال وَاحِدهَا كرّ بِالْفَتْح قَالَ أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات
قَالَ أَبُو خيرة الْكر الغليظ من الحبال وَقَالَ الطوسي هُوَ حَبل يكون من جُلُود وَغَيرهَا وَأنْشد هَذَا الْبَيْت وجذب فَاعل ينائيها يَقُول إِذا عدلت هَذِه السَّفِينَة وجارت عَن الْقَصْد لم يصرفهَا الملاحون عَن ذَلِك إِلَّا بعد بطء ومشقة ونفحت بِالْحَاء الْمُهْملَة هبت والجل بِفَتْح الْجِيم الشراع كَمَا تقدم والمسجور بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْجِيم الَّذِي شدّ بالحبال قَالَ فِي الْعباب اللُّؤْلُؤ الْمَسْجُور المنظوم المسترسل قَالَه أَبُو عبيد وَأنْشد للمخبل السَّعْدِيّ (الْكَامِل)
(وَإِذا ألم خيالها طرفت
…
عَيْني فماء شؤونها سجم)
(كاللولؤ الْمَسْجُور أغفل فِي
…
سلك النظام فخانه النّظم)
والحدواء فَاعل نفحت بِالْحَاء وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ وَهِي الرّيح الَّتِي تحدو السَّحَاب أَي تسوقها وَهِي ريح الشمَال وَالطور جبل وَالرِّيح الَّتِي تَجِيء من قبله هِيَ الشمَال وحيال الطّور ناحيته وإزاوه وَهِي بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وبالمثناة التَّحْتِيَّة يُقَال قعد حياله وبحياله أَي بإزائه وروى من بِلَاد الطّور