الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كالخنذيذ فِي شعره والمفلق مَعْنَاهُ الَّذِي يَأْتِي فِي شعره بالفلق بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْعجب وَقيل هُوَ اسْم الداهية وشاعر فَقَط وَهُوَ الَّذِي فَوق الرَّدِيء بِدَرَجَة وشعرور وَهُوَ لَا شَيْء وَقيل بل هم
شَاعِر مفلق وشاعر مُطلق وشويعر وشعرور \ وسمى الشَّاعِر شَاعِرًا لِأَنَّهُ يشْعر لما لَا يشْعر لَهُ غَيره فَإِذا لم يكن عِنْد الشَّاعِر توليد معنى واختراعه واستطراف لفظ وابتداعه أَو زِيَادَة فِيمَا أجحف بِهِ غَيره من الْمعَانِي أَو نقص مِمَّا أطاله سواهُ من الْأَلْفَاظ وَصرف معنى إِلَى وَجه من وَجه آخر كَانَ اسْم الشَّاعِر عَلَيْهِ مجَازًا لَا حَقِيقَة وَأنْشد بعده
وَهُوَ الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ
(الرجز)
(نبئت أخوالي بني يزِيد
…
ظلما علينا لَهُم فديد)
على أَن يزِيد علم محكي لكَونه سمي بِالْفِعْلِ مَعَ ضَمِيره الْمُسْتَتر من قَوْلك المَال يزِيد وَلَو كَانَ من قَوْلك يزِيد المَال لوَجَبَ مَنعه من الصّرْف وَكَانَ هُنَا مجرورا بالفتحة ونبئت مَجْهُول نبأ بِالتَّشْدِيدِ من النبأ وَهُوَ الْخَبَر وَقَالَ الرَّاغِب النبأ خبر ذُو فَائِدَة عَظِيمَة يحصل بِهِ علم أَو غَلَبَة ظن وَلَا يُقَال للْخَبَر فِي الأَصْل نبأ حَتَّى يتَضَمَّن هَذِه الْأَشْيَاء الثَّلَاثَة وَحقه أَن يتعرى عَن الْكَذِب كاتلواتر وَخبر الله وَخبر الرَّسُول ولتضمن النبأ معنى الْخَبَر يُقَال أنبأته بِكَذَا أخْبرته بِهِ ولتضمنه معنى الْعلم قيل أنبأته كَذَا كَقَوْلِك عَلمته كَذَا
قَالَ السمين أنبأ ونبأ وَأخْبر وَخبر مَتى تَضَمَّنت معنى أعلم تعدت لثَلَاثَة مفاعيل وَهُوَ نِهَايَة التَّعَدِّي وَأما أعلمته بِكَذَا فلتضمنه معنى الْإِحَاطَة قيل ونبأته أبلغ من أنبأته وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى {من أَنْبَأَك هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيم الْخَبِير} وَلم يقل أنبأني لِأَنَّهُ من قبل الله تَعَالَى
وَالْمَفْعُول الأول هُنَا ضمير الْمُتَكَلّم فِي نبئت وَالثَّانِي أخوالي وَالثَّالِث جملَة لَهُم فديد وأصل المفعولين الْأَخيرينِ الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر والفديد الصَّوْت وَهُوَ مصدر فد يفد بِالْكَسْرِ أَي أَن أَصْوَاتهم تعلو علينا وَلَا يوقروننا فِي الْخطاب وَرجل فداد بِالتَّشْدِيدِ شَدِيد الصَّوْت وَفِي الحَدِيث إِن الْجفَاء وَالْقَسْوَة فِي الْفَدادِين وهم الَّذين تعلو أَصْوَاتهم فِي حروثهم ومواشيهم وَبني يزِيد هم تجار كَانُوا بِمَكَّة حرسها الله تَعَالَى وإليهم تنْسب البرود اليزيدية كَمَا يَأْتِي آنِفا نعت لأخوالي أَو بَيَان لَهُ أَو بدل مِنْهُ وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي الْإِيضَاح لَا يحسن أَن يكون بَدَلا لِأَن الْبَدَل هُوَ الْمَقْصُود بِالذكر وَلَو جعلته بَدَلا لاحتاج إِلَى مَوْصُوف مُقَدّر وهم الأخوال أَو مَا يقوم مقامهم وَلَا حَاجَة إِلَى هَذَا التَّقْدِير مَعَ الِاسْتِغْنَاء عَنهُ فَيتَعَيَّن أَن يكون صفة وَقد يجوز الْبَدَل على قبحة انْتهى وَفِيه نظر فَإِنَّهُ على تَقْدِير كَونه بَدَلا لَا يحْتَاج إِلَى مَوْصُوف مُقَدّر فَإِنَّهُ مَذْكُور وَهُوَ أخوالي وَلَيْسَ معنى الْإِبْدَال أَن يكون الْمُبدل مِنْهُ لَغوا سَاقِطا عَن الِاعْتِبَار كَيفَ وَقد يعود الضَّمِير عَلَيْهِ فِي نَحْو قطع زيد إصبعه فَلَو كَانَ فِي حكم السَّاقِط بِالْكُلِّيَّةِ لجهل مرجع الضَّمِير وَلم يقل أحد إِنَّه رَاجع إِلَى زيد مُقَدّر مَعَ وجوده وَإِنَّمَا الْمَقْصُود بِالذكر فِي بدل الْكل الْمُبدل مِنْهُ وَالْبدل جَمِيعًا كَمَا حَقَّقَهُ الشَّارِح الْمُحَقق وَيُؤَيِّدهُ أَنهم جعلُوا الْجِنّ بَدَلا
من شُرَكَاء فِي قَوْله تَعَالَى {وَجعلُوا لله شُرَكَاء الْجِنّ} فلولا اعتبارهما مَا كَانَ معنى لقولنا وَجعلُوا لله الْجِنّ وَقد تبع ابْن الْحَاجِب الزَّمَخْشَرِيّ فِي هَذَا فَإِنَّهُ منع فِي كشافة أَن يكون أَن اعبدوا الله بَدَلا من ضمير بِهِ من قَوْله تَعَالَى {مَا قلت لَهُم إِلَّا مَا أَمرتنِي بِهِ أَن اعبدوا الله} ظنا مِنْهُ أَن الْمُبدل مِنْهُ فِي قُوَّة السَّاقِط فَتبقى الصِّلَة بِلَا عَائِد ووهمه صَاحب الْمُغنِي بِأَن الْعَائِد مَوْجُود حسا فَلَا مَانع وَقد نقض ابْن الْحَاجِب مَا عده قبيحا هُنَا بقوله فِي أمالية وَالْأَحْسَن أَن يكون بني يزِيد بَدَلا من أخوالي لِأَن الْبَدَل إِنَّمَا يكون بالأسماء الْمَوْضُوعَة للذوات بِخِلَاف ابْن فَإِنَّهُ مَوْضُوع لذات بِاعْتِبَار معنى هُوَ الْمَقْصُود وَهُوَ الْبُنُوَّة
قَالَ الشَّارِح الْمُحَقق الْأَغْلَب فِي الْبَدَل أَن يكون جَامِدا بِحَيْثُ لَو حذف الأول لاستقل الثَّانِي وَلم يحْتَج إِلَى متبوع قبله فِي الْمَعْنى انْتهى وَلَا يجوز أَن يكون بني يزِيد الْمَفْعُول الثَّالِث لِأَنَّهُ لم يرد الْإِخْبَار عَن أَخْوَاله بِأَنَّهُم بَنو يزِيد وَلِأَن قَوْله لَهُم فديد يبْقى غير مُرْتَبِط بِمَا قبله وَقَوله ظلما عِنْدِي أَنه تَمْيِيز محول عَن الْمَفْعُول أَب نبئت ظلم أخوالي وَقَالَ ابْن الْحَاجِب فِي الْإِيضَاح وَاخْتَارَهُ ابْن هِشَام فِي شواهده وَقد أُجِيز أَن يكون ظلما مَفْعُولا ثَالِثا يَعْنِي ظالمين أَو ذَوي ظلم وَيكون مَا بعده كالتفسير لَهُ وَلَا يخفي مَا فِي هَذَا وَقَالَ فِي أمالية لَا يجوز أَن يكون حَالا أَي بالتأويل الْمَذْكُور من أخوالي لِأَن الْمُبْتَدَأ لَا يتَقَيَّد وَلَا من ضمير لَهُم لِأَنَّهَا لَا تتقدم على عاملها الْمَعْنَوِيّ وَفِيه أَنه حَال من الْمَفْعُول لَا من الْمُبْتَدَأ لِأَنَّهُ انْفَسَخ حكمه وَقَوله لِأَن الْمُبْتَدَأ لَا يتَقَيَّد فِيهِ مُسَامَحَة لِأَن الْحَال إِنَّمَا هِيَ قيد فِي عاملها لَا فِي صَاحبهَا وَلما كَانَ الْعَامِل فِي المبتدا الِابْتِدَاء وَهُوَ لَيْسَ معنى فعليا ليَصِح تَقْيِيده امْتنع مَجِيء الْحَال مِنْهُ لذَلِك وَمن جوزه
كسيبويه لم يلْتَزم اتِّحَاد الْعَامِل فيهمَا فجوز أَن يكون الْعَامِل فِي الْمُبْتَدَأ الأبتداء وَفِي الْحَال مِنْهُ الانتساب وَاعْترض بِأَن الانتساب عَامل ضَعِيف لَا يتَحَقَّق إِلَّا بتقدم الطَّرفَيْنِ عَلَيْهِ وَأجِيب بِأَن قوه طلب الْمُبْتَدَأ لخبره جعلته فِي حكم الْمُتَقَدّم وَلَا يجوز أَيْضا أَن يكون مَفْعُولا لأَجله كَمَا اخْتَارَهُ الْعَيْنِيّ سَوَاء كَانَ عِلّة لنبئت لِأَنَّهُ لم ينبأ لأجل ظلمهم أَو للاستقرار لِأَنَّهُ تقدم على عَامله الْمَعْنَوِيّ أَو للفديد لِأَنَّهُ يلْزم تقدم مَعْمُول الْمصدر عَلَيْهِ وَقيل تَمْيِيز من لَهُم فديد أَي يصيحون ظلما لَا عدلا وَفِيه أَن التَّمْيِيز لَا يتَقَدَّم على عَامله وَقيل هُوَ مفعول مُطلق عَامله من لَفظه محذوفا وَقَالَ الْعَيْنِيّ وَيجوز أَن يكون حَالا بِتَقْدِير جملَة أَي فِي حَال كَونهم يظْلمُونَ علينا ظلما فحذفت الْجُمْلَة الَّتِي وَقعت حَالا وأقيم الْمصدر مقَامهَا وَلَا يخفى أَن هَذِه الْوُجُوه كلهَا ظَاهر فِيهَا التعسف وَقَوله علينا أما مُتَعَلق بظلما أَو بقوله لَهُم وَلَا حَاجَة حِينَئِذٍ إِلَى تضمين الفديد معنى الْجور خلافًا للعيني لِأَنَّهُ يتَعَدَّى
بعلى وَقَوله لَهُم خبر مقدم لقَوْله فديد وَهُوَ بإشباع ضمة الْمِيم وإسكانها خطأ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى جعل كل مصراع من بَحر وَذَلِكَ لَا يجوز كَمَا بَينه الدماميني فِي الْحَاشِيَة الْهِنْدِيَّة وَأعلم أَن الرِّوَايَة يزِيد بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة وَرَوَاهُ ابْن يعِيش بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة قَالَ ابْن الْحَاجِب فِي الْإِيضَاح وَمن رَوَاهُ بالفوقية فقد تنطع وتبجح بِأَنَّهُ قد علم أَن فِي الْعَرَب تزيد بِالتَّاءِ الْفَوْقِيَّة وَإِلَيْهِ تنْسب البرود التزيديه وَهُوَ مَرْدُود من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن الرِّوَايَة هُنَا بالتحتية وَالثَّانِي أَن تزيد بالفوقية فِي كَلَامهم مُفْرد لَا جملَة قَالَ
(الْكَامِل)
…
يعثرن فِي حد الظبات كَأَنَّمَا
…
كُسِيت برود بني تزيد الأذرع)
فاستعماله كالجملة خطأ انْتهى وَفِيمَا قَالَه أَمْرَانِ الأول قَوْله وَإِلَيْهِ تنْسب البرود التزيدية وإيراده الْبَيْت أَعنِي كُسِيت برود بني تزيد الأذرع مَأْخُوذ من الصِّحَاح فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ وتزيد أَي بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة وَهُوَ تزيد بن حلوان بن عمرَان بن الحاف بن قضاعة وَإِلَيْهِ تنْسب البرود التزيديه قَالَ عَلْقَمَة (البيسط)
(رد القيان جمال الْحَيّ فاحتملوا
…
فَكلهَا بالتزيديات معكوم)
وَهِي برود فِيهَا خطوط حمر يشبه بهَا طرائق الدَّم قَالَ أَبُو ذُؤَيْب
(يعثرن فِي حد الظبات كَأَنَّمَا
…
كُسِيت برود بني تزيد الأذرع)
انْتهى وَفِيه أُمُور الأول أَنه قصر فِي تعديد من اسْمه تزيد وهم على مَا ذكره العسكري فِي التَّصْحِيف ثَلَاثَة أحدهم تزيد قضاعة وَهُوَ مَا ذكره وَالثَّانِي تزيد الْأَنْصَار وَهُوَ تزيد بن جشم بن الخزرح بن حَارِثَة مِنْهُم صَاحب رَسُول الله
معَاذ بن جبل رضي الله عنه وَالثَّالِث تزيد تنوخ كَانَت التّرْك أغارت عَلَيْهِم فأفنتهم فَقَالَ عَمْرو بن مَالك التزيدي (الوافر)
(وليلتنا بآمد لم ننمها
…
كليلتنا بميا فارقينا)
الثَّانِي قَوْله تزيد بن حلوان بِالضَّمِّ وَتَبعهُ صَاحب الْعباب والقاموس وَغَيرهمَا صَوَابه تزيد بن حيدان نبه عَلَيْهِ العسكري فِي التَّصْحِيف فِيمَا تلحن فِيهِ الْخَاصَّة
الثَّالِث قَوْله وَإِلَيْهِ تنْسب البرود التزيدية صَوَابه الهوادج التزيدية كَمَا قَالَ العسكري قَالَ والبرود اليزيدية إِنَّمَا هُوَ بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة منسوبة إِلَى بني يزِيد بالتحتية وَبَنُو يزِيد تجار كَانُوا بِمَكَّة حرسها الله وَهِي برود حمر وَأما قَول أبي ذُؤَيْب كُسِيت برود بني يزِيد الأذرع فَلَيْسَ إِلَّا يزِيد بِالْيَاءِ تحتهَا نقطتان وَمن قَالَ فِي هَذَا الْبَيْت بني تزيد بِالتَّاءِ فقد أَخطَأ وَقد أدعى الجهمي النسابة على الْأَصْمَعِي أَنه صحف تزيد بِالتَّاءِ منقوطة فَوْقهَا وَلَا أَدْرِي أصدق الجهمي أم كذب لِأَن الْأَصْمَعِي يُنكر فِي تَفْسِير أشعار هُذَيْل من يَقُول تزيد بتاء منقوطة فَوْقهَا انْتهى كَلَام العسكري وَرَأَيْت فِي شرح أشعار هُذَيْل للسكري فِي نُسْخَة بِخَط أبي بكر القناوي وَقد قَرَأَهَا ابْن فَارس على ابْن العميد وَعَلَيْهَا خطهما قَالَ فِي تَفْسِير هَذَا هَذ الْبَيْت الْعَامَّة تَقول بني تزيد أَي بنقطتين من فَوق وَلم أسمعها هَكَذَا وَرَأَيْت فِي شرحها أَيْضا للْإِمَام المرزوقي فِي هَذَا الْبَيْت روى الْأَصْمَعِي بني يزِيد أَي بالتحتية وَقَالَ هم
تجار كَانُوا بِمَكَّة وروى أَبُو عمر بني تزيد أَي بالفوقية وَقَالَ هُوَ تزيد بن حلوان بن عمرَان بن الحاف بن قضاعة وَاحْتج بِبَيْت عَلْقَمَة
(فَكلهَا بالتزيديات معكوم)
والظبة حد السهْم وَالسيف وَمعنى الْبَيْت أَن الْحمر تعثر والسهام فِيهَا وأذرعها مِمَّا سَالَتْ من الدِّمَاء عَلَيْهَا كَأَنَّهَا كُسِيت برودا حمرا شبه طرائق الدَّم بطرائق البرود انْتهى
وَفِي الْعباب للصاغاني قَالَ ابْن حبيب تزيد بِالْمُثَنَّاةِ فَوق هُوَ تزيد بن حلوان إِلَى آخر مَا ذكره صَاحب الصِّحَاح وَقَالَ غير ابْن حبيب يزِيد بِالْمُثَنَّاةِ من تَحت وهم تجار كَانُوا بِمَكَّة وروى أَبُو عُبَيْدَة برود أبي يزِيد وَقَالَ كَانَ يَبِيع العصب بِمَكَّة وَهُوَ ضرب من البرود وَصَاحب الْقَامُوس قد أخل باختصاره حَيْثُ لم يُقيد بالفوقية أَو بالتحتية فَإِنَّهُ قَالَ تزيد بن حلوان أَبُو قَبيلَة وَمِنْه البرود التزيدية وَبهَا خطوط حمر فَلَا يعلم هُوَ بِالتَّاءِ أم بِالْيَاءِ رَأَيْت فِي مُعْجم مَا استعجم لأبي عبيد الْبكْرِيّ فِي الْكَلَام على جَزِيرَة الْعَرَب عِنْدَمَا ذكر تفرق كلمة الْعَرَب وَوُقُوع الحروب بَينهم وتشتتهم أَن تزيد تنوخ هِيَ تزيد قضاعة قَالَ وَخرجت فرقة من بني حلوان بن عمرَان بن الحاف بن قضاعة وَرَئِيسهمْ عَمْرو بن مَالك التزيدي فنزلوا عبقر من أَرض الجزيرة فنسج نِسَاؤُهُم الصُّوف وَعمِلُوا مِنْهُ الزرابي فَهِيَ الَّتِي يُقَال لَهَا العبقرية وَعمِلُوا البرود وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا التزيدية وأغارت عَلَيْهِم التّرْك فَأَصَابَتْهُمْ وسبت مِنْهُ فَذَلِك قَول عَمْرو بن مَالك بن زُهَيْر (الوافر)
(أَلا لله ليل لم ننمه
…
على ذَات الحصاب مجنبينا)
(وليلتنا بآمد لم ننمها
…
كليلتنا بميا فارقينا)
وَأَقْبل الْحَارِث بن قراد البهراني وَمَضَت بهراء حَتَّى لحقت بِالتّرْكِ فهزموهم واستنقذوا مَا بِأَيْدِيهِم من بني تزيد انْتهى
الْأَمر الثَّانِي فِي كَلَام ابْن الْحَاجِب أَن قَوْله تزيد بالفوقية فِي كَلَامهم مُفْرد