المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ وهو الشاهد السادس والثلاثون - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ١

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌ مُقَدّمَة تشْتَمل على أُمُور ثَلَاثَة

- ‌(الْأَمر الأول)(فِي الْكَلَام الَّذِي يَصح الاستشهاد بِهِ فِي اللُّغَة والنحو وَالصرْف)

- ‌(الْأَمر الثَّانِي ضروب وأجناس)

- ‌(الْأَمر الثَّالِث يتَعَلَّق بترجمة الشَّارِح الْمُحَقق والحبر المدقق رحمه الله وَتجَاوز عَنهُ)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌ الشَّاهِد الثَّالِث

- ‌(أَقسَام التَّنْوِين)

- ‌ الشَّاهِد الرَّابِع

- ‌ الشَّاهِد الْخَامِس

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌ الشَّاهِد السَّادِس

- ‌(المعرب والمبني)

- ‌ الشَّاهِد الثَّامِن

- ‌ الشَّاهِد التَّاسِع

- ‌ الشَّاهِد الْعَاشِر

- ‌ الشَّاهِد الْحَادِي عشر

- ‌ الشَّاهِد الثَّانِي عشر

- ‌ الشَّاهِد الثَّالِث عشر

- ‌ الشَّاهِد الرَّابِع عشر

- ‌ الشَّاهِد الْخَامِس عشر

- ‌ الشَّاهِد السَّادِس عشر

- ‌ الشَّاهِد السَّابِع عشر

- ‌ الشَّاهِد الثَّامِن عشر

- ‌ الشَّاهِد الْعشْرُونَ

- ‌ الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ

- ‌ الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ

- ‌ الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد السَّادِس وَالْعشْرُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ

- ‌ الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌ وَهُوَ الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(بَاب التَّنَازُع)

- ‌(تتمه)

- ‌(أَمرتك الْخَيْر)

- ‌(الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(تَتِمَّة)

- ‌(اسْم مَا وَلَا المشبهين بليس)

الفصل: ‌ وهو الشاهد السادس والثلاثون

وَأنْشد بعده‌

‌ وَهُوَ الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ

وَهُوَ من شَوَاهِد س (الطَّوِيل)

(سَمَاء الْإِلَه فَوق سبع سمائيا)

وصدره

(لَهُ مَا رَأَتْ عين الْبَصِير وفوقه)

أنْشدهُ لما تقدم فِي الْبَيْت قبله قَالَ أَبُو جَعْفَر النّحاس فِي شرح شَوَاهِد س نقلا عَن الْأَخْفَش وَمثله ابْن جني فِي شرح تصريف الْمَازِني وَاللَّفْظ لَهُ قَالَ قد خرج هَذَا الشَّاعِر عَمَّا عَلَيْهِ الِاسْتِعْمَال من ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَنه جمع سَمَاء على فعائل فشبهها بشمال وشمائل وَالْجمع الْمَعْرُوف فِيهَا إِنَّمَا هُوَ سمي على فعول وَنَظِيره عنَاق وعنوق أَلا ترى أَن سَمَاء مُؤَنّثَة كَمَا أَن عنَاقًا كَذَلِك وَالثَّانِي أَنه أقرّ الْهمزَة الْعَارِضَة فِي الْجمع مَعَ أَن اللَّام معتلة وَهَذَا غير مَعْرُوف أَلا ترى أَن مَا تعرض الْهمزَة فِي جمعه ولامه وَاو أَو يَاء أَو همزَة فالهمزة الْعَارِضَة فِيهِ مُغيرَة مبدلة نَحْو خَطِيئَة وخطايا ومطية ومطايا وَلم يَقُولُوا خطائي وَلَا مطائي

وَالثَّالِث أَنه أجْرى الْيَاء فِي سمائي مجْرى الْبَاء فِي ضوارب فَفَتحهَا فِي مَوضِع الْجَرّ وَالْمَعْرُوف عِنْدهم أَن تَقول هَؤُلَاءِ جوَار ومررت بجوار فتحذف الْيَاء وَتدْخل التَّنْوِين وللنحويين فِي ذَلِك احتجاج لما يذهبون إِلَيْهِ من أَن أصل مطايا مطائي أَلا ترى أَن الشَّاعِر لما اضْطر جَاءَ بِهِ على أَصله فَقَالَ سمائيا كَمَا أَنه لما اضْطر إِلَى إِظْهَار أصل ضن

قَالَ

ص: 244

(الْبَسِيط)

(أَنِّي أَجود لأقوام وَإِن ضنوا)

وكما قَالَ الآخر (الطَّوِيل)

(صددت فأطولت الصدود) يُرِيد أطلت فَهَذِهِ الْأَشْيَاء الشاذة فِيهَا حجج فِي أَن يَقُولُوا إِن أصل هَذَا كَذَا

وَكَذَلِكَ مَا حكى عَنْهُم من أَنهم يَقُولُونَ غفر الله لَهُ خطائئه بِوَزْن خطاععة فِيهِ دلَالَة على ان أصل رزايا رزائي بِوَزْن رزاعع أَلا ترى أَن رزيئة كخطيئة فلابد لَهُم فِي جَمِيع مَا يَدعُونَهُ

وَهَذَا كُله من الْأُصُول لِابْنِ السيرافي إِلَّا أَن ابْن جني بسط مَا أجملة لِابْنِ السراج وَهَذَا الْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة لأمية بن أبي الصَّلْت مطْلعهَا (الطَّوِيل)

(أَلا كل شَيْء هَالك غير رَبنَا

وَللَّه مِيرَاث الَّذِي كَانَ فانيا)

(ولي لَهُ من دون كل ولَايَة

إِذا شَاءَ لم يمسوا جَمِيعًا مواليا)

(وَإِن يَك شَيْء خَالِدا ومعمرا

تَأمل تَجِد من فَوْقه الله بَاقِيا)

(لَهُ مَا رَأَتْ عين الْبَصِير وفوقه

سَمَاء الْإِلَه فَوق سبع سمائيا)

ص: 245

وَهَذِه قصيدة عَظِيمَة تشْتَمل على تَوْحِيد الله وقصص بعض الْأَنْبِيَاء كنوح ويوسف ومُوسَى وَدَاوُد وَسليمَان عليهم السلام ويعجبني مِنْهَا قَوْله

(أَلا لن يفوت الْمَرْء رَحمَه ربه

وَلَو كَانَ تَحت الأَرْض سبعين وَاديا)

(يعالى وتدركه من الله رَحْمَة

ويضحي ثناه فِي الْبَريَّة زاكيا)

وَقَوله فِي آخرهَا

(وَأَنت الَّذِي من فضل سيب ونعمة

بعثت إِلَى مُوسَى رَسُولا مناديا)

(فَقَالَ أَعنِي يَابْنَ أُمِّي فإنني

كثير بِهِ يَا رب صل لي جناحيا)

(وَقلت لهارون اذْهَبَا فتظاهرا

على الْمَرْء فِرْعَوْن الَّذِي كَانَ طاغيا)

(وقولا لَهُ أَأَنْت سويت هَذِه

بِلَا وتد حَتَّى اطمأنت كَمَا هيا)

(وقولا لَهُ أَأَنْت رفعت هَذِه

بِلَا عمد أرْفق إِذا بك بانيا)

(وقولا لَهُ أَأَنْت سويت وَسطهَا

منيرا إِذا مَا جنه اللَّيْل ساريا)

(وقولا لَهُ من أخرج الشَّمْس بكرَة

فاصبح مَا مست من الأَرْض ضاحيا)

(وقولا لَهُ من أنبت الْحبّ فِي الثرى

فَأصْبح مِنْهُ البقل يَهْتَز رابيا)

(فاصبح مِنْهُ حبه فِي رؤوسه

فَفِي ذَاك آيَات لمن كَانَ واعيا)

وَقَوله ولي لَهُ من دون كل ولَايَة ألخ هُوَ خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي رَبنَا ولي وَهُوَ فعيل بِمَعْنى فَاعل من وليه إِذا قَامَ بِهِ وكل من ولي أَمر أحد فَهُوَ وليه

وَالضَّمِير فِي لَهُ رَاجع لقَوْله الَّذِي كَانَ فانيا وَالْولَايَة قَالَ أَبُو عَمْرو هِيَ بِالْكَسْرِ فِي الْعَمَل وبالفتح فِي الدَّين وَقَوله إِذا شَاءَ إِلَخ يَقُول إِذا شَاءَ أماتهم وفرقهم والموالي الْوَرَثَة جمع مولى قَالَ تَعَالَى!

ص: 246

2 -

وَلكُل جعلنَا موَالِي} أَي وَرَثَة وَقَوله لَهُ مَا رَأَتْ عين الْبَصِير إِلَخ لَهُ خبر مقدم وضميره لربنا وَمَا مَوْصُولَة مُبْتَدأ مُؤخر وَتَقْدِيم الْخَبَر للحصر أَي الَّذِي رَأَتْهُ الْأَعْين ملك لربنا لَيْسَ لأحد شَيْء مِنْهُ وَضمير فَوْقه عَائِد ل مَا الموصولة وسماء الْإِلَه أَرَادَ بِهِ الْعَرْش مبتدا وَخَبره الظّرْف قبله وَقَوله فَوق سبع سمائيا حَال من الضَّمِير الْمُسْتَتر فِي فَوْقه وَمن رفع سَمَّاهُ الْإِلَه بالظرف قبله كَانَ فَوق سبع سمائيا حَالا من سَمَاء الْإِلَه كَذَا فِي إِيضَاح الشّعْر لأبي عَليّ قَالَ ابْن جني فِي الخصائص وَكَانَ أَبُو عَليّ ينشدنا فَوق سِتّ سمائيا وَكَذَا رَأَيْته أَنا قد أثْبته فِي الْإِيضَاح وَكَذَلِكَ رَأَيْته أَنا أَيْضا فِي ديوَان أُميَّة فَيكون المُرَاد بسماء الْإِلَه السَّمَاء السَّابِعَة وَأُميَّة هُوَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت واسْمه عبد الله بن أبي ربيعَة بن عَوْف الثَّقَفِيّ قَالَ الْأَصْمَعِي ذهب أُميَّة فِي شعره بعامه ذكر الْآخِرَة وعنترة بعامة ذكر الْحَرْب وَقد صدقه النَّبِي

فِي بعض شعره وَفِي صَحِيح مُسلم عَن الرشيد بن سُوَيْد قَالَ ردفت رَسُول الله

فَقَالَ هَل مَعَك من شعر أُميَّة بن أبي الصَّلْت شَيْء قلت نعم قَالَ هيه فَأَنْشَدته بَيْتا فَقَالَ هيه ثمَّ أنشدته بَيْتا فَقَالَ هيه حَتَّى أنشدته مائَة بَيت فَقَالَ كَاد ليسلم وَفِي رِوَايَة ليسلم فِي شعره وَفِي رِوَايَة آمن شعره وَكفر قلبه

وَفِي الْإِصَابَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي

أنْشد قَول أُميَّة

ص: 247

(الْكَامِل)

(رجل وثور تَحت رجل يَمِينه والنسر لِلْأُخْرَى وَلَيْث مرصد)

فَقَالَ صدق وَهَذِه صفة حَملَة الْعَرْش وَفِي شرح ديوانه لمُحَمد بن حبيب يُقَال أَن حَملَة الْعَرْش ثَمَانِيَة رجل وثور ونسر وَأسد هَذِه أَرْبَعَة وَأَرْبَعَة أُخْرَى فَأَما الْيَوْم فهم أَرْبَعَة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أيدوا بأَرْبعَة أُخْرَى فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة} كَذَلِك بَلغنِي وَالله أعلم وَيُقَال إِن الَّذِي فِي صُورَة رجل هُوَ الَّذِي يشفع لبني آدم فِي أَرْزَاقهم وَأما الَّذِي فِي صُورَة نسر فَهُوَ الَّذِي يشفع للطير فِي أَرْزَاقهم وَبَلغنِي أَيْضا أَن لكل ملك مِنْهُم أَرْبَعَة وجوة وَجه رجل وَوجه ثَوْر وَوجه أَسد وَوجه نسر ا. هـ.

وَفِي الأغاني بِسَنَدِهِ لما أنْشد النَّبِي

قَول أُميَّة (الْبَسِيط)

(الْحَمد لله ممسانا ومصبحنا

بِالْخَيرِ صبحنا رَبِّي ومسانا)

(رب الحنيفة لم تنفد خزائنها

مَمْلُوءَة طبق الافاق أشطانا)

(أَلا نَبِي لنا منا فيخبرنا

مَا بعد غايتنا من رَأس مجرانا)

(بَينا يرببنا آبَاؤُنَا هَلَكُوا

وبينما نقتني الْأَوْلَاد أبلانا)

(وَقد علمنَا لَو أَن الْعلم ينفعنا

أَن سَوف تلْحق أخرانا بأولانا)

ص: 248

(وَقد عجبت وَمَا بِالْمَوْتِ من عجب

مَا بَال أحيائنا يَبْكُونَ مَوتَانا)

إِلَى أَن قَالَ:

(يَا رب لَا تجعلني كَافِرًا أبدا

وَاجعَل سريرة قلبِي الدَّهْر إِيمَانًا)

(واخلط بِهِ بنيتي واخلط بِهِ بشري

وَاللَّحم وَالدَّم مَا عمرت إنْسَانا)

(إِنِّي أعوذ بِمن حج الحجيج لَهُ

والرافعون لدين الله أركاناً)

(مُسلمين إِلَيْهِ عِنْد حجهم

لم يَبْتَغُوا بِثَوَاب الله أثماناً)

فَقَالَ

: " آمن شعره وَكفر قلبه ". وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة فِي " طَبَقَات الشُّعَرَاء ": " وَكَانَ أُميَّة يخبر أَن نَبيا يخرج، قد أظل زَمَانه، وَكَانَ يؤمل أَن يكون ذَلِك النَّبِي؛ فَلَمَّا بلغه خُرُوج النَّبِي

كفر بِهِ حسداً ". وَلما أنْشد النَّبِي

شعره قَالَ: " آمن لِسَانه وَكفر قلبه ". وأتى بِأَلْفَاظ كَثِيرَة لَا تعرفها الْعَرَب، وَكَانَ يَأْخُذهَا من الْكتب. مِنْهَا قَوْله:(الوافر)

(بِآيَة قَامَ ينْطق كل شَيْء

وخان أَمَانَة الديك الْغُرَاب)

وَزعم أَن الديك كَانَ نديماً للغراب، فرهنه على الْخمر وغدر بِهِ وَتَركه عِنْد الْخمار، فَجعله الْخمار حارساً. وَمِنْهَا قَوْله:

(قمر وساهور يسل ويغمد)

وَزعم أهل الْكتاب أَن " الساهور " غلاف الْقَمَر يدْخل فِيهِ إِذا انكسف.

ص: 249

وَقَوله فِي الشَّمْس (الْكَامِل)

(لَيْت بطالعة لَهُم فِي رسلها

إِلَّا معذبة وَإِلَّا تجلد)

وَكَانَ يُسمى السَّمَاوَات صاقورة وحاقورة وبرقع وعلماؤنا لَا يرَوْنَ شعره حجَّة على الْكتاب وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ (الْخَفِيف)

(كل عَيْش وَإِن تطاول يَوْمًا

صائر مرّة إِلَى أَن يزولا)

(لَيْتَني كنت قبل مَا قد بدا لي

فِي رُؤُوس الْجبَال أرعى الوعولا)

قَالَ شَارِح ديوانه فِي شرح بَيت الشَّمْس قَالَ أَبُو عَمْرو قَالَ أَبُو بكر الْهُذلِيّ قلت لعكرمة مولى ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما أَرَأَيْت مَا بلغنَا عَن النَّبِي

أَنه قَالَ لأمية بن أبي الصَّلْت آمن شعره وَكفر قلبه فَقَالَ هُوَ حق وَمَا أنكرتم من ذَلِك قَالَ قُلْنَا أَنْكَرْنَا قَوْله

(وَالشَّمْس تصبح كل آخر لَيْلَة

حَمْرَاء يصبح لَوْنهَا يتورد)

(لَيست بطالعة لَهُم فِي رسلها الْبَيْت)

فَمَا شَأْن الشَّمْس تجلد قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا طلعت الشَّمْس قطّ حَتَّى ينخسها سَبْعُونَ ألف ملك يُقَال لَهَا أطلعي فَتَقول لَا أطلع على قوم يعبدوني من دون الله فيأتيها ملكان حَتَّى تستقل لضياء الْعباد فيأتيها شَيْطَان يُرِيد أَن يصدها عَن الطُّلُوع فَتَطلع على قرنيه فيحرقه الله تحتهَا وَمَا غربت قطّ إِلَّا خرت لله سَاجِدَة فيأتيها شَيْطَان يُرِيد أَن يصدها عَن سجودها فتغرب على قرنية فيحرقه الله تحتهَا فَذَلِك قَول النَّبِي

تطلع بَين قَرْني شَيْطَان وتغرب بَين قَرْني شَيْطَان

ص: 250

وَفِي الأغاني عَن الزبير بن بكار قَالَ حَدثنِي عمي قَالَ كَانَ أُميَّة فِي الْجَاهِلِيَّة نظر الْكتب وَقرأَهَا وَلبس المسوح تعبدا وَكَانَ مِمَّن ذكر إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل والحنيفية وَحرم الْخمر وتجنب الْأَوْثَان وَصَامَ وَالْتمس الدَّين طَمَعا فِي النُّبُوَّة لِأَنَّهُ كَانَ قد قَرَأَ فِي الْكتب أَن نَبيا يبْعَث فِي الْحجاز من الْعَرَب وَكَانَ يَرْجُو أَن يكون هُوَ فَلَمَّا بعث النَّبِي

حسده وَكَانَ يحرض قُريْشًا بعد وقْعَة بدر ويرثي من قتل فِيهَا فَمن ذَلِك قصيدته الحائية الَّتِي نهى النَّبِي عَن رِوَايَتهَا الَّتِي يَقُول فِيهَا (مجزوء الْكَامِل)

(مَاذَا ببدر والعقنقل من مرازبة جحاجح)

لِأَن رُؤُوس من قتل بهَا عتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة بن عبد شمس وهما ابْنا خَاله لِأَن أمة رقية بنت عبد شمس وَفِي الْإِصَابَة ذكر صَاحب الْمَرْأَة فِي تَرْجَمته عَن ابْن هِشَام قَالَ كَانَ أُميَّة آمن بِالنَّبِيِّ

فَقدم الْحجاز ليَأْخُذ مَاله من الطَّائِف ويهاجر فَلَمَّا نزل بَدْرًا قيل لَهُ إِلَى أَيْن يَا أَبَا عُثْمَان فَقَالَ أُرِيد أَن أتبع مُحَمَّدًا فَقيل لَهُ هَل تَدْرِي مَا فِي هَذَا القليب قَالَ لَا قَالَ فِيهِ شيبَة وَرَبِيعَة وَفُلَان وَفُلَان فجدع أنف نَاقَته وشق ثَوْبه وَبكى وَذهب إِلَى الطَّائِف فَمَاتَ بهَا ذكر ذَلِك فِي حوادث السّنة الثَّامِنَة وَالْمَعْرُوف أَنه مَاتَ

ص: 251

فِي التَّاسِعَة وَلم يخْتَلف أَصْحَاب الْأَخْبَار أَنه مَاتَ كَافِرًا وَصَحَّ أَنه عَاشَ حَتَّى رثى أهل بدر وَقيل إِنَّه الَّذِي نزل فِيهِ قَوْله تَعَالَى {الَّذِي آتيناه آيَاتنَا فانسلخ مِنْهَا} وَقيل إِنَّه مَاتَ سنة تسع من الْهِجْرَة فِي الطَّائِف كَافِرًا قبل أَن يسلم الثقفيون

وَرَأَيْت فِي ديوانه قصيدة مدح بهَا النَّبِي

أَولهَا (المتقارب)

(لَك الْحَمد والمن رب الْعباد

أَنْت المليك وَأَنت الحكم)

إِلَى أَن قَالَ

(وَدَن دين رَبك حَتَّى التقى

واجتنبن الْهوى والضجم)

(مُحَمَّد أرْسلهُ بِالْهدى

فَعَاشَ غَنِيا وَلم يهتضم)

(عَطاء من الله أَعْطيته

وَخص بِهِ الله أهل الْحرم)

(وَقد علمُوا أَنه خَيرهمْ

وَفِي بَيتهمْ ذِي الندى وَالْكَرم)

(يعيبون مَا قَالَ لما دَعَا

وَقد فرج الله إِحْدَى البهم)

(بِهِ وَهُوَ يَدْعُو بِصدق الحديدث

غلى الله من قبل زيغ الْقدَم)

(أطِيعُوا الرَّسُول عباد الْإِلَه

تنجون من شَرّ يَوْم ألم تنجون من ظلمات الْعَذَاب وَمن حر نَار على من ظلم)

(دَعَانَا النَّبِي بِهِ خَاتم

فَمن لم يجبهُ أسر النَّدَم)

(نَبِي هدى صَادِق طيب

رَحِيم رؤوف يُوصل الرَّحِم)

(بِهِ ختم الله من قبله

وَمن بعده من نَبِي ختم)

(يَمُوت كَمَا مَاتَ من قد مضى

يرد إِلَى الله باري النسم)

(مَعَ الأنبيا فِي جنان الخلود

هم أَهلهَا غير حل الْقسم)

ص: 252