الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب الخمسون النشوز]
الكتاب الخمسون
النشوز المؤلف: د. صالح بن غانم السدلان.
الناشر: دار بلنسية، الرياض، ط3، عام 1415هـ.
المواصفات: 80 صفحة، مقاس 22×14سم.
* * *
قدم المؤلف لكتابه بمقدمة قصيرة أبان فيها عن أهمية الكتاب في موضوع النشوز، ثم مهد له بتمهيد تحدث فيه عما أحاط الإسلام به الحياة الزوجية من حماية ورعاية، وجعل قيامها على ميثاق غليظ، ليس من السهولة فصمه، فهي مبنية على زوجين، بعد أن كانا فردين مستقلين، زوجين كل واحد منهما يمثل الآخر، ويحمل في حناياه آماله وآلامه، زوجين بينهما صلات متينة، وتراحم وتآلف وفق ضوابط معينة، إن رعياها حق رعايتها فإنهما سيعيشان في سكون نفسي، وحب زوجي، ومودة ورحمة، على الزوج واجبات الإنفاق على أسرته، وحمايتها، ورعايتها، والقوامة عليها، وعلى الزوجة تربية النشء، والقيام برعاية المنزل في داخله، ومع كل ذلك فإن الإسلام لا يفترض في أتباعه المثالية، فإن الخطأ وارد من البشر، وطول الاحتكاك وكثرته قد يؤدي إلى النزاع بين الزوجين، لذلك حرص الإسلام على علاجه في مراحل
معينة، فإذا تعنت أحد الزوجين أو كلاهما، وصعبت الحياة الزوجية عليهما بسلب أحدهما الآخر حقوقه، فهذه الحالة يسيمها الفقهاء "النشوز" وهي موضوع هذا الكتاب.
بعد ذلك عرف المؤلف النشوز لغة واصطلاحا، وكونه قد يقع من الرجل كما يقع من المرأة، وضوابط وقوعه منهما، والفرق بين النشوز والإعراض، وكون النشوز أعم من الإعراض، فهو يشمل كل سوء عشرة بين الزوجين، أما الإعراض: فيتحقق بالانصراف عن الزوجة بالنفس أو الوجه أو المال، فهو من الزوج فقط.
ثم ذكر حالات النشوز: فأولها: نشوز الزوجة: برفع صوتها على زوجها، أو بخشونة الكلام معه، أو بالتطاول عليه، أو طلب الطلاق منه، أو تعبس في وجهه، أو تمنعه من نفسها، أو تخرج من البيت دون إذنه، أو تخونه، أو تترك شيئا من حقوق الله عليها، وثانيهما: نشوز الزوج: بقطعه الكلام مع زوجته، أو مخاطبتها بكلام خشن أو ألفاظ نابية، أو لا يطلبها للفراش، أو يأمرها بمعصية، أو يتعدى عليها بضرب، أو يمنع عنها النفقة، وثالثهما: نشوز الزوجين، بكره كل منهما الآخر، أو بهجره إياه أو بالاعتداء عليه، ونحو ذلك.
وتحت فصل بعنوان "أسباب النشوز" حصر أسبابه في أربعة جهات: الزوجة، والزوج، وولي الزوجة وأقاربها، وعوامل أخرى، ثم فصل في بيان كل جهة.
ثم تحدث عن أساليب الوقاية من النشوز وعلاجه، حيث إنه يندر أن
تستمر الحياة الزوجية دهرا طويلا دون وقوع مشكلات، لذلك فإنه لا بد من السعي لحلها، وأن لا نلجأ إلى الطلاق ونحن نستطيع أن نصلح بين الزوجين، لذلك فإن الواجب على الزوج إذا وقع النشوز من قبل زوجته أن يسعى للتعرف على سببه، فإن عرف السبب سعى لحله، فإن استعصت عليه الزوجة وأبت إلا نفورا، فعليه اتباع ما أمر الله تعالى به من: وعظ وإرشاد، وهذه المرحلة الأولى للعلاج، فيذكرها بالله ويخوفها منه، فإن لم تتعظ هجرها، وهذه المرحلة الثانية، والهجر: عدم مضاجعتها، وترك محادثتها وعدم الاتصال بها، شريطة أن لا يدم ترك المحادثة ثلاثة أيام، أما ترك الاتصال بها ومضاجعتها فراجع إلى الزوج، شريطة إلا يزيد عن أربعة أشهر، والمرحلة الثالثة: الضرب، وهو الضرب الذي لا يكسر سنا ولا عظما، ولا يسيل دما، لكنه ضرب إصلاح وتأديب، وهو غير الشديد الشاق.
أما إذا كان النشوز من جانب الزوج، فحكمها حكم الزوج في المرحلة الأولى، وهي الوعظ والإرشاد، ثم الاصطلاح، ولو بالتنازل عن بعض من حقوقها في سبيل بقاء الحياة الزوجية.
وإذا وقع النشوز من الزوجين معا، فإن الحاكم أو القاضي يقوم بدور الوعظ والتذكير، فإن لم يجد ذلك معهما جعلهما بقرب قوم أو رجل صالح يعرف أحوالهما عن قرب، ويسعى لإصلاحهما، فإن تعذر عليه الإصلاح بعث حكما من أهل الزوج وحكما من أهل الزوجة، إن أمكن، وإلا فمن قوم صالحين يعرفهم الحاكم، ثم ذكر المؤلف أدلة ذلك، وشروط الحكمين، ومهمتهما، فإن عجزا عن الإصلاح فرقا
بخلع أو طلاق أو فسخ.
ثم عقد فصلا عن حكم عضل الزوجة الناشز، وكونه ظلما ومنكرا وضررا عظيما على المرأة، وأدلة ذلك من الكتاب والسنة والمعنى.
وفي الختام ذكر نتائج بحثه في إحدى عشرة نقطة.
والكتاب جيد ومفيد، ويعد رافدا مهما، من روافد حل كثير من المشكلات الزوجية، وهو صالح لأن يكون مادة علمية لمحاضرة أو خطبة تلقى على الرجال والنساء، كما أن أسلوبه السلس، المنضبط بالأحكام الشرعية يجعله صالحا لأن يقرأ من جميع الفئات، وأن يستفاد منه، وهو من الكتب التي يوصى بالاستفادة منها، ويحرص على دلالة النساء عليها؛ لأن حل المشكلات الزوجية من أقوى أسباب استقرار الحياة الزوجية في الأسر، بإذن الله تعالى.