الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب العشرون التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي]
الكتاب العشرون
التدابير الواقية من الزنا في الفقه الإسلامي المؤلف: د. فضل إلهي.
الناشر: مكتبة المعارف، الرياض، وإدارة ترجمان الإسلام، باكستان، ط 2، عام 1406 هـ.
المواصفات: 328 صفحة، مقاس 24× 17 سم (رسالة ماجستير) .
* * *
قسم المؤلف كتابه في مقدمة وأربعة أبواب، أما المقدمة فذكر فيها أسباب اختياره الكتابة في هذا الموضوع، وهي ما وصل إليه المجتمع الغربي من فوضى أخلاقية، وتفكك أسري، وتمزق اجتماعي، وامتداد هذا الداء إلى بعض الدول الإسلامية التي انتشر فيها هذا الداء.
ثم ذكر أنه داء لا سبيل إلى علاجه إلا بتشخيص أسبابه، وتعقب آثاره، لكونه داء يجمع خلال الشر كلها، ثم تحدث عن بعض عواقبه، وشيء من الإحصاءات عنه في دول الغرب.
بعد ذلك، عرف موضوع الرسالة، فعرف " التدابير" وأن معناه: التفكر والتفهم، و " الوقاية " الصيانة، والحفظ، و " الزنا " فعل الفاحشة.
ثم ذكر ترتيب أبواب وفصول الكتاب.
الباب الأول: شناعة الزنا، والآثار المترتبة عليه، وفيه فصلان، الأول: تحريم الأديان السماوية للزنا، وكون الأديان السماوية متفقة على تحريمه، وجعل هذا الفصل في مبحثين، الأول: تحريم اليهودية والنصرانية الزنا، وفيه مطلبان: الأول: تحريم اليهودية للزنا، وما جاء بشأنه في كتبهم التي يقدسون، وإهلاك الأمم السابقة بسببه، وعقوبته عندهم، والتدابير الواقية عندهم منه، مثل: تحريم النظر إلى المرأة الجميلة عندهم، ومحادثتها والابتعاد عن الزناة والمغنيات.
المطلب الثاني: تحريم النصرانية للزنا، وما جاء بشأنه في كتبهم التي يقدسون، وعدهم إياه من الكبائر، وجزاء الزاني عندهم، وأنه لا يكون من ورثة ملكوت الله، والتدابير الواقية منه عندهم، مثل: تحريم النظر إلى المرأة، ومخالطة الزناة، وعقوبتهم.
المبحث الثاني: تحريم الإسلام للزنا، جعله المؤلف في تسع نقاط هي: تقبيح الإسلام لجريمة الزنا، وتقريره قبحها عقلا، فقد سمى الله الزنا: فاحشة، وتحريمه الزنا من أول مرة يرد ذكره، بخلاف بعض المحرمات التي حرمت بالتدريج، وجعله الزنا كبيرة من الكبائر، وتقرير أنه يؤثر على فاعله تأثيرا سيئا حيث يخلع منه الإيمان، ولا تستجاب دعوته، وهو كذلك سبب لوقوع العقاب الجماعي على المجتمع الذي ينتشر فيه من نزول غضب الله عليهم بإكثار الموت والطواعين فيهم، أو العقاب الفردي فيقع على المحصن بقتله، وعلى البكر بجلده ونفيه،
والتفضيح، وتحريم مناكحتهم، ورد شهادتهم، ثم ذكر وجوب المحافظة على أعراض النساء، وتشديد عقوبة القذف بالزنا، والنهي عن إتيان مقدماته.
الفصل الثاني: الآثار المترتبة على الزنا، وفيه خمسة مباحث:
الأول: انتشار الأمراض الجنسية، وضعف بنية الشباب، أورد فيه كثيرا من الإحصاءات التي تبين كثرة المصابين بالأمراض الجنسية في العالم الغربي، وذكر بعض التصريحات الخطيرة في هذا الشأن، وأثر ذلك على صحة الناس بعامة، ثم تحدث عما يدعيه بعض المفسدين من أن العفاف يورث الكبت، ويضر بالصحة، وتهافت هذا القول، وتكذيب أطباء الغرب له، والمؤتمر الدولي العام.
المبحث الثاني: مشكلة أولاد الحرام، وظهورها بجلاء في المجتمعات التي يكثر فيها الزنا، وبعض الإحصاءات التي تؤكد كثرتهم في الغرب، ثم تحدث عن انحراف شخصية هؤلاء الأولاد الذين فقدوا المربي الحنون الكفء، وخرجوا ناقمين على مجتمع يرون أن بعض أفراده هم سبب خروجهم إليه بطريقة خاطئة، وأثر ذلك على نفسياتهم.
المبحث الثالث: تشتيت الحياة العائلية، وهي من أظهر عواقب الزنا، حيث يحجم الشباب عن الزواج، أو يتزوجون متأخرين، كما هو واقع الحال في الغرب، ثم ذكر بعض الإحصاءات في ذلك، ثم تحدث عن أثره في تعريض الأسر للانهيار، من حيث ضعف اقتناع المقدمين على
الزواج به، والشكوك التي تراودهم في أثناء حياتهم الأسرية لانعدام أو ضعف الثقة بين الزوجين، وذكر بعض الإحصاءات في ذلك.
المبحث الرابع: انخفاض نسبة المواليد، لكون الزنا ينشر الأمراض الجنسية التي ينتج عنها الوفاة أو العقم أو ضعف النسل، أو تأخره، وكثرة وفيات الأطفال، وقلة عدد المقبلين على الزواج، وبعض الإحصاءات في ذلك، ثم رد على شبهة من يقول: إن انخفاض نسبة المواليد له فوائد اقتصادية، وبين زيف هذا القول، وذكر أقوال بعض الغربيين في ذلك.
المبحث الخامس: كثرة الجرائم، وذكر بعض الإحصاءات الغربية في ذلك.
الباب الثاني: ترشيد غريزة الجنس بالنكاح، حيث هذب الإسلام هذه الغريزة، فمنع كبتها، ومنع تركها بدون ضوابط، وهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، وهي الفطرة التي يعيش بسببها المجتمع نظيفا سعيدا.
وقسم هذا الباب ثلاثة فصول، الأول: الحث على النكاح، والنهي عن التبتل، وجعله في مبحثين:
الأول: الترغيب في النكاح، ذكر فيه النصوص الشرعية التي تأمر بالنكاح، وتبين أنه سنة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، وأن نصف الدين يستكمل به، ونظرة الإسلام إلى كون معاشرة المرأة فيه أجر للزوجين، وما قاله العلماء في شرح هذه
النصوص، وما استنبطه العلماء منها من أحكام.
المبحث الثاني: النهي عن التبتل، وما ورد في ذلك من نصوص.
الفصل الثاني: إماطة العوائق عن طريق النكاح، وفيه مبحثان، الأول: إزالة عائق الفقر عن طريق النكاح، وذلك بالدعم المعنوي للفقير الذي يريد الزواج، وتشجيعه عليه، وأن الفقر ليس بنقص حتى يزدرى الإنسان بسببه، وأن الفقير أهل لأن يدعم ماديا ليتزوج، وواجب الآباء في ذلك والمجتمع والدولة، ووجوب محاربة غلاء المهور، والإسراف في تجهيز أثاث منزل الزوجين، والتبذير في حفلات الزواج، وأن المغالاة في ذلك ليس من باب الإكرام بل الجشع، وليس من باب تأمين المستقبل بقدر ما هو للمباهاة والتنافس، وحرص الولي على جر النار إلى قرصه.
المبحث الثاني: الأولياء مسهلون للنكاح لا معوقون له؛ لأن النكاح من مصلحة البنت أولا، وكيف حرص الإسلام على ذلك، حتى إنه في حالة عدم وجودهم عالج هذا الأمر وأوجد له الحلول، إذ السلطان يقوم مقام الولي إذا فقد أو غاب غيبة يتعذر معها حضوره، وكذلك عالج سوء تصرف الأولياء في تزويج مولياتهم.
الفصل الثالث: إشاعة المحبة والوداد في الحياة العائلية، وما يفيد في إيجاد هذا الجو في الأسر، وفيه مبحثان، الأول: تدابير لتحقيق المحبة والوداد للمقدمين على الزواج، حيث شرع الإسلام النظر إلى المخطوبة، واستئمار البنت، والنهي عن إجبارها، واستشارة الأم في
تزويج ابنتها.
المبحث الثاني: تدابير تثبت جو المحبة والوداد بعد الزواج، من ظهور المرأة بمظهر لائق أمام الزوج، وكذا الزوج أمام الزوجة، وإجابة المرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه، وما على الرجل من قيامه بوظيفته الزوجية، ومدة ما بين كل وطئين.
الباب الثالث: رسم الطريق السوي للنكاح، وهي فئة الآداب التي يترتب على مراعاتها منع كل عبث يستهدف اتخاذ النكاح وسيلة للعب بالأعراض، وفيه ثلاثة فصول:
الأول: الآداب التي تفرق بين النكاح والسفاح، وفيه ثلاثة مباحث، الأول: إعلان النكاح، وما جاء في ذلك من نصوص، واستحبابه في المسجد مراعاة لفضل المكان، ولأنه أدعى للإعلان، كذلك الشهود في النكاح، واستحباب خطبة الحاجة فيه، والوليمة، وضرب الدف.
المبحث الثاني: اشتراط الولي في النكاح، وما جاء فيه من نصوص، والخلاف في ذلك.
المبحث الثالث: تحريم صور النكاح المشابهة للسفاح، حيث حرم الإسلام نكاح المتعة والتحليل.
الفصل الثاني: ضمانات تتعلق بالزوجة للحيلولة بينها وبين الفاحشة، وفيه خمسة مباحث، الأول: غياب الزوج مدة غير محددة، وما جاء في منعه من ذلك.
المبحث الثاني: زوجة المفقود، ومتى يحكم بموت زوجها.
المبحث الثالث: تحديد مرات الطلاق.
المبحث الرابع: تحديد مدة الإيلاء.
المبحث الخامس: تشريع حكم الظهار.
الفصل الثالث: تدابير للحيلولة دون أن يكون الزواج سببا للفاحشة، وفيه ثلاثة مباحث، الأول: الآداب التي تجب مراعاتها في الزواج، حيث حرم الإسلام مناكحة الزناة حتى يتوبوا، وما جاء في تستر الزوجين وقت الجماع، فلا تكشف لهما عورة حتى في الخلوة، والنهي عن تحدثهما بما فعلا بعد ذلك، لما في التحدث من أثر على المستمع.
المبحث الثاني: تيسير إنهاء الرابطة الزوجية، وذلك بتشريع التفريق بين الزوجين لعيوب فيهما، وتحديد العيوب التي يقبل معها التفريق وإباحة الطلاق، حيث بين فيه موقف اليهودية والنصرانية منه، وموقف الإسلام منه، وشهادة بعض مفكري الغرب على صحة موقف الإسلام من الطلاق، ثم ذكر الخلع، ومشروعيته، وفوائده للمتضررة، والنهي عن الإضرار بالمرأة.
المبحث الثالث: تعدد الزوجات، وإباحة الإسلام له، ورد على شبهة من يقول: لم يبح الإسلام تزوج المرأة بأكثر من رجل، وكون التعدد ليس فيه هضم لحقوق النساء، كما يدعيه بعض الناس، وكون الإسلام ليس الدين الوحيد الذي أباحه، وأنه لم يجبر المرأة على قبوله،
وأن التعدد مشروط بالعدل.
الباب الرابع: العمل على تهيئة المناخ الإسلامي، حيث لم يقف الإسلام عند تحريم الزنا، وتسهيل الزواج وتنظيمه، بل وضع التدابير اللازمة لتهيئة المناخ الإسلامي النظيف الذي يعيش فيه المرء بعيدا عن كل ما يثيره نحو الفواحش، وجعل المؤلف هذا الباب في فصلين، الأول: التدابير العامة، وفيه سبعة مباحث، الأول: ترسيخ الإيمان وتقوى الله في القلوب؛ لأن الإيمان يمنع من الوقوع في الفواحش، وإذا زلت قدم الإنسان فيها دفعه إيمانه إلى المبادرة إلى التوبة منها.
المبحث الثاني: التكافل الاجتماعي، من حيث مسئولية الأقارب عن الإنفاق على الفقير حتى لا يعجز عن الزواج فيزني، أو تضطر المرأة إلى المال فتزني، فإذا عجز الأقارب عن ذلك أو عدموا أعطي من مال الزكاة، حتى يخرج عن حدود الفقر إلى الغنى.
المبحث الثالث: تحريم الخمر، لكونها مفتاح كل الشر، ولتأثيرها على وحدة الأسرة، وتشديد الإسلام في تحريمها، حتى شرع جلد متعاطيها، وتوعده بشدة العذاب في الآخرة إن مات وهو لم يتب من تعاطيها.
المبحث الرابع: تحريم الغناء والمعازف، وصلة ذلك بالزنا، وما ورد فيه من نصوص شرعية تحرمه، وأقوال العلماء فيه.
المبحث الخامس: الصوم، وذلك خاص بمن عجز عن الزواج، لما له
من أثر في تخفيف رغبة الصائم في النكاح، وحكم قطع الشهوة أو تخفيفها.
المبحث السادس: تحريم إشاعة الفاحشة، لما لها من أثر في تشويق النفوس إليها، وتذكير الغافل بها، لذلك شددت عقوبة القاذف لكونه من أعظم أسباب إشاعتها.
المبحث السابع: تشريع الحدود، وعلانية إقامتها، وما جاء في ذلك من نصوص، والحكمة منها، وبعض الإحصاءات.
الفصل الثاني: التدابير المتعلقة بالمرأة، لكونها صاحبة دور كبير في تهيئة الجو الإسلامي إذا صلحت، والجو الفاسد إذا فسدت، وفي الفصل مبحثان، الأول: القرار في البيوت، وهو من المسائل الأساسية في تهيئة المناخ النظيف، لذلك أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم النساء بالقرار في البيوت، وجعله الأصل، وأن الخروج لا يكون إلا لحاجة، ثم رد على من يدعي أنه تعطيل لنصف المجتمع، وأثر خروج المرأة من بيتها في هدم بيتها، ونشر الفساد في مجتمعها، وخروج جيل غير سوي لا يعرف حنانا ولا مودة.
ثم تحدث عن الآداب الإسلامية العامة التي ينبغي أن تراعى من قبل المرأة لصيانة حرمة بيتها، وحرمتها حال وجودها في البيت، من ذلك وجوب استئذان مريد الدخول إلى البيت قبل دخوله، ووجوب استئذان كل بالغ، وكيف يكون الاستئذان للنساء والأطفال، ومراعاة عدم الإلحاح في طلب الإذن، وعدم الوقوف أمام الباب، ومتى لا يجوز
الدخول وإن حصل الإذن، والواجب تجاه المخنثين، وتحريم الاطلاع على بيوت الناس، وما يؤدي إلى ذلك، كاللعب بالحمام ونحوه، ثم تحدث عن الآداب التي يجب على المرأة مراعاتها في بيتها، مثل: عدم الخضوع بالقول للأجنبي، وعدم إبداء زينتها له، وتحريم وصف المرأة المرأة لزوجها.
المبحث الثاني: مغادرة المرأة المنزل، وذلك حين احتياجها إلى الخروج، فلا تخرج إلا لحاجة، ولا تخرج إلا بإذن زوجها، إن كانت ذات زوج، ولا تخرج إلا محجبة، وأن تغطي وجهها عن الأجانب، ومسئولية ولي الأمر في ذلك، وألا تخرج متعطرة، ولا تظهر زينتها بصوت تخرجه من ضربها بالأرض أو نحو ذلك، وأن لا تختلط بالرجال، ولا تسافر إلا مع ذي محرم، ولا تحج إلا مع ذي محرم.
ثم ذكر ما يجب على الرجال التزامه من آداب، وهي غض البصر، وعدم مس الأجنبية.
وختم الكتاب بذكر أهم ما توصل إليه، وهو أن البشرية - جمعاء - تشهد بنجاح هذه التدابير التي جاء بها الدين الحنيف في مكافحة الزنا، ومنع ظهور الفواحش.
والكتاب جيد ومفيد، حرص فيه مؤلفه على حشد التدابير الواقية من الفواحش في المجتمع، وحشد لها الأدلة من الكتاب والسنة، وحرص على إيراد أقوال المفسرين وشراح الحديث التي تبين معانيها، وإيراد أقوال الفقهاء التي تبين ما استنبط منها من أحكام، مع إيراد أقوال مفكري
وعقلاء الغرب الذين يؤيدون هذه التدابير، ويحذرون من ضدها، مع إيراده الإحصاءات التي يتبين من خلالها حال المجتمعات الغربية التي فتحت للفواحش أبوابها على مصاريعها، فأصبحت تئن من ويلاتها، مع حرصه على ذكر بعض الفوائد في ثنايا بحثه، خاصة ما يتعلق منها بالحسبة، ودور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمن المجتمع وردع أهل الفساد.
والكتاب صالح للقراءة من قبل الفئة المثقفة، خاصة الداعيات، لحاجتهن الماسة إلى كثير من موضوعاته في مواعظهن ومحاضراتهن.