الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(السَّرِيع)
(أَقُول لما جَاءَنِي فخره
…
سُبْحَانَ من عَلْقَمَة الفاخر)
وَمِنْهَا
(وَلست بِالْأَكْثَرِ مِنْهُم حَصى
…
وَإِنَّمَا الْعِزَّة للكاثر)
وهما شَاهِدَانِ من شَوَاهِد هَذَا الْكتاب وَسَيَأْتِي شرحهما إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَحلهمَا وَبعد أَن أنْشد القصيدة نَادَى النَّاس نفر عَامر على عَلْقَمَة وَرووا الشّعْر وأمضوا حكم الْأَعْشَى ودعواه أَنَّهُمَا حكماه بَاطِلَة كَمَا يُعلمهُ النَّاس وَكَانَ رَأْي هرم خلاف ذَلِك فَلَمَّا سمع عَلْقَمَة بِهَذَا هدده بِالْقَتْلِ فَقَالَ الْأَعْشَى هَذِه القصيدة الصادية وَمعنى المنافرة كَمَا فِي الصِّحَاح المحاكمة فِي الْحسب يُقَال نافرة فنفره ينفره بِالضَّمِّ لَا غير أَي غَلبه والمنفور المغلوب والنافر الْغَالِب ونفره عَلَيْهِ تنفيرا أَي قضى عَلَيْهِ بالغلبة وَكَذَلِكَ أنفره والحسب هُوَ من الحسبان وَهُوَ مَا يعده الْإِنْسَان من مفاخر آبَائِهِ وَيُقَال حَسبه دينه وَيُقَال مَاله وَقَالَ ابْن السّكيت الْحسب وَالْكَرم يكونَانِ فِي الرجل وَإِن لم يكن لَهُ آبَاء لَهُم شرف وَالْمجد لَا يكون إِلَّا بِالْآبَاءِ وترجمة الْأَعْشَى مرت فِي الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعِشْرين وَأنْشد بعده
وَهُوَ الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ
(الْبَسِيط)
(يابى الظلامة مِنْهُ النوفل الزفر)
وأوله
(أَخُو رغائب يُعْطِيهَا ويسألها)
على أَن الزفر بِمَعْنى السَّيِّد قَالَ الشَّارِح الْمُحَقق فِي فعل بِضَم الْفَاء إِذا كَانَ علما يشْتَرط لمنع صرفه جمع شرطين ثُبُوت فَاعل وَعدم فعل
قبل العلمية أما عمر وَزفر علمين فَكَانَ الْوَاجِب صرفهما لِأَنَّهُ لما جَاءَ لَهما فَاعل قبل العلمية جَاءَ فعل أَيْضا نَحْو عمر جمع عمْرَة والزفر السَّيِّد قَالَ الْأَعْشَى وَأنْشد الشّعْر
ثمَّ قَالَ لكنهما لما سمعا غير منصرفين حكمنَا بِأَنَّهُمَا علمَان غير منقولين عَن فعل الجنسي بل هما معدولان عَن فَاعل انْتهى يفهم مِنْهُ أَنه لم يسمع صرف زفر فِي العلمية لَكِن يجوز صرفه بِاعْتِبَار كَونه معدولا من الزافر كَمَا صرح بِهِ ابْن جني نَاقِلا عَن أبي عَليّ فِي كِتَابه الْمُبْهِج وَهُوَ شرح أَسمَاء شعراء الحماسة وَعبارَته زفر معدول عَن زَافِر وَلذَلِك لم يصرف لِاجْتِمَاع التَّعْرِيف وَالْعدْل فِيهِ وَيدل على أَنه معدول أَنَّك لَا تَجدهُ فِي الْأَجْنَاس كَمَا تَجِد صرد ونغر وَأما قَوْله
(يَأْبَى الظلامة مِنْهُ النوفل الزفر)
فَقَالَ أَبُو عَليّ إِنَّك لَو سميت بِهَذَا صرفته كَمَا تصرفه إِذا سميته صردا وجرذا وحطما ولبدا وَقَالَ فِي مَوضِع آخر من هَذَا الْكتاب الزفر الناهض بِحمْلِهِ وَلَيْسَ زفر هَذَا الِاسْم مَنْقُولًا من هَذَا الْوَصْف وَلَو كَانَ كَذَلِك لوَجَبَ صرفه إِلَّا تعلم أَن فعلا المعدول عَن فَاعل لَا يجوز دُخُول اللَّام عَلَيْهِ وَذَلِكَ نَحْو زحل وَقثم وَقد قَالَ
(يَأْبَى الظلامة مِنْهُ النوفل الزفر)
فدخول اللَّام عَلَيْهِ يعرفك أَن زفر الَّذِي لَيْسَ مصروفا لَيْسَ بِهَذَا لداخلية اللَّام وَلَو سميت رجلا بزفر هَذَا بعد خلعك اللَّام عَنهُ لوَجَبَ صرفه لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ كصرد ونغر وَهَذَا وَاضح وَهُوَ رَأْي أبي عَليّ وَتَفْسِيره انْتهى
وَالْأَخ هُنَا بِمَعْنى الملابس والملازم للشَّيْء فَإِن الْعَرَب اسْتعْملت الْأَخ على أَرْبَعَة أوجه أَحدهَا هَذَا كَقَوْلِهِم أَخُو الْحَرْب وَالثَّانِي الْمجَالِس والمشابة كَقَوْلِهِم هَذَا الثَّوْب آخو هَذَا وَالثَّالِث الصّديق وَالرَّابِع أَخُو النّسَب وَهُوَ قِسْمَانِ نسب قرَابَة وَهُوَ الْمَشْهُور وَنسب قَبيلَة وَقوم كَقَوْلِهِم يَا أَخا تَمِيم يَا أَخا فَزَارَة لمن هُوَ مِنْهُم وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى (يَا أُخْت هرون) والرغائب جمع
رغيبة وَهِي العطايا الْكَثِيرَة كَذَا فِي الصِّحَاح وَفِي شرح شَوَاهِد الْغَرِيب المُصَنّف لِابْنِ السيرافي والرغائب الْأَشْيَاء الَّتِي يرغب فِيهَا يُرِيد يُعْطي مَا يرغب الرِّجَال فِي إدخاره ويحرصون على التَّمَسُّك بِهِ لنفاسته وأخو خبر مبتدا مَحْذُوف أَي هُوَ أَخُو رغائب وَجُمْلَة يُعْطِيهَا ويسألها مفسرة لوجه الملابسة فِي قَوْله أَخُو رغائب ويسألها بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول من السُّؤَال ويروي مَوْضِعه ويسلبها بِالْبِنَاءِ للمعلوم من السَّلب والظلامة بِالضَّمِّ وَمثله الظليمة والمظلمة بِكَسْر اللَّام وَضمّهَا وَهُوَ مَا تطلبه عِنْد الظَّالِم وَهُوَ اسْم مَا أَخذ مِنْك والنوفل الْبَحْر وَالْكثير الْعَطاء وَقَالَ ثَعْلَب النوفل الْعَزِيز الَّذِي ينفل عَنهُ الضيم أَي يَدْفَعهُ والزفر الْكثير النَّاصِر والأهل وَالْعدة وَقَالَ فِي الصِّحَاح هُوَ السَّيِّد لِأَنَّهُ يزدفر اي يتَحَمَّل بالأموال فِي الحمالات من دين ودية مطيقا لَهَا وأنشاد هَذَا الْبَيْت ثمَّ قَالَ وَإِنَّمَا يريديه بِعَيْنِه كَقَوْلِك لَئِن لقِيت فلَانا ليلقينك مِنْهُ الْأسد
ومحصل كَلَامهم أَن من تجريدية والتجريد كَمَا فِي الْكَشْف هُوَ تَجْرِيد الْمَعْنى المُرَاد عَمَّا قَامَ بِهِ تصويرا لَهُ بِصُورَة المستقل مَعَ إِثْبَات مُلَابسَة بَينه وَبَين الْقَائِم بِهِ بأداة أَو سِيَاق وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة عدَّة أبياتها أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ بَيْتا لأعشى باهله رثى صَاحب الشَّاهِد
بهَا الْمُنْتَشِر بن وهب الْبَاهِلِيّ قَالَ الْآمِدِيّ فِي المؤتلف والمختلف اعشى باهلة يكنى أَبَا قحطان جاهلي واسْمه عَامر بن الْحَارِث أحد بني عَامر بن عَوْف بن وَائِل ابْن معن ومعن أَبُو باهلة وباهلة امْرَأَة من هَمدَان وَهُوَ الشَّاعِر الْمَشْهُور صَاحب القصيدة المرثية فِي أخية لأمة الْمُنْتَشِر انْتهى والمنتشر هُوَ كَمَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة ابْن وهب بن سَلمَة بن كراثة بن هِلَال ابْن عَمْرو بن سَلامَة بن ثَعْلَبَة بن وَائِل بن معن بن مَالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان وَكَانَ الْمُنْتَشِر رَئِيسا فَارِسًا وَكَانَ رَئِيس الْأَبْنَاء يَوْم أرمام وَهُوَ أحد
يومي مُضر فِي الْيمن كَانَ يَوْمًا عَظِيما قتل فِيهِ مرّة بن عاهان وصلاءة بن العنبر والجموح ومعارك وَقَالَ الْأَصْمَعِي الْمُنْتَشِر هُوَ ابْن هُبَيْرَة بن وهب بن عَوْف بن حَارِث بن ورقة ابْن مَالك قَالَ السَّيِّد المرتضى فِي أَمَالِيهِ الْمُسَمَّاة غرر الْفَوَائِد ودرر القلائد وَهَذِه القصيدة من المراثي المفضلة الْمَشْهُورَة بالبراعة والبلاغة قَالَ وَقد رويت أَنَّهَا للدعجاء أُخْت الْمُنْتَشِر وَقيل لليلى أُخْته قَالَ وَمن هُنَا اشْتبهَ الْأَمر على عبد الْملك بن مَرْوَان فَظن أَنَّهَا لليلى الأخيلية وَيَنْبَغِي أَن نورد هَذِه القصيدة مشروحة لأمور مِنْهَا أَنَّهَا نادرة قَلما تُوجد وَمِنْهَا أَنَّهَا جَيِّدَة فِي بَابهَا وَمِنْهَا أَن كثيرا من أبياتها شَوَاهِد فِي كتب الْعلمَاء
ونورد أَولا خبر الْمُنْتَشِر حَتَّى يظْهر بِنَاء القصيدة عَلَيْهِ وَكَانَ من حَدِيثه على مَا رَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب فِي رِوَايَته ديوَان الْأَعْشَى قَالَ خرج الْمُنْتَشِر ابْن وهب الْبَاهِلِيّ يُرِيد حج ذِي الخلصة وَمَعَهُ غلمه من قومه والأقيصر بن جَابر أَخُو بني فراص وَكَانَ بَنو نفَيْل بن عَمْرو بن كلاب أَعدَاء لَهُ فَلَمَّا رَأَوْا مخرجه وعورته وَمَا يَطْلُبهُ بِهِ بَنو الْحَارِث بن كَعْب وَطَرِيقَة عَلَيْهِم وَكَانَ من حج ذَا الخلصة أهْدى لَهُ هَديا يتحرم بِهِ مِمَّن لقِيه فَلم يكن مَعَ الْمُنْتَشِر هدي فَسَار حَتَّى إِذا كَانَ بهضب النباع انْكَسَرَ لَهُ بعض غلمته الَّذين كَانُوا مَعَه فَصَعِدُوا فِي شعب من النباع فَقَالُوا فِي غَار فِيهِ وَكَانَ الأقيصر يتكهن وأنذر بَنو نفَيْل بالمنتشر بني الْحَارِث بن كَعْب فَقَالَ الأقيصر النَّجَاء يَا منتشر فقد أتيت فَقَالَ لَا أَبْرَح حَتَّى أبرد فَمضى الأقيصر وَأقَام الْمُنْتَشِر وَأَتَاهُ غلمته بسلاحه واراد قِتَالهمْ فأمنوه وَكَانَ قد أسر رجلا من بني الْحَارِث بن كَعْب يُقَال لَهُ هِنْد بن أَسمَاء بن زنباع فَسَأَلَهُ أَن يفْدي نَفسه فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَقطع أُنْمُلَة ثمَّ أَبْطَأَ فَقطع مِنْهُ أُخْرَى وَقد أَمنه الْقَوْم
وَوضع سلاحه فَقَالَ أتؤمنون مقطعا وإلهي لَا أؤمنه ثمَّ قَتله وَقتل غلمته انْتهى وَذُو الخلصة بِفَتَحَات الْخَاء الْمُعْجَمَة وَاللَّام وَالصَّاد الْمُهْملَة الْكَعْبَة اليمانية الَّتِي كَانَت بِالْيمن أنفذ إِلَيْهَا رَسُول الله
جرير بن عبد الله فخربها وَقيل هُوَ بَيت كَانَ فِيهِ صنم لدوس وخثعم وبجيلة وَغَيرهم كَذَا فِي النِّهَايَة لِابْنِ الْأَثِير وَفِي الصِّحَاح هُوَ بَيت لخثعم كَانَ يَدعِي الْكَعْبَة اليمانية وَكَانَ فِيهِ صنم يدعى الخلصة فهدم وَفِي شرح البُخَارِيّ لِابْنِ حجر ذُو الخلصة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَاللَّام بعْدهَا مُهْملَة وَحكى ابْن دُرَيْد فتح
أَوله وَإِسْكَان ثَانِيَة وَحكى ابْن هِشَام ضمهما وَقيل بِفَتْح أَوله وَضم ثَانِيَة وَالْأول أشهر والخلصة نَبَات لَهُ حب أَحْمَر كخرز العقيق وَذُو الخلصة اسْم الْبَيْت الَّذِي كَانَ فِيهِ الصَّنَم وَقيل اسْم الْبَيْت الخلصة وَاسم الصَّنَم ذُو الخلصة وَحكى الْمبرد أَن مَوضِع ذِي الخلصة صَار مَسْجِدا جَامعا لبلدة يُقَال لَهَا العبلات من أَرض خثعم وَوهم من قَالَ إِنَّه كَانَ فِي بِلَاد فَارس انْتهى وَرَأَيْت فِي كتاب الْأَصْنَام لِابْنِ الْكَلْبِيّ أَن ذَا الخلصة كَانَ مروة بَيْضَاء منقوشة عَلَيْهَا كَهَيئَةِ التَّاج وَكَانَت بتبالة بَين مَكَّة واليمن مسيرَة سبع لَيَال من مَكَّة وَكَانَ سدنتها بَنو أُمَامَة من باهلة بن أعصر وَكَانَت تعظمها وتهدي لَهَا خثعم وبجيلة وأزد السراة وَمن قاربهم من بطُون الْعَرَب من هوَازن وفيهَا يَقُول خِدَاش بن زُهَيْر العامري لعثعث بن وَحشِي فِي عهد كَانَ بَينهم فغدر بهم (الطَّوِيل)
(وذكرته بِاللَّه بيني وَبَينه
…
وَمَا بَيْننَا من هَذِه لَو تذكرا)
(وبالمروة الْبَيْضَاء يَوْم تباله
…
ومحبسة النُّعْمَان حَيْثُ تنصرا)
فَلَمَّا فتح رَسُول الله
مَكَّة وَأسْلمت الْعَرَب ووفدت عَلَيْهِ وفودها قدم عَلَيْهِ جرير بن عبد الله مُسلما فَقَالَ لَهُ يَا جرير أَلا تكفيني ذَا الخلصة فَقَالَ بلَى فوجهه إِلَيْهِ فَخرج حَتَّى أَتَى أحمس من بجيلة فَسَار بهم إِلَيْهِ فقاتلته خثعم وباهلة دونه فَقتل من سدنته من باهلة
يؤمئذ مائَة رجل وَأكْثر الْقَتْل فِي خثعم وَقتل مِائَتَيْنِ من بني قُحَافَة بن عَامر بن خثعم فظفر بهم وَهَزَمَهُمْ وَهدم بُنيان ذِي الخلصة واضرم فِيهِ النَّار فَاحْتَرَقَ وَذُو الخلصة الْيَوْم عتبَة بَاب مَسْجِد تبَالَة وبلغنا أَن رَسُول الله
قَالَ لَا تذْهب الدُّنْيَا حَتَّى تصطك أليات نسَاء دوس على ذِي الخلصة يعبدونه كَمَا كَانُوا يعبدونه انْتهى وَالْقَصِيدَة هَذِه
(إِنِّي أَتَتْنِي لِسَان لَا أسر بهَا
…
من علو لَا عجب مِنْهَا وَلَا سخر)
هَذَا الْبَيْت أوردهُ الشَّارِح الْمُحَقق فِي الظروف على أَن علو رُوِيَ بِضَم الْوَاو وَكسرهَا وَفتحهَا وَاسْتشْهدَ بِهِ صَاحب الْكَشَّاف على أَن اللِّسَان فِي قَوْله تَعَالَى {وَجَعَلنَا لَهُم لِسَان صدق عليا} أطلق على مَا يُوجد بهَا من الْعَطِيَّة وَاللِّسَان هُنَا بِمَعْنى الرسَالَة وَأَرَادَ بهَا نعي الْمُنْتَشِر وَلِهَذَا أنث لَهُ الْفِعْل فَإِنَّهُ إِذا أُرِيد بِهِ الْكَلِمَة أَو الرسَالَة يؤنث وَيجمع على ألسن وَإِذا كَانَ بِمَعْنى جارحة الْكَلَام فَهُوَ مُذَكّر وَيجمع على أَلْسِنَة روى ثَعْلَب
(إِنِّي أتيت بِشَيْء لَا أسر بِهِ
…
من علو لَا عجب فِيهِ وَلَا سخر)
وروى أَبُو زيد فِي نوادره
(إِنِّي أَتَانِي شَيْء لَا أسر بِهِ
…
من عل لَا عجب فِيهِ وَلَا سخر)
قَالَ: ويروى " من علو " و" سخر " - بِضَمَّتَيْنِ -. قَالَ فِي " الصِّحَاح ": " وعلو مثلث الْوَاو، أَي: أَتَانِي خبر من أَعلَى نجد ". وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَرَادَ الْعَالِيَة. وَقَالَ ثَعْلَب:
أَي: من أعالي الْبِلَاد. وَيُقَال من علو بِتَثْلِيث الْوَاو وَمن عل بِكَسْر اللَّام وضمهما، وَمن علا، وَمن أَعلَى، وَمن معال. وَقَوله " لَا عجب " إِلَخ، أَي: لَا أعجب مِنْهَا، وَإِن كَانَت عَظِيمَة، لِأَن مصائب الدُّنْيَا كَثِيرَة؛ " وَلَا سخر ": بِالْمَوْتِ، وَقيل مَعْنَاهُ لَا أَقُول ذَلِك سخرية، وَهُوَ بِفتْحَتَيْنِ وبضمتين: مصدر سخر مِنْهُ كفرح وسخرا بِضَمَّتَيْنِ ومسخرا: اسْتَهْزَأَ بِهِ.
(فظلت مكتئباً حران أندبه
…
وَكنت أحذره لَو ينفع الحذر)
وروى: وَكنت ذَا حذر:
(فَجَاشَتْ النَّفس لنا جَاءَ جمعهم
…
وراكب جَاءَ من تثليت مُعْتَمر)
فِي " الصِّحَاح ": " جَاشَتْ نَفسه أَي: غثت، وَيُقَال دارت للغثيان. فَإِن أردْت أَنَّهَا ارْتَفَعت من حزن أَو فزع. قلت: جشأت، بِالْهَمْز ". وروى بدل " جمعهم " أَي: الَّذين شهدُوا مَقْتَله: " فَلهم " بِفَتْح الْفَاء وَتَشْديد اللَّام؛ يُقَال جَاءَ فل الْقَوْم أَي: منهزموهم، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع، وَرُبمَا قَالُوا: فلول وفلال. وتثليت بِالْمُثَلثَةِ. اسْم مَوضِع. و" مُعْتَمر " صفة رَاكب بِمَعْنى زائر، وَيُقَال من عمْرَة الْحَج.
(يَأْتِي على النَّاس لَا يلوي على أحد
…
حَتَّى الْتَقَيْنَا وَكَانَت دُوننَا مُضر)
فَاعل " يَأْتِي " ضمير الرَّاكِب. و" يلوي ": مضارع لوى بِمَعْنى توقف وعرج، أَي: يمر هَذَا الرَّاكِب على النَّاس وَلم يعرج على أحد حَتَّى أَتَانِي؛ لِأَنِّي كنت صديقه. و" دون " بِمَعْنى قُدَّام.
(إِن الَّذِي جِئْت من تثليث تندبه
…
مِنْهُ السماح وَمِنْه النَّهْي والغير)
أَي: فقت لهَذَا الرَّاكِب: إِن الَّذِي جِئْت إِلَخ، يُقَال ندب الْمَيِّت من بَاب
نصر: بَكَى عَلَيْهِ وَعدد محاسنه. وَجُمْلَة " مِنْهُ السماح " إِلَخ خبر إِن. و" النَّهْي ": خلاف الْأَمر. و" الْغَيْر "، بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة: اسْم من غيرت الشَّيْء فَتغير، أَقَامَهُ مقَام الْأَمر.
(ينعى امرا لَا تغب الْحَيّ جفنته
…
إِذا الْكَوَاكِب أخطا نوءها الْمَطَر)
النعي خبر الْمَوْت يُقَال نعاه ينعاه قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَت الْعَرَب إِذا مَاتَ ميت لَهُ قدر ركب رَاكب فرسا وَجعل يسير فِي النَّاس وَيَقُول نعاء فلَانا أَي انعه وَأظْهر خبر وَفَاته وَهِي مَبْنِيَّة على الْكسر وَلَا يغب هُوَ من قَوْلهم فلَان لَا يغبنا عطاؤه أَي لَا يأتينا يَوْمًا دون يَوْم بل يأتينا كل يَوْم والجفنة الْقَصعَة وأخطاه كتخطاه تجاوزه والنوء سُقُوط نجم من الْمنَازل فِي الْمغرب مَعَ الْفجْر وطلوع رقيبه من الْمشرق يُقَابله من سَاعَته فِي كل لَيْلَة إِلَى ثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَهَكَذَا كل نجم إِلَى انْقِضَاء السّنة
وَكَانَت الْعَرَب تضيف الأمطار والرياح وَالْحر وَالْبرد إِلَى السَّاقِط مِنْهَا يُرِيد أَن جفانه لَا تَنْقَطِع فِي الْقَحْط والشدة
…
وراحت الشول مغبرا مناكبها
…
شعثا تغير مِنْهَا الني والوبر)
مَعْطُوف على مَدْخُول إِذا فِي الْقَامُوس الشائلة من الْإِبِل مَا أَتَى عَلَيْهَا من حملهَا أَو وَضعهَا سَبْعَة أشهر فجف لَبنهَا وَالْجمع شول على غير قِيَاس وَفِي النِّهَايَة الشول مصدر شال لبن النَّاقة أَي ارْتَفع وَتسَمى النَّاقة الشول أَي ذَات شول لِأَنَّهُ لم يبْق فِي ضرْعهَا إِلَّا شول من لبن اي بَقِيَّة وَيكون ذَلِك بعد سَبْعَة أشهر من حملهَا وروى مباءتها أَي مراجها بدل مناكبها ومغبرا يَعْنِي من الرِّيَاح والعجاج والني بِفَتْح النُّون الشَّحْم
ومصدر نَوَت النَّاقة تنوي نواية ونيا إِذا سمنت يُرِيد أَن الجدب وَقلة المرعى خشن لَحمهَا وَغَيره
(وَأَلْجَأَ الْكَلْب مبيض الصقيع بِهِ
…
وَأَلْجَأَ الْحَيّ من تناحه الْحجر)
مَعْطُوف أَيْضا على مَدْخُول إِذا وَأَلْجَأَ اضْطر ويروي أجحر يُقَال أجحرته أَي ألجأته إِلَى أَن دخل جحرة والصقيع الجليد وتنفاحه ضربه وَهُوَ مصدر نفحت الرّيح إِذا هبت بَارِدَة وَالضَّمِير للصقيع وَالْبَاء فِي بِهِ بِمَعْنى على وَالضَّمِير للكلب وَالْحجر بِضَم الْحَاء وَفتح الْجِيم جمع حجرَة بِالضَّمِّ الغرفة وحظيرة الْإِبِل من شجر يَقُول هُوَ فِي مثل هَذِه الْأَيَّام الشَّدِيدَة يطعم النَّاس الطَّعَام
(عَلَيْهِ أول زَاد الْقَوْم قد علمُوا
…
ثمَّ الْمطِي إِذا مَا أرملوا جزر)
يَعْنِي أَنه يرتب على نَفسه زَاد أصحابة أَولا وَإِذا فني الزَّاد نحر لَهُم وأرمل الرجل نفد زَاده والمطي جمع مَطِيَّة وَهِي النَّاقة والجزر بِضَمَّتَيْنِ جمع جزور وَهِي النَّاقة الَّتِي تنحر وَرُوِيَ بِفتْحَتَيْنِ جمع جزرة وَهِي النَّاقة وَالشَّاة تذبح
(قد تكظم البزل مِنْهُ حِين تبصره
…
حَتَّى تقطع فِي أعناقها الجرر)
ويروى
(وتفزع الشول مِنْهُ حِين يفجؤها)
يُقَال كظم الْبَعِير بِالْفَتْح يَكْظِم بِالْكَسْرِ كظوما إِذا أمسك عَن الجرة وَقيل الكظم أَن لَا تجتر لشدَّة الْفَزع إِذا رَأَتْ السَّيْف والبزل جمع بازل وَهُوَ الدَّاخِل فِي السّنة التَّاسِعَة والجرر جمع جرة بِكَسْر الْجِيم فيهمَا وَهِي مَا يُخرجهُ الْبَعِير للاجترار يَقُول تعودت الْإِبِل أَنه يعقر مِنْهَا فَإِذا
رَأَتْهُ كظمت على جرتها فَزعًا مِنْهُ وتقطع فعل مضارع مَنْصُوب بِأَن
(أَخُو رغائب يُعْطِيهَا ويسألها
…
يَأْبَى الظلامة مِنْهُ النوفل الزفر)
(لم تَرَ أَرضًا وَلم] تسمع بساكنها
…
إِلَّا بهَا من نوادي وقعه أثر)
نوادي كل شَيْء بالنُّون أَوَائِله وَمَا ندر مِنْهُ وَاحِدَة نَادِيَةَ وَمِنْه قَوْلهم لَا ينداك مني سوء أبدا أَي لَا ينْدر إِلَيْك والوقع النُّزُول
(وَلَيْسَ فِيهِ إِذا استنظرته عجل
…
وَلَيْسَ فِيهِ إِذا ياسرته عسر)
(وَإِن يصبك عَدو فِي مناوأة
…
يَوْمًا فقد كنت تستعلي وتنتصر)
ويروي فقد كَانَ يستعلي وينتصر المناوأة المعاداة يُقَال ناوأت الرجل مناوأة وَقيل هِيَ الْمُحَاربَة ناوأته أَي حاربته قَالَ الشَّاعِر (الطَّوِيل)
…
إِذا أَنْت ناوأت الْقُرُون فَلم تنؤ
…
بقرنين عزتك الْقُرُون الكوامل)
(من لَيْسَ فِي خَيره من يكدره
…
على الصّديق وَلَا فِي صَفوه كدر)
(أَخُو شروب ومكساب إِذا عدموا
…
وَفِي المخافة مِنْهُ الْجد والحذر)
الشروب جمع شرب وَهُوَ جمع شَارِب كصحب جمع صَاحب ويروى أَخُو حروب والمكاسب مُبَالغَة كاسب والعدم الْفقر وَفعله من بَاب فَرح
(مردى حروب وَنور يستضاء بِهِ
…
كَمَا أَضَاء سَواد الظلمَة الْقَمَر)
المردى بِكَسْر الْمِيم قَالَ فِي الصِّحَاح هُوَ حجر يَرْمِي بِهِ وَمِنْه قيل للشجاع إِنَّه لمردى حروب وَمَعْنَاهُ أَنه يقذف فِي الحروب ويرجم فِيهَا وروى
…
(كَمَا أَضَاء سَواد الطخية الْقَمَر)
الطخية بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة الظلمَة والطخياء بِالْمدِّ اللَّيْلَة الْمظْلمَة يُرِيد أَنه كَامِل شجاعة وعقلا فشجاعته كَونه يرْمى فِي الحروب وعقله كَون رَأْيه نورا يستضاء بِهِ وهما وصفان متضادان غَالِبا
(مهفهف أهضم الكشحين منخرق
…
عَنهُ الْقَمِيص لسير اللَّيْل محتقر)
المهفهف الخميص الْبَطن الدَّقِيق الخصر والأهضم المنضم الجنبين والكشح مَا بَين الخاصرة إِلَى الضلع الْخلف وَهَذَا مدح عِنْد الْعَرَب فَإِنَّهَا تمدح الهزال والضمر وتذم السّمن وَفِي الْعباب وَرجل منخرق السربال إِذا طَال سَفَره فشققت ثِيَابه ولسير اللَّيْل مُتَعَلق بِمَا بعده وَهَذَا يدل على الجلادة وَتحمل الشدائد
(طاوي الْمصير على العزاء منجرد
…
بالقوم لَيْلَة لَا مَاء وَلَا شجر)
الطوى الْجُوع وَفعله من بَاب فَرح وطوى بِالْفَتْح يطوي بِالْكَسْرِ طيا إِذا تعمد الْجُوع والمصير المعى الرَّقِيق وَجمعه مصران كرغيف ورغفان وَجمع هَذَا مصارين أَرَادَ طاوي الْبَطن والعزاء بِفَتْح الْعين المهمله وَتَشْديد الزَّاي الْمُعْجَمَة الشدَّة والجهد وَقَالَ فِي الصِّحَاح هِيَ السّنة الشَّدِيدَة والمنجرد المتشمر وَقَوله لَيْلَة لَا مَاء وَلَا شجر أَي يرْعَى
(لَا يصعب الْأَمر إِلَّا ريث يركبه
…
وكل أَمر سوى الْفَحْشَاء يأتمر)
أصعب الْأَمر وجده صعبا وكل مفعول مقدم ليأتمر أَي يفعل كل خير وَلَا يدنو من الْفَاحِشَة
…
(لَا يهتك السّتْر عَن أُنْثَى يطالعها
…
وَلَا يشد إِلَى جاراته النّظر)
(لَا يتأرى لما فِي الْقدر يرقبه
…
وَلَا يعَض على شرسوفه الصفر)
لَا يتأرى لَا يتجبس ويتلبث يُقَال تأرى بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ فِيهِ أَي لَا يلبث لإدراك طَعَام الْقدر وَجُمْلَة يرقبه حَال من الْمُسْتَتر فِي يتأرى يمدحه بِأَن همته لَيْسَ فِي الْمطعم وَالْمشْرَب وَإِنَّمَا همته فِي طلب الْمَعَالِي فَلَيْسَ يرقب نضج مَا فِي الْقدر إِذا هم بِأَمْر لَهُ شرف بل يَتْرُكهَا ويمضى والشرسوف طرف الضلع والصفر دويبة مثل الْحَيَّة تكون فِي الْبَطن تعتري من بِهِ شدَّة الْجُوع قَالَ فِي النِّهَايَة فِي حَدِيث لَا عدوى وَلَا هَامة وَلَا صفر إِن الْعَرَب كَانَت تزْعم أَن فِي الْبَطن حَيَّة يُقَال لَهَا الصفر تصيب الْإِنْسَان إِذا جَاع وتؤذيه وَأَنَّهَا تعدِي فَأبْطل الْإِسْلَام ذَلِك وَقيل أَرَادَ بِهِ النَّبِي
النسيء الَّذِي كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ تَأْخِير الْمحرم إِلَى صفر ويجعلون صفر هُوَ الشَّهْر الْحَرَام فأبطله انْتهى وَلم يرد الشَّاعِر أَن فِي جَوْفه صفرا لَا يعَض على شراسيفه وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه لَا صفر فِي جوفة فيعض يصفه بِشدَّة الْخلق وَصِحَّة البنية
(لَا يغمز السَّاق من أَيْن وَلَا وصب
…
وَلَا يزَال أَمَام الْقَوْم يقتفر)
لَا يغمز السَّاق لَا يجسها يصف جلده وتحمله للمشاق والأين الإعياء والوصب الوجع والاقتفار بِتَقْدِيم الْقَاف على الْفَاء اتِّبَاع الْآثَار فِي الصِّحَاح وقفرت أَثَره أقفره بِالضَّمِّ أَي قفوته وأقتفرت مثله وَأنْشد هَذَا
الْبَيْت وَرَوَاهُ أَبُو الْعَبَّاس فِي شرح نَوَادِر أبي زيد يقتفر بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول وَمَعْنَاهُ أَنه يفوت النَّاس فَيتبع وَلَا يلْحق
(لَا يَأْمَن النَّاس ممساه ومصبحه
…
فِي كل فج وَإِن لم يغز ينْتَظر)
اي لَا يأمنه النَّاس على كل حَال سَوَاء كَانَ غازيا أم لَا فَإِن كَانَ غازيا يخَافُونَ أَن يُغير عَلَيْهِم وَإِن لم يكن غازيا فَإِنَّهُم قي قلق أَيْضا لأَنهم يترقبون غَزْوَة وينتظرونه
…
تكفيه حزة فلذان ألم بهَا
…
من الشواء ويروي شربه الْغمر)
الحزة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الزَّاي الْمُعْجَمَة قِطْعَة من اللَّحْم قطعت طولا والفلذان جمع فلذ بِكَسْر الْفَاء فيهمَا الْقطعَة من الكبد وَاللَّحم وألم بهَا أَصَابَهَا يَعْنِي أكلهَا والغمر بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْمِيم قدح صَغِير لَا يروي
(لَا تأمن البازل الكوماء عدوته
…
وَلَا الأمون إِذا مَا أخروط السّفر)
البازل الْبَعِير الَّذِي فطر نأبه بِدُخُولِهِ فِي السّنة التَّاسِعَة وَيُقَال للناقة بازل أَيْضا يستوى فِيهِ الذّكر وَالْأُنْثَى والكوماء بِالْفَتْح النَّاقة الْعَظِيمَة السنام والعدوة التَّعَدِّي فَإِنَّهُ يَنْحَرهَا لمن مَعَه سَوَاء كَانَت المطية مُسِنَّة كالبازل أَو شَابة كالأمون وَهِي النَّاقة الموثقة الْخلق يُؤمن عثارها وضعفها واخروط امْتَدَّ وَطَالَ
(كَأَنَّهُ بعد صدق الْقَوْم أنفسهم
…
باليأس تلمع من قدامه الْبشر)
لمع أَضَاء والبشر بِضَمَّتَيْنِ جمع بشير يَقُول إِذا فزع الْقَوْم وأيقنوا بِالْهَلَاكِ عِنْد الحروب أَو الشدائد فَكَأَنَّهُ من ثقته بِنَفسِهِ قدامه بشير يبشره
بالظفر والنجاح فَهُوَ منطلق الْوَجْه نشيط غير كسلان قَالَ السَّيِّد المرتضى فِي أمالية قَالَ الْمبرد لَا نعلم بَيْتا فِي يمن النقيبة وبركه الطلعة أبرع من هَذَا الْبَيْت
(لَا يعجل الْقَوْم أَن تغلي مراجلهم
…
ويدلج اللَّيْل حَتَّى يفسح الْبَصَر)
يُرِيد أَنه رابط الجأش عِنْد الْفَزع لَا يستخفه الْفَزع فيعجل أَصْحَابه عَن الأطباخ وَقَوله حَتَّى يفسح الْبَصَر أَي يجد متسعا من الصُّبْح وَقيل مَعْنَاهُ لَيْسَ
هُوَ شَرها يتعجل بِمَا يُؤْكَل والمراجل الْقُدُور جمع مرجل
(عِشْنَا بِهِ حقبة حَيا ففارقنا
…
كَذَلِك الرمْح ذُو النصلين ينكسر)
وروى
(عِشْنَا بذلك دهرا ثمَّ وَدعنَا)
والنصلان هما السنان وَهِي الحديدة الْعليا من الرمْح والزج وَهِي الحديدة السُّفْلى وَيُقَال لَهما الزجان أَيْضا وَهَذَا مثل أَي كل شَيْء يهْلك وَيذْهب
(فَإِن جزعنا فقد هدت مصابتنا
…
وَإِن صَبرنَا فَإنَّا معشر صَبر)
المصابة بِضَم الْمِيم بِمَعْنى الْمُصِيبَة يُقَال جبر الله مصابته وَهُوَ فَاعل وَالْمَفْعُول مَحْذُوف أَي قوانا وَالصَّبْر بِضَمَّتَيْنِ جمع صبور مُبَالغَة صابر
(أصبت فِي حرم منا أَخا ثِقَة
…
هِنْد بن أَسمَاء لَا يهني لَك الظفر)
خَاطب قَاتل الْمُنْتَشِر هِنْد بن أَسمَاء وَأَرَادَ بِالْحرم ذَا الخلصة ثمَّ دَعَا عَلَيْهِ والتهنئة خلاف التَّعْزِيَة
(لَو لم تخنه نفَيْل وَهِي خَائِنَة
…
لصبح الْقَوْم وردا مَا لَهُ صدر)