الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الكتاب التاسع والثلاثون عمل المرأة في المنزل وخارجه]
الكتاب التاسع والثلاثون
عمل المرأة في المنزل وخارجه المؤلف: أ. د. إبراهيم بن مبارك الجوير.
الناشر: مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، عام 1416هـ.
المواصفات: 120 صفحة، مقاس 24×17سم.
* * *
في مقدمة الكتاب تحدث المؤلف عن انتشار التعليم، ونيل النساء حظا وافرا منه، وتخرج دفعات كبيرة في الجامعات والكليات والمعاهد كل عام، والتحاقهن بركب العاملات، وهذا الأمر غير كثيرا من أنماط الحياة التي يعيشها مجتمعنا، وكان لزاما أن تدرس هذه الأمور، وأن يهتم بها، وأن تحلل مفاهيم العلم في المجتمع، ومقارنة ذلك بالنسبة للمرأة عامة، والمرأة السعودية خاصة.
وكون العمل نتيجة للمستوى التعليمي الذي وصلت إليه المرأة خلال السنوات الماضية، رغم ما يشكله من ازدواجية في دورها، وما يحملها من جهد مضاعف عليها أن تقوم به، فهل استطاعت المرأة السعودية أن توفق بين العملين؟ وما هي الدوافع التي أخرجت المرأة إلى العمل خارج منزلها؟ ما دام الرجل هو المسئول عن الإنفاق عليها وعلى البيت، ومع العلم بما ستخلفه
- بعد خروجها - من آثار على جميع أفراد المجتمع.
"مشكلة البحث" تحدث عن صعوبة معالجة موضوع الكتاب، بسبب كثرة العوامل، التي لا بد من مراعاتها عند الحديث عنه، ومنها: انتشار التعليم، والتغيرات التي يعيشها المجتمع، واختلاف وجهات النظر في خروج المرأة أو بقائها في المنزل، وكثرة المسئوليات الملقاة على عاتقها، والمخاطر التي تحف خروجها، ومساهمتها في بناء المجتمع.
بعد ذلك ذكر أنه سيستعرض كلا الرأيين المختلفين في قضية خروج المرأة من منزلها، لكي يستفيد من إيجابيات كل منهما، ويتجنب سلبياته، لأنه الخطوط الأساسية التي يدور حولها البحث.
"أهداف البحث" معرفة موقف المرأة من العمل، ودوافع وحوافز خروجها إليه، والنتائج التي نجمت عن خروجها، ونظرا لاتساع الإطار العام للبحث، وتعذر ضمه في بحث واحد، فقد رأى المؤلف التصدي لبعض جوانبه التي تتفق مع هدف البحث، وهي: موقف المرأة من العمل، ومعرفة دوافع ونتائج عملها، وقد وضع سبعة أسئلة جعلها مدار بحثه، وهي:
(1)
ما الذي دفع المرأة للعمل خارج المنزل؟
(2)
وهل حققت إشباعات دوافعها؟
(3)
وهل هذه الدوافع لإشباع رغبات نفسية أم حاجات اجتماعية؟
(4)
وماذا ترتب على خروجها؟
(5)
وهل غير ذلك من وضعها بالنسبة للرجل؟
(6)
وأثر خروجها على نمو أطفالها النفسي؟
(7)
وهل خروجها يتفق مع طبيعتها وتكونها النفسي؟
"فرضيات البحث" افترض المؤلف من خلال الأسئلة الماضية، وملاحظاته العامة، ونتائج الدراسات الميدانية، وواقع الإحصاءات الفروض التالية:
(1)
أن المرأة خرجت لتحقق إشباعات نفسية، وكفاية مادية.
(2)
أن خروجها يخفف من شعورها بالتبعية للرجل.
(3)
أن خروجها غير من نظرة الرجل لها.
(4)
أن أطفال العاملات يختلفون عن أطفال غير العاملات من حيث استقرارهم النفسي ونضجهم الانفعالي.
(5)
أن عملها يشكل عبئا جديدا، يضاف إلى أعبائها.
"مصطلحات البحث":
(1)
المرأة العاملة: هي التي تقوم بعملين، خارج منزلها وداخله.
(2)
الأسرة: زوجان وطفل على الأقل.
(3)
العمل: منشط يؤدي إلى أجر مالي.
(4)
المكانة: مفهوم يتضمن مجموعة من الحقوق والواجبات.
(5)
الدور: الأفعال المتوقعة التي يقوم بها الشخص ليؤكد احتلاله
مكانا ما.
(6)
النضج الانفعالي: الحالة التي يكون فيها الشخص في حالة توافقية وتكيفية مع غيره، مستغلا أقصى إمكاناته.
(7)
الاستقرار النفسي: الحالة التي يحياها الفرد في رضى عن نفسه وغيره، محققا علاقات طيبة نسبيا عن تكوينه الشخصي من حيث النضج والانفعال.
"مجتمع البحث" المرأة السعودية العاملة.
"محتويات البحث" يحوي البحث ثمانية فصول، الأول: الخلفية التاريخية لخروج المرأة إلى ميدان العمل، أوضح فيه أن عمل المرأة - من خلال تتبع أحداث التاريخ - يرتبط ارتباطا وثيقا بوضع ومكانة المرأة في المجتمع، ثم بين أهم دوافع خروج المرأة الغربية، وهي سقوط نظام الإقطاع، وظهور الآلة، وقيام الثورة الصناعية، واضطرار المرأة الغربية لإعالة نفسها وأسرتها؛ لأن الرجل الغربي لا ينفق عليها، واستغلال أصحاب رؤوس الأموال للمرأة، حين أعطوها نصف أجر الرجل، مع أنها تعمل مثله، لذلك كان خروج المرأة الغربية للعمل، ومناداتها بنيل حقوقها في الأجر كالرجل منطقية اجتماعيا، واستعمالها وسائل المطالبة، من إضرار، وتظاهر، ودعاية، ثم كان لا بد لها أن تشارك في مصدر التشريع الذي تفرد به الرجل دونها، ثم وجدت المرأة أن الأعمال التي تمارسها في المصنع شاقة وقذرة، فأصبحت تطالب بتحديد مستوى عملها بناء على قدراتها الجسدية.
ثم تحدث عن العلاقات بين التصنيع والتغيير في نظام الأسرة، كيف انخفضت أجور العمال، وزادت ساعات عملهم، مما أدى إلى سوء الأحوال الاقتصادية للأسر العمالية وارتفاع نسب وفيات الأطفال، وانتشار البطالة، وأصبحت سعادة المرأة العاملة في أن تجد رجلا يعولها، وينقذها من دوي المصانع، وعناء العمل، وإرهاق الوظيفة، ويعيدها إلى هدوء المنزل، وراحة النفس، والرحمة والسكينة التي فقدتها عندما هجرت منزلها، وانطلقت تبحث عن رزقها، وأصبح الاجتماعيون في أوربا وأمريكا تتصاعد هتافاتهم:(أعيدوا المرأة إلى البيت) ، وأصبح عقلاؤهم يبكون دما على وضعهم الأسري، وتذوب الغربية حنينا للعودة إلى عشها.
ثم ذكر أهم ما ساعد المرأة على خروجها إلى العمل في الغرب، وهو: الثورة الصناعية التي تحتاج إلى أيدي عاملة، خصوصا عند الإضرابات، والحروب التي سادت أوربا فقل بسببها الرجال، وانتشار العلمنة، والبعد عن الدين، وتخطيط اليهود والماسون لإفساد العالم، وانتشار روح الفردية في الغرب، وأثر الثورات الاجتماعية الكبرى.
ثم تكلم عن تأثر العالم أجمع بالتغير الذي وقع للمرأة الغربية، وامتداد هذا التأثر إلى العالم الإسلامي، وكان أبرز ما ساعد على خروج المرأة المسلمة إلى العمل: الاستعمار الغربي والغزو الفكري، وسيطرة الغرب على أجهزة الإعلام، وتأثر بعض أبناء المسلمين بالثقافة الغربية، ورغبة المرأة محاكاة غيرها، وظهور قيم اجتماعية جديدة، وأثر الحربين العالميتين في العالم الإسلامي، ووجود جاليات أجنبية كبيرة في بلاد
المسلمين، والمكانة التي ترى المرأة أن العمل يحققها لها، والتطور الصناعي، ودعوات الإصلاح والتحرر، والسلوك الاستهلاكي.
الفصل الثاني: أهم البحوث العلمية والدراسات السابقة في موضوع خروج المرأة إلى ميدان العمل، ذكر فيها إحصاءات تبين توزيع نسب المشتغلات بمختلف المؤهلات، ومدى كفايتهن، ومدى تأثير غيابهن عن العمل، وعن دوافع خروج المرأة إلى ميدان العمل، تحدث عن الدافع الاقتصادي، وما فيه من إحصاءات، وأثر الوضع الاجتماعي والطبقي في الدوافع، وأثر التحصيل الدراسي في خروج المرأة للعمل، أما عن تحديد موقف المرأة من العمل فقد ذكرت بعض الإحصاءات أن أربعة أخماس الأوربيات يفضلن البقاء في المنزل لرعاية الأطفال، ثم تحدث عن أهمية دور الأم في المنزل.
"أهم دراسات نتائج خروج المرأة إلى ميدان العمل" التي أثبتت أن المرأة العاملة تسعى لتحديد عدد أفراد الأسرة - غالبا - بخلاف غير العاملة، وكثرة مشكلات العلاقات الزوجية عند العاملات، وآثار خروجها على الأطفال، وشعورها بالذنب والقلق، وتجاهلها - أمام غيرها - هذا الخلل، ومحاولة إخفائه، ثم ذكر بعض الدراسات التي أجريت على المرأة السعودية العاملة، وازدياد نسب العاملات كل سنة، وأثر ذلك عليهن وعلى أسرهن، وأهداف هذه الدراسات، وأهم حقولها المدروسة، ونتائجها، وكانت اثنتين وعشرين دراسة.
الفصل الثالث: موقف الإسلام من خروج المرأة للعمل، تحدث فيه
عن رأي الإسلام في تعليم المرأة، وحثه على تعليمها، وكون تعليمها حقا من حقوقها، وأثر تعلمها في أبنائها وأسرتها، ثم تحدث عن رأي الإسلام في عمل المرأة، وكون الشرع لم يمنعها من العمل، وساواها بالرجل في إنسانيتها، وخلقها، وكرامتها، وتحصيلها العلمي، والعقوبات، والعمل بشرط محافظتها على شرفها ودينها وحجابها، وجعل الإسلام عملها الأصلي في بيتها، وعملها خارجه يكون عند الحاجة، مع اشتراط إذن وليها، وسلامة العمل من الاختلاط والخلوة، ومحافظتها على حجابها، ثم ذكر مبررات عمل المرأة، ثم نادى بوضع خطط مناسبة للمرأة، تعمل وفق ظروفها الشرعية المناسبة.
الفصل الرابع: أنصار الاتجاه الأول (المؤيدون لعمل المرأة) يرون ضرورة خروج المرأة للعمل خارج منزلها، مواكبة للعصر، ومسايرة للنمو الحضاري، فهي نصف المجتمع، ولا يمكن تركها في البيت تتولى شئونه، وغيرها من النساء يعملن؛ لأن في هذا تعطيلا لنصف المجتمع، وإجباره على العيش برئة واحدة، والمرأة لا يمكن أن توفق بين عملين، عمل المنزل وعملها خارجه، والمساواة المطلقة تقضي أن تخرج كالرجل دون قيود، وتعمل في أي مكان تريده، إضافة إلى رفعها مستوى الأسرة المعيشي، وقدوتهم في ذلك ما وصلت إليه المرأة الغربية، ومن أقدم أنصار هذا الاتجاه: قاسم أمين، ولم يلبث أن تراجع عن ذلك، في آخر حياته، ولكن انتشرت دعوته، وروج لها الاستعمار وأتباعه، ثم تحدث عن حجج أنصار خروج المرأة في البلاد البترولية، ومنها: خطر العمالة الوافدة التي يمكن أن تحل محلها المرأة، واحتياج
المجتمع إلى عمل المرأة في سائر المجالات، وتوفير دخل للأسرة من خلال عمل المرأة، وملء فراغ المرأة غير العاملة، ورفع معنوياتها، وإكسابها الطمأنينة والسكينة التي تفقدها غير العاملة، وكذا صقل شخصيتها، والتأثر الإيجابي في طموح الأبناء الدراسي، والاستفادة من الطاقات التي أنفقت عليها مبالغ طائلة.
الفصل الخامس: أنصار الاتجاه الثاني (المعارضون لعمل المرأة) يرون أن عمل المرأة الأساسي: إدارة شئون بيتها، وتربية أطفالها، وأن خروجها تعريض لها لكثير من المخاطر، وحرمان لأطفالها من حنانها ورعايتها، فيخرجون غير أسوياء، وكون جسد المرأة، ونفسيتها لم يخلقا لمواجهة صعاب العمل خارج المنزل، وأن دعوى ضرورة توظيف نصف المجتمع المعطل دعوى غير صحيحة؛ لأن هناك ملايين من الرجال لا يجدون فرصا للعمل، إضافة إلى انشغال كثير من النساء بشراء الكماليات، وتحطم نظام الأسرة، وتقليل النسل، وكثرة الاختلاط والخلوة المؤديان في كثير من الأحيان إلى الفواحش، وما تعيشه المرأة العاملة من توتر نفسي وقلق عندما تعود إلى منزلها بتلك الحالة وزوجها كذلك، فتكثر المشكلات المؤدية إلى الطلاق، وتتخلى المرأة عن كثير من مسئولياتها في المنزل، وتكلها إلى الخادمة.
الفصل السادس: أنصار الاتجاه الثالث (الموازنة والتوسط بين الرأيين) وهم الذين يرون أنه لا بأس في أن تعمل المرأة بشروط، وذكر شروطهم.
الفصل السابع: استبانة سريعة، وزعت على عينة عشوائية، في مدينة الرياض، كان الهدف منها تحديد موقف المرأة من ضرورة العمل، وأهميته، ومدى تأثيره فيها، ومن ثم في الأسرة والمجتمع ككل، وكانت عينة الاستبانة (70) امرأة، يعملن في قطاعات مختلفة، كان أكثرهن قد أجاب بأنهن خرجن إلى العمل لاستثمار شهاداتهن، وربعهن خرجن من أجل تحسين مستويات دخلهن، والثلث خرجن لسد أوقات الفراغ، و66% منهن قد حقق لهن العمل آمالهن، كما ذكرن، و 50% منهن يرغبن في ترك العمل للتفرغ لشئون الأسرة، وهكذا إلى أخر ما جاء في الاستبانة، وأهم نتائجها.
الفصل الثامن: خاتمة وتوصيات، لخص فيه أهم النتائج التي وصل إليها، وأهم ما يراه إصلاحا للوضع القائم.
والكتاب جيد ومفيد، ومهم في بابه، ويصلح لأن يقرأ من قبل النساء العاملات.