الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب الثاني عشر أسباب تحقيق العفاف]
الكتاب الثاني عشر
أسباب تحقيق العفاف المؤلف: خالد بن عبد الرحمن الشايع.
الناشر: دار بلنسية، الرياض، ط 1، عام 1414 هـ.
المواصفات: 72 صفحة، مقاس 17 × 12 سم.
* * *
افتتح المؤلف كتابه بذكر أهمية العناية بالمرأة، وتعليمها وتثقيفها، خاصة مع وجود الحملة الشرسة التي يحمل لواءها أعداء الإسلام، وضرورة تخصيص طلبة العلم جزءا من خطبهم ومحاضراتهم عن المرأة، وأن يكونوا مقتدين في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تحدث عن أهمية العرض، وحرص أعداء الدين على هدمه، مع مكانته العالية في جميع الشرائع، ولما كانت العفة وصفا جامعا يحوط العرض ويحميه، فقد حرص المؤلف على بيان الأسباب التي تحقق العفة، ووجه خطابه فيها إلى المرأة المسلمة مباشرة لكونها تميزت عن غيرها من نساء العالمين بحساسية وجدانها، وتأصل فطرتها، وطيب قلبها، وسرعة استجابتها، وذكر - بعد ذلك - تسعة أسباب لتحقيق العفة.
السبب الأول: الإيمان والتقوى، الركيزة الأساس لجميع أسباب العفة؛ لأن المؤمنة بالله تسعى لكسب رضاه، وتخشى من عقابه، لذلك
تكون حريصة على فعل المأمور، وترك المحظور، وهذا أعظم مسببات العفة، أما إذا ضعف الإيمان أو زال ضعف أو زال الحصن الذي تتحصن به المؤمنة في محافظتها على عفتها، عند ذلك تهيم متتبعة شهواتها، وطالبة رغباتها، يحركها هواها، دون مراقبة لله تعالى، فيزول ما يصونها ويحميها.
السبب الثاني: الزواج، من أهم أسباب حصول العفة، حيث تجد المسلمة السبيل الطاهرة المأمونة لتفريغ الكوامن البشرية في نفسها، وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوائده في قوله:«فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج» (1) لذلك حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على حث أمته عليه، وأن يبكروا في ذلك.
السبب الثالث: الحياء، تحدث عن أهميته، وتعريفه، وما جاء بشأنه من نصوص، تبين أنه من صفات الأشراف الأطهار، وأنه قرين الإيمان، إذا رفع رفع الإيمان، وأنه خلق الإسلام، وزينة الإيمان، وأنه خير كله، ولا يأتي إلا بخير، وأنه زينة المرأة، وسبب رفعة شأنها، وإذا فقدته خسرت كرامتها وقيمتها.
السبب الرابع: منع الخلوة المحرمة بين الرجل والمرأة، والاختلاط بين الرجال والنساء، ذكر ما جاء من نصوص في ذلك، وما تدل عليه، والحكمة من منع الخلوة والاختلاط المحرم، وأثر تساهل بعض الناس في ذلك، من هتك الأعراض، واغتصاب النساء، ثم ذكر بعض مظاهر
(1) متفق عليه.
الخلوة المحرمة، من دخول أقارب الزوج على المرأة، وركوب المرأة مع السائق دون محرم، أو مع من هاتفته، أو دخولها المحال التجارية على البائع، أو دخولها على الطبيب، والخلوة بالمدرس الخصوصي، والمصعد الكهربائي، والمؤسسات، وآثار ذلك على المرأة بخاصة، والمجتمع بعامة.
السبب الخامس: نهي المرأة عن التشبه بالرجل، أو بالكافرات، أو بالفاسقات، وما جاء في ذلك من نصوص، من تحذير وتهديد، يبين خطورة هذا الفعل، وأن التشبه يكون في اللباس، وفي الشعر، وفي الكلام، وفي الهيئة، وأثر ذلك على المرأة، ثم ذكر صورا من التشبه المحرم شرعا، مثل: قصات الشعر ولبس البنطلون.
السبب السادس: تجنب السفر بغير محرم، وكونه من دواعي الفواحش الخطرة، ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وأثره على الأعراض.
السبب السابع: تجنب المثيرات ودواعي الفتنة، وهذا السبب من باب سد الذرائع، وهي قاعدة عظيمة، جاءت أوامر الشارع بمراعاتها، من ذلك: منع مصافحة المرأة للرجل الأجنبي، وما جاء في التحذير من ذلك، ومنع إطلاق البصر إلى ما لا يحل، وأثره على النفوس، وما جاء بشأنه من نصوص، وبعض الصور المخالفة في باب إطلاق البصر، ومنع ترقيق الصوت، والخضوع بالقول، لما له من أثر على نفس المستمع، وصور ذلك، ومنع الغناء الذي سماه بعض السلف رقية الزنا، لما فيه من أثر كبير في نفوس متعاطيه، وكونه من أعظم دواعي
الفواحش، لذلك حذر منه العقلاء، خاصة تعاطي النساء له؛ لأن أثره عليهن أكبر، فكم من حرة عفيفة أصبحت بسببه من البغايا، وكم من غيور تبدل حسه تجاه أهله ففرط فيهم تفريطا شديدا، وإن له أثرا كبيرا في إذهاب الحياء، ثم ذكر بعض الأدلة على تحريم الغناء، ثم وجه نصيحة إلى النساء بترك سماعه، والتخلص من كل آلاته.
السبب الثامن: تجنب الصديقات والزميلات غير المستقيمات، وضرورة اختيار الصالحة منهن؛ لأن المخالطة تؤثر في النفوس مهما كانت قوية، ثم ذكر ما يسمى بـ (الإعجاب) بين الفتيات، وخطر ذلك على أخلاقهن وعفتهن.
السبب التاسع: التزام الحجاب الشرعي، حيث ذكر حكمه، وأنه ليس داخلا ضمن الأمور الاختيارية، ولا العادات والتقاليد، بل هو فرض لازم، أمر به الشارع الحكيم سبحانه، وهو أعلم بما يصلح شئون خلقه، ثم ذكر بعض أدلة وجوبه، وبعض مظاهر التفريط فيه، والتحايل عليه في هذا الزمن، وآثار ذلك، ثم وجه موعظة في ذلك، وختم بنصيحة.
والكتاب جيد ومفيد، ناقش فيه المؤلف قضية من القضايا الخطرة، وموضوعا من موضوعات الساعة، رتبه ترتيبا جيدا، وحرص على ذكر أهم أسبابه، واتبع فيه أسلوب الواعظ الناصح، وحرص على تخريج كل حديث يذكره، ومرجع يورده، مع الاختصار الجيد، وهو صالح لجميع الفئات القارئة، خاصة الشابات.