الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب الثامن والعشرون خلق المرأة]
الكتاب الثامن والعشرون
خلق المرأة
والمقابلة بين طبائعها وطبائع الرجل المؤلف: هنري ماريون، ترجمة: إميل زيدان.
المواصفات: 122 صفحة، مقاس 24 × 17 سم.
* * *
قدمت المترجمة للكتاب بمقدمة ذكرت فيها ما يمتاز به هذا العصر، حسب رأيها، من كونه قد آلى على نفسه تهديم كل قديم، وأنه تميز بحركتين اجتماعيتين، الحركة الاشتراكية، والحركة النسائية
…
وذكرت أن غاية الحركة النسائية رفع مقام المرأة، وإعتاقها من عبوديتها
…
بحيث لا تعد متاعا أو أداة للزينة والزخرفة، بل مخلوقا مستقلا له غاية خاصة من الوجود يدأب في بلوغها (1) .
ثم ذكرت المترجمة أنه لا بد قبل ترقية المرأة أن تدرس - دراسة وافية - إصلاح أخلاقها، ثم مصيرها وغايتها التي يمكن أن تكون، لذلك
(1) لو أنهم انصفوا، وابتعدوا عن تعصبهم ضد الإسلام، أو عرفوه عن قرب، إن أحسن بهم الظن، لعلموا أن دين محمد صلى الله عليه وسلم قد أعطى المرأة - قبل أربعة عشر قرنا - ما ينادون به، وما أقاموا من أجله حروبهم الطاحنة، ولو تنبه أتباعهم من أبناء المسلمين لعلموا أنهم أقاموا حربا وهمية مع أنفسهم، عدوهم فيها حال المرأة الغربية، وضرباتهم واتهاماتهم توجه فيها إلى أبناء جلدتهم، الذين لا يخالفونهم في لب ما ينادون به، فليتهم يتنبهون.
حرصت على ترجمة هذا الكتاب، لكونها طالما اشتاقت إلى مطالعة كتاب يشرح أخلاق المرأة وطبائعها وسجاياها، ويشرح ذلك شرحا علميا وافيا، وأنها وجدت بغيتها في هذا الكتاب، وهو مجموعة محاضرات ألقاها هنري ماريون الأستاذ في كلية الآداب في باريس، وهو من الأخصائيين في فنون التربية، لا سيما تربية البنات.
ثم ختمت مقدمتها بأن هذا الكتاب لن يرضي فريقين، هما: فريق من الرجعيين، لكون المؤلف تسامح في شأن المرأة، وفريق من النساء، لكون المؤلف وصفهن ببعض الصفات التي تتصف بها المرأة.
قسم المؤلف كتابه ثلاثة عشر فصلا: أولها: جعله تمهيدا للكتاب، تحدث فيه عن مباحث الكتاب، ومصادره، وروحه، حيث ذكر أنه لتبين التربية الملائمة لمخلوق ما فإنه يجب أن ننظر إلى مواهبه الراهنة، ومواهبه الكامنة، وما عسى أن تكون عليه بعد ذلك، وهذا غرض هذا الكتاب.
ثم ذكر أن أخلاق المرأة تقف على عاملين أساسيين، هما: حالتها الاجتماعية في العصور السابقة، لكون منازعها ترجع إلى طريقة تربيتها على ممر الأجيال، والعامل الآخر: تكوين أعضائها، ووظائفها الحيوية، وهذا أشد أثرا من العامل الأول، لذلك لا بد من دراسة هذين العاملين قبل استكمال مباحث الكتاب.
بعد ذلك، شرع المؤلف في استعراض بعض الصور التاريخية للمرأة في المجتمع، وحاول من خلال هذا الاستعراض استنتاج كيف
تخصصت المرأة في أعمالها التي تمارسها الآن، من اهتمام بشئون منزلها ورعاية أطفالها وتربيتهم، وأن هذا التطور الذي حدث للمرأة يرد على دعاوى القائلين بمماثلة المرأة للرجل، وأن هذه المقولة مخالفة للطبيعة، ومضادة لمجرى التقدم البشري، وأنه لا يمكن تعليل نشوء العادات وسن الشرائع على صورها التي عهدها الناس إن لم يكن لها في الطبيعة مصدر تستوحيه وأساس تقوم عليه.
ثم ذكر مصادره في كتابه، وهي كتب الأخلاقيين، وكتب علماء وظائف الأعضاء، وآثار الأدباء، وأقل هذه الكتب شأنا - عند الكاتب وهو حق - كتب القديسين الذين نصبوا العداء للمرأة وهاجموها وحذروا منها.
ثم تحدث عن الروح العامة التي سار عليها في كتابه، وهي: اعتبار أن المرأة كائن كالرجل، له غاية من وجوده يدأب لبلوغها، وأن اختلافها في تكوينها الجسدي لا ينقص من قيمتها، بل هو لأدائها عملها الذي خلقت من أجله، وأنها والرجل الشطران اللذان يؤلفان الإنسانية، وبهذا تكون مشتركة مع الرجل في كونها إنسانا لها من الحقوق البدهية ما له، وعليها من الواجبات الأولية ما عليه (1) .
الفصل الثاني: حالة المرأة الاجتماعية في الماضي، استعرض فيه وضع المرأة في مدنيات سابقة، واستخلص منها ازدياد التخصص في عمل الرجل المرأة كلما ازداد تقدم الإنسان، فذكر وضع المرأة المصرية
(1) وهذا عين ما أعطاها الإسلام، بل زاد على ذلك بأن جعلها سكنا للرجل، بل وأعطى الأم من الحقوق ما لم يدر بخلد واحد من الغربيين المنادين بنيل المرأة حقوقها.
القديمة، والمرأة في القبائل البدائية، وفي الهند، واليونان، وروما، وعند النصارى الذين تأثروا باليهود والرومان في ظلم المرأة، وعند الفرنسيين، الذين كانت المرأة عندهم وضيعة ذليلة، (1) وكيف أثر وضعها السابق في وضعها الحالي.
الفصل الثالث: حالة المرأة الجسمانية، ووظيفتها الحيوية، (2) وكونها أضعف من الرجل في ذلك مع كونها تؤدي أسمى الوظائف الاجتماعية، ثم شرع بذكر الفروق التشريحية، في طول المرأة، ووزنها، وصغر هيكلها، وقلة متانته، وقلة قدرتها على سرعة الحركة، وضعف عضلاتها وصغرها، وتسطح قدمها مع التوائها، وصغر قلبها، وسرعة نبضها، وقلة دمها، ونقص الأملاح فيه، ثم انتقل إلى الجهاز التنفسي، ثم الرأس والدماغ، وتكوينها العام الذي يؤهلها لتكون أما تحمل وتلد، والضعف والاضطراب الذي يصيبها في أوقات حيضها ونفاسها أو حملها وولادتها، وكونها أكثر تعرضا للمرض من الرجال، وفق إحصاءات الشركات التي تعني بشأن العاملات.
ثم تحدث عن نتائج الأنوثة من الوجهة النفسانية، وأثر تكوينها الجسدي على نفسيتها، ووظيفتها في العناية بأطفالها تجعلها أكثر نظرا من الرجل وأقل تفكيرا منه خارج نطاق أسرتها، وحاجتها الملحة للاحتماء تحت ظل رجل، وكون المرأة جبلت على مراقبة عواطف الرجل
(1) وهنا تعلق المترجمة على كلام الكاتب مدعية أن المرأة المسلمة لم تكن أسعد حظا من غيرها من نساء تلك الأمم، وبئس ما قالت، وهذه الدعوى أقل من أن يرد عليها.
(2)
ينصح بمراجعة كتب الدكتور محمد علي البار، خاصة (عمل المرأة في الميزان) و (دورة الأرحام) ففيهما تفصيل للفروق الفسيولوجية بين الرجل والمرأة.
فترضيه، وتعد فوزها ونجاحها مرتبطا بهذه الاستمالة، وقوة إعجاب المرأة بقوة الرجل، ورغبتها في طاعته واحترامه.
بعد ذلك تحدث عن كون هذه الصفات الجسمية والنفسية للمرأة ليست عيبا فيها إذا وجدت الرجل المنصف الذي يحترمها ويحترم وضعها، وأن التفاوت بينها وبين العائلة، وأن الحركات النسوية التحررية إذا اتخذت لنفسها غير هذه الوجهة، وأصرت على المناداة بالمساواة المطلقة بالرجل فإنها ترمي بذلك إلى تلاشي العائلة، التي هي ركن الاجتماع، ولا سعادة للمرأة خارجها.
الفصل الرابع: الفتاة، مقابلة بين أخلاق الجنسين قبل البلوغ، عقده المؤلف لبيان أهم الفروق بين البنت والولد، فذكر منها: الحركة، الكلام، والتقليد، والإحساس، والأميال الغريزية، والإرادة، والذكاء.
الفصل الخامس: إحساس المرأة بوجه الجمال ودور الانتقال، تحدث فيه عن التقلبات التي تحدث لها وقت بلوغها، وعما قيل في إحساسها، وزخم العواطف في قلبها، وكون محور هذه العواطف الحب، الذي يكون محور فضائلها، أو نقائصها.
الفصل السادس: إحساس المرأة - الأميال التي مرجعها الذات، تحدث فيه عن نفسيه المرأة، من حيث: حبها لذاتها، وأنانيتها، وحبها
الامتلاك، وتعلقها بالمألوف، وتمسكها بالحياة، ومظاهر العجب والخيلاء فيها، وحبها للظهور، وحبها للتقريظ، والثناء على محاسنها الجسدية، وما يحملها عليه كل ذلك من شدة حسد، وطموحها، وحب السيطرة الذي يظهر جليا في حبها السيطرة على قلب زوجها، وأن لا يشاركها فيه أحد.
الفصل السابع: إحساس المرأة - الأميال التي مرجعها الغير، كحب المرأة لحبيبها، وأولادها، الذي يظهر فيه حنانها وعطفها على من تحب، وهذا مما يجعلها تميل إلى الإعجاب بالقوة، والعطف والشفقة على كل مخلوق ضعيف، وهي مع ذلك عنيفة في مخاصمتها ومشاحنتها، وهذا ما يجعلها ميالة إلى التطرف بطبيعتها، وهي كذلك تحفل بالأشخاص أكثر من احتفالها بالمبادئ، وكذا كثرة تلونها وتقلبها، فهي أقل من الرجل ثباتا على المبادئ، وكذا ثباتا على الصداقة، فهي سريعة التحول فيها، حتى أصبحت الصداقة الحقيقية نادرة بين النساء.
الفصل الثامن: إحساس المرأة، العواطف المركبة والعواطف السامية، ويعني بالعواطف المركبة: العواطف المبنية على الأميال الراجعة إلى الذات، والأميال الراجعة إلى الغير، فهذه الأميال تتركب أحيانا فتشغل الجانب الأكبر من عواطف المرأة، منها: الغيرة، مركبة من حب الذات وحب الغير، والثرثرة، المبنية على حب الذات والظهور، وحب الغير بالملاطفة وحسن العشرة في نظرها، وكذا حب الشرف، وعاطفة الواجب، وسلوكها الذي تسترشد فيه قلبها وتستهدي فيه بوحي من
تحبهم، وضعف غريزة الحق فيها، وقوة إحساس الجمال، وقوة الشعور الديني عندها.
الفصل التاسع: ذكاء المرأة، وقوته، واختلافه من بيئة إلى أخرى، ومميزات ذكاء المرأة، ونقص ذكائها، وقوة إدراكها أو ضعفه، وقوة ذاكرتها، وضعف إبداعها، واتساع خيالها، وحبها للاستطلاع، والخلاف في كفاءتها، في البحث العلمي، وخلص بعد ذلك إلى أن ذكاء المرأة حاد وثاب، ولكنه قليل العمق، قصير المدى، قليل التروي، سريع الحكم على النتائج
…
إلخ.
الفصل العاشر: إرادة المرأة، عرف فيه وظيفة الإحساس، ثم تكلم عن الجرأة عندها، وقوة البث والتقرير، وقوة التنفيذ والثبات، والجلد والعناد.
الفصل الحادي عشر: مصير المرأة، تكلم فيه عن غاية المرأة من الوجود، والمرأة خارج الحياة الزوجية، ومشاركتها للرجل في خواص البشر الأساسية.
الفصل الثاني عشر: مصير المرأة، ما تحتمله حالتها من أوجه التحسين، ناقش فيه آراء أحد المنادين بمساواة الرجل للمرأة، وبين أحواله الخاصة التي حملته على هذه المناداة، ثم ناقش آخر، وبعد ذلك عاد لتمحيص المسألة، ودرس المسألة نفسيا، وبين أن أكثر الأمور التي حملت على مثل هذه المناداة، حالات خاصة عاشت فيها بعض النساء بسبب بعض الظروف حياة تعاسة وشقاء، ثم طرح بعض طرق الإصلاح
وهي: إصلاح التعليم، وإباحة المهن (1) والتعليم الصناعي، والتطيب، والوظائف العمومية.
الفصل الثالث عشر: مصير المرأة، ومسألة الحقوق السياسية (2) حيث تحدث عن مخاطره، وما يجره على المرأة، وعلى المجتمع بأسره من مصائب.
فصل إضافي: فيه تاريخ الحركة النسائية بعد الحرب العالمية الأولى في أوربا باختصار.
والكتاب مهم ومفيد، فإنه وإن كان مؤلفه نصرانيا إلا أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، وهذا لا يعني موافقته في كل ما ذهب إليه، بل ولا على الأسس التي انطلق منها، ولكنه بتأمله، وتجاربه، واستنتاجه، واستفادته ممن سبق، وصل إلى شيء كثير من الحق، وسطره في هذا الكتاب، لذلك رأى أن الطبقة المثقفة في مجتمعنا أحق من تلزمهم الاستفادة من هذا الكتاب وأمثاله من الكتب التي بحثت في نفسية المرأة، وطرق التعامل معها، لدلالتها على الخير.
(1) وذلك لكون الرجل الغربي غير ملزم بالإنفاق على المرأة، لذلك تحتاج المرأة هناك للعمل حتى تكسب لقمة العيش، بخلاف المسلمة، فإنها قد كفيت هذا الجحيم بإيجاب الإنفاق عليها من قبل الرجل.
(2)
راجعي في هذه المسألة كتاب " المرأة والحقوق السياسية في الإسلام" لمؤلفه مجيد محمود أبو حجير.