الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب السادس والثلاثون الطفل في الإسلام]
الكتاب السادس والثلاثون
الطفل في الإسلام المؤلف: محمود الشرقاوي.
الناشر: قطاع الإعلام والثقافة برابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، عام 1414هـ.
المواصفات: 120 صفحة، مقاس 21×14سم.
* * *
في مقدمة الكتاب تحدث المؤلف عن أهمية الطفل للمجتمع عموما، واهتمام الإسلام به منذ كونه جنينا في بطن أمه، واحتفاظه بحقوقه، وواجب الأمة تجاه الأطفال، ومكانة التربية الدينية في تربيتهم، تلك التربية التي تجمع بين تصفية الروح، وتثقيف العقل، وتقويم الجسم، دون تفريط في واحد منها، إضافة إلى الاعتناء بصلاح البيئة التي سينشأ فيها، وأن هذا الكتاب يتحدث عن هذه الأمور كلها.
ثم شرع في مباحث الكتاب التي جعلها في ثلاث مجموعات رئيسة:
أولها: بناء الأسرة، تحدث فيها عن اهتمام الإسلام بتكوين الأسرة الصالحة التي ينشأ الولد في أحضانها، وشدة حاجة الولد - ليخرج إنسان سويا - إليها، ثم تحدث عن كون الأسرة أصلا راسخا من أصول الحياة البشرية، وأن التفريط فيها هبوط بمستوى العقل، والروح، بل
سبب لتحطيم البشرية، لذلك اعتنى بها الإسلام، وجعل الزوج ركنها الأساسي، ودعامتها الكبرى، وحث عليه، ورغب فيه، وبين فضائله ومكانته، وجعله سنة الإسلام.
ثم تحدث عن مواصفات الزوجة المرغوبة، في دينها، ومنبتها، لعظيم أثر ذلك على ولدها، ثم تحدث عن الأبناء، وكونهم الهدف الأصيل في تكوين الحياة الزوجية.
المجموعة الثانية: الأحكام العامة للمولود، تحدث فيه عن الأحكام التي تتعلق بالمولود حال ولادته إلى فطامه، فذكر منها: البشارة به، والتهنئة، والأذان في أذنه، والحكمة منه، وتحنيكه، وحلق شعر رأسه، والحكمة منه.
ثم تحدث عن تسميته، وأهميتها، ومتى تكون، وأفضلها، والكنى والألقاب، ثم تحدث عن العقيقية، وأهم أحكامها، فذكر: معناها، وحكمها، وعلى من تكون، وما يفعل ببقاياها.
ثم تحدث عن الختان، فذكر: تعريفه، ومتى يكون، وحكمه عند البنات.
وتحت عنوان " الرضاع " عرفه، وذكر أهميته، وحكمه، ومتى يكون، ومزايا لبن الأم، من سهولة الهضم، وطهارته، وثبات حرارته وقيمته الاقتصادية، وأثره على الترابط بين الولد وأمه، وفوائده في امتصاص الجسد للغذاء، وقلة الأمراض التي تصيب الطفل، وفوائده للأم، في كونه يسرع في طمر الرحم، ويقلل من احتمالات الإصابة
بسرطان الثدي، وتنظيمه للنسل.
وتحت عنوان "الحضانة" عرفها، وذكر من أحق بها، وأدلتها، وفوائدها، وكونها حقا للولد، وشروطه، ومتى تنتهي، ثم تحدث عن كفالة اليتيم، وعناية الإسلام بها، وفوائدها، وأدلتها، ثم ذكر اللقيط، حيث عرفه، وبين حكم الاعتناء به، وعلى أي دين يكون، وعلى من تكون نفقته وتربيته، ثم ذكر التبني، حيث عرفه، وذكر صوره، والضوابط التي وضعها الإسلام له.
وتحت عنوان "النفقة" بين على من تكون، وفوائد ذلك، والحكمة منها، وخطورة التفريط فيها، وقدرها، وإلى متى تكون، ومتى يسلم اليتيم ماله، وحكم تفضيل بعض الأولاد في العطية دون بعض، وفي حسن المعاملة، وأهمية الرحمة والشفقة في تربيتهم.
المجموعة الثالثة: تربية الطفل، عرف فيها التربية، وذكر متى تبدأ، وأهميتها في مرحلة الطفولة المبكرة، وأهداف التربية الإسلامية، واهتماماتها، والمقارنة بينها وبين التربية عند غير المسلمين.
بعد ذلك، شرع في الحديث عن التربية الدينية، وأهمية بذر الدين الحق في نفس الطفل، وأدلة ذلك، وفيما تكون، وبما تكون، ودور الأسرة في ذلك.
ثم تحدث عن التربية الخلقية، فعرفها، وبين كونها ثمرة من ثمار الإيمان الراسخ، وروح التربية الإسلامية؛ لأن الغرض الأساسي من التربية الإسلامية: غرس الفضيلة في نفوس الناشئة وتربيتهم عليها،
ومن أهم الأمور في هذا: إبعاد الأولاد عن الحرام، في أكلهم وكلامهم، ومحيطهم وتعاملهم، وذكر النصوص التي تدل على ذلك من الكتاب والسنة.
ثم انتقل بحديثه إلى التربية العقلية، حيث بين المقصود منها، وضرورتها في نضج الولد فكريا وعلميا وثقافيا، وأدلة ذلك من الكتاب والسنة، وبيان مرتبة العلم والعلماء فيهما، وواقع المسلمين قديما فيه، وما هو العلم الشرعي المطلوب، من فروض الأعيان، والفروض الكفائية، والمستحب والمباح، وكلام العلماء في ذلك، وأهمية التعليم الجمعي دون الفردي، ومراعاة قدرات الطالب وميوله، والحرص على سنوات عمره الأولى، وأهمية اللعب للطفل، وخطر حرمانه منه، ومنع الطلاب من الاختلاط، وإن كانوا صغارا، وكلام الفقهاء في ذلك، وكلام بعض علماء التربية الغربيين فيه.
ثم تحدث عن العقوبة في نظر علماء الإسلام، فذكر الغرض منها، وضرورة معرفة طبيعة الطفل، ومزاجه قبل تطبيقها، وتشجيعه على المشاركة في إصلاح خطئه، وشروط إيقاع العقوبة، وأن الأصل الحرص على حماية الطفل من الوقوع في خطأ يسببها؛ لأن الوقاية خير من العلاج، والعقوبة لا يلجأ إليها إلا عند الضرورة، وأضرار إيقاعها بكثرة على كيان الطفل، وكلام علماء التربية في ذلك.
وبعد ذلك، انتقل إلى التربية الاجتماعية، فبين أن المقصود منها تربية الطفل على التزام آداب اجتماعية معينة، وحقوق أسرية مقننة،
هي: حق الأبوين، والأرحام، والجار، والمعلم، والصديق، والكبير، حيث تحدث المؤلف عن كل حق على حدة، وبين مكانته في الدين، وأورد الأدلة التي تحث عليه، وتبين أهميته، وأهم الآداب التي تراعى في هذه الحقوق، وكون مراعاة هذه الحقوق من محاسن الدين الحنيف، وسببا لتوطيد العلاقة بين الآباء والأمهات والأبناء، وبين الأبناء أنفسهم، وبينهم وبين جيرانهم، وبينهم وبين أرحامهم، وبينهم وبين معلميهم، وبينهم وبين كل كبير وصاحب قدر.
وذكر في أثناء حديثه عن حق المعلم أهم الواجبات على الطالب لمعلمه، وعلى المعلم لطلابه، وآداب المعلم نفسه.
بعد ذلك، تحدث عن بعض الآداب الاجتماعية العامة التي لا بد من مراعاتها، وهي: آداب الطعام والاستئذان، حيث لخصها في نقاط مستقاة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتحت عنوان "التربية الجسدية" ذكر أهميتها، وكونها قائمة على آلة الإنسان التي يستخدمها في حركته وعمله، وضربه في الأرض وجهاده، وفي كل شأنه، وهي الجسد، لذلك إذا اعتنى به أدى ما عليه بصورة جيدة، وإذا أهمل حتى أصبح عليلا حد من حركة صاحبه أو عطلها، ومن هنا جاءت أهمية التربية الجسدية، ثم ذكر النصوص التي تدل على الاهتمام بها، والشعائر التي تقوم صحة الأبدان عليها، والأمور التي حظر الشارع علينا تناولها حفاظا على صحة أجسادنا.
وفي خاتمة الكتاب، ذكر أهم ما جاء فيه، وضرورة العناية بتربية
الطفل، وواقع الأديان والمدنيات المتدهور بسبب فقدهم نظام تربية الأولاد الذي يملكه المسلمون، وواجب المسلمين تجاه هذه الكنوز التي يملكونها، وأن ما ينقصهم: تربية أولادهم على ما جاء به الشرع القويم.
والكتاب جيد ومفيد، جامع لأكثر المعلومات التي يحتاجها الآباء في تربية أولادهم، مع الاختصار الشديد، لكنه لم يكن مخلا في غالبه، وهو مما يوصى بقراءته والاستفادة منه، وهو صالح لجميع الفئات القارئة.