الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب الثالث عشر أسس اختيار الزوجين في الكتاب والسنة]
الكتاب الثالث عشر
أسس اختيار الزوجين في الكتاب والسنة المؤلف: مصطفى عيد الصياصنة.
الناشر: دار الراية، الرياض، ط 1، عام 1408 هـ.
المواصفات: 166 صفحة، مقاس 22× 14 سم.
* * *
قدم المؤلف لكتابه بمقدمة ذكر فيها أهمية الزواج، وتكوين الأسرة، وما يحتاجه بناء الأسرة من فهم واع مستنير لمجموعة الأسس التي شرعها الإسلام لتحقيق هذا الغرض، وكونه المعبر الأول لبناء الأسرة المسلمة، وإهماله سيؤدي إلى تكوين أسر مبنية على نوازع الهوى، فلا تلبث أن تنهدم، ولذلك وضع المؤلف كتابه هذا، لبيان هذه الأسس، فعمد إلى نصوص الكتاب والسنة فاستقرأ مفاهيمها المستنبطة منها مما له صلة بالموضوع.
وقد قسم المؤلف كتابه خمسة أقسام، الأول: الزواج في الإسلام، مشروعيته والحكمة في تشريعه، أورد فيه جملة من النصوص الشرعية التي تبين مشروعية الزواج في الإسلام، وترغب فيه، وكونه ضرورة ملحة لقيام الحياة الإنسانية السوية على وجه الأرض، وحكم الزواج عند الفقهاء، ومتى يكون واجبا، وضعف الاستدلال بما جاء في بعض
الشرائع السابقة، وبعض الأمثلة على حرص السلف على الزواج، ونفرتهم من حياة العزوبة.
القسم الثاني: أهداف الزواج والحكمة من تشريعه، بعد أن ذكر أهمية الزواج، وكونه شعيرة من الشعائر التي حث عليه الإسلام، بين بعض الحكم من تشريعه، فذكر منها:
1 -
تحقيق العبودية لله تعالى بتنفيذ أمره، حيث إن الزواج امتثال لأمر الله تعالى، ومتى استشعر المقدم على الزواج ذلك أثيب عليه.
2 -
غض البصر وحفظ الفرج، حين يستغني المسلم بما رزقه الله تعالى من الحلال، بخلاف الأعزب الذي تتجاذبه دواعي الانحلال والتفسخ، وضعفه أمام ذلك بسبب عدم وجود الصارف الذي يفرغ فيه شهوته.
3 -
إنجاب الذرية، واستمرار النسل، وبذا تمتد الحياة إلى آخر مطافها، ويكتب للنسل البشري البقاء، فيعمر الكون، ويقوم الإنسان بما يجب عليه من عبادة الله.
4 -
تحقق السكن النفسي والروحي، حين يأوي كل من الزوجين إلى من يشاركه سراءه وضراءه، ويمسح عنه لأواءها.
5 -
المحافظة على الأنساب، حيث يضمن الأبناء لأنفسهم الانتساب إلى آبائهم، فيشعرون باعتبار ذواتهم واستقرارهم، بخلاف من اجتثت أصوله، واقتلعت جذوره، فإنه يعيش بدون رابطة، ولا كيان يحويه.
6 -
صيانة المجتمعات البشرية من خطر الأمراض الفتاكة والأدواء المعدية التي ضربت أطنابها في المجتمعات الغربية، حتى أصبحت هاجسا من هواجسهم الكبرى، ومنغصا من منغصات حياتهم البشرية، وكلام الأطباء في ذلك وإحصاءاتهم.
7 -
تحقيق الفطرة الإنسانية وإشباعها، وبدون ذلك يعيش الإنسان في قلق واضطراب، والزواج هو الطريق الوحيد لتأمينها.
8 -
تحقيق الستر للمرأة والرجل، حيث يكون كلا الزوجين لباسا للآخر وسترا له.
9 -
تأجيج عاطفتي الأمومة والأبوة عند الزوجين، وهذه لا تقع إلا في ظل حياة زوجية.
10 -
التدريب على تحمل المسئوليات، حيث يشعر كلا الزوجين بما عليه من تبعات الزواج، خاصة عندما تكبر الأسرة، ويكثر الأولاد.
القسم الثالث: أسس اختيار الزوجة، الذي إن التزمه الزوج فاز بحياة أسرية سعيدة، لذلك طلب منه الشارع الحكيم أن يكون متثبتا متحريا حال إقدامه على الزواج، ومما ينبغي له مراعاته في ذلك:
1 -
اجتناب المحرمات من النساء عليه، سواء كان تحريمهن مؤبدا أم مؤقتا، فالمؤبد يكون بسبب نسب، كالأم والبنت، وقد يكون بسبب مصاهرة كأم الزوجة، وزوجة الابن، ومثله ما يكون بسبب الرضاعة؛ لأن الرضاعة تحرم ما يحرمه النسب، أما التحريم المؤقت فيكون في
الجمع بين الأختين، وبين المرأة وعمتها أو خالتها، والمرأة المزوجة، والمعتدة، والزانية، والمشركة، والزيادة على الأربعة، وقد فصل المؤلف في كل نوع منها.
2 -
ذات الدين، حيث إن الدين هو العنصر الأساسي في اختيار الزوجة، وما بعده يعد بالنسبة له مكمل، والأم مربية الأجيال، وقدوة الأولاد، فإن كانت ذات دين صلحت الأسرة، وإلا كان العكس في الغالب، لذلك كان الدين هو الأساس.
3 -
الولود؛ لأنه بها يحصل التكاثر، ويتحقق الهدف من الزواج.
4 -
الودود، التي لا تخالف لزوجها أمرا، ولا تطيق غضبه، وتعود إليه إذا وقع التنازع بينهما، فهي بهذه الصفة صمام أمان لاستمرار الحياة الأسرية.
5 -
البكر، لأنها أدعى إلى قوة الصلة، ودوام المحبة، والرضا من زوجها بالقليل.
6 -
الجمال، لأن الجمال أدعى إلى تعلق الزوج بها، وعدم نظره إلى غيرها، فتحصل العفة.
7 -
الحسب، لأن كريمة الأرومة طيبة العنصر يغلب عليها صفة كريم الطباع، والحرص على شرف البيت، وحسن سمعته، وكذلك يكون أولادها.
8 -
السلامة من العيب، من أمراض منفرة، أو علل معدية؛ لأن
الطباع السليمة تنفر منها، فلا يقع الرضا.
9 -
العفة والاحتشام، والبعد عن السفور والتبرج.
10 -
الغيراء، وهي صفة موجودة في أغلب النساء إلا أن منها ما هو مذموم، حين تتعدى المرأة فيها طورها، فتؤذي بذلك زوجها، أما الغيرة المحمودة فهي التي تكون إذا انتهكت حرمات الله.
11 -
مخطوبة الغير؛ لأن من كانت كذلك منع المسلم من خطبتها، حتى لا يقع بينهما تنافر وخصومة وتباغض، أما إن كان غيره فاسقا أو فاجرا فإنه يجوز للعفيف التقدم.
12 -
خفة المهر، لكونه السنة، وسبب وقوع البركة، والبعد عما يسخط الرب، وهو تيسير لأمر الزواج، وتذليل لأهم عقباته.
13 -
رضا المخطوبة؛ لأن الزواج عقد حياة، فينبغي أخذ رضا المرأة فيه، والفرق بين الثيب والبكر في ذلك، والخلاف فيه.
14 -
موافقة الولي، وبطلان العقد بدونه، وأدلته، والشروط الواجب توافرها في الولي.
15 -
الاشتراط، وذلك بألا تشترط على خاطبها طلاق زوجته الأولى، أو ألا يقسم لها، أو لا ينفق عليها.
16 -
النظر إليها؛ لأنه تنفيذ لحث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أدعى لدوام المحبة والبعد عن الشعور بالانخداع، ثم ذكر بعض أحكام النظر، وآدابه، وكيف يفعل إذا لم يجد طريقا لرؤية مخطوبته.
17 -
أنكحة محرمة، ذكر منها المتعة، والتحليل، والشغار.
وهو في كل ذلك يذكر الأدلة، ويخرجها.
القسم الرابع: أسس اختيار الزوج، وهذا من محاسن الدين الإسلامي، حيث تحرى للمرأة الزوج الصالح؛ ليدرأ عنها التعرض لكثير من المحن والمتاعب في حياتها.
ومن أسس اختيار الزوج:
1 -
الإسلام؛ إذ لا يجوز لغير المسلم الزواج من مسلمة؛ لأنه لا سلطان لغير المسلم على المسلم، ولا قوامة له عليه.
2 -
سلامة الدين والخلق، وهو الكفاءة في الدين، وليس هناك أفظع من أن تقع فتاة مؤمنة عفيفة تحت براذن فاسق فاجر.
3 -
الاستطاعة المالية والبدنية.
4 -
الزاني حتى يتوب؛ لأنه ليس كفئا للعفيفة.
5 -
السلامة من العيوب المنفرة، والعلل المعدية.
6 -
الكفاءة، وأصلها الدين، ثم ما جاء بعد ذلك فهو أكمل وأحسن (1) .
7 -
حسن العشرة، ويعهد ذلك ويعرف بتحري طباعه، وطرق تعامله مع غيره.
(1) للمؤلف بحث طويل في ذلك ضمن كتابه " أقضية النكاح " وهو في هذا الدليل.
8 -
عرض الآباء بناتهم على ذوي الصلاح، وهو ليس مما يعيب الأب والبنت، وقد فعله من هو خير منا، شعيب مع موسى عليهما السلام، وبعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
9 -
عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح، وقد وقع ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينكره.
القسم الخامس: أحاديث لا تصح ذات علاقة بموضوع اختيار الزوجين، وهي أحاديث يكثر ورودها في بعض الكتب حتى أصبح سماعها مألوفا، مع أنها أحاديث ضعيفة أو موضوعة، ذكر منها خمسة وثلاثين حديثا، وأورد ما قاله الحفاظ النقاد في شأنها.
والكتاب جيد ومفيد، وهو من البحوث العلمية التي تثري مكتبة المرأة المسلمة، ومما ينبغي لطالبات العلم والباحثات الاطلاع عليها، بل حتى عامة المثقفات، مع أنه صاغه مؤلفه صياغة علمية إلا أنه مليء بالمباحث المهمة التي تحتاجها المرأة المسلمة، وحشد فيه نصوصا كثيرة، اعتنى بانتقائها، وحرص على صحتها، واهتم بتخريجها.